20-10-06, 04:21 PM
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
(( دولةُ العراقِ الإسلاميةِ.. قرارٌ سديدٌ.. لقراءةٍ موفقةٍ للأحداثِ ))
الحمد لله الذي أعز الإسلام بإمارةالتوحيد، في أرض خلافة الرشيد، والصلاة والسلام على نبينا وإمامنا وقائدنا الأولمحمد النبي الأمين القائم بالحق والحاكم بالعدل، وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسانإلى يوم الدين، أما بعد:
فقد زف المجاهدون في مجلس شورى المجاهدينفي العراق لنا خير بشرى، انتظرناها ودعونا الله لتحققها طويلاً، سرت كل مؤمن،وأغاظت كل كافر، فلله الحمد والمنة، ولأني قد رأيت بعض الخيرين قد توقف كثيراً،وأثار البعضُ الآخر تساؤلاتٍ حول هذا الإعلانِ، استخرتُ الله في كتابةِ هذهالمقالةِ المتواضعةِ لتشجيعِ المسرورينَ، وتحريضِ المتوقفينَ، وإجابةِ المتسائلينَ،سائلاً الله أن لا يكون في ذلك تعدٍّ على أهلِ العلمِ والشأنِ، فأقول وباللهالتوفيق، بادئاً بتحديد ما سأتحدث عنه:
1.إعلان الدولة: لماذاالآن؟
2.هل تحديد المناطق لإقامة الدولة تناقض مع مبدأالخلافة الإسلامية؟
3.لماذا إعلانالدولة دون التنسيق مع بقية الفصائل؟
4.ما واجبناتجاه الدولة الناشئة؟
إعلان الدولة: لماذاالآن؟
إن المتابعللأحداث في المنطقة بشكل عام، وفي العراق بشكل خاص، ليعلم تمام العلم أن إعلانالدولة في هذا الوقت بالذات هو القرار الصائب، وهو نتيجة قراءة صحيحة للأحداثالجارية، وسأدلل على كلامي هذا بعد سرد متسلسل للأحداث في الفترةالماضية.
·حشود عسكريةتركية على الحدود مع العراق.
·رئيس الدولة العراقية العميلة جلال الطالباني يطلب من الأمريكيينالإبقاء على عشرة آلاف جندي أمريكي في العراق بالإضافة إلى قاعدتينجويتين.
·الحكومةالسعودية تسعى لإقامة جدار عزل فاصل ذو نظام مراقبة متطورة ويكلف المليارات علىالحدود بين الجزيرة والعراق.
·الحكومة الأمريكية تسعى لإقامة جدار عزل فاصل ذو نظام مراقبة متطورةويكلف المليارات على الحدود بين سوريا والعراق.
·الحكومة الأردنية تشدد المراقبة علىالحدود بينها وبين العراق.
·زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية للمنطقة وإنشاء حلف جديد يضم دولمجلس التعاون ولبنان ومصر والرئاسة الفلسطينية.
·غزل واشنطن وبالتحديد الرئيس الأمريكيجورج بوش لإيران وتصريحه بأنه لا يفكر أبداً في ضربهاعسكرياً.
·اشتدادالحرب الإعلامية على إخواننا المجاهدين في العراق واستدراج بعض مشائخ العشائرللدخول في العملية السياسية ومحاربة المجاهدين.
·تمرير مشروع الفدرالية في البرلمانالعراقي.
·وساطاتواستضافات سعودية لبعض القيادات السنية.
كل هذه الأحداث وغيرها تدل علىأمرين أساسيين:
الأول:أن الإنسحاب الأمريكي من العراق وشيك وقريب، وإلا لما سارعتتركيا بالزج بقواتها على الحدود مع العراق وسبب ذلك خوفها من إعلان الأكراد دولةمستقلة لهم، ولما استجدى الطالباني الأمريكيين لإبقاء عشرة آلاف جندي مع قاعدتينعسكريتين!!، ولما فكر السعوديون والأمريكيون ببناء جداري عزل فاصل على الحدودالعراقية ذو نظام مراقبة متطور!!، في ذات الوقت الذي تعلن فيه حكومة الأردن تشديدالرقابة على حدودها مع العراق!!.
أما الثاني: فهو أن التحالفالصهيوصليبي يخطط وبشكل بدهي جداً في خطف ثمرة الجهاد، وذلك باستقطاب بعض مشائخ العشائر السنية، وبعض القيادات السنيةالأخرى وإغرائهم بالإعلان عن دولة سنية ضمن الفيدرالية يحكمها أبناء السنة، فتكونشرطتهم منهم، وقوات أمنهم منهم، دون تدخل من الاحتلال الذي سيسحب قواته على مرأىومسمع من الجميع، وبالتالي لا يكون هناك أي مبرر لأي تشكيلات عسكرية للمقاومة،و"بالبركة" والوساطات العربية الاجتماعية المعروفة بين العشائر يرضى الناس بتلكالقيادات السنية، وتقوم على إثر ذلك دولة للسنة تخطف ثمرة الجهاد، فيقع المجاهدونبين أمرين أحلاهما مر، فإما أن يرضوا بذلك فتقع القاصمة (البوسنة مثال ولا يلدغمؤمن من جحر مرتين) وحاشاهم، وإما أن يقارعوا الدولة السنية الجديدة التي ستستحوذعلى تأييد بسطاء الناس فيقعوا في اقتتال داخلي.
وأقول –والعلم عند الله- : إن مجلس شورىالمجاهدين –المبارك- قرأ هذه الأحداث بصورة صحيحة، وخرج بنتيجة واحدة، وهي: أن الانسحاب الأمريكي وشيك، وأن هناك من يخطط بكل جدية لخطفثمرة الجهاد، ويدل على ذلك دعوة أحد قادة المجلس وهو الشيخ أبو حمزةالمهاجر للكفاءات بالتوافد إلى العراق والذي فهم منه الجميع أن الانسحاب الأمريكيقريب، وما قاله الدكتور أيمن الظواهري –نصره الله- في لقاء مصور من أن الأمريكيينيرتبون على عجل هروبهم من العراق، وبذلك كان ولا بد من السبق إلى إعلان الدولة فيالمناطق التي يمكن لمجلس شورى المجاهدين السيطرة عليها، ولنتذكر ما كان يقوم بهالمجاهدون بين فترة وأخرى من السيطرة على مدن بالكامل، فما هو إلا تدريب لمثل هذهالأيام الحاسمة بإذن الله تعالى.
فالمجاهدونبإذن الله تعالى قادرون على إقامتها، وحمايتها، وحكمها، ولم يستعجلوا البتة، بل إنهذا اليوم قد خططوا له وأعدوا من سنينَ.
هل تحديد المناطق لإقامة الدولة تناقض مع مبدأ الخلافةالإسلامية؟
تبادر لأذهان الكثير من أبناء الأمة أنتحديد عدد من المحافظات في بيان قيام الدولة هو تناقض صارخ لما تقوم عليه أسسومبادئ المجاهدين في عدم الاعتبار لحدود سايكس-بيكو، وظنوا بذلك الظنون بإخوانهم،فمنهم من قال: أن هذه الخطوة ما هي إلا تكريس لمبدأ الفيدرالية التي هي بداية تقسيمالعراق، وأن المستفيد الوحيد من ذلك هم الأمريكيون وحلفائهم الإيرانيون الرافضةوالأكراد، ومنهم من قال: لماذا لا يقاتل المجاهدون حتى النهاية، أي حتى تحريرالعراق بالكامل من النفوذ الصفوي والعلماني الكردي؟
وللإجابة على ذلك أقول وبالله التوفيق: إن هدف المجاهدين من قيام الدولة ليس هو التكريس لمبدأ الفيدرالية، فالمجاهدونابتداءً لا يؤمنون بهذه الفيدرالية ولا بالحكومة العميلة أو البرلمان الهزيل الذيمرر قانونها، ولا بالديموقراطية المزيفة التي جاءت بهم، المجاهدون الآن لديهمخياران لا ثالث لهما:
الأول:تأخير إعلانالدولة والذي سيؤدي إلى خطف ثمرة الجهاد من قبل أناس لم يطلقوا فيه طلقةواحدة.
الثاني:إعلان الدولةفي المناطق التي يستطيعون –عملياً- إقامة دولةعليها.
ولا شك أن الخيار الثاني هو الخيارالأسلم والأصوب، فما لا يدرك كله لا يترك جله، بل لا يترك بعضه، وقيام الدولة فيهذه المناطق لا يعني بالضرورة أنهم سيقتصرون عليها، بل هي بإذن الله تعالى نواةلدولة كبيرة تمتد من بغداد إلى الأندلس غرباً، ومن بغداد إلى أندونيسيا شرقاً، وإنهذا لقريب بإذن الله الذي لا يخلف وعده.
لماذا إعلانُ الدولة دون التنسيق مع بقيةالفصائل؟
أقول وباللهالتوفيق:
إننا هنا خارج الميدان، وبعيداًعن أرض الواقع في العراق، لا نعلم حقيقة ما يجري، وما تم التشاور عليه بين الفصائل،والصبر والتريث وعدم الخوض في مثل هذا أولى لمن هم مثلنا، هذاأولاً.
وثانياً: إن مثل هذا القرار –قرار إعلانالدولة- لم يكن ليتأخر أكثر من هذا، وإلا فَقَدَت جميع الفصائل التي أراقت دمائهاوروت أرض العراق بها ثمرةَ هذا الجهد العظيم، والعدد الكبير من الشهداء، فكان ولابد من أن يقوم مجلس شورى المجاهدين بالأخذ بزمام المبادرة، وقطف الثمرة قبل أنيقطفها غيرهم، وما يتضح لنا من بيانات بعض الفصائل وما يصدر من تصريحات منها: أنالاتصال بين الفصائل ضعيف، مع توحدهم في العقيدة والهدف بحمد اللهتعالى.
ولا يعني إعلان المجلس للدولة أنه مستأثربها، فما علمناهم طلاب دنيا، ولا طلاب مناصب، بل هم طلاب آخرة، راغبون فيما عندالله تعالى، راغبون عن سفاسف الدنيا، هدفهم تحكيم شرع الله تعالى، على يد أيٍّ كان،وكيفما كان، وكذا بقية قادة الفصائل وأفرادها –نحسبهم واللهحسيبهم-.
ولا أشك لحظة أن الدولة المعلنة ستحتضن –بإذن الله تعالى- كل من ينضم إليها من قادة الفصائل ومقاتلوها، وستستفيد منخبراتهم، ومن جهودهم، فمنهم من سيحكم، ومنهم من سيُؤَمَّر، ومنهم من سيكون جندياًمن جنود الله في أرضه كما كان، وأنعم بذلك من منصب.
ما واجبنا تجاه الدولةالناشئة؟
أقول وبشكلمختصر -وذلك لأني قد زورت مقالة أشرح فيها بالتفصيل واجبنا تجاه هذه الدولةالإسلامية الفتية، يسر الله إتمامها-.
أقولوبالله التوفيق:
·واجب الفصائل المجاهدة في أرضالعراق:فهولاء عليهم الحمل العظيم،والأمل الكبير بعد الله تعالى على التلاحم مع هذه الدولة، ودعمها بالمال والخبراتوالسلاح، فإن العالم اليوم ينظر إليكم، المسلمون والكافرون، فإما أدخلتم السرور علىمن بذلوا لكم فلذات أكبادهم، وضنوا بأموالهم عن أبنائهم ليدفعوها لكم، ونكئتم فيالكفر وأدخلتم عليه الحسرة وأغظتموه باجتماعكم ودعمكم لهذه الدولة –وهذا الظن بكمفأنتم خيرة المسلمين على وجه الأرض نحسبكم والله حسيبكم-، وإما حصل منكم عكس ذلك –وحاشاكم أن تشمتوا العدو فيكم وفي المسلمين-،وإن كان لبعضكمعلى بعض ملاحظاتٌ فلا أفضل من تشكيل محكمةٍ عليا –على غرار ما حصل في الشيشان بعدالتوحد مع الرئيس أصلان مسخادوف رحمه الله تعالى- تبتُّ في كل أمر اختلفتم فيه،وتحكم فيه بشرع الله تعالى، وأنتم أنتم الوقافون عند حدود الله –نحسبكم واللهحسيبكم-.
·واجب عامة المسلمين في العراق:السمع والطاعة، فو الله إن من بذل دمه وترك أهله للدفاع عنكم لنيظلمكم، ولن يخذلكم، ولن تجدوا أفضلَ منه حاكماً، عادلاً، طالباً للآخرةِ، راغباًعن الدنيا، وإياكم والنزوح من أرضكم، واثبتوا فيها، واصبروا وصابروا ورابطوا فإنالقادم عصيب، ولن يخلفه إلا عزُّ وتمكينٌ وفضلٌ عظيم على بقية قبائل وعشائر أمةمحمد صلى الله عليه وسلم.
·واجب المسلمين خارج العراق:الدعاء، ثم الدعاء، ثم الدعاء، وجمع المال ودفعه لهذه الدولة،والهجرة إليها، وأنصح الجميع بأخذ دورات في الإدارة، وفي الإعلام، والتدريس، وفيالتمريض والإسعافات الأولية، وغيرها من التخصصات المفيدة للدولة الجديدة، ومنيستطيع منكم أخذ دورات شرعية مكثفة، فلا يتأخر، فإن الوقت لم يضع، وعلى الإخوة فيالمنتديات، والتنظيمات الإعلامية على الإنترنت أن يدعموا هذه الدولة بكل ما أوتوامن قوة، ويكتبوا وينشروا كل ما من شأنه تعريف المسلمين بهذه الدولة، وأهمية دعمهاومساندتها، وخطورة إفشالها وإضعافها.
والله تعالىأعلم،،،
كتبه أخوكم
عبدالرحمن الناصر
صبيحةالاثنين الـ 24 من رمضان عام 1427هـ
الموافقالـ 16 من أكتوبر عام 2006م
التوقيع
|
هل يستطيع أحدكم أن يتخيل أو يتصور العالم بدون إرهاب ؟؟
أنا لا أستطيع أن أتصور ذلك !!
==========
رحمك الله يا فهد الجوير و جعل الجنة مثواك (و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم)
|
|