العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#241
|
||||
|
||||
معركة باب الواد الأسطورية
معركة باب الواد الأسطورية هذه واحدة من أروع المعارك البحرية في عصر الدولة العثمانية، والتي تجلت فيها كل معاني البذل والتضحية والصبر والثبات أمام الشدائد، وهي المعركة التي حطمت كبرياء وهيبة أعظم ملوك أوروبا في حقبة ما بعد العصور الوسطى، وهو الإمبراطور شارل الخامس أو شارلكان ملك أسبانيا والبرتغال وألمانيا وهولندا والنمسا وإيطالي وهي الدول التي كانت تشكل قديمًا ما يسمى بالإمبراطورية الرومانية المقدسة.
سقوط الأندلس وأثره على شمال إفريقيا على الرغم من أن دولة الإسلام في الأندلس قد سقطت نهائيًا في 21 محرم سنة 879هـ ، إلا إن الصراع بين الأسبان الصليبيين والعالم الإسلامي لم يتوقف أو ينتهي، فما إن أحكم الأسبان قبضتهم على الأندلس حتى وثبوا مباشرة بعدها على العالم الإسلامي مدفوعين هم والبرتغاليون بشحنات ضخمة من الغل والحقد والكراهية على العالم الإسلامي عامة ومسلمي شمال إفريقيا خاصة، لأنهم كانوا طرفًا أساسيًا في معادلة الصراع الخالدة بين الإسلام والنصرانية على أرض الأندلس، فتدخل مسلمي الشمال الإفريقي المتكرر أنقذ دولة الإسلام من السقوط عدة مرات، ولولا فضل الله عز وجل بتقييض هؤلاء الأبطال لنجدة مسلمي الأندلس لسقطت الأندلس من قبل ذلك التاريخ (897هـ) بقرون. ومن ثم كان سقوط الأندلس نذير حرب لا تهدأ وتيرتها ضد الشمال الإفريقي، وقد تبارى كل من الأسبان والبرتغاليين في الهجوم على السواحل الإفريقية، فاستولى الأسبان على تونس والجزائر واستولى البرتغاليون مدن أسفى وأزمور والكثير من المراكز الجنوبية في المغرب الأقصى، كما استولوا أيضًا على طنجة وسبتة. لم يقف مسلمو الشمال الأفريقي مكتوفي الأيدي أمام هذه التهديدات الصليبية المتتالية وكان مسلمو الأندلس الذين هاجروا إلى بلاد الشمال الإفريقي أكثر الناس استجابة لداعي الجهاد، وكانوا في الأصل خبراء ومهرة في مجال الجهاد البحري، فانتظموا في عمليات قتالية بحرية ضد السفن الأسبانية والبرتغالية لرد عدوان تلك القوى الصليبية عن الشمال الإفريقي، مما زاد من وتيرة الصراع بين الجانبين. الدولة العثمانية والشمال الإفريقي كان لدخول السلطان العثماني سليم الأول لبلاد مصر في أواخر سنة 922هـ الأثر البالغ في تقوية الأساطيل البحرية العثمانية، وتطلع الدولة لمد نفوذها إلى سائر دول الشمال الإفريقي، بعدما اعتبر السلطان سليم الأول خليفة للمسلمين وحامي بلاد الحرمين، وكان لظهور شخصية البطل خير الدين بابروسا على ساحة الأحداث في الجزائر دور كبير في تسريع وتيرة انضمام الشمال الإفريقي للدولة العثمانية. فقد تمكن خير الدين بابروسا بمساعدة أخويه الشهيدين عروج وإلياس أن يسيطر على الجزائر وينتصر على ولاة الأسبان وعملائهم من بني حمود وغيرهم، ونظرًا لخطورة وحساسية الأوضاع داخل الجزائر وتربص الأسبان بهم، طلب الجزائريون من السلطان سليم الأول أن يدخلوا في حماية الدولة العثمانية، وأن ينصب عليهم خير الدين بربروسا حاكمًا وقائدًا عامًا للقوت المدافعة عن الجزائر، وذلك سنة 925هـ، فوافق السلطان سليم الأول على الفور ومنح خير الدين بربروسا لقب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأمده بالعتاد والرجال وفتح المجال لمن يشاء في السفر إلى الجزائر للانضمام لصفوف المجاهدين، ومنح المتطوعين مزايا الجنود النظاميين تشجيعًا منه للهجرة إلى الجزائر. حقق خير الدين بربروسا نجاحات باهرة في القتال البحري ضد الأسبان، كما قضى على بقايا الجيوب الموالية للأسبان مثل حصن البنيون الذي استولى عليه بعد معركة بحرية طاحنة سنة 934هـ، كما قضى خير الدين على مؤامرات بني زيان وبني حفص الموالين للأسبان، وفي سنة 936هـ نجح خير الدين في توجيه ضربات قوية ضد السواحل الأسبانية عندما قاد 36 سفينة في سبع رحلات متتالية لإنقاذ آلاف المسلمين من نير محاكم التفتيش والاضطهاد الصليبي في أسبانيا. قرر الإمبراطور شارل الخامس مواجهة نشاطات خير الدين البحرية، بطريقة "لا يفل الحديد إلا الحديد" ، فاستعان بخدمات القبطان الجنوبي الشهير "أندريا دوريا" وكان من أمهر قادة البحر النصارى، وربما الأمهر على مر العصور، فشرع في بناء أسطول ضخم واستعان بخبرات فرسان القديس يوحنا بعد طردهم من جزيرة رودس، وبدأ "دوريا" في الهجوم البحري على ثغور الدولة العثمانية، فاستدعى السلطان سليمان القانوني البطل خير الدين بربروسا إلى إستانبول وعينه قائدًا عامًا للبحرية العثمانية، فشرع خير الدين في تجديد البحرية العثمانية وتحديثها، ولما تكاملت استعداداته خرج للقاء عدوه اللدود "أندريا دوريا" فانتصر عليه في عدة معارك بحرية واسترجع كورون وليبانتو وتونس، وأغار على سواحل إيطاليا الجنوبية وجزيرة صقلية وبسط النفوذ العثماني على غربي البحر المتوسط. وبعد توقيع المعاهدات التي عرفت تاريخيًا بالامتيازات الأجنبية بين الدولة العثمانية وفرنسا، تصاعدت وتيرة العمليات الحربية البحرية ضد السواحل الأوروبية، واهتزت أوروبا بأسرها من روع هذه العمليات، وهدد بابا روما ملك فرنسا "فرانسوا الأول" بالحرمان الكنسي إذا لم ينقض عهده مع العثمانيين فوافق دون تردد، فغضب خير الدين من هذه الخيانة واستولى على معظم جزر بحر إيجه، مما أدى إلى تشكيل حلف صليبي بحري كبير بقيادة دوريا، غير أن خير الدين قد أوقع بهذا الحلف البحري هزيمة كبرى عند "يريفيزا" في ألبانيا. إزاء كل هذه النجاحات الكبيرة للبحرية العثمانية وقائدها البطل خير الدين بربروسا، قرر شارل الخامس القيام بعمل كبير يحفظ له هيبته ومكانته بين ملوك أوروبا، فاستغل فرصة انشغال الدولة العثمانية بالحرب ضد الشيعة الروافض الصفويين في بلاد فارس والعراق، وهجم على تونس بأسطول بحري ضخم مكون من 500 سفينة وثلاثين ألف مقاتل أسباني وهولندي وألماني وإيطالي وصقلي وذلك سنة 942هـ، وحاول خير الدين وقف هذا الهجوم الضخم ولكنه لم يستطع لأسباب كثيرة من أهمها خيانة الأمير الحسن بن محمد الحفصي حاكم تونس، وفرار الأعراب عن الجهاد، والتفاوت الواسع بين الجانبين. عاد خير الدين إلى الجزائر في مهمة مؤقتة لالتزاماته كقائد عام للبحرية العثمانية، وتمثلت هذه المهمة في ردع شارل الخامس عن فكرة الهجوم على الجزائر والرد عليه بصورة عملية وقوية على احتلال تونس، فأغار خير الدين على جزر البليار، واجتاز مضيق جبل طارق، وانقض على السفن الأسبانية والبرتغالية العائدة من أمريكا حملة بالثروات وذلك سنة 943هـ. بعدها عاد خير الدين إلى إستانبول لمباشرة مهام عمله والذي كان يتركز عادة في الحوض الشرقي للبحر المتوسط وترك القائد حسن الطوشي نيابة عنه في ولاية الجزائر على أن يستمر في التصدي للبحرية الأسبانية والبرتغالية في الحوض الغربي للبحر المتوسط، فأدى حسن الطوشي مهمته على أفضل ما يكون فأنزل بالأسبان عدة هزائم بحرية جعلت الأمم النصرانية تتشكك في كفاءة وقيادة عاهلها الأكبر الإمبراطور شارل الخامس، حتى أن البابا بول الثالث بعث إليه برسالة بهذا المعنى حاثًا له فيها على الهجوم على الجزائر للقضاء على حركة الجهاد البحري القوية هناك. معركة باب الواد الأسطورية عزم شارل الخامس على القيام بحملة صليبية كبيرة تستهدف القضاء على حركة الجهاد البحري في الحوض الغربي للبحر المتوسط، وقد أخذ مباركة صليبية من الباب بول الثالث، وانطلق بأسطول ضخم يقدر بأكثر من خمسمائة سفينة من ميناء برشلونة، فوصل إلى شواطئ الجزائر العاصمة في 28 جمادى الآخرة سنة 948هـ / 15 أكتوبر 1541م، فجمع حسن الطوشي قادة الجند وأمراء البحر والأعيان وكبار رجال الدولة، وشرح لهم خطورة الأمر، ونية شارل الخامس، وحثهم على الجهاد والدفاع عن الدين والأرض والعرض، وقد ألهب حماسهم عندما قال لهم: "لقد وصل العدو عليكم ليسبي أبناءكم وبناتكم، فاستشهدوا في سبيل الدين الحنيف ...." فبايعوه جميعًا على الجهاد والثبات. أخذ حسن الطوشي في إعداد أساطيله البحرية وقواته البرية وأخذ في تحصين قلعة ميناء الجزائر بمنتهى النشاط والجدية، فتعجب شارل الخامس من استعدادته، فأرسل إليه بخطاب يفيض غطرسة وسخرية يريد من ذلك تحطيم معنويات المدافعين وقد هدده فيها بتخريب البلاد كلها وقتل السكان جميعًا، فرد عليه حسن الطوشي بالقول العمل معًا، إذ أرسل إليه يقول: "غزت أسبابا الجزائر في عهد عروج مرة وفي عهد خير الدين مرة، ولم تحصل على طائل، بل انتهبت أموالها، وفنيت جنودها، وستحصل المرة الثالثة كذلك إن شاء الله، فتعالى واستلم القلعة، ولكن لهذه البلاد عادة، أنه إذا جاءها العدو، لا يعطى إلا الموت". هذا كان الرد بالقول، أما الرد بالعمل فلقد أرسل في نفس الليلة إلى معسكر شارلكان رسولاً يطلب منه السماح للنساء والأطفال وكبار السن بمغادرة المدينة عبر باب الواد وفي ذلك إشارة واضحة على عزم حسن الطوشي ورجاله على الدفاع عن المدينة حتى آخر رمق في حياتهم. على ما يبدو أن شارل الخامس لم يكن يتوقع ذلك الإصرار والثبات من أهل الجزائر في ظل غياب القائد خير الدين بربروسا، وقد اتضح ذلك جليًا في عدم إنزاله لمدفعية الحصار حتى وصول رسالة حسن الطوشي إليه، فأمر في الحال بإنزال القوات الأسبانية إلى البر، فلم يمهلهم المجاهدون الجزائريون شيئًا لالتقاط الأنفاس، فهجموا على الفور بكل قوة وشجاعة رغم ضخامة القوات الأسبانية البرية، وكان مجاهدو الجزائر بهاجمون الصليبيين على شكل الأمواج المتتالية، فوج بعد فوج. وكان الجزائريون قد أقبلوا من كل مكان عندما علموا بنزول الصليبيين إلى البر الجزائري، وكأن السموات والأرض ومن فيهن يقاتل مع العصبة المؤمنة، وقد سخر الله عز وجل الريح والأمواج العاتية والأمطار الغزيرة لصالح جنود الإسلام، فقد هبت ريح عاصف استمرت عدة أيام فاقتلعت خيام الصليبيين، وارتطمت سفنهم بعضها ببعض، فغرق كثير منها بمن عليها، وقذفت الأمواج الهادرة بعض السفن إلى الشاطر فأخذه المسلمون غنيمة باردة، أما الأمطار فقد أفسدت مفعول البارود. بعد فشل الهجوم البحري حاول شارلكان مهاجمة مدينة الجزائر بفرقة الخيالة الأسبانية بالاشتراك مع فرسان القديس يوحنا، فتصدت لهم فرقة الحاج البشير قائد خيالة الجزائر، وكما هو معلوم عبر التاريخ بكل مراحله أن المجاهدين المخلصين لا يستطيع أحد مهما كانت قوته وتعداده أن يصمد أمامهم في ميادين القتال المفتوحة حيث القتال فيها رجل لرجل، وبعد خسارة ضخمة في الأرواح اضطر شارل الخامس أن ينسحب بفلول جنوده، وركب ما تبقى من أسطوله واتجه ناحية إيطاليا بدلاً من أسبانيا. نهاية شارل الخامس كما أسلفنا من قبل كان شارل الخامس أو شارلكان أكبر ملوك النصرانية في حقبة ما بعد العصور الوسطى، وكان إمبراطورًا على الدولة الرومانية المقدسة التي تشمل معظم دول أوروبا، لذلك كان فشله على أبواب الجزائر للمرة الثالثة ضربة عميقة الأثر لهيبة ونفوذه ومكانته، وتطورت الأحداث في أوروبا بشدة، وانضم العديد من ملوك أوروبا إلى حلف فرنسا والدولة العثمانية، مثل ملك الدانمارك وملك السويد، ولم يبق على ولائه لشارل الخامس سوى هنري الثالث ملك إنجلترا. ولم يعد شارل الخامس قادرًا على توجيه حملات كبيرة إلى الشمال الإفريقي، وأخذ في تغيير خططه والاعتماد على الخونة والعملاء من بقايا الأسر القديمة مثل بني زيان وبني وطاس وغيرهم وهو التكتيك الذي ما زال أعداء الإسلام يتبعونه مع الأمة الإسلامية. فهل من معتبر في تكرار الأحداث والليالي بنفس الصبر والدروس عن موقع قصة الإسلام
|
#242
|
||||
|
||||
معركة سبيطلة / طه عبد المقصود
معركة سبيطلة
طه عبد المقصود بعد استشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أواخر سنة 23هـ/ 643م، توقفت أعمال الفتح، إلا من عدة سرايا صغيرة. ولم يلبث الخليفة الجديدة عثمان بن عفان رضي الله عنه أن عزل عمرو بن العاص عن إمارة مصر، وأسندها إلى أخيه في الرضاع عبد الله بن سعد ابن أبي سرح سنة 25هـ/ 645 - 646م [1]. عبد الله سعد بن أبي سرح وفتح إفريقية للمرة الأولى 27 - 29هـ: وقد واصل عبد الله بن سعد بن أبي سرح رضي الله عنه -والي مصر الجديد- السياسة العسكرية التي انتهجها عمرو بن العاص بعد فتح طرابلس، فأخذ يرسل جماعات الخيالة في شكل سرايا، للإغارة على أطراف إفريقية. وكان من أغراض هذه السرايا الاستكشاف، ورصد المتغيرات على حدود مصر الغربية، ومراقبة القوى البيزنطية المعادية. ونظرا للنجاح الذي حققه هذه الحملات الاستكشافية فكر ابن أبي سرح في القيام بحملة حقيقية لفتح إفريقية. وبدأ باستشارة الخليفة عثمان، وكتب إليه يخبره بقربهم، أي قرب الروم من حز المسلمين ويستأذن في غزوها. وكان عثمان رضي الله عنه هو الآخر يخشى على المسلمين من التوغل في تلك المناطق البعيدة المترامية، إذ يشير البلاذري في فتوح البلدان إلى أنه كان متوقفا في غزوها، ثم إنه وافق على الغزو بعد أن استشار كبار الصحابة وأصحاب الرأي، وأخذ يدعو الناس إلى الجهاد، ويحثهم على التطوع، فتقاطروا من مختلف القبائل للاشتراك في هذه الغزوة، وأعان هو الجيش بألف بعير من ماله، يحمل عليها ضعفاء الناس -أي فقراؤهم- وفتح خزائن السلاح، وأمر للناس بأعطياتهم وأمدهم بالخيل، فلما اكتمل الجيش في الجرف على مقربة من المدينة، قام فيها خطيبا، ورغبهم في الجهاد، ثم قال لهم: لقد عهدت إلى عبد الله بن سعد -بن أبي سرح- أن يحسن صحبتكم ويرفق بكم، وقد استعملت عليكم الحارب بن الحكم (أخو مروان بن الحكم بن العاص الأموي) إلى أن تقدموا على ابن أبي سرح، فيكون الأمر له. وكان ذلك في المحرم من سنة 27هـ/ 647 - 648م. وقد اندمج في هذه الحملة نفر غيل قليل من مشاهير الصحابة وأولادهم، وسمى هذا الجيش جيش العبادلة لاشتراك عبد الله بن عمر، وعبد الله بن زيد بن الخطاب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن أبي بكر الصديق، وأخيه عبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم. وكانوا جميعا شبابا في السن الباكرة رضي الله عنهم أجمعين. ولما وصلت تلك القوات إلى عبد الله بن سعيد بن أبي سرح في مصر تولى القيادة عليها، وجمع إليها ما كان لديه من الجند، فصار له جيش عدته -باتفاق المؤرخين- عشرين ألفا، فاستخلف على مصر الصحابي عقبة بن عامر الجهني، ومضى هو إلى إفريقية [2]. معركة سبيطلة وانتصار المسلمين 27-28هـ/ 647-648م: كان حاكم المغرب جريجوريوس الأرمني ويسميه العرب جرجير قد انفصل عن الإمبراطورية البيزنطية، واستقل بحكم بلاد المغرب كلها سنة 646م، وكان سلطانه ما بين طرابلس إلى طنجة، كما يقول ابن عبد الحكم. ولما كان مقامه بقرطاجنة -وهي المدينة البحرية الهامة- يعرضه لخطر الأسطول البيزنطي الذي كانت له السيطرة حتى ذلك الوقت على البحر فإنه فضل أن يكون بأمن في الدخل، واختار المقام في سبيطلة. وسبيطلة مدينة كبير وحصينة، ولها أهمية خاصة في ذلك الوقت، باعتبارها واحدة من سلسلة المدن التي تكون خط الدفاع الثاني الذي أقامته بيزنطة للدفاع عن البلاد ضد ما يتوقعه الروم من هجمات البربر. وتقع على الطريق الذي يؤدي من السهل الساحلي -سهل تونس- إلى جبال الأوراس، وقريبة من المنطقة التي ستبنى فيها مدينة القيروان، بينهما سبعون ميلا، وبينها وبين قرطاجنة مائة وخمسون ميلا. ويدل اختيارها قاعدة للملك -أيضا- على أن جرجير استشعر بخطر المسلمين بعد أخذهم طرابلس وسيرت. ثم إنه كان يعول على نصر البربر وعونهم، فأحب أن يتحرر فيهم، ويستعين بهم، ففضل اللجوء إلى الداخل، والتحصن في سيبطلة[3]. وصل عبد الله بن سعد بن أبي سرح بجيشه إلى برقة، فلقيه عندها عقبة بن نافع الفهري، فيمن كان معه من المسلمين، فانضم إليه، ثم تحرك إلى طرابلس -وكانت قد خرجت عن طاعة المسلمين بعد فتحها الأول -فوجد أهلها قد امتنعوا خلف أسوارها. فلبث على حصارها أياما، فخاف أن يطول الحصار وهو يريد الإسراع إلى جرجير في سبيطلة، فأمر الناس بالرحل كسبا للوقت، وكذلك فعل حين وصل إلى قابس، وجد أهلها متحصنين، فانصرف عنها، إذ أشار عليه الصحابة أن لا يشتغل بها عن هدفه الأساسي، وهو فتح إفريقية والقضاء على التجمع البيزنطي في سببيطلة، فواصل المسير إلى أن حط رحاله في إقليم قمونية في سهل تونس -غير بعيد من سبيطلة- ريثما يستريح الجند، وليأخذوا في الاستعداد للمعركة الفاصلة. وفي هذه الأثناء أخذ ابن أبي سريح يرسل السرايا، تستكشف البلاد في كل الجهات، وتأتي بالمؤن والعلف. وقد كان باستطاعة جريجوريوس أن يقف للمسلمين عند قابس ويسد عليهم الطريق الضيق الذي يؤدي من طرابلس إلى إفريقية بين قابس وشط الجريد، وهو أشبه بعنق الزجاجة -كما يقول العسكريون- لكنه فضل الانتظار في سهل متسع يسمى عقوبة، على أميال من سبيطلة. وأغلب الظن أن هذا الموضع لم يكن مجرد سهل، وإنما كان أحد الحصون الكثيرة التي كانت تحيط بسبيطلة [4]، وعنده دار المعركة بين المسلمين والبيزنطيين. وقبل أن يبدأ القتال دارت المفاوضات بين الطرفين، وعرض المسلمون شروطهم وهي: الإسلام، أو دفع الجزية والخضوع للمسلمين، أو القتال، فامتنع جريجوريوس من قبول أي من هذه الشروط، وفشلت المفاوضات، وفشل معها الحل السلمي، ولم يعد أمام الفريقين إلا القتال. أما تفاصيل معركة سبيطلة فالحديث عنها يطول. ويمكن تلخيص مجريات الأحداث في أن هذه المعركة بدأت في حصن عقوبة بمناوشات متفرقة بين الجانبين، واستمرت الحرب سجالا دون طائل، وكان القتال يدور يوميا نهارا من الصباح إلى وقت الظهر، ثم ترجع كل طائفة إلى معسكرها، فلا يستأنفون القتال إلا في اليوم التالي. وحينما أوشك المسلمون أن ييئسوا من الانتصار، ودخلهم الخوف؛ لحصانة الموقع وكثرة جند الروم التي قيل إنها بلغت مائة وعشرين 120 ألف رجل قد رفعوا الصليب، وعليهم من السلاح ما الله أعلم به، وفيهم من الخيل ما لا يحصى كما يقول الرواة- أقل مددة من المدينة بقيادة عبد الله بن الزبير، كان له أثر كبير في تحقيق النصر للمسلمين. خطة عبد الله بن الزبير: ذلك أن ابن الزبير اكتشف أن طريقة القتال تلك لن تحقق نجاحا، فعرض على القائد عبد الله بن سعد بن أبي سرح خطة جديدة؛ قال: إن أمرنا يطول مع هؤلاء، وهم في أمداد متصلة، وبلاد هي لهم، ونحن منقطعون عن المسلمين وبلادهم، وقد رأيت أن تترك غدا جماعة صالحة من أبطال المسلمين في خيامهم متأهبين، ونقاتل نحن الروم في باقي العسكر، إلى أن يضجروا ويملوا، فإذا رجعوا إلى خيامهم، ورجع المسلمون، ركب من كان في الخيام من المسلمين ولم يشهدوا القتال وهم مستريحون، ونقصدهم على غرة، ولعل الله ينصرنا عليهم. آثار ونتائج معركة سبيطلة: نجحت هذه الخطة، وثارت الكمائن بالروم، فانهزموا، وقتل منهم أعداد كبيرة، وقتل ملكهم جريجوريوس -قتله عبد الله بن الزبير، وأسرت ابنته. ثم ضرب ابن أبي سرح الحصار على مدينة سبيطلة نفسها بعد أن منع المنهزمين من الاعتصام بها، فسقطت بسهولة، وأسفر الأمر عن فوز المسلمين بمغانم كثيرة، وثروة طائلة، قسمت على المقاتلين -بعد إخراج الخمس- فكان سهم الفارس ثلاثة آلاف دينار، وسهم الراجل ألف دينار. وبعد معركة سبيطلة أقام عبد الله بن سعد بن أبي سرح معسكره في الأرض التي بنيت فيها مدينة القيروان فيما بعد. ومن هناك أخذ يوجه السرايا تضرب في أرجاء ولاية إفريقية وتجتاح البلاد بهمة كبيرة حتى ذلت الروم، ورعبوا رعبا شديدا كما يقول الرواة. ويقول ابن عبد الحكم: فلما رأى ذلك رؤساء أهل إفريقية طلبوا إلى عبد الله بن سعد أن يأخذ منهم مالا على أن يخرج من بلادهم، فقبل ذلك، ورجع إلى مصر، ولم يول عليهم أحد. ويحدد ابن عذارى في روايته قدر هذا المال، وهو ثلاثمائة قنطار من الذهب، ويقدره البعض بألفي ألف وخمسمائة ألف دينار 2.500.000 وكان من بين شروط الصلح أيضا أن ما أصاب المسلمون قبل الصلح فهو لهم، وما أصابوه بعد الصلح ردوه عليهم. رجع ابن أبي سرح إلى مصر في أوائل سنة 29هـ/ 649م بعد خمسة عشر شهرا قضاها في هذه الغزوة. دون أن يتخذ أي إجراء يكفل الاحتفاظ بنتائج هذا النصر الكبير، وبدلا من أن يسير نحو قرطاجنة القاعدة الكبرى للروم ويستولى عليها، ويقرر بذلك نهاية ولاية إفريقية البيزنطية -كما فعل عمرو بن العاص عندما أتم فتح مصر باستيلائه على الإسكندرية- نجده يكتفي بالغنائم الوفيرة، ويقبل بشروط الصلح ويعجل بالعودة، فكان على من أتى بعده -كما يقول د. حسين مؤنس- أن يبدأ من جديد؛ لأن انسحابه عفى على معظم النتائج التي كان المسلمون قد وصلوا إليها في البلاد [5]. وإذا كان لهذا الانتصار العظيم الذي حققه المسلمون عند سبيطلة في أوائل سنة 28هـ/ 648م من نتيجة فهي أنه كسر سلطان البيزنطيين كسرة لن يعود بعدها إلى ما كان عليه في البلاد قبل الفتح الإسلامي. وسيحاول البيزنطيون العودة إلى البلاد والاتحاد مع البربر ومغالبة العرب، ولكن كل محاولاتهم لن تزيد عن أن تكون محاولات قليلة الخطر، عديمة النتائج. عن موقع قصة الإسلام الهوامش: [1] راجع سبب العزل في: فتوح مصر والمغرب، ص173- 174، والكامل لابن الأثير ج2، ص482. [2] راجع: فتوح مصر والمغرب، ص183 - 184، والبيان المغرب، لابن عذارى ج1، ص8 - 9، والكامل في التاريخ لابن الأثير ج2، ص480. وفتوح البلدان للبلاذري ص226، ط ليدن 1866م. طبقات علماء إفريقية لأبي العرب القيرواني ص68، 69. التاريخ السياسي للمغرب لطاهر راغب، ص18. فتوح العرب للمغرب، للدكتور مؤنس، ص81. [3] فتوح مصر والمغرب، ص183. والكامل لابن الأثير ج2 ص483. وراجع فتوح العرب للمغرب، لحسين مؤنس ص75 - 76، 83 – 84، 96. تاريخ المغرب العربي للدكتور سعد زغلول عبد الحميد، ج1، ص105، 106-107. [4] الكامل لابن الأثير، ج2، ص483. فتوح البلدان للبلاذري، ص226. رياض النفوس للمالكي ص10، 12، 16، وراجع: فتح العرب للمغرب، لمؤنس، ص84 - 86. [5] تفاصيل الأحداث في: فتوح مصر والمغرب، لابن عبد الحكم، ص183 - 186، فتوح البلدان للبلاذري، ص266 - 227، والكامل لابن الأثير ج2، ص483 - 484. البيان المغرب، لابن عذارى. ج1، ص10 - 13. وراجع: فتح العرب للمغرب لمؤنس ص85 - 98. حسين مؤنس: فجر الأندلس، ص37. تاريخ المغرب العربي للدكتور سعد زغلول ج1، ص 107 - 114.
|
#243
|
||||
|
||||
رد: (((((((((((((موسوعة معارك اسلامية))))))))))))
جهد طيب واضاءات قيمة
شكرا للجهد
|
#244
|
||||
|
||||
فتح شبه جزيرة القرم / د. علي بن محمد عودة الغامدي
فتح شبه جزيرة القرم الدكتور علي بن محمد عودة الغامدي هل تعلمون ان المسلمين فتحوا شبه جزيرة القرم في الربع الاول من القرن السابع الهجري ودفع الروس الجزية للمسلمين عن يد وهم صاغرون؟
كان فتح القرم سنة 622 هجرية في عهد السلطان السلجوقي علاء الدين كيقباذ(634-616)سلطان سلاجقة الروم الذي يعتبر عهده العصر الذهبي لتلك الدولة . وقد اشتكى للسلطان ثلاثة تجار اتراك مسلمين من مصادرة اموالهم في عاصمة القرم كريميا التي كانت تسمى حينذاك سغداق .فأمر بتجهيز حملة بحرية لفتحها وأسند قيادة الأسطول الى حسام الدين جوبان الذي ينتمي الى التركمان الاوج الذين اشتهروا بقوة البأس وشدة المراس وعبروا البحر الاسود نحوالشمال . ولما شاهد اهل سغداق السفن الاسلامية السلجوقية في البحر تتجه نحوهم ارسلوا مندوبا على عجل على قارب يحمل عرضا بتقديم جزية مقابل عودة الاسطول ، فرفض القائد حسام الدين العرض واعلن اصراره على فتح عاصمة القرم سغداق، فاستنجد اهل سغداق بألاوكرانيين الذين تسميهم المصادر حينذاك القفجاق . ارسل الاوكرانيون جيشهم لحماية سغداق(كريميا) وارسى المسلمون على الشاطىء . ونظم حسام الدين قواته والتقى بألاوكرانيين وانزل بهم هزيمة ساحقة . وفتح المسلمون السلاجقة عاصمة القرم بالقوة واقاموا فيها مسجدا جامعا وحل المصحف الشريف محل الصليب .وارسلوا من يبشرالسلطان علاء الدين بالفتح . ولما علم ملك الروس( لعله جد بوتين) جزع وخاف فارسل الى حسام الدين جزية مكونة من عدد كبير من الخيول والفراء والجلود والكتان و20 الف دينار. واستقبل حسام الدين مبعوث ملك روسيا في عرض عسكري مهيب لما شاهده اخذ يردد، يارب الارباب، وتسلم جزية ملك روسيا وابقى في سغداق حامية قوية ورجع. وظلت القرم بعاصمتها سغداق خاضعة للمسلمين مدة 17 سنة . ثم استولى عليها المغول بعد وفاة السلطان البطل علاء الدين كيقباذ رحمه الله تعالى . اللهم يا حي ياقيوم سخر لامة الاسلام من يعيد لها مجدها ويسترد لها كل حقوقها ويعلي شأنها بين العالمين … اللهم آمين . http://alghamdiprof.com/ali/%D9%81%D...2%D8%B1%D9%85/
|
#245
|
||||
|
||||
معركة حارم
معركة حارم أكبر وأضخم نصر حققه نور الدين محمود زنكي في رمضان سنة 559 هجرية ضد الحلف الصليبي الرومي الأرمني فلولا هذا النصر الذي قدره الله تعالى على يد نور الدين لما قامت الجبهة الاسلامية المتحدة ولما تم القضاء على الدولة العبيدية ورفضها في مصر والشام.
وهذا النصر العظيم وقع في منتصف رمضان 559 في معركة حارم التي حدثت في وقت عصيب,ففي ذلك العام تدخل نور الدين في مصر بعد ان استخار الله شهرا . فقد حدث النزاع بين شاور وضرغام داخل الدولة العبيدية على السلطة وهرب شاور بعد هزيمته الى نور الدين في الشام وطلب مساعدته لاسترداد السلطة !! . ولكن نور الدين خاف ان تقع مصر بيد الصليبيين خصوصا وانهم يسيطرون على فلسطين كلها ويفصلونه عنها وهم الاقرب اليها منه واطماعهم في احتلالها مشهورة وقد وعد شاور نور الدين ان يعطيه ثلث خراج مصر اذا ساعده وان يمنح عساكره ممتلكات واراض في مصر ولكن نور الدين تردد وظل يقدم رجلا ويؤخر اخرى. وازاء هذا اللبس لجأ نورالدين الى ربه ومكث يقرأ القران ويستخير ربه شهرا كاملا كما تقول المصادر. فعقد الله له العزم واتخذ القرار بالتدخل في مصر. واختار نور الدين خيرة عساكره وارسلها الى مصر بقيادة قائده الكردي المحنك اسد الدين شيركوه الذي كان معه في تلك الحملة ابن اخيه الشاب صلاح الدين . وصل جيش نور الدين الى مصر وساعد شاور في القضاء على ضرغام . ولما سيطر شاور على مصر تنكر لعهده لنور الدين وطلب من اسد الدين شيركوه مغادرة مصر , ورفض شيركوة الانسحاب وطالب شاور بتنفيذ وعده لنور الدين واستولى اسد الدين شيركوه على بلبيس شمال شرق القاهرة كي يضغط على شاور لتنفيذ وعوده . وهنا لم يتورع شاور عن الخيانة فارسل يستنجد بملك مملكة القدس الصليبي عموري الاول ضد جيش نور الدين فجاء عموري وحاصر شيركوه وجيشه في بلبيس. واستشعر نور الدين الخطر على جيشه المحصور في بلبيس فبدأ يضغط على الصليبيين في الشام وارسل يستنجد بالحكام المسلمين في الموصل وحصن كيفا وغيرها. وكان يحكم حصن كيفا في اعالي نهر دجلة فخر الدين قرا أرسلان الارتقي الذي قال لما قرأ رسالة نور الدين قولا يعتبر شهادة بالتقوى والعبادة لنور الدين قال:-لقد تحشف نور الدين من كثرة الصوم والصلاة فاصبح يرمي بنفسه في المعارك دون خوف. واخبر اصحابه انه لن ينجد نور الدين وسيبقي في بلاده بعيدا. وفي صبيحة اليوم التالي سمع اصحابه مناديه ينادي بالخروج للجهاد مع نور الدين فجاؤا اليه وقالو:ماعداممابدا تركناك على حال بالامس نرى الان ضدها. فقال ان نور الدين استعمل معي طريقا ان لم انجده خرجت البلاد من يدي فقد ارسل الى العلماء والعباد يحثهم على الدعوة للجهاد فاصبحوا يدعون عليه وتلقى نور الدين النجدات من هذا الامير ومن الموصل ومن دياربكر وغيرها من مناطق الجزيرة الواقعة بين نهري دجلة والفرات . فتحالفوا مع الروم والارمن وشكلوا جيشا نصرانيا متحدا يزيد عن 30 ألف مقاتل وكان من أشهر قادة التحالف النصراني الامراء بوهمند الثالث أمير انطاكية, وريموند الثالث أمير طرابلس, والدوك قسطنطين كولومان قائد الروم في جنوب جبال طوروس وجوسلين 3,وثوروس الارمني وغيرهم وتمكن نور الدين بفضل الخطة الرائعة التي وضعها من تطويق الجيوش النصرانية عند حارم في منتصف رمضان سنة 559 هجرية وانزل بها هزيمة ساحقة ماحقة وكان عدد قتلى النصارى يزيد عن 10 ألاف قتيل ووقع من بقي حيا في اسر المسلمين بما فيهم اميري أنطاكية وطرابلس وقائد الروم وجوسلين الثالث . ولم ينج الا القليل من الفارين ومنهم الامير ثوروس الارمني الذي فر الى جبال قيليقة وغنم المسلمون بقيادة نور الدين كل ماكان مع العدو من اسلحة ومؤن واستغل نور الدين النصر على الفور وسار بقواته الى الجولان واسترد عاصمتها بانياس في اواخر رمضان سنة559هجرية وتعتبر بانياس مفتاح القدس. ولما سمع عموري ملك بيت المقدس بهزيمة قومه امام نور الدين اتصل بشيركوه داخل بلبيس واتفق معه على فك الحصارعنه على ان ينسحب الجانبان عن مصر وعاد عموري الى الشام لترميم ما اصاب الصليبيين من دمار وافتداء الاسرى الذين وقعوا في اسر نور الدين. اما مصر فسوف يفوز بها نورالدين بعد4سنوات ولم يطلق نورالدين الامراء الصليبيين وحلفائهم الا مقابل فدية ضخمة بلغت 600 ألف دينار ذهب. وكان نور الدين قد أبطل الضرائب التي تبلغ مليون درهم وكان ذلك الابطال قبل معركة حارم بسنوات وذلك خوفا من الله وورعا .فعوضه باضعاف تلك الضرائب الملغاة بهذا المبلغ الكبير الذي استغله على احسن وجه فقد بنى به عشرات المدارس في بلاده لتعليم النشئ العقيدة الصحيحة والقضاء على عقائد الرفض التي عمت بلاد الشام زمن العبيديين وعين المدرسين في تلك المدارس على المذاهب السنية الاربعة: الشافعية والحنبلية والحنفية والمالكية وهذا النصر الذي حققه نور الدين في رمضان هو أكبر انتصاراته . http://alghamdiprof.com/ali/%D8%A7%D...2%D9%86%D9%83/
|
#246
|
||||
|
||||
معركة حارم
موقعة حارم أو معركة حارم حصلت في 22 رمضان 559 هـ / 12 أغسطس 1164 م ما بين جيش نور الدين زنكي وتحالف ضم كلا من كونتية طرابلس وإمارة أنطاكية والإمبراطورية البيزنطية والأرمن. وحقق فيها نور الدين زنكي نصرا ساحقا، وتم أسر معظم قادة التحالف الصليبي.
البداية بعد هزيمة نور الدين زنكي سنة 1163م في معركة البقيعة عندما جمع عساكره ودخل بلاد الفرنج ونزل في سهل البقيعة تحت حصن الأكراد محاصرًا لها، عازماً على قصد طرابلس وأخذها، فباغته الفرنجة نهاراً وبأعداد ضخمة في معركة البقيعة[1] وكاد أن يقتل نور الدين فيها إلا أنه استطاع أن ينجو على فرسه حتى نزل على بحيرة قدس بالقرب من حمص في موضع يبعد أربعة فراسخ عن مكان المعركة. في سنة 1164 خرج الملك عمورى الأول (أمالرك الأول) ملك مملكة بيت المقدس لقتال أسد الدين شيركوه بمصر، جاعلا مملكته سهلة الوصول من قبل المسلمين من قبل الشرق، فاستغل نور الدين تلك الفرصة، وراسل الأمراء يطلب العون والنصرة، فجاءه المدد من أخيه قطب الدين مودود في الموصل وكذلك الأرتقيون في الجزيرة وديار بكر، فبدأوا بحصار مدينة حارم في رمضان 559 هـ / أغسطس 1164 م. كما قال وليم الصوري: تمركز بقواته حول الحصن بطريقة عادية ثم بدأ هجومه بموجة جعل أهل المدينة لا يتمكنون من الراحة. المعركة طلب حاكم قلعة حارم[2] مساعدة الصليبيون لمواجهة جيش نور الدين زنكي القادم إليه فأتى ريموند الثالث وبوهيموند الثالث وجوسيلين الثالث لفك الحصار عن المدينة. وقد انضموا إلى كونستنتين كالامانوس حاكم قلقيلية البيزنطي، وكذلك توروس ملك أرمينيا وهيو الثالث وغيرهم من الأمراء الصليبيون. فعندما تقدم الصليبيون بجيوشهم، مستلهمين من النصر في معركة البقيعة، ولكن دون اهتمام بقواعد الانضباط العسكري.. وتوزعوا بشكل متهور، فانسحب المسلمون من مدينة حارم واشتبكوا معهم بالقرب من ارتاح. ووقع صدام مروع حيث طبق المسلمون خطة عسكرية وهي التظاهر بالانسحاب، فقد هجم الفرنج في البداية على ميمنة الجيش الإسلامي حتى تراجعت الميمنة وبدا وكأنها انهزمت، وكانت تلك خطة من قبل المسلمين لكي يلحق فرسان الفرنج فلول الميمنة، ومن ثم تنقطع الصلة بينهم وبين المشاة من قواتهم، فيتفرغ المسلمون للقضاء على المشاة، فإذا رجع الفرسان لم يجدوا أحداً من المشاة الذي كانوا يحمون ظهورهم. فحدث ما كان متوقعا، حيث وقع الصليبيون في الكمين، مما أتاح المسلمين أن يطبقوا على فلول المشاة ولم ينج من القتل إلا من وقع في الأسر[3]. والوحيد الذي ينجر وراء الكمين كان توروس الأرمني الذي فضل الهروب من الكارثة والسلامة بنفسه[4]. وكان ممن وقع في الأسر بوهمند أمير انطاكية وريموند كونت طرابلس وقسطنطين البيزنطي وهيو، حيث جرى ربطهم بالحبال سويا ونقلهم إلى حلب[5]. وحسب ابن الأثير فقد قتل من الصليبيين حوالي عشرة آلاف شخص. المصادر [1] Oldenbourg, p 363 [2] fmg.ac webpage, "Lords of Harenc" [3] خاشع المعاضيدي، الوطن العربي والغزو الصليبي، ط 1 ص:123 [4] Oldenbourg, p 364 [5] رنسيمان، تاريخ الحروب الصليبية. 2/596 عن موقع الويكيبيديا
|
#247
|
||||
|
||||
رد: (((((((((((((موسوعة معارك اسلامية))))))))))))
معلومات عامة عن معركة حارم
التاريخ : 22 رمضان 559 هـ / 12 أغسطس 1164 م الموقع : حارم - محافظة إدلب - سوريا النتيجة : نصر ساحق للزنكيين المتحاربون : حلب ودمشق والموصل /// كونتية طرابلس ، إمارة أنطاكية ، الإمبراطورية البيزنطية ، الأرمن القادة : نور الدين زنكي ، قطب الدين مودود /// بوهيموند الثالث ، ريموند الثالث ، قسطنطين كولمان ، توروس الثاني ، هيو الثامن ، جوسلين الثالث القوة : تقريبا 9000 /// 30000 الخسائر : غير معروف /// هائلة، أكثر من عشرة آلاف قتيل وأسر كلا من كالامانوس وهيو وريموند وبوهيموند وجوسلين. عن موقع ويكيبيديا
|
#248
|
||||
|
||||
فتح جزيرة قبرص سنة 28 هـ / أ.د علي بن محمد الغامدي
فتح جزيرة قبرص سنة 28 هجرية الأستاذ الدكتور علي بن محمد عودة الغامدي يعتبر معاوية بن أبي سفيان أول قائد مسلم فكًر في صناعة أسطول وركوب البحر لمواجهة سيطرة الروم على البحر المتوسط فأرسل الى الخليفة عمر الفاروق رضي الله عنه يستأذنه في بناء سفن وفتح قبرص وحتى يغريه بالموافقة قال في رسالته : (إن قرية من قرى حمص ليسمع أهلها نباح كلابهم وصياح دجاجهم) .
والمعروف عن عمر رضي الله عنه حرصه الشديد على سلامة المسلمين وعدم تعريضهم للخطر او المقامرة بحياة المجاهدين .ولذلك كان يأمر قادة الجيوش بالمكث والتأني لأن الحرب لا ينجح فيها إلا الرجل المكيث. لذلك أرسل الى عمرو بن العاص وآليه على مصر يقول: صف لي البحر فرد عمرو بهذا الوصف البديع : (يا أمير المؤمنين إني رأيت البحر خلقا كبيرا يركبه خلق صغير ليس إلا السماء والماء إن ركن أحزن القلوب وان تحرك أزاغ العقول يزداد فيه اليقين قلة والشك كثرة هم فيه كدود على عود ان مال غرق وان نجا برق) فلما قرأ عمر الوصف أرسل الى معاوية (لا والذي بعث محمدا بالحق لا أحمل فيه مسلما أبدا). ولم يجرؤ معاوية على مخالفة أمر عمر رضي الله عنه . ولما تولى عثمان رضي الله عنه الخلافة أستأذنه معاوية في فتح قبرص فأذن له واشترط عليه أن لايجبر أحدا من المسلمين على ركوب البحر وأن يترك الأمر تطوعا واختيارا وأن يكون بزوجته مع الغزاة في البحر فأمر معاوية ببناء السفن في موانئ الشام. وسار الاسطول الاسلامي في سنة 28 هجرية وفتح جزيرة قبرص . وحرم الروم من قاعدة يمكن اتخاذها للهجوم على الشام ومصر. ومن الطريف أنه كان مع المسلمين في تلك الغزوة أم سليم التي بشرها النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة في أول غزوة تغزوها امته في البحر فوقعت عن بغلتها وماتت شهيدة كما بشرها. http://alghamdiprof.com/ali/فتح-جزير...-سنة-28-هجرية/
|
#249
|
||||
|
||||
استرداد عكا من ايدي الصليبيين وكنسهم من بلاد الشام/أ.د علي بن محمد الغامدي
استرداد عكا من ايدي الصليبيين وكنسهم من بلاد الشام الأستاذ الدكتور علي بن محمد عودة الغامدي كان السلطان الاشرف خليل بن قلاوون هو بطل آخر صفحات الجهاد ضد الصليبيين والذي بلغ الجيش المملوكي في عهده قوة في العدد والعدة لم يبلغها من قبل فقد توسع سلاطين المماليك في السياسة التي طورها بيبرس وهي شراء آلاف المماليك الاتراك الصغار من سواحل البحر الاسود بالتعاون مع مغول روسيا الذين يسمون مغول القبيلة الذهبية والذين اعتنقوا الاسلام على عقيدة أهل السنة وكان أولئك الاطفال يُنشأون تنشئة أسلامية ويدربون تدريبا عسكريا راقيا.
ويدل على كل ذلك الجيش الذي زحف به الاشرف خليل بن قلاوون على عكا والذي بلغ ستين ألف فارس ومئة وستين الف راجل وهو عدد لم يبلغه الجيش الاسلامي لا في عهد الزنكيين ولا في عهد صلاح الدين ولا في عهد الظاهر بيبرس ولا في عهد قلاوون مما يدل على التطور العسكري المذهل. وصل هذا الجيش الاسلامي العرمرم الى عكا وطوقها سنة 690 هجرية/1291م وكان معه من المنجنيقات والعرادات وسائر أدوات الحصار ماتمكن به من تدمير اسوار عكا وبقية تحصيناتها والتي كانت مضرب المثل في الحصانة والمنعة وتدفق الابطال الى داخل عكا ورغم صمود الصليبيين سيما فرسان الداوية والاسبتارية فقد قتلهم الابطال جميعا ولم ينج منهم أحد سوى بعض التجار الفرنج الذين فروا في سفنهم قبل تدمير الاسوار أما نساء الصليبيين وابنائهم فقد وقعوا جميعا في أيدي المسلمين الذين غنموا غنائم ضخمة لدرجة ان بعض الغنائم والاسرى من الرهبان والراهبات وصلوا الى بغداد الخاضعة للمغول فتحدث عن ذلك المنصر الدومنيكاني ريكولدو دي مونت كروسي في رحلته وهو حديث يتصف بالمرارة والحقد على المسلمين . ولم يجرؤ الغرب الصليبي على الرد بعد ان أدرك انه أمام قوة عظمى لايمكن منازلتها في ميدان مكشوف رغم الدعوات التي اطلقها كثير من الدعاة لشن حملة صليبية جديدة ضد المماليك. لكن الصليبين لم يعودوا اليها الا في الحرب العالمية الاولى http://alghamdiprof.com/ali/%D8%A7%D...%D9%85-%D9%85/
|
#250
|
||||
|
||||
معركة ميريوكيفالوم وأهميتها 572هـ/ 1176م
ملخص عن معركة ميريوكيفالوم وأهميتها 572هـ/ 1176م : الأستاذ الدكتور علي محمد عودة الغامدي تنبع أهمية معركة ميريوكيفالوم من النتائج المهمة التي تمخضت عنها ومما يؤسف له أن هذه المعركة الحاسمة تكاد تكون مجهولة لدارسي التاريخ الإسلامي، ويعود السبب في هذا إلى أن المصادر الإسلامية المعاصرة لم تتحدث أطلاقا عن المعركة ،بل لم تُشِر إليها أبدا. ولا يوجد تفسير لإغفال المؤرخين المسلمين لذكر هذه المعركة الحاسمة، فقد كان يعيش في زمن المعركة العديد من المؤرخين الكبار في العراق والشام ومصر مثل ابن الجوزي، وبهاء الدين بن شداد، والعماد الأصفهاني والقاضي الفاضل وابن الأثير وغيرهم. وقد فصّـلواء كثيراً في الحوادث التاريخية التي جرت في عصرهم دون أن يُشيروا لتلك المعركة ، ولعلّ أخبارها لم تصل إليهم أو أنهم لم يُدركوا آهميتها فأغفلوها. ويُضاف إلى هذا آنه لم يوجد أي مؤرخ مسلم في تلك الحقبة في آسيا الصغرى حتى يتحدث عن تلك المعركة، ولهذا السبب كادت المعركة أن تكون مجهولة لدى الكثير من المختصصين في دراسة التاريخ الإسلامي.
وقصة المعركة جاءت مفصلة في رسالة الإمبراطور البيزنطي مانويل الاول الى صديقه الانجليزي هنري الثاني٠اضافة الى ما ذكره المؤرخ البيزنطي نيستاس خونياتس، وغيره من مؤرخي البيزنطيين والفرنج. ولقد تمخض عن هذه المعركة دمار الجيش البيزنطي وتدهور الإمبراطورية البيزنطية بعد أن كانت تقوم بشن الحروب الضارية ضد المسلمين في آسيا الصغرى وبلاد الشام، كما تمخض عن المعركة توطيد نفوذ دولة سلاجقة الروم في آسيا الصغرى وازدهارها٠ونتج عنها أيضاً تأمين الجناح الشمالي للجبهة الإسلامية المتحدة بقيادة صلاح الدين الأمر الذي مكنه من المضي قدما في جهاده ضد الصليبين دون أن يخشى جانب الدولة البيزنطية٠ في سنة 560هـ/1165م نشبت الفتنة بين قلج أرسلان الثاني وبين ياغي آرسلان بن دانشمند صاحب ملطية وتطورت إلى اندلاع الحرب الشديدة بينهما ، فانهزم قلج أرسلان أمام ابن دانشمند ،فاستنجد قلج أرسلان بالإمبراطور البيزنطي مانويل الأول الذي أرسل له مساعدة عسكرية طبقا لسياسته في إذكاء نار الخلافات بين الأمراء الأتراك في آسيا الصغرى٠ ولكن ياغي أرسلان لم يلبث أن توفيّٓ واستولى قلج أرسلان الثاني على بعض بلاده “واصطلح هو والملك ابراهيم بن دانشمند ، لأنه ملك بعد عمه ياغي أرسلان ، واستولى ذو النون محمد ابن دانشمند على مدينة قيسارية٠ وملك شاهان بن مسعود أخو قلج أرسلان على مدينة انكورية ، واستقرت القواعد بينهم واتفقوا” كما يقول ابن الأثير : غير أن تفكك دولة بن دانشمند أغرى قلج أرسلان الثاني بأن يضم إليه بعض بلادهم، ففي سنة ٥٦٨هـ/١١٧٢م زحف على ملطية وسيواس فاستولى عليها وطرد منها صاحبها ذالنون محمد ابن دانشمند ،فهرب الأخير، ملتجئاً إلى نور الدين محمود و مستمدا العون منه ، فأكرمه وأرسل إلى قلج أرسلان يطالبه بإعادة. بلاد ذي النون إليه، فلم يُجِبه إلى طلبه ” وكانت عادة نور الدين أنه لا يقصد ولاية أحد من المسلمين إلا ضرورة ، آما ليستعين بها على قتال الفرنج أو للخوف عليها منهم كما فعل بدمشق ومصر وغيرهما” ٠ وإزاء إصرار قلج أرسلان على موقفه، ولم يجد نور الدين بدا من الضغط عليه عسكريا، فسار إلى جنوب آسيا الصغرى واستولى على بعض الحصون التابعة لقلج أرسلان ، كما أرسل فرقة عسكرية انتزعت سيواس وأعادتها إلى ذي النون، وعندما شعر قلج أرسلان بجدية تهديد نور الدين أرسل إليه طالبا الصلح، فأجابه نور الدين إلى طلبه، وأرسل إليه شروطه ومن أهمها قوله: ” إذا طلبت عسكرك إلى الغزاة تُسيّره فإنك ملكت طرفا كبيرا من بلادالإسلام وتركت الروم وجهادهم وهادنتهم، فأما أن تنجدني بعسكرك لأقاتل بهم الأفرنج ، واما أن تجاهد من يجاورك من الروم وتبذل الوسع في جهادهم ” ولم يسع قلج أرسلان إلا الموافقة على شروط نور الدين الذي ترك فرقته العسكرية في سيواس لمساعدة ذي النون بن دانشمند٠ وبعد وفاة نور الدين سنة 569هـ/1174م عاد قلج أرسلان واستولى على بلاد ذي النون مرة آخرى٠ ولم يجد ذو النون ابن دانشمند حليفا يشدُ من أزره ويقف إلى جانبه، بعد وفاة نور الدين، فلجأ الى القسطنطينية شاكيا من قلج أرسلان كما أن شقيق قلج آرسلان شاهان شاه لجأ هو الآخر إلى القسطنطينية بعد أن انتزع منه بلاده٠ ومن الطبيعي أن يستجيب مانويل الأول لذي النون وشاهان شاه ولاسيما بعد أن ازدادت قوة قلج أرسلان كثيراً بعد أن عزل سائر منافسيه وأصبح هو الحاكم الأقوى في أسيا الصغرى ٠ كما أن قلج إرسلان استأنف من جانبه غزواته على حدود الدولة البيزنطية بتشجيع من الإمبراطور الألماني فريدريك بربرسا الذي يبدو أن هدفه من ذلك تحويل انتباه مانويل عن التدخل في الشؤون الأوربية من ناحية وتخفيف الضغط على الإمارات الصليبية في بلاد الشام من جانب المسلمين من ناحية أخرى ولذلك شرع مانويل في تحصين نشط لحدوده فأعاد بناء دوريليوم كما أحرز بعض الإنتصارات البسيطة في صيف سنة571هـ/1175م وأرسل إلى البابا في روما يحثه على الدعوة إلى حملة صليبية جديدة، وبدأ في أعداد قوات الإمبراطورية للزحف على آسيا الصغرى ، ويبدو أن قلج أرسلان علم بالإستعدادات الضخمة للإمبراطور مانويل وتصميمه على اجتياح بلاده، فأرسل في شتاء571هـ/1175م-1176م رسولا إلى القسطنطينية ملتمسات تجديد اتفاقية الصلح ، فقوبل هذا الإلتماس بالرفض٠ وفي ربيع عام 572هـ/1176م قاد الإمبراطور البيزنطي مانويل الأول كل قوات الإمبراطورية البيزنطية عاقدا العزم على طرد الأتراك من غربي آسيا الصغرى طردا تاما ، ثم الإستيلاء على العاصمة السلجوقية قونية٠ ثم أرسل الإمبراطور مانويل حملة من قواته بقيادة ابن عمه اندرونيكوس فاتاتزيس وبصحبته ذي النون الدنشمندي للإتجاه الى نكسار لإنتزاعها من قلج أرسلان وتسليمها إلى ذى النون ، ولكن ذالنون تخلى عن القيام بالدور المطلوب منه لمساعدة البيزنطيين ٠ والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا تخلف ذو النون عن القيام بالدور المناط به؟ الحقيقة أنه لم يرد في المراجع المتداولة تفسير السبب الذي جعل ذا النون لا يقوم بالدور المكلف به ٠ غير أن السبب لا يخفى على الباحث الحصيف اذا مانظر للحوادث نظرة شمولية ، وعرف الموقف برمته في منطقة الشرق الأدنى حينذاك ‘ فالراجح أن ذا النون خشي أن تفشل حملة الإمبراطور مانويل وهو ما حصل بالفعل وبالتالي لا يبقى له مكان يلجأ اليه هربا من انتقام قلج أرسلان ولا سيما وان نور الدين محمود الذي حماه في السابق قد توفي في ذلك الحين،وانقسم البيت الزنكي كما هو معروف،وبدأ النزاع يحتدم بين صلاح الدين و الزنكيين على السيطرة على بلاد الشام٠كما لا يستبعد إن ذا النون شعر أن إنتصار مانويل يعني انهيار نفوذ الترك وسيطرتهم على آسيا الصغرى، وهذا يعني أن ذا النون يشارك في تدمير قومه مما سيلحق به عارا لايُمحى إذا ما شارك في الحملة ٠وكي لا يظهر بمظهر الخائن في نظر المسلمين بمشاركته أعدائهم. كل هذه الأسباب وربما بعضها ، حمل ذا النون على التخلي عن البيزنطيين ومخالفة الخطة المتفق عليها ٠ وفي ربيع الأول 572هـ/سبتمبر 1176م وبعدأن تخلى ذو النون عن البيزنطيين حلت الهزيمة الساحقة بحملة اندرونيكوس فاتاتزيس عند أسوار نكسار ، وقُتِل وأُرسلت رأسه كدليل على النصر إلى السلطان قلج أرسلان٠ والراجح ان خطة الإمبراطور مانويل ارتكنت الى ان ينجح ابن عمه اندرونيكوس في الاستيلاء على نكسار في الوقت الذي يكون فيه الإمبرطور قد حاصر قونيه عاصمة قلج أرسلان ليبدأ بعد ذلك اندرونيكوس في الضغط على سلاجقة قونية من الشرق، ويتم وضع مملكة قلج أرسلان بين فكي كماشة للإطلاق عليها٠ وكيفما كان الأمر فقد جمع قلج أرسلان عساكره من جميع حلفائه وأتباعه فأصبح يناهز في العدد جيش الإمبراطور البيزنطي وإن كان يقل عنه في الأسلحة والعدة، ويبدو أن قوات السلطان الرئيسية تتكون من قبائل التركمان الرماة الذين يمتازون بدقة التصويب وخفة الحركة ٠ وسارالإمبراطور مانويل بجيشه الهائل المثقل بالأمتعة والمؤن ومعدات الحصار قاصدا قونية عبر اقليم فيرجينا واجتاز طريق لوديكيا وأعالي وادي نهر المياندر مارا بحصن سوبلا يوم الذي بناه في السنة السابقة حتى وصل منطقة جبلية قريبة من الحدود، بينما تقدم قلج أرسلان بقوته بمحاذاة اكشيهير وهنا جدد قلج أرسلان طلبه عقد الصلح ، فرفض مانويل مرة أخرى٠ وصعد الإمبراطور بجيشه وادي المياندر نحو السلسلة الضخمة من جبل السلطان والمشتمل على شعب ضيق شديد الإنحدار شمالي بحيرة اجريدير (المسمى حاليا ممر تشارداك) ويقع في نهاية الشعب حصن بيزنطي مهجور يعرف باسم ميريوكيفالوم قرب الحدود٠ وكان الجيش السلجوقي قد احتشد حول التلال الجرداء المشرفة على الشعب بحيث أصبح واضحا بجلاء للبيزنطيين٠ وانقسم الرأي بين قادة الجيش البيزنطي ، فالقيادة المتمرسون من ذوي الخبرة الطويلة في حروب آسيا الصغرى والمدركين لأساليب الترك القتالية أشاروا على الإمبراطور بالتراجع ، وحذروه من مغبة مواصلة الزحف ، في حين حث القادة الشباب المتحمسين الإمبراطور على المضي قدما عبر الممر متوهمين أن في مقدورهم اكتساح الأتراك وإحراز النصر وتحقيق المجد فاستجاب الإمبراطور لرأي القادة المتهورين٠ وفي ربيع الأول 572 هـ/12سبتمبر 1176م مضت مقدمة الجيش داخل الشعب الضيق غير مبالية بالأتراك الذين اعترضوا طريقها وحاولوا في البداية المقاومة ثم تراجعوا ، وفق خطة مرسومة على الأرجح ، وأخذ الأتراك المسلمون يدورون حول التلال، وينقضون على جناح الجيش البيزنطي ومؤخرته ، وفي الوقت الذي واصلت فيه فرق الجيش الأخرى التقدم داخل الشعب وضغطوا على بعضهم البعض بشدة، وحاول صهر الإمبراطور بلدوين الأنطاكي رد الهجوم التركي فقاد فرقة من الفرسان في هجوم مضاد على التلال غير أنه قُتِل مع كل الفرسان الذين معه، وكان الأتراك يلوحون برأس اندرونيكوس فاتاتزيس لكي يحطموا معنويات البيزنطيين ويفتوا في عضدهم، نظرا لأنهم لا يعلمون المصير الذي آلت إليه حملته٠ وكان لمصرع بلدوين ورؤية رأس اندرونيكوس أسوأ الأثر على معنويات البيزنطيين المتورطين في الشعب . وفي تلك الأثناء فقد الإمبراطور شجاعته وولى هاربا خارج الشعب لا يلوي على شيء، وتبعه كل أفراد الجيش الذين وجدوا أنفسهم متشابكين مع عربات الأمتعة والمؤن التي سدت الطريق خلفهم ، وهناك انحدر عليهم الأتراك المسلمون من أعالي التلال وشرعوا يحصدونهم حتى حلول الظلام، أما الإمبراطور فقد جرى إيقافه أخيرا من قبل بعض ضباطه، وكان في الإمكان إبادة الجيش البيزنطي بأكمله وأسر الإمبراطور مثلما حدث في ملاذكرد، غير أن قلج أرسلان أمر أتباعه بالتوقف عن القتل فأنقذ ما تبقي من فلول الجيش البيزنطي ،على إن معظم الجيش الإمبراطوري أبيد في المعركة ٠ وقد صور المؤرخ البيزنطي المعاصر نيستاس خونياتس تلك المعركة بإنها كانت”منظرا بالغ التمزق ، بل إنه يبرز القول،فآلكارثة كانت عظيمة اذ أن القول أنها كانت فاجعة لايكفي فالحفر امتلأت إلى ذروتها بالجثث ، وهناك في الوهاد وشعاف الجبال كانت أكوام من القتلى ، ولم يعبر أحد بدون جروح أو عويل ، فالجميع كانوا يبكون ويولولون منادين أصدقائهم وأقربائهم المفقودين بأسمائهم”٠ شرع مانويل في جمع شتات بقايا جيشه الممزقة، وقبل السلطان قلج أرسلان التماس الإمبراطور السلام ، واشترط عليه هدم الحصنين الجديدين دوريليوم وسوبلايوم ، فقبل مانويل راضيا وشاكرا هذه الشروط السهلة ، وانسحب مخربا تحصينات سوبلا يوم وتاركا دوريليوم ، وعاد مع بقاياه الممزقة صوب القسطنطينية، وقد أرسل معه السلطان ثلاثة أمراء من السلاجقة ممر أفقين لحمايته من هجمات التركمان أثناء عودته٠ لقد كان في مقدور السلطان قلج أرسلان إملاء شروط قاسية على الإمبراطور مثل إخلاء كل آسيا الصغرى فورا وتركها نهائيا للسلاجقة٠ ولذلك يعجب بعض أساتذة التاريخ البيزنطي لتلك الشروط السهلة التي قدمها قلج أرسلان لمانويل بعد المعركة، والتي لا تتناسب مطلقا مع ما حازه من انتصار٠ ويذكرون أنه لأسباب لا تزال غير معروفة استخدم قلج أرسلان انتصاره باعتدال وفتح بابا المفاوضات مع الإمبراطور والتي أفضت إلى معاهدة سلام معقولة لم تتضمن سوى تدمير بعض الحصون البيزنطية٠ ويعزو بعض الباحثين الآخرين شروط قلج أرسلان السهلة، إما لأنه كان قانعا بحدوده المميزة وإن ما ينشده على الحدود الغربية هو الأمن والسلام، أو لأنه لم يدرك حجم الإنتصار الذي أحرزه٠ والواقع أن الأسباب التي حدثت بقلج أرسلان إلى تقديم شروط سهلة للإمبراطور البيزنطي ، هي أن جُلّ اهتمامه كان منصبا نحو الشرق فكان يريد السلام على الحدود الغربية كيما ينصرف إلى توطيد نفوذه في الشرق وإخضاع بقية الإمارات المستقلة في تلك المناطق، ثم العمل على توسيع نفوذه في أعالي الجزيرة والشام، ولاسيما وأن نور الدين محمود قد توفي ، وهو الرجل الذي كان قلج أرسلان يخشاه في هذه المناطق٠ اضافة إلى أن صلاح الدين كان حينذاك منهمكا في توطيد نفوذه في مصر وفي جهاد الصليبين، بل وكان النزاع محتدما بين صلاح الدين وبين بقايا الزنكيين في شمال الشام والجزيرة٠ الأمر الذي يبدو أنه جعل قلج أرسلان يسارع بعقد الصلح مع الإمبراطور مانويل لكي يفيد من ذلك النزاع لحسابه الخاص٠ ومما يزكي هذا الرأي أن قلج أرسلان شرع فعلا في التوسع في أعالي الشام والجزيرة وفرض الحصار على حصن رعبان المهم في شمال الشام، والذي كان قد انتزعه منه نور الدين وهو في ذروة مجده ، ولكن صلاح الدين رغم انشغاله حينذاك بقتال الفرنج وتخريب حصن بيت الأحزان أرسل ابن أخيه تقي الدين عمر لنجدة رعبان فأنزل الهزيمة بقلج أرسلان ومنعه من التوسع في شمال الشام٠ ولعل قلج أرسلان أدرك إن القضاء التام على نفوذ الدولة البيزنطية في كل آسيا الصغرى قد يحدو بها إلى استثارة البابوية والغرب الأوروبي مما يجعلهم يشعرون بالخطر مثلما حدث بعد ملاذكرد- الأمر الذي سيدفع بهم إلى تجريد حملة صليبية ضده،في وقت لا تزال فيه بعض أجزاء من آسيا الصغرى في الشرق والجنوب خارجة عن سيطرته٠ وقد أدرك الإمبراطور مانويل نفسه مدى الكارثة التي حلت به وبالأمبراطورية البيزنطية في معركة ميريوكيفالوم ، حتى أنه شبهها بمعركة ملاذكرد (مانزيكرت) التي وقعت للأمبراطور رومانوس ديوجينس قبل قرن من الزمان. ويقرر المؤرخ الألماني كوجلر أن معركة ميريوكيفالوم قررت وإلى الأبد مصير الشرق ٠ ويمكن لنا القول : أنها كانت نقطة تحول في تاريخ العالمين الإسلامي والمسيحي في ضوء النتائج التي تمخضت عنها وهي: أولا : فيما يتعلق بسلاجقة الروم فالحقيقة أن معركة ميريوكيفالوم تضارع في أهميتها ونتائجها معركة ملاذكرد، فإذا كانت معركة ملاذكرد قد فتحت أبواب آسيا الصغرى على مصراعيها أمام الأتراك السلاجقة فإن معركة ميريوكيفالوم ووطدت ورسخت وجود الأتراك السلاجقة المسلمين على أرض آسيا الصغرى٠ ذلك أنه ترتب على معركة ملاذكرد ردة فعل عنيفة لدى الأباطرة البيزنطيين استمرت على مدى قرن من الزمان ، فبذلوا كل مافي وسعهم من محاولات لاسترداد آسيا الصغرى، وتجسدت تلك المحاولات في الاستنجاد بالغرب الأوروبي والبابوية من قبل ميخائيل السابع والكسيوس مؤمنين، ثم ما أمله الكسيوس من الإفادة من الحملة الصليبية الأولى في استرداد آسيا الصغرى ،وما قام به الأباطرة من أسرة آلِ كومنين من محاولات جادة ، عن طريق الحملات التي قادوها بأنفسهم ضد الأتراك السلاجقة ٠ فجاءت معركة ميريوكيفالوم لتبدد ردة الفعل تلك ولتقضي وإلى الأبد على كل الآمال والأحلام البيزنطية في اعادة آسيا الصغرى إلى حظيرة الإمبراطورية ، ناهيك عما نجم عن معركة ميريوكيفالوم من ازدياد الضعف والخور الذي انتاب الإمبراطورية البيزنطية مما جعلها تقف عاجزة حتى عن الدفاع عن وجودها أمام الحملة الصليبية الرابعة بعد 28 سنة على معركة ميريوكيفالوم ٠ فصارت بلادأسيا الصغرى أرضا للترك ومنذ أواخر القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي أصبحت تدعى في المصادر الغربية باسم تركيا ٠ كما أن قلج أرسلان تمكن بعد معركة ميريوكيفالوم من إرسال قواته إلى غربي أسيا الصغرى ، ففتحت مناطق يلوبورلو وكوطاهيا واسكى شهر، ولم يجد التركمان المسلمون بعد معركة ميريوكيفالوم صعوبة في التوغل بخيولهم وسائمتهم مع مجاري الأنهار حتى مصباتها في بحر ايجه٠ وبفضل هذا النصر الحاسم توطدت الوحدة السياسية للأناضول وساد بها القانون والنظام وبدأت حقبة التقدم الإقتصادي والثقافي، وبلغت دولة سلاجقة الروم ذروة المجد في عصرها الذهبي الذي استمر حتى الغزو المغولي سنة 641هـ/1243م ، كما تكثفت طرق المرور الهامة للتجارة العالمية في تلك المنطقة وأصبحت آسيا الصغرى جزءا رئيسيا من العالم الإسلام٠ ثانيا: كانت معركة ميريوكيفالوم بالنسبة للإمبراطورية البيزنطية كارثة عظمى منيت بها ٠ أراد الإمبراطور مانويل أن يبدد الخطر السلجوقي فإذا به يقع مع إمبراطوريته في هوة سحيقة لا سبيل إلى الخروج منها ٠ ومع ذلك فإن مادحا مجهولا لمانويل قلب فراره الفعلي أمام الأتراك المسلمين إلى واحدة من مآثره الرائعة حينما قال: ” بعد الإصطدام مع حشود المهاجمين الأتراك اندفع (مانويل) إلى الهرب بمفرده دون أن يخشى السيوف والسهام والرماح ” ٠ أما ابن اخت مانويل فقد زين بيته الجديد بصور زيتية ومن ضمنها صور تتضمن أعمال السلطان على الجدران، ولكنه وضعها في الأماكن المظلمة من الدار تعبيرا عن التشاؤم ، وهي في حقيقتها تشرح الكارثة التي حلت بالإمبراطورية في معركة ميريوكيفالوم ٠ ورغم ادراك مانويل لإبعاد الكارثة التي حلت به وحقيقة ما فقده في المعركة فإنه حاول التقليل من هزيمته الساحقة في نظر معاصريه، ففي رسالة طويلة بعث بها إلى صديقه الغربي الملك هنري الثاني بلاتاجنيت ملك إنجلترا ، أعلن مانويل هزيمته ، ورغم إنه حاول بوضوح أن يخففوا قليلا ، إلا أن القصة الكاملة للمعركة أعطيت من جانبه في تلك الرسالة، كما أورد فيها معلومات مهمة تتعلق باشتراك الرجال الإنجلتر في المعركة ، والذين خدموا الأباطرة البيزنطيين كجنود مرتزقة منذ سنة 1166م وبخاصة في الحرس الأمبراطوري٠ غير أن كل تلك المحاولات لم تجد نفعاً في التخفيف من وقع الكارثة على الإمبراطورية ، فهيبة مانويل انحدرت إلى الحضيض ، إذ أن هزيمته في معركة ميريوكيفالوم أذكرت الرغبة لدى الأباطرة الجرمان من آسرة الهوهنشتاوفن في أن تصبح سيطرتهم عالمية الطابع ، أي على الشرق والغرب على حد سواء٠ فقد أرسل الإمبراطور مانويل بعد معركة ميريوكيفالوم رسالة إلى الإمبراطور فريدريك الأول بربرسا صاحب الإمبراطورية الرومانية المقدسة صور فيها وضع السلطان قلج أرسلان وكأنه ضعيف٠ غير أن فردريك بربرسا قد علم في ذلك الحين بحقيقة هزيمة مانويل الساحقة، و في رده عليه أعلن فردريك أن الأباطرة الجرمان تسلموا سلطتهم من أباطرة الروم العظام ، ليحكموا ، ليس فقط الإمبراطورية الرومانية بل المملكة اليونانية (الدولة البيزنطية) ولذلك أمر فردريك الملك اليوناني مانويل بأن يعترف بالسلطة للإمبراطور الغربي ويطعن لسلطة البابا ،. وأنهى فردريك خطابه بالإشارة إلى. أنه سوف يعدل سلوكه في المستقبل ازاء مانويل الذي كان يزرع عبثا القلاقل بين الأتباع الإقطاعيين ضد الإمبراطورية الغربية ٠ وهذا كله يشير بوضوح إلى انهيار هيبة الإمبراطورية البيزنطية ورغبة الإمبراطور الألماني في استغلال هزيمة البيزنطيين وفرض سيطرته عليهم٠ ولم يستطع مانويل أن يخفي الأثر الذي تركته معركة ميريوكيفالوم في نفسه٠ وقد وصف المؤرخ الصليبي المعاصر وليام الصوري حالة مانويل النفسية حين زار القسطنطينة سنة 575هـ/1179م في طريق عودته من مجلس اللاتران الثالث الذي انعقد في روما، وفي القسطنطينة حضر بعض الإحتفالات الإمبراطورية، ووصف حالة مانويل النفسية مؤكدا على أنه لم يسترد عافيته وطمأنينته أبدا، وأنه لا يزال يحمل في قلبه أثرا عميقا من هزيمة ميريوكيفالوم ، ولم يعد يبدي روحا مرحة ، وهي التي كانت تميزه في السابق ، ولم يظهر مبتهجا أمام مواطنيه مهما تضرعوا إليه ولم يعد ينعم بصحة جيدة، بعد أن كان قبيل تلك الحادثة مفعما بالصحة، رابط الجأش مؤلفته للنظر، إذ أن تلك الهزيمة اخمدته إلى الأبد٠. وأشار وليام الصوري إلى ما تركته هزيمة ميريوكيفالوم من أثر سيء في نفوس الصليبين٠ ونتج عن معركة ميريوكيفالوم تدمير الجيش البيزنطي الذي أُنشىء تدريجيا وبتضحيات جسيمة للبيزنطيين ٠ ولفترة من الزمن أصبحت الإمبراطورية بدون حماية عسكرية، وجرى تطويقها من جانب أعدائها الذين طمعوا فيها٠ أما حلم مانويل في جعل الإمبراطورية مرة أخرى قوة عظمى فقد ذهب أدراج الرياح ٠ وأخيرا طُردت الحاميات البيزنطية القليلة من إيطاليا وشرع الهنغاريون في جس الحدود الشمالية ، وأسهم الصربيون في زعزعة السيطرة البيزنطية، وليس هناك سوى القليل الذي استطاع أن يفعله مانويل ازاء تلك الأزمات التي أخذت تترى على الإمبراطورية بعد معركة ميريوكيفالوم، فبدد موارد الإمبراطورية وأنفق الثروة المكدسة من قبل والده ، الشدي الحرص في النفقة، كما أنفق النفائس المعدة للإستخدام في أوقات الطوارئ على الجنود المرتزقة، وابتدع حكم الطبقة العسكرية التي انفرد أعضاؤها بكراهية الشرقيين٠ والأمر الذي لا شك فيه أن فناء الجيش البيزنطي في معركة ميريوكيفالوم يفسر السهولة التي سقطت بها القسطنطينة أمام الحملة الصليبية الرابعة، اذ لو قد لجيشها البقاء لأصبح من العسير جداً على الحملة الصليبية الرابعة اقتحام القسطنطينية والإستيلاء عليها٠ وصفوة القول أن الإمبراطور مانويل كان يريد السيادة العليا على الإمارات الصليبية في الشرق والنجاح في هنقاريا وتوهم أن في مقدوره أن يحتل منطقة واسعة في إيطاليا وأن يحافظ على مركزه في سائر الميادين الشرقيةوالأوروبية ٠ جاءت معركة ميريركيفالوم الحاسمة لتبدد كل المكاسب التي أحرزتها الإمبراطورية في السابق فانهار النفوذ البيزنطي في الشرق وطُرد البيزنطيون من قيليقية وفقدوا السيطرة على. آسيا الصغرى إلى الأبد٠ ثالثا: أما عن أثر معركة ميريوكيفالوم على الصليبين ، فقد حاول مانويل أن يثبت في السنة التالية للمعركة 573 هـ/1177م أنه لا زال قادرا على مساعدة الصليبين فأرسل أسطوله بحرا للمشاركة مع مملكة بيت المقدس الصليبية لغزو مصر غير إن الحملة لم تبحر إلى مصر مطلقا بسبب تقاعس فيليب كونت فلاندر الذي وصل مؤخراً من أوروبا٠ ورغم احتفاظ مانويل بعلاقات جيدة مع أصدقائه الصليبين في بلاد الشام وجهوده في سبيل ازالة الحواجز بين اليونانيين واللاتين وعمله على تقليص المشاحنات السياسية اللاذعة والتيارات الدينية المتنافرة بين الجانبين ، فإن ذلك كله لا يمكن أن يحجب حقيقة تدمير قوات الإمبراطورية في معركة ميريوكيفالوم وانهيار السياج الإخير الذي يمكن أن يركن الصليبيون إلى مساعدته في وقت الشدائد ٠ وقد أدرك المؤرخ الصليبي المعاصر وليام الصوري تلك الحقيقة كما ذكرنا آنفا ٠ ويعلق بعض الباحثين المحدثين بقوله :” إن الهزيمة الساحقة التي حلت بالإمبراطور مانويل من جانب سلاجقة قونية (17سبتمبر 1176) أقصت البيزنطيين بوصفهم حليفا فعالا في مستقبل الحملات الصليبية في بلاد الشام ومصر”٠ إلا أنه برغم شعور الشك والريبة الذي ساد بين الدولة البيزنطية والصليبين منذ فجر الحركة الصليبية فانهم كانوا يلوذون بها وقد شاركتهم أحيانا في شن الحرب المباشرة على المسلمين مثل الحملة البيزنطية الصليبية المشتركة التي قادها الإمبراطور حنا كومنين ضد عماد الدين زنكي سنة 531 هـ/1138م ، لذلك كله من الطبيعي أن تصيب معركة ميريوكيفالوم الصليبين بالفزع والهلع ، لأنهم أدركوا انكماش الإمبراطورية البيزنطية عن آسيا الصغرى وزوال مساعدتها المقدمة إليهم ولاسيما إلى إمارة أنطاكيا بالذات جعلهم في الميدان وحدهم أمام المسلمين٠ رابعا: أما عن أثر المعركة على الجبهة الإسلامية ضد الصليبين بقيادة صلاح الدين، فعلى الرغم من أن سلاجقة الروم لم يرسلوا قواتهم للإشتراك مع صلاح الدين في جهاد الصليبين الا أن قضاءهم على الجيش البيزنطي في معركة ميريوكيفالوم كفل الأمن للجناح الشمالي لجبهة صلاح الدين ، فقد كانت تلك الجبهة كما رأينا مصدر قلق لنور الدين محمود إبان حياته وحالت بينه وبين الامعان كثيراً في الضغط على الصليبين٠ وليس هذا فحسب ، بل لقد أصبحت الإمبراطورية البيزنطية بعد وفاة مانويل تتخلى نهائيا عن سياستها الصليبية وقلبتها رأسا على عقب، فلم تجد غضاضة في التماس صداقة صلاح الدين فعقدت معه معاهدة سلام وصداقة ضد المصالح الصليبية في بلاد الشام٠ وبذلك خدمت معركة ميريوكيفالوم القضية الإسلامية برمتها. وهكذا كانت المعركة الحاسمة احدى المآثر العظيمة التي قام بها الأتراك المسلمون في التاريخ الإسلامي٠ http://alghamdiprof.com/ali/%D9%85%D...%D8%A7-%D9%A5/
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
:::عبدالرحمن::: |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 0 والزوار 22) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |