18-03-09, 02:52 AM
|
|
أسباب الظاهرة:
أشار العديد من المشاركين في استطلاع الرأي إلى عدة أمور تشكّل "حسب رأيهم" أهم الأسباب التي تؤدي إلى انتشار هذه الظاهرة، منها:
الأهل:
يقول أحمد عرفة (من مصر): "من رأي، فإن التحرش الجنسي بالأطفال هو بسبب غياب الأب والأم و الدين من البيت".
كما يقول أنور (من المغرب): "أسباب التحرش يرجع إلى سوء التربية وعدم الإقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في توجيه الأبناء التوجه السليم، والسماح لهن برؤية الغير مباح مما يثير فيهن الغرائز الجنسية مع عدم المراقبة الدائمة واستغلال المواقف للتوجيه".
ويوافقهم محمد (من ليبيا) قائلاً: "هذه الظاهرة السيئة تعود إلى الوالدين لعدم تربية أطفالهم بالطريقة الصحيحة".
كما يقول فيصل الطويرقي (من السعودية): "هذه المسألة تعود إلى الوالدين في تربية أبنائهما التربية الإسلامية الصحيحة، وعلى الوالدين كذلك عدم تربية الطفل على النعومة والدلع الزائد".
أما أم زيد (من السعودية)، فترى أنه "لا بد من المكاشفة.......حتى لا ينجرف الأطفال إلى طرق خاطئة.. أو يصابوا بعقد نفسية.. لابد من المصارحة بين الأبناء والوالدين.. ولابد من التربية السليمة... ومراعاة أبنائنا حق الرعاية فهم أمانة في أعناقنا وهبة من الله علينا المحافظة عليها.."
ويحدد (مرعي طالب من اليمن) نقاطاً محدداً في دور الأهل في انتشار هذه الظاهرة، قائلاً: "من أهم أسبابها:
1) الرفقة السيئة من المدرسة وأولاد الجيران
2) عدم السؤال على الأولاد والسبب في تأخرهم عن البيت
3) التربية، مثلا الأب يعوّد الابن على الصلاة ومكارم الأخلاق والشجاعة والشهامة.
وسائل الإعلام:
باتت وسائل الإعلام تأخذ حيزاً متزايداً من وقت واهتمام الأبناء، وأيضاً من وقت واهتمام الكبار الذين باتوا يتعرضون لعمليات تشويه فكرية وأخلاقية ودينية، ساعدت في ذلك انتشار الفضائيات المخلة بالآداب، وفساد النظم الرقابية في الكثير من الوسائل الإعلام العربية والإسلامية، ما ساهم في تمرير صور ومناظر وأفكار مشوّهة عن التطور والحضارة، وساعد كل ذلك في إثارة الغرائز الجنسية الغير طبيعية عند المتابعين، خاصة في المجتمعات المحافظة.
يقول أبو علي (من الكويت): "السبب في التحرش الجنسي للأطفال هو انتشار الإعلان لمثل تلك التحرشات بوسائل الأعلام، فيستهين الناس بهذا الشيء بعد ما كان مستغرب وشاذ".
فيما تقول (عبير من السعودية): "أولاً وأخيراً وأصيح بأعلى صوتي أن السبب هي القنوات الفضائية، فهي الشيطان المدمر للنفوس والبيوت، لا بارك الله فيها، وفيها من غش أهل بيته بها. وأنا ألقي اللوم الكبير على الآباء الذين أصبحوا بلا غيره، رحم الله آباءنا وأجدادنا لما يملكون من غيره على بيوتهم ونسائهم وبناتهم".
وتقول (التائبة من مصر): "السبب هو الإعلام، وما أدراك ما الإعلام، الذي أصبح يعج بالفساد إلا ما رحم ربي، وبرأيي أنه هو السبب أولاً وأخيراً".
ويشاطرهم الرأي (أبو خالد من السعودية) قائلا:" سبب انتشار تلك الجريمة وجود القنوات الفضائية في المنزل مما يجعل (الشباب) يعتاد على الإباحية وعدم التمنع من الجنس باعتباره أمراً طبيعياً".
أما (حطين) فيسطر كلمات مهمة حول دور الإعلام المفسد في مجتمعاتنا، قائلاً:" لما توضع العراقيل للفضيلة وتعولم الرذيلة والعهر والبذاءة لا تسل عن النتائج التي قد يصل إليها المرء فيرتكس في أخلاقه ليكون دون البهائم والأنعام!!
حينما تعرض المشاهد المنكرة وينتقى لها أصحاب الجمال للإغراء والفتنة!!
حينما تنحصر علاقتنا كمربين وأولياء بالجيل في افعل ولا تفعل دون نقاش وحوار وتوعية حميمة!!
حينما يكون دور الوالدين مع الأبناء دور المطعم مع الزبائن فلا تربية ولا توجيه ولا متابعة!!
بالأمس كنا نخاف على البنت دون الولد اليوم عليهما معاً!!
إنه اللعين ذلك الإعلام الهابط علينا من السماء والذي يرعى الغرائز ويثير مكامن الشهوات دون خوف من الله ولا حياء من خلقه!! ولا ننسى من أمن العقوبة أساء الأدب".
المجتمع:
ألقى العديد من المشاركين في الاستطلاع باللوم على "المجتمع"، وطريقة تعامله مع المشكلة، ونظرته للمعتدى عليه، وطريقة التربية التي يؤثر فيها على الأهل.
تقول (عبير من السعودية): "في مجتمعنا السعودي أرى أن من أسباب انتشار التحرش الجنسي بالأطفال، طرق التربية الخاطئة وزيادة الكبت".
كما يقول (سليم من السعودية): "للأسف فإن مجمعاتنا تربي الطفل على الخوف حتى عندما يتحرش به أحد يسكت وهذا الشيء راجع للإعلام الجنسي الذي يدفع المراهقين للبحث عن أي متنفس لتلك الشهوات".
(مون من السعودية)، كتبت تقول: "التحرش الجنسي بالأطفال يعتبر من القضايا المهمة.. ومن رأيي فإن أسباب هذه القضية تعود إلى:
1- قلة الوازع الديني.
2- رؤية القنوات الفضائية التي تعرض المشاهد الإباحية.
3- الفكرة العامة أن هذا طفل لن يشعر بالجرم أبدا... وغير ذلك من الأسباب التي توقع في مثل هذه المشكلة".
أسباب أخرى عديدة:
لم يقف المشاركون في الاستطلاع عند حدود الأهل والمجتمع والإعلام، بل شملوا العديد من الأسباب التي تعتبر "بالفعل" دافعاً ومحفّزاً لهذه الأمور، منها ما ذكرته (ناصرة الإسلام من السعودية)":
* تهاون الأهل في تستر البنات وجعلهن يختلطن مع المحارم بصورة تتجاوز الحدود في المزح والخلوة التي لا داعي لها
* عدم اهتمام الأهل بلباس الفتيات والتساهل بكشف الصدور والظهور بل والبطون أيضا وغير ذلك سواء أمام المحارم أو السائقين أو حتى الصديقات
* اعتماد الوالدين على الخدم والسائقين في تربية الأبناء وإعطائهم الصلاحية الكاملة لذلك".
فيما كتبت إحدى السيدات من الإمارات العربية المتحدة تقول: "إهمال الوالدين للأبناء خارج المنزل أمام السيل العارم من الوافدين من الآسيويين خاصة الذين لا يضعون في الاعتبار أن الله تعالى يراهم.
- ترك الأبناء مع الخدم الذين يثأرون من الأهالي من الأبناء (الضحايا) فمن القصص التي أعرفها أن خادمة طالت فترة خدمتها لعائلة أمنتها على بناتها الأربع ولكنها خانت الأمانة بأن اغتالت عذرية جميع الفتيات الأربع وأخبرتهم بذلك بعدما سافرت ووصلت إلى بلادها مطمئنة أنه لن يعاقبها أحد في بلادها علما بأنها عاشت مع العائلة منذ ولادة البنت الأولى والعائلة غافلة عن البنات".
(شهد من السعودية) كتب تقول: "أظن أن من أسباب التحرش الجنسي
1/ ضعف الوازع الديني
2/ قلة الوعي الاجتماعي والأسري
3/ كثرة المثيرات الغريزية
4/ الاختلاط الأسري وغيره
5/ عدم المراقبة الأسرية
6/ الإهمال الزائد وغيرها من الأسباب".
أما سليم من سورية فيرى أن "أهم أسباب انتشار هذه الجريمة، هو ضعف الوعي والوازع الديني وإهمال هذه الظاهرة".
وتشدد (سمسم من السعودية) على أن "أكبر وأهم سبب لانتشار هذا الوباء هو البعد عن الكتاب والسنة قولا وعملا ، و أن ذلك لن ينجلي إلا برجوعنا إلى المولى جل وعلا".
نصائح وحلول:
ذكر العديد من المشاركين عدة حلول ونصائح لأنفسهم ولغيرهم، علّها تفيد في الحد من انتشار هذه الظاهرة المتنامية، أو تساعد الذين تعرّضوا لاعتداء على تجاوز تلك الأزمة.
(آسيا من الجزائر تقول): "من الأفضل أن نتكلم عن الحل وألا نسكت مخافة العار لان السكوت عن المنكر منكر، إذ لا بد أن يأخذ الجاني جزائه. علينا بالتربية السليمة لأبنائنا حتى لا نتركهم عرضة لذئاب بشرية لا ترحم الطفولة".
ويقول أيمن محمد القحطاني: "للخروج من هذه الأزمة يجب:
1- يجب تقوية الوازع الديني ومعرفة أن اللواط محرم.
2- تربية الأولاد على الصراحة مع الآباء .
3- عدم الاطمئنان لأي شخص حتى الخال وأولاد العم وغيرهم".
ويرى (سانا من تونس)، أن "تسليط أقصى العقوبات على هذه الفئة الشاذة، وإعدامهم إذا لزم الأمر"، حلاً ناجعاً لهذه الظاهرة.
فيما ترى (أم ريم) الحل في عدم التكتم على هذه الجريمة، وكتبت تقول: "أرى بأنه لو تم التكتم سيكون هذا الطفل ذكرا كان أم أنثى ضحية والديه وترددهم وعنادهم لأنفسهم ، فهذا طفل ضحية من أراد تدميره بدافع شهوة حيوانية ليس إلا؟ ففي رأي أن تتم المكاشفة فأنا طفلي لم يخطئ ويجب أن أطالب بعقاب من أخطأ في حقه ولا أتنازل أبدا".
(يقين من السعودية) ترى الحل في:
1/ نشر الثقافة الدينية.
2/ إشباع الغريزة العاطفية.
3/ تعليم الطفل سبل الدفاع عن نفسه إذا تعرض لهذا الموقف (بالصراخ/ إبلاغ الوالدين/....).
4/ إلباس الطفل ملابس ساترة وغير مغرية.
5/ عدم إهمال الأطفال وتركهم مع الغرباء والخدم".
فيما ترى (هالة من ليبيا) أن الحل يكمن في "توعية الطفل بطرق مبسطة بالمحاذير في التعامل مع الغرباء.. وتوضيح العيب والحرام بدون بث الرعب في نفس الطفل.. وتقبل أحاديثه البريئة بصدر رحب يقي من حدوث المشكلة وإن وقعت لا قدر الله يقي من استفحالها".
(نداء من السعودية) كتبت تقول عن الحل: "أطفالنا أهم ما نملك فنصيحة يا أختا, لا تجلبي خادم رجل آسيوي أو غيره في بيتك فبعضهم ليس لديهم لا مذهب ولا دين.
راقبي أطفالك ولا تهمليهم بخروجك عنهم وتركهم عند الخادمة أو إرسالهم معها بدون رقيب
نبهيهم وحذريهم من الغرباء وأن يبوحوا لك بكل شيء".
وتشدد (الجوهرة من السعودية) على المصارحة، وتقول: "المكاشفة أهم شيء، حتى تتم معالجة المشكلة في أسرع وقت ممكن، وحتى وإن هدد المتحرش بعرض صورهم فحذار من الصمت لأنه لن يستطيع مواجهة ولي أمر المتحرش به أو المتحرش بها".
الخطر القادم من الداخل!
في استطلاع قدمه لها أون لاين بالتزامن مع إثارة قضية التحرش الجنسي بالأطفال في شاركوا بالرأي طرح سؤال لمتصفحي الموقع وكان نصه: تعرض الأطفال للتحرش الجنسي تتوقع أن يكون بدرجة كبيرة من الأقارب أم المدرسة أم الجيران؟
كان إجمالي الأصوات التي شاركت في الاستطلاع 996 صوتاً 56% وهي النسبة الأكثر تتوقع أن تعرض الأطفال للتحرش الجنسي يمكن أن يكون من الأقارب وأنهم مصدر الخطر الأول، بينما 28.7% رأوا أن الطفل معرض للتحرش الجنسي من لمدرسة، و15.3 فقط توقعوا أن الأطفال معرضين للتحرش الجنسي من قبل الجيران.
وهذه النسب تدل بشكل أو بآخر على انتشار التحرش الجنسي بين الأقارب، الأمر الذي يضعنا أمام قضية شديدة الخطورة لأننا هكذا أمام مواجهة خطر من الداخل، خطر كان حتى وقت قريب غير متوقع، وهنا سؤال يطرح نفسه ولا بد له من إجابة كيف نحمي أطفالنا من التعرض إلى التحرش الجنسي خاصة إذا كان الخطر الذي يداهمهم قد يكون من الناس المقربين منهم والذين نتركهم برفقتهم دون أن يساورنا أدنى شك أنهم مصدر الأذى بالنسبة لهم..
|