07-12-08, 03:05 AM
|
|
الشهد المرير _ضريبة الحب
لمَ يا زهرتي يبدو عليك التعب ..
مَنْ رماك بعد أنْ عَبَثَ بك وَلَعِبْ
تَبْدِيْنَ ممزقة ً و الندى يُغَطيك من قسوة ِ الكُرَب ..
تَشْكِيْنَ دَبورا غزاك غزوَ المُغولِ وهَرَب
إمتص الرحيقَ , نحو الأوراق ِ صوبَ وضَرَب ..
وأشواكُك ِ اليافعةُ خجولة ً كانت حينما اقترب
مزق الطفولَة فيك ومَنْ يَخيْط ُ
رداءَ الطفولة ِ إذا ثُقِب ..
إعْزِفي أناشيد َ البكاء ِ جودي شدْواً وطرب
فغدا تحاكَمِيْنَ في محكمة ِ العشيرة ..
ويُنْصَفُ الجاني من أَضرمَ النارَ في الحطَب
آه لو كان لك عواطفُ من رخام
أو قلبٌ يكسوه الظلام
لَما غزاك ِ شَبَحُ الغرام
أو ثَقَبَ المطرُ الشرِسَ بالونَ الاحلام ..
وَهَوْيت كفلاحة ٍ تلِدُ وحيدةً في حقل ِ الآلام
كطيف ٍ ملائكي تمزقه ُ سيوفُ الكلام ..
يا ليتَك كنت زهرةً سوداء َ
و أشواكُك أنيابٌ مزقت من تركَكِ أشلاء
يا حبيبتي مضَى زمنُ الوفاء ِ
وبات الحب اسماً مخطوطاً على الماء ..
وهَل يَحْفَظُ الماءُ شيئا من الأسماء
يتيمة ٌ أنت تَغْرَقين في بحر ِ الدماء ..
تَرْثِيْنَ من مزقَ هذا الرداء
وَتَنَصلَ من فَعْلَتِه رَكَلَك بطرف ِ الحذاء ..
فَهَوَيْتِ تحتَ أقدامِه كفراشة ٍ يأكُلها الضيَاء
وبدأَتْ حروفُهُ كصواعقَ تَشُق السماء ..
إ رْمِيْه اقتُلِيْه , أو على الطريق ِ ضَعِيْه
أو إلى ذاك الرحِمِ اللعين ِ أَرْجِعِيْه ..
ارضُ الموت ِ تنتظِرُه فادفِنِيْه
ومساكنُ اليُتْمِ تُشْرِعُ أبوابَها فخُذيه ..
لا أعرِفُه فهو عارُك الذي عليك أَنْ تحملِيْه
ريحٌ وحشية ٌ يا زهرتي اقتلعتْ منك الأمان ..
تُرِكْتِ فريسة َ العيون ِ والزمان
هذه يا طفلتي ضريبة ُ الحب في بَلاَطِ السلطان ..
ضريبة ُ الحب في عواصم ِ اللا حب و اللا إنسان
ليس ذنبَك بل ذنب ُ حُسْنِك الفتان ..
الذي اْغتالَتْه شهوة ُ الأَبْدان
ليس ذنبَك بل ذنب ُ الأُقْحُوان ..
الذي يَلْبَسُك كما تَلْبَسُ المغفرة ُ حروفَ القرآن
ويضُمك كما يضمُ العطرُ
حنايا البنفسج ِ والريْحان ..
أيا حورية ً من جِنَانِ الرحمان ..
كفى صغيرتي تورمت فيك الأجفان ...
و إنْ كان الرداءُ تمزقَ إلى الجحيم ِ ولْتأكُلْه النيران ..
وإن قابلك بالصد والرفض والنكران
وأقسم على العِفةِ كما يُقْسِمُ السكران ..
بأنه لم يَرَك قبلَ الآن َ
ولم يدخلْ يوما ً هذا البستان
و بأن شَهْدَك ِ مريرٌ بعد أنْ طالَتْه البَنَان ..
فلا تبالي يا صغيرتي لا تبالي
فهذه طبيعة ُ الإنسان ..
في الظلمةِ يَنْهَشُ اللحمَ
وفي النورِ يَحْتَرِفُ النسيان
|