30-11-05, 12:54 AM
|
|
بــدو ...يارسول الله ...!!
لازال المتأمل في واقعنا المتلّون بشتى ألوان الطيف يجد من التناقضات والغرابة .. والسذاجة أحيانا .. مايجعله يصاب بالرشح ..!!
الموضوع هو أنني اليوم حدثني أحد الأخوة وأخبرني بأنه عقد قرانه على إحدى فتيات قبيلته .. بمهر لا يقل عن 100 ألف ريال .. ومؤخر ,,,, إضافة الى تكاليف كبيرة مازالت تؤرق نومه ...
والمثير في الأمر ليس غلاء المهر وجهد التكاليف ... الذي يجعلني أقول بملأ فيّ (الحمد لله على نعمة العقل ) أن هذا الرجل والذي هو أصلا من أحد المناطق في "نجـد " ومن إحدى القبائل العربية العريقة والمعروفة ,,,, يقول لي .. ( أنه لم يرى امرأته التي عقد عليها أبدا ...!!) ولا يعرف عن شكلها ولا طولها ولا جمالها من عدمه أي شيء .. ولم يرها قبل أن يعقد عليها ولم تره ... علاوة على ذلك ,,, فإنه يتوقع أن لا يراها حتى ليلة الدخول .....!!
وبالطبع فهو خلال فترة العقد لن يحادثها هاتفيا ولن يزورها أو يتعرف عليها عن كثب ... وهو بهذا يجعل الفترة التي تحول بين عقد القِران والزواج ... فترة لا فائدة منها .. ولا جدوى شرعيّة من وجودها ...!!
وعندها قلت له .. ولماذا كل هذا ...!! قال هذه عاداتنا وتقاليدنا .. وعُرف سائد عندنا .. ( تبسمت بعدها وعرفت ماذا يعني القائل حين قال " بـدوٌ يارسول الله" ) ...
ومما يبيّن لك جهل هذه الطبقة التي تعيش في العصر "الجوارسي" وتمارس همجية الصحراء في عصر بلغ فيه العلم الفضاء الخارجي ... مابيّن لك تحجرهم وتخلفهم .. واعتداهم المقيت بأنفسهم المريضة .. أنه عندما يحدثك أحدهم عن أهله ..فيقول: "سأذهب لأجلب المرأة من عند أهلها ( أعزكم الله )... سأذهب بامرأتي المشفى ( أكرمكم الله ) ... وكأنه يتحدث عن (زبالة) أو عن رجيع ...!!
علاوة على أن المرأة لديهم عبارة عن رجس نجس .. لا تتحدث .. ولا تأمر ولا تنهي .. وليس لها كلمة في أي شي ....لا ثرت ولا تورث..!!
ولا أنسى منظر إحداهن والأطفال مع أبيهم داخل السيارة .. والمرأة المسكينة في حوض " الددسن " في أحد المحافظات في القـصيم ...!!
ولا تستغربوا أن يخبرني أحدهم فيقول أن زوجته تأتي له بالشاي والقهوة وهو في المجلس .... وهي متغشية لا يرى وجهها .. ثم تعود أدراجها دون أن يرى قفاها بحيث تمشي متراجعة الى الخلف كي لا يراها وهي مدبرة حتى تخرج من باب المجلس ....!!
ولا أنسى أن أعرج على موقف تفيض له العيون حزنا ... على هؤلاء ومن يعيلون ,,, عندما ذهبت أنا ومجموعة من الزملاء إلى بيت أحد أصدقاءنا النجديين لنعزيه في وفاة والدته ... وماكان منه حين واجهناه ورحب بنا .. ثم بدأنا نعزيه في أمه .. الاّ أن قال : " أبك ... تعزيني في حرمة " .......!!!؟؟؟؟
ونسى أن هذه " الحــرمة " على حد تعـبيره هي أمه التي أنجبته من بين أحشاها ...!!
لا تزال المرأة في الثقافة الصحراوية في "بعض" مناطق نجد والشمال .. مخلوقا بلا كينونة ... بلا هوية ... شيء وضيع... لدرجة أن بعضهن لا يمكن لزوجها أن يرى وجهها طول حياتها .. وهي تضرب ببرقعها النتن على فمها ... وأنفها ومحاسنها أو مساوئها أن شئتم ...طول عمرها ..!؟
وقد صدّر البدو هذه الثقافة الى أجزاء كبيرة من الجزيرة العربية ,,, فتحول الحجاب الشافعي الذي كان سائدا في الحجاز وعسير ... الى نقاب وبرقع .. مع أن هناك من لا يزال بعيدا عن ثقافة البرقع هذه .. والتي اجتاحت البلاد مع الصحوة التي وضع فيها مشائخ الأعراب النقاب والغطاء.. فرضا لازما لا تكون المرأة شريفة الاّ بارتدائه .. ولا يروق لهم أبدا الحجاب الذي ذكرته الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاءت إليه فتاة لتسأله ماذا أعطي من جسدي .."قال غطي جسدك كله .. الأ هذا وهذا " وأشار إلى كفيه ووجه الشريف عليه أفضل الصلاة والسلام ...!!
والمضحك في الأمر أن هؤلاء يعـتزّون بهذه القيم السخـيفة .. ويعتبرونها " سلوم قبايل" الذي يحيد عنها يعتبر ناقصا في شرفه ... والمرأة التي تبحث عن الدين والعقل بينهم " امرأة باغية " نسأل الله العفو والسلامة ...!!
وعندما تنظر إلى أحدهم .. "يتفيهق" بهذه الأمور .. يرى هذا العالم كله في عهر وفسوق وانحلال ... فهو لا يرى أبعد من أنفه ... وللأسف لا يعلم أنه يعيش على هامش التاريخ ...!!
|