العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#41
|
||||
|
||||
سلسلة قصص رواها الصحابة /د. عثمان قدري مكانسي
سلسلة قصص رواها الصحابة رضوان الله عليهم طاعون عمواس الدكتورعثمان قدري مكانسي روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه خرج إلى الشام عام ثمان عشرة للهجرة، يريد الاطلاع على أحوال أهلها، وعمل أمرائها، حتى إذا كان بمنطقة تدعى "سرغا" لقي أمراء الأجناد، وسرغُ هذه تقع قرب تبوك – وعلى رأسهم أبو عبيدة بن الجراح، فأخبروه أن الطاعون وقع في الشام وكثر الموت في أهلها، وأنه قد مات ممن دخلها من الجزيرة العربية فقط خمسة وعشرون ألفاً، فنرى أن تعود فلا تدخلها، فقال عمر لعبد الله بن عباس: ادعُ لي المهاجرين الأولين من صلوا إلى القبلتين أستشيرهم، فدعاهم وأخبرهم أن وباء الطاعون قد فشا في الشام أفيدخلها؟ فاختلفوا في آرائهم.
فقال بعضهم: قد خرجت لأمر عزمت عليه، ولا نرى أن ترجع عنه. وقال بعضهم: معك بقية الناس الكرام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نرى أن تقدم بهم على هذا الوباء، فتفنى ويفنون معك. قال: قد سمعت مقالتكم ونصحكم، وسنسمع رأي غيركم، ونادى عبد الله بن عباس فأمره أن يدعوَ من كان من الأنصار فجاءوه، فاستشارهم في دخوله بلاد الشام، فسلكوا سبيل المهاجرين، واختلفوا في الرأي اختلافهم، فأمرهم بالخروج من خيمته، واستدعى المهاجرين الذين أسلموا وهاجروا إلى المدينة قبل الفتح ممن كانوا معه فاستشارهم، فأشاروا عليه جميعاً أن يعود إلى المدينة، وأن لا يُقدِم بهم على هذا الوباء الذي سيحصدهم. قال: هذا ما ارتاحت نفسي إليه وعزمت عليه، ونادى مناديه في الناس: إنَّ أمير المؤمنين عزم على العودة إلى المدينة، فجهزوا أنفسكم، اتخذ هذا القرار لأنه رأى أكثر الناس نصحوه بذلك. لم يكن هذا الأمر ليعجِب أميرَ الجند أبا عبيدة بن الجراح، فقال معاتباً خليفة المسلمين: أفراراً من قدر الله يا أمير المؤمنين؟! قال عمر رضي الله عنه: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة! فما ينبغي لي أن أخالف غالبية الناس وآراءهم، وكنت أود أن تكون منهم، فهو الرأي الأرجح والقرار الأصوب، نعم نفرّ من قدر الله إلى قدر الله، ووضَّح له الأمر فضرب له مثلاً فقال: أرأيت يا أبا عبيدة لو كان لك إبل فهبطت وادياً له جانبان: الأول خصب المرعى كثيره، والثاني ليس فيه إلا القليل من الكلأ، أليس إن رعَتِ المرعى الخصيب رعته بقدر الله، وإن رعت المكان الجديب رعته بقدر الله؟ هكذا كان اجتهاد أمير المؤمنين، وقد أيّده الله سبحانه وتعالى بعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وقد كان متغيِّبا في بعض حاجته، فلما علم ما كانوا فيه يخوضون، قال: إن عندي من هذا علماً، فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا سمعتم به – أي بالطاعون – بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض، وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه )، فحمد اللهَ تعالى عُمرُ لما وفقه إليه وانصرف قافلاً. رياض الصالحين/باب كراهة الخروج من بلد وقع فيها بلاء يتبع
|
#42
|
||||
|
||||
سلسلة قصص رواها الصحابة /د. عثمان قدري مكانسي
سلسلة قصص رواها الصحابة رضوان الله عليهم (من علائم الساعة) الدكتور عثمان قدري مكانسي يقول أبو هريرة رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس يوماً بين أصحابه، يعلمهم ويربيهم، ويهديهم إلى طريق الرشاد، وقد يسأل أحدُنا: أهكذا كانت مجالس النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مع أصحابه؟ فالجواب: إن مهمة الأنبياء الأخذُ بيد الناس إلى جادة الرشاد، وسبل الاستقامة، فمجالسهم مجالس علم، وأدب، وأخلاق. فيها ما يرضي الله تعالى، فيباهي بهم ملائكته. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثهم هذه المرة عن علائم الساعة فقال: ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم؛ هذا يهودي خلفي، تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ). قلت في نفسي: يا سبحان الله، كل كلام سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم صدق وعدل، وليس لنا إلا الإيمانُ به والتصديق به، ولا أقصد الإيمانَ والتصديق التقليديين، بل المبصرَيْن، المفكرَين. قال مجاهد: كيف ذلك؟ قلت: تصوّر أنك قبل تسعين سنة، أو في بداية القرن العشرين تسمع هذا الحديث ثم تقول لنفسك: أين اليهود؟ وكيف نقاتلهم؟ وأين هم حتى نقاتلهم؟ إنهم شذاذ آفاق، وجبناء، لا يثبتون أمام أحد ،فكيف يكون لهم جيش يتحدون به المسلمين؟!! ثم تقرأ حديثاً للرسول الكريم يوضح الصورة، إذ يقول عليه الصلاة والسلام: ( تقاتلونهم أنتم شرقي النهر وهم غربيّه ). والنهر نهر الأردن هل يكونُ وجودنا في شرق الأردن فقط؟ وتكون فلسطين كلها لليهود؟ إنها لمصيبة لجلل، ما بعدها مصيبة. اللهم صدَقَ رسولك الكريم، فأغثنا يارب. ونعود إلى السؤال نفسه الذي طرحته على نفسك فتقول – وأنت في بداية القرن العشرين -: هذه الأردن وفلسطين تبع للدولة العثمانية، واليهود سيملكون فلسطين، فهناك أسئلة كثيرة تستدعي الإجابة، منها: 1- أهذا يعني أن شذاذ الآفاق سيهاجرون إليها هجرات منظمة فيكونون الأغلبية فيها؟ 2- أهذا يعني أن الدولة الإسلامية ستنتحسر وتتقوقع أو تتلاشى ليخلو لهؤلاء الأنجاس أن يدخلوا فلسطين بسهولة ويسر؟ 3- أيعني هذا أن المسلمين في فلسطين لن يجدوا عوناً ولا نصيراً، فيُذبحون ويُطردون من بلادهم ليتشتتوا في بلاد الله الواسعة؟ 4- إن اليهود معروفون بجبنهم ونذالتهم، ولكنهم سيقدمون إلى فلسطين، فهل هذا يعني أنهم سيكونون في قابل الأيام في مركز القوة والسيطرة على عقول الناس ومصادر رزقهم، فيسخّرون النصارى لفرض ما يريدون؟.. وتعود إلى القرآن الكريم لتقرأ: { وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4)}(الإسراء) فهل هذا هو العلو الكبير؟ 5- أيعني هذا أن المنطقة ستخلو من حاكم مسلم غيور وجيش مسلم عقدي يقلم أظفار اليهود ومن والاهم، أو يدحرهم، أو يلقي بهم إلى حيث جاءوا؟ إن كثيراً من الأسئلة لتنصب عليك انصباباً، تحاورك، وتداورك، وتبحث عن جواب، بل أجوبة مقنعة، كل ذلك في إطار واحد لا تحيد عنه، هو الإيمان بما يخبرنا به النبي الصادقُ الصدوق. وترى نفسك في منتصف القرن العشرين، واليهودُ لهم دولة ناشئة، تقوى ويصلب عودها، والمسلمون شرّدوا من بلادهم فلسطين، فهم يعيشون في الشتات، والفقر والحاجة، أمّا في نهاية هذا القرن فانظرْ إلى البلاد العربية ضعيفة ممزقة، مهيضة الجناح ليس لها من أمرها شيء ،يحكمها دمىً صنعت على أيدي العدو، ينفذون ما يريده السيد اليهودي الذي يشمخ كلما رأى منهم ذلّاً، ويعربد كلما رأى فيهم خزياً وهواناً، يأمر فيسارعون إلى تنفيذ أوامره، ويصرخ فيرتعدون أمام جبروته، يسعَون إلى مرضاته بكل سبيل، فاقتصاد الأمة هزيل متداعٍ، والحريات مخنوقة، والرأي محجور عليه، والدعاة إلى الله مضيَّق عليهم، وكل ذلك يرضيه، فيزدادون إيذاءً للحركات الإسلامية، فيرمونها بالإرهاب حيناً، والتطرف حيناً آخر، ويطاردونهم، فلا يكاد المسلم يجدُ مكاناً يُؤويه. قال مجاهد: فكيف تعود الأمور إلى نصابها وينتصر المسلمون على اليهود؟ قلت: انتبه يا مجاهد لقد قلت في الجملة الأخيرة: وينتصر المسلمون على اليهود. قال: ما الغرابة في ذلك؟ ألسنا مسلمين؟ قلت: بلى، ولكننا مسلمون لا نفقه إسلامنا ولا نعمل به. قال: أفلا نصلي؟ أفلا نزكي؟ ألا نحج؟ ألا نصوم؟ ألا نقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله؟ قلت: نفعل كل هذا، لكننا نكذب ونغش، ونحكم بغير ما أنزل الله، ونتعامل بالربا، ووسائلُ إعلامنا تنشر السمَّ في المجتمعات، وتكرِّس الفساد وتَشْغل الناس عن الاهتمام بدينهم وعقيدتهم، فأين هؤلاء المسلمون الذين ينتصرون على اليهود فيقاتلونهم عن عقيدة وإيمان؟ قال: صدقت والله، لا نصر إلا بالعودة إلى الله تعالى. قلت: بل قل: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما نراه الآن بشائرُ لانتصارانا على اليهود، فقوتهم وصلت إلى مدى كبير، إلى أعلى ما تكون، وهذا إيذان بالانحدار، كما أن الإسلام هذا المارد العملاق – وهو فطرة الله التي فطر الناس عليها – يتحرك ليكون الهادي الحقيقي لأتباعه إلى درب العزة والكرامة، وحين يقاتل المسلمون تحت راية دينهم، ترى اليهودي يهرب ويتوارى فزعا خائفا وراء أي شيء يجده، ولكن حين ينصر الله المسلمين، يسخِّر لهم كل شيء؛ فينطق الحجر قائلاً بلغة عربية فصيحة: يا مسلم يا عبد الله، هذا يهودي ورائي، فتعالَ واقتله وأرحني من رجسه ونَتَنِه، وينطق الشجر بلغة عربية فصيحة: يا مسلم يا عبد الله، هذا يهودي ورائي، فتعال واقتله وأرحني من خبثه، والأرض كلها تستنجد من هذا المجرم القذر، لقد عاث فيها فساداً وخَنى، ولا يطهِّرها إلا المسلم الطاهر، لكنَّ هناك شجراً قصيراً ذا أشواك يسمى شجرَ الغرقد، إنه شجر يهودي بطبعه، يلائم اليهودي، يتستَّر عليه، واليهود يعرفون ذلك، فهم يزرعونه في كل مكان، ولكن الحذر لا ينجي من القدر، والنهاية المحتومة قادمة، والنصر لأولياء الله. ومن علائم الساعة أيضاً ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من أن نهر الفرات – هذا البحر من الماء العذب الذي ينبع من تركيا فيمر في الشمال الشرقي من سوريا ليدخل العراق ويمتزج مع أخيه دجلة فيؤلفان شط العرب، ثم يصبان في الخليج، يكاد ينحسر عن ذهب، وقُيلْ عن جبل من ذهب، فيسمع الناس به فيقصدونه من كل حدَب وصوب ليأخذوا هذا الذهب. ولكن ما سبب انحساره؟ لم يذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولعل السدود التي أقامها الأتراك حوله جعل ما يصل من مائه إلى سوريا قليلاً، ولعل مجرى مائه سيتغير إلى مكان آخر فيظهر هذا الجبل الذهبي، ولعله يغيض ماؤه فترة من الفترات لأمر يريده الله سبحانه وتعالى، لكنَّ العبرة من ذلك أن الناس حين يتسامعون بهذه الكنوز الذهبية التي يسيل لها اللعاب ينطلقون إليها، كل واحد منهم يرجو أن تكون من نصيبه، فيلتقي هناك خلق كثير، ويقتتل الناس على هذا الذهب، ولا ينجو من كل مئة رجل إلا رجلٌ واحد، أما التسعة والتسعون فيُقتلون، ولطمعهم يُمَنِّي كلُّ واحد منهم نفسه أن يكون الناجي، ويأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم – إذا حدث هذا في زماننا – أن نبتعد عنه، ونتحاشاه، فلماذا؟ الأمر بسيط لأرباب العقول، فإن الطمع يزين لأصحابه أن يحوزوا على كل شيء دون الآخرين، فيستحلّوا لهذا كل حرام، فتكون مقتلة عظيمة يشارك فيها القتيل والمقتول، فلا يصل إلى هذا الذهب إنسان حتى يقتل عدداً من الناس وفيهم المسلمون، فهو إلى النار، وقد يُقتل أوّلاً، أو يعِدُ أن يقتل عدداً منهم فهو إلى النار أيضاً، فإذا لم يتوجه إليه وامتثل النهي سلِم، وسلم منه غيره، إنها لفتنة عظيمة لا ينجو منها إلا التقي، نسأل الله الهداية. رياض الصالحين/كتاب المنثورات والملح
|
#43
|
||||
|
||||
سلسلة قصص رواها الصحابة /د. عثمان قدري مكانسي
سلسلة قصص رواها الصحابة رضوان الله عليهم ( القائد البطل ) الدكتور عثمان قدري مكانسي لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في الثامن من رمضان عام ثمانٍ للهجرة سمعت هوازن بهذا الفتح العظيم، فقال مالك بن عوف النصري لقبائلها: هذا محمدٌ فتح مكة، ولا يمنعه أحد من غزونا، فلنغزُهُ قبل أن يغزوَنا، فأجابوه إلى ما يريد، وانطلقوا نحو مكة إلا قبيلتي كعب وكلاب.
وكان الشاعر الفارس دريد بن الصمّة من قبيلة جشم، وهو إذ ذاك شيخ كبير لا يمكنه القتال، لكنه خرج معهم للاستئناس برأيه، والتَّيمن بمعرفته الحرب، فلما وصلوا بجمعهم إلى (أوطاس) على ليلة من مكة قال دريد: بأي أرض أنتم؟ قالوا: بأوطاس، قال: نِعْمَ مجالُ الخيل، مكان واسع ممتد ليس فيه صخور تعيق الحركة، ولا أملس ناعماً يزعج الخيل، ولكنني أسمع رغاء البعير، ونهاق الحمير، ويعار الشاء، وبكاء الصغير قالوا: ساق مالكٌ مع الناس أبناءهم ونساءهم وأموالهم، قال: يا مالك ما الذي حَمَلَكَ على هذا؟ قال: سقتهم مع الناس ليقاتل كل إنسان عن حريمه، وماله. قال دريد متهكماً: راعي ضأن والله (أي لا يفهم إلا في الرعي، أما قيادة الجيش فليس من أهلها) هل يردُّ المنهزمَ شيءٌ؟ إن المعركة إن كانت لك لم ينفعك فيها إلا رجل بسيفه ورمحه، وإن كانت عليك فرّ المقاتلون وسبى محمدٌ نساءك وأخذ أموالك، فكان العار ملازماً لك، يا مالكُ أعدْ من معك إلى بلادهم، ثم القَ المسلمين على متون الخيل، فإن انتصرت لحق بك النساء والأولاد والمال، وإن هُزمت فقد احتفظت بأهلك ومالك. قال مالكٌ: رجلٌ كبير خَرّفَ، والله لا أستمع إليه. قال دريد: أين قبيلتا كعب وكلاب. قالوا له: لم تلحقا بنا ورغبتا عن الحرب. قال دريد: لقد أحسنتا صنعاً، فلم تسلما قيادهما لغرٍّ جاهل ليس له في الحروب دراية. وددت يا بني جُشَم أن تفعلوا فعلتهما. فلما خاف مالك بن عوف انفضاض الناس عنه والعملَ بما قاله دريد أمسك بسيفه وقال: والله لتطيعُنَّني يا معشر هوازن أو لأتكئنَّ على هذا السيف حتى يخرج من ظهري. قال دريد: هذا يوم لم أشهده – لم أحارب فيه – وما فاتني، فأنا موجود غير محارب. قال مالك: إذا رأيتم القوم – المسلمين – فاكسروا أغماد سيوفكم وشدّوا عليهم شدة رجل واحد. وأرسل عيونه يرصدون النبي صلى الله عليه وسلم وجيشه فعادوا وقد تفرقت أوصالهم خوفاً. قالوا: إنا رأينا رجالاً بيضاً على خيل بيض، فوالله ما تماسكنا أنْ خفنا – ولعلهم رأوا الملائكة على هذه الهيئة – فلم يحفل مالكٌ بما قالوا. ولما بلغ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خبرُهم، أجمع المسير إليهم، واستعار من صفوانَ بن أمية مئة درع وسلاح، ثم سار إلى المشركين بعشَرة آلافٍ هم جيشه، وألفين ممن أسلموا بعد الفتح، فكان العدد اثني عشر ألفاً. قال أحد المسلمين: لن نغلب اليوم من قلةٍ، وهذا يدل على ضعف الإيمان، فالنصرُ من عند الله، وليس بسبب الكثرة: فكم من فئة مؤمنة قليلة العدد انتصرت على جيش أكبر منها بكثير. فلما قال الناس مثل ما قال: أراد الله تعالى أن يعلمهم كيف يتَّكلون عليه، لا على أنفسهم، فخسروا المعركة في أولها ليعودوا إلى الله ويتوكلوا عليه فينصرهم، وذلك قوله تعالى: { وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26) }. وانحدر المسلمون في وادي حنين في عماية الصبح، وكانت هوازن قد سبقتهم إلى الوادي فكمَنت في شِعابه ومضايقه، فلما صار المسلمون بينهم، شدوا عليهم شدة رجل واحد، وفوجئ المسلمون فهربوا، لا يلوي أحد على أحد، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي الشجاع الذي لا يعرف الخوفُ إليه سبيلاً فقد انحاز إلى يمينه، ثم قال: (( أيها الناس! هلموا إليَّ أنا رسول الله )) (قالها ثلاثاً) فما سمعه سوى نفر من المسلمين، منهم أبو بكر وعمرُ وعليٌّ والعباسُ وأبو سفيان. وكان العباس آخذا بلجام بغلة النبي صلى الله عليه وسلم (دُلْدُل)، وكان جسيماً شديدَ الصوت فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( يا عباس نادِ الأنصارَ أصحاب السَّمُرة )) (أيْ أصحاب بيعة الرضوان، وكانت عند هذه الشجرة)، فنادى بأعلى صوته: أين أصحاب السَّمُرة؟ قالوا: لبيك لبيك، فوالله إن سُرعة إجابتهم حين سمعوا صوته عطفةُ البقر على أولادها، وسَرعان ما اجتمع حوله مئة رجل فاستقبل بهم القوم وقاتلهم، فلما رأى شدة القتال قال: أنا النبيّ، لا كذبْ ... أنا ابن عبد المطّلبْ وقال النبي صلى الله عليه وسلم لبغلته دلدل: ((البَدي دلدل))، فوضعت بطنها على الأرض، فتناول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حُصَيّاتٍ صغاراً فرمى بهنَّ في وجوه الكفار – ثم قال - : ((انهزموا وربّ الكعبة))، ما أعظم الثقة بالله، والركون إليه.قال العباس: فوصل التراب إلى عيني كل كافر – إنها معجزة ربانية – { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى }، ولم يلبث الكفار أن تهاوَوا أسارى ضِعافاً، والمسلمون يقيّدونهم ويغنمون أموالهم وذراريهم ونساءَهم. رياض الصالحين / كتاب المنثورات والملح يتبع
|
#44
|
||||
|
||||
سلسلة قصص رواها الصحابة /د. عثمان قدري مكانسي
سلسلة قصص رواها الصحابة رضوان الله عليهم (هجرة المصطفى وصاحبه) الدكتور عثمان قدري مكانسي حدثت عائشةُ رضي الله عنها، زوجُ النبي صلى الله عليه وسلم قالت: لم أعقل أبويّ إلا وهما مسلمان، ولم يمرَّ علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفَيِ النهار، بُكرة وعشية، فلما ازداد أذى المشركين استأذن أبو بكر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن يهاجر إلى الحبشة، فأذن له، فخرج، فلقيه في سفره ابنُ الدَّغِنّة، وهو سيد قبيلة القارة، فقال: أين تريد يا أبا بكر؟
قال أبو بكر: أخرجني قومي، فأريد أن أسيح في الأرض، وأعبد ربي. قال ابن الدَّغِنة: مثلك لا يخرج يا أبا بكر، إنك تُكسب المعدوم، وتصل الرحمَ، وتحمل الكلَّ، وتَقري الضيفَ، وتعينُ على نوائب الحق، وهذه صفات رجل عظيم، يجب على قومه أن يكرموه لها ويُعظموه، قال أبو بكر: ولكن قومي لم يفعلوا ذلك إنما أساءوا وأهانوا. قال ابن الدغنة: فأنا لك جارٌ، ارجع واعبد ربّك ببلدك. فرجع الصدِّيق، وابن الدغنة له جارٌ، وعلمت قريش بذلك فلم تتعرض للصدِّيق، وقالت لابن الدغنة: مُرْه أن يعبد ربّه في داره، فليصلِّ فيها، وليقرأ ما شاء، ولا يؤذينا بذلك، ولا يستعلِنْ به، فإنا نخشى أن يَفتن نساءنا وأبناءنا. وهكذا يفعل أعداء المسلمين، يحسبون الإسلام صلاة وقراءة للقرآن ليس غير، ويرفضون أن يبلّغ الداعية دين ربّه فإن فعل ساموه سوء العذاب، سَجناً، وتعذيباً وإرجافاً. ولبث أبو بكر زمناً يعبد ربه في داره ولا يستعلن بصلاته، ولا يقرأ في غير داره، ثم بدا له أن هذا الأمر قتلٌ ووأد لدينه، فابتنى مسجداً بفِناء داره، يصلي فيه ويقرأ القرآن، فيجذبُ بذلك نساء المشركين وأبناءهم وهم يعجبون منه، وينظرون إليه، وكان الصدِّيق رجلاً بكّاء، لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن، فأفزع ذلك وجهاءَ قريش وأشرافَها، وعدّوا ذلك خرقاً للاتفاق، فأرسوا إلى ابن الدغنّة أن لا صبر لهم على ذلك، فإما أن يعود أبو بكر إلى بيته يقرأ فيه ويصلّي فلا يراه أحد، وإلا ضربوا بجوار ابن الدغنة عرض الحائط، فخاف هذا أن تضيع هيبته فجاء إلى الصديق يعرض عليه ذلك، أو يعيدُ إليه جواره وذمّته، فما كان من أبي بكر إلا أن ردّ جواره شاكراً وقال: أرضى جوار ربي تبارك وتعالى وجوارَ رسوله صلى الله عليه وسلم . وفي هذه الأثناء أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى المدينة المنورة، وتجهّز الصديق يريد الهجرة إليها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلّمَ : ((على رٍسْلِك يا أبا بكر، فإني أرجو أن يؤذن لي بالهجرة كذلك))، فرح الصدِّيق بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته، وجهّز راحلتين كانتا له، واعتنى بهما انتظاراً ليوم الهجرة الموعود، ومرّت أربعة شهور. قالت عائشة: فبينما نحن جلوسٌ في البيت في حرّ الظهيرة قال قائل للصدّيق: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلّمَ متقنِّعاً في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال الصدّيق: مرحباً بأبي هو وأمي، واللهِ ما جاء به في هذه الساعة إلا أمرٌ عظيم. فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مستأذناً فقال: ((يا أبا بكر أخرج مَنْ عندك فلي معك حديث))، قال الصديق: إنما هم أهلك يا رسول الله، فقل ما بدا لك. قال صلى الله عليه وسلّمَ : ((قد أُذِن لي في الخروج)). قال الصدِّيق: الصحبةَ يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلّم : ((نعم يا أبا بكر)). قال الصدِّيق : هاتان الراحلتان جهزتهما لهذا الأمر، خذ إحداهما بأبي أنت وأمي. قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((آخذ بالثمن))، قال الصدِّيق: لك هذا إن شئت. قالت عائشة: فجهزناهما أفضل الجهاز، ووضعنا لهما طعام السفر في جراب، فقطعت أسماءُ بنت أبي بكر قطعة من نطاقها، فربطت به على فم ذلك الجراب، فبذلك سُميت ذاتَ النطاقين. ولحق الرسول الكريم وصاحبه بغارٍ في جبل ثور ثلاث ليال، يبيت عندهما عبدُ الله بن أبي بكر – وهو غلام حذق فهِم – فيدلج من عندهما بسَحر، فيصبح في مكة لا يراه أحد، فكأنه بات فيها لا يعلم شيئاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أبيه، فلا يسمع أمراً من مشركي مكة فيه كيد لهما إلا وعاه حتى يأتيهما بخبره حين يختلط الظلام. ويرعى عامر بن فهيرة على آثاره فيطمسها، ويسقيهما اللبن. واستأجر الرسولُ صلى الله عليه وسلم والصدِّيقُ رضي الله عنه رجلاً من بني الدَّيْل، ماهراً في معرفة الطرق، فتركا راحلتيهما عنده قبل أن يذهبا إلى غار ثور، وعلى الرغم أنه كان كافراً إنّهُ كان شريفاً يحفظ العهد والذمّة، فأتاهما بعد ثلاث ليال براحلتيهما فسار بهما ناحية الساحل، وابنُ فُهَيرة يطمس على آثارهما بغنمه. وكان سراقة قد سمع أنَّ أهل مكة قد جعلوا في مقتل الرجلين أو أسْرِهما مالاً كثيراً، فهو يتمنّى لو رآهما، فكان المالُ من نصيبه، فبينا هو جالس في نفر من قبيلته جُعشم جاء رجل يقول: إني قد رأيت قبلَ قليل أشخاصاً لم أتبيّنْهم بالساحل أظنهم محمداً وأصحابه. قال سراقة: فعرفت أنهم هم، ولم أكن أحبُّ أن يشرِكني أحدٌ بالجائزة، فقلت مخذّلاً: إنهم بعض من يبحث عن ضالة، فلا تُشغِل بالك فيهم، ثم لبثتُ ساعةً في المجلس تعْمِيةً، ثم قمت فدخلت بيتي وأمرت جاريتي أن تدخل بفرسي وراء التلِّ كي لا يراني أحد أركبها، وأخذتُ رمحي، ولحقتُ بها من خلف الدار، ثم ركبت فرسي وأسرعت وراءهم حتى دنوتُ منهم، فتعثّرتْ بي فرسي، فخرَرْت عنها، فأهويت يدي إلى كنانتي فاستخرجت منها الأزلامَ، فاستقسمت بها أأضرُّهم أم لا، فخرجت تقول لا تفعل، فعصيتُها، وكنا في الجاهلية نصدَّقها، فإذا خالفتْ ما نريد تَبِعنا أهواءنا، وركبت فرسي وتبعتُهم، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن ولا يلتفت، وأبو بكر يكثر الالتفات، فساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين، فخررتُ عنها، ثم زجرتها، فنهضَتْ فلم تكد تُخرج يديها، فلما استوت قائمة إذا لِأثَر يديها مثلُ الدخان لا نار فيه، فاستقسمت بالأزلام، فخرج الذي أكره، فناديتهم بالأمان، فوقفوا، وركبت فرسي حتى جئتهم، فتيقنت حين نظرت إلى الرسول صلى الله عنه وسلم أنَّ الله مانعُه وأنّه سيظهر على قومه، فقلت: إن قومك قد جعلوا فيك الديّة، وقصصت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم خبر القوم، وعرضْتُ عليهم الزاد والمتاع، فلم يقبلاها إلا أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((اخفِ عنا وخذّل)). فسألته أن يكتب لي كتابَ أمْنٍ فدفع الرسول الكريم إلى عامر بن فهيرة فكتب له رقعة من جلد، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ووصل إلى أهل المدينة من المسلمين واليهود خبر هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم، فكانوا يخرجون كل غداة إلى الحَرّة ينتظرونه حتى يردَّهم حرّ!ُ الظهيرة. فلما آوَوْا إلى بيوتهم أوفى رجلٌ من يهود على تل من تلالهم لأمرٍ ينظر إليه فبصُر بركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادى بأعلى صوته: يا معشر العرب هذا حظكم الذي تنتظرونه، فهب المسلمون يستقبلونه حتى وصل إلى مشارف المدينة، فعدل إلى منازل عمرو بن عوف، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، فقام الصدِّيق يردُّ تحية المستقبلين، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتاً، وأقبل من الأنصار من لا يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم يحيون الصديق، حتى أصابت الشمسُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم،فأظله الصديق فعرف الناس إذ ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقي هناك بضعَ عشْرةَ يوماً، وأسس المسجد الذي بُني على التقوى الذي ذكره الله تعالى في قرآنه الكريم: { لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ }. ثم ركب رسول الله ناقته وسار معه الناس حتى بركت عند مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكانت الأرض لغلامين من الأنصار اشتراهما منهما، وبدأ والمسلمون بناء مسجده عليه الصلاة والسلام، فكان يقول وهم يحملون اللِّبَن: هذا الحِمال لا حِمال خيبرْ هذا أبرُّ – ربَّنا – وأطهر ويقول: اللهم إن الأجرُ أجرُ الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة وبدأ بناء الدولة الإسلامية. البخاري، المجلد الثاني، الجزء الرابع، ص254 / باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم يتبع
|
#45
|
||||
|
||||
رد: سلسلة قصص رواها الصحابة /د. عثمان قدري مكانسي
جزاك الله خيرا على ما تكتبه هنا وان شاء الله في ميزان حسناتك عن الهجره سبحان الله لماذا لم يرى زعماء قريش سيدي المصطفى وصاحبه في الغار الجواب اتمنى يكون صائب لان سيدي المصطفى قال لابي بكر لا تحزن ان الله معنا والله جل جلاله لا يُرى بضم الياء متابعه السلسله الرائعه ومن دخل سيدي المصطفى المدينه المنوره كل الانصار طلبوا منه استضافته لكن ناقته بركت بباب ابو ايوب الانصارى وبقي شهر عنده ومن ثم في المكان التي بركت فيه ناقته صل الله عليه وسلم بني فيه المسجد ااتمنى تكون اضافتي المتواضعه صائبه اتذكر قراتها في منهاج الاسلاميه في الابتدائي
|
#46
|
||||
|
||||
سلسلة قصص رواها الصحابة /د. عثمان قدري مكانسي
سلسلة قصص رواها الصحابة رضوان الله عليهم (شيخٌ مخرّفٌ) الدكتور عثمان قدري مكانسي ما أجمل هذين البيتين وأصدق قائلهما ولعله الإمام الشافعي رضي الله عنه :
مرض الحبيب فزرته * فمرضت من حزني عليه جاء الحبيب يعودني * فشفيت من نظري إليه وكثير من الصحابة رضوان الله عليهم يمرضون، فيعودهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويدعو لهم، فيشفيهم الله تعالى ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم ، ولكنّ بعض الناس – إذ يمرضون – تضيق أخلاقُهم، وتسفُه أحلامهم، فيتفوهون بما لا يجوز، ويتكلمون بما يضرّهم. فمثال الأول سعد بن عبادة، جاءه الرسول صلى الله عليه وسلم يعوده وكان مغمىً عليه، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم ، ووضع يده الشريفة على رأسه ،فكأن المرض زال عنه، وسرّ سعد لرؤيته النبيَّ صلى الله عليه وسلم ولدعائه له بالشفاء. ومثال الثاني رجلٌ يدخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فلما جلس إليه دعا له فقال: (( لا بأس طهورٌ إن شاء الله ))، دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يُهدى لهذا الشيخ العجوز، فتفتَّح له أبواب السماء لتصعد إلى المولى تعالى، فتنزل بالقبول والشفاء، فما أعظم أن يدعو الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، فيلبي الله الكريم دعاءَه. وشاء سوء حظ هذا الشيخ أن يأبى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بالشفاء: تقول طهور؟ (والمقصود بهذه الكلمة أن الله تعالى يطهره إن صبَرَ على المرض وألمه من الذنوب والآثام) قالها مستنكراً، ثم أردف قائلاً: بل هي حُمّى تفورُ أو تثور، على شيخ كبير، تُزيره القبور!! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ((نعم)). إنه يستحق ذلك، رفض الدعاء بالشفاء لقلّة صبره، وادعى أن هذه الحمى لن تتركه، بل إنها تزداد وتزداد حتى تقطع أنفاسه وتورده الموت. فكان جواب النبي صلى الله عليه وسلم : ((نعم))، دعاءً. كانت السماء مفتوحة الأبواب، فارتدت الدعوة الأولى- هذا ما كان- وارتفعت الدعوة الثانية، فجاءت كلمة المليك في السماء موافقة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، ماتَ الشيخ... ماتَ داعياً على نفسه بتأمين الرسول عليها وأمْرِ الله بها. فليدعُ الإنسان بما ينفعُه وإخوانه ولا يضرُّ نفسه ولا يضرُّ إخوانه. البخاري مجلد 2 جزء 4 ص181 يتبع
|
#47
|
||||
|
||||
سلسلة قصص رواها الصحابة /د. عثمان قدري مكانسي
سلسلة قصص رواها الصحابة رضوان الله عليهم (إسلام عبد الله بن سلام أحد أحبار اليهود) الدكتور عثمان قدري مكانسي لما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان عبد الله بن سلام يقطف بعض ثمار نخيله، فلما سمع بقدومه انطلق إلى دار أبي أيوب الأنصاري رضي الله فسلم عليه وأعلن إسلامه، وقال: يا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك عبد الله ورسوله، وأنك جئت بحق وقد علمَتْ يهودُ أني سيِّدُهم وابن سيدِهم، وأعلَمُهم، وابن أعلمِهم، فادعهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا أني أسلمت، فإنهم إن يعلموا أني أسلمت قالوا فيّ ما ليس فيّ ونعتوني بأقبح النعوت.
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليهود فأقبلوا فدخلوا عليه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا معشر اليهود، ويلَكُم اتقوا الله، فوالذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقاً، إني جئتكم بحق، فأسلموا)). قالوا: ما نعلم أنك رسول الله. كررها عليهم ثلاثَ مرات، فكان ردّهم هو هو، لا يعلمون أنه رسول الله!. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((فما مكانة عبد الله بن سلام فيكم؟)). قالوا: سيِّدُنا وابنُ سيِّدِنا، وأعلمُنا وابن أعلمِنا. قال: ((أفرأيتم إن أسلم ما أنتم قائلون؟)). قالوا: حاشا لله، ما كان ليسلم. قال: ((أفرأيتم إن إسلم؟)). قالوا: حاشا لله ما كان له أن يسلم. قال للمرة الثالثة: ((أفرأيتم إن أسلم؟)). قالوا للمرة الثالثة: حاشا لله، ما كان له أن يسلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((يا ابن سلام، اخرج عليهم)). فخرج عبد الله بن سلام فقال: يا معشر يهود اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله ،وأنه جاء بحق. قالوا له مصرين على كذبهم، كذبت، أنت أجهلُنا وابن أجهلِنا، كذّاب. فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم مفترون، كاذبون، وأن الإيمان لن تُخالط بشاشتُه القلوبَ المظلمة التي يحملونها في صدور قاسية. فقال لهم: ((اخرجوا)) فخرجوا ملعونين مطرودين من رحمة الله. البخاري مجلد 2 جزء 4 ص160 يتبع
|
#48
|
|||
|
|||
رد: سلسلة قصص رواها الصحابة /د. عثمان قدري مكانسي
|
#49
|
||||
|
||||
سلسلة قصص رواها الصحابة /د. عثمان قدري مكانسي
سلسلة قصص رواها الصحابة رضوان الله عليهم (المتنبئ الكذاب) الدكتور عثمان قدري مكانسي روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :
قدِم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل يقول لأصحابه: إنْ جعل لي محمدٌ الأمر من بعده، وسلمني قياد دينه تبعته، وإلا فلا، قال هذا وكان معه من قبيلته خلق كثير يقولون ما قاله. فلما وصل مسيلمة المدينة أقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس، وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعة من جريد (والجريد ورق النخل وغصنه)، حتى وقف على مسيلمة في قومه، فصوّب إليه نظره وقال: ((يا مسيلمة)). قال: نعم. قال: (( لو سألتني هذه القطعةَ ما أعطيتكها، ولئن كتبَ الله لك الشقاءِ لتشقيَنَّ، ولا عاصم لك من أمر الله، ولئن أدبرْتَ عن دينه، وسلكتَ غير سبيل المؤمنين فلن تُعجزه ،واللهُ غالب على أمره، ولقد أراني الله عز وجل متقلبكَ وعاقبةَ أمرك، فالحذرَ الحذرَ، ولن يُنجي حذرٌ من قدر )). قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((بينما أنا نائم رأيت في يديَّ سوارين من ذهب – والذهب حرام على ذكور المسلمين – فنفختُهما، فطارا، فأوّلتُهما كذابين يخرجان بعدي، فكان أحدُهما العنسيَّ والآخرُ مسيلمةَ الكذاب صاحب اليمامة)). وقاد خالد ابن الوليد سيف الله المسلول جيش المسلمين في قتال مسيلمة الكذاب فقُتِل الكذابُ في حديقة الموت وأراح الله المسلمين منه. البخاري مجلد 2 جزء 4 ص182 يتبع
|
#50
|
||||
|
||||
سلسلة قصص رواها الصحابة /د. عثمان قدري مكانسي
سلسلة قصص رواها الصحابة رضوان الله عليهم (النصراني المرتد) الدكتور عثمان قدري مكانسي روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أسلم رجلٌ نصرانيٌ، وقرأ سورتي البقرة وآل عمران، وحفظهما، وكان كاتباً، فاستعمله النبي صلى الله عليه وسلم في رسائله، ولكنَّ سوء حظه جعله يرتد نصرانياً ليسيء إلى الإسلام ونبيه، فكان يدّعي أنّه كتب ما يريد من آيات، وترك ما يريد من آيات، ومحمّد رسول الله صلى الله عليه وسلم - الذي وصفه الله تعالى بحرصه على حفظ آيات الله:
{ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) }(القيامة). يقرأ – حسب ما يزعم هذا الخبيث – من الآيات ما بدّله وحرّفه هذا المرتد..! وأمات الله تعالى هذا النصراني المرتد، فإلى جهنم مآله، أما في الدنيا فحين دفنوه وعادوا إلى دورهم أصبحوا، فإذا به فوق الأرض، لفظته فلم تقبله، وكيف تقبل كذاباً أفاكاً؟ فماذا قال أهله وأصحابه؟ قالوا: هذا فِعلُ محمد وأصحابه، غاظهم حين ترك دينهم، وهرب منهم، فنبشوا عن صاحبنا وألقـَوه على ظهر الأرض. فحفر له أهله حفرة عميقة ودفنوه فيها، فلما أصبحوا رأوه فوق الأرض، فقد لفظته كرهاً له، وغضباً منه، فقالوا للمرة الثانية: هذا فعل محمد وأصحابه، نبشوا عن صاحبنا لمّا ترك دينهم وهرب منهم، فهم ينتقمون منه، فحفر له أهله وأصحابه حفرة أعمق من الثانية، أعمق ما استطاعوا ودفنوه فيها، فلما أصبحوا رأوا جثته فوق الأرض .. للمرة الثالثة ترفضه الأرض، فعلموا أنَّ ما يرونه ليس فعلَ بشر، إنما هو أمرٌ من رب الأرض وربِّ البشر، فتركوه ولم يدفنوه، فتفسخ ،وزكمت رائحته الأنوف، كما زكم كذبه وإفكُه نفوسَ المؤمنين. كلامُ سيّدي الرسول * حقٌ لأرباب العقول عدلٌ جميعُ ما أتى * صِدْقٌ جميع ما يقول (1) (1) الديوان الثاني للمؤلف "وميض قلب" ص24
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |