العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#11
|
|||
|
|||
الفصل الثالث
عناصر المبحث :- ـــ شعر الطبيعة عند الأندلسيين ـــ أصناف من الوصف في شعر الطبيعة ــ الوصف عند بعض شعراء الاندلس .................................................. ............. شعر الطبيعة عند الأندلسيين:- وهب الله الأندلس طبيعة ساحرة ووافرة جمالاً.. جبالها الخضراء وسهولها الجميلة، وتغريد طيورها على أفنان أشجارها... كل ذلك له أثره في جمال الأندلس التي شغفت بها القلوب وهامت بها النفوس. و هنا نجد تَعَلّق الأندلسيين بها، يسرحون النظر في خمائلها، وأخذ الشعراء والكتاب ينظمون درراً في وصف رياضها ومباهج جنانها. يقول ابن خفاجة: ياأهل الأندلس لله دركم ماء وظل وأنهار وأشجار ماجنة الخلد الا في دياركم ولو تخيرت هذا كنت اختار لا تخشوا بعد هذا ان تدخلوا سقراً فليس تدخل بعد الجنة النار لقد شحذت الطبيعة قرائح الشعراء عند الأندلسيين. ولم يكن جمال الطبيعة في الأندلس هو وحده الذي ساعد على ضهور شعر الطبيعة هذا، بل ان حياة المجتمع الاندلسي والاستقرار السياسي من الموثرات ايضاً في هذا الشعر، الذي يمثل تعلق الشعراء الاندلسيين ببيئتهم وتفضيلها على غيرها من البيئات، ولكون الشعر عندهم يصف طبيعة الاندلس سواء الطبيعية او الصناعية، فهم يصورونها عن طريق الطبيعة كما ابدعها الله في الحقول والرياض والانهار والجبال والسماء والنجوم، ويصفونها كما صورها الفن لديهم في القصور والمساجد والبرك والاحواض وغيرها، ومن هنا يكتمل تذوقهم لجمال الطبيعة فيزداد حبهم لها ويبدع شعرائها في وصفها. الاقاليم الطبيعية : ان هذا الشعر يصف مختلف البلاد الاندلسية ، فكان لبعض الاقاليم شعراؤها الذين اهتموا بوصف ديارهم فابن زيدون مثلاً يتغنى بقرطبة وزهرائها، وابن سفر المريني يصف اشبيلية، وابو الحسن ابن نزار يتعلق بوادي اشتات فيصوره تصويراً ينم عن براعه بما يتركه في النفس من طراوة الندي والظل والشجر يقول: وادي الأشات يهيج وجدي كلما اذكر ما افضت بك النعماء لله ظلك والهجير مسلــط قد بردب لفحاته الأنداء والشمس ترقب ان تفوز بلحظة منه فتطرف طرفها الأفياء والنهر يبسم بالحباب كانه سلخ نضته حية رقطاء فلذاك تحذره العيون، فميلها ابداً على جنباته ايماء ..................................... كما أن وصف الطبيعة في الأندلس,يمثل الجوانب الضاحكة الندية لهم،فكذلك المرأة صورة من محاسن الطبيعة الأندلسية عندهم،فيرون في المرأة ظلها وجمالها، ولذلك كانت الحبيبة روضاً وجنة وشمساً لدى الشاعر،وإضافة ألي ذلك،فإن شعرهم يعنى بوصف الطبيعة وتصويرها على نحو إنساني تملأه الحركة والنشاط، كما في شعر ابن زيدون وابن خفاجة وغيرهما كما فعل لسان الدين ابن الخطيب في موشحته التي عارض بها موشحة ابن سهل والتي يقول في مطلعها:(1). جادك الغيث اذا الغيث همي يازمان الوصل بالأندلس لم يكن وصلك الا حلماً في الكرى او خلسة المختلس... وهنا نجد إنه أيضا من اثر الطبيعة إنه اخترع قالب شعري جديد وهو (الموشح) ذلك الفن الشعري المستحدث الذي غنى طبيعة الأندلس.(2) يقول الشاعر احمد ابن حمديس في وصف الليل, والثريا, وطلوع الفجر, وشروق الشمس وليل رسبنا في عباب ظلامه إلى إن طفا للصبح في افقه نجم كأن ألثريا فيه سبع جواهر فواصلها جزع به فصل النظم وتحسبها من عسكر الشهب سرية عمائمهم بيض وخيلهم دهم كأن السهى مضنى اتاه بنعسة بنوه وظنوا ان موتته حتم كأن انصداع الفجرنار يرى لها وراء حجاب حالك نفس يسمو وتحسبه طفلاً من الروم طرقت به من بنات الزنج نائبة أم أأعلم في احشائها ان عمره لدى وضعه يوم فشيبه الهم ودرت لنا الشمس النهار مذيبة على الأرض روحاً في السماء له جسم وقال ابن خفاجة في وصف الليل: وليل كما مد الغراب جناحه وسال على وجه السجل مداد به من وميض البرق،والليل فحمة شرار ترامى والغمام زناد سريت به احييه، لاحيه السري تموت ولا ميت الصباح يعاد يقلب مني العزم انسان مقلة لها الأفق جفن والظلام سواد بخرق لقلب البرق خفقه روعة به، ولجفن النجم فيه سهاد سحيق ولاغير الرياح ركائب هناك ولاغير الغمام مزاد وهكذا كان شعراء الاندلس يعبرون عن مشاهد طبيعية رأوها وعاشوا في رحابها واحسوا بجمالها. والطبيعة في الاندلس ,ووصفها لها يمثل الجوانب الضاحكة الندية، وكذلك المرأة صورة من محاسن الطبيعة في الاندلس، فهي تجد في المرأة ظلها وجمالها، ولذلك كانت الحبيبة روضاً وجنة وشمساً لدى الشاعر، اضافة الى ذلك. فإن شعرهم يعنى بوصف الطبيعة وتصويرها على نحو إنساني تملأه الحركة والنشاط، كما في شعر ابن زيدون وابن خفاجة وغيرهما كما فعل لسان الدين ابن الخطيب في موشحته التي عارض بها موشحة ابن سهل والتي مطلعها. جادك الغيث اذا الغيث همي يازمان الوصل بالأندلس وهنا نجد انه ايضاً من اثر الطبيعة انه اخترع قالب شعري جديد وهو (الموشح) ذلك الفن الشعري المستحدث الذي غنى طبيعة الاندلس.لم يكن وصلك الا حلماً في الكرى او خلسة المختلس... يقول احمد ابن حميدس في وصف الليل والثريا وطلوع الفجر وشروق الشمس: وليل رسنبا في عباب ظلامه الى ان طفا للصبح في افقه نجم كأن الثريا فيه سبع جواهر فواصلها جزع به فصل النظم وتحسبها من عسكر الشهب سرية عمائمهم بيض وخيلهم دهم كأن السهى مضنى اتاه بنعسة بنوه وظنوا ان موتته حتم كأن انصداع الفجر نار يرى لها وراء حجاب حالك نفس يسمو وتحسبه طفلاً من الروم طرقت به من بنات الزنج نائبة أم أأعلم في احشائها ان عمره لدى وضعه - يومٌ؟ فشيبه الهم ودرت لنا الشمس النهار مذيبة على الأرض روحاً في السماء له جسم وقال ابن خفاجة في وصف الليل:- وليل كما مد الغراب جناحه وسال على وجه السجل مداد به من وميض البرق، والليل فحمة شرار ترامى والغمام زناد سريت به احييه، لاحيه السري تموت ولا ميت الصباح يعاد يقلب مني العزم انسان مقلة لها الافق جفن والظلام سواد بخرق لقلب البرق خفقه روعة به، ولجفن النجم فيه سهاد سحيق ولاغير الرياح ركائب هناك ولاغير الغمام مزاد وابن هانيء الاندلس يعمد في الوصف الى طرافة التشبيهات ويقدم لنا صورة حيه للطبيعة بما فيها من عوارض الغيث ومعركة السحاب والريح، ويعد ابن هاني عبقرياً تبدو عبقريته في الاغراض التقليدية كالمدح والوصف والحكمة، وفي هذه القصيدة نجده يبدع في وصف الربيع: ألؤلؤ دمع هذا الغيث ام نقط ماكان أحسنه لوكان يلتقط أهدى الربيع الينا روضة انفاً كما تنفس عن كافوره السفط غمائم في نواحي الجو عالقة حفل تحدر منها وابل سبط بين السحاب وبين الريح ملحمة معامعٌ وظبي في الجو تخترط كأنه ساخط يرضي على عجل فما يدوم رضى منه ولا سخط وبعد كانت تلك اضاءه على طبيعة الأندلس شعراً... ووصفاً، ونماذج ممزوجة بالإبداع. وباقي العناصر قريباً بئذن الله تعالى ....
|
#12
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
لطالما .. سحرني الشعر الأندلسي .. وحلق بي في سماوات الحلم حتى تمنيت في فترة من عمري أن أعيش في عهد ولادة إبنة الخليفة المستكفي .. وعاشقها أبن زيدون .. وأنهل من معين تلك الأيام الخالدة .. أيام كنا سادة الكون أخي المزداد علماً بجهله موضوع رائع .. وطرح قيم بارك الله فيك .. ولا أضاع لك جهداً لك مني كل التقدير ..
|
#13
|
|||
|
|||
بارك الله فيك ..ولا أضاع جهودنا جميعاً...ولك تحياتي
|
#14
|
|||
|
|||
أصناف من الوصف شعر الطبيعة: هنا سنعرض بض الاصناف التي امتاز الشعراء في وصفها وتصويرها حتى ان قارئ القصيدة يسلتهم جمالها وكانه يراها امامه, وقد استقراء الشعراء مجال البئة وتضاريسها ومعطيات الحيات الكونية فيها.في الادب العربي القديم لدكتور.محمدصالح الشنطي وسنستهل تلك الاصناف بمايلى:- ــ الروضيات: وهو الشعر المختص في الرياض وما يتصل بها. سنستهل الكلام عن الروّضِيات بهذه الأبيات الرائعة للقاضي أبو الحسن بن زنباع التي يصف قصة الطبيعة وفعل السحاب والأمطار في الأرض التي تتسربل بعدهما بحلتها الجميلة فتتفتح أزهارها وتنضج ثمارها حيث قال(2) أبدت لنا الأيامُ زهرة طيبها وتسربلت بنضيرها وقشيبها واهتزعِطف الأرض بعد خشوعها وبدت بها النعماء بعد شحوبها وتطلعت في عنفوان شبابها من بعد ما بلغت عتيَّ مشيبها وقفت عليها السحبُ وقفة راحم فبكت لها بعيونها وقلوبها فعجبتُ للأزهار كيف تضاحكت ببكائها وتبشرت بقطوبها وتسربلت حللاً تجر ذيولها من لدمها فيها وشق جيوبها فلقد أجاد المزن في إنجادها وأجاد حرُّ الشمس في تربيبها وهذه أبيات جميلة للشاعر الوزير عبدا لله بن سماك والذي يقول فيها: الروض مخضرٌ الربى متجملٌ للناظرين بأجمل الألوانِ وكأنما بسطت هناك شوارها خودٌ زهت بقلائد العقيانِ والطير تسجع في الغصون كأنما نقرُالقِيان حنت على العيدانِ والماء مطَّردٌ يسيل لعابه كسلاسلٍ من فضةٍ وجمانِ بهجات حسنٍ أُكملت فكأنها حسن اليقين وبهجة الإيمانِ ــ الزهريات : الشعر المختص بالأزاهير . وقد وصف الأندلسيون الأزهار وأكثروا في هذا النوع من الوصف فوصفوا الورد والنرجس والشقائق والنيلوفر والياسمين والقرنفل واللوز وغير ذلك مما وقعت عليه عيونهم في تلك الطبيعة الخلابة من زهريات وسنستعرض بعض الأمثلة الجميلة التي قيلت في بعض منها,فهذا ابن حمديس يرثي باقة ورد أصابها الذبول فتحرق حزناً وأسى عليها فقال هذين البيتين(1) يا باقة في يميني بالردى ذبلت أذاب قلبي عليها الحزن والأسفُ ألم تكوني لتاج الحسن جوهرةً لما غرقتِ،فهلاَّ صانك الصدفُ وهذه أبيات في زهرة الياسمين للمعتضد بالله عباد بن محمد بن عباد يصفها مشبهاً إياها بكواكب مبيضة في السماء ويشبه الشعيرات الحمراء التي تنسرح في صفحتها بخد حسناء بدا ما بدا فيه من آثار فيقول: أنما ياسـميننا الغضُّ كواكبٌ في السماء تبيضُّ والطرق الحمر في جوانبه كخد حسناء مسه عضُّ ويقول ابن حمديس في وصف النيلوفر: ونيلوفرٍ أوراقه مستديرةٌ تفتَّح فيما بينهن له زهرُ كما اعترضت خُضر التراس وبينها عواملُ أرماحٍ أسنَّتُها حُمرُ هو ابن بلادي كاغترابي اغترابه كلانا عن الأوطان أزعجه الدهرُ وهذه أبيات رقيقة جداً ومن أروع ما قيل في وصف الشقائق لابن الزقاق: ورياض من الشقائق أضحى يتهادى بها نسيم الرياحِ زرتها والغمام يجلد منها زهرات تروق لون الراح قلت ما ذنبها ؟ فقال مجيباً سرقت حُمرةَ الخدودِ الملاح وهذا أيضاً وصف بديع لشجرة لوز قاله أبو بكر بن بقي: سطرٌ من اللوز في البستان قابل نيما زاد شيءٌ على شيءٍ ولا نقصا كأنما كل غصنٍ كُمُّ جاريةٍ إذا النسيم ثنى أعطافه رقصا وهذا وصف جذاب لزهرة ألأقاح للأسعد ابن إبراهيم بن بليطة ويقول: أحبب بنور الأقاح نوَّاراعسجده في لجينه حارا أي عيون صُوِّرْنَ من ذهبرُكِّبَ فيها اللجينُ أشفارا إذا رأى الناظرون بهجتها قالوا نجومٌ تحفُّ أقمارا كأن ما اصفرَّ من مُوسِّطه عليلُ قومٍ أتوه زوارا ــ الثمريات:- الشعرالمختص بالأثمار,والبقول,وما يتصل بها. وصف الأندلسيين للثمرة نفسها فقد وصفوا التفاحة والسفرجل والرمانة والعنب وحتى الباذنجان !! وأبدعوا في ذلك كثيرا فقال أبو عثمان ألمصحفي وقد تأمل ثمرة السفرجل الأبيات التالية الرائعة المحبوكة في نسيج رائع, ولفظ رقيق ومعنى أنيق موشى بلوعة حب وشكوى صب رغم إنه شطح في آخرها قليلاً ( وزودها ) حتى نسي إن ما بين يديه ما هو إلا حبة من السفرجل!!ويقول: ومصفرَّةٍ تختال في ثوب نرجس وتــعبق عن مسك زكيِّ التنفس لها ريح محبوبٍ وقسوة قلــــــبه ولونُ محبٍ حُلَّةَ السُــقم مـكتسي فصفرتها من صفرتي مستعارةٌ وأنفاسها في الطيب أنفاسُ مؤنسي فلما استتمت في القضيب شبابها وحاكت لها الأنواء أبراد سندس مددت يدي باللطف أبغي قطافها لأجعلها ريحانتي وسـط مجلسي وكان لها ثوبٌ من الزغب أغبرٌ يرف على جسم من التـبر أملسِ فلما تعرَّت في يدي من لباسها ولـــم تبق إلا في غلالة نرجسِ ذكرتُ بها من لا أبوح بذكره فأذبلـــها في الكف حرّ تنفس وهذا أحمد بن محمد بن فرح يقدم صورة بهية لثمرة الرمان فيقول: ولابسة صدفاً أحمرا أتتك وقد ملئت جوهرا . كأنك فاتح حُقٍّ لطيفٍت ضمَّن مرجانَه الأحمرا وكذلك كأن للعنب نصيب عند شعراء الأندلس فقال فيه الشاعر أحمد بن الشقاق ما يلي: عنب تطلَّع من حشى ورق لنا صُبغت غلائل جلده بالإثْمدِ فكأنه من بينهن كواكبٌ كُسفت فلاحت في سماء زبرجدِ ــ المائيات: الشعر المختص بوصف الأنهار,والبرك, والسواقي. كانت الأنهار الكثيرة الوفيرة المياه،وما يتشعب عنها من برك،وخلجان,وغدران،وما ينبت على شواطئها,من حدائق،ورياض،وما يصاحبها من ظواهر طبيعية كمد,وجزر,وفجر,ونهار,وليل,وشمس,وأصيل من مظاهر الطبيعة الخلابة في بلاد الأندلس؛وكانت أكبر المدن مثل قرطبة وأشبيلية وغرناطة تقع على تلك الأنهار,التي كانت ترفد الأرض بالخصب,والعطاء فاتخذ الأندلسيون من ضفافها مراتع للمتعة,واللهو,ومن صفحاتها ساحات تمرح عليها زوارقهم,وأشرعتهم,وهم في هذه وتلك يعزفون أعذب الألحان,ويتغنون باعذب الشعر وأرقه.... وهذه الأبيات الرائعة لابن حمديس في وصف بركة من الماء في أحد القصور وقد احتوت على تماثيل لأسود تقذف الماء من أفواهها... ولعل لفن النقش والنحت والزخرفة الذي كأن سائداً آنذاك أثر كبير في جمال هذه الصورة التي رسمها الشاعر بكل براعة: وضراغمٍ سكنت عرين رياسة ٍتركت خرير الماء فيه زئيرا فكأنما غشَّى النُّضارُ جسومَها وأذاب في أفواهها البلورا أُسْدٌ كأن سكونها متحركٌ في النفس،لووجدت هناك مثيرا وتذكَّرت فتكاتِها فكأنما أقْعت على أدبارها لتثورا وتخالها والشمس تجلولونها ناراً ،وألسنَها اللواحسَ نورا فكأنما سَلَّت سيوفَ جداولٍ ذابت بلا نارٍ فعدُنَ خريرا وكأنما نسج النسيمُ لمائهِ درعاً، فقدَّر سردَها تقديرا وبديعة الثمرات تعبر نحوها عيناي بحرَ عجائبٍ مسجورا شجريةٍ ذهبيةٍ نزعت إلى سحرٍ يؤثر في النُّهى تأثيرا قد سَرَّحت أغصانَها فكأنما قبضت بهن من الفضاء طيورا الأمثلة على وصف المائيات كثيرة جداً وسأكتفي بما قلته راجياً إن يكون المقصود قد تحقق من تلك التقسيمات والتصنيفات التي أوردتها. وتبقى الطبيعة وحدة متكاملة من الصعب تجزيئها والدارس لشعر الطبيعة عند الأندلسيين لا بد وإن يستغرب من هذا الكم الهائل من الأشعار التي قيلت في هذا المجال ولا أظن إن أمة من الأمم قد برعت في تصوير الطبيعة بمظاهرها وظواهرها المختلفة كما برع الأندلسيون. الثلجيات:- الشعر المختص في الثلج والبرد... ننتقل الآن إلى الثلج الجميل الذي يكسو الأرض والسطوح والسفوح والأغصان العارية,بغلالة بيضاء نظيفة ناصعة وطاهرة,وكإنه قطن مندوف فيبعث في النفس بهجة ما لها مثيل, وعلى كل حال يبقى ما قيل في الثلجيات أقل مما قيل في الروضيات والمائيات حيث بدأ هذا النوع من الوصف متأخراً في بلاد الأندلس كمثيله في الشرق ومن الأبيات الرائعة التي قيلت في الثلج تلك التي قالها أبو جعفر بن سلام المعا فري المتوفى عام 550م وقال فيها: ولم أر مثل الثلج في حسن منظر تقر به عينٌ وتشْنَؤه نفسُ فنارٌ بلا نور يضيء له سناً وقطرٌ بلا ماءٍ يقلِّبه اللمسُ وأصبح ثغر الأرض يفترُّ ضاحكا فقد ذاب خوفاً أن تقبِّله الشمسُ وهذه أبيات للشاعر الرقيق ابن زمرك يمدح فيها السلطان ويصف الثلج في نفس الوقت فيقول: يا من به رتب الإمارة تُعتلى ومعالمُ الفخر المشيدةُ تَبتنِي ازجر بهذا الثلج حالاً إنه ثلج اليقين بنصر مولانا الغني بسط البياض كرامة لقدومه وافترَّ ثغراً عن كرامة مُعتني فالأرض جوهرةٌ تلوح لمعتلٍ والدوح مُزهِرةٌ تفوح لمجتني سبحان من أعطى الوجود وجوده ليدل منه على الجواد المحسن وبدائع الأكوان في إتقانها أثرٌ يشير إلى البديع المتقن وهذه أبيات جميلة لابن خفاجة في وصف الثلج يقول فيها: ألا فَضَلتْ ذيلَها ليلةٌ تجرُّ الربابَ بها هيدبا وقد برقع الثلجُ وجهَ الثرى وألحف غصنَ النقا فاختبى فشابت وراء قناع الظلام نواصي الغصون وهامُ الربى وما دمنا نتحدث عن الثلج فلا بد من الإشارة إلى البَرَد أيضاً والذي كأن له نصيب في شعر الأندلسيين ومنهم عبد الجبار بن حمديس الصقلي الذي كتب قصيدة تزيد عن العشرين بيتاً وصف فيها السيول والغدران والبرق والروض وخصص بعض أبياتها للبرد فشبهه بدرر على نحور فتيات حسان أو بلؤلؤ أصدافه سحاب أو بدموع تتساقط من السحاب وغير ذلك من الصور المألوفة وغير المألوفة ويقول فيها: نثر الجوُّ على الأرض بَرَدْ أي درٍ لنحورٍ لو جمدْ لؤلؤٌ أصدافه السحْب التي أنجز البارق منها ما وعدْ ذوَّبتْهُ من سماء أدمعٌ فوق أرض تتلقَّاه نَجَدْ وهذان بيتان جميلان في وصف البرد وهو يتساقط من السماء والريح تعبث به فتبعثره قالها أبو بكر عبد المعطي بن محمد بن المعين: كأن الهواء غديرٌ جَــمَد بحيث البرود تذيب البَرَدْ خيوطٌ وقد عُقدت في الهوا وراحةُ ريحٍ تحل العُقد ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, وهذه الأصناف التي صنفها علما الأدب ,لتمثيل وليست للحصر وإنما لوضع منهج لشعر الطبيعة وتقسيمات يمكن من خلالها تسهيل دراسة الشعر...
|
#15
|
|||
|
|||
الوصف عند بعض شعراء الاندلس:-
اولاُـــ الوصف عند الشاعر ابن خفاجة الأندلسي توطئة: هو أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الفتح بن خَفَاجَةَ, وُلِدَ في سنة 450هـ في جزيرة شقر من أعمال بلنسية إحدى عواصم الأندلس, وتوفي فيها سنة 533هـ شاعر الطبيعة في الأندلس كان ابن خفاجة يعد أديب الأندلس وشاعرها بدليل ما نعته به المقري في كتابة نفح الطيب . وكان رقيق الشعر أنيق الألفاظ. وقد تفرد ابن خفاجة بالوصف والتصرف فيه, ولا سيما وصف الأنهار والأزهار, والبساتين والرياض والرياحين, فكان أوحد الناس فيها حتى لقبه أهل الأندلس بالجنان, أي البساتين, ولقبه الشقندي بصنوبري الأندلس. وهو القائل: يا أهل أندلس لله دركُمُ ماءُ وظل ُ وأنهارُ وأشجارُ ما جنة الخلدُ إلا في دياركمُ لو خُيرت .. هذا كنت أختارُ لا تختشوا بعد ذا أن تدخلوا سقرا فليس تُدخل بعد الجنة النارُ وكان أستاذاً ونابغة عصره في وصف الطبيعة في مظاهرها الرائعة, وجمالاتها الفتانة, فهو يصورها ويشخصها صادق الحب لها, متقد العاطفة نحوها, ريان بالإعجاب بها . يقول وهو يصف نهراً : لله نهر سال في بطحاء أشهى وروداً من لمى الحسناء مُتعطف مثل السوار كأنه والزهر يكنفــه مجر سماء قد رق حتى ظُن قوساً مفرغاً من فضة في بُرده خضراء وغدت تُحف به الغصون كأنها هُدب تحف بمقلة زرقاء فالطبيعة إذاً عند ابن خفاجة هي كل شيء, فقد شغف بها ومزج روحه بروحها وبادلها الشعور والإحساس, وكان يتحدث إليها كما يتحدث إلى شخص ذي حياة وحركة ولكن لو صدقنا التقدير نقضنا على أنفسنا القول بأنه شاعر الطبيعة وقلنا إنه كان يرى الطبيعة في إطار الفناء, وضمن إحساسه بالتغير, وحسّه الدقيق بالصراع بينه وبين الزمن، وصراعه مع الهلع، أو هاجس الموت، أو الخوف فنجده يتقن في وصف الطبيعة والأشياء من حوله وصفاً يبلغ حد الإعجاز، ويتفنن في استحضار الصور والألفاظ والتراكيب من مخيلته حتى يكاد السامع يظن أنه بلغ في وصفح حد تصوير الأشياء بأبهى صورة وأجمل تركيب. والغريب أن ابن خفاجة نفسه كان يدرك شدة إلحاحه على الطبيعة واستغلاله لها في شعره, وكان هو نفسه حائراً في تفسير هذه النزعة المتمكنة, فهو يقول عن نفسه مستعملاً, ضمير الغائب: (إكثار هذا الرجل في شعره من وصف زهرة ونعت شجرة وجرية متر ورنة طائر ما هو إلا لأنه كان جانحاً إلى هذه الموصوفات لطبيعة فطر عليها وجبلة وإما لأن الجزيرة كانت داره ومنشأه وقراره...حتى غلب عليه حب ذلك الأمر, فصار قوله عن كلف لا تكلف, مع اقتناع قام مقام اتساع, فأغناه عن تبذل وانتجاع), فهو يرجح أن يكون حب الطبيعة لديه أمراً في تركيبه وجبلته, فإن لم يكن كذلك فهو أثر من آثار البيئة الطبيعية الجميلة التي نشأ فيها. متناسياً حالته النفسية، أولا يردي ذكرها وتأثيرها على إبداعه وإتقانه الوصف والجمال. ونستعرض هنا بعضاً من قصائده في وصف الجبل وتلك هي التي يقول فيها: وأر عن طمّاح الذؤابة باذخ ....... يطاول أعنان السماء بغارب يسدّ مهبّ الريح عن كلّ وجهة ...... ويزحم ليلاً شهبه بالمناكب وقور على ظهر الفلاة كأنه .... طوال الليالي مطرقٌ في العواقب فهذه صورة الجبل الذي يمثل الطموح والارتفاع والاعتراض والوقار الصامت الذي يشبه إطراق المتأمل, ثم يأخذ هذا الصامت في سرد ما مرّ به من مشاهد, فهو شخص آخر إزاء الشاعر يحدثه: وقال ألا كم كنت ملجأ فاتك .... وموطن أوّاه تبتّل تائب وكم مرّ بي من مدلج ومؤوّب ...... وقال بظلّي من مطي وراكب ولاطم من نكب الرياح معاطفي. وزاحم من خضر البحار جوانبي فحتى متى أبقى ويظعن صاحب ... أودع منه راحلاً غير آيب وحتى متى أرعى الكواكب ساهرا ...... فمن طالع أخرى الليالي وغارب فرحماك يا مولاي دعوة ضارع ....... يمدّ إلى نعماك راحة راغب فأسمَعَني من وعظه كلّ عبرة ...... يترجمها عنه لسان التجارب فسلّى بما أبكى,وسرّى بما شجى .... وكان على ليل السّرى خير صاحب وقلت قد نكبت عنه لطّية .... سلام فانّا من مقيم وذاهب نرى أن إنسانية الجبل تتزايد تدريجاً في القصيدة, فإذا هو يمثل صورة أخرى من وقفة الشاعر نفسه, أو هو الشاعر نفسه, وهو لا يعبر عن طول الصمود ولذة الخلود, وإنما يعبر عن استثقاله للحياة, ووحدته بعد ذهاب إخوانه, وكان بذلك يعبر عن(قيمة الموت) أي يهون وقعه على نفس الشاعر التي تفرق وتهلع من الموت، وتحاول الهرب من شبحه المخيف, وارتاح الشاعر حين بكى, ووجد في (أخيه)- أو صنوه - الجبل عزاءً وودعه وهو أقوى نفساً على مواجهة مصيره. وأما قصيدته في القمر فقد أثارتها في نفسه غربته, فجعل يتأمل هذه الدورة التي تعتري القمر بالنقصان والكمال, والاختفاء والظهور, وحفزه ذلك إلى مناجاة من(خلا بنفسه يفكر, ونظر نظر الموفق يعتبر), ونسب هذه المناجاة إلى القمر نفسه فقال: لقد أصخت إلى نجواك من قمر .......... وبت أدلج بين الوعي والنظر ولكن القمر ظل صامتاً على خلاف الجبل الذي وجد فرصته في السرد والحديث, فاستمد الشاعر في هذه المرة عظة من الصمت: وإن صمتّ ففي مرآك لي عظة ...... قد أفصحت ليَ عنها ألسن العبر تمر من ناقص حوراً,ومكتمل ... ...كوراً,ومن مرتق طوراً,ومنحدر والناس من معرض يلهى,وملتفت ... يرعى, ومن ذاهل ينسى, ومدكر تلهو بساحات أقوام تحدّثنا .. . وقد مضوا فقضوا,إنا على الأثر فان بكيت,وقد يبكي الجليد,فعن ...... شجو يفجّر عي الماء في الحجر وبعد هذه المقدمات نعود إلى تفسير الحقائق التي أجملناها حول موقف هذا الشاعر من الطبيعة وأبرزها صلة الطبيعة عنده بالعبرة أو بمشكلة الفناء التي كانت تلح على نفسيته إلحاحا يلحقه بالمرض النفسي. ورغبة الاصطفاء والانتقاء التي تجعله غريباً ومتفرداً، وكذلك عجزه عن وجود الحب، أو الشريك الذي كان يطمح إليه. ــ ثإنياً الوصف عند ابن زيدون: توطئة: هوا لوليد، أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي. ولد بقرطبة عام 394 ه. وكأن والده قاضياً في قرطبة، ومن أهل اليسار والمكانة، فعنى بتربية ابنه وتعليمه، فحفظ القران الكريم، وروى الحديث الشريف، وطلب الفقه، وتعمق في الأدب، فكأن يحفظ الشعر الكثير في صغره، ويُعنى بأمثال العرب وحكمهم وتاريخهم، مما كإن له أكبر الأثر في شعره ونثره. شخصيته: برغم أطوار حياته التي اعترضتها كثيراً من المؤامرات, والوشايات,والتقلبات،نلاحظ إن تلك المحن والمصائب كشفت لنا عن شخصية ابن زيدون القوية المتماسكة التي لا تلين ولا تخضع؛ فقد سجن أكثر من مرة ولكنه ظل أبياً شجاعاً معتزاً بنفسه وشعره وأدبه.هذه الأبيات فيها بعضا من ملامحه: إنِّي بَصَرْتُ الهَوَى عَنْ مُقْلَةٍ كُحِلَتْ بِالسِّحْرِ مــِنْكَ وَخَدٍّ بِالجَــمَالِ وُشِي لَمَّا بَدَا الصَّدْغُ مُسْوَدَاً بِأحْمَرِهِ أرَى التَّسَــالُمَ بَيــْنَ الرَّوْمِ وَالحَبَشِ أوْفِى إلَى الخَدِّ ثُمَّ انْصَاعَ مُنْعَطِفَاً كَالعُقْرُبَانِ انْثَنَــى كَمِنْ خَوْفِ مُحْتَرِش لَوْ شِئْتَ زُرْتَ وَسَلْكَ النَّجْمِ مُنْتَظِم الأفْــقُ يَخْتَالُ فِي ثَوْبٍ مِنَ الغَبَش صَبَاً إذَا التَذَّتِ الأجْفَانُ طَعْمَ كَرىً جَفَا المَنَامَ وَصَاحَ اللَّيْلَ:يَا قُرَشِي هَذَا وَإنْ تَلِفَتْ نَفْسِي فَلاَ عَجَبٌ قَدْ كَانَ مَوْتِي مِنْ تِلْكَ الجُفُوْنِ خُشِيي شعره: ابن زيدون أعظم شعراء الأندلس شأنا وأجلهم مقاماً، وقد قال الشعر في أغراض كثيرة كالغزل والمدح والرثاء والاستعطاف ووصف الطبيعة، وقد كإن في مدحه لحكام الأندلس يركز على معاني الشجاعة والقوة، وكإن يضع نفسه في مصاف ممدوحيه على طريقة المتنبي، لما كأن يمتاز به من عزة النفس ورفعة الشأن. أما شعر الطبيعة فقد رسم ابن زيدون لطبيعة الأندلس الجميلة أحلى الصور وأكثرها تعبيراً وروعة,وهذه احدى قصائدة الدالة على ابداعه: حـالـت لـفـقدكم أيامـنـا فَــغَـدَتْ سُــودًا وكـانـت بـكـم بـيـضًا لـيالينا إذ جـانـب الـعـيـش طَـلْقٌ مـن تألفنا ومـوردُ اللهو صـافٍ مـن تـصافينا وإذ هَـصَـرْنا غُـصون الـوصل دانـية قـطوفُها فجنينا مـنـه مـا شِـيـنا لـيـسـقِ عـهـدكـم عـهـد الـسـرورفـمـا كــنــتـم لأرواحـــنــا إلا ريـاحـيـنـا لا تــحـسـبـوا نَــأْيــكـم عـــنــا يُـغـيِّـرنـا أن طـالـمـا غــيَّـر الـنـأي الـمـحبينا والله مـــــا طــلــبـت أهـــواؤنــا بـــــدلا مـنـكم ولا انـصرفت عـنكم أمـانينا يـا سـاريَ البرقِ غادِ القصرَ فاسق به من كان صِرفَ الهوى والود يَسقينا ويـــــا نــسـيـمَ الــصِّـبـا بــلــغ تـحـيـتـنا مـن لـو عـلى الـبعد حيًّا كان يُحيينا وقد امتاز شعره بالدقة في الوصف واختيار الألفاظ المعبرة والمحسنات البديعية التي تأتي من غير تكلف فتضفي على القصيدة جمالاً، يضاف إلى حسن اختياره للقوافي المعبرة والأوزان الشعرية المناسبة، حتى لقبه كثير من الأدباء (ببحتري المغرب) لصفاء شعره ورقته وسلاسته. وقد كأن لثقافته العربية العميقة أثر واضح في معانيه الشعرية؛ فقد استفاد من اطلاعه الواسع وحفظه لروائع الشعر العربي،فاستمد من كل ذلك معاني جميلة نثرها في ثانيا أشعاره،فكأن يجمع بين المعنى العميق والتعبير الرشيق,وخير مثال قصيدته التي بعث بها من السجن إلى الوزير أبي الحزم بن جهور: لَمْ تَطْوِ بُـرْدَشـبابي كَـبْرَةٌ، وأرى بَرْقَ المشيبِ اعتلى في عارض الشَعَرِ قبل الثـلاثين، إِذْ عـَهْدُ الصِّبا كَثَبٌ وللشـبــيبةِ غُصـنٌ غَيْرُ مُهْتَصَرِ ها إنّها لـوعةٌ، في الـصدرِ، قـادحة نارَ الأسى، ومشيـبِي طائِرُ الشـررِ لا يُــهْنِئِ الشـامتَ المرتاحَ خاطِرُهُ أنّي مُـعَنَّى الامَـاني ضائِعُ الخَطَر هَلِ الرِّياحُ بـنـجمِ الأرْضِ عاصِفَةٌ أَمِ الكُسوفُ لغيـرِ الشَّـمْسِ والقمر إِنْ طالَ في السِّجْنِ إيداعي فلا عجب قَدْ يُودَعُ الجَفْنَ حَدُّ الصارمِ الذكرِ وإنْ يُثَبِّطْ، أبا الحزم الرضى، قَـدَرٌ عَنْ كَشْفِ ضُرّي فلا عَتْبٌ على القدر قَدْ كنتُ أحسبُني والنَّــجْمُ في قَرَنٍ فَفِيْمَ أصبــحتُ مُنْحَطاً إلى العَفَر هَبْني جهلت فكان العِلْق سَـيِّئةً لا عُذْرَ منـهـا سوى أني من البَشَرِ. الوصف عند ابن زيدون: أنطبع شعر "ابن زيدون" بالجمال والدقة وانعكست آثار الطبيعة الخلابة في شعره، فجاء وصفه للطبيعة ينضح بالخيال، ويفيض بالعاطفة المشبوبة والمشاعر الجياشة، وامتزج سحر الطبيعة بلوعة الحب وذكريات الهوى، فكأن وصفه مزيجًا عبقريًا من الصور الجميلة والمشاعر الدافقة، ومن ذلك قوله: إني ذكرتك بالزهراء مشتاقًا والأفق طلق، ومرأى الأرض قد راقا وللنسيم اعتلال في أصائله كأنه رق لي فاعتل إشفاقًا والروض عن مائة الفضي مبتسم كما شققت عن اللباتأ طواقًا نلهو بما يستميل العين من زهر جال الندى فيه حتى مال أعناقًا كأنه أعينه إذ عاينت أرقي بكت لما بي، فجال الدمع رقراقا ورد تألق في ضاحي منابته فازداد منه الضحى في العين إشراقًا سرى ينافحه نيلوفر عبق وسنان نبه منه الصبح أحداقًا. كأن "ابن زيدون" شاعرًا متمكنا في شتى ضروب الشعر ومختلف أغراضه، وكإن شعره يتميز بالصدق والحرارة والبعد عن التكلف، كما كإن يميل إلى التجديد في المعاني، وابتكار الصور الجديدة، والاعتماد على الخيال المجنح؛وهذه احدى روائعه: ودَّع الصبرَ محبٌ ودَّعك ْذائعٌ من سره ما استودعكْ . يقرع السِّن على أن لم يكن زاد في تلك الخطى إذ شيَّعكْ . يا أخا البدر سناءً وسنا حفظ الله زماناً أرجعكْ . إن يطُل بعدك ليلي فلكم بت أشكو قصر الليل معكْ ولقد حظي فن الأخوانيات عنده بنصيب وافر من هذا التجديد وتلك العاطفة، ومن ذلك مناجاته الرقيقة لصديقه الوفي "أبي القاسم" حيث قال: يا أبا القاسم الذي كان ردائي وظهيري من الزمان وذخر يهل لخالي زماننا من رجوع أم لماضي زماننا من مكرِّ؟ أين أيامنا؟ وأين ليال كرياض لبسن أفاق زهر؟ ابن حزم الأندلسي"الشاعر" توطئة: اشتهر ابن حزم فقيها متميزا ومجادلا قويا ومفكرا أصيلا. كما اشتهر أديبا وشاعرا ومؤلفا غزير الإنتاج، وناقدا، وهو يعد من العلماء القلائل الذين جمعوا بين قوة الفكر ورقة الأدب والفن. اسمه: هو أبو محمد بن على بن احمد بن حزم, ويلقب بالقرطبي نسبة الى موطن ولادته ونشأته.وقيل انه من اصل اسباني,ولد سنة 384هــ.(1)-احمدهيكل شخصيته,وشعره: يمتاز بأسلوبه في الشعر عن جميع الشعراء في زمنه, لأنه انطلق فيه من مبدأ ديني أخلاقي، فقبل بعض الأغراض الشعرية كأشعار الحكمة والزهد والوعظ والرثاء والاعتبار بالدنيا… الخ. ورفض أخرى، كأشعار واللهو والخمريات والخلاعة ونهى عن ذكر الفواحش في الغزل، ورفض الهجاء رفضا قاطعا لما فيه من تناول لأعراض الناس. وتبرز شخصية في التوسط والاعتدال في كل شيء، كما أنه لا يساير المقولة المشهورة "أعذب الشعر أكذبه" لانه يستقي اشعاره من واقع التجربة وليس من الذاكرة, والخيال. وتبرز شخصيته في هذه الابيات التى ظاهرها الافتخار وباطنها أسى مرير وحسرة مؤلمة لما قوبل به علمه من إنكار وجحود: أنا الشمس في جو العلوم منـيــــرة ولكن عيبي أن مطلعي الغـــــرب ولو أنني من جانب الشرق طالــع لجد على ما ضاع من ذكري النهــب ولي نحو أكناف العراق صبابـــة ولا غرو أن يستوحش الكلف الصـب فإن ينزل الرحمن رحلي بينهــــم فحينئذ يبدو التأسف والكـــــــــرب فكم قائل أغفلته وهو حاضــــــــر وأطلب ما عنه تجيء به الكتــــــب هنالك يدري أن للبعد قصـــــــــة وأن كساد العلم آفته القــــــــــــرب الوصف عند ابن حزم: ابن حزم مثله كمثل اقرانه الشعراء في الأندلس,تغلبهم الطبيعة وينهالون في مناكبها واصفينا جمالها, التى سلب الالباب وقيل فيها أجمل الاشعار، ففي وصف الطبيعة,ما نظمه بعد التنزه في بستان مع بعض إخوانه، واصفا ذلك البستان وما يزخر به من جمال طبيعي، حيث قال: ولما تروجنا بأكناف روضــــــــة مهدلة الأفنان في تربها النـــــدي وقد ضحكت أنوارها وتضوعـــت أساورها في ظل فيء ممـــــدد وأبدت لنا الأطيار حسن صريفهـا فمن بين شاك شجره ومغــــرد وللماء فيما بيننا متصــــــــــرف وللعين مرتاد، هناك ولليــــــــد. وفي هذا السياق تندرج أبياته التي نظمها، يصف الليل الذي امتد ظلامه، ووقف النجم حائرا وسط السماء فلا هو يمضي ولا هو يغيب، كأنه ارتكب خطأ فهو خائف وجل أو يترقب موعدا أو عاشقا دنفا: أقول والليل قد أرخى أجلتــــــــه وقد تأنى بألا ينقضي فوفــــــــا والنجم قد حار في أفق السماء فمــا يمضي ولا هو للتغوير منصرفـــا تخاله مخطئا أو خائفا وجــــــــلا أو راقبا موعدا أو عاشقا دنفــــــا فهذه التشبيهات المتلاحقة في بيت واحد وهذا التشخيص للنجم كمظهر من مظاهر الطبيعة، لا يصدر إلا عن خيال مبدع. ومن القصائد الوصفية التي تكشف عن تغلغل موضوع الطبيعة في نفوس الشعراء الأندلسي وتجلى هذا، بصفة خاصة إحساس ابن حزم العميق بها، ويشبه ابن حزم الليل المقصر للعمر بقلب الزهرة (وسطها) لدكانة لونها التي تناسب الليل,ويقول فيها: سقى الله أياما مضت ولياليـــــا تحاكي لنا النيلوفر الغض في النشر فأوراقه الأيام حسنا وبهجــــــة وأوسطه الليل المقصر للعمــــــــــر لهونا بها في غمرة وتآلـــــــف تمر فلا تدري وتأتي فلا تــــــدري. ومن أجمل قصائده (وتروى لغيره) قصيدة نظمها يتشوق فيها إلى أهله وولده، نظمها أثناء حبسه،وهي قصيدة رائعة تسكنها اللوعة والحزن، والحنين إلى الحرية واللهفة إلى لقاء أهله وأولاده،ومشاعر الحزن التي تستشف من لغتها. يقول واصفا معاناته وغربته: مسهد القلب في خديه أدمعـــه قد طالما شرقت بالوجد أضلعـــه داني الهموم، بعيد الدار نازحهـا رجع الأنين سكيب الدمع مفزعـه يأوي إلى زفرات لو يباشرهـــا قاسي الحديد فواقا ذاب أجمعــه. وفي القصيدة شكوى موجعة مما آلت إليه حاله من ضعف ونحول، ثم في حنين عارم إلى أهله وولده، ينادي ذاك الراحل بعيدا، نحو دياره، حيث يوجد رمقه وقلبه: يا راحلا عند حي عنده رمقـــــي اقرأ السلام على من لم أودعـــه وأطول شوقاه ما جد البعاد بهــــم إليهم مذ سعوا للبين أفظعــه لئن تباعد جثماني فلم أرهـــــم فعندهم وأبيك القلب أجمعــــه إنه نداء محمل باللهفة والأشواق، إلى الأحباب الغائبين. ونكتفي بهذا العدد من شعراء الأندلس ليكونوا, خير ما انهي بهم بحثي عن الوصف في الشعر الأندلسي,وهم من رواده.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..........
|
#16
|
|||
|
|||
مصادر البحث ومراجعه
المراجع التى استعنت عليها بعد الله هي:- ـــ كتاب الأدب الأندلسي من الفتح إلى سقوط الخلافة ممن تاليف للدكتور احمد هيكل استاذ الأدب بكلية دار العلوم ــجامعة القاهرة ــ دفاتر اندلسية في الشعروالنثر والنقد والحضارة والأعلام.لدكتور.يوسف عيد استاذ في الجامعة اللبنانية ــ التصوير الفني للحياة الاجتماعية في الشعر الأندلسي.تاليف الدكتور حسن احمد النوش دار الجيل ـ بيروت ــ شعر بني امية في الأندلس حتى نهاية القرن الخامس الهجري .د.السيد أحمدعمارة ـــ في الأدب الأندلسي د.جودت بركات ــفي الأدب العربي القديم، عصوره واتجهاته وتطوره ونماذج مدروسة منه. لدكتور. محمد صالح الشنطي ـــ تايخ الأدب العربي ـ عصر الدول والأمارات الأندلس.الدكتور شوقي ضيف ــموسوعة سعراء الأندلس . عبد الحكيم الوائلي ــ البسطي آخر شعراء الأندلس. لدكتور محمد ابن شريفة ــ مواقع ثقافية بالأنتر نت ــ المختار من الشعر الأندلسي. دمحمد رضوان الداية ــ مجلأة عربية ادبية ــ الأدب العربي. مناهج وزارة المعارف
|
#17
|
|||
|
|||
الخاتمة
لايسعني في نهاية البحث الأ ان اقول: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد بن عبدالله وعلى صحبه الكرام اجميعن ,ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ,امابعد. هذا خير ما نختم به,لعل الله ان يختم اعمالنا بخير, وجميع المسلمين, امين. لقد قدمة بين يديكم بحثي المتواضع عن الوصف وما يتعلق به من مسببات وملهمات ,وكذالك ذكرت نشئته وسماته, وسبب تميز الأندلسيين بهذا الفن, وعرضت بعض النماذج من شعار الأندلسيين ... والله اسأل ان اكون قدمت مايجزي بقدر قدرتي العلمية... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... والى اللقاء, ولكم تحياتي..
|
#18
|
||||
|
||||
؛ اللهم صلي وسلم على سيد الخلق المزداد علما بجهله .. زادكـ الله من فضله ونعمه .. ونفع بعلمكـ وجعله فى موازين أعمالكـ .. جهد يستحق التقدير والثناء أحسنت ؛
|
#19
|
|||
|
|||
عذبة الإحساس.... اهلاً وسهلاً بكِ وبحوضرك المستمر ... وبصراحة عندي عليكم ملاحضة وماعتبة .. انا لم اجد ذاك الاهتمام من الاعضاء في هذا القسم ... حتى انا كنت لا احبذ هذا القسم, قسم الادب المنقول. لاني كنت اضنة للموضيع الادبية المنقولة فقط ولم اعيره اي اهتمام.. فلذالك اما ان تنقلون الموضيع الى صالون الادباء والا ستموت موضيعنا فيه... والصالون الادبي شامل لكل مواضيع الادب وليس محصوراًعلى الشعر فقط... والا فخير اسمٌ له (قسم الشعر) افضل من صالون الادباء لان الاسم-صالون- فيه عموم ..وهذه وجهت نضر فقد ترد او تعتبر... والسلام عليكم.
|
#20
|
|||
|
|||
شكر خاص للاخت شيهانة ....على تفاعلها مع الاعضاء لرقي بالمنتدي الى مستوى الرقي الأدبي
وهذ ماعهدناه منها ومن باقي مشرفين المنتدى الكرام ولكم تحياتي
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |