07-12-08, 03:03 AM
|
|
راهبات الشرق
أحيا حياةَ الرهبان ِ
فلا أسمعُ همسَ حبيب ٍ ولا أفتحُ أحضان ِ
حياتي حياةُ فأر ٍ دام عَيْشُهُ بين الجُدران ِ
يأكلُ الجُبن في العَتَمَةِ
ويعودُ في صمت ٍ خلفَ الحيطان ِ
سُنونٌ مَضَت وأنا أنتظرُ فك قيدي
تحطيم َ القُضبان ِ
لكني أَخشى ظِلي , مرآتي ,عِقَابَ العِصيان ِ
راهبة ٌ أنا رَغْمَ أَنى لا أعرفُ نُسْكَ الرهبان
ِ
لكن فتيات ِ الشرْق ِ راهبات ٌ
بأمر ِ العشيرة ِ وحكم ِ الإخوان ِ
أُغلِقَتْ نوافذي خوفا ً من عيون ِ الناس ِ أنْ تراني
بابُ غرفتي مغلق ٌ لا يُفتحُ إلا بأمر ِ سجاني
متهمة ٌ أنا بتهمة ِ الأنوثة ِ في قانون ِ قَحْطان ِ
وهل خُلِقَ عُصفورٌ ليحيا خَلفَ القضبان ِ
هكذا الشرقُ لا يفرق بين الملائكة ِ والشيطان ِ
يعذبُ النسْوَةَ بالسجْن ِ وصهيل ِ الحصان ِ
منذ ولادتي وأنا أشعر ُ بالذل ِ والهَوان ِ
فقد ماتت أمي عندما عَرَفَتْ أنى لست
من جنس ِ الصبيان ِ
في هذا الجُحْر ِ نُفِيْتُ وفيه تم نِسْيَاني
الستُ بشراً أم إِن البشَر فقط من الفِتيان ِ
جائعة ٌ أنا إلى الحْب وللحنان ِ
فقط سئمت ُ كؤوسَ العلقم ِ والحرمان ِ
إخال ُ نفسي دوماً عروسا ً جميلةً بين الفرسان ِ
أحلُمُ بيوم ٍ أخرُج فيه من الجُحر ِ بعيداً عن الفِئران ِ
بعيدة ٌ أنا بُعْدَ اللؤلؤة ِ في جوف ِ الخُلجان ِ
لا أرى أحداً ولا أحدٌ يراني
أتخبطُ في أحلامي كما يتخبطُ
صاحبُ الكأس ِ السكران ِ
وفي آخر ِ الحُلْم ِ أتذكرُ أني
أنغمسُ في الهذيان ِ
أي حياة تلك التي أَحياها والجندُ في كل الأركان ِ
حتى أصبحت ُ أتكلم كالبُكْمِ أُبصِرُ كالعُميان
|