15-10-11, 06:46 AM
|
|
الخوف الشرعي من الموت
الخوف الشرعي من الموت...
الموت هوالنهاية الحتمية لكل مخلوق
كائنامن كان..
(كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }
وعند هذه الحقيقة تختلف معتقدات الناس
واحاسيسهم ومشاعرهم ونوعية خوفهم من
الموت...
حتى أن البعض يخاف من الموت ولكن
خوفه ليس شرعيا بل قد يكون عند بعضهم
شركيا أوبدعيا أومعصية...وبعضهم قد يوصله
خوفه إلى الوسوسة والحالة النفسية السيئة...
فالخوف الشرعي من الموت..
هوالذي يقودإلى عمل الطاعات والبعدعن
المعاصي والسيئات...
وقدجاء عن بعض السلف
أنه كان يعدالموت تحفة...فيقول
(تحفة المؤمن الموت)
وقال بلال رضي الله عنه قبيل وفاته
(غداً ألقى الأحبة محمدوصحبه)
فبعض الصالحين كان يغلب جانب الرجاء على
الخوف فيفرح بالموت لأنه سيلقي الله هوالكريم
العفوالرحيم
وبعضهم كان يغلب جانب الخوف فيخاف من
ذنوبه وسيئاته ويرجوالله عزوجل
وإن كان المؤمن ينبغي أن يجعل الخوف
والرجاء كجناحي الطير للطائر والرأس
هوالمحبة
بمعنى أن يكون الرأس هومحبة الله والرجاء
جناح والخوف جناح عندها سوف يطيرالطائر
ويحلق في سماء العبودية والطاعة لرب البرية
وعندالموت ...
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
يَقُولُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ : قَالَ :
" لَا يَمُوتُ أَحَدُكُمْ ، إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ "
رواه أحمد والحاكم وصححه الألباني
عناقيد من ضلال القرآن
(كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)
قال سيدقطب رحمه الله:
إنه لابد من استقرار هذه الحقيقة في النفس:
حقيقة أن الحياة في هذه الأرض موقوتة , محدودة بأجل ;
ثم تأتي نهايتها حتما . .
يموت الصالحون ويموت الطالحون .
يموت المجاهدون ويموت القاعدون .
يموت المستعلون بالعقيدة ويموت المستذلون للعبيد .
يموت الشجعان الذين يأبون الضيم ,
ويموت الجبناء الحريصون على الحياة بأي ثمن . .
يموت ذوو الاهتمامات الكبيرة والأهداف العالية ,
ويموت التافهون الذين يعيشون فقط للمتاع الرخيص .
الكل يموت . .
(كل نفس ذائقة الموت). .
كل نفس تذوق هذه الجرعة , وتفارق هذه الحياة . .
لا فارق بين نفس ونفس في تذوق هذه الجرعة من هذه الكأس الدائرة على الجميع .
إنما الفارق في شيء آخر .
الفارق في قيمة أخرى .
الفارق في المصير الأخير:
(وإنما توفون أجوركم يوم القيامة . فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز). .
هذه هي القيمة التي يكون فيها الافتراق .
وهذا هو المصير الذي يفترق فيه فلان عن فلان .
القيمة الباقية التي تستحق السعي والكد .
والمصير المخوف الذي يستحق أن يحسب له ألف حساب:
(فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز). .
ولفظ "زحزح" بذاته يصور معناه بجرسه , ويرسم هيئته , ويلقي ظله !
وكأنما للنار جاذبية تشد إليها من يقترب منها , ويدخل في مجالها !
فهو في حاجة إلى من يزحزحه قليلا قليلا ليخلصه من جاذبيتها المنهومة !
فمن أمكن أن يزحزح عن مجالها , ويستنقذ من جاذبيتها , ويدخل الجنة . . فقد فاز . .
صورة قوية . بل مشهد حي . فيه حركة وشد وجذب ! وهو كذلك في حقيقته وفي طبيعته . فللنار جاذبية ! أليست للمعصية جاذبية ؟ أليست النفس في حاجة إلى من يزحزحها زحزحة عن جاذبية المعصية ؟ بلى ! وهذه هي زحزحتها عن النار ! أليس الإنسان - حتى مع المحاولة واليقظة الدائمة -
يظل أبدا مقصرا في العمل . .
إلا أن يدركه فضل الله ؟ بلى ! وهذه هي الزحزحة عن النار ; حين يدرك الإنسان فضل الله , فيزحزحه عن النار !
(وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور). .
إنها متاع . ولكنه ليس متاع الحقيقة , ولا متاع الصحو واليقظة . .
إنها متاع الغرور .
المتاع الذي يخدع الإنسان فيحسبه متاعا .
أو المتاع الذي ينشىء الغرور والخداع !
فأما المتاع الحق . المتاع الذي يستحق الجهد في تحصيله . . فهو ذاك . .هو الفوز بالجنة بعد الزحزحة عن النار .
وعندما تكون هذه الحقيقة قد استقرت في النفس .
عندما تكون النفس قد أخرجت من حسابها حكاية الحرص على الحياة - إذ كل نفس ذائقة الموت على كل حال - وأخرجت من حسابها حكاية متاع الغرور الزائل . .
عندئذ يحدث الله المؤمنين عما ينتظرهم من بلاء في الأموال والأنفس .
وقد استعدت نفوسهم للبلاء.
اخوكم ماجد
|