العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الأدب الساخر – رؤية حقيقة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأدب الساخر – رؤية حقيقة للأديب والكاتب/ محمد مزكتلي ترسخ في قناعة الكثيرين، أن الأدب الساخر هو أدب والاستهزاء والهزل. وصنفوه في المرتبة الثانية أو الثالثة على غرار الأمثال الشعبية والزجل. ومرد هذا الظلم هو الالتباس والخطأ في فهم معنى كلمة ساخر. قال لسان العرب والقاموس المحيط. أن الساخر هي اسم الفاعل من فعل سَخَرَ، والجذر هو الثلاثي سخر. أطلق العرب هذا الاسم على الأرض المنخفضة وسموا الأرض التي يتجمع فيها الماء سخارة. أما السخرة فهو العمل القسري بلا مقابل وكلمة سخر بشكل عام تدل على الدونية والإنقاص والعيب والتبعية. وسخّر الشيء أي أدناه وقيده وجعله طوعاً لأمره. والمسخور هو المتحكم به. المشكلة تكمن في اعتقاد الكثير أن سخّر وسَخِرَ هما فعلان مستقلان لهما معنيان مختلفان ولا علاقة بينهما. ويتوهموا أن سخر فعل يدل على الإخضاع وسَخِرَ يدل على الاستهزاء، وأوغلوا في هذا الاعتقاد الخاطئ لمّا قالوا أن اسم الفاعل من سخّر هو سخّار وسَخِرَ هو ساخر. دون أن يلتفتوا إلى أن سخّار ليست صيغة فاعل بل هي من صيغ المبالغة و التفضيل. من هنا نشأ الاعتقاد بأن الأدب الساخر هو أدب الاستهزاء و الهزل، وهذا خلاف ما تقوله العربية. أبدأ دفاعي بأمثلة ميسرة مع الأخذ بالاعتبار أن الفعل سخر من الأفعال المتعدية. نَخرَ الطائر الغصن..نَخِرَ الغصن من الطائر. هل نرى هنا فعلان مستقلان لهما معنيان مختلفان!؟. علم زيدٌ عمراً..علم زيدً من عمرٍ. هل هذان فعلان مستقلان!؟. أما حين نقول سخّرَ زيدٌ عمراً..سَخِرَ زيداً من عمرٍ , يدعي الجميع أنهما فعلان مستقلان، لهما معنيان مختلفان وهذا ما يدعو للعجب!؟. وسَخر لا يخرج على قاعدة تصريف الأفعال التي لها نفس اللحن. جَبر..جابر..مجبور..جبرية. قَدر..قادر..مقدور..قدرية. هَجر..هاجر..مهجور..هجرية. سَخر..ساخر..مسخور..سخرية. ما سبق يفضي بنا إلى حقيقة واضحة وهي أن سَخَرَ و سَخِرَ هما من أصل واحد. وسخر و كل اشتقاقاتها وما يتفرع عنها، لا علاقة لهم البتة بالاستهزاء أو الهزل. أختم دفاعي بدليل يبطل كل جدال, القرآن الكريم فرق بين السخرية و الاستهزاء. ووضع كل منهما في سياقه الصحيح. (لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم). الفعل دل هنا على الإنقاص و التحقير. (هزؤا به فهزأ الله بهم) هنا الدلالة على التوبيخ و العقاب. وكفى بالله شهيداً. وصلنا لجوهر القضية و حقيقة الأدب الساخر. تحقيقاً لمعنى كلمة سخر: هو الأدب الذي يدني الكلمات، ويذلل المعاني، ويجند المشاهد و الأحداث لتكون طوع أمره و أرادته، لتحقيق أغراضه الأدبية. هذا ما جعل الأدب الساخر أدباً صعباً لا يقدر على خوض غماره إلا من تمتع بموهبة فطرية, ومهارات لغوية, ورؤية شمولية. جعلوه قادراً على ترويض المفردات و إسراج العبارات، ورؤية الأشياء والمشاهد والأحداث من زاوية لا يطالها الكاتب العادي. إذاً لماذا نضحك حين نقرأ الأدب الساخر؟. إن الضحك فعل لا إرادي أمام موقف مفاجئ غريب حتى ولو كان هذا الموقف مؤلماً. كأن نضحك على أحد تعثر ووقع أو أصطدم بالجدار وسرعان ما يتحول الشعور بالضحك إلى الشعور بالندم و الألم. والكاتب الساخر يفاجئ القراء بغريب الجمل و طريف العبارات، ودهشة الربط بين المفردات، والمعاني التي ترادف الأضداد، والمباني التي تبرز المفارقات. وكم من مشاهد تمر أمامنا كل يوم دون أن نلتفت إليها، أو تحرك مشاعرنا. إلى أن يأتي الكاتب الساخر و يعيدها لنا بإخراج جديد, ساخر مبدع, فنشعر بالغربة ثم نصاب بالدهشة, وبعدها لا يبقى إلا أن نضحك. الكاتب الساخر إنسان مرهف الإحساس رقيق القلب, عرف جيداً شعور المعاناة و القلق و الألم. لذا نراه يحرص كل الحرص وهو يسلط الضوء على الظواهر السلبية في الإنسان و المجتمع على أن لا يزعج قراءه أو يقلقهم أو يؤلمهم أو أن يدخل السأم في نفوسهم. ويسعى جاهداً لإبدال مسحة الحزن و اليأس, ببسمة الفرح و الأمل. فما بالهم يحطون من قدر هذا الأدب النبيل و يصفوه بأدب الاستهزاء, والهزل!. أخيراً أقول، ليس من شروط الأدب الساخر أن يكون مضحكاً على الدوام، فكم من أدب ساخر أبكى و أدمى. إن الكاتب الساخر الذي يستحق أن يتربع على عرش الأدب الساخر. هو إما أن يجعلك تنقلب على ظهرك من شدة الضحك أو أن تلصق صدرك بفخذيك من شدة القهر. من يكتب الأدب الساخر كمن يسير فوق حبل مشدود أي اختلال بالتوازن يسقطه أرضاً عليه أن يكون حذرا كي تبقى السخرية رسالة ترسم الابتسامة رغم الألم . وتجيب إحداهن على بعض تساؤلات الكاتب قبل نهاية نصه بستة أسطر: لأن ثقافتهم هشة و ضعيفة فالأدب الساخر هو أصعب الأصناف الأدبية هو أدب المفارقات التي لا يلتقطها إلا صاحب موهبة فريدة، لذا ترى قلة هم من يكتبون في هذا الأدب على عكس الشعر و القصة، اللوم يقع على الجهل، أما الأدب الساخر فهو أدب له وضعه الخاص وله كتّابه و قيمته الأدبية الكبيرة. وسوف نقوم بعمل مسابقة في الصالون الأدبي في المستقبل في المقال الأدبي الساخر إن شاء الله حالما تكون الظروف مناسبة.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |