[التحليل المنطقي]

قصد بهذا العنوان ان الانسان يسير في حياته ما بين تشرب للبيئه الاجتماعيه وما فيها من خير والشر وهذه الى فتره الست سنوات عند بعض علماء الاجتماع وبعضهم يوصلها الى اثنتي عشرة سنه

ثم يصل الى مرحلة الجمود والانغلاق التي ينطبق عليها قول المشركين ( انا وجدنا ابائنا على امه وانا على اثارهم مقتدون ) ولذا كان اكثر اتباع الانبياء من الشباب ويقل ان يتبعهم من الشيوخ ورسولنا اكثر من امن به هم اقل منه سنا ما عد خديجه ووررقه ابن نوفل وقال بعض السلف اذا بلغ الرجل الاربعين ولم يرشد فاغسل يديك منه


فمرحلة الصباء والطفوله وبدايه الشباب هي مرحلة الغرس ويسمونها ( التنشئة الاجتماعيه ) وعبر عنها ابن خلدون رحمة الله بقوله ( انسنه الادمي بوسطه المربي ) وكان عملية التربيه هي نقل الانسان من خانه الحيوان الغرائزي الى الحيوان الانساني الاجتماعي وعملية التنشئه عمليه مستمره من المهد الى اللحد فكل يوم يطلع عليك تضيف فيه الى تجاربك وخبرات المزيد وتتعلم درسا جديدا والذي لا يستفيد من تجاربه هو ميت بين احياء


وتعمتد التربيه على ثلاثة امور احدها الاستفاده من الخبرات والتجارب وقد عرف الصينيون الغباء بقولهم ان تكرر نفس الفعل وتريد النتائج مختلفه ورسولنا يقول ( لايلدغ مؤمن من جحر مرتين )
ثانيا ان تحتك باكبر قدر من الناس بكافه مستوياتهم العلميه والعمليه والتعليميه والجلوس مع العقلاء يضيف الى عقلك عقل اخر والجلوس مع الحمقي يعرفك اخطائهم فانت مستفيد في الحالين

ثالثا ان تكون مستقبلات الفعل الاجتماعي عندك عامله

ومستقبلات الفعل الاجتماعي هي المشاركه الوجدانيه والاحساس بالاخرين فمن لم يشعر بالاخرين عاش غائبا عنهم ويسمون هذا بالذكاء العاطفي

والتمييز العقلي الناضج الذي يجعلك تميز بين التمره والجمره وتفرق بين النافع والضار

والتقليد او السلوك الاخضاعي الذي يجعلك تخضع نفسك للواجب الاجتماعي والعقلي مما تراه صوبا
وكل انسان يتأثر بمجتمعه فما يراه المجتمع صوابا تراه انت صواب وما يراه مجتمعك خطا تراه خطاء

ويسمونه الصوابيه الاجتماعيه او النظاره الاجتماعيه وقد ضرب علماء الاجتماع ثلاثة امثله لذلك
قبيلة الارابش

هذه القبيله تنشي الذكور والاناث على التانث وترفض الخشونه وتمجد النعومه والرقه حتي انك لاتميز فيها ذكر من اثني الكل لطيف ورقيق في كلامه ومشيته وتعامله ناعمون الى لعضم

قبيلة الموندجمور

هذه القبيله تنشئي فرادها على الذكوره والخشونه الكل غليظ وجافي ومحارب الرجل والمراءه كانهما سبعان ضريان في البيوت ضرب وخصومه ومن يمل منهم للانثوه يعير وينبذ ويرفض ويطرد

قبائل التشاميولي

هذه القبائل تربي الرجل على الانثوه الرقه والوداعه اللطف واللين وتربي المراءه على الخشونه وعدم الاستسلام والاستقلاليه وعادي ان تري فيها امراه تصفع زوجها وتؤدبه وتطرده وتسيره

لاحظ عزيزي القاري ان التنشئه لها دور عظيم على الهضم الاجتماعي والسلوك الانساني
( وينشى نشئ الفتيان منا على ما قد كان علمه ابوه )

خلاصة المقال ان كثره الاحتكاك بالناس والاستفاده من الدورس والذكاء العاطفي يجعلك اكثر حكمه ومعرفه وحنكه بالناس وقد قال على رضي الله عنه ( راي الشيخ احب الينا من مشهد الغلام )
لانه جرب وعرف وراي وابصر
وان الانحرف يقع بسبب العزل الاجتماعي والتنشئه الخاطئه والتنشئه في بيئه اجراميه او مهمله
واختم بانه يجب علينا ان نربي ابنائنا ونوجههم ونحرص عليهم وندعو الله لهم ان يصلحهم ونفهم قاعده عظيمه وردت في تراثنا العربي ( التعليم في الصغر كا النفش في الحجر - والطبع الذي تربيت عليه في طفولتك يغلب الطبع الذي اكتسبته في رجولتك )

في النهايه ما رأيكم في اثر الاهل والاسره والمدرسه على لالفرد ؟ وهل هي حتميه ام يمكن ان ينعتق الانسان منها
ودمتم سالمين

مشاركة هذا الرد في Google Facebook Twitter Digg

أنت معجب بهذا.