بين الطب النفسي والرقية الشرعية الجزء 3
س 51 : هل يحدث للشخص أن يفقد ذاكرته عندما يتقدم في السن,وما الحل عندئذ ؟.
أنطلق في الجواب على السؤال من وحي التجربة أولا وأقول: ليست هناك قاعدة عامة والأمر نسبي تتدخل فيه عوامل كثيرة.ومنه فإن هناك أشخاصا يبلغون من العمر 100 (مائة) سنة ويموتون وهم في كامل قواهم العقلية وهناك آخرون يصابون بعد الستين أو السبعين من العمر بنوع من التخريف أو من خفة العقل أو مما يُسمى في الشرع "بأرذل العمر".وأسباب ذلك كثيرة يُرجع في معرفتها إلى الأطباء الاختصاصيين,ولا شك أن من أسبابها الأساسية التقدم في العمر.ولكن نظرا لأن هذا السبب لازم وغير كاف فإننا نجد البعض ممن تقدموا في السن أصيبوا بخفة العقل كما نجد أن البعض الآخر لم يُصب بذلك لا من قريب ولا من بعيد,نسأل الله العافية.ومن مظاهر خفة العقل عند بعض المسنين : ارتداء لباس الصغار,ممارسة ألعاب الصغار,الرقص والغناء بدون سبب, البساطة الشديدة في التفكير,الرجوع بالذاكرة إلى الوراء (سنوات أو عشرات السنين) الخ …وصدق الله إذ يقول:"الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة.يخلق ما يشاء".وفقدان الذاكرة قد يكون جزئيا(في أشياء معينة فقط أو في أوقات محددة فقط) وقد يكون كليا (في كل الأشياء وفي كل الأوقات).قد تنفع الرقية البعض من هؤلاء فيشفون مما بهم,ولكن أغلبيتهم يحتاجون إلى طبيب اختصاصي.ومع ذلك أقول بأن الطبيب في حد ذاته يفيد مرة ويخفق عدة مرات للأسف الشديد.والظاهرة في كل الأحوال طبيعية لا تتطلب الفزع الشديد.
س 52 : حصل معي تشنج منذ 7 سنوات وأنا نائم مرتين،بفارق زمني شهران ونصف. بدأت العلاج بعدها عند طبيب اختصاصي،ولم يحصل بعد ذلك أي حالة من التشنج. واستمرَّ العلاج لمدة،حيث كنت أخفِّف من الجرعة المقررة لي،بناء على تعليمات الطبيب المشرف على علاجي إلى أن انتهيت من التخفيف وصولاً إلى ترك العلاج نهائيًّا بحمد الله.ولكن بعد 3 سنوات أخرى حصل معي تشنج آخر وأنا نائم.وبناء على ذلك قمت بمراجعة الطبيب،وقام بعمل مخطط الدماغ الكهربائي وصورة طبقية، وأخبرني بوجود نشاط كهربائي معي،وأنه لا بد من العودة للعلاج،وأنا حاليًا أتناول الدواء.وبحمد الله لم يحصل معي أي تشنج خلال السنوات الثلاثة الأخيرة.والسؤال: لماذا حصل معي التشنج ؟ولماذا عاودني من جديد على الرغم من العلاج الذي تم,أم أن فترة العلاج السابقة لم تكن كافية ؟.
ما تعاني منه يسمَّى الصرع غير المسبَّب وهي حالة بؤرة نشطة في المخ ليس لها سبب معين أو محدد. وبالتالي لا يمكن لأحد الجزم بسبب عودتها لك مرة أخرى.وقد يكون ذلك بسبب إرهاق زائد أو تعرض لشدٍّ نفسي زائد أو لسهر طويل،أو بسبب الجلوس على الكمبيوتر لفترات طويلة،أو التعرض لنزلة برد شديدة،فكل هذه أسباب قد تساعد على ظهور التشنج مرة أخرى.ولكن حالتك غير داعية للقلق لأن السيطرة عليها سهلة بإذن الله,وعليك بالاستمرار في العلاج مثل الحالة الأولى تمامًا, وستشفى بإذن الله عن قريب.
س 53 : هل تمنع نوبات التشنج المذكورة في السؤال السابق من الزواج علمًا أنني أعيش منذ حصول أول حالة تشنج معي في قلق واضطراب,وأشعر بضعف نفسي داخلي،كما أشعر في المقابل أنه لا بد من ارتباطي بفتاة تحقق لي الراحة النفسية المرجوة ؟.
الزواج غير مُضِرّ إطلاقًا في حالتك،وغير متعلق بشدة بها.وسيوفر لك الزواج-بإذن الله كما تتوقع-الراحة النفسية والسكينة والطمأنينة وراحة البال,التي قد تساعدك على التخلص من المرض في أقرب الآجال (مع مواصلة العلاج الطبي بطبيعة الحال).لِمَ لا ؟! وقد أوصانا بالزواج نبينا محمد-ص-مع القدرة عليه,فقال:"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج،فإنه أغض للبصر،وأحصن للفرج".
س 54 : ما هي أعراض نوبات القلق الحاد أو الهلع ؟.
هي أعراض كثيرة قد يختلط البعض منها مع أعراض السحر أو الإصابة بالجن.ويمكن أن نقول-كما ورد ذلك عن بعض الأطباء-بأنه إذا اجتمعت أربعة أعراض أو أكثر منها يغلب على ظننا بأن المريض مصاب بنوبات القلق الحاد أو الهلع التي يحتاج معها إلى طبيب لا إلى راق. وهذه الأعراض هي:1-الدوخة (الشعور بعدم التوازن) أو الشعور بالإغماء.2-زيادة التعرق.3-خفقان القلب أو زيادة النبضات.4-صعوبة التنفس.5-الرجفة أو الإحساس بالارتعاش.6-هبات في الجسم ساخنة أو باردة.7-ألم في الصدر.8-خوف مفاجئ وإحساس بقرب الموت.9-الخوف من فقدان العقل.10-الشعور بالتنميل في الجسد والأطراف.11-الشعور بالاختناق.12-الغثيان,الإسهال,انزعاج البطن,أو أعراض هضمية أخرى.13-الإحساس بتغير الشخصية واختلافها"وكأنني لست أنا",أو الإحساس بتغير البيئة المحيطة واختلافها.فإذا فرضنا أن الطبيب عجز عن نفع المريض أو أعلن له بأنه ليس به شيء ,فيمكن للمريض عندئذ أن يلجأ إلى الرقية الشرعية.
س 55 : امرأة كبيرة في السن أرسلت إلي مع زوجها المسن لتسأل:"أولادي وبناتي سيئون في معاملتهم لي سواء المتزوجون منهم أو العزاب.وبسبب من ذلك فأنا أعاني منذ مدة من قلق شديد ويؤلمني رأسي,وفي الليل تأتيني دوما كوابيس مخيفة.ولأن بعض الناس نصحني بالرقية فأنا أريد أن آتيك من أجل ذلك".
إذا عرف السبب بطل العجب.مادمت تقولين بأن سبب ما تعانين منه من قلق هو سوء معاملة الأولاد لك,فإن الحل يكمن عندئذ في تفاهمك مع الأولاد:إما بأن تُنصحي حتى لا تلوميهم على ما لا يلامون عليه إن كنتِ أنت تُضخمين البسيط منهم,وإما بأن يُنصحوا بطاعة الأم والإحسان إليها وخفض جناح الذل لها إن كانوا سيئين معكِ بالفعل.إذا تم ذلك تخلصتِ بإذن الله وبسهولة من الجزء الأكبر من القلق ومن ثم من أوجاع الرأس والأحلام المزعجة.أما إذا أردت أن أرقيك للتخلص مما بك مع ترك الأسباب قائمة فاعلمي أن الرقية يمكن جدا أن لا تنفعكِ وأنتِ في هذه الحالة تطلبين مني-ولو بطريقة غير مباشرة-أن أكذب عليكِ.والله أعلم.
س 56 : زوجي عصبي المزاج,ومنه فإنه يغضب لأتفه الأسباب.هكذا كان منذ صغره.إذا سألتُه اعتذر بأن ذلك فوق طاقته وأنه لا يقدر على كظم غيضه.وأنا أطلب منك أن ترقيه للتخلص من هذه العصبية.
لو أنك قلتِ بأن الزوج كان هادئا من صغره ثم في لحظة من اللحظات أو في وقت من الأوقات تحول فجأة إلى الثورة والعنف والهيجان والعصبية الزائدة لقلتُ لكِ بأن الأمر قد يحتاج إلى رقية (إذا تم التحول بدون سبب ظاهر) أو إلى طبيب نفساني (إذا تم التغير بسبب ظاهر).أما وأن زوجكِ يشهد بأن الغضب السريع والعصبية الزائدة هو طبع تربى عليه من الصغر(سواء موروث أو مكتسب) فإن العلاج والحل عندئذ يصبح بالدرجة الأولى بيد زوجك.قد ينصحه الطبيب أو الراقي أو تنصحينه أنتِ أو ينصحه ناصح أمين وخبير وثقة,ولكن الجهد الأكبر من أجل التخلص مما يعاني منه ملقى بإذن الله على عاتقه هو.إن عليه أن يبذل جهدا كبيرا لكظم غيظه عندما يغضب,ويعينه على ذلك:
ا-تذكره للثواب الجزيل الناتج عن ذلك عند الله.
ب-علمه بالعلاقة الطيبة مع الناس التي تترتب عن ذلك.
جـ-انتباهه للراحة النفسية التي سيحس ويشعر بها إن كظم غيظه.
د-انتباهه إلى أن ما يبذله في مجاهدة الغضب داخل بإذن الله في التربية والتزكية لنفسه المطلوبتين من المسلم منذ بلوغه وحتى يموت.
إن الجهد الذي يجب أن يبذله زوجكِ في هذه السبيل مرتبط بقوة الإرادة والعزيمة لديه. وكما أنه لا يقبل ممن أراد أن يتخلص من شرب الدخان أن يعتذر بأنه لم يقدر لأن الحقيقة هو أنه لم يرد أن يبذل الجهد الذي يجب أن يبذله,فكذلك لا يُقبل من زوجكِ أن يعتذر بأنه لم يقدر أن يكظم غيظه لأنه في الحقيقة لم يبذل ما يجب أن يُبذل من جهد. وزوجكِ إذن لا يحتاج إلى رقية لا من قريب ولا من بعيد.
س 57 : كيف تعرف بأن فكرة ما سلبية وعلامة مَرَضية وبأنها يمكن أن تتسبب في زيادة القلق الطبيعي؟.
إن لها جملة علامات يمكن أن نذكر منها :
الأولى: عندما تدفع الفكرة بصاحبها إلى أن ينظر إليها بأسوأ مما هي عليه في الواقع,ويقول مثلا:"أنا لم أشعر بهذا الشعور السيئ في كل حياتي الماضية!".
الثانية: تؤدي بصاحبها إلى أن يتنبأ بالمستقبل تنبؤا سوداويا لا دليل عليه,ويقول مثلا:"سيكون شعوري دائما وأبدا سيئا مثل اليوم!".
الثالثة: تمنع الفكرة صاحبها من أن يقوم بأي عمل أو نشاط إيجابي,ويقول مثلا : "لا أستطيع أن أعمل شيئا,أو لا أستطيع أن أعمل كذا أو كذا!".
الرابعة: تكون الفكرة غير صحيحة البتة,ويقول صاحبها مثلا:"كل الناس سيقولون عني بأنني فاشل وأحمق ولا أفهم شيئا!".
الخامسة: تدعي الفكرة بأنها تقرأ عقول الآخرين,ويقول صاحبها مثلا:"على الرغم من أنني أقوم بهذا العمل بشكل صحيح,فإن الناس سيقولون حتما عني بأنني غير متوازن وجاهل و..!".
إن هذه الأفكار تجعل صاحبها معرضا ومهيئا للقلق الشديد والخوف.وحتى يستطيع صاحبها أن يغيرها لابد من التعرف عليها بداية ثم مناقشة النفس فيها ثم بذل الجهد الكبير من أجل تبني أفكار أخرى صحيحة.
س 58 : أخي أصبح عصبي المزاج,انعزاليا,بالإضافة إلى أنه يتطاول كثيرًا على الوالدين ويسيء معاملة الإخوة الصغار,رغم أنه كان مؤدبا.وكذلك بدأ يتدهور حاله التعليمي في الجامعة,رغم أنه كان يُضرب به المثل في الذكاء.أبي غير راضٍ عن أصحابه وذلك لسوء أخلاقهم،ومنه فلقد حذرناه منهم ولكنه لا يسمع النصيحة من أحد.لقد استعملنا معه كل الطرق الشديدة واللينة فلم تنفع.ما العمل يا ترى,وهل تلزم أخي رقية أم لا؟!.
إن ما تصفه من أعراض وتغيرات عند أخيك يمكن أن يكون له عدة تفسيرات:
الأول:أن يكون هناك حدث معين أو تجربة محددة قاسية قد مرت بأخيك,كما يحدث لكثير من الطلبة في الجامعة أو من العاملين في الخدمة العسكرية في الشهور الأولى من الفترة التدريبية,أو في الشرطة أو الدرك أو الجيش خاصة في السنوات الأولى من العمل.وتندرج الاحتمالات من الصدمة العاطفية (كأن يحب من لا تحبه ولا ترغب فيه أو كمن يعشق من لا يمكنه الزواج منها لسبب من الأسباب أو..) إلى الوقوع في الفسق والفجور(كتعاطي السرقة والقمار والزنا والشذوذ الجنسي وتناول المخدرات أو..). وسواء كان ما أصاب أخاك صدمة عاطفية مثلا أو انحراف فالرقية لا علاقة لها بالموضوع بتاتا.
ا-فإذا كان قد صُدم فإنه يحتاج إلى خبير يسمع منه وينصحه أو إلى طبيب يعالجه.
ب-وأما إذا كان قد وقع في المعصية فإن التوبة إلى الله مع الابتعاد الفوري عن رفقاء السوء هو الحل الذي لا بد منه.فإذا كان الانغماس في المعصية زائدا فيمكن لأخيك أن يستعين بطبيب اختصاصي.
الثاني:وقد يكون الأمر مجرد رد فعل على أسلوب تعامل غير سليم من الأسرة:الأب والأم والأخوة,لأن أخاك مازال في سن المراهقة (قد تستمر إلى 24 أو 25 سنة من عمر الشاب) التي تعرف الكثير من التغيرات البيولوجية والمزاجية،وتحتاج إلى تفهم وتعاون من المحيطين بالشاب.
وفي كل الأحوال فإن المطلوب منكم-أنت وإخوتك-هو الاقتراب والتفهم،والحكمة وسعة الصدر،والصبر والقدرة على استيعاب تحولات هذه المرحلة بدلاً من التوجيه والنقد واللوم المستمر.إن هذا كله قد يكون في بعض الأحيان عقيما،بل وقد يؤدي إلى عكس المرجو منه.إن أخاك يحتاج إلى من يثق فيه،ويتبادل معه الود اللطيف،والحب الأسري الدافئ فيكون موضع سره،وملجأ شكواه،ويحتاج إلى صحبة صالحة غير التي يعرفها الآن،ويمكن المساعدة في ذلك عبر أصدقائك أو غير ذلك من المصادر.كما أنك مرشح للقيام بجزء من دور الصحبة إذا مددت جسور التفاهم معه بمشاركته فيما يهتم به، ومساعدته في شئونه الحياتية،وقضاء بعض حوائجه الشخصية بقدر المستطاع، والإنصات إليه مهما كان حديثه،وتفادي النقد المباشر حتى يتسع صدره لتقبل النصح منك.ولتتوجهوا جميعاً إلى الله بالدعاء أن يصلح الله حاله وحالكم وحالنا جميعا،وأن يلهمنا الحكمة في التعامل مع الحياة بأحداثها وأشخاصها فهو سبحانه الحكيم يؤتي الحكمة من يشاء."ومن يُؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً".
س 59 : شخص عمره 25 سنة.هو اليوم(ومنذ سنتين)عاطل عن العمل بعد انتهائه من الدراسة الجامعية,مثله مثل ملايين الجزائريين.هو لا يصلي وكوَّن لنفسه مؤخرا رفقة سيئة جعلت أهله يشكون في تناوله للمخدرات.بدأت طباعه تتغير منذ سنة فأصبحت قدراته الفكرية تبدو ضعيفة من خلال النقاش والحوار ,كما أصبح يتصرف التصرفات الشاذة مثل الكلام لوحده وادعاء أنه يرى ما لا يراه الغير ويسمع ما لا يسمعه الغير , كما أصبح لا يهتم بمظهره ولا بنظافته ومال إلى الانطواء والعزلة.ما حقيقة مرضه وهل يحتاج إلى رقية ؟
من الممكن أن يكون هذا الشخص على أعتاب اضطراب نفسي أعمق من مجرد التغير في الطباع.ومن الأعراض التي يمكن أن تظهر-مع تغير الطباع-في مثل حال هذا الشخص: التأخر في القدرات العقلية والدراسية،والتصرفات الشاذة الكثيرة والمتنوعة، وعدم الاهتمام بالمظهر والملبس والنظافة الشخصية ،والانعزال والانطواء عن الناس.لكن المشكلة هنا هي أن هذه الأعراض تتشابه إلى حد كبير مع الأعراض التي تظهر على البعض ممن يتعاطى المخدرات. ومنه يفضل عرض المذكور في السؤال على طبيب فإذا عرف الداء وأعطى الدواء المناسب فبها ونعمت,وإلا فإذا ظهر بأن سبب معاناة الشخص هو الإدمان على المخدرات فالعلاج عندئذ يصبح ذي شقين:ا-دوائي يتم عن طريق الطبيب الاختصاصي من أجل التغلب على الإدمان على المخدرات ولو تم ذلك خلال شهور.ب-نفسي, والأفضل لو يتم ذلك عن طريق إمام أو عالم دين أو شيخ مطلع على الإسلام وله قيمته ومنزلته من الناحية الإيمانية .وواجبه هنا هو تعريف المريض بدينه وتنفيره من مخاطر المخدرات خصوصا ومعصية الله عموما على البدن والروح معا,وكذا تقوية إيمان المريض ورفع معنوياته.
والظاهر أن الرقية ليست مطلوبة هنا ولا فائدة منها في هذه الحالة.
س 60 : ما هي الخواص المشتركة بين الأمراض النفسية والأمراض الراجعة إلى السحر أو العين أو الجن؟.
أنا أؤكد باستمرار وفي أكثر من مناسبة على جملة خواص مشتركة منها إثنتين مهمتان : ا-إن أعراض السحر والعين والجن تتداخل إلى حد ما مع أعراض الأمراض النفسية.ب-تشخيص هذه الأمراض وتلك يغلب عليه الظن لا اليقين. هذا مع ملاحظة أن السحر والعين والجن أغلبه يكون لأسباب خفية أكثر منها ظاهرة,بخلاف الأمراض النفسية فإن أكثريتها له أسباب ظاهرة أكثر منها خفية.ومثال بسيط على هذا الفرق:رجل أصبح بين عشية وضحاها يكره زوجته بدون أي سبب ظاهر.إنك تجده يقول لك:"والله ما رأيتُ وما سمعتُ منها إلا الخير,لكنني أصبحت أنفر منها ولا أرتاح إلا إذا كنت بعيدا عنها!".إن هذا الرجل يمكن جدا أن يكون مسحورا ويحتاج إلى رقية والطبيب لن ينفعه بشيء. أما المرأة التي رأت رجلا يعتدي جنسيا على طفلة صغيرة ذات 8 سنوات ثم تقدم للزواج منها رجال ورجال فرفضت وأصرت على الرفض على اعتبار أنها كرهت الرجال والزواج والجنس.إن هذه المرأة ينفعها بإذن الله طبيب أو خبير نفساني أما الرقية فأظن أنها لن تنفعها في شيء.والله أعلم.
س 61 : ما سبب العوج أو التشوه الذي يظهر في بعض الأحيان في بعض أجزاء جسم الإنسان كالوجه مثلا ؟.
لقد صادفت في السنوات الماضية أشخاصا وقع لكل واحد منهم شيء من هذا,ومن ملابسات الإصابة التي أعرفها من المصاب أو من أهله أو .. بعد طول الحديث والسؤال والجواب فهمت بأن سبب التشوه هو إصابة من الجن. رقيت المريضَ,ولاحظت غالبا بأن المريض يشفى بإذن الله في الحين أو بعد ساعات أو أيام قليلة جدا.ومع ذلك فإنني أشهد كذلك بأن أغلبية المصابين الذين عرضوا علي بسبب عوج من هذا النوع أو سمعت خبرهم كانوا يحتاجون إلى طبيب ولا يحتاجون إلى رقية. وكانوا يحتاجون مرة إلى طبيب عضوي ومرات أخرى إلى طبيب أخصائي في أمراض الطب النفسي والأعصاب.وأتأسف كثيرا بالمناسبة عندما أتذكر أن الكثير من إخواننا الرقاة هنا وهناك يقولون تقريبا لكل من يأتيهم"بك سحر"أو"بك عين" أو"بك جن" بلا دليل ولا برهان,حتى ولو كان المرض عضويا أو عصبيا أو نفسيا 100 % .يفعلون ذلك ويقولون ما لا يعلمون ويكذبون على الله وعلى الناس إما بسبب الجهل وإما بسبب الهوى والطمع في المال أو الجاه.
س 62 : هل الزوجة أقل توترا في مواجهة المحن أم الزوج ؟.
الزوجة-عادة-أشد توترا وقلقا في مواجهة المحن,ومنه ف"الخَلعَة"كما نسميها عندنا في الجزائر تعاني منها المرأة أكثر بكثير من الرجل.وإذا أردت أن تتأكد من صحة هذه الحقيقة فعش مع امرأة 24 ساعة فقط أو اذهب إلى عيادات الأمراض النفسية أو اسأل أي طبيب مهما كان اختصاصه.
س 63 : ما سبب الشلل الذي يصيب في بعض الأحيان البعض من أجزاء جسم الإنسان كالوجه مثلا أو اليد أو الرجل,والذي يكون في الغالب نصفيا؟وهل تلزمه رقية أم عرض على طبيب ؟.
أظن بأن أغلبية المصابين بهذا النوع من الشلل يحتاجون إلى طبيب ولا يحتاجون إلى رقية.والحاجة إلى طبيب أخصائي في أمراض الطب النفسي والأعصاب أكثر عادة من الحاجة إلى طبيب عضوي.وأذكر بالمناسبة امرأة عجوزا أصيبت بهذا النوع من الشلل النصفي في جزء من جسدها وعرضت على شبه راقي(!) فأخبرها بأنها مصابة بجني وبأنه لا يليق بأهلها أن يذهبوا بها إلى الطبيب أو إلى المستشفى لأن "صاحبنا"يرى التناقض بين زيارة الطبيب والرقية الشرعية !!!.وعندما اتصل بي أهلها طلبتُ منهم أن يذهبوا بها في الحين إلى المستشفى وحذرتهم من مغبة التأخر,كما طمأنتهم إلى أن المستعجل هو العرض على الطبيب أما العلاج بالرقية فهو غير مستعجل,وأكدت لهم بأنه ليس هناك أي تناقض بإذن الله بين العرض على الطبيب والرقية.أُخذت المريضة إلى المستشفى وتبين بأنها بحاجة إلى دواء مستعجل,وعندما حكى أهلُها قصة الراقي المزعوم للطبيب تأسف هذا الأخير وقال"الحمد لله الذي عرفنا بالإسلام قبل أن يعرفنا بالمسلمين".
س 64 : امرأة أصابتها منذ مدة حالة من التنميل الشديد في الذراع والقدم اليسرى،وهو ما جعلها تمشي كأن بها شللا.تم عرضها على أطباء في جراحة المخ والأعصاب فقالوا بأنه ليس بها مرض عضوي يسبب هذا الشلل.ما الرأي يا ترى؟.
مسألة التنميل في الذراع والقدم اليسرى قد تكون علامة على الإصابة ببدايات جلطة في المخ،خاصة إذا صاحب ذلك ضعف في عضلات هذه المنطقة.ويحتاج الأمر إلى سرعة العرض على طبيب إخصائي في أمراض الطب النفسي والأعصاب،وليس في تخصص جراحة المخ والأعصاب،وكذلك عمل أشعة مقطعية.ولعل هذا هو السبب الذي جعل الأطباء يؤكدون لها بأنه ليس بها شيء .وإذا ظهر بعد عرضها على الطبيب الأخصائي في الطب النفسي والأعصاب بأنها سليمة تماما فيمكن عندئذ وعندئذ فقط أن تلجأ المرأة إلى الرقية الشرعية.نسأل الله لها ولنا الشفاء من كل داء.
س 65 : ما هو الجواب إذا عرض المريضُ نفسَه على الراقي وعلى الطبيب في وقتين متقاربين ثم شفي المريض بعد ذلك بساعات أو بأيام قلائل.ما سبب الشفاء ؟.
إذا كان البحث عن سبب الشفاء هو من أجل الاستفادة في معالجة حالات مماثلة في المستقبل فالبحث مقبول ومفيد بإذن الله والجواب يختلف من حالة إلى أخرى,كما أن الاحتمالات كلها ممكنة.إن سبب الشفاء قد يكون هو الطبيب وقد يكون هو الراقي وقد يكون الإثنان في نفس الوقت وقد يكون سبب الشفاء لا علاقة له لا بالطبيب ولا بالراقي وإنما بشيء آخر قد نعلمه وقد لا نعلمه,وأخيرا قد لا يكون هناك سبب للشفاء أصلا إنما شُفي المريض لأن الله أراد ذلك بقوله للمرض"ارتفع" فارتفع المرض وشفي المريض بإذن الله.أما إذا كان البحث عن سبب الشفاء هو من أجل غرض دنيوي ليس إلا,فإننا ننصح الراقي والطبيب معا أن يرتفعا إلى مستوى أعلى من ذلك حتى يكتفي كل منهما بقوله من أعماق القلب:"الحمد لله.المهم أن المريض شُفي,ولا يُهمني بعد ذلك إذا كنت أنا السبب أم كان السبب غيري".
س 66 : أنا أعاني من خوف شديد من الموت.وإذا أصابني هذا الخوف أحسست بخلعة وبأوجاع في جهة المعدة أو المصران.ما الذي يلزم حتى أتخلص من هذه الخلعة ومن هذه الآلام ؟.
أنا الآن لست بصدد الجواب عن كيفية التخلص من الخوف,إنما فقط أنبه إلى أنه من غير المعقول ولا المنطقي أن نقول بأن الآلام والخلعة تأتي كنتيجة للخوف من الموت ثم نبحث عن علاج للنتيجة وننسى علاج السبب.إن الحل هنا أو في كل الحالات المماثلة هو البحث عن علاج السبب لا النتيجة.فإذا تم التخلص من السبب وهو الخوف من الموت(الخوف المرضي لا الصحي بطبيعة الحال) تم التخلص تلقائيا من النتيجة وشُفي المرء بإذن الله.أما ترك السبب بلا علاج والبحث عن علاج النتيجة فهو كمن يصيح في واد أو ينفخ في رماد.أتمنى أن يكون الأمر واضحا لدى السائل ولدى القراء على حد سواء .
س 67 : الجهد الذي يُطلب بذله عادة-بالنسيان أو التجاهل-من طرف المريض للتخلص من المرض أو من جزء منه,هل هو مع المرض العضوي أو مع المرض النفسي؟
هو مع المرض النفسي لا العضوي.صحيح أن المرض النفسي يحتاج إلى مراجعة طبيب مختص يداوي المريض بالدواء النفسي أو المادي الكيميائي,ولكننا مع ذلك نقول بأن جزءا لا بأس به من الأمراض النفسية يمكن التخلص منه أو من جزء منه بنسيانه أو بتجاهله خاصة ما تعلق بالوسواس أو الخوف أو القلق أو الخلعة أو..إذا كان المريض يخاف يجب أن يقنع نفسه بأنه ليس هناك شيء ذو بال يمكن أن يخيف,وإذا كان يقلق يجب أن يقيم الدليل لنفسه على أنه ليس هناك ما يدعو للقلق,وهكذا..أنا أعلم بأن الأمر صعب ولكنني أعلم كذلك بأنه ليس مستحيلا مع بعض الأمراض النفسية لا معها كلها.أما مع المرض العضوي ومع الأوجاع والآلام فيمكن أن نطلب من المريض أن يكون شجاعا وقويا وأن يتحمل قبل العلاج أو أثناءه وأن يصبر ويحتسب أجره عند الله (بل يستحب ذلك),ولكن لا يليق بنا أبدا في المقابل أن نقول للمريض"انس بأنك
تتألم!"أو"تعامل مع الكون والحياة والناس وكأنه لا يؤلمك شيء!",إن هذا غير مستساغ البتة.
س 68 : هل يمكن للشخص أن يكون سليما عضويا ومع ذلك يبدو له بأنه مريض؟.
يمكن جدا وهؤلاء "مرضى وهم".قد يكون المرض خفيفا وبسيطا بحيث لا يُقلق المريضَ كثيرا وقد يكون شديد إلى درجة أنه يُنغص على صاحبه حياتَه.ولقد صادفت كثيرا من الناس (أشكالا وألوانا) في السنوات الماضية يعانون ما يعانون من الناحية النفسية,وبعد طول الحديث معهم والأخذ والرد وجدتُ أنهم مرضى وَهْم لا مرضى حقيقيون وأنهم لا يحتاجون إلى طبيب كما لا يحتاجون إلى راق,وإنما يحتاجون إلى من يقنعهم بقوة وبالتي هي أحسن-أو بالتي هي أخشن في النادر من الأحيان-بأنهم ليسوا مرضى. وبمجرد أن يقتنع المريض بأنه سليم تزول عنه كل الأعراض التي كان يشكو منها.بل إنني صادفت عائلات كاملة لا تحتاج إلى رقية ولا إلى راق وإنما تحتاج إلى من يقنعها بأنه ليس بها شيء,فإذا اقتنعت تبدلت أحوالها رأسا على عقب لكن من أسوأ الحالات إلى أحسنها بإذن الله.
س 69 : رجل عمره 65 سنة ماتت زوجته ثم تزوج بامرأة أخرى,وهي تعيش معه إلى اليوم. لديه أولاد متزوجون ومتزوجات.هو يشتكي من أنهم لا يتفقون مع بعضهم البعض وكذا لا يتفقون معه هو.والرجل قلق جدا من أكثر من سنة ويريد الآن رقية للعائلة ككل حتى تصبح العلاقة طيبة بين أفرادها.هل يمكن ذلك أم لا,مع العلم أن الرجل يريد للمشكل حلا بدون اجتماع أفراد العائلة لأنهم لا يريدون أن يجتمعوا بطبيب ولا براق؟
هذا الرجل يطلب سرابا.يجب أن ينتبه الرجل ومن يعاني من مثل ما يعاني منه هو إلى جملة حقائق أساسية :
الأولى: قلقه مرتبط بسبب ولن يتخلص من القلق إلا بالتخلص من السبب.الثانية: الرقية لا تشرع من أجل نشر المحبة بين الناس,ولكنها تشرع مثلا من أجل التخلص من بغض (أو كراهية) جاء نتيجة لسحر أو عين أو جن.الثالثة: وحتى على فرض أن أولاد الرجل وبناته بهم عين أو سحر أو جن,فإن المطلوب الجلوس معهم والتحدث إليهم قبل أن يرقيهم الراقي.وكما أنه لا يُقبل منا أن نترك المريض في الدار ونطلب من الطبيب في العيادة أن يعطينا وصفة نستعين بها على شراء الدواء للمريض,فكذلك لا يقبل منا أن نترك المريض هنا وهناك ونطلب من الراقي أن يرقيه بدون أن يراه ويستمع إليه وينصحه ويوجهه ويقرأ عليه القرآن.
والمطلوب هنا أن يُجمع أفراد الأسرة بطريقة أو بأخرى ويجلس معهم من يجلس معهم ليسمع منهم.فإذا كان سبب الخلاف معروفا (وهو الغالب) فالمشكلة عندئذ تحل عن طريق النصيحة والتوجيه والصبر وطول البال,ولا تعالج أبدا عن طريق الرقية.أما إذا فرضنا بأن كل أفراد الأسرة أكدوا بأنهم يكرهون بعضهم البعض بدون أدنى سبب ظاهر (وقلما يكون الأمر كذلك) فعندئذ يمكن أن يتدخل الراقي لحل المشكلة بإذن الله برقية لكل فرد أو برقية للبيت.
س 70 : ما أسباب الأرق ؟.
إن الجهاز العصبي المركزي مسئول عن نشاطات المخ المختلفة,كما أنه مسئول عن جهاز الانتباه واليقظة.والسبب المباشر للنوم هو وجود مادة السيروتونين في الجسم.وتقوم الخلايا العصبية الخاصة في المخ بإفراز تلك المادة, فتؤثر على التكوين الشبكي الموجود في الجهاز العصبي المركزي. ويحدث أحيانا عدم توازن في نسبة السيروتونين،فإذا زادت كميتها فإنها تؤدي إلى الشعور بالاسترخاء، وعندها يشعر الفرد بالحاجة إلى النوم,وأما إن قلت كميتها في الجسم فإن الفرد لا يستطيع النوم ولا يشعر بالحاجة إليه مما يؤدي إلى الإصابة بالأرق.والمطلوب هو التوازن في كمية تلك المادة،حتى ينام الفرد ويستيقظ بشكل اعتيادي.وهناك صعوبات يعاني منها بعض الأفراد في كل زمان ومكان مما يؤدي إلى الأرق.وتختلف تلك الصعوبات باختلاف الأفراد وظروفهم العضوية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والتعليمية والسياسية :ا) هناك أسباب عضوية معروفة عند الاختصاصيين قد تكون من وراء الأرق.ب) ويمكن في بعض الأحيان أن يكون السحر أو العين أو الجن هو السبب في الأرق.ج)ويمكن أن يصيب الأرق الذين يعانون من مشاكل اقتصادية أو من مشاكل تتعلق بالعمل الذي يمارسونه. ومنه فإذا كان الفرد متوترا أثناء النهار أو مصابا بمرض الكآبة أو القلق النفسي فسيكون احتمال إصابته بالأرق في الليل كبيرا.د)كما يحدث الأرق للمراهقين أيضا خاصة في قمة فترة مراهقتهم التي يمكن أن تختلف من شخص لآخر.
س 71 : كيف نتغلب على الأرق ؟.
الأرق مشكلة صحية كبيرة يعاني منها كثير من الناس قديما وحديثا.والقاعدة العامة تقول بأنه إذا عرفنا السبب (وأسباب الأرق كثيرة)ثم تخلصنا منه زال الأرق بإذن الله,لكن مع ذلك يمكن أن نذكر بعض الطرق العلاجية للأرق التي يمكن أن تنفع ولو نفعا بسيطا مهما كان سبب الأرق,وإذا لم تنفع فإنها لن تضر.وهذه الطرق هي :*شرب كوب حليب,مما يبعث على الاسترخاء ويعجل بالنوم.
*أكل قطعة بصل طازج.وإن كانت رائحته لا تعجب فلا حرج في ذلك بإذن الله لأن المرء ذاهب إلى الفراش وليس عند الناس أو إلى مسجد.
*التقليل من كمية وجبة العشاء وتناولها على الأقل قبل ثلاث ساعات لأن إتخام المعدة قبل النوم يؤدي إلى عدم الراحة,وبالتالي إلى تعذر النوم.وإذا نام الفرد فيمكن أن تنتابه الكوابيس والأحلام المزعجة.
*المشي في الهواء الطلق.وإن تعذر ذلك (خاصة بالنسبة للنساء) أخذ المرء نفسا عميقا 15 أو 20 مرة قبل الذهاب إلى النوم.
*التقليل من مشاهدة التلفزيون خلال الفترة الليلية وتجنب التفرج على الساقط من الأفلام والهابط من الغناء والمائع من البرامج.
*الاسترخاء بالفراش وتذكر موقف أو مواقف يحبها الشخص.
*شغل النفس في الفراش بالذكر والدعاء وقراءة ما تيسر من القرآن.
*ممارسة التمارين الرياضية البسيطة.
*أخذ حمام دافئ قبل الذهاب إلى النوم لمدة 15 أو 20 دقيقة,حيث يعمل هذا على ارتخاء خلايا الجسم وراحتها ومن ثم الاسترخاء والنوم.
*التأكد من اعتدال درجة حرارة غرفة النوم,لأن الحرارة والبرودة الزائدتين تؤديان إلى تعذر النوم.
*تجنب أخذ أعمال فكرية(تتطلب بذل الجهد وتتعلق بالعمل اليومي كالتعليم مثلا) إلى غرفة النوم أو الفراش.وإن رغب المرء في القراءة فعليه بقراءة المواضيع التي تبعث على التسلية والاسترخاء والراحة ولا تتطلب كثرة إعمال الفكر.
س 72 : ما علاقة شرب القهوة والشاي بالأرق ؟.
العلاقة وثيقة.إن هناك أسبابا أخرى غير ما ذكرنا في موضع آخر يمكن أن تؤدي إلى الأرق كشرب الشاي والقهوة,وذلك لاحتوائهما على المادة المنبهة للجهاز العصبي.ومع ذلك هناك أشخاص يشرب الواحد منهم قهوة أو شايا أو أكثر ثم ينام بعد ذلك وبسهولة بعد دقيقة أو دقيقتين فقط ,لكن هؤلاء خارجون عن القاعدة العامة. س 73 : هل صحيح أن من علامات المصاب بجن أو بسحر أن لا يستطيع التحديق في عين الراقي طويلا ربما بسبب خوف الجن من الراقي ؟.
إن هذا الكلام فيه من الظن ما فيه كالجزء الأكبر من كلام الكثير من رقاة اليوم.نعم لقد ذكر كتاب"دليل المعالجين" بأن بريقا زائداً وملحوظا يُرى في عيني المسحور,وأنه غالبا ما تجد المريض لا يستطيع تركيز النظر في عين الراقي وقت الرقية ولكنة يميل بالنظر إلى أعلى وإلى أسفل.وقال غيره بأن تلك الصفات تنطبق في الغالب على من به سحر مأكول أو مشروب.وأظن أن هذه العلامة قد تظهر على عيني المصاب وقد لا تظهر, كما أن المريض قد تكون إصابته نفسية أو عضوية (وليس به سحر أو عين أو جن) ومع ذلك هو لا يستطيع أن يحدق في عيني الراقي لسبب أو آخر.وأنا بالمناسبة أنصح نفسي وأنصح إخواني الرقاة أن لا يجزموا بشيء إلا بناء على دليل أو يقين,وأن لا يحولوا الظن أو الشك أو الوهم إلى يقين.إن هذا مما ينفر الناس أو بعضهم من الرقية والرقاة بل حتى من الإسلام,فلننتبه جميعا ولنحذر.
س 74 : ما أسباب الأحلام المزعجة ؟.
هي أسباب كثيرة منها:
ا-عندما يكون البال مشغولا بمشاكل عضوية أو نفسية أثناء النهار أو قبيل النوم.
ب-كثرة الأكل في العشاء الذي لا تطول الفترة بينه وبين وقت النوم.
ج-الجوع الشديد أو العطش الشديد.
د-الإصابة بالسحر أو الجن خاصة.
س 75 : إذا لم يستطع الشخص النوم مع كثرة ما حاول,هل الإلحاح في المحاولة أفضل أم التخلي مؤقتا أفضل ؟.
إذا لم تنفع المحاولات المتكررة فالأفضل للمرء أن يترك الفراش ويذهب إلى مكان آخر لممارسة نشاط معين نافع (ديني أو دنيوي) وكذا لقضاء الوقت,وعليه أن يتجنب الإلحاح في طلب النوم لأن الإلحاح قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
|