13-11-07, 10:23 PM
|
|
تجربة المملكة العربية السعوديةفي مجال تطوير برامج الطفولة المبكرة
أ. لطفية عبد الشكور تجار الشاهي(*)
مقدمة
تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة الفترة التكوينية الحاسمة من حياة الإنسان، حيث يتم فيها وضع البذور الأولى للشخصية والتي تتبلور وتظهر ملامحها في مستقبل حياة الطفل، وإن ما يحدث في هذه الفترة من تصور يصعب تقويمه أو تعديله في مستقبل حياة الفرد.
لذلك فقد ساهم كثير من التربويين في العصر الحديث مثل فروبل، جون ديوي، جان جاك روسو، ماريا منتسوري، بياجيه في وضع استراتيجيات ونظريات لتربية وتعليم الطفل في هذه المرحلة.
وقد كان العرب قبل الإسلام يهتمون بتربية أطفالهم. فكانوا يرسلون أطفالهم في المراحل المبكرة إلى البادية حيث الهواء الطلق، الفطرة السليمة، والطبيعة البكر، والفروسية البارعة واللغة الفصحى والشجاعة والإقدام، وكانوا يختارون لأطفالهم مرضعات صالحات حتى يشب الطفل متشبعاً بتلك المظاهر الطبيعية من القوة والجرأة والفتوة وطلاقة اللسان وصلابة العود بعد أن يعود الطفل إلى أهله بعد سن الخامسة.
وعندما ظهر الإسلام لم ينكر ولم يحرم تلك العادات بل حض على الاهتمام بالطفل في المراحل الأولى من حياته وذلك ابتداءاً باختيار الأم الصالحة ثم اختيار الاسم الحسن للمولود، ثم العناية به وإسباغ الرحمة والعطف والحنان عليه كما حض على احترامه بعدم الكذب عليه ومشاركته في مجالس الكبار، وقد ورد ذلك على لسان رسول الله "ص" في أحاديث عدة منها : قوله لأعرابي عنده عدد من الأطفال لم يقبل أحداً منهم قط : >من لا يَرحم لا يُرحم< وقوله"ص" : >ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه<(1).
نشأة رياض الأطفال وتطورها في المملكة العربية السعودية
نشأة رياض الأطفال في المملكة العربية السعودية نتيجة لتغيرات اجتماعية عديدة طرأت على المجتمع السعودي أهمها :
1. تحول الشكل البنائي للأسرة من أسرة كبيرة ممتدة إلى أسرة صغيرة نووية.
2. خروج المرأة السعودية إلى ميدان العمل.
3. التحول الثقافي الكبير لدى الكثير من الطبقات الاجتماعية في المجتمع السعودي وشدة اقتناع هذه الفئة بأهمية رياض الأطفال في التأثير والارتقاء بمستوى نمو الطفل في جميع النواحي الجسمية، والنفسية، والعقلية، واللغوية، بالإضافة لما لها من دور فعال في تهيئة الطفل لدخول المدرسة وتعويده على جوها وتمكينه من تحقيق التكيف المنشود.
كل تلك الأسباب كانت وراء انتشار العديد من رياض الأطفال الحكومية والأهلية في جميع أنحاء المملكة حيث بلغ عدد رياض الأطفال الحكومية للبنات مثلاً في مدينة جدة بنهاية عام 1425-1424هـ الموافق 2004-2003 (23) روضة تضم (129) فصلاً ويلتحق بها (2140) طفلة أما الروضات الأهلية فقد بلغ عددها (155) روضة تضم (610) فصلاً ويلتحق بها (9587) طفلة.
أما علـى مـستوى المملكة العربية السعودية، فقد بلغ عددها بنهاية عام 1425-1424هـ / 2006-2004م (1159) روضة تضم (5316) فصلاً ويلتحق بها (94786) طفلة
منقول
|