14-04-10, 09:37 PM
|
|
|
تمهيدا لموضوع:أسئلة إيمانية
المحاورة1
الملحد:هل تملك دلائل مادية على وجود الله؟
أجبته:لاجرم أنك تحدثني بلغة الملحدين والمشككين!
قال:ولماذا لايكون منطق العقلاء!
قلت:أريد أن أسألك سؤالا واضحا،وتجيب عليه بوضوح أيضا:هل تؤمن بوجود الله ؟!
أجاب:لست مؤهلا للإجابة.
قلت:الاترى أن جوابك مراوغ؟!
قال:أنت ملزم للإجابة على السؤال الذي طرحته عليك في مستهل هذه المحاورة
قلت:أنا أعرف ماتريد أن تذهب إليه..لكنك ملحد،والملحد لايؤمن بوجود الله.
قال:أرأيت؟!...ثم انك لست ذكيا بالقدر الذي تستطيع به مجاراة من تجاوز معظلة{الخالق والمخلوق}
قلت:لم أفهم زميلي{الملحد}...لكن ألم تلاحظ أنك تبنيت تعابير غير مفهومة ربم أصنفها على أنها هدرزة؟!
قال:إذن،لنتجاوز كل ذلك...والسؤال مازال معلقا:هل تملك الأدلة الكافية على وجود الله؟
قلت:من أين أبدأ؟
لنأخد مثلا كأس ماء...وماأردت ان أضرب به المثل إلا لأانه موجود أمامي بمكتبي...فهذا الكأس مصنوع من الزجاج...إذن يمكن هنا أن نتحدث عن شيء إسمه{العلة المادية}أي المادة التي صنع منها هذا الكأس...وكان بالإمكان ان يدخل في صناعة أخرى مثل ذلك ان يصنع منه مرآة كمرآة دولابي أو زجاج نافدة غرفتي....إذن يبقى الزجاح هنا العلة المادية...لكن عندما نتحدث عن الكأس سنتحدث عن {العلة الصورية}أي الصورة التي تجسد فيها الزجاج ،وأخد شكل الكأس...ويهمنا هنا أن نعرف العلة الفاعلة وهو صانع هذا الكأس...ثم لاننس أن نتحدث أيضا عن {العلة الغائية}وهي الغاية التي من أجلها صنع هذا الكأس ...أما الزخرفة فقد أسميها بالعلة الغائية المتعلقة بالجمال والرونق....
قاطعني:أرسطو هو الذي تحدث عن وجود هذه العلل، في تفسيره لنشأة الكون...الاترى انك تسرق أفكارالآخرين؟!
قلت له ضاحكا:إذن أنت تعرف أن اليونانيين عرفوا الله بطريقة أو اخرى بالرغم من عدم وجود الأدلة الكافية لإكتشافه أنذاك؟؟!!
نحيت الضحك جانبا قلت له:لكن إن تركتني أكمل سيتبين لك أنني أدرج أفكار الفلاسفة لأبين لك أن الفلسفة ترشد صاحبها إلى وجود الله...وبماأنك ملحد فأنت حتما متشبع بأفكار الفلاسفة...وكان الأجدر أن تستقي منها ماهو مفيد،وتبحث عن الله بكل جدية...وليس للبحث عن ماتسميها الدلائل على عدم وجود الله...
قال:صدقني ،أنا لست محتاجا لتكمل فكرتك،لأنني على يقين أنك ستصل في نهاية المطاف إلى ماسماه أرسطو{فاعلا بالقوة}...أي ان الذي صنع كأسك مان مؤهلا فعلا لصنعه...وهذا مايتنافى و{الذات الإلهية}في التفكير العقائدي...أو هكذا يحلو لي تسميته...لأن الله هنا ليس دافعا بالقوة بحكم أن القوة لاتنجم إلا عن {شيء} مشحون بالطاقة والحركة..وهذا لايتماشى مع الذات الإلهية حسب تصور المؤمن...والذي يتحرك،يفنى....
قلت:قبل أن أخلص لوجود فاعل بالقوة كنت سأكشف لك عن {فاعل} ...وكان الهدف الأساسي من إدراج ذلك هو لكي ابين لك أن العقل السليم يمكن أن يتعرف على وجود الله بطريقة أو اخرى....ولايهمنا هنا {ميتافيزقية أرسطو}بقدر مايهمنا معرفة كيف نتوصل {معرفة} وجود الله بالعقل ،وذلك تمهيدا للإجابة عن سؤالك....
|