كُنْت ذَات يـوَم.
مُحْدِق وَمُتَابع لِغِيَاب شَمْس ذَلِك الْيَوْم
وَعِنْدَمَا دَنَت وَشَارَفْت
عَلَى الْمُغَيَّب أُرْسِلْت لِلْأُفُق ضَوْء خَافَت
ذِي انْكِسَار عَلَى سُفُوْح الْجِبَال
وَإِشُعَاع أنمزُج لَوْنُه
مَع تِلْك الْغُيُوم الْصَّاعِدَة لِلْسَّمَاء
فَأَصْبَح مُنَظِّر مَغِيْبِهَا مُنَظِّر رَبَّانِيَّا رَائِعَا:
وَدَّعَتْنَا عَلَى أَمَل أَن نَرَاهَا فِي يَوْم غَد
بِاسْم مُشْرِق مُكَلَّل بِالْنَّجَاح
وَكَأَنَّهَا تَقُوْل لِلْإِنْسَان أَنْت الْشَّمْعَة
وَالَّتِي تَحْرِق نَفْسَهَا لِكَي تُضِيْء لِلْآَخِرِين
فَالشَّمُعَة تَحْرِق نَفْسَهَا حَتَّى تَذُوْب وَتَنْصَهِر
وَتُصْبِح رَمَاد تُبَعْثِرُه الْرِّيَاح
وَلَن يَبْقَى مِنْهَا أَي جُزْء أَو أَثَر أَو رُفَات
يُذَكِّرُنَا بِتِلْك الْشَّمْعَة:
وَلَيْس الْعِبْرَة بِأَن الْشَّمْس تَغِيْب وَتَبْزُغ
وَالْشَّمْعَة تَحْتَرِق وَتَنْتَهِي:
الْعِبْرَة هُو اسْتِشْعَار!!. كُنْت اسْتَشْعَرَه بِأَن حَياة الْإِنسَان كَالْشَّمْعَة..
فَالإِنْسَان يَزْرَع الْأَرْض وَيُعَمِّرُها
وَيُشَيِّد عَلَى ظَهْرِهَا عِش لَه وَمَأْوَى و لَن يُقَيِّم فِيْه وَقْت طَوِيْل
بَل سَوْف يُغَادِرُه فِي يَوْم مِن الْأَيَّام
فَالإِنْسَان مَسافِر مُهِمَّا طَال بِه الْأَمَد سَوْف تَنْتَهِي رَحَلَتِه:
فَحَيَاة الْإِنْسَان. رَحَلة:
مَرْكَبُها .الْتفَاؤُل:
قُوَّتِهَا. الْأُمـل:
أَنْسَهَا وَسُرُوْرِهَا :صَفَاء الْإِنْسَان لِلْإِنْسَان
مِن الْوُد وَالْحُب وَالْنَّقَاء وَالْبَذْل وَالْأَخْذ وَالْعَطَاء:
فَهَل هُنَاك مُقَارَنَة .
بَيْن الْإِنْسَان وَالْشَّمْس وَالْشَّمْعَة