04-12-08, 02:22 AM
|
|
(Eugene Delacroix) - دولاكروا، يوجين
وطأت أقدام دولاكروا أرض المغرب في 25 يناير 1832. و لم تكد ثلاثة أشهر تمضي على وصوله حتى صار متيمًا بأرضها حتى أنه أرسل إلى شقيقه خطابًا قال له فيه: "وداعًا، أخي الطيب، الإفريقي يرسل لك محبته…". قضى دولاكروا ستة أشهر في المغرب كان إنتاجه فيها من اللوحات غزيرًا. كانت تلك اللوحات تمثل الروح العربية والبيئة العربية الثائرة. وفي تلك الأشهر الست غدت المغرب جزءًا من حياة دولاكروا فنجده قد تسلح بفرشاته لجمع وتسجيل كل ما وقعت عليه عيناه من ألوان وأزياء واحتفالات ومناظر طبيعية بتفاصيلها الدقيقة. وبرع دولاكروا في تصوير العلاقة الحميمة بين العربي وحصانه. ولكن ككل الأشخاص المفرطين في الرومانسية سرعان ما تحول موقف دولاكروا إلى النقيض فسلى الحياة في المغرب وبدأ يفكر في العودة إلى فرنسا. ظن دولاكروا أن بعودته إلى فرنسا تصبح لوحاته كجذور الأشجار المنزوعة من تربتها فما أن يبتعد بها عن المغرب حتى تفقد معناها وتغدو مجرد رسوم وألوان لا تحمل في طياتها روح إفريقيا. ولكن مخاوف دولاكروا ذهبت أدراج الرياح، فسرعان ما أصبحت مجموعة اللوحات التي سجلتها ريشة الفنان ،والتي تعدت المائة لوحة، تعبيرًا عن الكيفية التي ينظر بها العربي إلى الخيول وإلى حياته. لم يكن دولاكروا مدربًا للخيول ولا فارسًا ولكنه كان ينظر إلى الخيل من وجهة نظر العرب إليها، فهم يعتبرونها فردًا من العائلة ولها بالنسبة لهم دلالات روحانية ودينية عديدة، لذلك استطاع دولاكروا التعبير عن الأبعاد العميقة لمعنى الخيول في حياة العرب وبذلك اختلف تصويره للبيئة العربية عن من سبقه ممن حاول تصوير تلك العلاقة بين العربي وحصانه.
|