25-02-11, 08:30 PM
|
|
قصاصات
يحكى ان جماعه من القنافذ كانت تعيش معا في سفح الجبل ..فلما جاءها الشتاء البارد المثلوج واخذتها في الليل رعشه تناولت منها المفاصل والعظام اقترح عليها واحد منهم ان يتجتمع شتيتها في كومه متلاصقه حتى يدفى بعضها بعضا بحراراه اجسادها ولاكن جماعه القنافذ لم يكد يلتصق بعضها ببعض طلبا للدفى حتى احس كل منها بوخز الابر الحاده المسمومه التي تغطى اجساد زملاءها فما هو الا ان افصحت كلها عن كظيم الامها وطلبت ان تعود الى مواضعها المتفرقه فلذعت البرد اهون من هذا الوخز الاليم وعادت القنافذ فتفرقت كما كانت اول مره امرها ..لاكنها كذلك عادت فاحست بزمهرير الشتاء يهز كيانها هزا عنيفا وكانما نسيت ازاء هذا البلاء ما كان من الم الوخز منذ قريب فصاح بعضها ببعض ينشد كلها التلاصق مره اخرى حتى يعود لها الدغ وعاد وخز الابر وانساها الالم الحاضر والم الماضي ..فضجرت وتفرقت مره اخرى وهكذا دواليك اقتراب وابتعاد واتصال وانفصال الى ان قال منهم ,,الى ان قال منهم قائل حكيم خطونا في المبالغه والاسراف فاذا ابتعدنا اوغلنا في البعد حتى فقد كل منا دفى الاخر وتعرض للبرد الشديد واذا اقتربنا اوغلنا في القرب حتى وخز كل منا جلد اخيه فادماه ...
من كتاب قصاصات الزجاج ..
للكاتب زكي نجيب محمود...
|