اسمعي ياخت العرب، فإن لم تكوني من العرب،
فالمسلمون إخوة،
وإن لم تكوني من المسلمين،
فبني الأنسان تجمهم صفات مشتركة،
نحن المسلمون، قدوتنا النبي صلى الله عليه وسلم،
وكان الأعرابي يأتيه، ويجذبه بردائه،
ويوقفه، ويطلب منه أن يحادثه،
ولم يقل له أين الميانه؟!
وكانت المرأة تدخل وتسأله، مباشرة،
وهو في داره وعلى فراشه،
وكانت العجوز، تؤقفه في قارعة الطريق،
وتخلو به، وتحدثه في حاجتها،
أما التكلف الزائد، فهو مما يذهب الألفة، بين أبناء المسلمين،
بل بين الأخوة أبناء الأم والأب،
والعجيب أنني أرى أحدهم، قد قامت على نظرياته،
وتقعيداته، ودراساته،
أكثر من مصانع أوربا، وهو من كبار العلماء، عندهم،
ولما تراه، تظن أن به سفاً، أو ضرباً من جنون،
لخفته وطيشه، وتهريجه،
بينما أحدهم هنا، قد قيل إنه يحمل، علما،
فأصبح من كثر ما (يتكلف) في مشية، وحديث،
وحركة، كالرجل الألي، ويدعي أنه (وقارا)،
وليس هذا بوقار أبداً ،
ولو نبشت عنه لم تجد وراءه مزيد علم أو معرفة،
فالتكلف مذموم من العالم فما دونه من باب أولى،
وقبل ذلك أشرف الخلق، النبي صلى الله عليه وسلم،
وهو قدوتنا، لم يكن متكلفاً أبداً، في كافة شؤونه،
شكراً لك أخي، وعسى أن أكون
ناقشت، بدون تكلف،
أو أطراح للميانه،