العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
بين الطب النفسي والرقية الشرعية (500 سؤالا الجزء 1
بسم الله
بين الطب النفسي والرقية الشرعية إنشاء من قبل : عبد الحميد رميتـة الجزء الأول: فيه 25 سؤالا وجوابا مقدمة الإنسان كما هو معلوم بداهة مادة وروح,والله خلق البشر عندما خلقهم في أحسن تقويم ثم رد البعض منهم دينيا وأدبيا وأخلاقيا وباختيار منهم,ردهم أسفل سافلين"إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون فما يكذبك بعد بالدين.أليس الله بأحكم الحاكمين؟!" ونحن نجيب بملء أفواهنا وبأعلى أصواتنا ومن أعماق قلوبنا :"بلى ونحن على ذلك من الشاهدين".وكذلك فإن الله خلق البشر في أحسن صورة بدنيا ونفسيا:"يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك.في أي صورة ما شاء ركبك" "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين…ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين""ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها. قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها". وعلمنا الله ورسوله بعد ذلك كيف نحافظ على أبداننا على أحسن صورة وعلى أنفسنا على أحسن حال, لكن "قتل الإنسان ما أكفره" لذلك فهو يخالف ويعصي ربه فيقع الفساد في نفسه وفي بدنه أولا ثم يقع الفساد في الأرض ثانيا. وكما قال الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله: أينما وجدت الطبيعة عذراء طيبة مباركة فاعلم أنها على الهيئة التي خلقها الله سبحانه عليها,وحيثما وجدت فسادا فاعلم أن السبب هو تدخل اليد البشرية وظلم الإنسان وجهله أو تجاهله. والفساد كلمة عامة تشمل من ضمن ما تشمل: الأمراض والآفات والخلل الذي يمكن أن يصيب البدن أو النفس البشرية.وأنا سأتحدث بإذن الله من خلال مئات الاستشارات عما يمكن أن يصيب النفس الإنسانية لا البدن البشري كما أتحدث عن البعض من طبائع النفس الإنسانية وجوانب الخير والشر فيها ومواطن الصعود والهبوط,وذلك من خلال طرح مشاكل معينة من صميم حياة الناس اليومية مع إعطاء الحلول المناسبة لها.وهذه المشاكل أغلبيتها مطروحة أما البعض منها فيمكن جدا أن يطرح.وأستند في الإجابة على هذه التساؤلات على ما أعرفه من ديني ومن ثقافتي النفسية المتواضعة وكذا على أقوال العلماء والمفكرين والدعاة المسلمين والأطباء الاختصاصيين في الأمراض النفسية أو العصبية ثم أعتمد بعد ذلك على ما يقول به الطب النفسي قديما وحديثا عند المسلمين أو الكفار(ولا آخذ من كافر بإذن الله إلا ما لا يتعارض مع أصل من أصول الدين أو قاعدة من قواعده الأساسية),ثم أعتمد ثالثا على تجربتي الشخصية في الحياة عموما وفي الدعوة والتعليم والرقية الشرعية خصوصا. وأنبه في هذه المقدمة إلى جملة أمور مختصرة جدا ولكنها هامة جدا: 1-ما أعالجه في هذه الاستشارات قد يصل إلى درجة المرض النفسي وقد لا يصل,لكنني أحاول أن لا أعالج إلا ما يقلق الناس بالفعل وكذا ما له علاقة بحياتهم اليومية. 2-الأمراض النفسية تشكل نسبة معتبرة من مجموع ما يعاني منه الناس من أمراض, والذي يذهب إلى العيادات المتخصصة في هذا المجال سيكتشف صدق هذا الكلام. 3-المرض النفسي قد يظهر على الإنسان من بدايته وقد لا يظهر إلا بعد حين,مثله مثل الأمراض العضوية.وحين يُكتشف المرض النفسي قد يسهل علاجه وقد يصعب. 4-تشخيص الأمراض العضوية دقيق إلى حد كبير,أما تشخيص الأمراض النفسية فظني إلى حد كبير. وحتى العلاج فإن علاج الأمراض العضوية عن طريق الأطباء فعال إلى حد كبير بخلاف علاج الأمراض النفسية فإن فيه ما فيه من الظن ومن قلة الفعالية ومن النقص. 5-هناك تداخل كبير بين أعراض الأمراض النفسية وأعراض السحر أو العين أو الجن. وأميل من خلال تجربتي البسيطة في مجال الرقية إلى أن أكثر من 50 % مما يظنه الناس سحرا أو عينا أو جنا هو في الحقيقة أمراض أو مشاكل نفسية,ومن هنا فإنني أقول دوما:"العين حق والسحر حق والجن حق,لكن الوسواس كذلك حق". 6-الأمراض العضوية تعالج -بشكل عام- إما عن طريق دواء اصطناعي أو أعشاب طبيعية (بعلم لا بجهل),أما الأمراض النفسية فالأصل في علاجها هو الذهاب عند الطبيب النفساني. 7-في الأمراض العضوية-بصورة عامة-لا يحتاج المريض إلى بذل جهد من أجل أن يرتاح ويُشفى, بل يشرب الدواء فتحدث تفاعلات كيميائية أو خلائط فيزيائية فيبـرأ المريض بإذن الله.أما في معالجة الأمراض النفسية فلا بد أن يبذل المريض جهدا من أجل الشفاء. 8-لا علاقة (عموما) للعبادات بعلاج الأمراض العضوية,أما الأمراض النفسية فمع أن في العلاج ما فيه من الصعوبات إلا أن أول خطوة فيه هي الاهتمام الكافي والمعتدل بالعبادة عموما وبالصلاة والذكر والدعاء وتلاوة القرآن والصيام وقيام الليل والصدقة وفعل الخير و..بصفة خاصة.هذا الاهتمام بترقية الجانب الروحي شرط لازم لكنه غير كاف في أغلبية الأحيان.وهذه مسألة لا خلاف فيها بين كل من هو أهل للحديث عن علم النفس والطب النفسي وكل من يتصدى للاستشارات النفسية. 9-عندنا في الجزائر من الأطباء الاختصاصيين الأكفاء في علاج الأمراض العضوية الكثير والحمد لله رب العالمين.أما الاختصاصيون الأكفاء في علاج الأمراض النفسية والعصبية فرأيي-والله أعلم-أنهم أقل من القليل. 10-علاج الأمراض النفسية والعصبية يعتمد في جزء لا بأس به على الحديث مع المريض والسماع منه وطرح الأسئلة عليه وتقديم النصائح والتوجيهات المناسبة له. 11-من علامات ضعف الكثير (ولا أقول :كل الأطباء ) من أطبائنا الجزائريين في هذا الميدان:ا-عدم التحدث مع المريض لمدة طويلة. ب-لهفتهم الزائدة على جمع المال. ج-تعويلهم على إعطاء العدد الأكبر من الأدوية المهدئة التي قد تفيد وتؤدي إلى الشفاء إذا استعملت لمدة أسابيع أو شهور فقط,ولكنها قد تؤدي إلى قتل المريض نفسيا (فيصبح ميتا في صورة حي) إذا طال أمد استعمالها. د-عدم ربطهم للمريض بالله وعدم أمرهم له بتقوية صلته به سبحانه عزوجل. 12-قد يستمر علاج المرض النفسي بضع ساعات كما قد يستمر شهورا (أو في القليل من الأحيان سنوات) . 13-ممارسة الرياضة عموما(إلى جانب ما يأمر به الطبيب)مهمة جدا في علاج الكثير من الأمراض النفسية. 14-المصاب بمرض نفسي كما يحتاج بشكل عام إلى الاسترخاء يحتاج كذلك إلى شغل أوقات الفراغ حتى لا يبقى يفكر في مرضه أو في أعراض مرضه. 15-يجب أن نحفظ عن ظهر قلب في مجال التعامل مع علم النفس والأمراض النفسية والرقية الشرعية جملة قواعد كما نحفظ قواعد أخرى في الفقه وأصول الفقه وفي العقيدة وفي العلوم الفيزيائية والطب والتاريخ والفلسفة والرياضيات والعلوم الطبيعية والجغرافيا و..ومن هذه القواعد وجوب التفريق بين قلق سببه معروف وظاهر وقلق سببه غير معروف ولا ظاهر.إذا كان السبب معروفا وظاهرا فإن القلق يصبح مشكلة نفسية تحتاج إلى علاج مناسب ولا علاقة لها بالرقية ولا بالسحر أو العين أو الجن, وإذا عُرِف السبب كما يُقال بطُل العجب.وما ذُكر في السؤال سبب والأسباب المماثلة كثيرة جدا خاصة في الجزائر وفي السنوات العشر الأخيرة. قد يكون القلق بسبب البطالة أو ضيق السكن أو الفقر أو الفشل في الدراسة أو…تأخر المرأة عن الزواج.وكل سبب يتم التخلص منه بالطريقة المناسبة,فإذا تخلص المرء من السبب زال القلق تلقائيا بإذن الله.هذا إذا كان السبب مما يمكن أن يُتخلص منه,فإذا كان مما لا يمكن التخلص منه ولو مؤقتا(أي على المدى القريب) فإنه ليس للإنسان إلا الصبر والصلاة وما تعلق بهما والتوكل وإرجاع الأمر لله"ومن يتوكل على الله فهو حسبه" أي كافيه. 16-الأصل في المرض النفسي أنه خارج عن طاقة الإنسان وليس له اختيار فيه ولا يحاسب عليه ولا يعاقب, والمثال على ذلك شاب وقعت له مشكلة نفسية جعلته يكره أباه كرها شديدا ليس له أي اختيار ولا إرادة فيه.إن هذا يحتاج إلى طبيب يداويه لا إلى واعظ ينصحه.أما المرض الديني أو الأخلاقي فإنه يقع بإرادة واختيار من الشخص نتيجة ضعف إيمانه بشكل عام ويُلام عليه ويُحاسب ويُعاقب,والمثال عليه شخص تعود على سوء الظن واتهام الناس بالباطل والتجسس عليهم.وأما هذا فيحتاج إلى واعظ يذكره لا إلى طبيب يداويه. 17-هناك تأثير واضح ومعروف متبادل بين الأمراض العضوية والنفسية,فمثلا قد تكثر من التفكير في شيء شغل لك بالك (مشكلة نفسية) فينتج عن ذلك آلام في الرأس, وقد تأكل ما لا يتلاءم مع "المصران" أو "المعدة" (مشكلة عضوية) فتأتيك نوبة من القلق.وإذا عُرف السبب وجب معالجة السبب لا النتيجة.ومنه ففي المثال الأول يجب التخلص من التفكير الزائد الذي لا لزوم له حتى تنتهي آلام الرأس,وفي الثاني يُطلب اختيار المناسب من الطعام حتى يتم تجنب نوبة القلق. 18-لا يوجد أي تناقض بين الرقية الشرعية والعلاج النفسي عند الطبيب(إذا تمت استشارة الإثنين في نفس الوقت) بشرط أن يمارس الرقية راق واع,مثقف,عارف لدينه ,كيس وفطن,وبشرط أن يكون الطبيب ممن يؤمن بالرقية الشرعية وأنها شيء والدجل والشعوذة شيء آخر.هذا مع ملاحظة أن السحر والعين والجن يحتاج أساسا إلى رقية شرعية لا إلى طبيب,أما الأمراض النفسية فيحتاج المريض من أجل العلاج إلى طبيب لا إلى راق. لست طبيبا نفسانيا.هذا صحيح ولكنني لا آخذ في تشخيص المرض بإذن الله إلا من أطباء ثقاة.ولست عالما مسلما ولكنني لن آخذ في القول بالتحليل أو التحريم إن شاء الله إلا من عالم مسلم ثقة.أما فيما لا يتعارض مع ما يقوله الأطباء والعلماء فإنني أستفيد من تجربتي الشخصية خاصة في مجال ممارستي للرقية الشرعية خلال حوالي 17 سنة (من 1985 وحتى 2002 م ),ولا لوم ولا تثريب علي بإذن الله.أنا أحترم الأطباء ولو لم يحترمني طبيب معين (كراق) لأن الله ورسوله أوصياني بذلك.أؤكد دوما للناس بأن علاج المرض النفسي عند الطبيب الاختصاصي وليس عند راق,ومع ذلك فإنني أحترم وأقدر الطبيب حتى ولو جحد وجود السحر والعين والجن وزعم أن بيده علاج كل أمراض الناس التي هي من اختصاصه والتي ليست من اختصاصه, وحتى ولو سخر من الرقاة الشرعيين واستهزأ بهم.إنني أحترمه وأجله وأضعه على رأسي وعيني وإن كنت أخالفه الرأي. الأصل أنني أرشد المصاب بمرض نفسي إلى استشارة طبيب مختص لكن ماذا أفعل: ا-مع مريض لا يقدر على تكاليف العلاج المادية وحاول ثم حاول ثم حاول أن يجد من يقدم له مالا أو يعالجه بالمجان فلم يُفلح.ب-ومع من عالج لشهور أو سنوات عند كبار الاختصاصيين النفسانيين داخل الجزائر (وفي بعض الأحيان خارجها) ولم يُشف من مرضه. إن العقل والمنطق والشرع والأدب والخلق و..كل ذلك يوجب علي وعلى غيري (بدون أن ندعي الاختصاص كذبا وزورا وبهتانا ) أن نحاول العلاج بالطريقة الذكية الشرعية والعلمية التي إذا لم تنفع لن تضر بإذن الله.أليس هذا هو الحق والعدل أيها القراء ؟!.أهدي هذا العمل المتواضع لإخواني القراء عموما رجالا ونساء وللمرضى وللأطباء وللرقاة خصوصا,والله أسأل أن يجعلنا من المجتهدين مهما كنا بسطاء:إن أصاب الواحد منا يعطيه الله أجرين وإن أخطأ لا يحرمه من الأجر الواحد.وأسأله سبحانه أن لا يجعلنا بهذا العمل من الآثمين.اللهم ألهمنا وسددنا.اللهم يا معلم إبراهيم فهمنا.إن أصبت فيما قلت وما سأقول فمن الله وحده فالحمد لله أولا وأخيرا,وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان فأستغفر الله على ذلك. س 1 : أنا فتاة أبلغ من العمر 30 سنة أعاني منذ مدة من مشكلة أذهبت النوم عن أجفاني، وجعلتني أعيش حالة من القلق والتوتر الشديدين.أمي وأبي قصيرا القامة نسبيًّا.وكنت في طفولتي أقصر من زميلاتي,فكنت أشعر بشيء من الغيرة أو الخجل ثم في فترة البلوغ حصلت لي زيادة في الطول حيث أصبحت قرابة 1.70 م,ففرحت أيما فرح.لكن منذ فترة قصيرة أصبحت أختي التي تصغرني بسنتين والتي كانت أقصر مني قامةً,أصبحت تساويني فيها،بل تكاد تتجاوزني,ومن جهة أخرى فإن صديقتي التي درست معي سابقًا، وكانت شديد القصر أصبحت الآن أطول مني بكثير.وأصبحت صديقتي وأختي وأبواي يسخرون مني ويدعونني بالقصيرة.أنا الآن أعاني اضطرابا نفسيا لم أعشه طوال حياتي فصرت أرى-أو ربما هكذا يخيل لي-أن كل من حولي أطول مني قامة،وأني أقصرهم جميعًا,كما صرت أغار من أخي الأصغر وأخشى جدًّا أن يفوقني قامة فيما بعد فأصير أضحوكة أكثر مما أنا عليه اليوم.هرعت مؤخرا إلى زيادة الأكل والشرب لأنه قيل لي بأن ذلك يزيد من الطول.بم تنصحني؟. طولك بالنسبة لسنك طول طبيعي ومناسب،وكون صديقتك أو أختك أطول منك فهذا ليس له علاقة بالأكل أو غيره.إن المسألة متعلقة بالجينات الوراثية وتراكمها،مما يتحكم في طول الإنسان.والغذاء المناسب الجيد وممارسة الرياضة بأنواعها المختلفة من الأشياء المهمة في المساعدة على النمو السليم للجسم بصورة عامة،ولا يوجد غذاء معين أو رياضة خاصة لزيادة الطول،ولكن يوجد اهتمام عام بالصحة يؤدي إلى نمو طبيعي وجيد للجسم خال من الأمراض بإذن الله.ولا توجد عمليات جراحية أو حقن لزيادة الطول الطبيعي،وأنت فضلا عن ذلك لا تحتاجين إلى مثل هذه الإجراءات.وتستخدم العمليات الجراحية في حال العيوب الخلقية عافاك الله منها (وما عندك ليس عيبا ولا يشبه العيب) أو تستخدم الحقن في حالة نقص الهرمون الوراثي الذي يؤدي إلى توقف النمو (وهو أمر لا علاقة لكِ به لا من قريب ولا من بعيد).وكل شخص يحبكِ يشفق عليكِ من كثرة اهتمامك بهذا الأمر وسيطرته على تفكيرك ويخاف عليكِ من أن يتحول الأمر إلى صورة مرضية نفسية.أنتِ تُنصحين بالإقلاع تمامًا وفي الحين (ولو خلال أيام أو أسابيع) عن التفكير في هذا الأمر خاصة: ا-وأنه لا فائدة من التفكير فيه. ب-ولأن قيمة الإنسان تظهر من خلال أفكاره وعلمه وسلوكه ودينه:"إن أكرمكم عند الله أتقاكم",وليس من خلال طوله أو كتلته أو جنسه أو لونه.وهذه مسألة بديهية منطقا وشرعا. جـ-ولأن الطول إذا لم يكن ناقصا جدا أو زائدا جدا فإنه نسبي,أي إذا لم يستسغه رجل (أو امرأة) فإنه سيستسيغه الكثير من الرجال أو النساء. ونرجو أن يكون هذا آخر عهدكِ بالتفكير في هذا الأمر وإلا أصبح الأمر يحتاج إلى تدخل الطبيب النفسي. ويمكن عندئذ أن يفيدك من أول وهلة كما يمكن أن يصعب العلاج ويطول إذا لم تبذلي أنتِ الجهد الكافي من أجل التخلص من هذا الوهم. س 2 : هل يمكن أن يحدث في بعض الأحيان أن يتوقف الإنسان عن الكلام لفترة معينة وهو يتظاهر بذلك فقط,أي وهو ليس أبكما بالفعل؟. هذا ممكن جدا ولأسباب نفسية مختلفة.وقد يفعل الشخص ذلك طواعية وقد يحدث له ذلك بالرغم عنه. والطبيب الكيس الفطن ينتبه إلى الفرق بين حالة وأخرى,ويعالج كل حالة بما يناسبها.ومما وقع لي في عالم الرقية أن بنتا عمرها حوالي 15 سنة أتى إلي بها أهلها من ولاية من الولايات المجاورة بعد أن عرضوها على الطبيب وبقيت مريضة ولم تُشف. سمعتُ ممن جاء بها من أهلها,ثم سألتها فأجابت على أسئلة بالإشارة ولم تجب البتة على أسئلة أخرى.رقيتها في نفس الجلسة فلم يظهر لي أي أثر للسحر أو العين أو الجن,ثم سألتُ وسألتُ فعرفت في نهاية جلسة دامت حوالي ساعتين أن الفتاة وقعت خصومة بينها وبين أختها الصغرى ورأت بأن أهلها تعاطفوا مع الأخرى (كما هي عادتهم) ولم يتعاطفوا معها,بل إن بعضهم سخر منها,فلم تتحمل الصدمة وعزمت على أن تقوم بهذه المسرحية التي استمرت أياما طويلة,وذلك حتى تلفت الانتباه إليها وتجلب الاهتمام بها. وعندما أعلنت للأهل عن خلاصتي رأيت بطرفي العين علامات الغضب بادية على وجهها لأنني كشفت عن لعبتها!.نصحت الأهل بأن يتركوها وشأنها وأن يُعرضوا عنها حتى تتكلم من تلقاء نفسها في أقرب وقت بإذن الله,ونصحتهم كذلك بالعدل بين الأولاد الذي أوصى به ربنا ونبينا وديننا.غادرت الفتاةُ وأهلُها بيتي قبيل صلاة العصر,وفي المساء من نفس اليوم(قبيل العشاء)اتصل بي أهلها عن طريق الهاتف وأخبروني بأنها تكلمت أخيرا وبأنها بخير. س 3 : ما المقصود بالوسواس القهري؟. هو يتمثل في وجود فكرة معيَّنة تسيطر على أفكارهم أو عليهم،ولا يستطيعون التخلص منها،مع إدراكهم لخطأ الفكرة أو عدم صوابها،ويعانون معاناة كبيرة أو صغيرة في مقاومتها. وقد تكون هذه الفكرة متعلقة بما لا يليق (مثل الأكل في الطريق) أو بما هو حرام (مثل السرقة) أو بما هو ممنوع قانونيا (مثل وضع سيارة خلال ليلة كاملة وسط طريق عام) أو بما هو كفر (مثل البحث عمن خلق الله-أستغفر الله-) أو بالتخلي عن واجب(مثل الصلاة) أو … س 4 : عمري 50 سنة عملت كأستاذ ثانوي لمدة 23 سنة ثم انتقلت للعمل كمدير ثانوية منذ 3 سنوات حيث أحاول أن أؤدي وظيفتي ولو نسبيا كما يحب الله,ولو تم ذلك على حساب راحتي.وهذه الوظيفة تحتاج إلى مزيد من التركيز في التفاصيل وإلى ساعات عمل أكثر, وأضطر معها أحيانا إلى أن أعمل ضد قناعاتي ومعتقداتي.بدأت أشعر بضعف في الذاكرة منذ 3 سنوات حيث أنسى الكثير من الأحداث والمواعيد مما أقلقني وزاد من متاعبي.هل هذا خلل نفسي أم عضوي؟. مشكلة عدم التذكر والتركيز وكذا النسيان فيمن هم في مثل سنك تكون في الغالب لأسباب نفسية مثل القلق أو الاكتئاب أو الانشغال الذهني الشديد نتيجة للضغوط الحياتية المستمرة.ومع ذلك فلا بد من مراجعة أخصائي للطب النفسي وذلك لاستبعاد الأسباب العضوية.وفي حالة ما إذا ظهر بأن أسباب مشكلتك نفسية بالفعل سيقوم الطبيب بعدها بالبحث عنها والتعامل معها حسب حالتك.ولأنه يظهر أنك تعاني كثيرا من أجل التوفيق بين إرضاء الله بدون أن تخالف القانون فإنني أنصحك بالتفريق بين ما هو مهم وما هو أهم وبين ما هو حرام وما هو أشد حرمة وبين ما في حرمته الشرعية خلاف وما لا خلاف في تحريمه وبين ما هو مسموح لك التصرف فيه ضمن إطار القانون مهما كان معوجا وبين ما لا يَسمح به القانون,ولتعلم بأن الله يحاسب العبد مراعيا ظروفه المحيطة. س 5 : هل يمكن أن يحدث في بعض الأحيان أن يتوقف الإنسان عن الإبصار لفترة معينة لأسباب نفسية لا عضوية ؟. يمكن أن يتوقف السمع أو البصر أو النطق أو تتوقف الحركة لساعات أو أيام أو أسابيع لأسباب نفسية لا عضوية.والمسألة معروفة عند الأطباء,وعلاجها في العادة سهل وبسيط أساسه بعض الأدوية المناسبة وكثير من الحديث والنصيحة والتوجيه للمريض مع وضعه تحت المراقبة الطبية.ومن العلامات الدالة على أن السبب نفسي هو أن المريض لا يبدو عليه الكثير من التأثر والقلق مع أنه وقع له ما وقع.أهله ومحبوه يكونون قلقين جدا أما هو فيظهر هادئا وكأنه يعرف في أعماق لاشعوره بأن المشكلة إلى زوال خلال وقت قصير بإذن الله.وأذكر أن شابة عمرها 25 سنة توقفت فجأة عن الإبصار وأراد أهلها أن يأتوني بها من أجل رقية فألححت عليهم ليأخذوها عند الطبيب أولا.اتصلتُ بعد ذلك بالطبيب فأخبرني بأن المشكلة نفسية وتتمثل في أن الشابة حضرت عراكا بين أفراد أسرتها وكانت هي طرفا فيه.وبعد أسبوعين وقبل أن يأتيني أهلها بها لأرقيها رجع إليها بصرُها فجأة وفرحتْ وفرحتُ معها وفرح أهلها,وحمدنا الله جميعا على كل ما أنعم ويُنعم به على عباده. س 6 : ما المقصود بالشخصية الوسواسية ؟. هي التي تريد كل شيء وفق تصوراتها ،وتحكم على الناس من منطلق ذلك،وتُتعب نفسها ومن معها وهي تقوم بالأعمال،وتهتم بالتفاصيل الشديدة لدرجة الملل والإرهاق لصاحبها ومن حوله.وللأسف ما أكثر الناس المصابين بهذا الداء أو بالبعض من أعراضه شعروا أم لم يشعروا:يتخيلك الواحد منهم مثلا جبانا ويفسر كل تصرفاتك على اعتبار أنك جبان,ولو كان لا يملك أي دليل على تفسيره,ولو كان ما يتهمك به من أعمال القلوب التي لا يطلع عليها إلا الله,ولو كان يراك باستمرار وأنت تقارع الجبال وتواجه الأبطال. س 7 : تأتي عليّ فكرة خاصة (أو أفكار) بالعقيدة وبالله سبحانه وتعالى وبالرسول-ص-،ولا أستطيع أن أقول ما هي هذه الفكرة أو هذه الأفكار؟,وهذه الفكرة بدأت تأخذ مني كل تفكيري ،وتأتي إلي في كل وقت.تأتي إليّ ثم تذهب بعد فترة قد تطول وقد تقصر.هل هذا مجرد وسواس أم مس من الجن ؟ وهل يحاسبني الله على ما أفكر فيه. مشكلتك "وسواس قهري"،وهي مشكلة نفسية لا علاقة لها بالإيمان أو الكفر كما أنه لا علاقة لها غالبا بالمس من الجن، وإنما هي ناتجة عن اضطراب في الموصّلات العصبية في المخ تؤدي إلى سيطرة فكرة ما على الإنسان.إن حالتك هي حالة وسواس قهري تحتاج إلى العلاج لدى الطبيب النفسي المختص لصرف العلاج الدوائي المناسب من حيث الجرعة والمدة حسب شدة الحالة، وتقديم النصائح النفسية المدعمة للتخلص من حالة الوسواس. ومما يعين على التخلص من هذا الوسواس اقتناع المريض بأن الله لن يحاسبه على ما يجري له لأن هناك فرقا بين النية والخاطرة.أما النية فإن الله يحاسب عليها لأن لمن نوى إرادة واختيار فيما نوى (خيرا أو شرا).وأما الخاطرة فإنها تمر على سطح العقل ولا تستقر فيه وتقع بالرغم عن الشخص ولا إرادة ولا اختيار له فيما خطر له.وقد ينفع المريض كذلك اهتمامه بالرياضة وبشغل أوقات الفراغ فيما هو نافع من أمور الدين والدنيا. س 8 : هل تشخيص الأمراض العضوية أدق أم الأمراض النفسية وكذا السحر والعين والجن؟. تشخيص الأمراض العضوية أدق-عموما-من تشخيص الأمراض التي تعالج عن طريق الرقية أو الأمراض النفسية,لأن التعامل في الأخيرتين هو عادة تعامل مع ما ليس ملموسا كالنفس أو العين والسحر والجن على خلاف الأمراض العضوية التي يتم التعامل فيها مع البدن أو الجسد الذي يقع مباشرة تحت الحواس, ومن هنا يقول الشيخ "مبارك الميلي"رحمه الله بأنه لا يجوز أخذ الأجرة على الرقية (إلا بعد التأكد من حدوث الشفاء) لأن تشخيص المرض تغلُبُ عليه النسبية ويغلب عليه الظن. س 9 :هل يمكن أن يشفى المريض قبل أن يعالج بالدواء عند طبيب أو بالرقية عند راق؟. يحدث هذا في بعض الأحيان والتفسير نفسي.مثلا قد تحس امرأة أنها مهملة من طرف أهلها فتشتكي من أشياء تقلقها عضوية أو نفسية حقيقية أو وهمية, وتطلب من أهلها أن يأخذوها عند طبيب معين ترتاح إليه أو عند راق معين تطمئن إليه.يضطر الأهل إلى أن يبذلوا جهدا ووقتا ومالا من أجل أن يأخذوها عند من طلبته. وبمجرد أن يجلس معها الراقي أو الطبيب ويبدأ في السماع منها والحديث معها وتقديم النصائح المناسبة لها تشعر المرأة وكأنها شفيت مما كانت تحس به من قبل,وذلك قبل الرقية أو قبل العلاج الطبي.حدث هذا مرات ومرات خاصة إذا كانت ثقة المرأة بالطبيب أو الراقي كبيرة وكانت تعاني من إهمال من طرف أهلها.وللأطباء أو علماء النفس تفسيراتهم الخاصة بهذه الظاهرة. س 10 : أنا امرأة مؤمنة،ملتزمة بالصلاة وأقرأ القرآن دائمًا،لكن مشكلتي تتمثل في الخوف من الظلام ومن الليل ومن الجن.ما الحل,وهل أنا مصابة بجن؟. إن المخاوف بصورة عامة مكتسبة وليست وراثية،بمعنى أن خبراتنا التي نمر بها في طفولتنا أو شبابنا هي المسئولة عمّا نشعر به من مخاوف، وأشهر هذه المخاوف هي الخوف من الليل وما يتبعه من خوف من الظلام أو العكس.. وأيضا الخوف من الجن. وهذه المخاوف تكاد تكون طبيعية،أي أنها طالما كانت خفيفة وطالما كنا نتعايش معها ولا تعطلنا عن أدائنا لوظائفنا ومهامنا الحياتية،فإننا لا نعتبرها مخاوف مرضية تستحق التدخل الطبي أو النفسي.ومع مرور السنوات والنضج يبدأ الإنسان في التعامل مع ما كان يخيفه في الماضي،ويدرك أنها أمور لا حقيقة لها ولا أصل،ويبدأ في التخلص منها تدريجيا.ولكن إذا أدت المخاوف إلى تعطيل حياة الإنسان،بمعنى أنه يعجز عن أداء مهامه الحياتية اليومية بسبب هذه المخاوف،فإنها هنا فقط تستحق العرض على الطبيب النفسي للعلاج سواء بالجلسات النفسية أو مع الأدوية المضادة. وبشكل عام لا علاقة لهذا الخوف بالإيمان وقوته أو ضعفه,أي أنه يمكن أن تكوني قوية الإيمان وتخافين في فترة من حياتك ,كما يمكن أن يكون غيرُك ضعيفَ الإيمان أو بعيدا كل البعد عن الدين ولا يخاف مما تخافين منه أنت.كما أن على الأخت السائلة أن تنتبه إلى أنه لا علاقة-بشكل عام-لهذا الخوف من الظلام أو من الجن بالإصابة بالمس من الجن. س 11 : أنا طالب جامعي إذا كلفني أستاذي بالجامعة بأن ألقي بحثي أمام الطالبات أشعر بحرج غير طبيعي،ويبدأ صوتي في التقطيع حتى لا أكاد ألتقط أنفاسي،بالرغم من علمي بأن البحث جيد.إن ارتباكي دمر كل شيء،مع العلم بأني لم أكن أرتبك لهذه الدرجة أيام المدرسة أو المتوسطة أو الثانوية.إن الحالة ازدادت سوءاً أيام الجامعة.ما الرأي ؟. إن ما تعاني منه إذا كان يحدث عند مواجهتك للمواقف التي تضطر فيها إلى مواجهة اجتماعية يسمى"الخوف الاجتماعي"وهي حالة يمكنك العلاج منها عن طريق مراجعة الطبيب النفسي المختص (مع ملاحظة أنه لا يوجد عندنا في الجزائر الكثير من المختصين الأكفاء في الطب النفسي),حيث يقوم بالعلاج على مستويين: ا-المستوى النفسي حيث يقوم بتدريبك نفسيًّا على مواجهة مواقف متدرجة،حتى يصل بك في نهاية الأمر إلى الموقف الذي تستطيع فيه إلقاء البحث أو الدرس أو المحاضرة أو الندوة على زميلاتك أو زملائك أو الناس أجمعين دون خوف أو وجل.ويمكنك القيام بهذه التدريبات النفسية المتدرجة بنفسك إذا استطعت(وقد تستعين بخبير ثقة حتى ولو لم يكن مختصا),ولكن إذا لم تستطع ذلك فالأفضل أن يكون ذلك تحت إشراف الطبيب. ب-أما المستوى الثاني-ويكون مواكبا للأول-فهو العلاج الدوائي.وينقسم إلى:علاج دوائي مستمر لعلاج الخوف بصورة عامة،وعلاج دوائي مؤقت عند اللزوم،يتم إعطاؤه قبل المواجهة الاجتماعية مباشرة.ويستمر هذا العلاج الدوائي لحين وصول العلاج النفسي إلى نتائجه.وفي العادة لا يحتاج الأمر إلى طول وقت. س 12 : هل من الحكمة أن ينصح الراقي المريضَ بالتوقف عن تناول المهدئات التي يكون الطبيب قد أعطاها للمريض من قبل ؟. توقيف المهدئات المعطاة للمريض من طرف الطبيب الاختصاصي لا يجوز أن يتم من طرف الراقي إلا إذا ظهر له بأن مرض المريض ليس من اختصاص طبيب.ومع ذلك,أي وإن تحقق هذا الشرط فيجب أن يتم هذا الأمر بحذر: -لأن المريض إذا أدمن عليها قد لا يكون من الحكمة أن يتوقف عن تناولها فجأة. -ولأن الراقي قد لا يكون متأكدا من نتيجة تشخيصه للمرض,فيظن مثلا أن المريض مسحور أو مصاب بعين أو جن,وهو في حقيقة أمره مصاب بمرض نفسي أو عصبي يحتاج من أجل علاجه إلى تناول هذه المهدئات زيادة على الجلسات الخاصة مع الطبيب. س 13 : ما علاقة الغدة الدرقية بالمزاج الحاد؟. إن زيادة نسبة الثيروكسين في الغدة الدرقية يسبب المزاج الحاد والعصبية الزائدة,وهذا يتطلب استشارة الطبيب الاختصاصي. س 14 : هل من حرج على الراقي أن يرشد المريض إلى راق آخر إن لم يجعله الله هو سببا في الشفاء ؟. يجب ألا يجد الراقي أيَّ حرج في أن يُرشدَ المريضَ أو أهلَه للاتصال براقٍ آخر,إذا فشلَ هو في علاج المريضِ,يل قد يوصلهم هو بنفسه إلى راق آخر.وليعلم الراقي أن من تواضع لله رفعه الله ومن تواضع للناس أحبه الناس وتعلقوا به أكثر.وقد يستعين هو براق آخر ليتعاون الاثنان على الرقية الشرعية لمريض استعصى أمرُ علاجه عليه هو وحده.أما أن يبقى الراقي مرتبطا بالمريض خلال أسابيع أو شهور إلى حد أنه قد يرقيه 5 أو 10 مرات وبدون أن يتحسن في شيء فهذا ما لا أفهمه ولا أستسيغه. س 15 : زوجتي تخاف خصوصا من الفأر ومن"الوزغة"كما يسميها بعضهم,وتخاف عموما من كل الحيوانات حتى الأليفة.وخوفها جاء من حادثة وقعت لها مع بعض الحيوانات وهي صغيرة.وأنا حائر بين زوجتي وهذه الحيوانات.زوجتي تخاف بشدة وقد تصرخ وتجري بطريقة هستيرية إذا رأت ما تخاف منه.وهذا سبّب لي الكثير من الإحراج مع الجيران والأقارب والناس. ماذا أفعل؟ هل هناك من علاج؟هل هذا سيؤثر على الأولاد نفسيًّا،وينتقل ما عندها لهم؟.وهل تلك المضاعفات النفسية لديها حقيقية ؟ وهل هي في وضع لا بد من علاجه ؟. زوجتك ببساطة تعاني الخوف من هذه الحيوانات بسبب موقف تعرضت له في طفولتها كما ذكرت ذلك في رسالتك، وهذه حالة عادية قد لا تستحق التوقف عندها طويلا إذا لم تكن حياة الشخص أو نشاطه يحتاج إلى التعامل مع مثل هذه الحيوانات، وحتى في بعض المواقف المحرجة التي تتعرض لها زوجتك يمكن أن تقدر بقدرها بحيث إذا رأيت أنها تستحق التوقف عندها وطلب العلاج فالأمر بسيط ويحتاج إلى مراجعة الطبيب النفسي للمساعدة في التخلص من هذا الخوف عن طريق العلاج النفسي,وإذا رأيت غير ذلك فلا داعي لأن تضخم ما ليس ضخما. وليس معنى ذلك أن زوجتك لا تعاني من أية مشكلة في شخصيتها أو في حالتها النفسية ,وإنما المقصود أن هذه حالة خاصة متعلقة بهذه الحيوانات ويمكن لك ولزوجتك وأولادك أن تعيشوا بعيدا عن هذه المشكلة وفيما عداها حياة طبيعية مثلكم مثل الآخرين. ولا داعي للضغط على زوجتك بإحضار حيوان تخاف منه إلى البيت وإجبارها على التعايش معه وعمل مشكلة قد تتحول إلى خلاف متفاقم بدون أي داع.وبالنسبة لأطفالك يمكن تعويدهم على التعامل مع الحيوانات الأليفة وعدم الخوف منها من خلال إفهامهم أن حالة الأم حالة خاصة وأنهم يستطيعون التعامل مع هذه الحيوانات بسهولة إذا أرادوا ذلك.حاول أن تهدأ وانس هذا الموضوع تمامًا.وإذا طلبت الأم العلاج فهذا حقها،وإذا رفضته ولم تجد له داعيًّا،فهذا أيضًا حقها ولا داعي للخلاف أو المشاكل. س 16 : أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عامًا،منذ صغري وأنا أحس بأنني لست كسائر البنات وأنني مختلفة عنهن تماما،حيث كنت ألعب دائما مع الذكور كأني مثلهم، وأتصرف أيضًا مثلهم وأقلدهم في كل شيء حتى في الكلام.وكان هذا يغضب أفراد أسرتي,ولذلك بدءوا يمنعونني من الخروج وبقيت على هذا الحال حتى سن المراهقة, حيث أصبحت حساسة جدًّا لأتفه الأسباب،وصرت أهوى الفتيات من بنات جنسي،وخصوصا الجميلات،حيث أحبهن لدرجة الجنون.وإذا حدث ووقعت في حب فتاة أغضب إذا رأيتها تُكلم شابا وأشعر بالقلق والاكتئاب.أكره النظر إلى بدني وأكره الكلام,وأنزوي وحدي،مما يؤثر كثيرًا على دراستي وعلى حياتي بشكل عام.وأنبه إلى أنني متدينة وملتزمة بشعائر الإسلام وأخاف من عقوبة رب العالمين على تشبهي بالرجال,ومع ذلك فأنا عندما أقع في حب فتاة لا أستطيع السيطرة على مشاعري.ما حكم الشرع في حالتي؟هل يمكن اعتبار هذه الحالة مرضية؟وكيف يمكنني التخلص من هذه المشكلة ؟. على ضوء ما ذكرتِ من المعلومات القليلة والتي تحتاج إلى كثير من التفاصيل يمكن أن تكوني من الناحية النفسية مِن الذين يُصنَّفون تحت حالة مرضية تُسمَّى"التحول الجنسي"،ويبدو أنها بدأت معكِ في الطفولة فيما كان يُسمَّى اضطراب الذات الجنسية, وهي تتطور في سن المراهقة إلى مشكلة التحول الجنسي السابق ذكرها. وهذا الأمر يحتاج إلى مراجعة الطبيب النفسي المختص,وذلك للقيام بالتشخيص الصحيح للحالة حيث لا تكفي المعلومات القليلة الموجودة في الرسالة لحسم التشخيص.والأمر-بعد التشخيص-يحتاج إلى علاج نفسي مطوَّل،خاصة وأن جذوره تمتد إلى الطفولة. والإصرار والاستمرار في العلاج سيؤديان-بإذن الله-إلى الشفاء خاصة إذا كان لدى الشخص الإرادة والعزيمة من أجل التحول إلى الصورة الطبيعية.وطالما أنكِ تبحثين عن العلاج وتنشدين الحل,وطالما أنه يمكن أن تقومي بتطبيق ما يُطلَب منكِ,فإنكِ بإذن الله لن تقعي تحت طائلة الحديث الشريف الذي يلعن المتشبهات من النساء بالرجال. س 17 : ماذا عن الصرع الطبي وأعراضه ؟. النوبة الصرعية -العضوية أو الطبية-تنقسم إلى صغرى وكبرى. [COLOR=window****]ا-[COLOR=window****]أما الصغرى فهي التي تكون في حالات المرض الأولى,ولا تستلزم تنبه المريض لها ولا تنبه من حوله. ويستمر وقتُها من 3 إلى10 ثواني,ولا يصحبها في الغالب تشنُّجات.يتوقف فيها المريض عن الكلام لحظة,ثم يعود إلى الحديث بشيء منعدم التركيز,أو يحدق لحظة في الفراغ,ثم يعود إلى عمله,أو ينتقل من الكلام المفصَّلِ إلى التهتهة.تصيبُ النوبة الصغرى بعضَ الأطفال,وتستمر معهم من 5 إلى 12 سنة,إلا أنها تتباعد فتراتها أو تزول عند البلوغ,أو في بعض الحالات الصعبة تترك المكان للنوبة الكبرى.[/COLOR][/COLOR] [COLOR=window****]ب[COLOR=window****]-أما الصرع الطبي أو النوبة الكبرى فقد يكون من أعراضها: الميول العدوانية اتجاه الآخرين,التعصب الشديد لرأيه,الانفعالات والعواطف الثقيلة والجامدة, ينفجر المريض أحيانا –غضبا أو بكاء-بدون سبب,يخدع الآخرين في حديثه ومعاملاته, ينتظر من الآخرين العطف والمساعدة,متقلب المزاج(حب وكره,اهتمام وإهمال,لطف وعدوانية في أوقات متقاربة),عض اللسان وخروج الزبد من جانبي الفم والتبول على الفخذين, الحساسية وسهولة الإثارة,وأخيرا عدم الإحساس بالأمن والطمأنينة.وقد تظهر البعض من هذه الأعراض عند شخص وتظهر أعراض أخرى عند شخص آخر,وليس شرطا أن تظهر كلها مُجتمعة في شخصٍ واحدٍ. [/COLOR][/COLOR] س 18 :هل القيء بعد الرقية أو أثناءها هو دليل على أن المريض مسحور؟. القيء بعد الرقية –وحده –ليس دليلا كافيا على أن المصاب مسحور,بل يمكن أن يكون سببُ ذلك عضويا.والمُضحك أن أهلَ مريض (مصاب من مدة طويلة) قالوا لي مرة أن راقيا رقى أخاهم بالقرآن (وكان ذلك بعد الانتهاء من الغذاء مباشرة حيث أكل المريض فوق ما يلزمُه) وأثناء الرقية قال الراقي للمريض:"أليست لك رغبة في القيء؟" قال:"لا",فضغط الراقي على بطنه ضغطا قويا من الأسفل متجها نحو الأعلى فتقيأ المريض,فقال الراقي بسرعة لأهل المريض:"أخوكم مسحور,وهذا الذي تقيأه الآن هو ما سُحِر به من زمان",فابتسموا ولم يقولوا له شيئا. والحقيقة أنه ما تقيأ إلا تحت الضغط,وما تقيأ إلا ما أكله في غذائه قبل قليل كما أخبرني إخوته. ورقاةٌ من هذا النوع وممارساتٌ مثل هذه تسيء إلى الرقية وإلى الدين وإلى المتدينين أكثر مما تحسن,وهي سببٌ من أسباب نُفور بعض المثقفين من الرقية ومن الرقاة ومن المتدينين,وحتى من الدين. س 19 : هل العين والسحر والجن بالفعل هي أسباب مشاكل أغلبية الناس؟. [COLOR=window****]لا ثم لا! إنني قلت وما زلت أقول:"العين مسكينة والسحر مسكين والجن مساكين",لأن الناس يبالغون في إلصاق ما لا يجوز أن يلصق بها.كثيرا ما تسمع عن رجل (أو امرأة)لم يجد عملا أو أن تجارته لا تسِير كما ينبغي أو أن دراسته ليست على ما يرام,أو أن المرأةَ وصلت إلى سن الزواج بدون أن تتزوج,فيُلصِقُ هذا الرجل أو هذه المرأة السببَ في العين أو السحر أو الجن بدون دليل أو برهان قوي أو نصف قوي.والغريب أنك يمكن أن تسمع الرجل (أو المرأة) يؤكدُ لك-قبل الرقية-بأنه متأكدٌ بأن به أمرا غير طبيعي, وهو في حقيقة الأمر ليس متأكدا ولا شبه متأكد.إن الناس في بعض الأحيان عوض أن يواجهوا المشاكل بالطرق المناسبة التي تتطلب منهم بذل جهد وتحمل مشقة,يختارون الطريقَ الأسهلَ والذي يتمثل في:"يا فلان ارقني من العين أو السحر أو الجن"الذي لن يحلَّ لهم مشكلة,ولقد نسوا أو تناسوا بأن الرقيةَ لن تحُلِّ إلا شيئا محققا من سحر أو عين أو جن.[/COLOR] [COLOR=window****][COLOR=window****]ا-[/COLOR][COLOR=window****]أما التجارة فتتدخل في نجاحها أو عدمه عوامل كثيرة من أهمها قضاء الله أولا ثم شطارة التاجر وإيمانه وخوفه من الله وظروف البلاد الاقتصادية و.[/COLOR][/COLOR] [COLOR=window****][COLOR=window****]ب-[/COLOR][COLOR=window****]وأما الدراسة فيتدخل في نجاحها بعد قضاء الله إمكانياتُ الشخص الفكرية والجهد الذي يبذله من أجل النجاح والظروف المحيطة به و..[/COLOR][/COLOR] [COLOR=window****][COLOR=window****]جـ-[/COLOR][COLOR=window****]وأما العمل فيتدخل في توفره بعد قضاء الله ظروف البلاد الاقتصادية والمعيشية وسعي الشخص في دق الأبواب باستمرار من أجل طلب الرزق الحلال بدون كلل ولا ملل..[/COLOR][/COLOR] [COLOR=window****][COLOR=window****]د-[/COLOR][COLOR=window****]أما تعطل زواج المرأة فهو قضاء الله وقدره أولا,ثم لأن المرأة مخطوبة والرجل خاطب,ولأن تعدد الزوجات جائز شرعا لكنه مرفوض (أو يكاد) عرفا على الأقل في أغلب مناطق بلادنا الجزائر,ولأن عدد النساء أكثرُ من عدد الرجال.[/COLOR][/COLOR] وقلما نجد شخصا تعطل عن العمل أو في الدراسة أو التجارة أو امرأة تعطلت عن الزواج بسببِ سحرٍ أو عين أو جن. س 20 : هل يحسن بالراقي أن يرقي مريضا حالته الصحية خطيرة جدا قبل أن يوجه إلى الطبيب ؟. لا يجوز أن يؤثر المريض أو أهلُه على الراقي من أجل أن يرقيَ شخصا مريضا مرضا مستعجلا قبل أن يُؤخَذَ إلى الطبيب إذا غلب على ظن الراقي أن المريض مصاب بمرض عضوي,بل حتى إذا لم يكن الراقي يعلم بحقيقة المرض. يجب أن يُقدَّم في حالة مثل هذه العلاجُ الطبي أولا.فإذا ظهر للأطباء بأن المريضَ لا يعاني من أي شيء عضوي أو نفسي فإن الرقية تصبح هي الحل بإذن الله,ولكنها أخرت لأنها ليست مستعجلة. س 21 : عمري 22 سنة,ومشكلتي أني أشك بكل شيء حولي دون استثناء.أشك في كل ما يُقال لي وفيما أسمعه مهما كان المصدر.أقول في نفسي:"لعله يكون على خطأ،أو لعله يضحك عليَّ ويريد أن يوقعني في مأزق"حتى فيما أقرأ أقول لنفسي"لعل الكاتب مخطئ فيما يطرحه"،وهذا يجعلني أتردد كثيرا قبل القيام بأي شيء ويجعلني لا أتبنى أيَّة فكرة أسمعها. أفكر كثيرا جدًّا في كل مَن حولي،وأرى الجميع على خطأ فأناقش نفسي فيما قالوه أو فعلوه. وأحيانا أصل في النهاية إلى أنهم على صواب؛ولكن هذا يتعبني ويتعب عقلي,ولا أدري كيف أتخلص منه.هل هذا شيء طبيعي في سني؟! كيف أُبعد عن عقلي كل هذا؟! ظهر هذا معي منذ أشهر قليلة،وأنا الآن في الجامعة, وحين أدرس للامتحان مثلا لا أكتفي بقراءة المعلومة وفهمها كما هي,بل أحاول أن أضعها على خطأ وأناقشها وهذا يؤخرني في الدراسة.ورغم هذا وأثره على الدراسة فأنا متفوق دائما في الصف.أنا راضٍ وغير راضٍ عما أنا فيه,لأنه يورثني مديحا ممن حولي أحيانا,وفي نفس الوقت يورثني إرهاقا كبيرا.فكيف الخلاص؟! إن سن المراهقة التي تمر بها من سماتها هذا الشك,حيث أن النمو العقلي يصل إلى ذروته في هذه المرحلة،مع الرغبة في إثبات الذات عن طريق الاستقلال في التفكير،وطرح كل الأمور للنقاش بحيث لا تصبح تابعًا لأي أحد في طريقة تفكيره كجزء من استقلالك بذاتك وإثباتك لها.إذن،فالعقل والتفكير هما اللذان ينموان ويرغبان في فهم كل شيء من البداية،والرغبة في إثبات الذات تطرح الأمور للنقاش حتى تبدو أنك تنتمي إليها باختيارك ورغبتك. هذا شيء طبيعي من سمات هذه المرحلة،وهو جزء مفيد وخلاَّق إذا لم يتجاوز حدوده،أي أنه جميل جدا إذا أدى إلى التفكير السليم في الأمور وتحديد الاختيارات عن وعي وإدراك مما يؤدي بعد ذلك إلى بناء شخصية الإنسان وتحديد ملامحه في المستقبل. ولكن إذا تحول الأمر إلى شك في كل شيء مع إدراك أن بعض ما يقوله مَن حولك صواب تمامًا بلا شك،ورغم ذلك فالأمر قد تجاوز الشك الطبيعي لسن المراهقة وتحول إلى صورة من صور الوسواس القهري،فإننا ننصح أن تعرض نفسك على الطبيب النفسي المختص حتى يراك في مقابلة مباشرة ليستوضح منك درجة الشك وصورته، ويحسم كونه مرضيًّا أم طبيعيًّا،ويقرر العلاج المناسب لمثل حالتك. س 22 : هل تُطلب الرقية وتفيد من أجل التخلص من الحظ السيء ؟. لا تُشرع الرقية الشرعية من أجل التخلص مما يُسمى ب"الحظ السيئ".إن قضاء الله لا يسمى حظا سيئا,ولا يقابلُ إلا بالإيمان بالقضاء والقدر وكذا بالرضا والصبر مع احتساب الأجر عند الله تعالى,ثم بالسعي نحو الأفضل في الحياة.ولا يصلح أبدا أن يُعالج لا بالرقية الشرعية ولا بالذهاب عند طبيب,ولو قال بعض الناس الجاهلين خلافَ هذا. س 23 : ما الخجل , وما أعراضه ؟. الخجل هو الشعور الحرج والاضطراب عند مواجهة الناس عموماً،وعلى هذا فهو يختلف عن الحياء الذي هو شعور بالانقباض والحرج عن فعل ما يشين أو ذكره،وعلى هذا فالحياء محمود شرعا وعادة والخجل مذموم في كل الأحوال.ومن مظاهر الخجل يمكن أن نذكر:1-توتر الأعصاب عند لقاء الآخرين.2-التلعثم في الكلام وعدم القدرة على التفاهم معهم.3-اضطراب الجوارح واحمرار الوجه لأتفه الأسباب.4-عدم الثقة بالنفس في كثير من الأعمال بحضور الآخرين. س 24 : كيف يمكن علاج الخجل ؟. الأمر يحتاج إلى صبر طويل من المعالِج وإلى بذل جهد أطول من الخجول.ويمكن أن نذكر بعض الخطوات الأساسية على طريق التخلص من الخجل,والتي إذا التزم بها المصاب بالخجل يمكن بإذن الله مع الوقت أن يتخلص من الجزء الأكبر مما يعاني منه: 1) يندمج اجتماعياً ضمن مجموعة من زملائه أو جيرانه أو أقاربه ويشاركهم في أنشطتهم من رحلات ومناسبات وأمثالها.2) يمارس بعض الأعمال الرياضية الجماعية مع بعض المجموعات أحيانا.3) يلْقِي بعض النكت المضحكة على الآخرين ويشاركهم في الضحك.4) يحاول أن يتعرف على من يلقاهم في بعض المناسبات مثل الحافلة أو السيارة أو القطار أو بعض الأماكن العامة ويحاورهم ويتعرف على أفكارهم.5) عند عرض أفكاره يحاول أن يقنع نفسه بأنه يتحدث لوحده وليس أمامه أحد عند الحديث.6) يحافظ على صلاة الجماعة في المسجد ما استطاع ويتولى الإمامة في بعض الأحيان ولو خارج المسجد وبخاصة في الصلاة الجهرية عندما تتاح له الفرصة لذلك.7) يحرص على أن يشارك الآخرين في الحديث عندما يكون موضوع الحديث في الجوانب التي يعلم تفوقه فيها.8) إذا أحس بتوتر أعصابه يحاول أن يسترخي قليلاً ثم يعود للحديث مع الآخرين.9) قبل مواجهته للآخرين يخطط لكلماته وأفعاله ويتوقع رد الفعل ويعدل خططه على ضوء من ذلك ثم يتمرن على ما سيقوله وما سيفعله،ويحاول أن يطبقه أكثر من مرة ثم ...وإذا تكرر هذا منه عدة مرات فسيزول الخجل بإذن الله. س 25 : يعتقد بعضهم بأن الصالحين والأتقياء والورعين وأقوياء الإيمان لا يمكن أنْ تصيبهم الأمراض النفسية.هل هذا صحيح أم لا ؟. هذا لا يصح البتة.إنه اعتقاد ناشئ عن أن الأمراض النفسية-في ظنهم– إنما هي فقط بسبب تسلط الشياطين على ضعاف الإيمان.ويبـدو أن هذا الاعتقاد إنما جاء من أمرين:الأول : عـدم إدراك الناس لمعنى المرض النفسي.الثاني : نظرة الناس للأمراض النفسية على أنها مركب نقص. إن الأمراض النفسية مثل غيرها من الأمراض نوع من الهم والابتلاء،ولذلك فإنها قد تصيب المسلم مهما بلغ صلاحه.كما إنه لم يرد في الكتاب الكريم ولا في السنة المطهرة ما ينفي إمكانية إصابة المسلم التقي بالأمراض النفسية حسب تعريفها الطبي.ويجب هنا أن نفـرّق بين العوارض النفسية والأمراض النفسية.فالعوارض النفسية هي تلك التفاعلات النفسية التي تطرأ على الفرد نتيجة تفاعله مع ظروف الحياة اليومية،وتستمر لفترات قصيرة،وقد لا يلاحظها الآخرون، ولا تؤثر عادة على كفاءة الفرد وإنتاجيته في الحياة،كما لا تؤثر على عقله وقدرته في الحكم على الأمور.وتعد هذه العوارض النفسية جزءاً من طبيعة الإنسان التي خلقه الله بها،فيبدو عليه الحزن عند حدوث أمر محزن، ويدخل في نفسه السرور والبهجة عند حدوث أمر سار,وهكذا…وهذا يحدث لكل أحد من الصالحين والطالحين.أمـا الأمراض النفسية فأمرها مختلف،وهي لا تقتصر على ما يسميه الناس بالجنون،بل إن معنى المرض النفسي واسع يمتد في أبسط أشكاله من اضطراب التوافق البسيط إلى أشد أشكاله تقريباً متمثلاً في فصام الشخصية شديد الاضطراب.كما أنه ليس شرطاً أنْ تُستخدم العقاقير في علاج الأمراض النفسية بل قد تزول تلقائياً،وربما لا يحتاج معها المريض سوى طمأنته,كما يحدث عادة في اضطرابات التوافق البسيطة.هذا مع التنبيه إلى أن قوي الإيمان بعيد بالفعل عن كثرة المعاصي لا عن الإصابة بالأمراض النفسية.
|
#2
|
||||
|
||||
بين الطب النفسي والرقية الشرعية الجزء 2
س 25 : يعتقد بعضهم بأن الصالحين والأتقياء والورعين وأقوياء الإيمان لا يمكن أنْ تصيبهم الأمراض النفسية.هل هذا صحيح أم لا ؟.
هذا لا يصح البتة.إنه اعتقاد ناشئ عن أن الأمراض النفسية-في ظنهم– إنما هي فقط بسبب تسلط الشياطين على ضعاف الإيمان.ويبـدو أن هذا الاعتقاد إنما جاء من أمرين:الأول : عـدم إدراك الناس لمعنى المرض النفسي.الثاني : نظرة الناس للأمراض النفسية على أنها مركب نقص. إن الأمراض النفسية مثل غيرها من الأمراض نوع من الهم والابتلاء،ولذلك فإنها قد تصيب المسلم مهما بلغ صلاحه.كما إنه لم يرد في الكتاب الكريم ولا في السنة المطهرة ما ينفي إمكانية إصابة المسلم التقي بالأمراض النفسية حسب تعريفها الطبي.ويجب هنا أن نفـرّق بين العوارض النفسية والأمراض النفسية.فالعوارض النفسية هي تلك التفاعلات النفسية التي تطرأ على الفرد نتيجة تفاعله مع ظروف الحياة اليومية،وتستمر لفترات قصيرة،وقد لا يلاحظها الآخرون، ولا تؤثر عادة على كفاءة الفرد وإنتاجيته في الحياة،كما لا تؤثر على عقله وقدرته في الحكم على الأمور.وتعد هذه العوارض النفسية جزءاً من طبيعة الإنسان التي خلقه الله بها،فيبدو عليه الحزن عند حدوث أمر محزن، ويدخل في نفسه السرور والبهجة عند حدوث أمر سار,وهكذا…وهذا يحدث لكل أحد من الصالحين والطالحين.أمـا الأمراض النفسية فأمرها مختلف،وهي لا تقتصر على ما يسميه الناس بالجنون،بل إن معنى المرض النفسي واسع يمتد في أبسط أشكاله من اضطراب التوافق البسيط إلى أشد أشكاله تقريباً متمثلاً في فصام الشخصية شديد الاضطراب.كما أنه ليس شرطاً أنْ تُستخدم العقاقير في علاج الأمراض النفسية بل قد تزول تلقائياً،وربما لا يحتاج معها المريض سوى طمأنته,كما يحدث عادة في اضطرابات التوافق البسيطة.هذا مع التنبيه إلى أن قوي الإيمان بعيد بالفعل عن كثرة المعاصي لا عن الإصابة بالأمراض النفسية. س 26 : ما الذي يلزم لتشخيص المرض النفسي ؟. لتشخيص المرض النفسي يجب أنْ يحدث عند المريض أعراض غريبة،أو ربما أعراض غير مألوفة كالضيق والحزن مثلاً،وتستمر هذه الأعراض لمدة ليست بالطارئة أو القصيرة وبطريقة واضحة تكون كفيلة بتشخيص المرض النفسي في تعريف الأطباء.ولذلك فإن من يحزن لفقد قريب أو عزيز أو يحزن لضيق سكن أو لصعوبة إيجاد منصب عمل أو لتأخر عن الزواج أو لفشل في الدراسة أو …أو يتأثر بذلك,فإننا لا نصفه بأنه مريض نفسي إلا إذا استمر حزنه لمدة طويلة ربما تصل لعدة أشهر أو بضع سنوات وبدرجة جلية واضحة تؤثر على إنتاجية ذلك الفرد في أغلب مجالات الحياة،أو أنْ تظهر عليه أعراض بعض الأمراض النفسية الأخرى كالاكتئاب مثلاً,فعندئذ وعندئذ فقط يمكن أن نعتبر الحزن دليل مرض نفسي.إن الحزن البسيط في وقت الحزن عادي تماما وطبيعي تماما ودليل على صحة لا على مرض,كما أن الفرح في وقت الفرح دليل على صحة لا على مرض.وأما إذا انعكس الأمر عند الشخص فحزن وقت الفرح وفرح وقت الحزن فقد يكون عندئذ مصابا بمرض نفسي. س 27 : ما الفرق بين الأمراض النفسية التي تؤثر على العقل والتي لا تؤثر عليه ؟. يمكن تقسيم الأمراض النفسية إجمالاً إلى نوعين:الأول : تلك الأمراض التي تؤثر على عقل الفرد فيفقد استبصاره بما حوله،وتضعف كفاءته وإنتاجيته وقدرته في الحكم على الأمور،ويحدث فيها أعراض غريبة لم تعهد عن ذلك الفرد ولم تعرف عنه كالاعتقادات والأفكار الغريبة الخاطئة التي لا يقبل معها نقاش،أو أنْ تتأثر أحد حواسه أو بعضها بما هو غير مألوف له كسماعه لبعض الأصوات التي لا وجود لها حقيقة،أو وصفه لنفسه بأنه يرى بعض الأجسام دون أنْ يكون لها أي وجود على أرض الواقع.ويمكن أنْ يصيب هذا النوع من الأمراض أي أحد من الناس سواء كانوا من الصالحين أو الطالحين إذا توفر ما يدعو لحدوثها من أقدار الله. الثاني : تلك الأمراض التي لا تؤثر على عقل الفرد ولا يفقد معها استبصاره أو قدرته في الحكم على الأمور لكنها تُنقص نشاطه بعض الشيء،كالحزن الشديد المستمر لفترات طويلة وعـدم قدرة البعض على التوافق مع بعض مستجدات الحياة (اضطراب التوافق) وغيرها كثير.وقد تصيب هذه الأمراض أيضاً الصالحين وغيرهم من الناس إذا توفر ما يدعو لحدوثها من أقدار الله. س 28 : يتصل بي بعض الناس في بعض الأحيان من أجل رقية شرعية,وإذا سألت:"ما المشكلة ؟"فيجيب الرجل(أو المرأة) قائلا:"إن ابنتي ترى في بيتنا منذ مدة وبين الحين والآخر ,ترى أشخاصا لا يراهم غيرها وتسمع أصواتا لا يسمعها غيرها,ويتحدث إليها أحيانا من تراهم فيأمرها أحدهم بالصلاة وبالصيام تارة وينهاها عن السرقة والكذب والزنا تارة أخرى, ويدَّعون لها تارة ثالثة بأنهم اشتاقوا إليها ويريدون أن يروها ولو من بعيد, ويكشفون لها في بعض الأحيان عن صور حية يزعمون أنها لباب الجنة أو لباب النار ول..ويطلبون منها تارة خامسة على سبيل الأمر أن تُفرِّغ نفسها لمعالجة الناس بالقرآن و..الخ.."فما الجواب أو الحل يا ترى؟!. الجواب من وجوه عدة : ا-يجب في البداية عرضها على طبيب اختصاصي.فإذا ثبت بأنه ليس بها شيء أو تأكد أهل المريض بأن الطبيب ما بقيت فيه فائدة (وأؤكد على هذا الأمر كثيرا) فعندئذ يمكن أن تعرض على راق.ب-إن من يرى ما لا يراه الغير أو يسمع ما لا يسمعه الغير يمكن أن يكون إنسانا مصابا,ومنه فإن ابنة هذا الرجل يمكن أن تكون مصابة بجن,والمطلوب بعد عجز الطب أن تُعرض على راق ثقة يرقيها فتشفى مما بها بإذن الله.ج-إن الذي يُعلِّم الآخرَ هو الإنسيُّ لا الجني.إن الله أرسل نبينا محمدا –ص-رسولا للجن والإنس معا ولم يرسل نبيا من الجن ليبلِّغ الإسلامَ للإنس.ومن هنا فإن ادعاء الجن بأنهم يريدون النصيحة والتوجيه والتعليم للإنس كذبٌ في كذب.وعلى الواحد منهم سواء كان صالحا أو طالحا إذا أراد أن يُعلِّم أن يذهب إلى مثله من الجن ليعلمهم.د-إن الجني لن يقدم للإنسي خدمة أو شبه خدمة إلا في مقابل تسلط الجني على بدن ونفس الإنسي, وكذا في مقابل معاصي ومعاصي يمكن أن يقع فيها الإنسي في الحاضر أو في المستقبل,بطريقة مباشرة أو غير مباشرة,وذلك ليرضى عنه الجني.هـ-هذه البنت تعتبر مريضة,لذا فإنها تُنصح بأن لا تستجيب للجن حين يأمرونها بعلاج الغير بالقرآن لأنها هي أحوج إلى العلاج من غيرها.ولا يجوز لها أن تخاف من تهديدهم لأن الله أقوى منهم ومن كيدهم مهما كبُر.و-الصور التي يدعون أنها للجنة والنار هي مجرد صور وهمية ليس إلا,فلا يليق الالتفات إليها.ي-إذا أراد الجن أن يتأملوا وجه أنثى,فعليهم بوجوه الجنيات سواء جاز لهم ذلك شرعا أم لا.المهم أننا إنس والبنت إنسية ولا نقبل من الجن أبدا ما يزعمون من أنهم اشتاقوا إلى رؤية المرأة ولو من بعيد!والبنت كذلك يجب أن لا تقبل منهم شيئا مما يدَّعونه,وعليها أن تستعيذ بالله منهم ومن الشيطان الرجيم وأن تعتبرهم خصوما لها.أما إذا اعتبرتهم أصدقاء فإنها لن تتخلص من شرهم,وحتى الرقية الشرعية فإن فائدتها تصبح محدودة جدا عندئذ. وفي النهاية أقول:إذا كانت البنت فقط ترى ما ترى وتسمع ما تسمع فإن الرقية تلزمها لوحدها,أما إذا كانت أغلبية أفراد الأسرة تعاني مما تعاني منها هي,فالرقية تصبح مطلوبة للبيت على اعتبار أنه يمكن أن يكون "مسكونا"والرقية هي الحل بإذن الله في الحالتين. س 29 : هل في السنة ما يمكن أن يقال-من أجل الشفاء-على موضع الألم ؟. يمكن أن يُنصح المريض الذي يشتكي من ألم في جسده لم ينفع الطبيب في علاجه أو لم يقدر الطبيب على تشخيصه,قلت: يمكن أن يُنصح– مع الرقية -بما نصح به رسول الله-ص-أي بأن يضع يده على الذي يألم من جسده ويقول :"بسم الله" ثلاثاً,وسبع مرات: "أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر".كما يمكن أن يُوجَّه الراقي أثناء الرقية إلى الإكثار من قول:"أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك" على موضع الألم من جسد المريض. س 30 : ما علاقة قراءة ألفاظ الأذان بالرقية الشرعية ؟. قال بعضهم (والمسألة ليس مقطوعا بصحتها): "يستحب أن يضاف إلى آيات وأحاديث الرقية الشرعية من السحر أو العين أو الجن,قراءة ألفاظ الأذان,لأن المعروف عن الأذان أنه يطرد الشياطين وأن الشياطين تخاف منه خوفا شديدا".والله أعلم. س 31 : هل يصح استخدام المريض نفسيا للأدوية من كتاب أو مجلة أو جريدة في الطب النفسي؟. نعم يمكن أن يتم استعمال القليل جدا من هذه الأدوية بدون خطورة تذكر,لكن لا يصح أبدا استخدامأغلب الأدوية بدون استشارة طبيب اختصاصي وبدون وصفة طبيب تشتمل على الجرعة المناسبة للمريض "فلان" وطريقة الاستخدام الخاصة به شخصيا.إن استخدام هذه الأدوية بدون استشارة طبيب اختصاصي وبدون وصفة طبيب يعرض المريض غالبا لمخاطر تلك الأدوية بما في ذلك الأعراض الجانبية غير المرغوب فيها أو يعرضه لنتائج عكسية.إن المعلومات التي نجدها عادة في الكتب والمجلات والجرائد الهادفة هي للأغراض التعليمية فقط,ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن تستخدم لتشخيص أو معالجة الأمراض,كما لا يجوز أن تكون بديلا عن استشارة طبيب.إذن إذا كان للمريض مشكلة صحية ولم يكن متأكدا من أنها تحتاج إلى رقية فيجب عليه أن يعرض نفسه على الطبيب الاختصاصي أولا ولا يستبدله بالكتاب أو … س 32 : أشكو من السرعة في الكلام,فأنا فتاة عمري 18 سنة أتكلم بسرعة ولا أستطيع أن أفرق بوضوح بين الكلمات وهو ما يصعِّب غالبا على السامع فهم ما أقصده من الوهلة الأولى.ما الحل؟ أنتِ لا تعانين من مرض ولله الحمد.إن هذه المشكلة لها حل سهل في الغالب, لأن التحكم في الكلام شيء مستطاع جداً.إن الحل الأساسي لمشكلتكِ هو تدريبات التخاطب لدى أخصائي تخاطب (إن وُجد لأن الأطباء الاختصاصيين في هذا الباب قليلون) ويكون ذلك بمعدل جلستين أو جلسة واحدة في الأسبوع.وتعتمد هذه التدريبات على ضبط المسافات بين الكلمات والجمل.وتحسن هذه الحالة يعتمد إلى حد كبير على مجهود الشخص نفسه،ويمكن أن يتم الشفاء التام بإذن الله خلال شهور. وتُنصح الأخت كذلك بتجنب التوتر والانفعال وتدريب نفسها جيداً على التخاطب قبل التعرض للمواقف المتوترة كالأسئلة الشفوية في الفروض أو الامتحانات مثلاً.إن الأمر يحتاج إلى صبر وتدريب وبذل مجهود،ولا ينبغي الاستعجال أبداً. س 33 : هل يجب على من يرقي نفسه عند راق معين من سحر أو غيره أن يكتم ذلك عن الغير أم لا؟. لا! من حيث الوجوب ا,لكن الأفضل للمسحور خاصة عندما يرقي نفسه ( بنفسه أو عن طريق راق معين) أن يُخفي ذلك عمن حوله من الناس في حدود الاستطاعة,لأنه لو علم من فعل له السحر بذلك فقد يُجدده له مرة أخرى.وهذا من باب الاستعانة على قضاء الحوائج بالكتمان.هذا مع ملاحظة أن المريض يمكن أن يُحصن نفسه بعد الرقية بتحصينات تجعل من الصعب تجديد السحر له. س 34 : أعاني من حالة نفسية وكآبة صباحية منذ سنوات،حيث أشعر بضيق وتوتر شديد وتصبح الحياة أمامي دون معنى,ويستمر معي ذلك إلى قبيل الظهر,ثم يزول الاكتئاب بشكل طبيعي.هذا علما بأنني متدين وليست لي أية انحرافات أخلاقية.ما النصيحة ؟. إن الأكثر شيوعا أن المشاعر الاكتئابية تزداد في الصباح،وهذا الاكتئاب قد يكون له أسباب عضوية أو وجود حالة من الفراغ عند الإنسان أو لأنه لا يوجد لدى الإنسان هدف سامٍ يسعى لتحقيقه،وإنما له فقط مجرد أغراض مادية ودنيوية ضيقة النطاق.وعلاج هذا الاكتئاب ينقسم إلى قسمين:شق نفسي، وشق دوائي:أما الشق النفسي فيكون بأن يحاول الإنسان أن يجعل لحياته معنى, وذلك عن طريق الاشتراك في الأعمال الخيرية والأعمال الاجتماعية،واستثمار وقت الفراغ في تحصيل العلم النافع والعمل الصالح والصلاة والذكر وقراءة القرآن والدعاء و…وأما الشق الثاني فهو العلاج بمضادات الاكتئاب الذي يتم وصفه عن طريق الطبيب النفسي. والعلاج النفسي قد لا يغني بمفرده عن العلاج الدوائي لأنه في أوقات كثيرة يصاحب الاكتئاب تغيرات عضوية يصعب معها العلاج بالشق النفسي وحده بدون مساعدة العلاج الدوائي خاصة في بداية العلاج.إن الأمر قد يحتاج إلى العلاج بكلا الشقين أو بأحدهما بحسب ما يشير به الطبيب النفسي الاختصاصي. س 35 : هل يمكن أن تُطلب الرقية من أجل تقوية الإيمان ؟. لا ثم لا.جاءتني أخت من الأخوات في يوم من الأيام مع زوجها تريد رقية لها,وعندما سألتها:"لماذا ؟" قالت:"لقد كنت قبل الزواج قوية الإيمان,وبعدما تزوجت وأصبح لي أولاد ودار وزوج و..كثرت الهموم والمشاكل وضعُف إيماني إلى حد كبير. فكرت طويلا في الحل ثم اهتديت إلى الرقية !!!".ومثل هذه المرأة كثيرون في المجتمع سواء كانوا أميين أو مثقفين منهم :أم تبحث عن رقية لابنها الذي يشرب الخمر حتى يتوقف عن هذا الفسق والفجور, رجل يريد رقية لابنته التي تسيء الأدب مع والديها حتى تتحول من سوء الأدب إلى حسن الأدب,امرأة تشتكي من زوجها الذي يخالط ويعاشر من لا يصلح من الناس وتريد رقية له ليصاحب الطيبين عوض الخبيثين,زوج يشتكي من زوجته التي تسيء معاملته وعشرته ويريد مني أن أرقيها لتصبح قانتة حافظة للغيب بما حفِظ الله !! إن الرقية شُرعت من أجل علاج ما سببه عين أو سحر أو جن,ولا علاقة لذلك بالطاعة والمعصية وبالثواب والعقاب وبضعف الإيمان أو قوته.إن الذي يريد للناس الهداية يجب عليه أن يتبع طريق الأنبياء والرسل, وهو طريق النصح والتوجيه والتعليم والتبليغ والتبشير والإنذار والتذكير..ثم بعد ذلك:"لست عليهم بمسيطر". وإن الذي يريد أن يُقوي إيمانه بالله عليه بمقويات الإيمان المعروفة مثل الصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء ومثل التطوع في الصلاة والصيام, والصدقة وصلة الرحم والمطالعة الدينية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاسبة النفس و..ولم يقل واحد من العلماء بأن من ضَعف إيمانه عليه بأن يرقي نفسه. والمعروف بداهة في ديننا أن الإيمان يزيد وينقص. وللزيادة أسباب,وللنقصان أسباب,لكن ليس من أسباب الضعف أبدا ترك الرقية ولا من مقويات الإيمان أبدا رقية المؤمن لنفسه أو ذهابه عند راق ليرقيه. س 36 : والدتي تبلغ من العمر 66 عاما،وهي من النوع الحساس الذي يحب أبناءه وبناته جدا لدرجة أنها تحمل همَّ كل واحد فينا مهما كنا كبارا وقادرين على تحمل مسؤولياتنا. والمشكلة أننا لاحظنا منذ فترة أنها تنسى كثيرا؛فهي إن وضعت شيئاً على الغاز مثلا وذهبت قليلا فإنها تنساه على النار حتى يحترق؛وإن طلبنا منها شيئا فقد تنسى أن تعمل ما وعدت به،بل قد تنسى عدد أولادها وبناتها في بعض الأحيان. والسؤال هو:هل النسيان بهذه الطريقة من الهم وانشغال الفكر أم نتيجة لنقص مواد غذائية أو لمرض أم لطول عمر أم …؟. من المعلوم طبيا أنه مع تقدم العمر بشكل عام تقل كفاءة الجسم في أداء كثير من وظائفه،وهذا راجع إلى كثير من التغيرات الفسيولوجية الطبيعية التي تحدث لجسم الإنسان كقلة إفراز هرمونات معينة في الجسم مثلاً،وهو ما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض،وهي ما نطلق عليها أعراض الشيخوخة وواحد من هذه الأعراض هو النسيان,حيث تقل كفاءة الدورة الدموية في توصيل الدم إلى المخ، وهو ما يؤدي إلى غياب الكثير من المعلومات من لوحة الذاكرة.ولعلاج هذه الحالة ينصح بتناول الأدوية التي تساعد على تنشيط الدورة الدموية. وقد يزيد من سوء الحالة كثرة الأعمال والمسؤوليات،وخصوصاً أن الوالدة تنشغل بأمركِ أنتِ وإخوتك وأخواتك وتحمل همومكم جميعًا،هذا بالإضافة إلى ما تجده من أعباء أخرى منزلية،وهو ما يضعفها جسدياً ونفسيا،وبطبيعة الحال هذا الضعف يؤدي إلى ضعف الذاكرة والنسيان.وننبه مع ذلك إلى أمرين:ا-يجب أن تعملوا مع أمكم ما من شأنه أن ينقص من حساسيتها الزائدة من أجل مصلحتكم ويدعوها إلى أن تهتم بنفسها في المستقبل أكثر من اهتمامها بكم خاصة وأنكم كبار ومسؤولين.ب-إذا تكررت حالة النسيان بشكل دائم فيمكن أن تكون هذه الحالة من أعراض مرض الزهايمر (النسيان) ،وفي هذه الحالة يفضل العرض على طبيب مخ وأعصاب.ج-تشير الأبحاث العلمية إلى أنه من المحتمل أن يكون لعملية المضغ الفضل في الحفاظ على قوة الذاكرة مع تقدم العمر؛فالذكريات الحديثة تختزن لفترة وجيزة في الدماغ في منطقة لها علاقة بعملية التعليم.وبتقدم العمر تبدأ خلايا هذه المنطقة في الضمور,وهو ما يؤدي إلى ضعف قصير الأمد في الذاكرة.لذا فإن المداومة على أكل الطعام الذي يحتاج لكثير من المضغ قد يساعد على تنشيط الذاكرة والاحتفاظ بها لأطول وقت. س 37 : هل يمرض المؤمن نفسيا ؟ هل هناك أمثلة على ذلك ؟ ثم هل يتأثر بالمرض كما يتأثر الكافر؟. تفعل الأمراض النفسية بالبدن أكثر مما تفعله الأمراض الحسية البدنية,ولعل ما نلاحظه من مراجعة بعض أهل العلم والصلاح للعيادات النفسية ما يشهد بذلك.ولقد وصف أبو حامد الغزالي –رحمه الله– نوبة الاكتئاب الحادة التي أصابته،وهو المعروف بعلمه وتقواه وورعه.يقول أبو حامد الغزالي:"فلم أزل أتردد بين تجاذب شهوات الدنيا ودواعي الآخرة قريباً من ستة أشهر أولها رجب سنة ثمان وثمانين وأربع مائة.وفي هذا الشهر جاوز الأمر حد الاختيار إلى الاضطرار إذ أقفل الله على لساني حتى اعتقل عن التدريس، فكنت أجاهد نفسي أنْ أدرس يوماً واحداً تطبيباً لقلوب المختلفة إليّ،فكان لا ينطق لساني بكلمة واحدة ولا أستطيعها البتة،حتى أورثت هذه العلة في اللسان حزناً في القلب بطلت معه قـوة الهضم،فكان لا ينساغ لي ثريد ولا تنهضم لي لقمة.وتعدى إلى ضعف القوى حتى قطع الأطباء طمعهم من العلاج,وقالوا:"هذا أمر نزل بالقلب،ومنه سرى إلى المزاج فلا سبيل إليه بالعلاج إلا أنْ يتروح السر عن الهم الملم".وبالإضافة إلى ذلك فإن انتقال أغلب الأمراض النفسية عبر الوراثة يعكس بوضوح الطبيعة المرضية لتلك الأمراض.وبالرغم من ذلك كله فإن المسلم يتميز عن الكافر وكذلك التقي عن الفاجر في أنه يحتسب ما يصيبه عند الله ويستعين بحول الله وقوته على مصائب الدنيا ولا يفقد الأمر مثلما يفقده غيره مما يخفف من أثر المصائب عليه بعض الشيء. ولذلك فإننا نلاحظ حدوث حالات الانتحار في المجتمعات الغربية تفوق بكثير ما يحدث في المجتمعات الإسلامية رغم عدم وجود إحصائيات دقيقة لذلك في المجتمعات الإسلامية،لكن من عمل من الأطباء النفسانيين في كلا المجتمعين يدرك بوضوح ذلك الفرق بين ما يحدث عندنا وما يحدث عندهم. س 38 : ما المقصود بعصاب القلق ؟. هو مرض يتميز بالتوتر والاكتئاب والأفكار المرضية، وأساس المرض هو الاضطراب الحاصل في العمليات الكيمائية الجارية في الدماغ،وبالأخص في الجهاز العصبي المركزي.وبيئة الفرد الاجتماعية والنفسية تلعب دورا فعالا في التأثير على تلك الأجهزة المركزية،وهو ما يؤدي إلى جعلها في حالة اضطراب وتوتر مستمر.والعلاقة القوية القائمة بين عصاب القلق والاكتئاب كثيرا ما تؤدي إلى تأزم الموقف،أي كلما زاد الاكتئاب أدى ذلك إلى شدة القلق الذي يؤدي بدوره إلى انهيار الفرد.ويمكن للسائل التغلب على المرض بتعاونه مع طبيبه المعالج.وأهم ما في الأمر:ا-ثقته في الله أولا.ب-الجهد الذي يبذله المريض من أجل تقوية إيمانه بالله ورفع معنوياته وابتعاده عن المثيرات النفسية.ج-ثقته بالطبيب وبقدرته على التغلب على الحالة التي هو عليها. س 39 : ما الحكم في تعليق الحديد ونحوه على جزء من جسد المرأة النفساء أو على جسد المختون لجلب النفع أو لدفع الضر؟. هو من أنواع الشرك الحرام بلا أدنى شك,ولا يفعله إلا الجهال أو ضعاف الإيمان من الناس. س 40 : يقول بعض الرقاة بأن جبريلا-ص-ينزل من السماء في بعض الأحيان ويساعدهم على إخراج الجن من المصاب بمس!!! هل هذا الكلام يصح ؟. هذا كلام فارغ لا قيمة له ولا دليل عليه ولا أصل له في ديننا. س 41 : هل تجوز الرقية في كنيسة ؟. لا يجوز الذهاب للكنيسة لعلاج المصروع أو المصاب بعين أو بجن.والطريقة الجائزة والمطلوبة في ديننا في العلاج هي الرقية الشرعية في مكان طيب بعيد عن المحرمات وخال من النجاسات وليس فيه أية مخالفة من المخالفات الشرعية. س 42 : أخاف أن أذهب إلى الطبيب النفسي خوفا من أن يعطني دواء فيه نسبة من مخدر فأرتكب حراما بشربي لدواء هو عبارة عن خمر حرمه الإسلام.ما الجواب ؟. ما جعل الله داء إلا وجعل له دواء,وكما أن صنع نافدة يلزمه حداد أو نجار وإصلاح خلل كهربائي يلزمه اختصاصي في الكهرباء والبحث عن فتوى دينية لا بد له من مفتي أو عالم أو مجتهد أو على الأقل مطلع على الدين اطلاعا لا بأس به,فكذلك المرض النفسي لا بد له من طبيب نفساني.هذا هو مقتضى العقل والمنطق.أما بالنسبة للمخدر في بعض الأدوية (والموجود بنسبة قليلة) فقد أفتى العلماء قديما وحديثا بأن تناول هذا الدواء جائز من باب أن الضرورات تبيح المحظورات.لكن هذا شيء وقول بعض الجاهلين أو الحاقدين على الدين بأن شرب الخمر كدواء لعلاج بعض الأمراض جائز شيء آخر لأنه كلام لا يقول به عالم مسلم ولا طبيب يحترم نفسه. س 43 : ما الحكم فيما يفعله بعضهم من صب الرصاص على رأس المريض في إناء فيه ماء ثم إخبار المريض بأن فلانا قد سحره وأن فلتانا فعل له كذا و..؟. إن ذلك محض سحر وشعوذة وكذب على ذقون الناس,وهو فعل حرام بلا شك. س 44 : أنا شابة عمري 22 سنة متدينة ومحافظة دينيا إلى حد كبير والحمد لله,لكنني أعاني من شهور من وساوس شديدة جدا خاصة فيما يتعلق بالعقيدة,وتأتيني تصورات سيئة جدا عن الله والملائكة والأنبياء خاصة عندما أقبل على الصلاة أو قراءة القرآن أو الذكر والدعاء.هذا والأدهى والأمر من كل ذلك أن الشك يساورني في بعض الأحيان في وجود الله مع أنني كنت على ما هو فوق اليقين من وجود الله.وأصبحت مؤخرا قليلة النوم ويؤلمني رأسي وأعيش منطوية ومعزولة عن المجتمع و…فهل يوجد حل لحالتي؟. يجب أن تطمئن الأخت كل الاطمئنان إلى أنها بخير وإلى أنها ستشفى بكل سهولة بإذن الله.إن الكثير من الذين يصابون بهذه الحالة يخافون على دينهم وإيمانهم ويظنون أنهم أصابهم شر مستطير يزعزع إيمانهم أو أنهم كفروا بالله وأن مصيرهم النار،والأمر غير ذلك بالمرة حيث أن القضية تتعلق بمرض نفسي يسمى "الوسواس القهري". وأظن أن هذا الوسواس إذا كان سببه في مرة واحدة مسا من الجن فإن سببه في عشر مرات هو مرض نفسي. والوسواس القهري هو عبارة عن فكرة أو أفكار تخص موضوعًا معينًا تسيطر على الإنسان ولا يستطيع الفكاك منها رغم محاولته ذلك وعلمه بخطئها,مما يصيبه بالتوتر والاكتئاب والقلق.ويصاحب هذه الحالة أفعال قهرية لا يستطيع الإنسان التخلص منها.وهذا مرض يصيب جميع أصناف البشر على اختلاف عقائدهم ومللهم ,سواء منهم قوي الإيمان أو ضعيف الإيمان.وقد تكون هذه الأفكار في أي موضوع ومنها موضوع العقيدة والإيمان بالله حيث يأتي المرض على هيئة وساوس في العقيدة كما في مثل حالتكِ. والعلاج له شقان: شق نفسي وشق دوائي، والأفضل أن تعرضي نفسكِ على طبيب نفسي حتى يقيّم شدة الحالة ومدى تقدمها والمدة المطلوبة للعلاج؛حيث إن الأمر يحتاج إلى متابعة مستمرة لتقييم التحسن حتى يتم الشفاء بإذن الله تعالى خلال أسابيع أو أقل قليلا أو أكثر قليلا.ولتطمئن الأخت إلى أن هذا المرض من الأمراض التي يتم فيها الشفاء بسهولة إذا التزم الشخص بالتعليمات الطبية سواء النفسية أم الدوائية.هذا مع ملاحظة أن الشفاء يمكن جدا أن يكون أسرع إذا حرصت المريضة خلال فترة العلاج على: ا- أن تقوي صلتها بالله بدون مبالغة (لأن المبالغة قد تأتي بالثمار المعاكسة). ب- أن تشغل وقتها بشيء نافع وأن تخصص لنفسها وقتا للرياضة ولو داخل البيت (بعيدا عن أنظار الأجانب من الرجال). جـ-أن تقنع نفسها بأنها غير مسؤولة أمام الله عن هذا الوسواس الذي ليس بيدها لأن الله-من رحمته-"لا يكلف نفسا إلا وسعها",بل قد تكون مأجورة بإذن الله على الجهد الذي تبذله من أجل التخلص من الوسواس.إن ما يبذله المصاب بالوسواس في العقيدة دليل إيمان لا دليل كفر. د-أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم بين الحين والحين بدون مبالغة وأن تقول"لا إله إلا الله". س 45 : تنتابني منذ شهور حالات قلق وتوتر وأرق وصداع بالليل؛وذلك نتيجة التفكير الشديد في الأمور العقائدية والشك فيها.بل إن الأمر لم يصل إلى درجة الشك بل هي خواطر فقط سيئة تتعلق بالعقيدة وبالدين والرسول-ص-تمر على سطح العقل فقط ولا تستقر لا في القلب ولا في العقل ولكنها تقلقني وتنغص علي حياتي.أرجو أن تساعدوني في إيجاد حل لمشكلتي النفسية،خاصة أنني أعاني ليل نهار من قلق وتوتر شديدين،مع العلم أنني متدين ومواظب على الصلاة منذ سن السابعة ومطلع على الدين إلى حد لا بأس به والحمد لله. إذا كان ما تعاني منه عبارة عن أفكار تسيطر على تفكيرك، وتعلم أنها خطأ،وتحاول التخلص منها،ولا تستطيع مما يسبب لك التوتر والقلق فإن ما تعاني منه هو حالة مرضية تسمى"الوسواس القهري"وهي تحتاج إلى علاج نفسي وعلاج دوائي.والعلاج النفسي يقوم أساساً على وقف الفكرة وليس الرد عليها أو مناقشتها أو جمع الأدلة حولها،كما يعتمد على إدراك طبيعة المرض وأنه حالة مرضية نفسية وليس ضعفًا في الإيمان أو خللا في العقيدة كما يقع في روع كثير ممن يتعرضون لهذا المرض فيشعرون بالذنب وتأنيب الضمير مما يزيد من تفاقم المرض والأفكار,أو يلجئون إلى المزيد من القراءة في الدين والتبحر فيه مما يؤدي إلى تثبيت الحالة عندهم وزيادة الأفكار أيضاً.كما يعتمد العلاج النفسي أيضاً على زيادة المناعة النفسية بزيادة الطاقة النفسية،التي من أهم مصادرها الاستمتاع بالحياة من خلال الفسحة والصحبة والهواية وكل الأنشطة السارة التي تروح عن النفس وتمنحها القدرة على التغلب على الصعاب.وأما العلاج الدوائي فإن دواء "الأنا فرانيل" هو الأقدم والأكثر رسوخاً في هذا المجال ،وإن كانت أعراضه الجانبية جعلت البعض الآن يفضل المجموعة الجديدة المسماة ssri.ولا بد أن يكون العلاج بمعرفة الطبيب النفسي المختص وتحت إشرافه،وهو الذي يستطيع أن يحدد جرعات الدواء حسب حاجتك وشدة الأعراض.هذا مع العلم أن هذه الحالة تحتاج إلى صبر على الدواء والعلاج النفسي حتى تختفي الأعراض تماما أو تكاد.لذا فلا يجوز التعجل في الحكم على الدواء أو وقفه,بل تجب مراجعة الطبيب لزيادة الجرعة أو لإضافة دواء أو لتحديد المدة الكافية للدواء حتى تظهر نتائجه،وهذا أمر يحتاج إلى بعض الوقت في الأمراض النفسية. ويستطيع الطبيب المعالج ضبط الجرعات والمدة على حسب تحسن الحالة وتقدمها. س 46 : هل يجوز اتخاذ التنويم المغناطيسي وسيلة للتشخيص أو لمعرفة مكان مسروق مثلا أو لعلاج سحر أو عين أو جن ؟. جاء عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية أن استغلال التنويم المغناطيسي (بغض النظر عن ماهيته وهل هو فن وعلم أو هو ضرب من ضروب الكهانة ؟) واتخاذه طريقاً أو وسيلة للدلالة على مكان شيء مسروق أو ضالة أو لعلاج مريض أو لتشخيص مرض معين أو لاتهام شخص ما بأنه سَحر أو أصاب بعين أو..أو للقيام بأي عمل آخر بواسطة المنوم,هو عمل غير جائز بل هو شرك,لأنه التجاء إلى غير الله فيما هو من وراء الأسباب العادية التي جعلها الله سبحانه إلى المخلوقات وأباحها لهم,ولأن الدليل الشرعي على اتهام شخص هو فقط الاعتراف أو الشهود العدول من الإنس. س 47 : هل يجوز التبخر بالشب أو الأعشاب أو الأوراق كعلاج من الإصابة بالعين ؟. جاء عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية أنه لا يجوز التبخر بالشب أو الأعشاب أو الأوراق كعلاج من الإصابة بالعين.وقالت اللجنة بأن ذلك حرام,لأنه ليس من الأسباب العادية لعلاج العين وأضافت "وقد يكون المقصود بهذا التبخر استرضاء شياطين الجن والاستعانة بهم على الشفاء.وإنما تعالج العين بالرقى الصحيحة والتعوذات الواردة في الكتاب أو السنة". س 48 : يحدث في بعـض بلاد المسلمين أو غيرهم أن يقوم شخص (يعمل بمفرده أو ضمن جماعة) في جمع من الناس بعمل استعراضات مثيرة للعوام,كأن يدخل سيفا أو سكينا في بطنه دون أن يتأثر أو كأن يحول منديلا إلى ورقة نقدية أو .. وغير ذلك من الحركات التي لا تصدق في حياة الناس العادية.ما الحكم في ذلك ؟. الحكم هو أن هذا الشخص مشعوذ وكذاب و دجال وأن عمله هذا من السحر التخييلي,وهو من جنس ما ذكره الله عن سحرة فرعون في قولـه تعالـى:"فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى".و في قوله تعالى:"فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم".وهؤلاء يستعملون طرقا أو أخرى لكنها في النهاية تصب في مصب التخييل للناس بخلاف الحقيقة…إنهم يعملون شيئا من الحيـل الخفية التي تُظهر للناس أنها حقيقة وهي كذبٌ بأن يظهر الواحد منهم للناس أنه يطعن نفسه أو أنه يقتل شخصا ثم يرده كما كان, وفـي واقـع الأمر لـم يحصــل شيء من ذلك,أو يظهر الواحد منهم للناس أنه يدخل النار ولا تضره, وهو لم يدخلها أصلا،وإنما عمِل حيلة خفية ظنها الناس حقيقة وهي ليست كذلك.ولا يجوز السماح لهؤلاء بمزاولة هذا الباطل والتدجيل على المسلمين بحيلهـم الباطلـة,لأن هذا يؤثر على العوام.ولقد كان عند بعض الأمراء من بني أمية رجل يلعب فذبح إنسانا وأبان(فصل)رأسه ثم أحياه,فعجب الحاضرون فجاء جندب الخير الأزدي رضى الله عنه فقتلـه وقال قولته المشهورة:"إن كان صادقا فليحي نفسه".ولا يجوز للمسلم أن يحضر هذا الدجل والشعوذة ولو من باب التسلية,كما لا يجوز له أن يصدق بها،بل يجـب إنكار ذلك ويجب على ولاة المسلمين منعه والتنكيل بمن يفعله. وإذا سمـي هذا لعبا وفنا فإن الأسماء لا تغير من الحقائـق شيئا ولا تبيح شيئا من الحـرام ,والعبرة بالمسمى لا بالإسم. س 49 : نحن نعلم بأن الرقية الشرعية وممارستها لعلاج الناس,ليست حكرا على أحد من المسلمين أو على جماعة معينة أو على جماعات محددة بل هي مفتوحة لكل واحد من المسلمين.ولكن ما هي الشروط التي يجب توفرها فيمن يتصدى للرقية ؟. يمكن أن يتصدى لذلك : ا-الذين لهم نصيب لا بأس به من الثقافة الإسلامية العامة ومن المعرفة بالحد الأدنى من العلم الشرعي وبعالم العين والسحر والجن ومن فهم الأساسيات في طب الأعشاب والطب النفسي. ب-الذين لهم نصيب لا بأس به من الوقت الذي يمكن أن يضحوا به لعلاج الناس. ج-الذين يعلمون من أنفسهم أنهم لن يطلبوا مالا على الرقية أبدا. د-الذين يحرصون كل الحرص على أن لا يستعينوا في الرقية بجن أبدا,سواء كان صالحا أو طالحا. هـ-الذين لا يرجمون بالغيب أثناء تشخيصهم للداء مع المرضى,فلا يقولون لشخص :"بك كذا"إلا بناء على يقين,وإلا فقول"الله أعلم"هو المطلوب,وهو الواجب. وـالذين عاهدوا الله على أن لا يخالفوا أمرا من أوامره المتعلقة بالحدود التي يجب أن يلتزموا بها كرجال مع المرأة,فلا ينظر أحدهم إلى عورة امرأة ولا يمسها ولا يخـتلي بامرأة أبدا ولا يكذب على امرأة مادام حيا. ي-والذين أخلصوا دينهم لله وتوكلوا عليه سبحانه وتعالى وحده واعتمدوا عليه. ولكننا مع ذلك ننصح الذي يريد أن يتعلم كيف يرقي الناس بالحذر,لأن الساحة الإسلامية حُبلى بالمعالجين بالقرآن وأصبحوا كثيرين وأصبحت تأتي من قبلهم أو من قبل الجاهلين منهم وكذا الانتهازيين,تأتي المشاكل والفوضى والكذب والرجم بالغيب حتى أصبح الكثير من الناس لا يثقون بالرقاة,وكل ذلك بسبب المتطفلين على الرقية الشرعية الذين يريد كل واحد منهم أن يصبح معالجا مع عدم توفر الشروط المذكورة سابقا فيه سواء كلها أو جلها. س 50 : هل يجب على الراقي قبل أن يتصدى للرقية أن لا يكون مصابا بسحر أو عين أو جن ؟. قبل البدء بمعالجة الناس يجب على من أراد ذلك أن يعرض نفسه على أحد الرقاة من أهل الثقة كي يرقيه للتأكد من خلوه من الأمراض التي تعالج بالرقية الشرعية,فإذا بدا بأنه سليم فليرق غيره بدون حرج وإلا فعلاج نفسه هو الواجب والمطلوب.وهذا الشخص إن أصرَّ على علاج الغير وهو مريض فإنه يكون قد فتح بابا لا يُسد غالبا إلا بعد فوات الأوان.وإذا جاز للطبيب العضوي أن يعالج غيره حتى ولو كان هو مريضا,فلا يجوز في مجال الرقية أن يرقي مريضٌ(كالمُصاب بجن مثلا) مريضا مثله مصابا بسحر أو عين أو جن.نقول هذا لأن بعض الناس الذين كانوا مرضى نلاحظ أن منهم من يتحول فجأة إلى أن يصبحوا معالجين لغيرهم.وعندما تتطور بهم الأحوال ويبدءون بعلاج غيرهم يتضح أنهم مرضى وأن فيهم جن(مثلا) هم الذين أمروهم بأن يعالجوا الناس.ولا يمكن للجن أن يأمر شخصا إنسيا بعلاج الغير حبا فيه ولا حبا في الإسلام والمسلمين,ولن يأمره بالعلاج إلا بالطريقة غير الشرعية حتى ولو كان فيها شيء من القرآن والحديث الصحيح.والتجربة تؤكد على أن الذين يأمرهم الجن بعلاج الغير هم غالبا سذج وضعاف إيمان وجاهلون بالإسلام.
|
#3
|
||||
|
||||
بين الطب النفسي والرقية الشرعية الجزء 3
س 51 : هل يحدث للشخص أن يفقد ذاكرته عندما يتقدم في السن,وما الحل عندئذ ؟.
أنطلق في الجواب على السؤال من وحي التجربة أولا وأقول: ليست هناك قاعدة عامة والأمر نسبي تتدخل فيه عوامل كثيرة.ومنه فإن هناك أشخاصا يبلغون من العمر 100 (مائة) سنة ويموتون وهم في كامل قواهم العقلية وهناك آخرون يصابون بعد الستين أو السبعين من العمر بنوع من التخريف أو من خفة العقل أو مما يُسمى في الشرع "بأرذل العمر".وأسباب ذلك كثيرة يُرجع في معرفتها إلى الأطباء الاختصاصيين,ولا شك أن من أسبابها الأساسية التقدم في العمر.ولكن نظرا لأن هذا السبب لازم وغير كاف فإننا نجد البعض ممن تقدموا في السن أصيبوا بخفة العقل كما نجد أن البعض الآخر لم يُصب بذلك لا من قريب ولا من بعيد,نسأل الله العافية.ومن مظاهر خفة العقل عند بعض المسنين : ارتداء لباس الصغار,ممارسة ألعاب الصغار,الرقص والغناء بدون سبب, البساطة الشديدة في التفكير,الرجوع بالذاكرة إلى الوراء (سنوات أو عشرات السنين) الخ …وصدق الله إذ يقول:"الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة.يخلق ما يشاء".وفقدان الذاكرة قد يكون جزئيا(في أشياء معينة فقط أو في أوقات محددة فقط) وقد يكون كليا (في كل الأشياء وفي كل الأوقات).قد تنفع الرقية البعض من هؤلاء فيشفون مما بهم,ولكن أغلبيتهم يحتاجون إلى طبيب اختصاصي.ومع ذلك أقول بأن الطبيب في حد ذاته يفيد مرة ويخفق عدة مرات للأسف الشديد.والظاهرة في كل الأحوال طبيعية لا تتطلب الفزع الشديد. س 52 : حصل معي تشنج منذ 7 سنوات وأنا نائم مرتين،بفارق زمني شهران ونصف. بدأت العلاج بعدها عند طبيب اختصاصي،ولم يحصل بعد ذلك أي حالة من التشنج. واستمرَّ العلاج لمدة،حيث كنت أخفِّف من الجرعة المقررة لي،بناء على تعليمات الطبيب المشرف على علاجي إلى أن انتهيت من التخفيف وصولاً إلى ترك العلاج نهائيًّا بحمد الله.ولكن بعد 3 سنوات أخرى حصل معي تشنج آخر وأنا نائم.وبناء على ذلك قمت بمراجعة الطبيب،وقام بعمل مخطط الدماغ الكهربائي وصورة طبقية، وأخبرني بوجود نشاط كهربائي معي،وأنه لا بد من العودة للعلاج،وأنا حاليًا أتناول الدواء.وبحمد الله لم يحصل معي أي تشنج خلال السنوات الثلاثة الأخيرة.والسؤال: لماذا حصل معي التشنج ؟ولماذا عاودني من جديد على الرغم من العلاج الذي تم,أم أن فترة العلاج السابقة لم تكن كافية ؟. ما تعاني منه يسمَّى الصرع غير المسبَّب وهي حالة بؤرة نشطة في المخ ليس لها سبب معين أو محدد. وبالتالي لا يمكن لأحد الجزم بسبب عودتها لك مرة أخرى.وقد يكون ذلك بسبب إرهاق زائد أو تعرض لشدٍّ نفسي زائد أو لسهر طويل،أو بسبب الجلوس على الكمبيوتر لفترات طويلة،أو التعرض لنزلة برد شديدة،فكل هذه أسباب قد تساعد على ظهور التشنج مرة أخرى.ولكن حالتك غير داعية للقلق لأن السيطرة عليها سهلة بإذن الله,وعليك بالاستمرار في العلاج مثل الحالة الأولى تمامًا, وستشفى بإذن الله عن قريب. س 53 : هل تمنع نوبات التشنج المذكورة في السؤال السابق من الزواج علمًا أنني أعيش منذ حصول أول حالة تشنج معي في قلق واضطراب,وأشعر بضعف نفسي داخلي،كما أشعر في المقابل أنه لا بد من ارتباطي بفتاة تحقق لي الراحة النفسية المرجوة ؟. الزواج غير مُضِرّ إطلاقًا في حالتك،وغير متعلق بشدة بها.وسيوفر لك الزواج-بإذن الله كما تتوقع-الراحة النفسية والسكينة والطمأنينة وراحة البال,التي قد تساعدك على التخلص من المرض في أقرب الآجال (مع مواصلة العلاج الطبي بطبيعة الحال).لِمَ لا ؟! وقد أوصانا بالزواج نبينا محمد-ص-مع القدرة عليه,فقال:"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج،فإنه أغض للبصر،وأحصن للفرج". س 54 : ما هي أعراض نوبات القلق الحاد أو الهلع ؟. هي أعراض كثيرة قد يختلط البعض منها مع أعراض السحر أو الإصابة بالجن.ويمكن أن نقول-كما ورد ذلك عن بعض الأطباء-بأنه إذا اجتمعت أربعة أعراض أو أكثر منها يغلب على ظننا بأن المريض مصاب بنوبات القلق الحاد أو الهلع التي يحتاج معها إلى طبيب لا إلى راق. وهذه الأعراض هي:1-الدوخة (الشعور بعدم التوازن) أو الشعور بالإغماء.2-زيادة التعرق.3-خفقان القلب أو زيادة النبضات.4-صعوبة التنفس.5-الرجفة أو الإحساس بالارتعاش.6-هبات في الجسم ساخنة أو باردة.7-ألم في الصدر.8-خوف مفاجئ وإحساس بقرب الموت.9-الخوف من فقدان العقل.10-الشعور بالتنميل في الجسد والأطراف.11-الشعور بالاختناق.12-الغثيان,الإسهال,انزعاج البطن,أو أعراض هضمية أخرى.13-الإحساس بتغير الشخصية واختلافها"وكأنني لست أنا",أو الإحساس بتغير البيئة المحيطة واختلافها.فإذا فرضنا أن الطبيب عجز عن نفع المريض أو أعلن له بأنه ليس به شيء ,فيمكن للمريض عندئذ أن يلجأ إلى الرقية الشرعية. س 55 : امرأة كبيرة في السن أرسلت إلي مع زوجها المسن لتسأل:"أولادي وبناتي سيئون في معاملتهم لي سواء المتزوجون منهم أو العزاب.وبسبب من ذلك فأنا أعاني منذ مدة من قلق شديد ويؤلمني رأسي,وفي الليل تأتيني دوما كوابيس مخيفة.ولأن بعض الناس نصحني بالرقية فأنا أريد أن آتيك من أجل ذلك". إذا عرف السبب بطل العجب.مادمت تقولين بأن سبب ما تعانين منه من قلق هو سوء معاملة الأولاد لك,فإن الحل يكمن عندئذ في تفاهمك مع الأولاد:إما بأن تُنصحي حتى لا تلوميهم على ما لا يلامون عليه إن كنتِ أنت تُضخمين البسيط منهم,وإما بأن يُنصحوا بطاعة الأم والإحسان إليها وخفض جناح الذل لها إن كانوا سيئين معكِ بالفعل.إذا تم ذلك تخلصتِ بإذن الله وبسهولة من الجزء الأكبر من القلق ومن ثم من أوجاع الرأس والأحلام المزعجة.أما إذا أردت أن أرقيك للتخلص مما بك مع ترك الأسباب قائمة فاعلمي أن الرقية يمكن جدا أن لا تنفعكِ وأنتِ في هذه الحالة تطلبين مني-ولو بطريقة غير مباشرة-أن أكذب عليكِ.والله أعلم. س 56 : زوجي عصبي المزاج,ومنه فإنه يغضب لأتفه الأسباب.هكذا كان منذ صغره.إذا سألتُه اعتذر بأن ذلك فوق طاقته وأنه لا يقدر على كظم غيضه.وأنا أطلب منك أن ترقيه للتخلص من هذه العصبية. لو أنك قلتِ بأن الزوج كان هادئا من صغره ثم في لحظة من اللحظات أو في وقت من الأوقات تحول فجأة إلى الثورة والعنف والهيجان والعصبية الزائدة لقلتُ لكِ بأن الأمر قد يحتاج إلى رقية (إذا تم التحول بدون سبب ظاهر) أو إلى طبيب نفساني (إذا تم التغير بسبب ظاهر).أما وأن زوجكِ يشهد بأن الغضب السريع والعصبية الزائدة هو طبع تربى عليه من الصغر(سواء موروث أو مكتسب) فإن العلاج والحل عندئذ يصبح بالدرجة الأولى بيد زوجك.قد ينصحه الطبيب أو الراقي أو تنصحينه أنتِ أو ينصحه ناصح أمين وخبير وثقة,ولكن الجهد الأكبر من أجل التخلص مما يعاني منه ملقى بإذن الله على عاتقه هو.إن عليه أن يبذل جهدا كبيرا لكظم غيظه عندما يغضب,ويعينه على ذلك: ا-تذكره للثواب الجزيل الناتج عن ذلك عند الله. ب-علمه بالعلاقة الطيبة مع الناس التي تترتب عن ذلك. جـ-انتباهه للراحة النفسية التي سيحس ويشعر بها إن كظم غيظه. د-انتباهه إلى أن ما يبذله في مجاهدة الغضب داخل بإذن الله في التربية والتزكية لنفسه المطلوبتين من المسلم منذ بلوغه وحتى يموت. إن الجهد الذي يجب أن يبذله زوجكِ في هذه السبيل مرتبط بقوة الإرادة والعزيمة لديه. وكما أنه لا يقبل ممن أراد أن يتخلص من شرب الدخان أن يعتذر بأنه لم يقدر لأن الحقيقة هو أنه لم يرد أن يبذل الجهد الذي يجب أن يبذله,فكذلك لا يُقبل من زوجكِ أن يعتذر بأنه لم يقدر أن يكظم غيظه لأنه في الحقيقة لم يبذل ما يجب أن يُبذل من جهد. وزوجكِ إذن لا يحتاج إلى رقية لا من قريب ولا من بعيد. س 57 : كيف تعرف بأن فكرة ما سلبية وعلامة مَرَضية وبأنها يمكن أن تتسبب في زيادة القلق الطبيعي؟. إن لها جملة علامات يمكن أن نذكر منها : الأولى: عندما تدفع الفكرة بصاحبها إلى أن ينظر إليها بأسوأ مما هي عليه في الواقع,ويقول مثلا:"أنا لم أشعر بهذا الشعور السيئ في كل حياتي الماضية!". الثانية: تؤدي بصاحبها إلى أن يتنبأ بالمستقبل تنبؤا سوداويا لا دليل عليه,ويقول مثلا:"سيكون شعوري دائما وأبدا سيئا مثل اليوم!". الثالثة: تمنع الفكرة صاحبها من أن يقوم بأي عمل أو نشاط إيجابي,ويقول مثلا : "لا أستطيع أن أعمل شيئا,أو لا أستطيع أن أعمل كذا أو كذا!". الرابعة: تكون الفكرة غير صحيحة البتة,ويقول صاحبها مثلا:"كل الناس سيقولون عني بأنني فاشل وأحمق ولا أفهم شيئا!". الخامسة: تدعي الفكرة بأنها تقرأ عقول الآخرين,ويقول صاحبها مثلا:"على الرغم من أنني أقوم بهذا العمل بشكل صحيح,فإن الناس سيقولون حتما عني بأنني غير متوازن وجاهل و..!". إن هذه الأفكار تجعل صاحبها معرضا ومهيئا للقلق الشديد والخوف.وحتى يستطيع صاحبها أن يغيرها لابد من التعرف عليها بداية ثم مناقشة النفس فيها ثم بذل الجهد الكبير من أجل تبني أفكار أخرى صحيحة. س 58 : أخي أصبح عصبي المزاج,انعزاليا,بالإضافة إلى أنه يتطاول كثيرًا على الوالدين ويسيء معاملة الإخوة الصغار,رغم أنه كان مؤدبا.وكذلك بدأ يتدهور حاله التعليمي في الجامعة,رغم أنه كان يُضرب به المثل في الذكاء.أبي غير راضٍ عن أصحابه وذلك لسوء أخلاقهم،ومنه فلقد حذرناه منهم ولكنه لا يسمع النصيحة من أحد.لقد استعملنا معه كل الطرق الشديدة واللينة فلم تنفع.ما العمل يا ترى,وهل تلزم أخي رقية أم لا؟!. إن ما تصفه من أعراض وتغيرات عند أخيك يمكن أن يكون له عدة تفسيرات: الأول:أن يكون هناك حدث معين أو تجربة محددة قاسية قد مرت بأخيك,كما يحدث لكثير من الطلبة في الجامعة أو من العاملين في الخدمة العسكرية في الشهور الأولى من الفترة التدريبية,أو في الشرطة أو الدرك أو الجيش خاصة في السنوات الأولى من العمل.وتندرج الاحتمالات من الصدمة العاطفية (كأن يحب من لا تحبه ولا ترغب فيه أو كمن يعشق من لا يمكنه الزواج منها لسبب من الأسباب أو..) إلى الوقوع في الفسق والفجور(كتعاطي السرقة والقمار والزنا والشذوذ الجنسي وتناول المخدرات أو..). وسواء كان ما أصاب أخاك صدمة عاطفية مثلا أو انحراف فالرقية لا علاقة لها بالموضوع بتاتا. ا-فإذا كان قد صُدم فإنه يحتاج إلى خبير يسمع منه وينصحه أو إلى طبيب يعالجه. ب-وأما إذا كان قد وقع في المعصية فإن التوبة إلى الله مع الابتعاد الفوري عن رفقاء السوء هو الحل الذي لا بد منه.فإذا كان الانغماس في المعصية زائدا فيمكن لأخيك أن يستعين بطبيب اختصاصي. الثاني:وقد يكون الأمر مجرد رد فعل على أسلوب تعامل غير سليم من الأسرة:الأب والأم والأخوة,لأن أخاك مازال في سن المراهقة (قد تستمر إلى 24 أو 25 سنة من عمر الشاب) التي تعرف الكثير من التغيرات البيولوجية والمزاجية،وتحتاج إلى تفهم وتعاون من المحيطين بالشاب. وفي كل الأحوال فإن المطلوب منكم-أنت وإخوتك-هو الاقتراب والتفهم،والحكمة وسعة الصدر،والصبر والقدرة على استيعاب تحولات هذه المرحلة بدلاً من التوجيه والنقد واللوم المستمر.إن هذا كله قد يكون في بعض الأحيان عقيما،بل وقد يؤدي إلى عكس المرجو منه.إن أخاك يحتاج إلى من يثق فيه،ويتبادل معه الود اللطيف،والحب الأسري الدافئ فيكون موضع سره،وملجأ شكواه،ويحتاج إلى صحبة صالحة غير التي يعرفها الآن،ويمكن المساعدة في ذلك عبر أصدقائك أو غير ذلك من المصادر.كما أنك مرشح للقيام بجزء من دور الصحبة إذا مددت جسور التفاهم معه بمشاركته فيما يهتم به، ومساعدته في شئونه الحياتية،وقضاء بعض حوائجه الشخصية بقدر المستطاع، والإنصات إليه مهما كان حديثه،وتفادي النقد المباشر حتى يتسع صدره لتقبل النصح منك.ولتتوجهوا جميعاً إلى الله بالدعاء أن يصلح الله حاله وحالكم وحالنا جميعا،وأن يلهمنا الحكمة في التعامل مع الحياة بأحداثها وأشخاصها فهو سبحانه الحكيم يؤتي الحكمة من يشاء."ومن يُؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً". س 59 : شخص عمره 25 سنة.هو اليوم(ومنذ سنتين)عاطل عن العمل بعد انتهائه من الدراسة الجامعية,مثله مثل ملايين الجزائريين.هو لا يصلي وكوَّن لنفسه مؤخرا رفقة سيئة جعلت أهله يشكون في تناوله للمخدرات.بدأت طباعه تتغير منذ سنة فأصبحت قدراته الفكرية تبدو ضعيفة من خلال النقاش والحوار ,كما أصبح يتصرف التصرفات الشاذة مثل الكلام لوحده وادعاء أنه يرى ما لا يراه الغير ويسمع ما لا يسمعه الغير , كما أصبح لا يهتم بمظهره ولا بنظافته ومال إلى الانطواء والعزلة.ما حقيقة مرضه وهل يحتاج إلى رقية ؟ من الممكن أن يكون هذا الشخص على أعتاب اضطراب نفسي أعمق من مجرد التغير في الطباع.ومن الأعراض التي يمكن أن تظهر-مع تغير الطباع-في مثل حال هذا الشخص: التأخر في القدرات العقلية والدراسية،والتصرفات الشاذة الكثيرة والمتنوعة، وعدم الاهتمام بالمظهر والملبس والنظافة الشخصية ،والانعزال والانطواء عن الناس.لكن المشكلة هنا هي أن هذه الأعراض تتشابه إلى حد كبير مع الأعراض التي تظهر على البعض ممن يتعاطى المخدرات. ومنه يفضل عرض المذكور في السؤال على طبيب فإذا عرف الداء وأعطى الدواء المناسب فبها ونعمت,وإلا فإذا ظهر بأن سبب معاناة الشخص هو الإدمان على المخدرات فالعلاج عندئذ يصبح ذي شقين:ا-دوائي يتم عن طريق الطبيب الاختصاصي من أجل التغلب على الإدمان على المخدرات ولو تم ذلك خلال شهور.ب-نفسي, والأفضل لو يتم ذلك عن طريق إمام أو عالم دين أو شيخ مطلع على الإسلام وله قيمته ومنزلته من الناحية الإيمانية .وواجبه هنا هو تعريف المريض بدينه وتنفيره من مخاطر المخدرات خصوصا ومعصية الله عموما على البدن والروح معا,وكذا تقوية إيمان المريض ورفع معنوياته. والظاهر أن الرقية ليست مطلوبة هنا ولا فائدة منها في هذه الحالة. س 60 : ما هي الخواص المشتركة بين الأمراض النفسية والأمراض الراجعة إلى السحر أو العين أو الجن؟. أنا أؤكد باستمرار وفي أكثر من مناسبة على جملة خواص مشتركة منها إثنتين مهمتان : ا-إن أعراض السحر والعين والجن تتداخل إلى حد ما مع أعراض الأمراض النفسية.ب-تشخيص هذه الأمراض وتلك يغلب عليه الظن لا اليقين. هذا مع ملاحظة أن السحر والعين والجن أغلبه يكون لأسباب خفية أكثر منها ظاهرة,بخلاف الأمراض النفسية فإن أكثريتها له أسباب ظاهرة أكثر منها خفية.ومثال بسيط على هذا الفرق:رجل أصبح بين عشية وضحاها يكره زوجته بدون أي سبب ظاهر.إنك تجده يقول لك:"والله ما رأيتُ وما سمعتُ منها إلا الخير,لكنني أصبحت أنفر منها ولا أرتاح إلا إذا كنت بعيدا عنها!".إن هذا الرجل يمكن جدا أن يكون مسحورا ويحتاج إلى رقية والطبيب لن ينفعه بشيء. أما المرأة التي رأت رجلا يعتدي جنسيا على طفلة صغيرة ذات 8 سنوات ثم تقدم للزواج منها رجال ورجال فرفضت وأصرت على الرفض على اعتبار أنها كرهت الرجال والزواج والجنس.إن هذه المرأة ينفعها بإذن الله طبيب أو خبير نفساني أما الرقية فأظن أنها لن تنفعها في شيء.والله أعلم. س 61 : ما سبب العوج أو التشوه الذي يظهر في بعض الأحيان في بعض أجزاء جسم الإنسان كالوجه مثلا ؟. لقد صادفت في السنوات الماضية أشخاصا وقع لكل واحد منهم شيء من هذا,ومن ملابسات الإصابة التي أعرفها من المصاب أو من أهله أو .. بعد طول الحديث والسؤال والجواب فهمت بأن سبب التشوه هو إصابة من الجن. رقيت المريضَ,ولاحظت غالبا بأن المريض يشفى بإذن الله في الحين أو بعد ساعات أو أيام قليلة جدا.ومع ذلك فإنني أشهد كذلك بأن أغلبية المصابين الذين عرضوا علي بسبب عوج من هذا النوع أو سمعت خبرهم كانوا يحتاجون إلى طبيب ولا يحتاجون إلى رقية. وكانوا يحتاجون مرة إلى طبيب عضوي ومرات أخرى إلى طبيب أخصائي في أمراض الطب النفسي والأعصاب.وأتأسف كثيرا بالمناسبة عندما أتذكر أن الكثير من إخواننا الرقاة هنا وهناك يقولون تقريبا لكل من يأتيهم"بك سحر"أو"بك عين" أو"بك جن" بلا دليل ولا برهان,حتى ولو كان المرض عضويا أو عصبيا أو نفسيا 100 % .يفعلون ذلك ويقولون ما لا يعلمون ويكذبون على الله وعلى الناس إما بسبب الجهل وإما بسبب الهوى والطمع في المال أو الجاه. س 62 : هل الزوجة أقل توترا في مواجهة المحن أم الزوج ؟. الزوجة-عادة-أشد توترا وقلقا في مواجهة المحن,ومنه ف"الخَلعَة"كما نسميها عندنا في الجزائر تعاني منها المرأة أكثر بكثير من الرجل.وإذا أردت أن تتأكد من صحة هذه الحقيقة فعش مع امرأة 24 ساعة فقط أو اذهب إلى عيادات الأمراض النفسية أو اسأل أي طبيب مهما كان اختصاصه. س 63 : ما سبب الشلل الذي يصيب في بعض الأحيان البعض من أجزاء جسم الإنسان كالوجه مثلا أو اليد أو الرجل,والذي يكون في الغالب نصفيا؟وهل تلزمه رقية أم عرض على طبيب ؟. أظن بأن أغلبية المصابين بهذا النوع من الشلل يحتاجون إلى طبيب ولا يحتاجون إلى رقية.والحاجة إلى طبيب أخصائي في أمراض الطب النفسي والأعصاب أكثر عادة من الحاجة إلى طبيب عضوي.وأذكر بالمناسبة امرأة عجوزا أصيبت بهذا النوع من الشلل النصفي في جزء من جسدها وعرضت على شبه راقي(!) فأخبرها بأنها مصابة بجني وبأنه لا يليق بأهلها أن يذهبوا بها إلى الطبيب أو إلى المستشفى لأن "صاحبنا"يرى التناقض بين زيارة الطبيب والرقية الشرعية !!!.وعندما اتصل بي أهلها طلبتُ منهم أن يذهبوا بها في الحين إلى المستشفى وحذرتهم من مغبة التأخر,كما طمأنتهم إلى أن المستعجل هو العرض على الطبيب أما العلاج بالرقية فهو غير مستعجل,وأكدت لهم بأنه ليس هناك أي تناقض بإذن الله بين العرض على الطبيب والرقية.أُخذت المريضة إلى المستشفى وتبين بأنها بحاجة إلى دواء مستعجل,وعندما حكى أهلُها قصة الراقي المزعوم للطبيب تأسف هذا الأخير وقال"الحمد لله الذي عرفنا بالإسلام قبل أن يعرفنا بالمسلمين". س 64 : امرأة أصابتها منذ مدة حالة من التنميل الشديد في الذراع والقدم اليسرى،وهو ما جعلها تمشي كأن بها شللا.تم عرضها على أطباء في جراحة المخ والأعصاب فقالوا بأنه ليس بها مرض عضوي يسبب هذا الشلل.ما الرأي يا ترى؟. مسألة التنميل في الذراع والقدم اليسرى قد تكون علامة على الإصابة ببدايات جلطة في المخ،خاصة إذا صاحب ذلك ضعف في عضلات هذه المنطقة.ويحتاج الأمر إلى سرعة العرض على طبيب إخصائي في أمراض الطب النفسي والأعصاب،وليس في تخصص جراحة المخ والأعصاب،وكذلك عمل أشعة مقطعية.ولعل هذا هو السبب الذي جعل الأطباء يؤكدون لها بأنه ليس بها شيء .وإذا ظهر بعد عرضها على الطبيب الأخصائي في الطب النفسي والأعصاب بأنها سليمة تماما فيمكن عندئذ وعندئذ فقط أن تلجأ المرأة إلى الرقية الشرعية.نسأل الله لها ولنا الشفاء من كل داء. س 65 : ما هو الجواب إذا عرض المريضُ نفسَه على الراقي وعلى الطبيب في وقتين متقاربين ثم شفي المريض بعد ذلك بساعات أو بأيام قلائل.ما سبب الشفاء ؟. إذا كان البحث عن سبب الشفاء هو من أجل الاستفادة في معالجة حالات مماثلة في المستقبل فالبحث مقبول ومفيد بإذن الله والجواب يختلف من حالة إلى أخرى,كما أن الاحتمالات كلها ممكنة.إن سبب الشفاء قد يكون هو الطبيب وقد يكون هو الراقي وقد يكون الإثنان في نفس الوقت وقد يكون سبب الشفاء لا علاقة له لا بالطبيب ولا بالراقي وإنما بشيء آخر قد نعلمه وقد لا نعلمه,وأخيرا قد لا يكون هناك سبب للشفاء أصلا إنما شُفي المريض لأن الله أراد ذلك بقوله للمرض"ارتفع" فارتفع المرض وشفي المريض بإذن الله.أما إذا كان البحث عن سبب الشفاء هو من أجل غرض دنيوي ليس إلا,فإننا ننصح الراقي والطبيب معا أن يرتفعا إلى مستوى أعلى من ذلك حتى يكتفي كل منهما بقوله من أعماق القلب:"الحمد لله.المهم أن المريض شُفي,ولا يُهمني بعد ذلك إذا كنت أنا السبب أم كان السبب غيري". س 66 : أنا أعاني من خوف شديد من الموت.وإذا أصابني هذا الخوف أحسست بخلعة وبأوجاع في جهة المعدة أو المصران.ما الذي يلزم حتى أتخلص من هذه الخلعة ومن هذه الآلام ؟. أنا الآن لست بصدد الجواب عن كيفية التخلص من الخوف,إنما فقط أنبه إلى أنه من غير المعقول ولا المنطقي أن نقول بأن الآلام والخلعة تأتي كنتيجة للخوف من الموت ثم نبحث عن علاج للنتيجة وننسى علاج السبب.إن الحل هنا أو في كل الحالات المماثلة هو البحث عن علاج السبب لا النتيجة.فإذا تم التخلص من السبب وهو الخوف من الموت(الخوف المرضي لا الصحي بطبيعة الحال) تم التخلص تلقائيا من النتيجة وشُفي المرء بإذن الله.أما ترك السبب بلا علاج والبحث عن علاج النتيجة فهو كمن يصيح في واد أو ينفخ في رماد.أتمنى أن يكون الأمر واضحا لدى السائل ولدى القراء على حد سواء . س 67 : الجهد الذي يُطلب بذله عادة-بالنسيان أو التجاهل-من طرف المريض للتخلص من المرض أو من جزء منه,هل هو مع المرض العضوي أو مع المرض النفسي؟ هو مع المرض النفسي لا العضوي.صحيح أن المرض النفسي يحتاج إلى مراجعة طبيب مختص يداوي المريض بالدواء النفسي أو المادي الكيميائي,ولكننا مع ذلك نقول بأن جزءا لا بأس به من الأمراض النفسية يمكن التخلص منه أو من جزء منه بنسيانه أو بتجاهله خاصة ما تعلق بالوسواس أو الخوف أو القلق أو الخلعة أو..إذا كان المريض يخاف يجب أن يقنع نفسه بأنه ليس هناك شيء ذو بال يمكن أن يخيف,وإذا كان يقلق يجب أن يقيم الدليل لنفسه على أنه ليس هناك ما يدعو للقلق,وهكذا..أنا أعلم بأن الأمر صعب ولكنني أعلم كذلك بأنه ليس مستحيلا مع بعض الأمراض النفسية لا معها كلها.أما مع المرض العضوي ومع الأوجاع والآلام فيمكن أن نطلب من المريض أن يكون شجاعا وقويا وأن يتحمل قبل العلاج أو أثناءه وأن يصبر ويحتسب أجره عند الله (بل يستحب ذلك),ولكن لا يليق بنا أبدا في المقابل أن نقول للمريض"انس بأنك تتألم!"أو"تعامل مع الكون والحياة والناس وكأنه لا يؤلمك شيء!",إن هذا غير مستساغ البتة. س 68 : هل يمكن للشخص أن يكون سليما عضويا ومع ذلك يبدو له بأنه مريض؟. يمكن جدا وهؤلاء "مرضى وهم".قد يكون المرض خفيفا وبسيطا بحيث لا يُقلق المريضَ كثيرا وقد يكون شديد إلى درجة أنه يُنغص على صاحبه حياتَه.ولقد صادفت كثيرا من الناس (أشكالا وألوانا) في السنوات الماضية يعانون ما يعانون من الناحية النفسية,وبعد طول الحديث معهم والأخذ والرد وجدتُ أنهم مرضى وَهْم لا مرضى حقيقيون وأنهم لا يحتاجون إلى طبيب كما لا يحتاجون إلى راق,وإنما يحتاجون إلى من يقنعهم بقوة وبالتي هي أحسن-أو بالتي هي أخشن في النادر من الأحيان-بأنهم ليسوا مرضى. وبمجرد أن يقتنع المريض بأنه سليم تزول عنه كل الأعراض التي كان يشكو منها.بل إنني صادفت عائلات كاملة لا تحتاج إلى رقية ولا إلى راق وإنما تحتاج إلى من يقنعها بأنه ليس بها شيء,فإذا اقتنعت تبدلت أحوالها رأسا على عقب لكن من أسوأ الحالات إلى أحسنها بإذن الله. س 69 : رجل عمره 65 سنة ماتت زوجته ثم تزوج بامرأة أخرى,وهي تعيش معه إلى اليوم. لديه أولاد متزوجون ومتزوجات.هو يشتكي من أنهم لا يتفقون مع بعضهم البعض وكذا لا يتفقون معه هو.والرجل قلق جدا من أكثر من سنة ويريد الآن رقية للعائلة ككل حتى تصبح العلاقة طيبة بين أفرادها.هل يمكن ذلك أم لا,مع العلم أن الرجل يريد للمشكل حلا بدون اجتماع أفراد العائلة لأنهم لا يريدون أن يجتمعوا بطبيب ولا براق؟ هذا الرجل يطلب سرابا.يجب أن ينتبه الرجل ومن يعاني من مثل ما يعاني منه هو إلى جملة حقائق أساسية : الأولى: قلقه مرتبط بسبب ولن يتخلص من القلق إلا بالتخلص من السبب.الثانية: الرقية لا تشرع من أجل نشر المحبة بين الناس,ولكنها تشرع مثلا من أجل التخلص من بغض (أو كراهية) جاء نتيجة لسحر أو عين أو جن.الثالثة: وحتى على فرض أن أولاد الرجل وبناته بهم عين أو سحر أو جن,فإن المطلوب الجلوس معهم والتحدث إليهم قبل أن يرقيهم الراقي.وكما أنه لا يُقبل منا أن نترك المريض في الدار ونطلب من الطبيب في العيادة أن يعطينا وصفة نستعين بها على شراء الدواء للمريض,فكذلك لا يقبل منا أن نترك المريض هنا وهناك ونطلب من الراقي أن يرقيه بدون أن يراه ويستمع إليه وينصحه ويوجهه ويقرأ عليه القرآن. والمطلوب هنا أن يُجمع أفراد الأسرة بطريقة أو بأخرى ويجلس معهم من يجلس معهم ليسمع منهم.فإذا كان سبب الخلاف معروفا (وهو الغالب) فالمشكلة عندئذ تحل عن طريق النصيحة والتوجيه والصبر وطول البال,ولا تعالج أبدا عن طريق الرقية.أما إذا فرضنا بأن كل أفراد الأسرة أكدوا بأنهم يكرهون بعضهم البعض بدون أدنى سبب ظاهر (وقلما يكون الأمر كذلك) فعندئذ يمكن أن يتدخل الراقي لحل المشكلة بإذن الله برقية لكل فرد أو برقية للبيت. س 70 : ما أسباب الأرق ؟. إن الجهاز العصبي المركزي مسئول عن نشاطات المخ المختلفة,كما أنه مسئول عن جهاز الانتباه واليقظة.والسبب المباشر للنوم هو وجود مادة السيروتونين في الجسم.وتقوم الخلايا العصبية الخاصة في المخ بإفراز تلك المادة, فتؤثر على التكوين الشبكي الموجود في الجهاز العصبي المركزي. ويحدث أحيانا عدم توازن في نسبة السيروتونين،فإذا زادت كميتها فإنها تؤدي إلى الشعور بالاسترخاء، وعندها يشعر الفرد بالحاجة إلى النوم,وأما إن قلت كميتها في الجسم فإن الفرد لا يستطيع النوم ولا يشعر بالحاجة إليه مما يؤدي إلى الإصابة بالأرق.والمطلوب هو التوازن في كمية تلك المادة،حتى ينام الفرد ويستيقظ بشكل اعتيادي.وهناك صعوبات يعاني منها بعض الأفراد في كل زمان ومكان مما يؤدي إلى الأرق.وتختلف تلك الصعوبات باختلاف الأفراد وظروفهم العضوية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والتعليمية والسياسية :ا) هناك أسباب عضوية معروفة عند الاختصاصيين قد تكون من وراء الأرق.ب) ويمكن في بعض الأحيان أن يكون السحر أو العين أو الجن هو السبب في الأرق.ج)ويمكن أن يصيب الأرق الذين يعانون من مشاكل اقتصادية أو من مشاكل تتعلق بالعمل الذي يمارسونه. ومنه فإذا كان الفرد متوترا أثناء النهار أو مصابا بمرض الكآبة أو القلق النفسي فسيكون احتمال إصابته بالأرق في الليل كبيرا.د)كما يحدث الأرق للمراهقين أيضا خاصة في قمة فترة مراهقتهم التي يمكن أن تختلف من شخص لآخر. س 71 : كيف نتغلب على الأرق ؟. الأرق مشكلة صحية كبيرة يعاني منها كثير من الناس قديما وحديثا.والقاعدة العامة تقول بأنه إذا عرفنا السبب (وأسباب الأرق كثيرة)ثم تخلصنا منه زال الأرق بإذن الله,لكن مع ذلك يمكن أن نذكر بعض الطرق العلاجية للأرق التي يمكن أن تنفع ولو نفعا بسيطا مهما كان سبب الأرق,وإذا لم تنفع فإنها لن تضر.وهذه الطرق هي :*شرب كوب حليب,مما يبعث على الاسترخاء ويعجل بالنوم. *أكل قطعة بصل طازج.وإن كانت رائحته لا تعجب فلا حرج في ذلك بإذن الله لأن المرء ذاهب إلى الفراش وليس عند الناس أو إلى مسجد. *التقليل من كمية وجبة العشاء وتناولها على الأقل قبل ثلاث ساعات لأن إتخام المعدة قبل النوم يؤدي إلى عدم الراحة,وبالتالي إلى تعذر النوم.وإذا نام الفرد فيمكن أن تنتابه الكوابيس والأحلام المزعجة. *المشي في الهواء الطلق.وإن تعذر ذلك (خاصة بالنسبة للنساء) أخذ المرء نفسا عميقا 15 أو 20 مرة قبل الذهاب إلى النوم. *التقليل من مشاهدة التلفزيون خلال الفترة الليلية وتجنب التفرج على الساقط من الأفلام والهابط من الغناء والمائع من البرامج. *الاسترخاء بالفراش وتذكر موقف أو مواقف يحبها الشخص. *شغل النفس في الفراش بالذكر والدعاء وقراءة ما تيسر من القرآن. *ممارسة التمارين الرياضية البسيطة. *أخذ حمام دافئ قبل الذهاب إلى النوم لمدة 15 أو 20 دقيقة,حيث يعمل هذا على ارتخاء خلايا الجسم وراحتها ومن ثم الاسترخاء والنوم. *التأكد من اعتدال درجة حرارة غرفة النوم,لأن الحرارة والبرودة الزائدتين تؤديان إلى تعذر النوم. *تجنب أخذ أعمال فكرية(تتطلب بذل الجهد وتتعلق بالعمل اليومي كالتعليم مثلا) إلى غرفة النوم أو الفراش.وإن رغب المرء في القراءة فعليه بقراءة المواضيع التي تبعث على التسلية والاسترخاء والراحة ولا تتطلب كثرة إعمال الفكر. س 72 : ما علاقة شرب القهوة والشاي بالأرق ؟. العلاقة وثيقة.إن هناك أسبابا أخرى غير ما ذكرنا في موضع آخر يمكن أن تؤدي إلى الأرق كشرب الشاي والقهوة,وذلك لاحتوائهما على المادة المنبهة للجهاز العصبي.ومع ذلك هناك أشخاص يشرب الواحد منهم قهوة أو شايا أو أكثر ثم ينام بعد ذلك وبسهولة بعد دقيقة أو دقيقتين فقط ,لكن هؤلاء خارجون عن القاعدة العامة. س 73 : هل صحيح أن من علامات المصاب بجن أو بسحر أن لا يستطيع التحديق في عين الراقي طويلا ربما بسبب خوف الجن من الراقي ؟. إن هذا الكلام فيه من الظن ما فيه كالجزء الأكبر من كلام الكثير من رقاة اليوم.نعم لقد ذكر كتاب"دليل المعالجين" بأن بريقا زائداً وملحوظا يُرى في عيني المسحور,وأنه غالبا ما تجد المريض لا يستطيع تركيز النظر في عين الراقي وقت الرقية ولكنة يميل بالنظر إلى أعلى وإلى أسفل.وقال غيره بأن تلك الصفات تنطبق في الغالب على من به سحر مأكول أو مشروب.وأظن أن هذه العلامة قد تظهر على عيني المصاب وقد لا تظهر, كما أن المريض قد تكون إصابته نفسية أو عضوية (وليس به سحر أو عين أو جن) ومع ذلك هو لا يستطيع أن يحدق في عيني الراقي لسبب أو آخر.وأنا بالمناسبة أنصح نفسي وأنصح إخواني الرقاة أن لا يجزموا بشيء إلا بناء على دليل أو يقين,وأن لا يحولوا الظن أو الشك أو الوهم إلى يقين.إن هذا مما ينفر الناس أو بعضهم من الرقية والرقاة بل حتى من الإسلام,فلننتبه جميعا ولنحذر. س 74 : ما أسباب الأحلام المزعجة ؟. هي أسباب كثيرة منها: ا-عندما يكون البال مشغولا بمشاكل عضوية أو نفسية أثناء النهار أو قبيل النوم. ب-كثرة الأكل في العشاء الذي لا تطول الفترة بينه وبين وقت النوم. ج-الجوع الشديد أو العطش الشديد. د-الإصابة بالسحر أو الجن خاصة. س 75 : إذا لم يستطع الشخص النوم مع كثرة ما حاول,هل الإلحاح في المحاولة أفضل أم التخلي مؤقتا أفضل ؟. إذا لم تنفع المحاولات المتكررة فالأفضل للمرء أن يترك الفراش ويذهب إلى مكان آخر لممارسة نشاط معين نافع (ديني أو دنيوي) وكذا لقضاء الوقت,وعليه أن يتجنب الإلحاح في طلب النوم لأن الإلحاح قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
|
#4
|
||||
|
||||
بين الطب النفسي والرقية الشرعية الجزء 4
س 76 : ما المقصود بأحلام اليقظة اللاإرادية ؟.
هي التي تسيطر على الفرد ولا يستطيع التخلص منها.وكثيرا ما تؤدي هذه الأحلام-إذا كانت مزعجة واستمرت المعاناة منها لمدة طويلة-إلى العزلة والانطواء,وذلك لانشغال المرء بها وتفاعله معها مما يبعده عن التعامل والانسجام مع المجتمع من حوله.وتعتبر هذه الحالة مرضية,ويجب علاجها والتخلص منها وذلك بالطرق والوسائل النفسية العديدة ومنها التحليل النفسي. س 77 : ما علاقة أحلام اليقظة الإرادية بالأرق ؟. أحلام اليقظة الإرادية هي التي يستدعيها الفرد متى أراد وأينما شاء،أي أن الفرد هو المسيطر على تلك الأحلام وهو السيد لها لا العبد.وفي الغالب تضفي تلك الأحلام على الفرد الراحة والاسترخاء والتمتع بها,كما أنها مفيدة كذلك لعلاج الأرق أو بعضه.ومن أجل ذلك على المصاب بالأرق أن يستدعي حلما معينا يستمتع به ويؤدي به إلى الاسترخاء ثم النوم.والطريقة التي يمكن إتباعها في هذا الموقف هو أن يذهب الفرد إلى النوم وفي رأسه شريط سينمائي لهذا الحلم(لقاء عزيز أو ليلة عرس أو نجاح في امتحان أو إيجاد منصب عمل أو دخول للجنة ولقاء الحور العين أو..يضع الفرد رأسه على الوسادة ويبدأ بالاسترخاء التام ثم يستعرض الحلم الذي أعده لنفسه.في الليلة الأولى ينتهي الحلم وقد يستغرق في النوم بعدها أو يبقى مؤرقا لفترة ثم ينام،أما في الليلة الثانية فإنه يستغرق في النوم بإذن الله بعد الانتهاء من ذلك الحلم مباشرة.وبتكرار العملية يغفو الفرد في منتصف استعراضه لذلك الحلم,وهكذا يقضي الفرد على الأرق الذي عانى منه ما عاني بطريقة سهلة ومريحة.وعلى المعني أن لا يُبدِّل الحلم إلا بعد فترة,لأن كل حلم يحتاج إلى فترة معينة كي يستطيع الجهاز العصبي التكيف معه ليتمكن صاحبه من التغلب على حالة الأرق. س 78 : أستاذ كره التدريس في ثانويته لأن التلاميذ أقلقوه بسلوكهم السيئ أو لأنه ضيق الصدر فلا يتحمل العوج من التلاميذ مهما كان بسيطا.ونتيجة لذلك أصبح يعاني من القلق والتوتر والخلعة وقلة النوم وأوجاع في الرأس و..وذلك منذ شهور.هل تلزمه رقية خاصة وأنه تعلق بها مؤخرا إلى حد كبير؟. مادام سبب ما يعاني منه معروفا فالأمر لا يحتاج إذن إلى رقية.أما مسألة تعلقه بالرقية (أو ما أسمعه كثيرا من الناس "ارقني يا فلان,فأنا نويتك أو نويت الرقية") فإنها هنا لا تقدم ولا تؤخر.ولو كانت المشاكل والأمراض يتم التخلص منها ب"النية" لنوى كل واحد منا الذهاب عند طبيب معين وواحد ووحيد فيداويه في الحين ومن جميع الأمراض,ولنوى كذلك كل واحد منا استشارة شخص معين خبير بالطب النفسي واحد ووحيد فيُخلصه بسرعة ومن جميع المشاكل. إن المطلوب من هذا الشخص: ا-أن يحاول تقوية إيمانه بالله حتى يتغلب على مصاعب التدريس,لأنه إذا تذكر بأن التعليم مهمة الأنبياء والرسل-ص-,وعلم ما سيكون له من الأجر عند الله عندما يُعلم ويُربي ويَصبر,فإن المتاعب ستنقص بإذن الله. ب-أن يستعين بأساتذة أكفاء علميا وأقوياء دينيا وأدبيا وأخلاقيا يقتدي بهم ويعمل بنصائحهم. إذا انتفع هذا الأستاذ بذلك فبها ونعمت,وإلا وجب عليه استشارة طبيب نفساني. س 79 : امرأة متزوجة لها أولاد,عمرها 35 سنة.أصيبت مؤخرا بسرطان يقول عنه الأطباء بأنه مميت لأنه لم يكتشف إلا مع نهايته.أصبحت في الأسابيع الأخيرة تعاني من القلق والكآبة والتوتر والعصبية الزائدة ومن قلة النوم.رقاها راق فتحسنت حالتها النفسية ليوم أو يومين ثم رجعت حالتها إلى ما كانت من قبل.نرجو أن ترقيها للمرة الثانية لعلها تُشفى. مرض السرطان مرض عضوي.إذا كان الأمل في الشفاء منه قائما فالأمل في الطبيب بعد الله عزوجل, وإذا كان شفاء المريضة ميئوس منه فيبقى السرطان كذلك مرضا عضويا في كل الأحوال.أما أن نبحث عن علاج السرطان بالرقية الشرعية فغير مقبول البتة.إن المرض العضوي يبقى عضويا ويحتاج إلى طبيب لا إلى رقية سواء كان الأمل في الشفاء كبيرا أم صغيرا,وسواء قدرنا على تكاليف العلاج أم لا,وسواء نصحنا الناس باستشارة الطبيب أو بالاتصال بالراقي,وسواء "نوت" المريضة الرقية أم لم تنوها. أما مسألة تحسنها المؤقت بالرقية لمدة يوم أو يومين فسببه في رأيي:ا-إما"نفسي" لأنها تعلقت بالرقية إلى درجة كبيرة.وهذا التحسن النفسي لا العضوي عابر ويزول عادة بسرعة.ب-وإما النصائح التي يمكن أن تكون قد سمعتها من الراقي.إذا كانت هذه النصائح مهمة ومتعلقة بما من شأنه أن يقوي الإيمان بالله وعملت المريضة بهذه النصائح فإن حالتها المعنوية والنفسية (لا العضوية) قد تتحسن بشكل ملحوظ وقد يستمر التحسن لمدة طويلة. س 80 : هل يمكن أن يُشفى الشخص ويتخلص من معاناة معينة نفسية عاش معها لأسابيع أو شهور أو سنوات لمجرد أن ترقيه حتى ولو لم يكن مُصابا بسحر أو عين أو جن؟. أقول بداية بأن هذا مما يُقلقني كثيرا أثناء ممارستي للرقية الشرعية من سنوات وسنوات.إنني أرى بأن الرقية قد تنفع نفسيا ناسا كثيرين (وخاصة النساء) ليس بهم شيء يتطلب رقية.ولكن لأنني مشغول جدا ولأنني أرى بأن المرضى الحقيقيين أولى بالاهتمام من سواهم من المرضى الوهميين فإنني أميل في الكثير من الأحيان إلى أن أقنع المريض الوهمي بأنه ليس به شيء أو يمكن جدا أن لا يكون به شيء وأطلب منه أن يبذل الجهد الكافي مع نفسه من أجل تخليصها من الشك أو الوهم أو الوسواس.إذا وُفِّقت فبها, وإلا فأضطر إلى أن أرقيه أو أرشده إلى راق آخر أثق فيه أو يثق فيه هو. ثم أقول بعد ذلك بأنه يمكن أن تنفعه الرقية وتريحه في حال,كما يمكن أن تضُرَّه في حال أخرى. ا-يمكن أن تنفعه إذا تعلق بالرقية أو براق معين تعلقا شديدا إما بسبب أن المريض مؤمن يطلب بركة الدعاء والقرآن والذكر المصاحب للرقية,وإما بسبب أنه اقتنع بأنه مصاب بسحر أو عين أو جن فإذا رقاه الراقي شُفي,بل إن علامات الشفاء تظهر عليه في بعض الأحيان حتى والرقية لم تنته بعدُ . ب-ولكن يمكن أن تضره في بعض الأحيان بطريقة غير مباشرة,إذا عول عليها بعد الله عوض أن يُعول على تقديم الأسباب. س 81 : كيف يمكن أن تضر الرقية صاحبَها ؟. طبعا لا يمكن أن يأتي الضرر من الرقية في حد ذاتها,ويكذب كذبا مفضوحا من يقول بأن الرقية الشرعية (وأؤكد على كونها شرعية) بقرآنها وحديثها أساءت أو يمكن أن تسيء في يوم ما.إن الرقية يمكن أن تضر صاحبها في بعض الأحيان بطريقة غير مباشرة,وذلك حينما يعول على الرقية من أجل التخلص من مشكلة معينة عوض أن يقدم الأسباب الكافية والمناسبة للتخلص منها. والمثال على ذلك تلميذ بدا له بأنه مصاب بعين,لذلك هو لم يأخذ معدلا طيبا في الثلاثي الأول من السنة الدراسية.إذا أقنعته بأنه ليس به شيء وبأنه لا دليل له على ظنه أو شكه أو وهمه واقتنع ثم بحث عن أسباب ضعفه الدراسي الحقيقية وجاهدها حتى تخلص منها ثم اجتهد أكثر فإن هناك احتمالا أكبر في أن يكون مستواه في الثلاثي الثاني أحسن من مستواه في الثلاثي الأول.أما إذا عول على الرقية على اعتبار أنه كان"معيونا" وقد شفي الآن بعد الرقية وأن بذل الجهد لا يلزمه وأنه سيتحسن بعد اليوم بإذن الله بشكل تلقائي, إذا تعامل مع الرقية بهذا الشكل ثم تواكل ولم يتوكل على الله فإن الرقية تكون قد أساءت إليه.والعيب طبعا مع ذلك قائم في الشخص لا في الرقية. س 82 : كيف يمكن أن نتعامل مع المريض الذي علم أن مرضه مميت-كالسرطان مثلا-وبأنه لا أمل في الشفاء منه بإذن الله,وذلك حتى نخفف من وطأة المرض النفسية عليه ؟. السرطان كلمة تثير الخوف والرهبة والفزع,والسبب هو أنه لا يكتشف غالبا إلا في مراحله الأخيرة حين يكون مميتا.هذا المرض يمثل كارثة نفسية للمريض, وبالرغم من التقدم الطبي والعلمي والتكنولوجي فإن الشفاء منه مع بدايته وبشكل فعال مازال غير ممكن.ومع أعراض المرض التي تختلف من مريض إلى آخر ومن سرطان إلى آخر فإن المريض يحس غالبا بما يشبه الشلل الذهني عند إصابته بهذا المرض,وإن كانت ردة الفعل النفسية تختلف من مريض لآخر.وبغض النظر عن كون إخبار المريض بحقيقة إصابته أفضل أو العكس هو أفضل(المسألة خلافية بين الأطباء وبين الناس وبين علماء الإسلام) فإن المطلوب من أهل المريض من أجل التخفيف من حدة المرض النفسية (لا العضوية والبدنية) على المريض,المطلوب منهم ما يلي: ا-عدم تجاهله عند ما يتكلم عن المرض وطرق علاجه.إن المطلوب ترك المريض يعبر عن مشاعر الخوف والقلق الذي ينتابه لأن هذا الكلام يريح المريض نفسياً في العادة,وعلى الضد فإن عدم تحدث المريض عن مخاوفه يجعل هذه المخاوف أكبر ويصبح تفكيره مركزا عليها طول الوقت-سواء شعرنا نحن بذلك أم لا-بدلا من طردها بالتحدث مع الآخرين.إن الإستماع للمريض هو مشاركة معنوية مهمة جدا ويساعده على التنفيس عما يجول بخاطره. ب-التحدث معه عن التقدم الطبي الهائل في هذا العصر وكذا عن حالات مماثلة لمرضه شفي المريض فيها بإذن الله رغم أنه كان ميئوسا من شفائه لأن الشافي أولا وأخيرا هو الله.وإذا قال أهل المريض للمريض هذا الكلام فإنهم يقولون له الحق والصدق (ولا يكذبون عليه) ويخففون عليه في نفس الوقت.ج-مشاركته بأعمال ونقاشات مختلفة للترويح عن النفس والبعد عن جو القلق والهلع الذي يعيش فيه.ويحاول الأهل أن لا يتركوا للمريض الفراغ الكبير الذي يجلب له القلق والكآبة والسوء أكثر مما يجلب له الخير.د-دعوة المريض لقراءة القرآن والذكر والدعاء,وكذا تذكيره الدائم بالإيمان بالله وبالقدر خيره وشره وبأن الله سبحانه وتعالى هو الشافي أولا وأخيرا وأنه هو الذي كتب لنا أن نولد في وقت محدد وأن نموت في وقت محدد وبشكل محدد وأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وأنه"عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" و"عسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا",وأن الله يبتلي المؤمن في الأصل لا ليعذبه بل ليغفر له ذنوبه ويزيد له في أجره وليرفع له درجته عنده سبحانه وتعالى,وأن أشد الناس بلاء الأنبياء:"أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلي الرجل على حسب دينه,فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه.فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة"صدق رسول الله-ص-. وعلى أهل المريض أن يكثروا من الدعاء للمريض بالشفاء "وما ذلك على الله بعزيز".ولا بأس من الرقية للمريض لا من أجل الشفاء ولكن من أجل دعاء الراقي ومن أجل بركة القرآن إن أصر المريض أو أهله على ذلك.فإن لم يصروا على الرقية فالأصل فيما يلزم المريض هو دواء الطبيب ثم مواساة الأهل والمحبين له. س 83 : هل صحيح أن الكافر لا يصيب المسلمَ بالعين ؟. طُرح هذا السؤال على فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين,فأجاب:"ليس بصحيح،بل الكافر كغيره قد يصيب بالعين ،فان العين حق".والذي يقول بأن هناك فرقا بين المسلم والكافر في هذا الشأن مُطالبٌ بتقديم الدليل على صحة ما يقول. إن أسباب الصرع عديدة،منها ما يكون عن أسباب فزيولوجية كتلف بعض أنسجة الجملة العصبية،ومنها ما يكون عن ضغوطات نفسانية لا يحتملها المريض،ومنها ما هو من صرع الجن كما مرّ بنا من قبل,ومنها كما يقول بعضهم ما يكون من العين كما حدث لسهل بن حنيف لمّا عانه عامر بن ربيعة رضي الله عنهما،والحديث موجود في "الموطأ"وغيره.ومنه فمن المؤكد أن الطبيب الذي يعتبر كل صرع علاجه من اختصاصه هو مخطئ حتما,وكذلك فالراقي الذي يعتبر نفسه قادرا-بإذن الله-على علاج كل صرع مخطئ بكل تأكيد. س 85 : هل السحر باستخدام الجن صحيح,أي هل يُمكن أن يُعمل سحر للإنسان ويُسخَّر جني بداخل الجسم من أجل حراسة السحر حتى لا يبطل مفعوله ؟. لقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيميةأن من استخدامات الجن المحظورة استخدامهم في السحر،فقال رحمه الله:"والقسم الثالث أن يستخدم الجن في أمور محظورة أو بأسباب محظورة،مثل قتل نفس وإمراضها بغير حق،ومثل منع شخص من الوطء،ومثل تبغيض شخص إلى شخص،ومثل جلب من يهواه الشخص إليه،فهذا من السحر".وأعلق هنا بأن أنبه إلى جملة مسائل: الأولى:أن بن تيمية رحمه الله يذكر قبل ما ذُكر قبل قليل بأن هناك استخدامات جائزة ( ولم يقل واجبة) من الإنس للجن,ويذكر على ذلك أمثلة.وأنا أضع كلام بن تيمية على رأسي وعيني لأن بن تيمية شيخ الإسلام بحق,ولكن عندما أرى جهاد بن تيمية من أجل المحافظة على صفاء العقيدة الإسلامية وأنظر إلى واقع الكثير من رقاة هذا الزمان أكاد أجزم بأن بن تيمية لو كان اليوم حيا لحارب البعض من الرقاة الذين يستعينون اليوم بالجن ويستدلون بكلامه قبل أن يحارب الدجالين والمشعوذين والكهنة والسحرة.إن الذي يتحدث عنه بن تيمية ويقول بأنه يجوز له أن يستعين بالجن في أمور معينة مباحة أو مستحبة هو شخص عالم بالدين مؤمن بالله ويخافه حق الخوف,تقي نقي,يستعين بالجن المسلم ليأتي بنفع محقق,وإلا فإنه على الأقل لن يأتي بضرر لنفسه أو لغيره.أما أكثر رقاة اليوم الذين يستعينون بالجن فإنهم أبعد ما يكونون عن الإيمان والعلم والتقوى,وهم يستعينون بالجن في الحلال وفي الحرام وفي المستحب وفي المكروه.وإذا شُفي على يد أحدهم مريض فإن العشرات يمرضون أو تزيد حدة مرضهم بسببهم.ومن هنا فإنني أقول وأكرر القول للقراء الكرام:"ابتعدوا ما استطعتم عمن يستعين في الرقية بالجن مهما كانوا صالحين,وابتعدوا ما استطعتم كذلك عمن يأخذ الأجرة على الرقية". الثانية :لقد كنا نتحدث عن جواز أو عدم جواز الاستعانة بالجن أما الإمكان فهو قائم ومشاهد.إن السحرة يستعينون بالجن على فعل السحر وكذا على فكه وإبطاله,وكذلك نلاحظ من التجربة في عالم الرقية أن بعض السحرة يكلِّفون-بعد فعل السحر-بعض الجن لحراسة السحر الذي قد يكون مدفونا تحت التراب مثلا أو معلقا في غصن شجرة وقد يكون مأكولا أو مشروبا,ومنه فإن الجن يُكلَّف بحراسة هذا السحر أو ذاك.هذا مع ضرورة التنبيه إلى أن الصراحة تقتضي مني أن أقول بأن هذا الذي أعتبره قائما ومشاهدا هو في الحقيقة كلام مبني على الظن لا على اليقين.وهذه الصراحة هي مقتضى الدين الذي أقدسه ثم العقل الذي أضعه في المرتبة الثانية بعد العقل من حيث المكانة والمنزلة. س 86 : هل يُعذر الجن باعتدائه على الإنس بدعوى أنه مسخر أو مأمور؟. لا يقبل بطبيعة الحال من الجن أن يعتذر بأنه مسخر لحراسة السحر ولا يستطيع أن يتخلى عن الحراسة.إن الجن لا يُعذرُ في ظلمه بأنه مسحور,كما لا يُقبل من الجن الذي يسكن في جسد شخص-إن كان بالفعل يسكنه-أن يعتذر بأنه مأمور بالسكن في جسده. س 87 : هل الأرق مرض أم لا ؟. إذا وقع بشكل عرضي مؤقت وعابر,فإنه لا يعتبر مرضا كتلميذ لم ينم جزءا كبيرا من الليل لأنه يفكر في امتحان البكالوريا الذي سيتم بعد أيام,أو كالعروس التي وقع لها أرق لأنها تنتظر بفارغ الصبر ليلة زفافها بعد أيام,أو كالرجل الذي لم ينم الليل كله لأنه خائف من عملية جراحية ستجرى له في الغد, أو كالشاب الذي استمر مستيقظا إلى ساعة متأخرة من الليل بسبب آلام في ضرس مسوس,أو...أما إذا استمر لمدة طويلة وكان المرء يعاني منه في فترات متقاربة فإنه يعتبر عندئذ مرضا يتطلب علاجا,سواء كان السبب عضويا أو نفسيا أو سحرا أو... س 88 : أنا فتاة عمري 24 سنة،ملتزمة بتعاليم ديني ومتفوقة في الجامعة.منذ شهور مرض أخ لي مرضًا شديدًا ثم مات فجأة,وهو ما أثر علي كثيرا وأصبحت تأتيني وساوس كثيرة منها أن ما يحدث لنا من مصائب في الحياة هو سخط من الله,ومنها أنني أصبحت أخاف جدا من الأمراض ومن الموت.وكلما تقدم إلي شخص للزواج أحسست أنه سيموت، فأحجم.وكلما سافر أحد أفراد عائلتي أو غاب غيابا مهما كان قصيرا أحس أني لن أراه مرة أخرى وأنه لا بد أن يموت.إنني أتعذب,فما العمل ؟. ما تعانين منه نوع من أنواع اضطراب الوسواس القهري،يسمى"الأفكار الاجترارية" التي اتخذت من الفقد موضوعًا لها,بحيث أصبح مرض الأخ ثم وفاته (كنوع من الفقد للأمان والطمأنينة على المستوى النفسي) بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير،وأصبحت توسوسين بالعديد من المخاوف عن فقد الزوج أو الأولاد أو الإخوة والأخوات.وهذا النوع من الوساوس يمكن علاجه باستخدام أدوية يصفها لك الطبيب النفسي القريب منك والذي تُنصحين باللجوء إليه.وأنتِ في حقيقة الأمر بخوفكِ من الإقدام على الزواج لن تستفيدي شيئا,بل تعطلين مشروعا طيبا مباركا يمكن أن يساعد إلى حد ملحوظ على شفائك من الوساوس التي تعانين منها.ومنه فإنك في نفس الوقت الذي تطلبين الطبيب للعلاج عليك أن تستعيني بخبير نفسي متدين من أقاربك أو من جيرانك أو من معارف أهلك ليجلس معك ويسمع منك وينصحك. وعليك كذلك أن لا تعطلي الزواج إن خطبكِ من ترضين دينه وأمانته.ومع كل ما قلتُ فإنني أنبه نفسي وكذا البنت السائلة إلى أن الأصل في البلاء الذي ينزل بالمؤمن أنمن أجل مغفرة الذنوب وزيادة الأجور ورفع الدرجات لا من أجل معاقبته,والله أعلم. س 89 :هل يجوز التداوي من الأمراض النفسية بمحرم أم لا ؟. إذا كان دفع العلل النفسية بحلال من أجل الشفاء والراحة هو مما لا خلاف في جوازه عقلا وشرعا،إلا أن التداوي بما حرم الله كما يفعل أهل الإلحاد وبعض من لا خلاق لهم من المسلمين من أذناب فرويد وأضرابه لا يحل بحال من الأحوال لأن"ما جعل الله شفاءكم فيما حرم عليكم"،كما أخبر رسول الله-ص-. إن البعض من هؤلاء يأمرون من ابتلي ببعض العقد النفسية والوساوس الشيطانية كفرط الخجل وفتور الرغبة الجنسية وغيرها برفع الحياء الذي هو مادة الحياة للقلب ومواقعة الفحشاء بأمر المريض بممارسة الزنا أو مقدماته ,وتطريب القلب بسماع الغناء الفاحش الخليع الساقط متحججين بأن ذلك ينفِّــس عن المكبوتات المترسخة في أعماق نفس المريض فتنحل عقده! لقد زعموا وكذبوا في زعمهم.ولو كان تحرير الغرائز والمكبوتات يجلب الاعتدال والتوازن النفسي كما زعموا لَمَا كان مجتمعا في أوج الاكتفاء المادي والتطور التكنولوجي كالمجتمع الأمريكي من أكثر مجتمعات الأرض معاناة من الأمراض النفسانية بشتى أشكالها.ومنه فإن النفس إذا عولجت بغير منهج القرآن والسنة فلا سبيل لاعتدالها وراحتها،قال تعالى:"ألا يعلم مَن خَـلَق وهو اللطيف الخبير".ولهذا تجد أكثر من يعالجون النفوس بغير هذا المنهج لا يغيرون شيئا كثيرا،فإذا سكنت النفوس أحيانا لسبب ما إلا أنه إذا بقي مقتضى المرض قائما فإن المرض يهيج ويعود بأدنى سبب.وأذكر بالمناسبة أن بعض أطباء الأمراض النفسية لا يأمرون المريض بمعصية الله فحسب بل يعصون الله في تعاملهم مع المريض فيرتكبون الإثم مرتين:الأولى بممارسة المعصية في حد ذاتها, والثانية بخيانة أمانة الطب التي تعتبر أمانة عظيمة وعظيمة جدا,والمثال على ما أقول (والأمثلة المشابهة كثيرة للأسف الشديد) طبيب جاءته شابة جميلة عمرها 23 سنة تشتكي من أعراض معينة قد تكون لها علاقة بمراهقتها وبتعلقها بالرجال وبالزواج, وعوض أن يعطيها ما يناسب من الدواء وينصحها بتقوى الله وبالصيام و..وبالصبر حتى يرزقها الله الزوج الصالح,طلب منها أن تضطجع على الطاولة أمامه وأن تنزع الجزء الأكبر من ثيابها ثم فعل معها مقدمات الزنا.وعندما سألته بسذاجة مفرطة"لماذا فعلت ما فعلت معي؟!"أجابها بوقاحة منقطعة النظير(وقد يكون اعتمد في قوله وفعله على نظريات فرويد وأشياع فرويد) بأن"هذا من مقتضيات العلاج" !.وأقول هنا بصراحة بأنني بقدر ما أحترم وأجل وأقدر الطبيب إذا احترم مهنته واتقى الله ثم عباده فيها بقدر ما أحتقر مثل هذا الطبيب الساقط الماجن المنحل الذي يصلح لأن يعاقَب أولا ثم يعالَج ثانيا ولا يصلح أبدا أن يعالِج هو غيرَه من الناس. س 90 : يحدث في كثير من الأحيان أن يصاب فجأة طالب في الجامعة أو شاب يؤدي مهام الخدمة الوطنية بأشياء منها العزلة والانطواء,ادعاء أنه يرى ما لا يراه الغير أو يسمع ما لا يسمعه الغير,الهذيان,السكوت لمدة طويلة,الشرود الذهني,..ما الذي يلزمه من أجل الشفاء ؟. يمكن في البداية التغلب على المشكلة عن طريق : ا-تقوية الصلة بالله. ب-أخذ القسط اللازم من الراحة الإيجابية لا السلبية (عن طريق مطالعات خفيفة وهادفة,أو رياضة بسيطة,أو التجول مع آخرين,أو المشاركة في أعمال بسيطة ثقافية أو فكرية أو خيرية أو .. ). جـ-الاستعانة بناصح خبير يثق فيه المريض. إذا نفعت فبها ونعمت,وإلا فيجب عرض المريض على الطبيب.ولا يلجأ المريض للرقية إلا في حالة عجز الطبيب أو تأكد الطبيب من أن المريض ليس به شيء.وأسباب ما ذُكر في السؤال كثيرة,لأن تلك الأعراض قد تكون تراكمات لحالات لاشعورية تتولد عن اضطراب وعدم توازن وضعية المريض النفسية،نتيجة عوامل لا يتسع المقام لبسطها متعلقة بماضي الشخص أو حاضره.وعندما يعجز عن تجاوزها،يحاول جاهدا تبريرها بأسباب خارجية غالبا ما تتمثل في محيطه العائلي أو الاجتماعي أو المهني، وبالتالي يكون الشخص قد حضّر نفسه من غير سابق إنذار إلى مثل هذه التصورات. وقد يكون الهروب من الواقع هو هدفها،فتتخذ الصرع والهذيان والانغماس في النوم والسكوت الدائم وشرود الذهن والانطواء على الذات واللامبالاة،وغير ذلك صورًا وملجأً لهذا الهروب.هذا الهروب الذي هو في واقع الأمر نوع من التنفيس عن آلام عميقة ومكبوتات ملازمة ،يجعلها الراقي الجاهل أحيانا مقياسا له في الحكم والتشخيص على أن المريض مصاب بالعين أو السحر أو الجن.ولا أدلّ على عدم صحة هذه التصورات ،غياب آثارها عند محاولة التأكد من حقيقة وجودها،تطيـيبًا لنفسية المريض،إضافة إلى استمرار معاناته،بل وتأزّمها،وتتجلى في عدم اكتفاء المريض بعيادته الراقي الأول، وإنما يتعداه إلى عدد كبير من الرقاة،يضَلّ يتردد بين الواحد والآخر ربما لسنوات!! ومعظمهم يتعامل معه بما سبق وصفه دون أن يتوصل إلى معالجة ناجعة.وقد حدث وأن عاينت من الناس من زار نحو 30 من الرقاة !! س 91:هل كل من لم يقض حاجته من زوجته ليلة الدخول عليها مربوط ويحتاج إلى رقية؟. إن الأسباب متعددة,وقد يحتاج المعني من أجل التخلص من مشكلته إلى طبيب يعطيه مقويات مادية أو إلى أكل وشرب ونوم وراحة أو إلى ناصح ينصحه أو إلى طبيب نفساني يشير عليه بما يناسبه.أما تسرع بعض الرقاة بالحكم مباشرة وقبل السماع من المعني يقول الواحد منهم:"أنت مربوط!"فهو أمر مؤسف.وهذا يذكرني بالذي تأتيه امرأة تشكو له بأنها تحسّ بتـنـمّلات في الأطراف (نتيجة فقر في مادة الكالسيوم أو نتيجة ضغط دموي أو..)،فيقول لها:"إنك مسحورة أو ممسوسة!". س 92 : هل يمكن أن يكون التفكير في المرض سببا في زيادة المرض؟. ممكن جدا.أما التفكير في المرض الذي ينفع صاحبَه فهو مطلوب كالتفكير في المرض من أجل مداواته أو الوقاية منه أو من أجل التغذية الصحية التي تقينا الوقوع في هذه الأمراض أو تخلصنا منها.وأما التفكير في المرض لغير ذلك فقد يضر صاحبه.ولقد عاينت بنفسي أشخاصا يزيد مرضهم كلما فكروا فيه وتخف أعراضه كلما تجنبوا التفكير فيه,بل إنني رأيت ناسا ليس بهم شيء وعندما يفكرون في المرض بلا فائدة يمرضون وكأن التفكير في المرض أصبح استدعاء غير مباشر للمرض. س 93 : أنا شاب عمري 25 عاما,جامعي,متأخر بعض الشيء في دراستي،أعاني منذ فترة طويلة من الوحدة والانطواء والعزلة.ليست لي صداقات كثيرة ومع ذلك فأنا محبوب جدا من قبل الناس والكل يذكرني بالخير.أنا حائر لأنني لا أعرف السبب في عزلتي وانطوائي أعاني كذلك من الخجل الشديد الذي يمنعني غالبا من المطالبة بحقوقي أو من مجرد الحديث العابر مع أية امرأة أجنبية.هل أعاني من مشكلة نفسية أم من ماذا ؟. إن هذا الذي تشتكي منه نوع من أنواع الاضطراب النفسي الذي يُصنّف في تصنيف خاص هو"اضطراب الشخصية". والكثير من الناس يعانون من هذه المشكلة التي تُسبب لهم معاناة شديدة في التعامل مع الآخرين وكذا في تعامل الآخرين معهم.والسبب الأساسي في هذا الاضطراب خللٌ في العملية التربوية السابقة وفيما تعرض له الشخص من خبرات ومواقف سواء في طفولته أو مراهقته،مما قد يؤدي إلى حدوث هذا الاضطراب.وهذا الاضطراب يقسم إلى مجموعات حسب التقسيمات المختلفة للطب النفسي،وهو من الاضطرابات التي تحتاج إلى خبرة في تشخيصها وفي علاجها.وهذا الاضطراب يحتاج إلى صبر من المعالج ومن المريض على حد سواء,وذلك لاحتياج المريض إلى وقت طويل للعلاج.وهذا الاضطراب يتم علاجه بالجلسات النفسية(سواء كان العلاج سلوكيًا أم معرفيًا أم تحليليًا حسب ما يرى الطبيب النفسي)أكثر مما يتم بالدواء الذي لا يكاد يكون له دور إلا في بعض أنواع اضطراب الشخصية حيث يكون الدخول في الاكتئاب أو المعاناة من القلق.ومع كل هذا فإن السائل يحتاج إلى مراجعة الطبيب النفسي في كل الأحوال للحصول على مزيد من المعلومات وحتى يحدد له الطبيب نوع الاضطراب:هل هو الشخصية الانطوائية أم هو نوع آخر من الاضطراب؟ س 94 : هل سبب آلام الرأس أو الصداع واحد أم أن الأسباب متعددة ؟. الأسباب كثيرة ومتعددة كما قلت من قبل,وهذه المسألة معروفة.والأصل أن المرض عضوي,ثم (إن ظهر بأنه ليس عضويا) هو نفسي, ثم (إن بدا بأن السبب ليس نفسيا), يمكن العرض على الراقي.أؤكد على هذا الترتيب إلا إذا اجتمعت ملابسات وقرائن أحوال ودلالات كثيرة جدا تدل من الوهلة الأولى على أن سبب الآلام نفسية أو على أن سبب الآلام مرجعها إلى سحر أو عين أو جن.وتعدد أسباب آلام الرأس مذكور حتى عند القدامى من علمائنا مع تأخر علم الطب عندهم آنذاك.قال ابن القيم رحمه الله مثلا من زمان:"والصداع ألم في بعض أجزاء الرأس أو كله.وأنواعه كثيرة وأسبابه مختلفة". وذكر منها أسبابا عضوية ونفسية. فمن بين الأسباب العضوية، قال : "يكون من قروح تكون في المعدة،فيألم الرأس لذلك الورم لاتصال العصب المنحدر من الرأس بالمعدة, ويكون من ورم في عروق المعدة فيألم الرأس بألم المعدة للاتصال الذي بينهما.ويعرض عن شدة الحر وسخونة الهواء ,ويعرض عن شدة البرد,ويحدث من السهر وعدم النوم,ويحدث عن ورم في صفاق الدماغ ويجد صاحبه كأنه يضرب بالمطارق على رأسه".ومن بين الأسباب النفسانية،قال:"منه ما يحدث من الأعراض النفسانية،كالهموم ،والغموم،والأحزان،والوساوس،والأفكار الرديئة". س 95 : هل هناك أعراض متشابهة بين الأمراض النفسية والأمراض الراجعة إلى سحر أوعين أو جن؟. إن هذه يمكن اعتبارها حقيقة واقعية علمية مهمة جدا وبديهية للغاية,ولكن مع ذلك يجهلها للأسف الكثير ممّن يحترفون الرقية اليوم بسبب جهلهم أو غرورهم.هذه الحقيقة تتمثل في أن تشابه الأعراض المرضية لا يعني بالضرورة اتحاد أسبابها،بل إنني أؤكد انطلاقا من تجربتي المتواضعة في مجال الرقية وكذا انطلاقا من قراءاتي في الطب النفسي وفي علم النفس أن أكثر من 75 % من مجموع الحالات التي تعرض على رقاة اليوم هي من أصل نفساني،أو اجتماعي،أو عضوي في درجة لاحقة.وقد تجتمع البعض من هذه الأسباب أو كلها في نفس الشخص وفي نفس الوقت أحيانا.أما السحر والعين والجن فعدد الإصابات بها أقل بكثير من العدد الذي يدعيه أو يزعمه الكثير من إخواننا الرقاة هدانا الله وإياهم.وعلى سبيل المثال إذا اشتكى شخص من آلام في رأسه وأجابه الراقي مباشرة "بك سحر أو عين أو جن!"فإن الراقي يقدم بذلك الدليل على جهله الفاضح وقد يدفع بهذا الجهل آخرين إلى الاستهزاء به أو حتى بالدين والعياذ بالله,وذلك لأن أسبابها كثيرة ومتعددة كما قلت في مسألة سابقة منها : ا-قد يكون سببها نفسي,أي أن كثرة التفكير في شيء أو في أشياء قد يؤدي إلى ألم الرأس. ب-وقد يكون سببه عضوي.ج- وقد تكون قلة النوم التي سببها ضيق في السكن مؤدية إلى ألم الرأس.و...د-وقد تكون الآلام في النهاية علامة من علامات الإصابة بالسحر أو الجن خصوصا. س 96 : ما المقصود ب"التركيز" أثناء الرقية,وما الحكم فيه ؟. الطريقة ممارسة من طرف بعض الرقاة الجاهلين في الجزائر أو خارجها,حيث اعتاد أولئك الصنف من الرقاة طريقة ما هي من الدّين ولا العلم ولا العقل في شيء,إذا استثنينا قراءة القرآن والأذكار والأدعية التي تقرأ فيها.ويعمد أحدهم في هذه الطريقة إلى المريض فيأمره (بعد استلقائه) بإغماض عينيه أو يضع عليهما منديلا أو شيئا معينا،ثم يضع يده على رأسه ويأمره بالاستماع إلى تلاوته لبعض الآيات مع ملاحظة ما قد يراه أثناء ذلك-أي وهو مغمض العينين-, وكلما تمثلت في مخيلة المريض بعض المشاهد أوقف الراقي تلاوتَه للإنصات إلى تفاصيلها,وحتى إذا لم ير المريضُ شيئا فإن الراقي يمكن أن يطلب منه أن يُري لنفسه شيئا,أي شيء شاء أم أبى!.ولقد أخبرني أكثر من مريض بأن الراقي قال له:"لا بد أن ترى بخيالك شيئا!",قال لي المريض:فقلت للراقي تحت الضغط:"أنا أرى كذا,وأنا في الحقيقة أكذب عليه".وبينما المريض مغمض العينين سارح الذهن،يأمره الراقي بالتركيز على شيء معين أو شبح أو جسم تخيله،فإن كان داخل البيت أمره مثلا بأخذه ووضعه داخل كوب من ماء قُـرئ فيه قرآن،ثم يرى المريض-ولا أحد غيره-أنّ الشيء أو الشخص قد تبخّر وزال داخل الكأس أو احترق!.وقد يطلب الراقي من المريض أن يرمي(أو يرمي هو) ماء مرقيا على المكان الذي بدا للمريض أو له هو بأن الجن موجود به.وأما ما يتعلق بالطعام المأكول،فيأمره الراقي بإخراجه عن طريق القيء داخل إناء,وذلك بعد سقيه كميات معتبرة من الماء المرقي،والتي قد يضاف إليها كميّة من الملح أو الزيت أو العطر مما يستحيل تمالك النفس عند شربها.فإذا خرجت بعض الإفرازات الغددية كالاصفرار أو غيره من جوف المريض، دلّ ذلك عند الراقي على أنه من السحر وعلى أن الذي وضعه له هو فلانة التي رآها المريض بخياله!وبهذه الكيفية يزول مفعول السحر والمسّ الشيطاني في زعم هؤلاء الرقاة الجاهلين!!.وقد شاعت هذه الطريقة شيوعا واسعا حتى تكاد لا تدخل بيتا مرّ به راقٍ إلا أخبرك أهل المريض بأنه تعامل بها.وأذكر أن بعض النسوة عندما يلاحظن علي بأنني أقسم وقت الرقية إلى قسمين:قسم للحديث مع المريض(أو أهله أو من يمثله) وتقديم النصائح المناسبة له,وقسم للرقية التي تبدو لهن قصيرة وخاصة أنني لا أطلب فيها من المريض إغماض العينين,فيسألنني"لماذا لم تطلب منا إغماض العينين كما يفعل غيرك؟!". س 97 : يوجد كتاب يباع في البعض من مكتباتنا في الجزائر عنوانه "كتاب الرحمة في الطب والحكمة",ويقال: إن هذا الكتاب ألَّفه الإمام السيوطيّ رحمه الله.ومن يطلع على الكتاب يجد أنه يحتوي على أدوية لكثير من الأمراض بالرُّقية حينا وبأشياء أخرى غريبة أحيانا.هل يجوز شراء هذا الكتاب والعمل به أم هو سحر مُحَرَّم؟. إن في كتب الرقى الشرعية الخالصة من شوائب السحر والطلاسم كفاية وغنى عن مثل هذه الكتب.ومع ذلك لا مانع من الاستفادة مما في مثل هذا الكتاب من رقى مشروعة لا شك فيها،ولكن بشرط أساسي هو أن يأمن المطلع عليه على نفسه أن ينجر وراء ما فيه من السحر والدجل والشعوذة و.. ولو من باب التجربة وحب الاستطلاع.يقول الأستاذ الدكتور نصر فريد واصل،مفتي مصر:"يجوز للإنسان أن يشتريَ هذا الكتاب ويأخذ منه ما فيه من صالح الأقوال ويَتَّبِعها ويعمل بما جاء فيه صالحًا,ولكي يتعلم منه التداويَ بالقرآن لقوله تعالى:"ونُنَزِّلُ مِن القرآنِ ما هو شِفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين".أما ما يحتويه الكتاب من أعمال غيرِ صالحة كالسحر مثلاً فيجب عليه ألا يَتَّبِعها وأن يبتعد عنها لأن السحر تعليمه وتَعَلُّمه حرام،وقد عُدَّ من السبع المُوبِقات.وذهب جمهور العلماء إلى حُرْمة تَعَلُّم السحر وتعليمه،وقد حرَّم الإسلام على المسلم أن يلجأ إلى السحر والسحرة لعلاج مرض ابْتُليَ به أو لحَلِّ مشكلة وقع فيها،وقال-ص-:"لا يدخل الجنةَ مدمنُ خمرٍ ولا مؤمنٌ بسحر ولا قاطعُ رَحِم".هذا وإن استغنى المرء عن هذا الكتاب بغيره من الكتب التي تتناول الرقي وحدها دون السحر-وهي كثيرة والحمد لله- فهو خير وأضمن وأسلم.أما إذا كان هذا الكتاب مَقْصورًا كله لأغراض السحر والجنّ فاستعمال الكتاب وكذا بيعه أو شراؤه أو قراءته يصبح كل ذلك حراما عندئذ. س 98 : كان أخي مصابا بمرض نفسي.طالت مرضه,وتخلل ذلك مراجعة للمستشفى,لكن أشار علينا بعض الأقرباء وخاصة منهن النساء بأن نذهب به إلى امرأة "مرابطة" قالوا بأنها تعرف علاجاً لمثل هذه الأمراض,وقالوا أيضاً"أعطوها الاسم فقط وهي تخبركم بما فيه وتصف له الدواء المناسب".هل يجوز لنا أن نذهب به لهذه المرأة ؟. قال بن باز رحمه الله :" هذه المرأة وأشباهها لا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم،لأنها من جملة العرافين والكهنة الذين يدعون علم الغيب ويستعينون بالجن في علاجهم وأخبارهم.وقد صح عن رسول الله –ص-أنه قال:"من أتى عرافاً فسأله عن شئ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة أخرجه مسلم في صحيحه.والواجب الإنكار على هؤلاء ومن يأتيهم وعدم سؤالهم وتصديقهم والرفع عنهم إلى ولاة الأمور حتى يعاقبوا بما يستحقون لأن تركهم وعدم الرفع عنهم يضر المجتمع ويساعد على اغترار الجهال بهم وسؤالهم وتصديقهم" ا.هـ. س 99 : هل يعالج (عرق النسا) بالدجل والشعوذة ؟. س 100 : أنا تاجر كبير كنت ناجحا جدا في تجارتي, ولكن بدأت الأمور تتجه مؤخرا في غير الاتجاه الذي أريده,ومنه فأنا أريد رقية من أجل تحسين تجارتي من جديد أو عودتها إلى أحسن مما كانت من قبل. لا يجوز علاج ذلك عن طريق الذهاب إلى مشعوذ أو دجال سواء من أجل علاج هذا المرض أو غيره.أما عرق النساء فالأصل في علاجه هو الطبيب,فإذا لم ينفع يمكن الاستعانة بالطب الشعبي لكن عن طريق عارفين لا جاهلين.أما العلاج عن طريق الرقية فإنني أظن-والله أعلم-فأظن أنه غير مناسب للتخلص من هذا المرض بالذات. هذا قضاء الله وقدره.قد يرد القضاء بإذن الله بقضاء مثله عن طريق بذل الأسباب المباحة لتحسين حال التجارة وكذا عن طريق الدعاء.أما رد القضاء عن طري الرقية فغير مطلوب ولا مقبول.وإذا كان سبب الإخفاق في التجارة سببه "عين" (تحتاج إلى رقية) في حالة واحدة فإن السبب هو غير ذلك في 99 حالة أخرى.
|
#5
|
||||
|
||||
بين الطب النفسي والرقية الشرعية الجزء 5
س 101 : إبني عمره 4 سنوات مازال يبلل فراشه في الليل( يبول لا إراديا),في الوقت الذي لا تفعل أخته ما يفعل مع أن عمرها 3 سنوات فقط.استعملنا معه الطرق المختلفة فما نفعت. ما الحل وفي أي سن يصبح هذا الأمر مرضا يبحث عن علاج ؟.
لا يصبح الأمر مشكلة تبحث عن حل بزيارة طبيب مختص إلا بعد السادسة من عمر الطفل,ومنه فلا داعي للقلق والهم الذي تحملينه,ولعل قلقك نابع من مقارنته بأقرانه الذين هم في مثل سنه أو بأخته الأصغر منه,فلا تنسي أن "أصابع اليد الواحدة مختلفة"كما يُقال.ويستطيع الطفل الطبيعي التحكم في عملية التبرز مع بلوغه 30 شهرًا،أي سنتين ونصف,وذلك لاكتمال نمو العضلة المسئولة عن التحكم في التبرز في مثل هذه السن.أما التحكم في عملية التبول فالمسئول عنها هو الجهاز العصبيُّ والجهاز الحركيُّ بالجسم،ويختلف معدل نمو الجهازين من طفل لآخر،وقد يحدث تأخُّر هذا النمو عند طفل ما مقارنة بأقرانه،ولكن يبقى ذلك ضمن إطار النمو الطبيعي(طالما لم يتعدّ الطفل سن السادسة) ،وبالتالي ننصح الأم بعدم المقارنة.ولاستبعاد الأسباب العضوية بصورة يجب القيام بتحاليل معينة عند طبيب اختصاصي في المسالك البولية بعد بلوغ الطفل السنة السادسة من عمره مع بقاء المشكلة عنده قائمة. فإذا ظهر السبب العضوي فإن المشكلة تعالج عندئذ بالدواء المناسب,وإلا فإن سبب المشكلة يمكن جدا أن يكون نفسيا.وأسباب البول اللاإرادي الليلي النفسية تتمثل غالبا في الغيرة أو سوء معاملة الوالدين للولد أو على الضد تدليل الوالدين الزائد له,أو الخوف.فإذا وُجد سبب من هذه الأسباب تُعالج المشكلة عندئذ بالتخلص من سببها. والأصل أن المشكلة لا تحتاج إلى رقية وإن نفعت الرقية في بعض الأحيان. س 102 : من هم الأطباء الذين يراجعهم المصابون بوساوس قهرية وهم ليسوا مختصين؟. 1- أخصائي الأمراض الجلدية : بسبب الهرش الحاصل على الجلد من الوساوس. 2- طبيب العائلة : يراجع بسبب الغسيل المتكرر أو العد أو الشكوك المستمرة. 3-أخصائي السرطانات أو الأمراض المعدية أو التناسلية:من أجل فكرة متسلطة بأن الشخص مصاب بالإيدز مثلاً. 4- طبيب أسنان :بسبب تنظيف مستمر وعنيف للأسنان. 5-أخصائي أطفال: الوالدان قلقان بسبب تكرار ولدهم للغسل المستمر. 6- أخصائي تجميل : مراجعة بخصوص وسوسة من شكل أو هيئة عضو من الأعضاء. 7-إمام مسجد: للسؤال عما إذا كانت هذه الوساوس بسبب الشيطان. 8-راق: بسبب الظن أن به مساً من شيطان أو سحر أو عين. 9- دجال (مشعوذ أو ساحر): لصد السحر أو الشر أو العمل. كل من ذكروا يراجعهم الموسوسون عادة (بوسواس قهري) وليس بينهم مختص واحد.وتشير الإحصاءات إلى أن الذين يعانون من الوساوس القهرية قد لا يراجعون مختصاً نفسانياً واحدا إلا بعد مضي سنوات. س 103 : ما هو علاج تساقط الشعر الناتج عن الاضطرابات النفسية والقلق؟. إن تساقط الشعر نتيجة التعرض للاضطرابات النفسية يزول في العادة تلقائيًّا، ويعود للنمو الطبيعي بعد حوالي 6 أشهر من زوال السبب ما لم يتعرض المصاب للاضطراب النفسي مرة أخرى.أما إذا طالت مدة الاضطراب فقد يستمر تساقط الشعر بسبب استمرار قيام السبب, وعندئذ قد يضطر المريض لاستشارة طبيب نفسي قبل ( أو بدون) استشارة الطبيب الاختصاصي في الأمراض الجلدية. س 104 : ما المقصود بالسلبية في الطب النفسي ؟. هي من الآفات النفسية التي تعني العزلة وعدم الانتماء وقطع الصلات بالعالم المحيط مما يؤدي إلى الشعور بعدم المسؤولية واللامبالاة.وتشير السلبية إلى قصور في التنشئة الاجتماعية واضطراب في مسار النمو النفسي مما يؤدي إلى انعدام الاهتمامات الاجتماعية لدى الفرد وإلى تلاشي الحرص على المجتمع وغياب الوعي والحس الاجتماعيين ,بالإضافة إلى عدم الإيجابية في التفاعل مع البيئة الاجتماعية المحيطة. س 105 : أنا الآن في سن العشرين وما أزال أعاني من حب الشباب الذي نغص علي حياتي! أنا أتعذب كثيرا لأنني حاولت استخدام عدة أدوية اصطناعية وطبيعية،ولكن كلها لم تفدني.ما العمل؟. رغم أن علاج هذه الحالة يختص به أولا طبيب الأمراض الجلدية،إلا أنه قد يكون لظهور هذا الحَب وتفاقم مشكلته أسباب نفسية.والقول بأن هذا الحب يختفي بعد سن العشرين بشكل عفوي وتلقائي وفي كل الأحوال ليس صحيحًا تمامًا.ورغم عدم الاتفاق على سبب واضح ومحدد لظهور هذه الحبوب،فإنه قد يكون ناتجًا عن عامل من عوامل مختلفة.والظاهر من خلال رسالة السائل أن مشكلته نفسية أكثر منها عضوية لأن هذا الحب عند كثير من الشباب هو علامة على القوة والحيوية والنشاط,أما صاحبنا فإنه اعتبره مرضا خطيرا وداء وبيلا بدليل أنه يتعذب بسببه كثيرا وأنه نغص عليه حياته كما يقول.إن أهم ما في هذا الباب-من الناحية النفسية-هو نظرتك لهذه الحبوب وتوهمك أنها قد تسبب لك كثيرًا من التشوهات في خلقتك (وإن كان هذا ممكن الحدوث لكن فقط في النادر من الأحيان)،والحقيقة أنها في الغالب لا تسبب شيئا من ذلك،إلا أن تكون سببًا فقط لبعض الآلام.فيا أيها السائل دع عنك القلق وابدأ الحياة بكل إقبال وأمل وتفاؤل و..وأحب أن أطمئنك أن هذه الحبوب عادة ما تقل مع الزواج،ومع سن ما بعد الثلاثين مباشرة.ومع ذلك فكل هذا لا يمنع من إمكانية استشارة الإخصائيين والنابغين في علاج مثل هذه الحالات والمطلعين على أحدث ما وصل إليه العلم الحديث في علاجها. س 106 : ما أسباب الاكتئاب ؟. هناك 3 أسباب أساسية. ا-اضطرابات عضوية داخلية,بدون أن تكون هناك أسباب خارجية تدعو إلى ذلك. ب-أسباب كيميائية حيوية:بسبب زيادة أو نقص إنتاج مواد معينة في بعض مراكز المخ بسبب العوامل الوراثية التي تؤدي إلى وجود فروق فردية في الاستعداد للإصابة بهذه الحالة. ج-أسباب نفسية:تؤدي بدورها إلى إحداث تغييرات في الجسم تنتج عنها حالة الاكتئاب مثل حلول كارثة أو وقوع مصيبة أو مواجهة محنة أو فقدان عزيز أو فقدان ثروة,مما يؤدي إلى اضطرابات تفكير الفرد ونظرته إلى نفسه وإلى العالم بشكل سلبي يرى فيه أنه لا يساوي شيئا, وأن العالم شديد الظلمة في نظره,وأن حياته تسير باتجاه مصير سيء.وفي مثل هذه الحالة تتجاوب المشاعر مع التفكير ويتوافقان مما يجعل الشخص يبدو حزينا ومهموما. س 107 : ما علاقة الاكتئاب بالرغبة في الموت أو في قتل النفس(الانتحار)؟. هناك علاقة وثيقة ,وقد أثبتت الدراسات أن نسبة المنتحرين من بين المصابين بالاكتئاب أكثر 25 مرة من نسبة المنتحرين ممن لا يعانون من أية اضطرابات.ولا يقدم المرء عادة على الانتحار إلا عندما يصل إلى قمة الشعور باليأس. س 108 : هل يمكن أن يؤدي الخوف إلى اضطراب في الكلام ؟. نعم! يمكن أن تؤدي المخاوف خصوصا والاضطرابات النفسية عموما إلى التأثير على أجهزة الكلام بشكل أو بآخر,فيتوقف المرء عن الكلام أو تقل قدرته على الكلام.وتنتهي المشكلة تلقائيا بعد زوال السبب,وإلا فيجب عرض المصاب على الطبيب المختص. س 109 : قد لا تحمل المرأة من زوجها بسبب مس من الجن.ما أعراض ذلك ؟. [COLOR=window****][/COLOR] [COLOR=window****] من[COLOR=window****]أعراض عدم الحمل بسبب إصابة الجن للمرأة (وهي أعراض ظنية لا قطعية بطبيعة الحال):[/COLOR][/COLOR] [COLOR=window****] ا-تشكو المرأة من آلام في الظهر.[/COLOR] [COLOR=window****] ب-تشكو آلاما والتهابات في منطقة الرحم.[/COLOR] [COLOR=window****] جـ-عدم انتظام الدورة الشهرية,أو وجود نزيف أحيانا.[/COLOR] [COLOR=window****] د-ضيق المرأة غالبا من الجماع بحيث لا تفعله إلا من أجل إرضاء الزوج.[/COLOR] هذا إذا لم تكن لكل هذه الأعراض أسباب عضوية أو نفسية أو عصبية. س 110 : ما هو المرض النفسي الذي يعرف بالجنسية المثلية ؟وهل هو أن يولد العبد ذكرًا لكنه يحس ويشعر أنه فتاة,والعكس؟وما الرأي في هذا المرض اجتماعيًا ونفسيًا ودينيًا؟. الأصل هو أن يميل كل جنس للجنس الآخر.هذه هي فطرة الله التي فطر الناس عليها،ولكن أحياناً يحدث انحراف لهذه الفطرة فيميل الشخص إلى نفس جنسه عاطفياً (ويشعر الذكر أنه أنثى وتشعر الأنثى أنها ذكر).وسبب هذا الانحراف هو أن (الجنس) جزء حساس ودقيق جداً في بناء الإنسان،وسرعان ما يتأثر هذا الجزء الحساس تأثراً موجعاً بأي خلل تربوي يتعرض له الإنسان،أو أي خلل في المجتمع عموماً،وللأسف يحدث الخلل الجنسي للشخص في تدرج وفي صمت شديد،كما أنه يأخذ صوراً وأشكالاً عديدة تختلف من حالة لحالة،ويلعب الاستعداد الشخصي دوراً هاماً في الاستجابة لهذا الخلل،فهناك أشخاص لديهم استعداد هرموني وجيني (للمثلية)،وهناك أشخاص عندهم استعداد لصور أخرى من الخلل الجنسي مثل السادية أو الخوف المفرط من الجنس وغيرها.وبتعبير آخر نقول بأن هناك عوامل خارجية تلتقي مع استعداد خلقي لينتج عنها صور مختلفة من الانحراف الجنسي.و(المثلية) هي إحدى هذه الصور،وليست الصورة الوحيدة،وإن كانت الأغلب تقريباً.والسؤال:ما هي إذن قواعد التنشئة الجنسية السليمة التي تمنع حدوث هذا الخلل؟! وما هو النظام الذي وضعه الإسلام فلما ابتعد الناس عنه حدث للفطرة ما حدث من نسخ وانحراف ؟. أولاً:أن يتعرف الشخص على الجنس ويكتسب ثقافته الجنسية في الوقت المناسب، وبالتدريج،وبالطريقة المناسبة ، ومن المصدر المناسب،ومن خلال مداخل غير مباشرة أحياناً أو مباشرة أحيانا أخرى مع الإيغال في الأمر برفق ,كما علمنا الإسلام أن نفعل مع أبنائنا وكيف نرشدهم إلى موجبات الغسل مثلا أو كيف نربيهم على الاستئذان على الأب والأم في الأوقات الثلاثة التي حددها الشرع. ثانياً: شعور الإنسان بالرضا عن جنسه،فالذكر ينشّأ على الرضا بأن الله خلقه ذكراً، والأنثى كذلك،كما يعلمنا الإسلام العدل بين الأبناء،وأن نوضح لهم أن الاختلاف بين الذكر والأنثى اختلاف وظائف وليس اختلاف درجات.ولكن عندما تعامل الأنثى على أنها جنس من الدرجة الثانية لا رأي لها،مسلوبة الحرية في بيت أبيها ثم في بيت زوجها،فإنها تسخط على أنوثتها وترفضها،وكذلك عندما يتحمل الولد الذكر ما لا يطيق من مسئوليات لا لشيء إلا لأنه(رجل)فهذا أيضاً يجعله يتمرد على جنسه،ويتمنى الانسلاخ منه. ثالثاً:الجو الأسرى الصحي الذي يمارس فيه الأب دوره كرجل،وتمارس فيه الأم دورها كأنثى مهم جداً.ولكن عندما تختلط الأدوار فنجد المرأة تعمل والأب عاطل،أو نجد المرأة قوية الشخصية والرجل مقهور،أو نجد الخلافات بينهما لا تنتهي.هذا أيضاً يؤثر في التنشئة الجنسية للأطفال،فتختلط عندهم معاني الأنوثة والرجولة.والإسلام أيضاً وضع لنا صورة نموذجية لعلاقة الزوج والزوجة داخل الأسرة،ووضع لكل من الطرفين حقوقاً وواجبات،وحدد وظيفة كل طرف بما يناسب ما خلقه الله من أجله دون احتقار لوظيفة الطرف الآخر. حدوث الخلل في هذه القواعد التربوية الثلاث يؤدي إلى اضطرابات كثيرة منها (المثلية) وهذه المثلية تأخذ صوراً وأشكالا عديدة: *من حيث الشعور بالجنس:أحياناً يكون لدى الشخص شعور واضح بأنه ينتمي للجنس الآخر،وربما يسعد الرجل بوقوفه أمام المرآة مرتدياً ملابس النساء.وأحياناً يشعر بمجرد الميل العاطفي لنفس النوع مع الاحتفاظ بشعوره الجنسي.*من حيث توقيت ظهور الخلل: غالباً ما يبدأ منذ المرحلة السابقة للبلوغ (أي في سن التاسعة أو العاشرة للفتاة والثانية عشرة للفتى).وأحياناً قد لا يظهر الخلل إلا في سن متأخرة قليلاً عن هذا. *من حيث حدود الميل:يبدأ(بالعشق العاطفي)ويمتد للمستوى الجسدي بكل درجاته.*من حيث الشفاء: البعض قابل للشفاء تماماً،والبعض قابل للشفاء مع وجود استعداد كامن فتظل هناك بعض المحاذير والضوابط التي يجب أن يلتزم بها ولا يتجاوزها مدى الحياة عند تعامله مع نفس الجنس،والبعض غير قابل للشفاء للأسف الشديد ونستطيع أن نشبهه بمرض (السكر) المزمن الذي لا شفاء منه غالبا (حاليا) حتى الموت ولكن المريض يستطيع أن يتعايش معه إذا التزم بنظام معين يمنعه من التعرض للوقوع في المحظور. ثم إن أي ممارسة أو اتباع لهوى النفس أو انقياد وراء هذا الميل هو من الناحية الشرعية حرام،وهناك عشرات الآيات والأحاديث التي تحرم (اللواط) أو (السحاق) ومقدماتهما. وفي الأخير ننبه إلى أهمية :ا) الاكتشاف المبكر للخلل منذ الطفولة.ب) المتابعة والرعاية للشخص وخاصة في سن ما قبل البلوغ.ج) لجوء الشخص إلى الطبيب النفسي فوراً(مع بدء ظهور أية علامة للخلل) ليخضع لنظام معين لتنمية شعوره بجنسه الحقيقي أو تنمية ميله للجنس الآخر،ووضع الحدود والضوابط التي يجب أن يلتزم بها مؤقتاً أو إلى الأبد,مع بني جنسه حتى لا يقع المحظور. د)كما نحذر من الشعور المفرط بالذنب وتوبيخ النفس لوجود هذا الخلل،فإننا أيضاً نحذر من أن يشعر المرء بأنه عديم الحيلة،وأنه لا ذنب له إذا ارتكب الخطأ.إن هذا كلام غير مقبول البتة لأن الله خلقنا على هذه الحياة ووضع في طريقنا سلسلة من الاختيارات تؤهلنا – بإذن الله –للجنة إذا تجاوزناها بنجاح,ولو استسلم كل شخص للخطأ لما نجح أحد في الاختبار. هـ) حسن الصلة بالله,والتفاؤل ، والرضى،والأمل في الشفاء،كل هذه عوامل لها أبلغ الأثر من أجل شفاء عاجل وحياة طيبة ناجحة. س 111 : أغضب فوق اللزوم وأحب الانتقام ولو من أجل أسباب تافهة,فإذا لم أنتقم أتألم لا نفسيا فقط بل حتى بدنيا.أرجو النصيحة. يجب الكشف في البداية على الغدَّة الدرقية،والتأكد من أن إفرازاتها الهرمونية منتظمة.فإذا كان كل شيء على ما يرام وهو الأغلب،فيصبح ما تعاني منه من العصبية الزائدة ليس مرضا عضويا،ولا حتى نفسيا، وإنما هي عادة.وكما جاء في رسالتك فإن هذه العادة موجودة في أكثر من فرد من أفراد الأسرة.لذلك لا بد لك من التدرب على تركها وهجرها،ولا يتأتَّى ذلك مرة واحدة ولا في يوم واحد،ولكن بالتدريج وبتعويد النفس،كما أوصانا النبي-ص-أن الحلم لا يأتي إلا بالتحلُّم،وأن الصبر لا يأتي إلا بالتصبُّر.وتستطيع التدرب على ذلك بمتابعة نفسك يوميًّا وملاحظتها،مع محاولات ضبط النفس المستمرة،والعزم على تقليل فترات العصبية.وأنت غير منصوح بتناول المهدئات لأنك قد تتعود عليها بدون أن تستفيد منها في شيء.وهذه المهدئات لها أعراض جانبية من الأفضل تجنبها،وخاصة أنك في سن صغيرة،ويساعدك أيضًا على الهدوء كثرة الصلاة،وقراءة القرآن الكريم،والتقرب إلى الله عز وجل بالطاعات. س 112 : ما القلق في الطب النفسي ؟. القلق حالة نفسية تتصف بالخوف والتوتر وكثرة التوقعات,وينجم القلق عن الخوف من المستقبل,أو توقع لشي ء ما,أو عن صراع في داخل النفس بين النوازع والقيود التي تحول دون تلك النوازع.والقلق أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا,فهو يصيب من 10 إلى 15% من الناس ، ويزداد حدوثه في الفترات الانتقالية من العمر ، كالانتقال من مرحلة البيت إلى المدرسة ، أو من مرحلة الطفولة إلى المراهقة ، أو عند الانتقال إلى سن الشيخوخة والتقاعد ، أو سن اليأس عند النساء . كما قد يحدث القلق عند تغيير المنزل أو العمل أو ما شابه ذلك . وقد يصاب الإنسان بالقلق كانفعال طارئ يزول بزوال السبب ، وقد يصبح مزمنا يبقى مع الإنسان لساعات أو أيام . ومن أشكال القلق قلق الأم على ابنها إن تأخر عن موعد وصوله ، وقلق الإنسان على وظيفته وعمله ، أو قلق المرء على صحته حين يمرض ، وقلق الطالب على نتائج امتحاناته ، أو قلق التاجر على تجارته.وهناك أشكال كثيرة من القلق لا مجال لحصرها . ويصاب الإنسان القلق بأعراض مختلفة ، منها الإحساس بالانقباض ، وعدم الارتياح والشعور بعدم الطمأنينة، والتفكير الملح والأرق ، كما قد يشكو القلِـق من الخفقان وإحساس بتشنج في المعدة أو برودة في الأطراف .وليس منا من لا يقلق في لحظة من اللحظات ، أو موقف من المواقف ، فهذا أمر طبيعي ، أما أن يستمر القلق لأيام ، بل لشهور أو سنين ، فهذا ما لا تحمد عقباه . ومن الناس من يقلق لأتفه الأسباب ، فتساوره الهموم والشكوك ، ويعيش أيامه بين القلق والاكتئاب. س 113 : هل من نصائح للتغلب على القلق عموما ؟. إذ عرف السبب بطل العجب.ومنه إذا كان السبب عضويا أو نفسيا وجب استشارة طبيب مختص,وإذا كان السبب غير ظاهر يمكن أن تنفع الرقية الشرعية بإذن الله.هذا مع التنبه إلى أن المشكلة في بعض الأحيان قد تكون عضوية أو نفسية(على الخصوص) ولكن قد لا تظهر بسهولة للمريض.ومع ذلك إذا أردت أيها القارئ اجتناب القلق بشكل عام عليك بمراجعة نفسك وموازينك ، وتدبر أمورك وأحوالك.وفيما يلي بعض الوصايا التي يمكن أن تساعدك في التخلص من القلق: ا-عش في حدود يومك ولا تقلق على المستقبل,ولا تخش قلة الرزق فالرزق بيد الله. ب- ذكر نفسك بالثمن الفادح الذي يدفعه جسمك ثمنا للقلق. جـ-دع التفكير في الماضي ، فإنه لن يعود مهما حاولت.يقول الرسول-ص-:"وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا،ولكن قل قدر الله وما شاء فعل،فإن لو تفتح عمل الشيطان" . د-تدبر الحقائق بعناية قبل صنع القرار .ومتى اتخذت قرارا حصيفا أقدم على تنفيذه واستعن بالله ولا تتردد. هـ-ارض بقضاء الله تعالى وقدره .واعلم أن المؤمن لا يخشى مصائب الحياة وأن كل أمره خير. س 114 :رجل لا يصلي, تقول زوجته عنه بأنه لا يحب سماع القرآن بل إنه يغضب في بعض الأحيان إذا ألحت هي على سماع القرآن أو على إسماعه إياه.هل يحتاج إلى رقية على اعتبار أنه مصاب بجن أو سحر؟. إذا عرف السبب بطل العجب.إن سبب غضب الرجل نفسي.إنه يغضب من كل ما يذكره بالله وببعده عن دين الله وبانحرافه عن سبيل المومنين.إنه يغضب من الصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن والصيام والمطالعة الدينية والحديث عن الدين والبرامج الدينية,بل إن رؤيته للمتدينين بشكل عام قد تغضبه.يحدث هذا للشخص مادام قلبه قاسيا,فإذا لان قلبه يمكن أن يصبح أي شيء مما ذكر سابقا سبيلا لرجوعه إلى الصواب.... إذا لم يبذل المرء الجهد المطلوب لقهر شهواته وأهوائه حتى تنضبط بشرع الله أصبح حاله مع الحق والعدل والشرع والصواب كحال الثعلب الذي يقال أنه عندما لم يلحق عنقود العنب المعلق بأعلى الشجرة قال" إنه حامض". س 115: ما هو الشك في الطب النفسي ؟. يعتبر الشك كأية وظيفة ذهنية ظاهرة صحية ودلالة على تمتع المرء بالصحة النفسية إذا ما مارسه بغير إفراط أو تفريط،لذا نعتبر الشخص الإمعة غير متمتع بالصحة النفسية الجيدة،ونقصد بالإمعة ذلك الفرد المصاب بالتصديق الساذج لأغلب ما يرى أو يسمع بغير إعمال الفكر وبغير اللجوء إلى النقد،وما أكثر هؤلاء اليوم أو في زماننا هذا وشرط الاعتدال في الشك هو التمتع بالصحة العصبية والصحة العقلية والصحة الوجدانية السلمية والتمتع بتربية جيدة. والخروج عن هذه السوية,أي من الشك الإيجابي إلى الشك السلبي أو من الشك المعتدل إلى الشك المبالغ فيه قد يكون بسبب مؤثر داخلي(بيولوجي,عقلي,أو ووجداني) وقد يكون بسبب مؤثر خارجي(مثل الأسرة,أو المجتمع).ومنه يمكن القول بأن الحالة الشكية التي يكون عليها المرء تكون متأثرة بالجسم والعقل والجهاز الوجداني. س 116 : كيف يعالج الآباء مظاهر الخوف عند أطفالهم ؟. يمكن أن يكون لكل نوع من أنواع الخوف سبب خاص,كما يمكن أن تكون أسباب الخوف متعددة ومتشعبة. وإذا عرف السبب سهل بإذن الله على الآباء بشكل عام تخليص أولادهم من الخوف وأعراضه ونتائجه. ومع ذلك يمكن أن نقول: 1-إن صادف الطفل ما يخيفه فلا يليق بالأب أن يعينه على نسيانه, لأن النسيان يدفن المخاوف في النفس ثم لا تلبث أن تصبح مصدرا للقلق والاضطراب النفسي.والمطلوب التفاهم مع الطفل وتوضيح الأمور له ومواجهته بحقيقة الشيء الذي يخاف منه ومناقشته في أهمية هذا الشيء لنا أو في عدم ضرره علينا. 2-الهدوء والاتزان وعدم الهلع والخوف والفزع في أي موقف خصوصا عند مرض الطفل. 3-إبعاد الطفل عن مثيرات الخوف كالقصص الخيالية والخرافات. 4-استعمال الخوف البناء في تنمية شخصية الطفل وتحفيزه كالتخويف من غضب الله ومن النار. 5- معاملة الطفل عندما يخطئ على أنه طفل لا يميز بين الخطأ والصواب فنرشده إلى الصواب ليشعر بالأمان والطمأنينة دون عقاب وسخرية واستهزاء,بل المطلوب الدفاع عنه عند نقد أو مهاجمة الغير له. 6-إزالة مخاوف الطفل بربط ما يثير خوفه بافتعال السرور.إن الطفل مثلا يخاف الظلام, وعلى الأب أن يلعب معه وفي لحظة من اللحظات يطفئ النور ويستكمل اللعب.ويمكن أن يبدأ -في المرة المقبلة- اللعب مع الطفل في الظلام حتى يرتبط خوفه من هذا الشيء بمثير لفرح وسرور.وكذلك على الولي أن يُقرب الولد من الحيوانات رويدا رويدا حتى يألفها. س 117 : أنا شاب عمري 22 سنة،طالب جامعي.مشكلتي هي الخجل الشديد الذي يصاحبني عند مواجهة عدد كبير من الناس وعندما أحس بأن الأنظار متجهة إليّ. والمشكلة مستمرة عندي منذ كنت تلميذا في الابتدائي.أشارك في تقديم بحوث مع البعض من زملائي لكن على نطاق فوج بسيط لا قسم كامل.دائرة صداقاتي تزيد إلا أني لا أبادر إلى التعرف على الناس.وهذا ما يجعل البعض يعتبرني مغرورا.أريد حلا لهذه المشكلة بأي ثمن. إن هذه المشكلة هي الدرجة البسيطة من حالات الخوف الاجتماعي،وهو مرض نفسي تصعب فيه على الإنسان المواقف التي يتوقع أن يواجه فيها عددًا كبيرًا من الناس أو أن تكون الأنظار متجهة إليه،وسبب اعتبارنا أنها حالة بسيطة هو أنها لم تمنعك من تقديم بحوث مهما كانت متواضعة،أو من زيادة عدد أصدقائك حتى ولو لم تبادر أنت بالتعرف عليهم.وهذه الحالة تحتاج إلى علاج نفسي عبارة عن جلسات نفسية يقوم فيها الطبيب بوضع هيكل متدرج لمخاوفك،وللمواقف التي لا تحب أن تتعرض لها،ثم يقوم بعملية تعريض متدرج لك لهذه المواقف،ويتابع ذلك معك ويعطيك الإرشادات المطلوبة حتى تستطيع أن تتغلب على هذه المواقف وعلى القلق الذي ينتابك خلالها,والأمر يستدعي في معظم الأحيان التدخل الدوائي خاصة في المراحل الأولى من العلاج. س 118 : ما الرأي في الرقاة الذين يعتمدون على ما يراه المريض في منامه من أجل تشخيص مرضه ؟. نسأل الله الهداية.إن هذه سيئة من سيئات بعض الرقاة للأسف الشديد.عوض أن يعتمد أحدهم على أعراض أخرى قطعية أو على الأقل تدل على الظن الغالب في أن المريض به كذا أو كذا,تجده يعتمد غالبا على الأحلام (وليته اعتمد على الرؤى) التي لا ترقى حتى إلى أن تكون دليلا على شك أو على وهم.وجلّ هؤلاء الرقاة يسألون عن أحلام المريض،لا لكونهم يملكون نصيبا من علم تأويلها أو تفسيرها ،فتكون كالقرائن لما قد يشخصونه من أنواع العلل،بل لاستخلاصهم الأحكام على بعض القضايا,فإذا ذكر لهم المريض مثلا بأنه يرى ثعابينَ أو كلابا تقرضه بأنيابها ،كان ذلك دليلا كافيا عند هؤلاء للحكم على حالة المصاب بأنها من قبيل المس أو السحر,وإذا ذكر المريض بأنه رأى في المنام"عينا كبيرة"مثلا كان ذلك دليلا عند الراقي على أن المريض معيون.وقد يرى المريض في حلمه مثلا أن فلانا من الناس سحره، فيتبنى الراقي ذلك ويتلقاه وكأنه حقيقة ثابتة،فيجاري المريض في ظنه أو شكه أو وسوسته. س 119 : أنا طالب جامعي أعاني منذ مدة من قلق معلوم السبب حاولت أن أتخلص منه بجهد خاص فلم أستطع.نصحني أهلي بالذهاب عند طبيب نفساني فخفت أن يُقال عني "مجنون".هل تفيدني رقية أم لا ؟. أنت تؤكد على أن المشكلة نفسية, والمشكلة النفسية لا بد لها من طبيب ولا دخل للرقية فيها.لكن من جهة أخرى أنا لا أدري كيف يمكن أن أتصور طالبًا جامعيًّا في بلد عربي وإسلامي لا يستطيع الوصول للطبيب النفسي للحديث معه ولطلب العلاج عنده مهما كانت الأسباب.إن"طالب جامعي" تعني أنه ملتحق بالجامعة والجامعات في بلادنا موجودة عادة في المدن الكبرى حيث يتوافر الأطباء النفسيون بسهولة-مهما كانت كفاءتهم ناقصة-,ويمكن الوصول إليهم بكل يسر.وإذا كانت هذه الأفكار حول التردد على الطبيب النفسي،وأن من يتردد عليه هو المجنون فقط،إذا كانت هذه الأفكار بالية جدا وقديمة جدا ومتخلفة للغاية فأحرى بطالب جامعي أن يتخلص من هذه الأوهام ويتجه للطبيب طلبًا للعلاج مثلما يتجه إلى أي طبيب من أجل علاج أي مرض عضوي آخر. س 120 :هل صحيح ما يُقال بأن المريض الذي لا يصرع أثناء الرقية لا يمكن أن يكون مصابا بجن,ويقال كذلك بأنه يمكن جدا أن يكون مصابا بمرض نفسي؟. هذا كلام لا دليل عليه لا من شرع ولا من طب نفسي ولا من واقع.إن الشرع لم يقل بأن المصاب بجن لا بد أن يُصرع أثناء الرقية ولم يقل كذلك بأنه لا يمكن أن يُصرع.والطب النفسي لم يقل كذلك بهذا التفريق بين أن يُصرع أثناء الرقية وبين أن لا يُُصرع كما لم يقل الطبيب النفسي بأن علاج الذي لا يُصرع هو من اختصاصه وبأن علاج الذي يُصرع من اختصاص غيره.والمعروف أن الصرع نوعان:طبي,وإصابة جن,وكل نوع من النوعين يمكن أن يقع أثناء الفحص كما يمكن أن لا يقع.وأما من حيث الواقع فلقد عاينت بنفسي بعض المرضى أعلم يقينا(أو شبه يقين) بأنهم مُصابون بجن-لا بأمراض نفسية-من خلال الأعراض التي تظهر عليهم والتي تدل دلالة قطعية على تسلط الجن عليهم (مع أن شبه اليقين هذا من الصعب الوصول إليه كما أكدت أكثر من مرة), ولكن الواحد منهم لا يغمى عليه أثناء قراءتي القرآن عليه.ولقد كنت أجلس أثناء الرقية مع شخصين في شخص واحد وأرى شخصا واحدا بداخله شخص آخر وأسمع من شخصين في شخص واحد.لقد كان المريض يتحدث إلي بنفسه لدقائق ثم يتحدث معي لدقائق أخرى شخص آخر مختلف تماما (هو الجني) على لسان المريض فيتحدث معي بقسمات أخرى وبلهجة أخرى وأحيانا بلغة أخرى (قد يكون المريض لا يعرف عنها شيئا) وفي مواضيع أخرى لا يفهم المريض منها شيئا.وقد يسبني الجني على لسان المريض وقد يسب الله ورسوله-ص-وقد يتكلم بالكلام البذيء الفاحش على لسان المريض الذي يمكن أن لا يكون قد تلفظ به ولو مرة في حياته السابقة.وقد يحدث هذا لامرأة كلها حياء وأدب وخلق و..وجمال,لا تعاني في حياتها من أية مشكلة,ومنه فهي بعيدة كل البعد عن الإصابة بالأمراض النفسية,فإذا تحدث الجني على لسانها(بدون أن تصرع) تنقلب في لحظة إلى وحش لا يشبه الرجل ولا المرأة يتكلم بكل فاحش من القول وبكل وقاحة وبوجه منفر قبيح وبكل كفر وفسق وفجور و..كل هذا وغيره كثير عاينته من مرضى خلال سنوات طويلة بدون أن يصرع الواحد منهم.والذي يزيد من طمأنتي على صحة ما أقول هو أن أغلبية هؤلاء طلبت منهم-بعد الرقية-عدم الذهاب عند الطبيب وبعد أيام أو أسابيع قليلة سمعت بأنهم شفوا شفاء تماما بقوا يتمتعون به بعد ذلك سنوات وسنوات ,والحمد لله أولا وأخيرا,والله أعلم. س 121 :هل من شرط العائن أن يكون حاسدا ؟. العين تكون مع الإعجاب بالشيء ولو بغير حسد,ولو من الرجل المحِب أو الصالح,ومنه فليس شرطا أن يكون العائنُ حاسدا. س 122 : أنا طالبة في الجامعة.مشكلتي تتلخص في أنني أثناء النوم أقوم بقضم أسناني (والعادة موجودة معي منذ الصغر).هذه المشكلة سببت لي تفككًا بالأسنان,ومع مرور الوقت أصبحت هناك فراغات كبيرة بين الأسنان وبعضها البعض،وهو ما يسبب لي إحراجًا.ماذا أفعل ؟. هناك علاقة وثيقة بين التوتر النفسي والمشاكل اليومية التي يتعرض لها الفرد وحالة قضم الأسنان.ويلعب المخ دورًا كبيرًا في تلك العملية نتيجة للعلاقة الماسة والاتصال بين المخ ونشاط الفم.وتشير البحوث إلى أن قضم الأسنان أو صرير الأسنان ازداد في الآونة الأخيرة,وتعليل ذلك هو الضغوط الاجتماعية التي يتعرض لها الأفراد.وتزداد هذه الحالة بين الشباب وطلاب المدارس والجامعات في فترة الامتحانات نتيجة للقلق الذي يسيطر عليهم،والأطفال والحوامل وكذا الأمهات حديثات الولادة اللاتي يشعرن بالإرهاق نتيجة للولادة ومتطلبات العناية بالوليد الجديد. كما يؤدي صرير الأسنان أو قضمها إلى تشوهات في الأسنان،وتعرض الفم إلى الإصابة بمختلف الالتهابات،وقد يؤدي أيضًا إلى الصداع والشقيقة (الصداع النصفي) وصعوبات في السمع.ويمكن تقويم الأسنان عند أطباء الأسنان المختصين بذلك،وهم متواجدون في كل مكان,ويتم التعديل لمختلف الأعمار.والمهم هنا هو معرفة السبب في ذلك التشوه والسيطرة عليه حتى لا يعود التشوه للأسنان مرة أخرى بعد التقويم.وعلى المرأة التخلص من هذه الظاهرة,وذلك بالتخلص من التوتر والقلق والعصبية.ويساعد على التخلص من التوتر والقلق خاصة قبل النوم: الاسترخاء قبل النوم،قراءة الأذكار وآيات من القرآن الكريم,الابتعاد عن أية مؤثرات عصبية تسبب التوتر.ويمكن الاستعانة ببعض الأدوية التي ترخي عضلات المضغ قبل النوم لأن هذا من شأنه أن يخفف من عملية قضم الأسنان والآلام الناتجة عنه عند الاستيقاظ من النوم.كما أن هناك جهازا يمكن عمله حسب مقاس الفم والأسنان لديك اسمه (NiGht Guard) أو(الحارس الليلي),وهو عبارة عن قطعة مطاطية توضع داخل الفم أثناء النوم بين الأسنان السفلية والأسنان العلوية,وهي تحمي الأسنان أثناء النوم، وتمتص عملية القضم والضغط على الأسنان.وهذه الخطوة يمكن اتخاذها كإجراء وقائي للأسنان الجديدة التي تم تركيبها إلى حين معالجة سبب التوتر وانتهاء هذه العادة س 123 : أنا شاب أعمل في إدارة وكل أموري تسير على ما يرام والحمد لله،إلا أن هناك مشكلة واحدة تؤرقني وهي الخجل غير العادي،خصوصًا من النساء،وأكثر ما أخشاه أن يؤثر هذا على زواجي.لقد لجأت في يوم من الأيام إلى الخمر لأتغلب على هذا الخجل، ولقد شعرت بعدم الخجل في تلك اللحظة إلا أنني لا أرغب في أن يكون المنكر هو العلاج لي,فهل هناك أي حل آخر؟. يبدو أنك تعاني درجة من درجات ما يسميه الأطباء "مرض الخوف الاجتماعي"،وهو يحتاج إلى مراجعة الطبيب النفسي حيث يحتاج إلى العلاج الدوائي والعلاج النفسي من خلال الجلسات النفسية,حيث يتم التدريب من خلالها على مواجهة المواقف النفسية الاجتماعية سواء من خلال مواقف اجتماعية واقعية،أو من خلال تخيل هذه المواقف. ويساعد العلاج الدوائي على تجاوز هذه المواقف حتى يستطيع الإنسان مواجهتها بنفسه دون مساعدة أو علاج بعد ذلك.وما حدث من ضياع للخجل تحت تأثير الخمر هو نتيجة لما تحثه الخمر من فقدان للسيطرة بصورة عامة على كل التصرفات،فيبدو ذلك وكأنه انتصار على الخجل,وهو في الحقيقة ضياع للعقل بكل ما فيه من تصرفات مرغوب فيها أو غير مرغوب فيها،فتعطي هذا الانطباع الكاذب بالشفاء وما هو شفاء،بل هو داء يضاف إلى الخمر أُم الخبائث,فالتمس العلاج الصحيح يا صاحبنا واتق الله في نفسك ودينك.والله أعلم. س 124 : ما علاقة الخوف عند الأطفال بالجهل بحقيقة الشيء ؟. هناك علاقة وثيقة, والمسؤولية هنا هي غالبا مسؤولية الآباء والأمهات.إن بعض الآباء أو الأمهات أو بعض الإخوة والأقارب يكتشفون غالبا خوفا في الطفل من أمر معين كالحيوانات(خيالية كالغول أو ما يسمى عندنا في بعض مناطق الجزائر"زغوغو"...أو حقيقية كالذئب أو الأسد أو النمر أو الثعبان أو الفأر..) أو غيرها فيستغلونها أحيانا من أجل تسلية الطفل فقط , ولكنهم يستغلونها في أحيان أخرى من أجل تخويف الطفل فيدفعونه للقيام بعمل معين أو يحذرونه من إتيان عمل آخر وإلا تسلط عليه ذلك الحيوان أو ذلك الشيء !!!.ومن المحتمل جدا أن يكون لتكرار مثل هذه المواقف نتائجه السيئة على علاقة الطفل بوالده فيما بعد وكذا على سلوك الطفل وشخصيته بوجه عام.وجهل الطفل إذن بحقيقة الشيء وهو صغير قد يولد عنده الخوف وكذا العصبية عندما يكبر. س 125 : ما نسبة الإصابة بالوسواس في العالم ؟. يتوقع أن تكون نسبة الإصابة بالوسواس القهري في العالم في حدود 2-3 %.وجاء في إحدى الإحصائيات الحديثة أن نسبة المصابين بالوسواس في المملكة العربية السعودية هي في حدود نصف مليون(!)وهي نسبة مرتفعة جدا,ويوجد قرابة 150 مليون شخص مصاب بالوسواس في العالم!. ويرى بعض الباحثين أن حوالي 10 % من الناس يصابون بالوساوس مرة على الأقل في حياتهم.وبهذه النسبة تكون الوساوس القهرية رابع أكثر مرض من الأمراض النفسية انتشارا في العالم بعد الخوف والقلق والاكتئاب. وهذه النسبة قد تعدت الحدود حيث قيست في أوربا وآسيا وأفريقيا وأمريكا. وبالنسبة للكبار فإن نسبة الرجال والنساء متقاربة ومتساوية،بينما فيما قبل سن المراهقة فإن النسبة في الصبيان أكثر منها في البنات.والسن العام والأكثر لبداية الإصابة عند الشباب هو عشرين في البنات و 19 في الصبيان. وأكثر من الثلثين من الإصابات تبدأ قبل سن الخامسة والعشرين وفقط 15 % بعد سن الخامسة والثلاثين. قد تنشأ الوساوس في سن شخص صغير حتى في سن السنتين وفي سن شخص كبير قد يتعدى عمره الستين لكنه نادر.ويصيب المرض العزاب أكثر من المتزوجين،ويكثر في السود أكثر من البيض.ومرضى الوساوس أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الأخرى النفسية من غيرهم.
|
#6
|
||||
|
||||
بين الطب النفسي والرقية الشرعية الجزء 6
س 126 : ألا يخطئ الأطباء النفسانيون عندنا في تشخيصهم لأمراض من يزورونهم في عياداتهم ؟
أولا : الخطأ من طبيعة البشر كل البشر بمن فيهم الأنبياء,والأطباء جزء من البشر ينطبق عليهم ما ينطبق على سائر البشر. ثانيا : الطب النفسي من خصائصه الأساسية الظن لا اليقين بخلاف الطب العضوي,ومنه فإن من يراجع الدراسات والأبحاث في مجال الطب النفسي والعقلي يندهش من النسبة المرتفعة لما يسمى بأخطاء التشخيص. ثالثا : رغم احترامي الزائد (كمسلم أولا وكشخص مشتغل بالرقية الشرعية ثانيا) للطب والأطباء فإنني أؤكد على أن الحق أحب إلي من كل طب ومن كل طبيب.ومن هذا المنطلق فإنني أقول بأن أخطاء الأطباء النفسانيين في العالم إذا كانت كثيرة فإنها عندنا في الجزائر أكثر للأسف الشديد,وهذه مسألة أنا مصر عليها سواء وافقني الأطباء أم لم يوافقوني,ومن الأدلة على ذلك: ا-كثرة الأشخاص الذين لم يكن بهم شيء وكان الواحد منهم يحتاج فقط إلى نصيحة بسيطة أو توجيه متواضع حتى يتخلص من معاناته. ب-كثرة الأشخاص الذين لم يكن بهم شيء,وكان الواحد منهم يحتاج فقط إلى من يقنعه بأنه سليم وليس مريضا حتى يشفى مما يشتكي منه. جـ-كثرة الأشخاص الذين لم تكن مشكلتهم نفسية بل كانت سحرا أو عينا أو جنا,وكان الواحد منهم يحتاج إلى راق لا إلى طبيب حتى يشفى من مرضه. ثم كانت النتيجة أن ذهب هؤلاء عند طبيب نفسي جاهل ( ولمَ نتحدث عن الرقاة الجهلة ولا نتحدث عن الأطباء النفسانيين الجهلة مهما كانوا قلة ؟!) فلم يتحدث معهم إلا قليلا, ولم يربطهم بالله,وأعطاهم "شكارة" أدوية أساءت إليهم خلال سنوات ولم تفدهم في شيء بل أمرضتهم عوض أن تشفيهم,حتى أن البعض منهم كان خطأ الطبيب سببا في إصابته بمرض أو أمراض بقي يعاني منها طيلة حياته أو كان سببا في انتقال المريض إلى مستشفى الأمراض العقلية ليبقى هناك مع المجانين لسنوات طويلة. [COLOR=window****]وللأسف هناك أطباء يحرص الواحد (حتى ولو رأى أنه لم يقدر على تشخيص المرض أو لم يعرف الدواء المناسب أو لم يهتد إلى الطريقة المثلى لعلاج المريض) على أن يبقي المريض مرتبطا به لسنوات وسنوات,وذلك ليأخذ منه زيادة مال وليؤجل شفاءه أو ليزيد من حدة مرضه.نسأل الله لنا ولأطبائنا الهداية-آمين-.[COLOR=window****][/COLOR][/COLOR] س 127 : ما المقصود بالرقية الشرعية ومن أجل ماذا شُرعت ؟. الرقية الشرعية هي باختصار معالجة أمراض –لا عضوية ولا نفسية ولا عصبية-جاءت من سحر أو عين أو جن,بالقرآن كل القرآن وبالأدعية كل الأدعية,وإن كان بعضُ القرآن أحسنَ من غيره وبعض الذكر والدعاء أفضل من غيره.وكل وسيلة بعد ذلك تُستعمل في الرقية هي وسيلة جائزة إلا ما ثبت بالدليل بُطلانه,وإن كانت بركة الرقية أكبر كلما كانت بسيطة وأقرب إلى السنة وأبعد عن الابتداع,بخلاف الطب العضوي أو النفسي الذي تزداد فائدته ونفعه وبركته أكثر كلما أبدع فيه الأطباء واخترعوا واكتشفوا.وتُفضل الرقية العامة الشاملة للعين والسحر والجن مهما كان المريض إلا إذا كنا متأكدين 100 % من طبيعة مرضه,ومن أنه مصابٌ بسحر فقط أو بجن فقط أو بعين فقط.والرقية تُقرأ-بصفة عامة-على ماء أو زيت أو عسل أو زيت الحبة السوداء,كما تقرأ في أذن المريض اليمنى والراقي يقبض على ناصيته.وقد يُنصَح المريضُ بعد الرقية بالوضوء قبل النوم مع قراءة شيء من القرآن ودهن أجزاء معينة من الجسد بالزيت المرقي,وبشرب نصيب من الزيت أو العسل أو الماء المرقي في الصباح على الريق,خلال أيام. س 128 : مـن هو الشخص المتزن عاطفيا ؟. من صفات الشخصية المتزنة عاطفياً : 1-لا بد أن يكون متكاملاً في سلوكه مع نفسه ومع الآخرين.2-تجده قادرا على التأثير في الآخرين والتأثر بهم. 3-يكون بعيدا عن التقليد المذموم,أي يكون له طابع شخصي يميزه عن غيره,وذلك بأن تكون له اهتمامات مختلفة عن الآخرين تميزه ويتميز بها عمن هم حوله.4 –اتساع الأفق,أي القدرة على النظر للأمور من كافة الأبعاد بعيدا عن أي تعصب إلا التعصب للحق الذي لا جدال ولا مراء فيه.5- لديه قابلية على التطوير والتنافس .6- يمتلك فن التعامل مع الآخرين والقدرة على كسب عقول الآخرين بقوة الحجة والبرهان وكسب قلوبهم بعظمة الخُلُق.7-يستمتع مع الآخرين بالحياة الحلال ويستمتعون معه كذلك. 8 –لا يستـثار بسرعة ويعطي الآخرين مساحة كبيرة من العفو والتسامح وحسن الظن و...9- محقق لذاته وطموحه لأن من أسباب اضطراباتنا عدم تحقيقنا لأهدافنا.هذا مع التنبيه إلى أن هناك فرقا بين الطموح والطمع, لأن الطموح محمود,أما الطمع فمذموم.وحتى إذا كان الطموح محمودا فإنه لا يجوز أن يكون هدفا وإنما يجب أن يكون وسيلة لغاية كبرى هي رضا الله سبحانه وتعالى. تمرين 129 : ما هي صفات الشخصية المهزوزة ؟. الشخصية المهتزة هي :1-المتمركزة حول ذاتها بمعنى أنها تقيس كافة الأمور بمقاييسها هي وهي فقط. 2-هي الشخصية المهزوزة والمضطربة وجدانيا,بحيث إذا أحبت شخصا كان الحب مرضيا أي مبالغا فيه,وإذا كرهت إنسانا حاولت تدميره كلية.3-هي الرافضة للتعديل السلوكي, بمعنى أنه عند تقديم النصيحة لهذا الشخص فإنه يعتبر النصيحة إهانة ويرفضها بقوة وبكبرياء زائف. 4- العدوانية,بمعنى أنه عندما يكون راضيا عمن يحب يراه ملكا,وعندما يغضب عليه وينفر منه يراه شيطانا رجيما ويفكر في أية طريقة لتدميره. 5-الشخصية المهزوزة ليس لها هدف في الحياة,فما يربطها بي وبك وبالناس أجمعين هو اللحظة الحالية فقط.6-وأخيرا الشخصية المهتزة كثيرة الشك بالآخرين. س 130 : كيف يُرد مفعول العين ؟. [COLOR=window****]العلاج يردُّ العين قبل وقوعها.ويكون ذلك بالتبريك بقول:"اللهم بارك عليه",أو قول:"بارك الله عليه",أو قول –كما قال بعض العلماء-:"ما شاء الله لا قوة إلا بالله".[/COLOR] [COLOR=window****]أما بعد وقوع العين,فإذا عُرف العائنُ,يُؤخذ من غسله أو وضوئه ويُصَبُّ على المعيون.وأما إذا لم يُعرف العائن فالأذكار والأدعية هي الحل,فمثلا يجمع المريض كفيه ويقرأ فيهما الفاتحة وآية الكرسي والمعوذتين,وينفثُ في كفيه ويمسح بهما وجهه.كذلك يمكن أن يقرأ المريض الآيات السابقة على زيت زيتون ويدهن به موضع الألم.كما يمكن أن يغتسل بماء مرقي ويشرب منه. [/COLOR] والتعوذات النبوية بصفة عامة,تمنع بإذن الله أثر العائن وتدفعه كذلك بعد وصوله بحسب قوة إيمان قائلها. س 131 : كيف يمكن أن يسيطر المرء على العصاب القهري ؟. يتميز سلوك الفرد المصاب بالعصاب بالتسلط والعدوان إضافة للأفكار الوسواسية والتشكك بالآخرين,ولا يستطيع المريض التخلص منها بالرغم من رغبته في ذلك.ويؤدي هذا الموقف إلى الشعور بالقلق والتوتر ويجعل تلك الحالة كحلقة مستمرة. كما أن هناك علاقة قوية بين الاكتئاب والوسواس وكلما زاد الاكتئاب كلما أدى إلى تأزم الحالات الوسواسية. وينقسم العصاب القهري إلى شقين:الأفكار الوسواسية والسلوك القهري. ويمكن أن نلخصهما بالشكل التالي: 1-تسلط الأفكار الوسواسية على الفرد مثل تسلط فكرة القتل أو الحرق أو الاعتداء الجنسي أو السرقة أو الطعن في الإسلام أو الأفكار المتعلقة بالخرافات أو الأفكار السوداء التشاؤمية وتوقع الشر,أو الأفكار المتطرفة التي لها علاقة بالضمير الحي واللوم المستمر للذات والاستغراق في أحلام اليقظة التي تعطل المريض عن أداء مهامه اليومية،والقلق الشديد والمحرمات غير الطبيعية التي يفرضها على نفسه.وتبقى هذه الأمور في الكثير من الأحيان تسيطر على أفكار المريض ولكن بعيدة عن التطبيق بحيث تزعج المريض ولا يستطيع التخلص منها. 2-غلبة الأفعال التسلطية مثل غسل اليدين أو الوضوء أو الغسل أو الثياب عدة مرات أو انشغال ربة البيت في غسل الأثاث أو الملابس أو أرضية البيت لمرات عديدة,ومحاولة التأكد من غلق أنبوب الغاز عدة مرات أو قفل الأبواب والتأكد من ذلك بشكل متطرف..الخ من السلوكيات التي تتصف بالتطرف والزيادة عن الحد الطبيعي. س 132 : فيم يتمثل دور الطبيب والمحيطين بالمصاب بالعصاب القهري من أجل المساعدة على الشفاء ؟. يتمثل في : 1-معرفة سبب مرض المريض. 2-الاهتمام بعلاج الأعراض الاكتئابية وذلك بواسطة العقاقير الطبية أو الأدوية الاصطناعية الكيميائية تحت إشراف الطبيب المختص,ودون اللجوء إلى الطرق الملتوية في العلاج كالذهاب عند المشعوذين والدجالين أو السحرة والكهنة. 3-أن يعمل الطبيب المختص على إيضاح حقيقة المرض أمام المريض ويشجعه على اجتياز تلك العقبة مع الصبر في العلاج. 4-العمل على تقوية ثقة المريض بنفسه وذلك بمعاونة المقربين للمريض. 5–الابتعاد عن التندر والتهكم على سلوك المريض. 6-شغل المريض بأعمال ونشاطات مختلفة تبعده عن التفكير بمشكلته التي تقلقه,وإحاطته بنصيب لا بأس به من الحب الحنان والاهتمام لكن بعيدا عن التطرف والمبالغة. س 133 : ما هي أعراض الإصابة بالعين ؟. قد يظهر أثناء الرقية (كما يقول بعضهم) على المصاب بالعين:ارتخاءٌ للجسم,شعور بالنعاس,ارتياح نفسي مع دوار نسبي,إحساس بحرارة في الجسم,تثاؤب. وقال بعضهم بأنه إذا وجد المريض نفسه –أثناء الرقية-يتثاءب تثاؤبا شديدا مع نزول دموع كثيرة,وخاصة عند سماعه للمعوذتين وكذا لقوله تعالى:"وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر, ويقولون إنه لمجنون"فيمكن أن يكون معيونا (أي أصابته عين).لكن هذه الأعراض وتلك لا تدل دلالة قطعية على أن المريض مصاب بعين بالفعل.هذا مع ملاحظة أن أعراض الإصابة بالعين قليلة وغير معروفة مثـل غيرها وظنية إلى حد كبير,ولكن مفعول العين يزول ويبطل بالرقية بإذن الله. س 134 : ما هو واجب المصاب بالعصاب القهري اتجاه نفسه ؟. يجب عليه ما يلي: 1-الاستمرار على العلاج الجسمي والنفسي معا. 2-الابتعاد قدر الإمكان عن المواقف التي تثير القلق والتوتر وكذا عن سماع ما يحزن ولا يفرح. 3-تغيير المجالات التي تسبب ذلك التوتر والقلق أو الابتعاد عنها في حدود الإمكان والاستطاعة. 4-الاستعانة بالطبيب النفسي ليكون العلاج بشكل يتناسب مع المشكلة التي سببت المرض,ولا يتردد في زيارته أبدا.إن الأمراض النفسية لا تختلف عن الأمراض الجسمية ولا عيب في علاجها.وكلما كانت ثقافة المرء عالية كلما كانت نظرته نحو الطبيب النفسي اعتيادية لا تختلف عن نظرته للطبيب الجسمي. 5- الابتعاد عن التمركز حول الذات وذلك بالانضمام إلى الجمعيات التعاونية والنوادي والجماعات الخيرية و..صلاة الجماعة في المسجد قدر الإمكان . 6- ممارسة أعمال خيرية لأنها تضفي على النفس الراحة والاطمئنان. 7- أن يكون سلوك الفرد متصفا بالمرونة والابتعاد عن التزمت. 8- التمسك بالفضيلة والابتعاد عن الرذيلة والحرص على النظافة والدقة في العمل واحترام المواعيد وغيرها من السلوكيات الاجتماعية الجيدة،ولكن بدون مبالغة لأن المبالغة في تلك الجوانب قد تصبح مع الوقت مرضا. 9- التخلص من التردد إن كان مسيطرا على الفرد وحرص المرء على مباشرة العمل الذي يرغب فيه.قال تعالى"إذا عزمت فتوكل على الله". 10- إن كان الفرد يشعر بالذنب فعليه أن يحاول التخلص منه بطريقة إيجابية بحيث لا يصيبه بمشاكل أخرى, ويمكن أن يسترشد بشخص يثق به ويحسن التصرف في تلك الأمور ويكتم السر. 11- أن يحاول التخلص من الخوف الذي يسيطر عليه . 12- أن يحاول ممارسة هواية من الهوايات بحيث يشغل وقته بذلك . 13-عليه أن يفعل-مع تحفظ وبعد استشارة الطبيب-عكس المرض الذي يسيطر عليه,فإن كان الفرد يخاف من موقف معين فعليه أن يزج بنفسه في ذلك الموقف المخيف لأنه يمكن أن يشفي من ذلك الخوف بهذه الطريقة. س 135 : ما علاقة نتف الفتاة لشعر رأسها بالقلق والاكتئاب ؟. هناك علاقة وثيقة.إن نزع الشعر الذي يعاني منه بعض الناس خاصة النساء وخاصة في سن المراهقة يمكن جدا أن يكون مرتبطا بالحالة النفسية السيئة التي تعيشها الفتاة في تلك الفترة.ومعلوم أن الفتاة تتصف في مجتمعاتنا بالخجل وهو ما يجعلها تحتفظ بمعاناتها ولا تستطيع الإفصاح عما يخالج صدرها لأقرب الناس إليها أحيانا,وهذا يؤثر عليها.إن الفرد منا يمارس بعض العادات أثناء الغضب والتوتر الشديد,وعندها يشعر براحة من جراء تلك الممارسة وهو ما يدفعه إلى الاستمرار عليها حتى يجد نفسه في النهاية أسيرا لتلك العادة,ومتى أراد التخلص منها فإنه يلاقي غالبا صعوبة في ذلك.وتعتبر عادة نزع الشعر من ضمن تلك العادات.وبما أن الشعر هو زينة الفتاة فنـزع الشعر بالحالة التي وردت في السؤال ما هو إلا تعبير عما تعاني منه الفتاة من ضيق وتوتر وقلق نفسي حاد في بعض الفترات التي تمر بها,وهو ما يدفعها إلى ممارسة تلك العادة والاستمرار عليها،كما أنه يعتبر نوعا من السلوك العدواني الموجه نحو الذات.ومن ناحية أخرى تؤدي ممارسة نزع الشعر إلى زيادة التوتر والحزن على ما فقدته الفتاة من خصلات الشعر,وهكذا تعتبر هذه الممارسة بمثابة حلقة مفرغة,أي عندما تشعر الفتاة بالقلق تمارس عادة نزع الشعر الذي يؤدي بالتالي إلى القلق والحزن والتوتر,وهكذا... س 136 :ما الذي يجب أن يُفعل مع السحر(أو ما يغلب على الظن بأنه سحر) المدفون أو المعلق ؟. إن وُجِدَ السحرُ المدفون أو المعلق : إما أن تُقرأ عليه آياتُ إبطالِ السِّحر,أو يُصبُّ عليه ماء مرقي فيبطل مفعوله بإذن الله. س 137 : هل يمكن أن يعبث الجن ببعض المنازل إفسادا وإتلافا ؟. نعم يحدث هذا أحيانا قليلة جدا,بحيث يعبث الجنُّ ببعض المنازل بالحرق أو برمي الأثاث أو بغير ذلك,لكن الناس يبالغون بحيث أن ما يحدث في كثير من الأحيان يفعله بشر,ولكن أهل البيت عوض أن يفسروا الأمر تفسيرا مباشرا ويتبعوا الوسائل الموضوعية من أجل إصلاح ما فسد وتجنب وقوعه مرة أخرى,يلجأون إلى التفسيرات الغيبية التي تجنبهم تعب التحليل والبحث كما تجنبهم بذل الجهد والوقت. س 138 : هل صحيح أن باستطاعة شخص ما أن يعمل ( سحرا ) لشخص آخر فيجعله يفشل في قضاء حاجته من زوجته أو يجعلها تستعصي على زوجها في الجماع بدون أية إرادة من أحدهما ؟ جمهور أهل السنَّة على أن السحر له حقيقة،وأنه قد يؤثّر- إذا شاء الله وقدَّر – في بدن المسحور (فيبدو بأنه مصاب بمرض عضوي وهو ليس كذلك) أو في نفسه فتتغير عاداته ويتبدل طبعه ويقلق ويتيه ويصاب بالوسواس أو القلق أو الخوف أو الخلعة أو ..(فيبدو بأنه مصاب بمرض نفسي أو عصبي وهو ليس كذلك)،بل قد يقتله في بعض الأحيان.وقال القرافي وغيره من العلماء بأن الصحابة أجمعوا على أن السحر حقيقة قبل ظهور من ينكره بعد ذلك من القدرية والمعتزلة.ومن الأدلة سحره-ص-من قِبَل اليهودي لبيد بن الأعصم،وهو حديث صحيح رواه الشيخان.ولقد اشتهر بين الناس وجود ربط ( أي حبْس ) الرجل عن امرأته (أو العكس) حين يتزوجها فلا يقدر على إتيانها سواء كان مربوطا أو كانت مربوطة,كما اشتهر حلُّ عُقَدِه بعد ذلك فيقدر الرجل على زوجته بعد عجزه عنها. وقع ذلك مرارا وتكرارا في دنيا الناس حتى صار متواتراً لا يمكن جحده ولا إنكاره.ولقد عرفت في حياتي الماضية كثيرين من الرجال أو النساء الذين وقع عجز من الزوج على إتيان زوجته بسبب سحر,وبعد الرقية مباشرة للرجل أو للمرأة أو لكليهما يقضي الرجل حاجته من زوجته بكل يسر وسهولة,والله أعلم.وطريقتا إزالة هذا السحر إما الرقية الشرعية وإما استخراج السحر من مكان وجوده وإبطاله. س 139:ما المقصود بالرهاب أو الفوبيا ( Phobias ) ؟. لقد تضمنت تصنيفات الأمراض النفسية ثلاثة أشكال هي:العضوية والعصابية والذهانية.وتشمل الأمراض الذهانية والعصابية الاضطرابات الوظيفية التي يعاني منها المريض في العادة بدون توفر سبب عضوي معين لتلك الحالة, وتندرج المخاوف التي يطلق عليها أحيانا بالرهاب ضمن هذه الاضطرابات.وتعتري الفرد هنا حالات من الخوف الطبيعي الذي يتكون نتيجة لتعرضه إلى مواقف تثير الخوف لديه،ويمكن أن يحدث هذا للجميع بين وقت وآخر. وتمر تلك الحالات بشكل اعتيادي ولا تترك أثرا أو لا تسبب حالات مرضية.كما يحدث أحيانا نوع من القلق ممزوجا بشعور معين من الخوف قد يكون شديدا وقد يكون بسيطا ولكنه لا يستمر طويلا،ويطلق عليه إسم نوبات الهلع أو الفزع.كما قد يصاب بعض الأفراد بنوع من القلق الذي قد يستمر لفترة طويلة (وقد لا يستمر إلا فترة وجيزة)،مما يؤثر على سلوكهم تأثيرا سلبيا.وقد يمهّد هذا القلق الطريقَ للإصابة بالفوبيا. س 140 : هل من مصلحة الأطفال سماع قصص الجن والشياطين ؟. يُفضَّل أن لا نكثرَ من الحديث عن قصص الجن والشياطين أمام عامة الناس والبسطاء والأطفال خاصة,حتى لا نُفزعَهم.ويمكن أن يُصاب بسبب ذلك-في بعض الحالات-من لم يكن مُصابا.بل حتى حضور هؤلاء مع الراقي حين يرقي مصابا بالجن غير منصوح به لغلبة ضرره على نفعه (إن وُجد نفع من وراء ذلك). س 141 :مم يخاف (عادة) المصاب بالخوف المرضي أو بالفوبيا ؟. الأشياء التي يخاف منها هذا المريض كثيرة جدا يمكن أن نذكر منها ما يأتي : الخوف من الأماكن المرتفعة أو المفتوحة أو المغلقة أو الواسعة أو الممرات الضيقة,الخوف من الساحات الفسيحة أو الأماكن المظلمة,الخوف من ركوب الطائرة والمصاعد وغيرها,الخوف من الثعابين والفئران والحشرات والقطط وغيرها,الخوف من الظواهر الطبيعية كالمطر والفيضانات والبرق والرعد والمياه,الخوف من رؤية النار وما إلى ذلك,الخوف من الموت أو الدم أو من لمس الأشياء،الخوف من القذارة،الخوف من التسمم و…كما قد يخاف المريض من الخروج من بيته أو قريته منفردا لأنه يتوقع حصول حادث مؤلم له إذا خرج بمفرده و…كما قد يسيطر على المرء الخوف من أن يصطدم بسيارة أو أن يسقط فاقد الوعي في الطريق,أو كأن يخاف الإنسان من حالات تحدث له أمام الناس ولا يستطيع السيطرة عليها كهستريا البكاء أو ظهور سلوك غير طبيعي بالنسبة للمجتمع…كما يسيطر على الفرد أحيانا خوف شديد عند الاتصال الاجتماعي والالتقاء بعدد من الناس مما يؤدي به إلى الارتباك بحيث لا يستطيع التفوه بكلمة وإن تحدث فإنه يرتبك وتظهر عليه علامات ذلك الارتباك كاحمرار الوجه والتعرق والتلعثم (وتدفع تلك الحالات المريض إلى تفادي مثل تلك المواقف بالهروب من الاجتماعات) وتجنب الاحتكاك بالآخرين وبالتالي يؤدي به ذلك إلى الانطواء النفسي. س 142: هل تشخيص الرقاة لطبيعة مرض من يزورهم من المرضى ظني أم قطعي ؟. أما القطعي فهو نادر,وهذا مرتبط بالدرجة الأولى بطبيعة الأعراض التي تدل على السحر أو العين أو الجن وكذا بالتقاطع والاشتراك الموجودين بين السحر والعين والجن من جهة والأمراض النفسية من جهة أخرى.وأما الظني فيا ليته كان ظنيا,لأن التشخيص في الغالب ليس قطعيا ولا ظنيا بل إنه تشخيص مبني على الشكوك والأوهام. وأسباب هذه الجرأة الكبيرة من الرقاة على التشخيص البعيد جدا عن الواقع والحقيقة والصواب كثيرة يمكن أن يأتي على رأسها سببان أساسيان: 1-جهل الراقي بالإسلام وبالرقية الشرعية وبالطب النفسي وب...الذي يجعله لا يفرق بين ما هو من مشكلات الحياة الطبيعية العادية وما هو راجع إلى السحر أو العين أو الجن وما سببه مرض نفسي. 2-طلب الراقي للشهرة الزائفة التي تجعله يتحرج من قول :"لا أدري" أو " لا أعلم". 3-ابتغاء الأجر المادي من وراء الرقية الذي يجعله ينظر إلى كل الناس على أنهم مرضى حتى يستفيد بأكبر فائدة مادية ممكنة بالكذب وبالزور والبهتان و... 4-جهل الناس الذي يجعلهم يصدقون الراقي في كل ما يقول ولو كان لا يملك أي دليل أو برهان على صحة زعمه أو تشخيصه. ولو ذهبت أستعرض خطأ الرقاة في التشخيص حينا وأكاذيبهم أحيانا لكتبت الكثير والكثير, مما يجعلني أقول بأن السلطة في بلادنا لو كانت تحكم بالحق والعدل لحاربت هؤلاء الرقاة أولا بسبب أنهم يخدعون الناس بسهولة باسم الدين قبل أن تحارب المشعوذين والدجالين والسحرة والكهنة الذين يُعتبر أمرهم مكشوفا ومفضوحا أكثر. س 143 : هل من خطورة من الجن الظالم المعتدي على الراقي أم لا ؟. نتيجة كراهية الجن للراقي,قد تظهرُ بعضُ الآثار السلبية على شخص الراقي,خاصة في بداية مشوارِه مع الرقية الشرعية,منها:الصداع والفشل والتعب والضبابية في الرؤية وظهور بقع زرقاء على الجسم واستثقال العمل وضعف الرغبة الجنسية وقلة الاهتمام بالزوجة وباقي أفراد الأسرة.وعلى الراقي أن يتخلص من هذه الآثار بسرعة بسلامة القصد وسلامة النية وقوة الإرادة والفرار إلى الله سبحانه وتعالى. س 144 : هل يمكن أن يظهر المريض-الذي ذهب عند مشعوذ ليداويه-وكأنه شفي وهو في الحقيقة لم يُشف بعد ؟. يمكن جدا أن يحدث ذلك.وأذكر هنا بالمناسبة أن شابة عمرها 18 سنة, مصابة بجن رقيتها منذ سنوات وتعطل الشفاء قليلا,وعوض أن أرقيها مرة أخرى أو يرقيها شخص آخر,تعجَّل أهلها في الأمر وأتوا لها بمشعوذ وبدا لهم بعدها بأنها شُفيت تماما وإن كان قد بقي في نفسي شيء جعلني أشك في شفائها الفعلي.لقد لمت عندئذ أهلها لأنهم طلبوا العلاج بالطريقة غير الشرعية.ومرت حوالي 3 سنوات على ذلك ثم جاءني أهلها واشتكوا بأن ابنتهم التي كانت شديدة المحافظة على الصلاة في وقتها لم تُصلِّ ولو صلاة واحدة منذ أن أتوا لها بذلك المشعوذ!.قلت لهم في الحين:الآن زال العجب.إن الشياطين التي تتعامل مع المشعوذ يمكن جدا أن تكون قد طلبت ممن يؤذي الشابة بدنيا ونفسيا أن يبتعدوا عنها في مقابل أن يمنعوها من الصلاة (عماد الدين),فاعتبروا يا أولي الألباب!. س 145 : ما الذي تنصح به الأم لتعين ابنتها على التخلص من عادة نتف شعر الرأس الذي يأتي من التوتر ؟. 1-لتكن إرادتك وعزيمتك قوية في الوقوف مع ابنتك في محنتها ولتكن ثقتك كبيرة جدا في الله أولا ثم في نفسك. 2-أبعديها عن الموضوع الذي يقلقها قدر الإمكان ولا تتركيها تفكر فيه،وذلك بإشغالها بنشاطات يكون مردودها نافعا لها كقراءة القصص أو الانشغال بالكتابة التي ترغب فيها (دينية أو دنيوية). 3-كوّني علاقات صداقة معها,وأفهميها أنه ليس هناك أحن من قلب الأم على ابنتها. 4-دعيها تنام بشكل منتظم،وتأخذ كفايتها من النوم. 5-لتكن علاقتها مع أفراد العائلة معتمدة على الحب والتعاون والتضحية,وأعلميها أن أحسن ما يمكن أن يحصل عليه المرء من حب وشفقة إنما يكون من أفراد عائلته،واجعليها تتأكد بأن عائلتها لن تتوانى في مساعدتها. 6-أبعديها عما يسبب لها التوتر مثل الأصوات المزعجة،والمشاحنات اليومية…الخ. 7-دعيها تستمتع بالطبيعة والخضرة والمياه الجارية إن أمكن،وتأخذ نفسا عميقا وتحتفظ به للحظات ثم تطرحه.وتكرر العملية عدة مرات في اليوم. 8-حاولي أن تضفي السعادة عليها واجعليها تبتسم للحياة كي تبتسم لها. 9-حاولي أن تلبسيها غطاء للرأس حتى ولو كانت في البيت بعيدا عن الأجانب عنها من الرجال بحيث يغطي الشعر بشكل كامل كي يكون حاجزا مانعا بين يديها وشعرها. 10- اجعليها تقيم الصلاة التي تمنعها لفترة من عادة نزع الشعر التي تتسلط عليها،واشغليها بقراءة القرآن الذي يُضفي الراحة النفسية عليها من ناحية ويشغلها عن ممارسة عادة نزع الشعر من ناحية أخرى. 11-دعيها تنشغل بأعمال الإبرة والحياكة والنقش والرسم وما إلى ذلك من نشاطات،بحيث تشغلين يديها بأشياء تلهيها عن ممارسة جر الشعر على أن تكون ممارسة تلك النشاطات بشكل مستمر إلى أن تجعلها تنسى تلك العادة. 12-اشغليها بزراعة النباتات إن كان ذلك ممكنا,لأن الأتربة التي تتراكم على يديها تمنعها من تقريبهما إلى شعرها. 13-اجعليها تهتم بجمال شعرها الذي يضفي عليها الزينة والجمال. 14-لا تقلقي على الشعر المنزوع,وسيرجع نمو شعرها بعد الشفاء بعون الله تعالى كما كان سابقا أو أجمل وستستعيد بالتالي هذا الجانب من الجمال. 15 ادعي ربك بالشفاء لها فهو قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه. 16-حاولي أن تجعليها تضفي السعادة على حياتها المدرسية والعائلية والاجتماعية قدر الإمكان,وذلك بالاستمتاع بمباهج الحياة التي أحلها الله سبحانه وتعالى لنا،وكم هي كثيرة. 17-حاولي أن تنمي ثقتها بنفسها وبالآخرين. 18-حاولي أن تبعديها عن الغيرة الشديدة إن كانت لديها. 19-استعملي لها مقويات للشعر مثل الحناء وذلك لتقوية بصلات الشعر ولمساعدتها على النمو والعودة كما كانت،وحذريها من استعمال أصباغ الشعر التي كثيرا ما تسبب سقوط الشعر. 20-وأخيرا لا تجبريها على شيء لا تريد عمله (إلا أن يكون واجبا شرعيا أصرت على تركه) وإنما رغبيها فيه. س 146 : كيف يتم التخلص من السحر بأنواعه المختلفة (مأكول أو مشروب أو موجود على شكل حرز) ؟. أما المأكول أو المشروب فيتم التخلص منه-غالبا-بقيء أو إسهال أو عرق يأتي بعد الرقية بدقائق أو بأيام.وأما السحر المكتوب في"حرز"مدفون أو معلق (وأغلبُ السحر المدفونِ مدفونٌ في المقابر) فيبطل مفعوله بإذن الله وإن لم يتم استخراجه (فإن أمكن استخراجه بسهولة وبناء على خبر مُؤكَّد,فذلك جائز وهو سبيل شرعي للتخلص من هذا السحر.وقد ثبت ذلك عن رسول الله-ص-في قصة السحر الذي صُنِع لهُ).ومن المضحك والمبكي في نفس الوقت أن نسمع براق يعالج بالقرآن يطلب من المريض أو من أهله مثلا أن يُهدِّموا جزءا من الدار من أجل استخراج "حرز" قد يكون مدفونا فيه وقد لا يكون.والغالبُ أن الخبر بأن هناك"حرزا مدفونا"قد جاء به الراقي من تخيلات وقعت للمريض أثناء الرقية سواء بسبب قوة تخيل عند المريض أو بسبب تلبيس الشياطين وكذبهم على الراقي والمريض على حد سواء.وهناك نوع من السحر عبارة عن طلاسم تُقرأ من طرف المشعوذين وتُعدُّ كفرا صريحا,لأنها اللغة التي يتعامل بها مشركو الجن والإنس,وفيها سب لله ولرسوله كما أن فيها طلب الاستعانة بالشياطين.وكل سحرٍ لا بد له من:ساحر,مسحور,طلسم,مواد خاصة بالسحر,خادم للسحر,ووسيطٌ بين المسحور والساحر. س 147 : ما هي الأسباب البيولوجية للوساوس النفسية التي ترجع إلى الشخص المصاب لا إلى الغير من الإنس أو الجن ؟.[COLOR=window****][/COLOR] [COLOR=window****]أنبه في البداية إلى أن هذه الأسباب ظنية وليست قطعية ومنه قد تكون كلها صحيحة وقد لا يصح إلا البعض منها فقط,أما تأثير الجسد بشكل عام على النفس فأمر لا خلاف فيه.ويمكن أن نذكر من هذه الأسباب الظنية :[COLOR=window****][/COLOR][/COLOR] 1-خلل في وظيفة السيروتونين: يرى بعض الأطباء النفسانيين أن سبب الوساوس قد يكون خلل في الوصلات العصبية في العقل,والذي يكون سببه خلل في وظيفة السيروتونين.ولذا فإن الدراسات الطبية تشير إلى أن الأدوية التي تنظم وظيفة السيروتونين " Serotonin "في العقل نتائجها أقوى من تلك التي تؤثر في وظائف أخرى في نظام الوصلات العصبية,إلا أن كثيراً من الباحثين ينكرون علاقة السيروتونين بالوساوس. 2-ويرى بعض المختصين أن السبب نشاط متزايد في بعض الأماكن في المخ وبالذات في مقدمة الرأس وكذا ضيق في بعض شرايين المخ. 3-ويرى البعض أن للعامل الوراثي الجيني أثراً,إذ أن الإحصائيات تقول بأن 35 % من المصابين لهم أقارب من الدرجة الأولى مصابين بالوساوس القهرية،غير أن هذه الدراسات لم تأخذ بعين الاعتبار أثر البرمجة والتربية أي الأثر الاجتماعي منذ الصغر على هؤلاء. س 148 : يتعرض الفرد أحيانًا إلى صدمات على رأسه.ما هي الآثار التي يمكن أن تنتج عن ذلك ؟. إن كانت هذه الصدمات شديدة،فإنها تؤدي إلى ارتجاج في المخ،وتعطيل وقتي أو دائم لفعالياته، كما قد تؤدي إلى آثار عضوية،ونفسية،وعقلية. س 149: ما علاقة العجز الجنسي عند الرجل بالوسواس ؟. [COLOR=window****]هناك علاقة شبه وثيقة لأن الملاحظ عند إصابة الرجل بالعنة (العجز الجنسي) أو المرأة بمرض يمنعها من القدرة على الاستمتاع بزوجها أو من إشباع زوجها جنسيا فإن الرجل (أو زوجته) يبدأ في الشك في سلوك شريكه بأنه يخونه مع أقاربه أو معارفه أو جيرانه أو…[/COLOR] س 150 : لماذا يؤذي الجنُّ الإنس ؟. من أسباب مس الجن للإنسان : الحزن الشديد أو الفرح الشديد أو الخوف الشديد أو الغضب الشديد,أو التلبس بنجاسة بطريقة أو بأخرى.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |