بين الطب النفسي والرقية الشرعية الجزء 6
س 126 : ألا يخطئ الأطباء النفسانيون عندنا في تشخيصهم لأمراض من يزورونهم في عياداتهم ؟
أولا : الخطأ من طبيعة البشر كل البشر بمن فيهم الأنبياء,والأطباء جزء من البشر ينطبق عليهم ما ينطبق على سائر البشر.
ثانيا : الطب النفسي من خصائصه الأساسية الظن لا اليقين بخلاف الطب العضوي,ومنه فإن من يراجع الدراسات والأبحاث في مجال الطب النفسي والعقلي يندهش من النسبة المرتفعة لما يسمى بأخطاء التشخيص.
ثالثا : رغم احترامي الزائد (كمسلم أولا وكشخص مشتغل بالرقية الشرعية ثانيا) للطب والأطباء فإنني أؤكد على أن الحق أحب إلي من كل طب ومن كل طبيب.ومن هذا المنطلق فإنني أقول بأن أخطاء الأطباء النفسانيين في العالم إذا كانت كثيرة فإنها عندنا في الجزائر أكثر للأسف الشديد,وهذه مسألة أنا مصر عليها سواء وافقني الأطباء أم لم يوافقوني,ومن الأدلة على ذلك:
ا-كثرة الأشخاص الذين لم يكن بهم شيء وكان الواحد منهم يحتاج فقط إلى نصيحة بسيطة أو توجيه متواضع حتى يتخلص من معاناته.
ب-كثرة الأشخاص الذين لم يكن بهم شيء,وكان الواحد منهم يحتاج فقط إلى من يقنعه بأنه سليم وليس مريضا حتى يشفى مما يشتكي منه.
جـ-كثرة الأشخاص الذين لم تكن مشكلتهم نفسية بل كانت سحرا أو عينا أو جنا,وكان الواحد منهم يحتاج إلى راق لا إلى طبيب حتى يشفى من مرضه.
ثم كانت النتيجة أن ذهب هؤلاء عند طبيب نفسي جاهل ( ولمَ نتحدث عن الرقاة الجهلة ولا نتحدث عن الأطباء النفسانيين الجهلة مهما كانوا قلة ؟!) فلم يتحدث معهم إلا قليلا, ولم يربطهم بالله,وأعطاهم "شكارة" أدوية أساءت إليهم خلال سنوات ولم تفدهم في شيء بل أمرضتهم عوض أن تشفيهم,حتى أن البعض منهم كان خطأ الطبيب سببا في إصابته بمرض أو أمراض بقي يعاني منها طيلة حياته أو كان سببا في انتقال المريض إلى مستشفى الأمراض العقلية ليبقى هناك مع المجانين لسنوات طويلة.
[COLOR=window****]وللأسف هناك أطباء يحرص الواحد (حتى ولو رأى أنه لم يقدر على تشخيص المرض أو لم يعرف الدواء المناسب أو لم يهتد إلى الطريقة المثلى لعلاج المريض) على أن يبقي المريض مرتبطا به لسنوات وسنوات,وذلك ليأخذ منه زيادة مال وليؤجل شفاءه أو ليزيد من حدة مرضه.نسأل الله لنا ولأطبائنا الهداية-آمين-.[COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
س 127 : ما المقصود بالرقية الشرعية ومن أجل ماذا شُرعت ؟.
الرقية الشرعية هي باختصار معالجة أمراض –لا عضوية ولا نفسية ولا عصبية-جاءت من سحر أو عين أو جن,بالقرآن كل القرآن وبالأدعية كل الأدعية,وإن كان بعضُ القرآن أحسنَ من غيره وبعض الذكر والدعاء أفضل من غيره.وكل وسيلة بعد ذلك تُستعمل في الرقية هي وسيلة جائزة إلا ما ثبت بالدليل بُطلانه,وإن كانت بركة الرقية أكبر كلما كانت بسيطة وأقرب إلى السنة وأبعد عن الابتداع,بخلاف الطب العضوي أو النفسي الذي تزداد فائدته ونفعه وبركته أكثر كلما أبدع فيه الأطباء واخترعوا واكتشفوا.وتُفضل الرقية العامة الشاملة للعين والسحر والجن مهما كان المريض إلا إذا كنا متأكدين 100 % من طبيعة مرضه,ومن أنه مصابٌ بسحر فقط أو بجن فقط أو بعين فقط.والرقية تُقرأ-بصفة عامة-على ماء أو زيت أو عسل أو زيت الحبة السوداء,كما تقرأ في أذن المريض اليمنى والراقي يقبض على ناصيته.وقد يُنصَح المريضُ بعد الرقية بالوضوء قبل النوم مع قراءة شيء من القرآن ودهن أجزاء معينة من الجسد بالزيت المرقي,وبشرب نصيب من الزيت أو العسل أو الماء المرقي في الصباح على الريق,خلال أيام.
س 128 : مـن هو الشخص المتزن عاطفيا ؟.
من صفات الشخصية المتزنة عاطفياً : 1-لا بد أن يكون متكاملاً في سلوكه مع نفسه ومع الآخرين.2-تجده قادرا على التأثير في الآخرين والتأثر بهم. 3-يكون بعيدا عن التقليد المذموم,أي يكون له طابع شخصي يميزه عن غيره,وذلك بأن تكون له اهتمامات مختلفة عن الآخرين تميزه ويتميز بها عمن هم حوله.4 –اتساع الأفق,أي القدرة على النظر للأمور من كافة الأبعاد بعيدا عن أي تعصب إلا التعصب للحق الذي لا جدال ولا مراء فيه.5- لديه قابلية على التطوير والتنافس .6- يمتلك فن التعامل مع الآخرين والقدرة على كسب عقول الآخرين بقوة الحجة والبرهان وكسب قلوبهم بعظمة الخُلُق.7-يستمتع مع الآخرين بالحياة الحلال ويستمتعون معه كذلك. 8 –لا يستـثار بسرعة ويعطي الآخرين مساحة كبيرة من العفو والتسامح وحسن الظن و...9- محقق لذاته وطموحه لأن من أسباب اضطراباتنا عدم تحقيقنا لأهدافنا.هذا مع التنبيه إلى أن هناك فرقا بين الطموح والطمع, لأن الطموح محمود,أما الطمع فمذموم.وحتى إذا كان الطموح محمودا فإنه لا يجوز أن يكون هدفا وإنما يجب أن يكون وسيلة لغاية كبرى هي رضا الله سبحانه وتعالى.
تمرين 129 : ما هي صفات الشخصية المهزوزة ؟.
الشخصية المهتزة هي :1-المتمركزة حول ذاتها بمعنى أنها تقيس كافة الأمور بمقاييسها هي وهي فقط. 2-هي الشخصية المهزوزة والمضطربة وجدانيا,بحيث إذا أحبت شخصا كان الحب مرضيا أي مبالغا فيه,وإذا كرهت إنسانا حاولت تدميره كلية.3-هي الرافضة للتعديل السلوكي, بمعنى أنه عند تقديم النصيحة لهذا الشخص فإنه يعتبر النصيحة إهانة ويرفضها بقوة وبكبرياء زائف.
4- العدوانية,بمعنى أنه عندما يكون راضيا عمن يحب يراه ملكا,وعندما يغضب عليه وينفر منه يراه شيطانا رجيما ويفكر في أية طريقة لتدميره. 5-الشخصية المهزوزة ليس لها هدف في الحياة,فما يربطها بي وبك وبالناس أجمعين هو اللحظة الحالية فقط.6-وأخيرا الشخصية المهتزة كثيرة الشك بالآخرين.
س 130 : كيف يُرد مفعول العين ؟.
[COLOR=window****]العلاج يردُّ العين قبل وقوعها.ويكون ذلك بالتبريك بقول:"اللهم بارك عليه",أو قول:"بارك الله عليه",أو قول –كما قال بعض العلماء-:"ما شاء الله لا قوة إلا بالله".[/COLOR]
[COLOR=window****]أما بعد وقوع العين,فإذا عُرف العائنُ,يُؤخذ من غسله أو وضوئه ويُصَبُّ على المعيون.وأما إذا لم يُعرف العائن فالأذكار والأدعية هي الحل,فمثلا يجمع المريض كفيه ويقرأ فيهما الفاتحة وآية الكرسي والمعوذتين,وينفثُ في كفيه ويمسح بهما وجهه.كذلك يمكن أن يقرأ المريض الآيات السابقة على زيت زيتون ويدهن به موضع الألم.كما يمكن أن يغتسل بماء مرقي ويشرب منه. [/COLOR]
والتعوذات النبوية بصفة عامة,تمنع بإذن الله أثر العائن وتدفعه كذلك بعد وصوله بحسب قوة إيمان قائلها.
س 131 : كيف يمكن أن يسيطر المرء على العصاب القهري ؟.
يتميز سلوك الفرد المصاب بالعصاب بالتسلط والعدوان إضافة للأفكار الوسواسية والتشكك بالآخرين,ولا يستطيع المريض التخلص منها بالرغم من رغبته في ذلك.ويؤدي هذا الموقف إلى الشعور بالقلق والتوتر ويجعل تلك الحالة كحلقة مستمرة.
كما أن هناك علاقة قوية بين الاكتئاب والوسواس وكلما زاد الاكتئاب كلما أدى إلى تأزم الحالات الوسواسية. وينقسم العصاب القهري إلى شقين:الأفكار الوسواسية والسلوك القهري. ويمكن أن نلخصهما بالشكل التالي:
1-تسلط الأفكار الوسواسية على الفرد مثل تسلط فكرة القتل أو الحرق أو الاعتداء الجنسي أو السرقة أو الطعن في الإسلام أو الأفكار المتعلقة بالخرافات أو الأفكار السوداء التشاؤمية وتوقع الشر,أو الأفكار المتطرفة التي لها علاقة بالضمير الحي واللوم المستمر للذات والاستغراق في أحلام اليقظة التي تعطل المريض عن أداء مهامه اليومية،والقلق الشديد والمحرمات غير الطبيعية التي يفرضها على نفسه.وتبقى هذه الأمور في الكثير من الأحيان تسيطر على أفكار المريض ولكن بعيدة عن التطبيق بحيث تزعج المريض ولا يستطيع التخلص منها.
2-غلبة الأفعال التسلطية مثل غسل اليدين أو الوضوء أو الغسل أو الثياب عدة مرات أو انشغال ربة البيت في غسل الأثاث أو الملابس أو أرضية البيت لمرات عديدة,ومحاولة التأكد من غلق أنبوب الغاز عدة مرات أو قفل الأبواب والتأكد من ذلك بشكل متطرف..الخ من السلوكيات التي تتصف بالتطرف والزيادة عن الحد الطبيعي.
س 132 : فيم يتمثل دور الطبيب والمحيطين بالمصاب بالعصاب القهري من أجل المساعدة على الشفاء ؟.
يتمثل في :
1-معرفة سبب مرض المريض.
2-الاهتمام بعلاج الأعراض الاكتئابية وذلك بواسطة العقاقير الطبية أو الأدوية الاصطناعية الكيميائية تحت إشراف الطبيب المختص,ودون اللجوء إلى الطرق الملتوية في العلاج كالذهاب عند المشعوذين والدجالين أو السحرة والكهنة. 3-أن يعمل الطبيب المختص على إيضاح حقيقة المرض أمام المريض ويشجعه على اجتياز تلك العقبة مع الصبر في العلاج.
4-العمل على تقوية ثقة المريض بنفسه وذلك بمعاونة المقربين للمريض.
5–الابتعاد عن التندر والتهكم على سلوك المريض.
6-شغل المريض بأعمال ونشاطات مختلفة تبعده عن التفكير بمشكلته التي تقلقه,وإحاطته بنصيب لا بأس به من الحب الحنان والاهتمام لكن بعيدا عن التطرف والمبالغة.
س 133 : ما هي أعراض الإصابة بالعين ؟.
قد يظهر أثناء الرقية (كما يقول بعضهم) على المصاب بالعين:ارتخاءٌ للجسم,شعور بالنعاس,ارتياح نفسي مع دوار نسبي,إحساس بحرارة في الجسم,تثاؤب. وقال بعضهم بأنه إذا وجد المريض نفسه –أثناء الرقية-يتثاءب تثاؤبا شديدا مع نزول دموع كثيرة,وخاصة عند سماعه للمعوذتين وكذا لقوله تعالى:"وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر, ويقولون إنه لمجنون"فيمكن أن يكون معيونا (أي أصابته عين).لكن هذه الأعراض وتلك لا تدل دلالة قطعية على أن المريض مصاب بعين بالفعل.هذا مع ملاحظة أن أعراض الإصابة بالعين قليلة وغير معروفة مثـل غيرها وظنية إلى حد كبير,ولكن مفعول العين يزول ويبطل بالرقية بإذن الله.
س 134 : ما هو واجب المصاب بالعصاب القهري اتجاه نفسه ؟.
يجب عليه ما يلي:
1-الاستمرار على العلاج الجسمي والنفسي معا.
2-الابتعاد قدر الإمكان عن المواقف التي تثير القلق والتوتر وكذا عن سماع ما يحزن ولا يفرح.
3-تغيير المجالات التي تسبب ذلك التوتر والقلق أو الابتعاد عنها في حدود الإمكان والاستطاعة.
4-الاستعانة بالطبيب النفسي ليكون العلاج بشكل يتناسب مع المشكلة التي سببت المرض,ولا يتردد في زيارته أبدا.إن الأمراض النفسية لا تختلف عن الأمراض الجسمية ولا عيب في علاجها.وكلما كانت ثقافة المرء عالية كلما كانت نظرته نحو الطبيب النفسي اعتيادية لا تختلف عن نظرته للطبيب الجسمي.
5- الابتعاد عن التمركز حول الذات وذلك بالانضمام إلى الجمعيات التعاونية والنوادي والجماعات الخيرية و..صلاة الجماعة في المسجد قدر الإمكان .
6- ممارسة أعمال خيرية لأنها تضفي على النفس الراحة والاطمئنان.
7- أن يكون سلوك الفرد متصفا بالمرونة والابتعاد عن التزمت.
8- التمسك بالفضيلة والابتعاد عن الرذيلة والحرص على النظافة والدقة في العمل واحترام المواعيد وغيرها من السلوكيات الاجتماعية الجيدة،ولكن بدون مبالغة لأن المبالغة في تلك الجوانب قد تصبح مع الوقت مرضا.
9- التخلص من التردد إن كان مسيطرا على الفرد وحرص المرء على مباشرة العمل الذي يرغب فيه.قال تعالى"إذا عزمت فتوكل على الله".
10- إن كان الفرد يشعر بالذنب فعليه أن يحاول التخلص منه بطريقة إيجابية بحيث لا يصيبه بمشاكل أخرى, ويمكن أن يسترشد بشخص يثق به ويحسن التصرف في تلك الأمور ويكتم السر.
11- أن يحاول التخلص من الخوف الذي يسيطر عليه .
12- أن يحاول ممارسة هواية من الهوايات بحيث يشغل وقته بذلك .
13-عليه أن يفعل-مع تحفظ وبعد استشارة الطبيب-عكس المرض الذي يسيطر عليه,فإن كان الفرد يخاف من موقف معين فعليه أن يزج بنفسه في ذلك الموقف المخيف لأنه يمكن أن يشفي من ذلك الخوف بهذه الطريقة.
س 135 : ما علاقة نتف الفتاة لشعر رأسها بالقلق والاكتئاب ؟.
هناك علاقة وثيقة.إن نزع الشعر الذي يعاني منه بعض الناس خاصة النساء وخاصة في سن المراهقة يمكن جدا أن يكون مرتبطا بالحالة النفسية السيئة التي تعيشها الفتاة في تلك الفترة.ومعلوم أن الفتاة تتصف في مجتمعاتنا بالخجل وهو ما يجعلها تحتفظ بمعاناتها ولا تستطيع الإفصاح عما يخالج صدرها لأقرب الناس إليها أحيانا,وهذا يؤثر عليها.إن الفرد منا يمارس بعض العادات أثناء الغضب والتوتر الشديد,وعندها يشعر براحة من جراء تلك الممارسة وهو ما يدفعه إلى الاستمرار عليها حتى يجد نفسه في النهاية أسيرا لتلك العادة,ومتى أراد التخلص منها فإنه يلاقي غالبا صعوبة في ذلك.وتعتبر عادة نزع الشعر من ضمن تلك العادات.وبما أن الشعر هو زينة الفتاة فنـزع الشعر بالحالة التي وردت في السؤال ما هو إلا تعبير عما تعاني منه الفتاة من ضيق وتوتر وقلق نفسي حاد في بعض الفترات التي تمر بها,وهو ما يدفعها إلى ممارسة تلك العادة والاستمرار عليها،كما أنه يعتبر نوعا من السلوك العدواني الموجه نحو الذات.ومن ناحية أخرى تؤدي ممارسة نزع الشعر إلى زيادة التوتر والحزن على ما فقدته الفتاة من خصلات الشعر,وهكذا تعتبر هذه الممارسة بمثابة حلقة مفرغة,أي عندما تشعر الفتاة بالقلق تمارس عادة نزع الشعر الذي يؤدي بالتالي إلى القلق والحزن والتوتر,وهكذا...
س 136 :ما الذي يجب أن يُفعل مع السحر(أو ما يغلب على الظن بأنه سحر) المدفون أو المعلق ؟.
إن وُجِدَ السحرُ المدفون أو المعلق : إما أن تُقرأ عليه آياتُ إبطالِ السِّحر,أو يُصبُّ عليه ماء مرقي فيبطل مفعوله بإذن الله.
س 137 : هل يمكن أن يعبث الجن ببعض المنازل إفسادا وإتلافا ؟.
نعم يحدث هذا أحيانا قليلة جدا,بحيث يعبث الجنُّ ببعض المنازل بالحرق أو برمي الأثاث أو بغير ذلك,لكن الناس يبالغون بحيث أن ما يحدث في كثير من الأحيان يفعله بشر,ولكن أهل البيت عوض أن يفسروا الأمر تفسيرا مباشرا ويتبعوا الوسائل الموضوعية من أجل إصلاح ما فسد وتجنب وقوعه مرة أخرى,يلجأون إلى التفسيرات الغيبية التي تجنبهم تعب التحليل والبحث كما تجنبهم بذل الجهد والوقت.
س 138 : هل صحيح أن باستطاعة شخص ما أن يعمل ( سحرا ) لشخص آخر فيجعله يفشل في قضاء حاجته من زوجته أو يجعلها تستعصي على زوجها في الجماع بدون أية إرادة من أحدهما ؟
جمهور أهل السنَّة على أن السحر له حقيقة،وأنه قد يؤثّر- إذا شاء الله وقدَّر – في بدن المسحور (فيبدو بأنه مصاب بمرض عضوي وهو ليس كذلك) أو في نفسه فتتغير عاداته ويتبدل طبعه ويقلق ويتيه ويصاب بالوسواس أو القلق أو الخوف أو الخلعة أو ..(فيبدو بأنه مصاب بمرض نفسي أو عصبي وهو ليس كذلك)،بل قد يقتله في بعض الأحيان.وقال القرافي وغيره من العلماء بأن الصحابة أجمعوا على أن السحر حقيقة قبل ظهور من ينكره بعد ذلك من القدرية والمعتزلة.ومن الأدلة سحره-ص-من قِبَل اليهودي لبيد بن الأعصم،وهو حديث صحيح رواه الشيخان.ولقد اشتهر بين الناس وجود ربط ( أي حبْس ) الرجل عن امرأته (أو العكس) حين يتزوجها فلا يقدر على إتيانها سواء كان مربوطا أو كانت مربوطة,كما اشتهر حلُّ عُقَدِه بعد ذلك فيقدر الرجل على زوجته بعد عجزه عنها.
وقع ذلك مرارا وتكرارا في دنيا الناس حتى صار متواتراً لا يمكن جحده ولا إنكاره.ولقد عرفت في حياتي الماضية كثيرين من الرجال أو النساء الذين وقع عجز من الزوج على إتيان زوجته بسبب سحر,وبعد الرقية مباشرة للرجل أو للمرأة أو لكليهما يقضي الرجل حاجته من زوجته بكل يسر وسهولة,والله أعلم.وطريقتا إزالة هذا السحر إما الرقية الشرعية وإما استخراج السحر من مكان وجوده وإبطاله.
س 139:ما المقصود بالرهاب أو الفوبيا ( Phobias ) ؟.
لقد تضمنت تصنيفات الأمراض النفسية ثلاثة أشكال هي:العضوية والعصابية والذهانية.وتشمل الأمراض الذهانية والعصابية الاضطرابات الوظيفية التي يعاني منها المريض في العادة بدون توفر سبب عضوي معين لتلك الحالة, وتندرج المخاوف التي يطلق عليها أحيانا بالرهاب ضمن هذه الاضطرابات.وتعتري الفرد هنا حالات من الخوف الطبيعي الذي يتكون نتيجة لتعرضه إلى مواقف تثير الخوف لديه،ويمكن أن يحدث هذا للجميع بين وقت وآخر. وتمر تلك الحالات بشكل اعتيادي ولا تترك أثرا أو لا تسبب حالات مرضية.كما يحدث أحيانا نوع من القلق ممزوجا بشعور معين من الخوف قد يكون شديدا وقد يكون بسيطا ولكنه لا يستمر طويلا،ويطلق عليه إسم نوبات الهلع أو الفزع.كما قد يصاب بعض الأفراد بنوع من القلق الذي قد يستمر لفترة طويلة (وقد لا يستمر إلا فترة وجيزة)،مما يؤثر على سلوكهم تأثيرا سلبيا.وقد يمهّد هذا القلق الطريقَ للإصابة بالفوبيا.
س 140 : هل من مصلحة الأطفال سماع قصص الجن والشياطين ؟.
يُفضَّل أن لا نكثرَ من الحديث عن قصص الجن والشياطين أمام عامة الناس والبسطاء والأطفال خاصة,حتى لا نُفزعَهم.ويمكن أن يُصاب بسبب ذلك-في بعض الحالات-من لم يكن مُصابا.بل حتى حضور هؤلاء مع الراقي حين يرقي مصابا بالجن غير منصوح به لغلبة ضرره على نفعه (إن وُجد نفع من وراء ذلك).
س 141 :مم يخاف (عادة) المصاب بالخوف المرضي أو بالفوبيا ؟.
الأشياء التي يخاف منها هذا المريض كثيرة جدا يمكن أن نذكر منها ما يأتي : الخوف من الأماكن المرتفعة أو المفتوحة أو المغلقة أو الواسعة أو الممرات الضيقة,الخوف من الساحات الفسيحة أو الأماكن المظلمة,الخوف من ركوب الطائرة والمصاعد وغيرها,الخوف من الثعابين والفئران والحشرات والقطط وغيرها,الخوف من الظواهر الطبيعية كالمطر والفيضانات والبرق والرعد والمياه,الخوف من رؤية النار وما إلى ذلك,الخوف من الموت أو الدم أو من لمس الأشياء،الخوف من القذارة،الخوف من التسمم و…كما قد يخاف المريض من الخروج من بيته أو قريته منفردا لأنه يتوقع حصول حادث مؤلم له إذا خرج بمفرده و…كما قد يسيطر على المرء الخوف من أن يصطدم بسيارة أو أن يسقط فاقد الوعي في الطريق,أو كأن يخاف الإنسان من حالات تحدث له أمام الناس ولا يستطيع السيطرة عليها كهستريا البكاء أو ظهور سلوك غير طبيعي بالنسبة للمجتمع…كما يسيطر على الفرد أحيانا خوف شديد عند الاتصال الاجتماعي والالتقاء بعدد من الناس مما يؤدي به إلى الارتباك بحيث لا يستطيع التفوه بكلمة وإن تحدث فإنه يرتبك وتظهر عليه علامات ذلك الارتباك كاحمرار الوجه والتعرق والتلعثم (وتدفع تلك الحالات المريض إلى تفادي مثل تلك المواقف بالهروب من الاجتماعات) وتجنب الاحتكاك بالآخرين وبالتالي يؤدي به ذلك إلى الانطواء النفسي.
س 142: هل تشخيص الرقاة لطبيعة مرض من يزورهم من المرضى ظني أم قطعي ؟.
أما القطعي فهو نادر,وهذا مرتبط بالدرجة الأولى بطبيعة الأعراض التي تدل على السحر أو العين أو الجن وكذا بالتقاطع والاشتراك الموجودين بين السحر والعين والجن من جهة والأمراض النفسية من جهة أخرى.وأما الظني فيا ليته كان ظنيا,لأن التشخيص في الغالب ليس قطعيا ولا ظنيا بل إنه تشخيص مبني على الشكوك والأوهام. وأسباب هذه الجرأة الكبيرة من الرقاة على التشخيص البعيد جدا عن الواقع والحقيقة والصواب كثيرة يمكن أن يأتي على رأسها سببان أساسيان:
1-جهل الراقي بالإسلام وبالرقية الشرعية وبالطب النفسي وب...الذي يجعله لا يفرق بين ما هو من مشكلات الحياة الطبيعية العادية وما هو راجع إلى السحر أو العين أو الجن وما سببه مرض نفسي.
2-طلب الراقي للشهرة الزائفة التي تجعله يتحرج من قول :"لا أدري" أو " لا أعلم".
3-ابتغاء الأجر المادي من وراء الرقية الذي يجعله ينظر إلى كل الناس على أنهم مرضى حتى يستفيد بأكبر فائدة مادية ممكنة بالكذب وبالزور والبهتان و...
4-جهل الناس الذي يجعلهم يصدقون الراقي في كل ما يقول ولو كان لا يملك أي دليل أو برهان على صحة زعمه أو تشخيصه.
ولو ذهبت أستعرض خطأ الرقاة في التشخيص حينا وأكاذيبهم أحيانا لكتبت الكثير والكثير, مما يجعلني أقول بأن السلطة في بلادنا لو كانت تحكم بالحق والعدل لحاربت هؤلاء الرقاة أولا بسبب أنهم يخدعون الناس بسهولة باسم الدين قبل أن تحارب المشعوذين والدجالين والسحرة والكهنة الذين يُعتبر أمرهم مكشوفا ومفضوحا أكثر.
س 143 : هل من خطورة من الجن الظالم المعتدي على الراقي أم لا ؟.
نتيجة كراهية الجن للراقي,قد تظهرُ بعضُ الآثار السلبية على شخص الراقي,خاصة في بداية مشوارِه مع الرقية الشرعية,منها:الصداع والفشل والتعب والضبابية في الرؤية وظهور بقع زرقاء على الجسم واستثقال العمل وضعف الرغبة الجنسية وقلة الاهتمام بالزوجة وباقي أفراد الأسرة.وعلى الراقي أن يتخلص من هذه الآثار بسرعة بسلامة القصد وسلامة النية وقوة الإرادة والفرار إلى الله سبحانه وتعالى.
س 144 : هل يمكن أن يظهر المريض-الذي ذهب عند مشعوذ ليداويه-وكأنه شفي وهو في الحقيقة لم يُشف بعد ؟.
يمكن جدا أن يحدث ذلك.وأذكر هنا بالمناسبة أن شابة عمرها 18 سنة, مصابة بجن رقيتها منذ سنوات وتعطل الشفاء قليلا,وعوض أن أرقيها مرة أخرى أو يرقيها شخص آخر,تعجَّل أهلها في الأمر وأتوا لها بمشعوذ وبدا لهم بعدها بأنها شُفيت تماما وإن كان قد بقي في نفسي شيء جعلني أشك في شفائها الفعلي.لقد لمت عندئذ أهلها لأنهم طلبوا العلاج بالطريقة غير الشرعية.ومرت حوالي 3 سنوات على ذلك ثم جاءني أهلها واشتكوا بأن ابنتهم التي كانت شديدة المحافظة على الصلاة في وقتها لم تُصلِّ ولو صلاة واحدة منذ أن أتوا لها بذلك المشعوذ!.قلت لهم في الحين:الآن زال العجب.إن الشياطين التي تتعامل مع المشعوذ يمكن جدا أن تكون قد طلبت ممن يؤذي الشابة بدنيا ونفسيا أن يبتعدوا عنها في مقابل أن يمنعوها من الصلاة (عماد الدين),فاعتبروا يا أولي الألباب!.
س 145 : ما الذي تنصح به الأم لتعين ابنتها على التخلص من عادة نتف شعر الرأس الذي يأتي من التوتر ؟.
1-لتكن إرادتك وعزيمتك قوية في الوقوف مع ابنتك في محنتها ولتكن ثقتك كبيرة جدا في الله أولا ثم في نفسك.
2-أبعديها عن الموضوع الذي يقلقها قدر الإمكان ولا تتركيها تفكر فيه،وذلك بإشغالها بنشاطات يكون مردودها نافعا لها كقراءة القصص أو الانشغال بالكتابة التي ترغب فيها (دينية أو دنيوية).
3-كوّني علاقات صداقة معها,وأفهميها أنه ليس هناك أحن من قلب الأم على ابنتها.
4-دعيها تنام بشكل منتظم،وتأخذ كفايتها من النوم.
5-لتكن علاقتها مع أفراد العائلة معتمدة على الحب والتعاون والتضحية,وأعلميها أن أحسن ما يمكن أن يحصل عليه المرء من حب وشفقة إنما يكون من أفراد عائلته،واجعليها تتأكد بأن عائلتها لن تتوانى في مساعدتها.
6-أبعديها عما يسبب لها التوتر مثل الأصوات المزعجة،والمشاحنات اليومية…الخ.
7-دعيها تستمتع بالطبيعة والخضرة والمياه الجارية إن أمكن،وتأخذ نفسا عميقا وتحتفظ به للحظات ثم تطرحه.وتكرر العملية عدة مرات في اليوم.
8-حاولي أن تضفي السعادة عليها واجعليها تبتسم للحياة كي تبتسم لها.
9-حاولي أن تلبسيها غطاء للرأس حتى ولو كانت في البيت بعيدا عن الأجانب عنها من الرجال بحيث يغطي الشعر بشكل كامل كي يكون حاجزا مانعا بين يديها وشعرها.
10- اجعليها تقيم الصلاة التي تمنعها لفترة من عادة نزع الشعر التي تتسلط عليها،واشغليها بقراءة القرآن الذي يُضفي الراحة النفسية عليها من ناحية ويشغلها عن ممارسة عادة نزع الشعر من ناحية أخرى.
11-دعيها تنشغل بأعمال الإبرة والحياكة والنقش والرسم وما إلى ذلك من نشاطات،بحيث تشغلين يديها بأشياء تلهيها عن ممارسة جر الشعر على أن تكون ممارسة تلك النشاطات بشكل مستمر إلى أن تجعلها تنسى تلك العادة.
12-اشغليها بزراعة النباتات إن كان ذلك ممكنا,لأن الأتربة التي تتراكم على يديها تمنعها من تقريبهما إلى شعرها.
13-اجعليها تهتم بجمال شعرها الذي يضفي عليها الزينة والجمال.
14-لا تقلقي على الشعر المنزوع,وسيرجع نمو شعرها بعد الشفاء بعون الله تعالى كما كان سابقا أو أجمل وستستعيد بالتالي هذا الجانب من الجمال.
15 ادعي ربك بالشفاء لها فهو قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه.
16-حاولي أن تجعليها تضفي السعادة على حياتها المدرسية والعائلية والاجتماعية قدر الإمكان,وذلك بالاستمتاع بمباهج الحياة التي أحلها الله سبحانه وتعالى لنا،وكم هي كثيرة.
17-حاولي أن تنمي ثقتها بنفسها وبالآخرين.
18-حاولي أن تبعديها عن الغيرة الشديدة إن كانت لديها.
19-استعملي لها مقويات للشعر مثل الحناء وذلك لتقوية بصلات الشعر ولمساعدتها على النمو والعودة كما كانت،وحذريها من استعمال أصباغ الشعر التي كثيرا ما تسبب سقوط الشعر.
20-وأخيرا لا تجبريها على شيء لا تريد عمله (إلا أن يكون واجبا شرعيا أصرت على تركه) وإنما رغبيها فيه.
س 146 : كيف يتم التخلص من السحر بأنواعه المختلفة (مأكول أو مشروب أو موجود
على شكل حرز) ؟.
أما المأكول أو المشروب فيتم التخلص منه-غالبا-بقيء أو إسهال أو عرق يأتي بعد الرقية بدقائق أو بأيام.وأما السحر المكتوب في"حرز"مدفون أو معلق (وأغلبُ السحر المدفونِ مدفونٌ في المقابر) فيبطل مفعوله بإذن الله وإن لم يتم استخراجه (فإن أمكن استخراجه بسهولة وبناء على خبر مُؤكَّد,فذلك جائز وهو سبيل شرعي للتخلص من هذا السحر.وقد ثبت ذلك عن رسول الله-ص-في قصة السحر الذي صُنِع لهُ).ومن المضحك والمبكي في نفس الوقت أن نسمع براق يعالج بالقرآن يطلب من المريض أو من أهله مثلا أن يُهدِّموا جزءا من الدار من أجل استخراج "حرز" قد يكون مدفونا فيه وقد لا يكون.والغالبُ أن الخبر بأن هناك"حرزا مدفونا"قد جاء به الراقي من تخيلات وقعت للمريض أثناء الرقية سواء بسبب قوة تخيل عند المريض أو بسبب تلبيس الشياطين وكذبهم على الراقي والمريض على حد سواء.وهناك نوع من السحر عبارة عن طلاسم تُقرأ من طرف المشعوذين وتُعدُّ كفرا صريحا,لأنها اللغة التي يتعامل بها مشركو الجن والإنس,وفيها سب لله ولرسوله كما أن فيها طلب الاستعانة بالشياطين.وكل سحرٍ لا بد له من:ساحر,مسحور,طلسم,مواد خاصة بالسحر,خادم للسحر,ووسيطٌ بين المسحور والساحر.
س 147 : ما هي الأسباب البيولوجية للوساوس النفسية التي ترجع إلى الشخص المصاب لا إلى الغير من الإنس أو الجن ؟.[COLOR=window****][/COLOR]
[COLOR=window****]أنبه في البداية إلى أن هذه الأسباب ظنية وليست قطعية ومنه قد تكون كلها صحيحة وقد لا يصح إلا البعض منها فقط,أما تأثير الجسد بشكل عام على النفس فأمر لا خلاف فيه.ويمكن أن نذكر من هذه الأسباب الظنية :[COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
1-خلل في وظيفة السيروتونين: يرى بعض الأطباء النفسانيين أن سبب الوساوس قد يكون خلل في الوصلات العصبية في العقل,والذي يكون سببه خلل في وظيفة السيروتونين.ولذا فإن الدراسات الطبية تشير إلى أن الأدوية التي تنظم وظيفة السيروتونين " Serotonin "في العقل نتائجها أقوى من تلك التي تؤثر في وظائف أخرى في نظام الوصلات العصبية,إلا أن كثيراً من الباحثين ينكرون علاقة السيروتونين بالوساوس.
2-ويرى بعض المختصين أن السبب نشاط متزايد في بعض الأماكن في المخ وبالذات في مقدمة الرأس وكذا ضيق في بعض شرايين المخ.
3-ويرى البعض أن للعامل الوراثي الجيني أثراً,إذ أن الإحصائيات تقول بأن 35 % من المصابين لهم أقارب من الدرجة الأولى مصابين بالوساوس القهرية،غير أن هذه الدراسات لم تأخذ بعين الاعتبار أثر البرمجة والتربية أي الأثر الاجتماعي منذ الصغر على هؤلاء.
س 148 : يتعرض الفرد أحيانًا إلى صدمات على رأسه.ما هي الآثار التي يمكن أن تنتج عن ذلك ؟.
إن كانت هذه الصدمات شديدة،فإنها تؤدي إلى ارتجاج في المخ،وتعطيل وقتي أو دائم لفعالياته، كما قد تؤدي إلى آثار عضوية،ونفسية،وعقلية.
س 149: ما علاقة العجز الجنسي عند الرجل بالوسواس ؟.
[COLOR=window****]هناك علاقة شبه وثيقة لأن الملاحظ عند إصابة الرجل بالعنة (العجز الجنسي) أو المرأة بمرض يمنعها من القدرة على الاستمتاع بزوجها أو من إشباع زوجها جنسيا فإن الرجل (أو زوجته) يبدأ في الشك في سلوك شريكه بأنه يخونه مع أقاربه أو معارفه أو جيرانه أو…[/COLOR]
س 150 : لماذا يؤذي الجنُّ الإنس ؟.
من أسباب مس الجن للإنسان : الحزن الشديد أو الفرح الشديد أو الخوف الشديد أو الغضب الشديد,أو التلبس بنجاسة بطريقة أو بأخرى.
|