20-12-06, 04:29 PM
|
|
بيت جالا
مدينة عربية, قيل: سميت نسبة الى ( جبل جيلو) أو ما يعرف حاليا باسم جبل الرأس, وقد تكون جالا تحريف " جالا" السريانة, بمعنى كومة حجارة, أو تحريف جيلوه, بمعنى فرح, أو سر وتقع على بعد كيلين غرب شمال الغربي من مدينة بيت لحم, وتكاد تقترب المدينتان من بعض, وتعتبر الطريق التي تصل بين القدس والخليل, الحد الفاصل من بيت لحم, وبيت جالا...ترتفع 825 متر عن سطح البحر, ولذا فهي ذات مناخ معتدل...تردد عدد السكان بين القلة والكثرة بسبب كثرة الهجرة من المدينة الى الخارج للعمل, حيث بلغ عدد المهارجين من المدينة حوالي ثمانية عشر ألف مهاجر خلال الثلث الأخير من القرن العشرين.
وبلغ عدد سكانها سنة 1975 حوالي 9000 نسمة..من أهم زراعاتها: أشجار المثمرة والزيتون والعنب والتين, والتوت ومن أهم صناعاتها: الحفر على الخشب وصناعة النسيج والمطرزات. ذكرها مؤلفا تاريخ القدس ودليلها سنة 1920م. بأنها قرية تحيط بها غابة من الزيتون فتكسبها جمالا وبهاء وكان يسكنها نحو 5000 مسيحي... وفي سنة 1923م كتب عنها صاحب "جغرافية فلسطين" بأنها قرية كبيرة فيها من السكان 3000 مسيحي وتحيط بها غابات الزيتون...كانت في الأصل قرية مسيحية ثم زاد عدد المسلمين نتيجة الهجرة بعد سنة 1948م. بدأت مدارسها منذ العهد العثماني وكانت غير حكومية..تدير الجمعيات المسيحية ثم نشأت المدارس الحكومية في العهد البريطاني سنة 1927( الضفة الغربية)...
*********
بيت لحم
نسبة الاله " لخمو الكنعاني" وهي بالسريانية" بمعنى بيت الخبز وقال الدباغ: اسمها الأصلي أفرات وأفراته بمعنى مثمر..ثم دعيت باسمها الحالي نسبة الى لخو اله القوت والطعام عند الكنعانيين وفي الارامية لخم أو لحم معناها الخبز وعند العرب معناها : اللحم المعروف ويرى بعضهم أن الكلمة واحدة غير أن الذين كان اعتمادهم في القوت على الحنطة أصبح اسم الاله عندهم مرادفا للحنطة أو الخبز وأما الذين كانوا يعتقدون باللحم طعاما أوليا..فقد أصبحت اللفظة تفيد اللحم المعروف...لقد سكن الكنعانيون المدينة سنة 2000 ق.م وتوالت عليها الأحداث وكان في العصور القديمة قرية متواضعة تكتنفها الأودية العميقة من جهاتها الثلاث..وكانت خصبة الموقع تنتشر فيها حقول القمح...استمدت بيت لحم شهرتها العالمية الكبرى من مولد المسيح فيها...ويروى أن يوسف النجار..والسيدة مريم ذهبا الى بيت لحم لتسجيل اسمهما في الاحصاء العام...فولدت السيدة مريم وليدها هناك...وترى المصادر المسيحية أن الولادة كانت في مغارة قريبة من القرية...ولكن القرءان يقو:"فأجأها المخاض الى جذع النخلة" وفي سنة 330 م بنت هيلانة أم قسطنطين الكبير, كنيسة فوق المغارة التي قيل ان سيدنا عيسى ولد فيها وهي اليوم أقدم كنيسة في العالم والمغارة تقع داخل كنيسة الميلاد ومنحوته في صخر كلسي...وتحتوي على غرفتين صغيرتين..وفي الشمالية منها بلاطة رخامية...منزل منها نجمة فضية...حيث يقال أن المسيح ولد هناك..وعندما دخل عمر بن الخطاب من القدس..توجه الى بيت لحم وفيها أعطى سكانها أمانا خطبا على أرواحهم وأولادهم وممتلكاتهم وكنائسهم..ولما حان وقت الصلاة صلى باشارة من راهب أمام الحنية الجنوبية للكنيسة التي أخذ المسلمون يقيمون فيها صلواتهم فرادى...وجعل الخليفة على النصارى اسراجها وتنظيفها وهكذا صار المسلمون والمسيحيون يقيمون صلواتهم جنبا الى جنب... بلغ عدد سكانها سنة 1980 25 الف نسمة تسجمع بين المسلمين والمسيحيين... وتقوم المدينة على جبل مرتفع قرابة 780 متر عن سطح البحر وتبعد عن القدر 10 أكيال جنوبي مدينة القدس وتبعد عن الخليل 27 كيلا...والمدينة نشطة في الصناعة وبخاصة الصناعة المسيحية...صناعة الصدف والمسابح والصلبان...ونالت المدينة قسطا وافرا من التعليم منذ زمن بعيد عن طريق الإرساليات والأديرة وبلغت قمة التطور التعليمي عام 1973 عند إنشاء جامعة بيت لحم...وسكان المدينة..المسيحيون مزيج من شعوب متعددة ولا سيما الأمم الاتينية..يؤخذ ذلك من أسماء العائلا..حزبون..مكيل..مدلينا..جيريه...حيث تشبه الأسماء الافرنجية وفي منطقة حيفا..قرية صغيرة تسمى بيت لحم بلغ سكانها سنة 1945 م 370 نسمة ولقد دمرها اليهود وفي جنبات ب بيت لحم الأماكن الأثرية التالية:
1- قبر راحيل: أم يسوف بن يعقول عليهما السلام...
2- برك سليمان: بنيت ليجمع فيها الماء في قناة القدس..
وقد وهم عمر رضا كحالة في كتابه قبائل العرب فقال ان قبيلة لخم نزلت بمنطقة القدس فدعيت باسمها وتسميها العامة اليوم بيت لحم وصحيح ما ذكرته في أل التعريف..(...)
جنين
بكسر الجيم والنون بعدهما ياء ونون...وترتفع جنين من 125_250 متر عن سطح البحر وهي تقوم على البقعة التي كانت عليها مدينة " عين جنيم" الكنعانية..بمعنى " عين الجنااين" وفي العهد الروماني كانت في مكانها قرية باسم جيناي" ولما فتحها العرب حرفوا الاسم فذكرت باسم " جينين" بياء بعد الجيم..استردها صلاح الدين من الصليبيين سنة 580ه وكانت في عهد المماليك من اقطاعات الظاهر بيبرس وقد جاءها وباء سنة 748ه ولم يبق بها غير عجوز واحد...وكانت في عهد المماليك مركز بريد بين غزة ودمشق وفيها برج للحمام الزاجل بين مصر والشام..احتلها البريطانيون في
20/9/1918 م وفي 24/8/1983م قتل حاكم جنين البريطاني حيث قتله على أبو عين من عائلته ابو الرب في قباطية...واستطاع الفرار..وقد أفسد البريطانيون في البلدة بعد هذا الحدث...تمثل مدينة جنين الرأس الجنوبي للمثلث المتكون من مرج بني عامر..ولذلك يمتاز موقعها بأنه أحد مداخل المرج الجنوبية المؤدية الى جبال نابلس وهي خط التقاء بيئات ثلاث..البيئة الجبلية...والسهلية...والغورية...وموقعها مركز تجمع طريق المواصلات القادمة من نابلس والعفولة وبيسان...قدر عد السكان سنة 1978 30 الف نسمة..تكثر العيون في منطقة جنين الني تنساب مياهها في مرج بني عامر...وتزرع منطقة المدينة الحبوب والقطاني والخضار وأشجار الفاكهة والرمان والقراصيا والتين والتوت...وفي احصائيات سنة 1924م كان بها 670 دونم زيتون و500 دونك فواكه..ولهم عناية بزراعة البطيح وهو من النوع الجيد...
ومن معالمها التاريخية: الجامع الكبير وقد اقامت بناءه السيدة فاطمة خاتون ابنة محمد بك بن السلطان الملك الأشرف فانصوة الغوري..وهي زوجة "لالا مصطفى باشا"...جد ال مردم بك في دمشق..وأنشأت بجانبه تكية للطعام والمنام وأقامت حماما وعشرين حانوتا وممن تربى في جنين...الأديب المؤرخ عبد الله مخلص ( 1296_1367ه) مان من أعضاء المجمعالعلمي في دمشق وله مؤلفات)
*****
حيفا
أحيفا العزيزة طال النزوح فكيف الشطوط وكيف السفوح
سنرجع بعد الغياب الطويل فتشرق يافا ويزهو الجليل
هي مدينة ساحلية في الطرف الشمالي للسهل الساحلي الفلسطيني وميناء على البحر المتووسط موقعها جميل جدا يحبط بها البحر والسهل والجبل ز.ومن أهم مناطق قضاء حيفا الطبيعية...خليج عكا..ويدعوه الأعداء باسم خليج حيفا يقع بين مدينة عكا وجبل الكرمل ويدخل في البر مسافة أربعة أكيال...ساحله رملي..وتحيط به الكثبان رملية..وفي الجنوب الشرقي من حيفا يصر نهر المقطع في الخليج وتقوم حيفا قي جنوب الخليج على حضيض جبل الكرمل الذي يرتفع 200 متر ولهذا الخليج مناظر خلابة من أجمل ما تقع علىيه العين......ومن المناطق الطبعينية الساحل وترويه أودية ستوية وأنهر صغيرة من الشمال الى الجنوب...نهر المقطعوادي الطيرة(وادي شتوي...وادي الفلاح(شتوي)....وادي المغارة(شتوي)....نهر الدفلى(سمي بذلك)لكثرة زهر الدفلى على شطئانه...نهر الزرقاء ويسمى نه التمساح ....وهناك ايضا من المناطق الطبيعية جبل الكرمل...وهو امتداد جبال نابلس ويبدأ من وادي الملح وينتهي عند حيفا ويرتفع 546 متر في جوار قرية عسفيا..وأبعد نقطة تدخل منه في البحر من جهة الشمال تعرف باسم رأي كرمل..ذكره ياقوت وكان يعرف باسم مسجد سعة الدولة..وتأسست عليه رهبانية جبل الكرمل...وهو دير برتفع 558 قدم وتغطي جبل الكرمل أشجار السنديان والبلوط واللوز البري...ونمت فوقه أشجاؤ الزيتون والكرم وبجواره قرية" دالية الكرمل"...حيفا كلمة عربية والحيفة بمعنى الناحية وذاك الحيفة من مساجد النبي صلى الله عليه وسلم بين المدينة وتبوك...ويرجح أن بقعتها قديمة أنشئت عليها بلدة كنعانية..وفي القرن الرابع قبل الميلاد عرفت باسم ايفا وهي حيفا لاقديمة...ولم يكن لها ذكر في الفتح العربي..وفي القرن الخامس الهجري ذكرها الرحالة ناصر خسرة...وقال بها نخل أشجار وعمال يعملون السفن البحرية المسماء الجوديوينسب اليها ابراهيم بن محمد بن عبد الرزاق الحيفي من أهل قصر حيفا من علماء الحديث متوفى سنة 476 ه...تاريخ ابن عسكر" ومحمد بن عبد الله بن علي القيسراني القصري نسبة الى قصر حيفا..توفي بحلب سنة 544ه ولعل" قصر" موضع أقامه الأمويين في ذلك المكان...أو نسبة الى وادي القصر بالقرب منها..احتلها الفرنجة سنة 1100 م بواسطة أسطول بندقي من مائتي سفينة وكان بها حامية فاطمية صغيرة وأرجعها صلاح الدين سنة 1187 م وهدم أسوارها...ثم أخذها الفرنجة ثم استردها بيبرس سنة 1251 م وبقيت مهجورة الى أيام الأمير فخر الدين المعني الثاني الذي كانت تنزل جنوده برج حيفا حفظا للامن...ثم دخلت سنة 1749م تحت حكم ظاهر العمرز..فأخذت تنمو وأعاد لها حصونها...واحتلها نابليون سنة 1799م وقد اخذت تنمو بعد منتصف القرن التاسع عشر..وأصبحت مركزا لقضاء من أعمال عكا...وذلك ابتداء من سنة 1305ه وفي قسمها الغربي استقر الألمان في أيام السلطان عبد العزيز حيث سمح لهم بتأسيس أحيائهم في فلسطين...أنشىء ميناء حيفا عام 1908م في عهد الأتراك ثم وسعته بريطانيا سنة 1929م وأصبح مركزا مهما وينتهي عنده خط أنابيب شركة بترول العراق...بلغ عدد سكانها سنة 1945م ( 138) الف نسمة...احتلها اليهود في 22 نسيان سنة 1948م وأجلوا سكانها عنها...وبلغ عدد السكان العرب في حيفا سنة 1970م 17 االف عربي من أصل حوالي 200 الف ومن شخصياتها البارزة في العصر الحديث نجيب نصار توفي سنة 1948م صحفي...أصدر جريدة الكرمل ورشيد الحاج ابراهيم زعيم وطني توفي في عمان سنة 1953م ووديع البستاني..أديب وشاعر استقر في حيفا أكثر من 30 سنة واكنت في العهد البريطاني لواء ومرز قضاء ومن أجمل ما قرأت في وصف حيفا قول الشاعر المهندس عدنان النحوي الصفوي:
حيفا فديتك ما أبهى معــاــــنيــك وكم يطيب الهوى في ظل ناديك
ما الحسن الا كتاب أنت أســطره أو أنه قبلة قرت على فيــــــــــك
ما أنت الا عروس البحر من قدم علوت كبرا فمال البحر يغريــك
لم يهو غيرك من شتى عرائســه فخف نحوك في همس يناجيــك
..
******
الخليل
كان الاسم الذي أطلقه الكنعانيون فيها قرية ( أربع) نسبة إلى بانيها (أربع) بمعنى أربعة وف ي أوائل القرن التاسع عشر قبل الميلاد سكن إبراهيم عليه السلام بعض السنين تحت بلوطات "ممرا" الواقعة في شمال الخليل...ولما توفيت في تلك الأثناء سارة زوجته دفنها في مغارة " المكفيلة" التي اشتراها هي وحقلها من " عفرون" بن صوحر الحثي"..ولما توفي ابراهيم..ومن بعده اسحق..وزوجته "رفقة" دفنوا في المقبرة المذكورة..وكذلك نقلت جثة سيدنا يوسف ودفنت بالقرب من نابلس ثم نقلت الى قرية أربع..ثم دعيت البلدة باسم " حبرون" نسبة الى أحد أولاد " كالب بن يفنة"..وفي أيام الرومان أقيمت كنسية على مقبرة ابراهيم وعائلته..ولما دخل الفرس سنة 614م هدموها..ويظهر أن الخراب الذي حل بالخليل بسبب الغارة الفارسية كان كثيرا حتى أننا لم نجد لحبرون ذكرا في الفتوحات الاسلامية..وفي العهد العربي الاسلامي ذكر المؤخرون والرحالة..الخليل..بأسماء " مسجد ابراهيم" و " حبرى" و"حبرون" و"الخليل"..الذي غلب أخيرا على غيره من الاسماء..بنيت الخليل على صفحي جبلي " الرميدة" و"جبل الرأس" على ارتفاع 927 م..وفي الوادي بين الجبلين الذي يختلف اسمه على طول مجراه..حيث يعرف بوادي التفاح وهو يخترق وسط الخليل..وصل سكان الخليل سنة 1980 الى حوالي 50 ألف نسمة رغم كثرة الهجرة منها حيث يهاجر أبناؤها الى العمل في البلاد العربية وفي بلدان أخرى..وتضم عددا من الحمايل:منها:حمولة الجعبري وظهر منها في العصر الحديث الشيخ محمد على الجعبري..تولى رئاسة البلدية فترة طويلة..ووزارة العدل والمعارف بعد سنة 1949 م في الأردن..وحمولة:القواسمة ومنها المرحوم فهد القواسمة..كان رئيس البلدية..وعضو المجلس الوطني..اغتيل في عمّان سنة 1985 م..وحمولة يغمور ومنها المرحوم عبد الخالق يغمور..رئيس بلدية الخليل فترة طويلة..ومن أفخاذها زعير..وأبو بيض..ومن حمايلها: النتشة وظهر من حمولة النتشة..رفيق شاكر النتشة..وهو باحث في القضية الفلسطينية وله مشاركة في النضال من أجل التحرير...ومن حمايلها: التميمي..ومن أعقاب الصحابي تميم الداري..وحمولة أبو رميلة وحمولة:الرجبي وحمولة الغيث..
وحمولة"مسودة أعرف منهم الأستاذ غالب مسودة..زاملته في العمل..في المدينة المنورة..وتبعد الخليل عن القدس 44 كيلا وعن عمّان 128 كيلا وترتفع عن سطح البحر 927 مترا..وهي مركز لواء كان يضم 38 قرية صغيرة وكبيرة..منطقة بلاد الخليل الطبيعية: تقع في منطقة فلسطين الجبلية وتشمل عىل الأقسام الجنوبية لجبالي القدس..ومن قمم جبال منطقة الخليل: جبل السنداس 930 م وجبل جالس 987 م وخلة بطرخ 1020 م ورأس طورا 1012 م والمرتفعات الشرقية من جبال الخليل تسمى برية الخليل و أقصى ارتفاع لها 660 م وتنتهي مياه أوديتها الشتوية اما في البحر الميت واما في نهر صقرير أو في وادي غزة ووادي الحسي..وأشهر مزروعات منطقة الخليل العنب وهو متميز عن غيره من أعناب فلسطين..والزيتون والتين والمشمش..ومن عيون مدينة الخليل..عين الطواشي..وعين المسجد وعين سارة وعين الحمام..وكان بها في العام 66_1967 م (13) مدرسة للبنين وتسع مدارس للبنات" وقد شارك أهل الخليل في الثورات العديدة التي خاضها عرب فلسطين وكان أول من نفذ اضراب البلديات سنة 1936 م هو المرحوم ناصر الدين رئيس بلدية الخليل ومن قواد الثورة في جبل الخليل عيسى البطاط..ومن مجاهدي الخليل المرحوم الشيخ صبري عابدين..
الخليل في العهد العثماني 1517_5 كانون الأول من عام 1917م:
استولى العثمانيون على الخليل عام 922 ه : 1517 م..كما استولوا على بقية بلاد الشام على أثر معركة " مرج دابق" شمالي حلب ( رجب من عام 922ه: 1516م)..هزم فيها السلطان الأشرف ( قانصوه الغوري" ففلج لوقته ووقع تحت سنابك الخيل..ولم يوقف له فيها على أثرز.وهكذا تم لليطلان العثماني سليم الأول امتلاك الشام بلا قماومة..نزل الخليل سنة 1037 ه: 1627م الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني صاحب " نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب" وذكرها في كتابه هذا بقوله
( وزرت مقام الخليل ومن معه من الأنبياء وكنت حقيقيا بأن أنشد قول ابن مطروح في ذلك المقام الذي فضلة معروف مشروح:
خليل الله قد جئناك نرجـــو شفاعتك التي ليست ترد
أنلنا دعوة واشفع تشــــــفع الى من لا يخيب لديه قـصد
وقل يا رب أضياف ووفـــد لهم بمحمد صلة وعــــــــهد
أتوا يستغفرونك من ذــنوب عظام لا تعد ولا تــــــــــــحد
اذا وزنت بيذبل أو شمــــام رجحن ودونها رضوى وأحد
ولكن لا يضيق العفو عنهـم وكيف يضيق وهولـــــهم معد
وقد سألوا رضاك على لساني الهي ما أجيب وما أرد
فيما مولاهم طفسا عليهم فهم جمع أتوك وأنت فرد
ويبدو أن القرن الثامن عشر للخليل الثاني عشر للهجرة كان عصرا مرموقا فقد اشتهترت فيه بصنع الصابون وغزل القطن..وصنع الزجاج في معلمها الوحيد في سورية والذي يرجع تاريخه الى القرن السادس عشر للميلاد فضلا من مزروعاتها العديدة من عنب وزيتون وقطن وأشجار غابات وغيرها وفي تفصيل هذا يقول الرحالة والعالم الفرنسي فولني الذي نزل الشام ومصر وأقام فيها 3 سنين: 1738_1785مL1197_1199ه)
وعلى مسافة 7 فراسخ من بيت لحم مدينة حبرون التي يدعوها العرب الخليل..نسبة الى ابراهيم الخليل المدفون فيها..وبيوتها مبنية بأنقاض قلعة قديمة..والأراضي التي بجوارها لها شكل حوض منبت..طوله 5 فراسح..أو ستة..تتوالى فيه على نمط لطيف الاكام الوعرة..وغابات البلوط والصنوبر..وبساتين الزيتون والكروم التي لا يستخرج السكان من عنبها خمرا..لأنهم مسلمون..بل يجففونه زبيبا ويزرعون القطن فيغزلونه ويبعونه في القدس أو غزة..وصنعون الصابون ويأتيهم البدو بالقلي الذي يدخل طبخه..وعندهم معمل لزجاج وهو الوحيد في سورية ففيه يصنعون الخواتم الملونة واساور وخلاخل وأشياء أخرة تافهة يبعثون بها الى الاستانة..فتلك الصنائع جعلت لحبرون منزلة ممتازة..فهي أقوة بلدة في تلك الأرجاء ويمكن أن تسلح 800 رجل..وبما أن سكانها ينتسبون الى الحزب القيسي..فهم سوكان بين لحم اضداد وخصوم..فالنزاع القائم منذ القديم بين أهلت لك البلاد يجعلهم متحفزين دوما للقتال وخوض الحروب الأهلية...وكثيرا ما يغير بعضهم على أراضي البعض.. فيتلفون الزرع..ويقلعون الشجر ويخطفون العنم والمعز والابل..وقلما يحاول الحكام ردعهم من جراء عجزهم وضالة نفوذهم..ان البدو المقيمين في الاراضي المنبسطة مجمعون على مشاكسة الفلاحين الذي ينتقمون منهم بشن الغارة عليهم..فيؤدي ذلك الى احداث فوضى هي أشر من الأستبداد الرازحة تحته باقي البلاد..وكذلك تقدمت الخليل في القرن المذكور في تجارتها..فقد أخذ أهلها كما أخذ من بعدهم جيرانهم سكان جبال بين لحم وناحيتها بالهجرة من بلدهم التماسا للرزق وطلبا للتجارة..نزل الملتلحميون أمريكا بينما اتجه الخليليون منذ القرن 18 الى مدينة الكرك وقراها واستقروا فيها حتى أضحت التجارة يأجمعها تقريبا في أيدي بضعة تجار منهم..وفي أيدي أصحاب الحوانيت الذين نزلوا القرى..وجنى جميعهم أرباحا كبيرة...(وأهل الخليل اشترهروا بأنهم تجار مغامرون وليسوا مخادعين الى المدى الذي وصل اليه جيرانهم في فلسطين)
هذا وفي الكرك اليوم جماعات كثيرة تعود بنسبها الى الخيل..وكانت القوافل التجارية تسير بين الخليل والعقبة في رحلة تشتغرق 9 أيام حاملة على ظههور ابلها مختلف أنواع السلع..كما وأن باعو الخليل مالتجولين كانوا يتوغلون في الصحراء العربية..وما دمنا في البحث عن هجرة الخليليين للخاجر نقول..اتماما للموضوع..انهم أخذوا في أواخر الحكم العثماني وفي مطلع الحكم البريطاني يتجهون في هجرتهم التجارية الى مصر ويافا والقدس وغيرها..ومنهم جبالية ثرية في مصر..وعرف التجار الخليليون في جميع البلاد التي نزلوها بصدق أقوالهم واستقامة في معاملاتهم
الحرم الإبراهيمي الشريف:
1_ ان أقدم وصف عثر عليه لهذا الحرم هو ل " ناصر خسرو الذي زاره عام 438 ه_1047 م قال الرحالة:
والمشهد يتكون من بناء ذي أربع حوائط من الحجر المصقول..طوله ثمانون ذراعا وعرضه أربعون..وارتفاعه عشرون وثخانة حوائطه ذراعان..وبه مقصورة ومحراب في عرض البناء.وبالمقصورة محاريب جميلة بها قبران رأسها للقبلة..وكلاهما من الحجر المصقول بارتفاع قامة الرجل..الأيمن قبر اسحق بن ابراهيم...والاخر قبر زوجته وبينهما عشرة أذرع..وأرض هذا المشهد وجدرانه مزينة بالسجاجيد القيم والحصر المغربية التفي تفوق الديباج حسنا..وقد رأيت هناك حصيرة صلاة قبل أرسلها أمير الجيوش وهو تابع لسلطان مصر وقد اشتريت مصر بثلاثين دينارا من الذهب المغربي..ولو كانت من الديباج الرومي لما بلغت هذا الثمن..ولم أر مثلها قي مكان قط
حين يخرج السائل من المقصورة الى وسط ساحة المشهد..يجد مشهدين أمام القبلة: الأيمن به قرب ابراهيم الخليل..وهو مشهد كبير..من داخله مشهد اخر لا يستطاع الطواف حوله..ولكن له اربع نوافذ يرى منها..فيراه الزائرون وهم يطوفون حول المشهد الكبير..وقد كسيت أرضه وجدرانه ببسط من الديباج..والقبر من الحجر..وارتفاعه ثلاث أذرع..وعلق بها كثير من القناديل والمصابيح الفضية..والمشهد الثاني الذي على يسار القبلة به قبر سارة زوج ابراهيم..وبين القبرين ممر علي باباهما وهو اكلدهليز وبه كتير من القناديل والمسارج..وبعد هذين المشهدين قبران متجاوران الأين قببر النبي يعقوب والأيسر قبر زوجه..وبعدها المنازل التي اتخذها ابراهيم لضيافة زائريه وبها ستةقبور..وخاجر المشهد منحدر به قبر يوسف بن يعقوب..وهو من الحجر وعليه قبة جميلة..وعلى جانب الصحراء بين قبر يوسف ومشهد الخليل..قرافة مقبرة كبرة يدفت بها الموتى من جهات عديدة..وعلى سطح المقصورة في المشهد حجرات للضيوف الوافدين وقد وقف عليها أوقاف كثير من القرى ومستغلات بي المقدس.
ويقال انه لم يكن لهذاا لمشهد باب وكان دخوله مستحيلا بل كان الناس يزورونه من الايوان في الخارج..فما جلس المهدي الفاطمي على عرش مصر أمر بفتح باب فيه..وزينه وفرشه بالسجاجيد..وأدخل على عمارته اصلاحا كثيرا..وباب المشهد وسط الحائط الشمالي على ارتفاع أربع أذرع فوق الأرض..وعلى جانب من درجات الحجر.. فيصعد الى من جانب ويكون النزون الجانب الثاني ووضع هناك بابا صفين من الحديد..
وكان اخر وصف للحرم هو ما جاء في " دليل الحرم الابراهيمي الشريف" الذي وصعه المجلس الاسلامي الأعلى سنة 1436 ه (1927)م قال الدليل" ما من بناء يقع عليه نظرك الا ألهمك العرض الذي أنشىء لأجله من أول وهلة وبأقل عناء فأنت مجرد نظرة ترسلها على أي بناء تصادفه تعرف ان كان معبدا..أو حصنا أو قصرا أو مدرسة أو ملعبا كأنما تكلمك حجارته بلسان مبين...
الغار الشريف:
وجميع مراقد الأنبياء عليهم السلام وزوجاتهم واقعة في غار الشريف سفلي الحرم..وما الأضرحه العليا الا اشارات لها..ولهذا الغار ثلاثة مداخل..اداهما بازاء المنبر..والثاني بين قبري سيدنا اسحق وزوجه الى جهة الشمال..وهما مسدودان..والثالث واقع بجوار الحضرة الخليجية..وعليه القبة اللطيفة التي أنشأها الملك الناصر محمد بن قلاوون وبابه من رخام مستدير له غطاء من نحاس يسرج فيه دائما قنديل معلق عند فوهته..وأهم ما زيد في الحرم الخارج..المسجد الذي أنشأه أبو سعيد بنجر الجاولي..ناظر الحرمين الشريفين ونائب السلطنة وهو واقع شرقي الرح وبينههما الرواقا لعمقود على باب السور الشرفي وهذا المسج مرتفه على اثنتي عشرة سارية قاسمة في وسطه يعلموه قبة لطيفة وقد كتب على حائطه ان سنجر عمره من خالص ماله ولم ينفق عليه من مال الحرمين الشريفين شيئا..
ومما خو جدير بالذكر أن الأعداء بعد أن استولوا على الخليل في حزيران 1967م أخذوا يخططون على تحويل هذا الحرم الشريف الى معبد يهودي...( خليهم يحلموا مساكين
******
رام الله
المدينة المشهورة..الت يكانت أغنية الحادي..وأهزوجة الأفراح وبسمة الزمان"وين عارام الله"...تبعد شمال القدس 16 كيلا..ويفصلها عن نابلس 50 كيلا..وعن البحر الميت 52 كيلا..أقيمت فوق عدة تلال من جبالا لقدس..تتخللها أودية قليلة الانخفاض وترتفع 860 م عن سطح البحر..ربما كانت تقوم على بقعة " رامتا ييم صوفيم" بمعنى " مرتفعتا الصوفيين" المذكورة في العهد القديم..والتي ولد فيها النبي صمويل..وذهب بعضهم الى أنها " الرامة" التي تحدث عنها " العهد الجديد"ومنها يوسف الذي كما يرى المسيحيون أخذ جسد المسيح ودفنه في قبره ويدو أن بقعتها كانت في الفتح العربي خربة...وكانت الأهمية في منطقتها لجارتها " البيرة"..ثم أخذت تنمو حاملة اسم " رام الله"..وتذكر المصارد أن السلطان قلاوون أوقف ع’شر منتوجات أراضيها في حرم الخليل..ويبدو أنها كانت مستعمرة زراعية في عهد الصليبيين...وبقيت خالية من السكان الى أواخر القرن السابع عشر الميلادي...عندما رحل اليها " راشد الحدادين من قبيلة الحدادين في الكرك..فنزل أرضها لما فيها من أحراج وأحطاب ضرورية لمهنة الحدادة التي كان يمارسها..فابتاعها من أصحباها " الغزاوية" أهل البيرة الأصليين واستطاع أبناؤه من بعد تعمير المنطقة...وفي عام 1852م نزحت جماعة من عشيرة " الربضية" من قبائل جبل عجلون المسيحية..الى رام الله..عرفوا بها بال العجلوني..وفس سنة 1838م زارها الرحالة الأمريكي بورنصن..وقال:ان عدد سكانها يتراوح بين 800_900نسمة وفي سنة 1850م نزلها قوم من مسيحي " دير أبان"..وفي سنة 1870م بلغ عدد السكان 200 نسمة...وفي سنة 1901م: عبدت الحكومة العثماني الطريق بين رام الله والقدس..وفي سنة 1902م وصلت الى درجة بلدة..أصبحت قصبه لناحية تحمل اسمها..وعين لها حاكم باسم مدير ناحية..وكان أحمد مراد ( من القدس) أول من تولى أمرها من 1902_1905م..وكان جميل العمر..من حلب اخر مدير لها 1916_1917م..وبلغ عدد سكانها سنة 1966م ( 288 و 134 نسمة../وقعها صحي..وماؤها عليل..والمناظر فيها تأخذ بالألباب..تزيد عن القدس علوا بنحو 60 م ويرى من تلالها البحر المتوسط والبواخر الراسية فيه..ولذلك يقصدها الناس للاصطياف:وهي بلدة منطقتها زراعية:حبوب وخضار..وأشجار مثمرة..وزيتون في 3000 دونم...ولأهلها ميل الى الهجرة الة أميركا للعمل..فاتسعت الصناعة والتجارة في البلدة..تصنع نساؤها المطرزات..والتعليم فيها قديم بسبب وجود الكنائس والأديرة..
*********
التوقيع
|
وما العجزُ إلاّ أنْ تُشَاوِرَ عاجزاً
و ما العَزْمُ إلا أن تَهُمَّ وتَفْعَلاَ
|
|