29-08-19, 02:44 AM
|
|
رد: همسات ليلة قمرية( قصص معبّره )
اللص الطائر
💦 لم يكن في عروقه ماء او دماء بل اسلاك وكهرباء
و مستشعرات يتحسس ويتجسس بها على كل مكان
يمر به وعليه ومن خلاله.
ان مر بنوافذ المباني استشعر فروق درجة الحراره
بين الهواء الخارج من النوافذ المفتوحه والهواء
المحيط بالمبنى.
فإذا لاحظ بمستشعراته فرق واضح بين درجه الحراره،
استيقن أن هناك تيار لنافذة مفتوحه.
لذلك ولج كالمارد دون إذن من خلال تلك النافذه
المفتوحه ذات الستائر المسدلة جزئيا. لم يجد
صعوبه في تحريك بعض الستائر الجانبية وهذا
بواسطه مراوحه النافثه للتيارات الهوائيه.
سلط عيونه الشهلاء، الشكلاء غير الرامشة على
محتويات المنزل فمسح بها ما حوله لينقل تلك
الصورة مباشره لعيون بشرية حوراء. فتلك العيون
الطائرة اذا، كانت عيونا الكترونيه "قوية" يعني
لا تكتفي بغبط غيرها بل تعمل على
الاستحواذ ما بيده.
كان التركيز على ما خف حمله وغلا ثمنه كـ ساعة
اليد من على "الكوميدينوا", و الهاتف محمول
"موبايل" يرقد بجانبه، واساور الذهب او الفضه
على منضدة أخرى يطلق عليها "تسريحة"
ومغتنيات اخرى يتم تقيمها وتقديرها من
على بعد.
تحرت تلك العيون المتنوعة مرة اخرى من
وجود بعض بني البشر داخل الغرفه
المستهدفه وربما أحد يغط في نوم عميق
ولم يفطن له اللص الطائر عند تحرييه
الخاطف قبل الدخول الى "جوف الفريسة".
ولما لم يكن هناك احدا يتسبب في
الازعاج صدر القرار فورا ولم يضيع
المحرك الرئيس وقتاً.
اتجه نحو الهدف البراق وحرك الزراع
الآلي الصغير ذات الأصابع المغناطيسيه
الرقيقه ليلتقط كل ما تيسر له.
ضم زراعة بما حوت اصابعه تلك على
صدره حتى بدى كانه ينتشي بما
استحوذ به وغفى لحظة ثم نفر فجأة
وهَمَ "بالقفز" من خلال النافذه المفتوحه,
لكن فجأه ظهرت صاحبة البيت التي اصابتها
الصدمة مما شاهدت وربما من قبل سمعت
أصواتا غريبة جاءت تستقصي، لم تضيع
وقتا ثمينا ولا حتى هاتفها الثمين بكل
محتوياته وهي تراه يتدلى بين ذراعي
ذلك اللص الجريئ، امتصت الصدمه،
وبدات برد فعل ينم عن سرعة البديهه
فتوجهت نحو النافذه واسدلت الستار
ثم بركت على الأرض لتتجنب اصطدام
الطائر اللص بها واسندت ظهرها نحو
الحائط الذي يفصل بينهما جانب من
طرف الستار الثقيل.
كانت الصدمه هذه المره من نصيب
الستار الذي اشتبك بمراوح هذا اللص
الطائر وطرحه ارضا ليسقط بجانب
صاحبة المنزل التي انكمشت في
مكانها حامية رأسها بيديها.
ولما هدأت الأصوات رفعت راسها بل
أخرجته من بين زراعيها وفتحت عينيها
التي وقعت على ما تبعثر من المسروقات
التي امامها في حين ظل بعضه عالقا
بالزراع المغناطيسي القابض.
بعد أن التقت انفاسها بدات ايضا تلتقط
حاجياتها المنتشره على ارضيه الغرفه.
وبعد ذلك اتصلت بالشرطه واخبرتهم
بان لصا قفز من خلال نافذتها ودخل
غرفتها لكنها امسكت به وهو منهار!
جاءت الشرطه مسرعة بعد حين لم يطل،
فتحت لهم الباب الخارجي فإذا بعض
الجيران يتوافدون ايضا على المنزل مع
الشرطه ليستطلعوا الامر ويطمئنوا على
جارتهم.
رحبت صاحبة البيت بالشرطة وتقدمتهم
مرشدة لهم نحو الغرفه التي سطى
عليها اللص.
هناك تفاجات الشرطه لتجد لصا من نوع آخر.
تم لملمة اشلاء اللص وبدأو التحقيق مع
صاحبة المنزل بدلا من اللص.. !
خلصت الجهات الامنيه أن تنسب الجريمة
الى فاعل مجهول ولو مؤقتا حتى تتمكن
من تكوين فريق أمني الكتروني ينظم
دوريات الكترونيه طائرة تردع مثل هذا
النوع من القرصنه.
لكن في نفس الوقت شددت في
توجيهاتها للناس أن لا ينسوا يغلقوا
او يسدلوا ستائر نوافذهم حتى لو
كانت خفيفة.
وان يضعوا حاجياتهم الثمينة خاصه
"اطقم الاسنان وجسوره" في مكان
مغلق (كأنها أرادت أن تضفي
لتوجيهاتها شيئا من المزحة).
وايضا أن لا يتركوا بعض الطائرات
التجارية بدون طيار دون مراقبة عند
استلام البضائع منها خشية جمعها
للمعلومات عن منازلهم.
وأخيراً تحييد كاميرات الهاتف المحمول
وعدم إعطاء اي معلومات عن حالة
المنزل في وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن بعض الجيران لاحظ أنه كان ربما
لص آخر يصول ويجول بالقرب من نافذة
تلك الغرفة التي تم السطو عليها قبيل
قدوم الشرطة.
إلا أنه اختفى بعد حين بسرعة كبيرة...
ربما كان "دعم طائر" مساند أو حمال
للمقتنيات التي يتم الاستيلاء عليها
بينما يقوم اللص داخل المنزل بمهمة
ذراع "الكاتربيلر".
* هامش:
هذا شطر من قصص بعنوان
"مجرمون لكنهم عباقره" التي تعتمد
بالأساس على الخيال العلمي والتقنية
المستقبليه.
.................
راجي
التوقيع
|
(اللهم انك عفو تحب
العفو فاعفو عنا)
|
|