01-10-17, 08:47 PM
|
|
عودي ••• لن أعودَ أنا
منذ أن تذوقت الشعر من زمن بعيد وهذه القصيدة من مدّخراتي الذوقية احتفظ بقصاصتها حين قرأتها لأول مرة في الملحق الأدبي بجريدتي المفضلة
هنا قصيدة مغعمة بالعاطفة الأنيقة
الشاعر لم يصف لنا مسافات الحب فقط بل جعلنا نعيش اللحظات كما هي بتفاصيلها الدقيقة وكأننا نعيش مشهد حي ضمن تقسيم موسيقي حرفي مبهر
تناقضات الأنثى تتجلّى برغم صدق عاطفتها
بحق هذه القصيدة عذبة لأبعد مدى
قالتْ مللتُكَ . إذهبْ . لستُ نادِمةً
على فِراقِكَ .. إن الحبَّ ليس لنا
وسقيتُكَ المرَّ من كأسي . شفيتُ بها
حقدي عليك ومالي عن شقاكَ غنى
لن أشتهي بعد هذا اليوم أمنيةً
لقد حملتُ إليها النعش والكفنا
قالتْ .. وقالتْ .. ولم أهمسْ بمسمعها
ما ثار من غُصصي الحرى وما سَكنا
تركْتُ حجرتها .. والدفءَ منسرحاً
والعطرَ منسكباً .. والعمر مُرتهنا
وسرتُ في وحشتي .. والليل ملتحفٌ
بالزمهرير . وما في الأفق ومضُ سنا
ولم أكد أجتلي دربي على حدسِ
وأستلينُ عليه المركبَ الخشِنا ..
حتى .. سمعتُ .. ورائي رجعَ زفرتها
حتى لمستُ حيالي قدَّها اللدنا
نسيتُ مابي ... هزتني فجاءتُها
وفجَّرَتْ من حناني كلَّ ما كَمُنا
وصِحتُ .. يا فتنتي ! ما تفعلين هنا ؟
البردُ يؤذيك عودي ... لن أعود أنا !
*عمر أبو ريشة
التوقيع
|
ندّعي الهدوء ونحن يبعثرنا الصخب
مليئون بهم ... فارغون منهم .
|
|