بين الطب النفسي والرقية الشرعية الجزء 5
س 101 : إبني عمره 4 سنوات مازال يبلل فراشه في الليل( يبول لا إراديا),في الوقت الذي لا تفعل أخته ما يفعل مع أن عمرها 3 سنوات فقط.استعملنا معه الطرق المختلفة فما نفعت. ما الحل وفي أي سن يصبح هذا الأمر مرضا يبحث عن علاج ؟.
لا يصبح الأمر مشكلة تبحث عن حل بزيارة طبيب مختص إلا بعد السادسة من عمر الطفل,ومنه فلا داعي للقلق والهم الذي تحملينه,ولعل قلقك نابع من مقارنته بأقرانه الذين هم في مثل سنه أو بأخته الأصغر منه,فلا تنسي أن "أصابع اليد الواحدة مختلفة"كما يُقال.ويستطيع الطفل الطبيعي التحكم في عملية التبرز مع بلوغه 30 شهرًا،أي سنتين ونصف,وذلك لاكتمال نمو العضلة المسئولة عن التحكم في التبرز في مثل هذه السن.أما التحكم في عملية التبول فالمسئول عنها هو الجهاز العصبيُّ والجهاز الحركيُّ بالجسم،ويختلف معدل نمو الجهازين من طفل لآخر،وقد يحدث تأخُّر هذا النمو عند طفل ما مقارنة بأقرانه،ولكن يبقى ذلك ضمن إطار النمو الطبيعي(طالما لم يتعدّ الطفل سن السادسة) ،وبالتالي ننصح الأم بعدم المقارنة.ولاستبعاد الأسباب العضوية بصورة يجب القيام بتحاليل معينة عند طبيب اختصاصي في المسالك البولية بعد بلوغ الطفل السنة السادسة من عمره مع بقاء المشكلة عنده قائمة. فإذا ظهر السبب العضوي فإن المشكلة تعالج عندئذ بالدواء المناسب,وإلا فإن سبب المشكلة يمكن جدا أن يكون نفسيا.وأسباب البول اللاإرادي الليلي النفسية تتمثل غالبا في الغيرة أو سوء معاملة الوالدين للولد أو على الضد تدليل الوالدين الزائد له,أو الخوف.فإذا وُجد سبب من هذه الأسباب تُعالج المشكلة عندئذ بالتخلص من سببها. والأصل أن المشكلة لا تحتاج إلى رقية وإن نفعت الرقية في بعض الأحيان.
س 102 : من هم الأطباء الذين يراجعهم المصابون بوساوس قهرية وهم ليسوا مختصين؟.
1- أخصائي الأمراض الجلدية : بسبب الهرش الحاصل على الجلد من الوساوس.
2- طبيب العائلة : يراجع بسبب الغسيل المتكرر أو العد أو الشكوك المستمرة.
3-أخصائي السرطانات أو الأمراض المعدية أو التناسلية:من أجل فكرة متسلطة بأن الشخص مصاب بالإيدز مثلاً.
4- طبيب أسنان :بسبب تنظيف مستمر وعنيف للأسنان.
5-أخصائي أطفال: الوالدان قلقان بسبب تكرار ولدهم للغسل المستمر.
6- أخصائي تجميل : مراجعة بخصوص وسوسة من شكل أو هيئة عضو من الأعضاء.
7-إمام مسجد: للسؤال عما إذا كانت هذه الوساوس بسبب الشيطان.
8-راق: بسبب الظن أن به مساً من شيطان أو سحر أو عين.
9- دجال (مشعوذ أو ساحر): لصد السحر أو الشر أو العمل.
كل من ذكروا يراجعهم الموسوسون عادة (بوسواس قهري) وليس بينهم مختص واحد.وتشير الإحصاءات إلى أن الذين يعانون من الوساوس القهرية قد لا يراجعون مختصاً نفسانياً واحدا إلا بعد مضي سنوات.
س 103 : ما هو علاج تساقط الشعر الناتج عن الاضطرابات النفسية والقلق؟.
إن تساقط الشعر نتيجة التعرض للاضطرابات النفسية يزول في العادة تلقائيًّا، ويعود للنمو الطبيعي بعد حوالي 6 أشهر من زوال السبب ما لم يتعرض المصاب للاضطراب النفسي مرة أخرى.أما إذا طالت مدة الاضطراب فقد يستمر تساقط الشعر بسبب استمرار قيام السبب, وعندئذ قد يضطر المريض لاستشارة طبيب نفسي قبل ( أو بدون) استشارة الطبيب الاختصاصي في الأمراض الجلدية.
س 104 : ما المقصود بالسلبية في الطب النفسي ؟.
هي من الآفات النفسية التي تعني العزلة وعدم الانتماء وقطع الصلات بالعالم المحيط مما يؤدي إلى الشعور بعدم المسؤولية واللامبالاة.وتشير السلبية إلى قصور في التنشئة الاجتماعية واضطراب في مسار النمو النفسي مما يؤدي إلى انعدام الاهتمامات الاجتماعية لدى الفرد وإلى تلاشي الحرص على المجتمع وغياب الوعي والحس الاجتماعيين ,بالإضافة إلى عدم الإيجابية في التفاعل مع البيئة الاجتماعية المحيطة.
س 105 : أنا الآن في سن العشرين وما أزال أعاني من حب الشباب الذي نغص علي حياتي! أنا أتعذب كثيرا لأنني حاولت استخدام عدة أدوية اصطناعية وطبيعية،ولكن كلها لم تفدني.ما العمل؟.
رغم أن علاج هذه الحالة يختص به أولا طبيب الأمراض الجلدية،إلا أنه قد يكون لظهور هذا الحَب وتفاقم مشكلته أسباب نفسية.والقول بأن هذا الحب يختفي بعد سن العشرين بشكل عفوي وتلقائي وفي كل الأحوال ليس صحيحًا تمامًا.ورغم عدم الاتفاق على سبب واضح ومحدد لظهور هذه الحبوب،فإنه قد يكون ناتجًا عن عامل من عوامل مختلفة.والظاهر من خلال رسالة السائل أن مشكلته نفسية أكثر منها عضوية لأن هذا الحب عند كثير من الشباب هو علامة على القوة والحيوية والنشاط,أما صاحبنا فإنه اعتبره مرضا خطيرا وداء وبيلا بدليل أنه يتعذب بسببه كثيرا وأنه نغص عليه حياته كما يقول.إن أهم ما في هذا الباب-من الناحية النفسية-هو نظرتك لهذه الحبوب وتوهمك أنها قد تسبب لك كثيرًا من التشوهات في خلقتك (وإن كان هذا ممكن الحدوث لكن فقط في النادر من الأحيان)،والحقيقة أنها في الغالب لا تسبب شيئا من ذلك،إلا أن تكون سببًا فقط لبعض الآلام.فيا أيها السائل دع عنك القلق وابدأ الحياة بكل إقبال وأمل وتفاؤل و..وأحب أن أطمئنك أن هذه الحبوب عادة ما تقل مع الزواج،ومع سن ما بعد الثلاثين مباشرة.ومع ذلك فكل هذا لا يمنع من إمكانية استشارة الإخصائيين والنابغين في علاج مثل هذه الحالات والمطلعين على أحدث ما وصل إليه العلم الحديث في علاجها.
س 106 : ما أسباب الاكتئاب ؟.
هناك 3 أسباب أساسية.
ا-اضطرابات عضوية داخلية,بدون أن تكون هناك أسباب خارجية تدعو إلى ذلك.
ب-أسباب كيميائية حيوية:بسبب زيادة أو نقص إنتاج مواد معينة في بعض مراكز المخ بسبب العوامل الوراثية التي تؤدي إلى وجود فروق فردية في الاستعداد للإصابة بهذه الحالة.
ج-أسباب نفسية:تؤدي بدورها إلى إحداث تغييرات في الجسم تنتج عنها حالة الاكتئاب مثل حلول كارثة أو وقوع مصيبة أو مواجهة محنة أو فقدان عزيز أو فقدان ثروة,مما يؤدي إلى اضطرابات تفكير الفرد ونظرته إلى نفسه وإلى العالم بشكل سلبي يرى فيه أنه لا يساوي شيئا, وأن العالم شديد الظلمة في نظره,وأن حياته تسير باتجاه مصير سيء.وفي مثل هذه الحالة تتجاوب المشاعر مع التفكير ويتوافقان مما يجعل الشخص يبدو حزينا ومهموما.
س 107 : ما علاقة الاكتئاب بالرغبة في الموت أو في قتل النفس(الانتحار)؟.
هناك علاقة وثيقة ,وقد أثبتت الدراسات أن نسبة المنتحرين من بين المصابين بالاكتئاب أكثر 25 مرة من نسبة المنتحرين ممن لا يعانون من أية اضطرابات.ولا يقدم المرء عادة على الانتحار إلا عندما يصل إلى قمة الشعور باليأس.
س 108 : هل يمكن أن يؤدي الخوف إلى اضطراب في الكلام ؟.
نعم! يمكن أن تؤدي المخاوف خصوصا والاضطرابات النفسية عموما إلى التأثير على أجهزة الكلام بشكل أو بآخر,فيتوقف المرء عن الكلام أو تقل قدرته على الكلام.وتنتهي المشكلة تلقائيا بعد زوال السبب,وإلا فيجب عرض المصاب على الطبيب المختص.
س 109 : قد لا تحمل المرأة من زوجها بسبب مس من الجن.ما أعراض ذلك ؟. [COLOR=window****][/COLOR]
[COLOR=window****] من[COLOR=window****]أعراض عدم الحمل بسبب إصابة الجن للمرأة (وهي أعراض ظنية لا قطعية بطبيعة الحال):[/COLOR][/COLOR]
[COLOR=window****] ا-تشكو المرأة من آلام في الظهر.[/COLOR]
[COLOR=window****] ب-تشكو آلاما والتهابات في منطقة الرحم.[/COLOR]
[COLOR=window****] جـ-عدم انتظام الدورة الشهرية,أو وجود نزيف أحيانا.[/COLOR]
[COLOR=window****] د-ضيق المرأة غالبا من الجماع بحيث لا تفعله إلا من أجل إرضاء الزوج.[/COLOR]
هذا إذا لم تكن لكل هذه الأعراض أسباب عضوية أو نفسية أو عصبية.
س 110 : ما هو المرض النفسي الذي يعرف بالجنسية المثلية ؟وهل هو أن يولد العبد ذكرًا لكنه يحس ويشعر أنه فتاة,والعكس؟وما الرأي في هذا المرض اجتماعيًا ونفسيًا ودينيًا؟.
الأصل هو أن يميل كل جنس للجنس الآخر.هذه هي فطرة الله التي فطر الناس عليها،ولكن أحياناً يحدث انحراف لهذه الفطرة فيميل الشخص إلى نفس جنسه عاطفياً (ويشعر الذكر أنه أنثى وتشعر الأنثى أنها ذكر).وسبب هذا الانحراف هو أن (الجنس) جزء حساس ودقيق جداً في بناء الإنسان،وسرعان ما يتأثر هذا الجزء الحساس تأثراً موجعاً بأي خلل تربوي يتعرض له الإنسان،أو أي خلل في المجتمع عموماً،وللأسف يحدث الخلل الجنسي للشخص في تدرج وفي صمت شديد،كما أنه يأخذ صوراً وأشكالاً عديدة تختلف من حالة لحالة،ويلعب الاستعداد الشخصي دوراً هاماً في الاستجابة لهذا الخلل،فهناك أشخاص لديهم استعداد هرموني وجيني (للمثلية)،وهناك أشخاص عندهم استعداد لصور أخرى من الخلل الجنسي مثل السادية أو الخوف المفرط من الجنس وغيرها.وبتعبير آخر نقول بأن هناك عوامل خارجية تلتقي مع استعداد خلقي لينتج عنها صور مختلفة من الانحراف الجنسي.و(المثلية) هي إحدى هذه الصور،وليست الصورة الوحيدة،وإن كانت الأغلب تقريباً.والسؤال:ما هي إذن قواعد التنشئة الجنسية السليمة التي تمنع حدوث هذا الخلل؟! وما هو النظام الذي وضعه الإسلام فلما ابتعد الناس عنه حدث للفطرة ما حدث من نسخ وانحراف ؟.
أولاً:أن يتعرف الشخص على الجنس ويكتسب ثقافته الجنسية في الوقت المناسب، وبالتدريج،وبالطريقة المناسبة ، ومن المصدر المناسب،ومن خلال مداخل غير مباشرة أحياناً أو مباشرة أحيانا أخرى مع الإيغال في الأمر برفق ,كما علمنا الإسلام أن نفعل مع أبنائنا وكيف نرشدهم إلى موجبات الغسل مثلا أو كيف نربيهم على الاستئذان على الأب والأم في الأوقات الثلاثة التي حددها الشرع.
ثانياً: شعور الإنسان بالرضا عن جنسه،فالذكر ينشّأ على الرضا بأن الله خلقه ذكراً، والأنثى كذلك،كما يعلمنا الإسلام العدل بين الأبناء،وأن نوضح لهم أن الاختلاف بين الذكر والأنثى اختلاف وظائف وليس اختلاف درجات.ولكن عندما تعامل الأنثى على أنها جنس من الدرجة الثانية لا رأي لها،مسلوبة الحرية في بيت أبيها ثم في بيت زوجها،فإنها تسخط على أنوثتها وترفضها،وكذلك عندما يتحمل الولد الذكر ما لا يطيق من مسئوليات لا لشيء إلا لأنه(رجل)فهذا أيضاً يجعله يتمرد على جنسه،ويتمنى الانسلاخ منه.
ثالثاً:الجو الأسرى الصحي الذي يمارس فيه الأب دوره كرجل،وتمارس فيه الأم دورها كأنثى مهم جداً.ولكن عندما تختلط الأدوار فنجد المرأة تعمل والأب عاطل،أو نجد المرأة قوية الشخصية والرجل مقهور،أو نجد الخلافات بينهما لا تنتهي.هذا أيضاً يؤثر في التنشئة الجنسية للأطفال،فتختلط عندهم معاني الأنوثة والرجولة.والإسلام أيضاً وضع لنا صورة نموذجية لعلاقة الزوج والزوجة داخل الأسرة،ووضع لكل من الطرفين حقوقاً وواجبات،وحدد وظيفة كل طرف بما يناسب ما خلقه الله من أجله دون احتقار لوظيفة الطرف الآخر.
حدوث الخلل في هذه القواعد التربوية الثلاث يؤدي إلى اضطرابات كثيرة منها (المثلية) وهذه المثلية تأخذ صوراً وأشكالا عديدة: *من حيث الشعور بالجنس:أحياناً يكون لدى الشخص شعور واضح بأنه ينتمي للجنس الآخر،وربما يسعد الرجل بوقوفه أمام المرآة مرتدياً ملابس النساء.وأحياناً يشعر بمجرد الميل العاطفي لنفس النوع مع الاحتفاظ بشعوره الجنسي.*من حيث توقيت ظهور الخلل: غالباً ما يبدأ منذ المرحلة السابقة للبلوغ (أي في سن التاسعة أو العاشرة للفتاة والثانية عشرة للفتى).وأحياناً قد لا يظهر الخلل إلا في سن متأخرة قليلاً عن هذا.
*من حيث حدود الميل:يبدأ(بالعشق العاطفي)ويمتد للمستوى الجسدي بكل درجاته.*من حيث الشفاء: البعض قابل للشفاء تماماً،والبعض قابل للشفاء مع وجود استعداد كامن فتظل هناك بعض المحاذير والضوابط التي يجب أن يلتزم بها ولا يتجاوزها مدى الحياة عند تعامله مع نفس الجنس،والبعض غير قابل للشفاء للأسف الشديد ونستطيع أن نشبهه بمرض (السكر) المزمن الذي لا شفاء منه غالبا (حاليا) حتى الموت ولكن المريض يستطيع أن يتعايش معه إذا التزم بنظام معين يمنعه من التعرض للوقوع في المحظور.
ثم إن أي ممارسة أو اتباع لهوى النفس أو انقياد وراء هذا الميل هو من الناحية الشرعية حرام،وهناك عشرات الآيات والأحاديث التي تحرم (اللواط) أو (السحاق) ومقدماتهما.
وفي الأخير ننبه إلى أهمية :ا) الاكتشاف المبكر للخلل منذ الطفولة.ب) المتابعة والرعاية للشخص وخاصة في سن ما قبل البلوغ.ج) لجوء الشخص إلى الطبيب النفسي فوراً(مع بدء ظهور أية علامة للخلل) ليخضع لنظام معين لتنمية شعوره بجنسه الحقيقي أو تنمية ميله للجنس الآخر،ووضع الحدود والضوابط التي يجب أن يلتزم بها مؤقتاً أو إلى الأبد,مع بني جنسه حتى لا يقع المحظور. د)كما نحذر من الشعور المفرط بالذنب وتوبيخ النفس لوجود هذا الخلل،فإننا أيضاً نحذر من أن يشعر المرء بأنه عديم الحيلة،وأنه لا ذنب له إذا ارتكب الخطأ.إن هذا كلام غير مقبول البتة لأن الله خلقنا على هذه الحياة ووضع في طريقنا سلسلة من الاختيارات تؤهلنا – بإذن الله –للجنة إذا تجاوزناها بنجاح,ولو استسلم كل شخص للخطأ لما نجح أحد في الاختبار. هـ) حسن الصلة بالله,والتفاؤل ، والرضى،والأمل في الشفاء،كل هذه عوامل لها أبلغ الأثر من أجل شفاء عاجل وحياة طيبة ناجحة.
س 111 : أغضب فوق اللزوم وأحب الانتقام ولو من أجل أسباب تافهة,فإذا لم أنتقم أتألم لا نفسيا فقط بل حتى بدنيا.أرجو النصيحة.
يجب الكشف في البداية على الغدَّة الدرقية،والتأكد من أن إفرازاتها الهرمونية منتظمة.فإذا كان كل شيء على ما يرام وهو الأغلب،فيصبح ما تعاني منه من العصبية الزائدة ليس مرضا عضويا،ولا حتى نفسيا، وإنما هي عادة.وكما جاء في رسالتك فإن هذه العادة موجودة في أكثر من فرد من أفراد الأسرة.لذلك لا بد لك من التدرب على تركها وهجرها،ولا يتأتَّى ذلك مرة واحدة ولا في يوم واحد،ولكن بالتدريج وبتعويد النفس،كما أوصانا النبي-ص-أن الحلم لا يأتي إلا بالتحلُّم،وأن الصبر لا يأتي إلا بالتصبُّر.وتستطيع التدرب على ذلك بمتابعة نفسك يوميًّا وملاحظتها،مع محاولات ضبط النفس المستمرة،والعزم على تقليل فترات العصبية.وأنت غير منصوح بتناول المهدئات لأنك قد تتعود عليها بدون أن تستفيد منها في شيء.وهذه المهدئات لها أعراض جانبية من الأفضل تجنبها،وخاصة أنك في سن صغيرة،ويساعدك أيضًا على الهدوء كثرة الصلاة،وقراءة القرآن الكريم،والتقرب إلى الله عز وجل بالطاعات.
س 112 : ما القلق في الطب النفسي ؟.
القلق حالة نفسية تتصف بالخوف والتوتر وكثرة التوقعات,وينجم القلق عن الخوف من المستقبل,أو توقع لشي ء ما,أو عن صراع في داخل النفس بين النوازع والقيود التي تحول دون تلك النوازع.والقلق أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا,فهو يصيب من 10 إلى 15% من الناس ، ويزداد حدوثه في الفترات الانتقالية من العمر ، كالانتقال من مرحلة البيت إلى المدرسة ، أو من مرحلة الطفولة إلى المراهقة ، أو عند الانتقال إلى سن الشيخوخة والتقاعد ، أو سن اليأس عند النساء . كما قد يحدث القلق عند تغيير المنزل أو العمل أو ما شابه ذلك . وقد يصاب الإنسان بالقلق كانفعال طارئ يزول بزوال السبب ، وقد يصبح مزمنا يبقى مع الإنسان لساعات أو أيام . ومن أشكال القلق قلق الأم على ابنها إن تأخر عن موعد وصوله ، وقلق الإنسان على وظيفته وعمله ، أو قلق المرء على صحته حين يمرض ، وقلق الطالب على نتائج امتحاناته ، أو قلق التاجر على تجارته.وهناك أشكال كثيرة من القلق لا مجال لحصرها . ويصاب الإنسان القلق بأعراض مختلفة ، منها الإحساس بالانقباض ، وعدم الارتياح والشعور بعدم الطمأنينة، والتفكير الملح والأرق ، كما قد يشكو القلِـق من الخفقان وإحساس بتشنج في المعدة أو برودة في الأطراف .وليس منا من لا يقلق في لحظة من اللحظات ، أو موقف من المواقف ، فهذا أمر طبيعي ، أما أن يستمر القلق لأيام ، بل لشهور أو سنين ، فهذا ما لا تحمد عقباه . ومن الناس من يقلق لأتفه الأسباب ، فتساوره الهموم والشكوك ، ويعيش أيامه بين القلق والاكتئاب.
س 113 : هل من نصائح للتغلب على القلق عموما ؟.
إذ عرف السبب بطل العجب.ومنه إذا كان السبب عضويا أو نفسيا وجب استشارة طبيب مختص,وإذا كان السبب غير ظاهر يمكن أن تنفع الرقية الشرعية بإذن الله.هذا مع التنبه إلى أن المشكلة في بعض الأحيان قد تكون عضوية أو نفسية(على الخصوص) ولكن قد لا تظهر بسهولة للمريض.ومع ذلك إذا أردت أيها القارئ اجتناب القلق بشكل عام عليك بمراجعة نفسك وموازينك ، وتدبر أمورك وأحوالك.وفيما يلي بعض الوصايا التي يمكن أن تساعدك في التخلص من القلق:
ا-عش في حدود يومك ولا تقلق على المستقبل,ولا تخش قلة الرزق فالرزق بيد الله.
ب- ذكر نفسك بالثمن الفادح الذي يدفعه جسمك ثمنا للقلق.
جـ-دع التفكير في الماضي ، فإنه لن يعود مهما حاولت.يقول الرسول-ص-:"وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا،ولكن قل قدر الله وما شاء فعل،فإن لو تفتح عمل الشيطان" .
د-تدبر الحقائق بعناية قبل صنع القرار .ومتى اتخذت قرارا حصيفا أقدم على تنفيذه واستعن بالله ولا تتردد.
هـ-ارض بقضاء الله تعالى وقدره .واعلم أن المؤمن لا يخشى مصائب الحياة وأن كل أمره خير.
س 114 :رجل لا يصلي, تقول زوجته عنه بأنه لا يحب سماع القرآن بل إنه يغضب في بعض الأحيان إذا ألحت هي على سماع القرآن أو على إسماعه إياه.هل يحتاج إلى رقية على اعتبار أنه مصاب بجن أو سحر؟.
إذا عرف السبب بطل العجب.إن سبب غضب الرجل نفسي.إنه يغضب من كل ما يذكره بالله وببعده عن دين الله وبانحرافه عن سبيل المومنين.إنه يغضب من الصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن والصيام والمطالعة الدينية والحديث عن الدين والبرامج الدينية,بل إن رؤيته للمتدينين بشكل عام قد تغضبه.يحدث هذا للشخص مادام قلبه قاسيا,فإذا لان قلبه يمكن أن يصبح أي شيء مما ذكر سابقا سبيلا لرجوعه إلى الصواب....
إذا لم يبذل المرء الجهد المطلوب لقهر شهواته وأهوائه حتى تنضبط بشرع الله أصبح حاله مع الحق والعدل والشرع والصواب كحال الثعلب الذي يقال أنه عندما لم يلحق عنقود العنب المعلق بأعلى الشجرة قال" إنه حامض".
س 115: ما هو الشك في الطب النفسي ؟.
يعتبر الشك كأية وظيفة ذهنية ظاهرة صحية ودلالة على تمتع المرء بالصحة النفسية إذا ما مارسه بغير إفراط أو تفريط،لذا نعتبر الشخص الإمعة غير متمتع بالصحة النفسية الجيدة،ونقصد بالإمعة ذلك الفرد المصاب بالتصديق الساذج لأغلب ما يرى أو يسمع بغير إعمال الفكر وبغير اللجوء إلى النقد،وما أكثر هؤلاء اليوم أو في زماننا هذا وشرط الاعتدال في الشك هو التمتع بالصحة العصبية والصحة العقلية والصحة الوجدانية السلمية والتمتع بتربية جيدة. والخروج عن هذه السوية,أي من الشك الإيجابي إلى الشك السلبي أو من الشك المعتدل إلى الشك المبالغ فيه قد يكون بسبب مؤثر داخلي(بيولوجي,عقلي,أو ووجداني) وقد يكون بسبب مؤثر خارجي(مثل الأسرة,أو المجتمع).ومنه يمكن القول بأن الحالة الشكية التي يكون عليها المرء تكون متأثرة بالجسم والعقل والجهاز الوجداني.
س 116 : كيف يعالج الآباء مظاهر الخوف عند أطفالهم ؟.
يمكن أن يكون لكل نوع من أنواع الخوف سبب خاص,كما يمكن أن تكون أسباب الخوف متعددة ومتشعبة. وإذا عرف السبب سهل بإذن الله على الآباء بشكل عام تخليص أولادهم من الخوف وأعراضه ونتائجه.
ومع ذلك يمكن أن نقول:
1-إن صادف الطفل ما يخيفه فلا يليق بالأب أن يعينه على نسيانه, لأن النسيان يدفن المخاوف في النفس ثم لا تلبث أن تصبح مصدرا للقلق والاضطراب النفسي.والمطلوب التفاهم مع الطفل وتوضيح الأمور له ومواجهته بحقيقة الشيء الذي يخاف منه ومناقشته في أهمية هذا الشيء لنا أو في عدم ضرره علينا.
2-الهدوء والاتزان وعدم الهلع والخوف والفزع في أي موقف خصوصا عند مرض الطفل.
3-إبعاد الطفل عن مثيرات الخوف كالقصص الخيالية والخرافات.
4-استعمال الخوف البناء في تنمية شخصية الطفل وتحفيزه كالتخويف من غضب الله ومن النار.
5- معاملة الطفل عندما يخطئ على أنه طفل لا يميز بين الخطأ والصواب فنرشده إلى الصواب ليشعر بالأمان والطمأنينة دون عقاب وسخرية واستهزاء,بل المطلوب الدفاع عنه عند نقد أو مهاجمة الغير له.
6-إزالة مخاوف الطفل بربط ما يثير خوفه بافتعال السرور.إن الطفل مثلا يخاف الظلام, وعلى الأب أن يلعب معه وفي لحظة من اللحظات يطفئ النور ويستكمل اللعب.ويمكن أن يبدأ -في المرة المقبلة- اللعب مع الطفل في الظلام حتى يرتبط خوفه من هذا الشيء بمثير لفرح وسرور.وكذلك على الولي أن يُقرب الولد من الحيوانات رويدا رويدا حتى يألفها.
س 117 : أنا شاب عمري 22 سنة،طالب جامعي.مشكلتي هي الخجل الشديد الذي يصاحبني عند مواجهة عدد كبير من الناس وعندما أحس بأن الأنظار متجهة إليّ. والمشكلة مستمرة عندي منذ كنت تلميذا في الابتدائي.أشارك في تقديم بحوث مع البعض من زملائي لكن على نطاق فوج بسيط لا قسم كامل.دائرة صداقاتي تزيد إلا أني لا أبادر إلى التعرف على الناس.وهذا ما يجعل البعض يعتبرني مغرورا.أريد حلا لهذه المشكلة بأي ثمن.
إن هذه المشكلة هي الدرجة البسيطة من حالات الخوف الاجتماعي،وهو مرض نفسي تصعب فيه على الإنسان المواقف التي يتوقع أن يواجه فيها عددًا كبيرًا من الناس أو أن تكون الأنظار متجهة إليه،وسبب اعتبارنا أنها حالة بسيطة هو أنها لم تمنعك من تقديم بحوث مهما كانت متواضعة،أو من زيادة عدد أصدقائك حتى ولو لم تبادر أنت بالتعرف عليهم.وهذه الحالة تحتاج إلى علاج نفسي عبارة عن جلسات نفسية يقوم فيها الطبيب بوضع هيكل متدرج لمخاوفك،وللمواقف التي لا تحب أن تتعرض لها،ثم يقوم بعملية تعريض متدرج لك لهذه المواقف،ويتابع ذلك معك ويعطيك الإرشادات المطلوبة حتى تستطيع أن تتغلب على هذه المواقف وعلى القلق الذي ينتابك خلالها,والأمر يستدعي في معظم الأحيان التدخل الدوائي خاصة في المراحل الأولى من العلاج.
س 118 : ما الرأي في الرقاة الذين يعتمدون على ما يراه المريض في منامه من أجل تشخيص مرضه ؟.
نسأل الله الهداية.إن هذه سيئة من سيئات بعض الرقاة للأسف الشديد.عوض أن يعتمد أحدهم على أعراض أخرى قطعية أو على الأقل تدل على الظن الغالب في أن المريض به كذا أو كذا,تجده يعتمد غالبا على الأحلام (وليته اعتمد على الرؤى) التي لا ترقى حتى إلى أن تكون دليلا على شك أو على وهم.وجلّ هؤلاء الرقاة يسألون عن أحلام المريض،لا لكونهم يملكون نصيبا من علم تأويلها أو تفسيرها ،فتكون كالقرائن لما قد يشخصونه من أنواع العلل،بل لاستخلاصهم الأحكام على بعض القضايا,فإذا ذكر لهم المريض مثلا بأنه يرى ثعابينَ أو كلابا تقرضه بأنيابها ،كان ذلك دليلا كافيا عند هؤلاء للحكم على حالة المصاب بأنها من قبيل المس أو السحر,وإذا ذكر المريض بأنه رأى في المنام"عينا كبيرة"مثلا كان ذلك دليلا عند الراقي على أن المريض معيون.وقد يرى المريض في حلمه مثلا أن فلانا من الناس سحره، فيتبنى الراقي ذلك ويتلقاه وكأنه حقيقة ثابتة،فيجاري المريض في ظنه أو شكه أو وسوسته.
س 119 : أنا طالب جامعي أعاني منذ مدة من قلق معلوم السبب حاولت أن أتخلص منه بجهد خاص فلم أستطع.نصحني أهلي بالذهاب عند طبيب نفساني فخفت أن يُقال عني "مجنون".هل تفيدني رقية أم لا ؟.
أنت تؤكد على أن المشكلة نفسية, والمشكلة النفسية لا بد لها من طبيب ولا دخل للرقية فيها.لكن من جهة أخرى أنا لا أدري كيف يمكن أن أتصور طالبًا جامعيًّا في بلد عربي وإسلامي لا يستطيع الوصول للطبيب النفسي للحديث معه ولطلب العلاج عنده مهما كانت الأسباب.إن"طالب جامعي" تعني أنه ملتحق بالجامعة والجامعات في بلادنا موجودة عادة في المدن الكبرى حيث يتوافر الأطباء النفسيون بسهولة-مهما كانت كفاءتهم ناقصة-,ويمكن الوصول إليهم بكل يسر.وإذا كانت هذه الأفكار حول التردد على الطبيب النفسي،وأن من يتردد عليه هو المجنون فقط،إذا كانت هذه الأفكار بالية جدا وقديمة جدا ومتخلفة للغاية فأحرى بطالب جامعي أن يتخلص من هذه الأوهام ويتجه للطبيب طلبًا للعلاج مثلما يتجه إلى أي طبيب من أجل علاج أي مرض عضوي آخر.
س 120 :هل صحيح ما يُقال بأن المريض الذي لا يصرع أثناء الرقية لا يمكن أن يكون مصابا بجن,ويقال كذلك بأنه يمكن جدا أن يكون مصابا بمرض نفسي؟.
هذا كلام لا دليل عليه لا من شرع ولا من طب نفسي ولا من واقع.إن الشرع لم يقل بأن المصاب بجن لا بد أن يُصرع أثناء الرقية ولم يقل كذلك بأنه لا يمكن أن يُصرع.والطب النفسي لم يقل كذلك بهذا التفريق بين أن يُصرع أثناء الرقية وبين أن لا يُُصرع كما لم يقل الطبيب النفسي بأن علاج الذي لا يُصرع هو من اختصاصه وبأن علاج الذي يُصرع من اختصاص غيره.والمعروف أن الصرع نوعان:طبي,وإصابة جن,وكل نوع من النوعين يمكن أن يقع أثناء الفحص كما يمكن أن لا يقع.وأما من حيث الواقع فلقد عاينت بنفسي بعض المرضى أعلم يقينا(أو شبه يقين) بأنهم مُصابون بجن-لا بأمراض نفسية-من خلال الأعراض التي تظهر عليهم والتي تدل دلالة قطعية على تسلط الجن عليهم (مع أن شبه اليقين هذا من الصعب الوصول إليه كما أكدت أكثر من مرة), ولكن الواحد منهم لا يغمى عليه أثناء قراءتي القرآن عليه.ولقد كنت أجلس أثناء الرقية مع شخصين في شخص واحد وأرى شخصا واحدا بداخله شخص آخر وأسمع من شخصين في شخص واحد.لقد كان المريض يتحدث إلي بنفسه لدقائق ثم يتحدث معي لدقائق أخرى شخص آخر مختلف تماما (هو الجني) على لسان المريض فيتحدث معي بقسمات أخرى وبلهجة أخرى وأحيانا بلغة أخرى (قد يكون المريض لا يعرف عنها شيئا) وفي مواضيع أخرى لا يفهم المريض منها شيئا.وقد يسبني الجني على لسان المريض وقد يسب الله ورسوله-ص-وقد يتكلم بالكلام البذيء الفاحش على لسان المريض الذي يمكن أن لا يكون قد تلفظ به ولو مرة في حياته السابقة.وقد يحدث هذا لامرأة كلها حياء وأدب وخلق و..وجمال,لا تعاني في حياتها من أية مشكلة,ومنه فهي بعيدة كل البعد عن الإصابة بالأمراض النفسية,فإذا تحدث الجني على لسانها(بدون أن تصرع) تنقلب في لحظة إلى وحش لا يشبه الرجل ولا المرأة يتكلم بكل فاحش من القول وبكل وقاحة وبوجه منفر قبيح وبكل كفر وفسق وفجور و..كل هذا وغيره كثير عاينته من مرضى خلال سنوات طويلة بدون أن يصرع الواحد منهم.والذي يزيد من طمأنتي على صحة ما أقول هو أن أغلبية هؤلاء طلبت منهم-بعد الرقية-عدم الذهاب عند الطبيب وبعد أيام أو أسابيع قليلة سمعت بأنهم شفوا شفاء تماما بقوا يتمتعون به بعد ذلك سنوات وسنوات ,والحمد لله أولا وأخيرا,والله أعلم.
س 121 :هل من شرط العائن أن يكون حاسدا ؟.
العين تكون مع الإعجاب بالشيء ولو بغير حسد,ولو من الرجل المحِب أو الصالح,ومنه فليس شرطا أن يكون العائنُ حاسدا.
س 122 : أنا طالبة في الجامعة.مشكلتي تتلخص في أنني أثناء النوم أقوم بقضم أسناني (والعادة موجودة معي منذ الصغر).هذه المشكلة سببت لي تفككًا بالأسنان,ومع مرور الوقت أصبحت هناك فراغات كبيرة بين الأسنان وبعضها البعض،وهو ما يسبب لي إحراجًا.ماذا أفعل ؟.
هناك علاقة وثيقة بين التوتر النفسي والمشاكل اليومية التي يتعرض لها الفرد وحالة قضم الأسنان.ويلعب المخ دورًا كبيرًا في تلك العملية نتيجة للعلاقة الماسة والاتصال بين المخ ونشاط الفم.وتشير البحوث إلى أن قضم الأسنان أو صرير الأسنان ازداد في الآونة الأخيرة,وتعليل ذلك هو الضغوط الاجتماعية التي يتعرض لها الأفراد.وتزداد هذه الحالة بين الشباب وطلاب المدارس والجامعات في فترة الامتحانات نتيجة للقلق الذي يسيطر عليهم،والأطفال والحوامل وكذا الأمهات حديثات الولادة اللاتي يشعرن بالإرهاق نتيجة للولادة ومتطلبات العناية بالوليد الجديد. كما يؤدي صرير الأسنان أو قضمها إلى تشوهات في الأسنان،وتعرض الفم إلى الإصابة بمختلف الالتهابات،وقد يؤدي أيضًا إلى الصداع والشقيقة (الصداع النصفي) وصعوبات في السمع.ويمكن تقويم الأسنان عند أطباء الأسنان المختصين بذلك،وهم متواجدون في كل مكان,ويتم التعديل لمختلف الأعمار.والمهم هنا هو معرفة السبب في ذلك التشوه والسيطرة عليه حتى لا يعود التشوه للأسنان مرة أخرى بعد التقويم.وعلى المرأة التخلص من هذه الظاهرة,وذلك بالتخلص من التوتر والقلق والعصبية.ويساعد على التخلص من التوتر والقلق خاصة قبل النوم: الاسترخاء قبل النوم،قراءة الأذكار وآيات من القرآن الكريم,الابتعاد عن أية مؤثرات عصبية تسبب التوتر.ويمكن الاستعانة ببعض الأدوية التي ترخي عضلات المضغ قبل النوم لأن هذا من شأنه أن يخفف من عملية قضم الأسنان والآلام الناتجة عنه عند الاستيقاظ من النوم.كما أن هناك جهازا يمكن عمله حسب مقاس الفم والأسنان لديك اسمه (NiGht Guard) أو(الحارس الليلي),وهو عبارة عن قطعة مطاطية توضع داخل الفم أثناء النوم بين الأسنان السفلية والأسنان العلوية,وهي تحمي الأسنان أثناء النوم، وتمتص عملية القضم والضغط على الأسنان.وهذه الخطوة يمكن اتخاذها كإجراء وقائي للأسنان الجديدة التي تم تركيبها إلى حين معالجة سبب التوتر وانتهاء هذه العادة
س 123 : أنا شاب أعمل في إدارة وكل أموري تسير على ما يرام والحمد لله،إلا أن هناك مشكلة واحدة تؤرقني وهي الخجل غير العادي،خصوصًا من النساء،وأكثر ما أخشاه أن يؤثر هذا على زواجي.لقد لجأت في يوم من الأيام إلى الخمر لأتغلب على هذا الخجل، ولقد شعرت بعدم الخجل في تلك اللحظة إلا أنني لا أرغب في أن يكون المنكر هو العلاج لي,فهل هناك أي حل آخر؟.
يبدو أنك تعاني درجة من درجات ما يسميه الأطباء "مرض الخوف الاجتماعي"،وهو يحتاج إلى مراجعة الطبيب النفسي حيث يحتاج إلى العلاج الدوائي والعلاج النفسي من خلال الجلسات النفسية,حيث يتم التدريب من خلالها على مواجهة المواقف النفسية الاجتماعية سواء من خلال مواقف اجتماعية واقعية،أو من خلال تخيل هذه المواقف. ويساعد العلاج الدوائي على تجاوز هذه المواقف حتى يستطيع الإنسان مواجهتها بنفسه دون مساعدة أو علاج بعد ذلك.وما حدث من ضياع للخجل تحت تأثير الخمر هو نتيجة لما تحثه الخمر من فقدان للسيطرة بصورة عامة على كل التصرفات،فيبدو ذلك وكأنه انتصار على الخجل,وهو في الحقيقة ضياع للعقل بكل ما فيه من تصرفات مرغوب فيها أو غير مرغوب فيها،فتعطي هذا الانطباع الكاذب بالشفاء وما هو شفاء،بل هو داء يضاف إلى الخمر أُم الخبائث,فالتمس العلاج الصحيح يا صاحبنا واتق الله في نفسك ودينك.والله أعلم.
س 124 : ما علاقة الخوف عند الأطفال بالجهل بحقيقة الشيء ؟.
هناك علاقة وثيقة, والمسؤولية هنا هي غالبا مسؤولية الآباء والأمهات.إن بعض الآباء أو الأمهات أو بعض الإخوة والأقارب يكتشفون غالبا خوفا في الطفل من أمر معين كالحيوانات(خيالية كالغول أو ما يسمى عندنا في بعض مناطق الجزائر"زغوغو"...أو حقيقية كالذئب أو الأسد أو النمر أو الثعبان أو الفأر..) أو غيرها فيستغلونها أحيانا من أجل تسلية الطفل فقط , ولكنهم يستغلونها في أحيان أخرى من أجل تخويف الطفل فيدفعونه للقيام بعمل معين أو يحذرونه من إتيان عمل آخر وإلا تسلط عليه ذلك الحيوان أو ذلك الشيء !!!.ومن المحتمل جدا أن يكون لتكرار مثل هذه المواقف نتائجه السيئة على علاقة الطفل بوالده فيما بعد وكذا على سلوك الطفل وشخصيته بوجه عام.وجهل الطفل إذن بحقيقة الشيء وهو صغير قد يولد عنده الخوف وكذا العصبية عندما يكبر.
س 125 : ما نسبة الإصابة بالوسواس في العالم ؟.
يتوقع أن تكون نسبة الإصابة بالوسواس القهري في العالم في حدود 2-3 %.وجاء في إحدى الإحصائيات الحديثة أن نسبة المصابين بالوسواس في المملكة العربية السعودية هي في حدود نصف مليون(!)وهي نسبة مرتفعة جدا,ويوجد قرابة 150 مليون شخص مصاب بالوسواس في العالم!.
ويرى بعض الباحثين أن حوالي 10 % من الناس يصابون بالوساوس مرة على الأقل في حياتهم.وبهذه النسبة تكون الوساوس القهرية رابع أكثر مرض من الأمراض النفسية انتشارا في العالم بعد الخوف والقلق والاكتئاب. وهذه النسبة قد تعدت الحدود حيث قيست في أوربا وآسيا وأفريقيا وأمريكا.
وبالنسبة للكبار فإن نسبة الرجال والنساء متقاربة ومتساوية،بينما فيما قبل سن المراهقة فإن النسبة في الصبيان أكثر منها في البنات.والسن العام والأكثر لبداية الإصابة عند الشباب هو عشرين في البنات و 19 في الصبيان. وأكثر من الثلثين من الإصابات تبدأ قبل سن الخامسة والعشرين وفقط 15 % بعد سن الخامسة والثلاثين.
قد تنشأ الوساوس في سن شخص صغير حتى في سن السنتين وفي سن شخص كبير قد يتعدى عمره الستين لكنه نادر.ويصيب المرض العزاب أكثر من المتزوجين،ويكثر في السود أكثر من البيض.ومرضى الوساوس أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الأخرى النفسية من غيرهم.
|