تـــــابع رســـــائل تدبر ( ســورة البقرة) ( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ ) إطلاق وصف الأخ على المماثل في الإسلام أصل جاء به القرآن ؛ وجعل به التوافق في العقيدة كالتوافق في نسب الإخوة بل أشد ، وحقا فإن التوافق في الدين رابطة نفسانية ، والتوافق في النسب رابطة جسدية ، والروح أشرف من الجسد ! ابن عاشور / التحرير والتنوير 2/141 ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) في القصاص حياة والتنكير في ( حَيَاةٌ ) للتعظيم ، وتلك الحياة العظيمة هي ما فيه من ارتدع الناس عن قتل النفوس ؛ لأن أشد ما تتوقاه نفوس البشر من الحوادث الموت ، فلو علم القاتل أنه يسلم من الموت لأقدم على القتل مستخفا بالعقوبات ، ولو ترك الأمر للثأر كما في الجاهلية لأفرطوا في القتل ، وتسلسل الأمر ، فكان في مشروعية القصاص حياة عظيمة من الجانبين . ابن عاشور / التحرير والتنوير 2/145 ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ) من فضائل شهر الصيام أن الله تعالى مدحه من بين سائر الشهور ، بأن اختاره لإنزال القرآن العظيم فيه ، واختصه بذلك ، ثم مدح هذا القرآن الذي أنزله الله فقال : ( هُدًى ) لقلوب من آمن به ( وَبَيِّنَاتٍ ) لمن تدبرها على صحة ما جاء به ، ومفرقا بين الحق والباطل والحلال والحرام .( ابن كثير ). تفسير القرآن العظيم 1/269
التوقيع