بين الطب النفسي والرقية الشرعية الجزء 7
س 151 : يخاف بعض الناس مما لا يُخاف منه وتسوء حالتهم النفسية ويعالجون عند أطباء نفسانيين ولا يُشفون.ما العمل ؟.
السؤال عام ومنه فالجواب عام كذلك,ومنه أقول بأنه مهما كانت أسباب هذا الخوف وأعراض المصاب به والأساليب المناسبة للعلاج ومهما كان سبب تأخر الشفاء مع استشارة الطبيب النفساني,فإن بذل المريض للجهد الكبير والكافي (مع العزيمة والإرادة القويتين) شرط أساسي ومهم جدا على طريق العلاج.وإذا لم يبذل المريض هذا الجهد ولم تكن له هذه العزيمة وهذه الإرادة فلا أظن أنه سيشفى من مرضه سواء استشار طبيبا أو راقيا أو …
س 152 : ما هي الأعراض التي يمكن أن تظهر أحيانا على من يخاف الاختلاط بالناس؟
قد يسيطر على الفرد أحيانا خوف شديد عند الاتصال الاجتماعي والالتقاء بعدد من الناس،مما يؤدي به إلى الارتباك بحيث لا يستطيع التفوه بكلمة.وإن تحدث فإنه يرتبك وتظهر عليه علامات ذلك الارتباك كاحمرار الوجه و التعرق والتلعثم الخ…وقد تدفع تلك الحالات المريض إلى تفادي مثل تلك المواقف وذلك بالهروب من الاجتماعات وتجنب الاحتكاك بالآخرين وبالتالي قد يؤدي به ذلك إلى الانطواء النفسي.
س 153 : هل الأصل فيما يخبر به الجن الذين يصيبون الإنس هو الصدق أم أن الأصل
هو الكذب ؟.
في الحوار مع الجني-أثناء الفترة التي يُغمى فيها على المريض-(أو حتى بدون أن يُغمى على المريض) لا يليق الاسترسال في سؤال الجني: ا) حتى لا يصابَ الراقي بالغرور.ب) وحتى لا يظن الجني أن الراقي قليل الخبرة فيرفضُ الخروج.ج) وحتى لا يتعب المريضُ جسديا.د) وحتى لا يُتهم الأبرياءُ بسبب الكذب الذي يمكن أن نسمعه من الجن(الذي يُعتبر كاذبا أصلا ما دام قد تعدَّى على الإنسي بطريقة أو بأخرى)حيث يَتهم"فلانة"من الإنس بأنها أصابت المريضَ بسحر أو يتهم "فلتانة"بأنها أصابت المريضَ بعين.وكم من بيوت خُرِّبت ومن أرحامٍ قُطعت بسب أكاذيب الشيطان وألاعيبه وجهل الراقي وسذاجته.هـ) وحتى لا يُضَلَّل الراقي بسماعه لأخبار(يخطئ الراقي حين يسأل الجنيَّ عنها) الأصلُ فيها أنها كاذبة مثل أخبار الماضي والتاريخ,وأخبار عن عالم الجن والشياطين,ومعلومات عن الطب عموما وطب الأعشاب والطب النفسي خصوصا,وأخبار عن اليهود ومن شايعهم من أعداء الله ورسوله –ص- و…قلتُ:الأصل فيها أنها كاذبة حتى يثبت العكسُ من جهة أخرى,فإذا ثبت أنها صحيحة من دليل آخر مُصَحِّح,فإننا نكون قد عرفنا ما عرفنا من الدليل الآخر لا من كلام الجني,ويكون كلام الجني لا فائدة منه عندئذٍ فضلا عن أضراره المؤكدة.و) وحتى لا يُضيِّع الراقي الوقتَ على نفسه وعلى المريض.وليس من شروط صحة الرقية أن تكون طويلة,بل بقدر ما تكون الرقية قصيرة وبسيطة-ساعة أو أكثر قليلا أو أقل قليلا-بقدر ما تكون بركتها أكبر.وإذا كان لا بد من الوقت الطويل نسبيا والمُخَصَّص للرقية,فليكن للسماع من المريض وطرح الأسئلة عليه ولتقديم النصح والتوجيه له ولقراءة القرآن الكريم أو الأدعية المأثورة عليه.
س 154 : كيف يُعرف بأن الجن خرج بالفعل من المصاب ؟.
[COLOR=window****] يُعرف-على وجه الظن لا اليقين-بأن الجني خرج من بدن المصاب-أثناء الرقية أو بعدها-بعلامات منها:[/COLOR]
[COLOR=window****] -أن يفيقَ المصروع وينظر حوله,ويشعر وكأنه كان نائما واستيقظ.[/COLOR]
[COLOR=window****] -يتصبب عرقا,ويحمر وجهه,ويغمره الهدوء ويشعر بالراحة.[/COLOR]
[COLOR=window****] -إذا خرج الجني من الفم قد يتقيأ المريض فجأة,وإن خرج من الأنف قد يعطس بقوة,وإن خرج من القدم فإن الظفر قد يُدمي أو يؤلمه.[/COLOR]
س 155 : هل ينتج الوسواس عن حب زائد لشيء لم يستطع المرء الوصول إليه ؟.
[COLOR=window****] نعم ,وهذه أيضاً من الآليات المشهورة في مواجهة الضغوط،وتعني أن الشخص بعد فشل مواجهة الضغوط والقلق تنشأ عنده آلية الضد من المواجهة والمعاكسة,فشخص مثلاً يحب الغزل ومعاكسة البنات والتحرش الجنسي بالنساء نتيجة قلة خوفه من الله وسيطرة الشهوة الجنسية عليه,قد ينشأ عنده كره ظاهري للجنس الثاني (المرأة) ومعاداة في لهجته بحيث تجده ينتقد النساء والمرأة ويعبر عن كراهيته لهن بسبب وبدون سبب وبحجة وبلا حجة وبمناسبة وبلا مناسبة وفي كل زمان ومكان,غير أن خلف سلوكه الظاهري هذا حب شديد للنساء وللجنس وللاستمتاع بالمرأة يتجنبه بهذا السلوك الدفاعي.[/COLOR]
س 156 : هل يمكن ضرب أمثلة على الوسواس في العبادة أو في العادة ؟.
[COLOR=window****] إن الشخص لو ضبط أفكاره بالطريقة المثالية الصحيحة وواجه مشاعره التي قد تكون أخفيت مع الزمن وغيرت من قناعاته فسوف لن يكون هناك داع للوساوس كما يقول الاختصاصيون النفسانيون.ومن أمثلة الوساوس في العبادة: أن الشخص لا يشعر بأنه كبر في صلاته فيكبر مرات,ويناقش نفسه مناقشة شرعية خاطئة شرعاً"أنا عندما لا أصلي بطريقة صحيحة لا تقبل صلاتي وعندما لا تقبل صلاتي أذهب إلى النار!"."إذا كان وضوئي غير جيد فإن صلاتي غير مقبولة وإذا كانت صلاتي غير مقبولة فالله لن يرضى عني وهذا يساوي النار!"."إذا كانت يدي أو الملابس أو السجاد فيها أوساخ وبكتيريا وجراثيم فقد ينتقل إلى أفراد أسرتي المرض,والمرض يعني الموت!".وقس على ذلك..[/COLOR]
[COLOR=window****]إن مناقشة الفكرة من حيث نسف هذه الاحتمالات المظلمة وتهوين العواقب هو المطلوب وليس السير وراء الوساوس.إن المطلوب مناقشة النفس مناقشة صحيحة"إن الله لم يطلب منا أن نعبده ليعذبنا,كما أنه لا يكلف نفسا إلا وسعها,وهو سبحانه يحاسب المريض حسابا يختلف عن محاسبته للصحيح و…",كما أن " النظافة والأوساخ موجودة في كل وقت،وليس هناك شيء تقريباً يخلو من الجراثيم والبكتيريا.ثم إن البكتيريا لها دور فعال في حفظ أمور كثيرة".وهكذا تتم المناقشة الموضوعية العقلية والمنطقية.[/COLOR]
س 157 : كيف يُتخلص من سحر نظن أنه مبعثر على الأرض في مكان ما ؟.
يمكن تنظيف الأماكن المشتبه في إصابتها بسحر بماء مرقي بشرط أن لا يُسمَح لشخص أن يطأ على المكان الذي رُمِي عليه ماءٌ مرقي حتى يَجِفَّ المكانُ.
س 158 : ما أهمية تشخيص المرض النفسي في علاجه ؟.
[COLOR=window****]التشخيص له أهمية كبيرة سواء في علاج الأمراض العضوية أو النفسية العصبية.ومنه[COLOR=window****][/COLOR][COLOR=window****]يقال"إن التشخيص نصف العلاج".تصور لو أن شخصاً يعاني من وساوس قهرية بسبب من الأسباب النفسية (لا بسبب سحر أو عين أو جن) مثلاً ومع ذلك نصحه ناس بأن يعالج هذه الوساوس بالرقية الشرعية,فإن ذلك قد يزيد من وساوسه ولا ينقصها خاصة إذا كانت الوساوس متعلقة بالدين لأن الراقي يمكن جدا أن ينصحه بالإكثار من قراءة القرآن والذكر والدعاء والصلاة وبزيادة المطالعة الدينية فيزداد إحساس الشخص بالذنب على ما يأتيه من وساوس متعلقة بالله وبالرسول-ص-وتزداد حالته النفسية سوءا.إن التشخيص مثل تحديد المدينة للمسافر,فالشخص الذي يكون في مدينة ميلة ويود السفر إلى مدينة جيجل متوجهاً إلى طريق مدينة قسنطينة كلما استمر في السفر كلما ابتعد أكثر من هدفه!.ولو شخَّص ما يريد وشخص الطريق وحدده فسوف يوفر على نفسه الكثير من الوقت.وفي القواعد الإدارية الذهبية أنه"من الوقت إضاعة بعض الوقت"مثل التخطيط والاجتماعات التي تضيع الأوقات الكثيرة عن الإنتاج غير أنه بها تنضبط الأمور ويتوفر الكثير من الوقت على الطريق.ومنه فالتشخيص يأخذ وقتاً لكنه يوفر العمل بعد ذلك،لذا فإنك تحتاج أن تشخص بطريقة صحيحة قبل البدء بأي عمل.[/COLOR][/COLOR]
س 159 : كيف تعرف الأفعال القهرية ؟.
تعرف من الآتي على سبيل المثال:1-سلوك متكرر (مثل غسل اليدين،الوضوء،التكبير،الغسل,الصلاة,النظافة) أو عمل فكري (مثل الدعاء، العد،تكرير كلمات بصمت) والتي يشعر الشخص بأنه لابد أن يفعلها كردة فعل للوساوس أو وفق قوانين معينة وبصلابة كبيرة عنده.
2-السلوكيات أو الأعمال الفكرية المرادة والمقصودة لمنع حادثة أو حوادث من الحصول أو لتخفيف القلق،لكن هذه السلوكيات أو الأعمال إما أن تكون غير واقعية في مواجهة فكرة الوساوس (كالرجل الذي يرفض أن يخرج من البيت لأسابيع لأنه يمكن أن تصدمه سيارة) أو أن تكون واقعية ولكنها تصبح غير طبيعية بسبب أنها مكثفة ومبالغ فيها (كالمرأة التي تستيقظ في الليل مرات ومرات لتغلق الباب الخارجي للبيت أو لتتأكد من أنه مغلق).
3-يدرك الشخص المصاب بالوسواس القهري ولو في فترة من فترات معاناته أن هذه السلوكيات أو الوساوس غير منطقية أو زائدة عن الحد المعقول.
4-هذه الوساوس التسلطية أو الأفعال القهرية تستهلك من المريض الكثير من الوقت (أكثر من ساعة في اليوم) أو أنها تصطدم مع روتين الحياة اليومية الاجتماعية أو الوظيفية أو الأسرية للشخص المصاب.
5-الاضطراب الحاصل ليس له علاقة مباشرة مع الإدمان (مثل إدمان المخدرات أو الإدمان على أدوية معينة) أو مع أية حالة طبية أخرى.
[COLOR=window****]بهذه الخواص الدقيقة يستـثنى مرض الوساوس من غيره.فلو أن شخصا مثلاً لا يدرك وساوسه فقد يحتاج لتشخيص طبيب أو استشاري متخصص لأنه قد يكون لديه فصام أو مرض عقلي آخر،وكذلك لو كان مثلاً يتناول أدوية أو مخدرات فقد تكون الوساوس التي يعاني منها بسبب الآثار الجانبية للإدمان على هذه الأدوية أو على تلك المخدرات ولا علاقة لها بالوسواس القهري.[COLOR=window****][/COLOR][/COLOR]
س 160 : هل لا بد لكل نوع من أنواع السحر علاج خاص بالرقية الشرعية ؟.
الطريقة الواحدة في الرقية تصلح بإذن الله كعلاج لكل أنواع السحرِ لا فرق بين نوع وآخر.ولا دليل من الشرع يثبتُ أن سحرَ"كذا"لا تصلح له إلا الطريقة كذا,وأن السحر الثاني لا تصلح له إلا طريقة ثانية وهكذا...
س 161 : ما صحة الدعوى التي يتبناها بعض الرقاة بقولهم "لدينا جن صالح يعيننا في الرقية على التشخيص وعلى العلاج" ؟!.
لم يُسخِّر الله الجنَّ إلا لسيدنا سليمان-ص-.وكلُّ من ادعى أن الجن مسخرون له-سواء كانوا مسلمين أم كانوا كفارا-فهو كاذب أو جاهل حتى ولو لم يقل صراحة بأن الجن مسخَّرٌ له.سواء قال هذا المدعي بأن الجن يُعينه بطريقة أو بأخرى أو يخبره بحقيقة إصابة المريض أو يخلِّص المريضَ مما به من سحر أو عين أو جن فإن كل ذلك حرام وباطل ومردود على من ادعى ذلك: ا) لأن هذا المدعي ليس أفضل من رسول الله الذي هو أفضل خلق الله,ومع ذلك لم يسخر الله له الجن أبدا.ب) ولأن الجن المتصل بالإنس ظالم وكاذب(حتى ولو صدق بين الحين والآخر),فكيف يُصَدَّق إذن –إذا كان كذلك –فيما يقول وفيما يبلِّغ للراقي عن طريق المريض؟!.ج) ولأن المتصل بالجن-بطريقة أو بأخرى-يُعتبر مصابا بالجن,ومن ثمَّ فهو يحتاج إلى من يداويه لا أن يُداويَ هو غيرَهُ!د) ولأن الجن لن يُقدِّم للإنس خدمة مهما كانت بسيطة إلا بمقابل.والمقابل هو دوما معصيةُ الإنسي لله تعالى وكذا تسلطٌ للجني على بدن ونفس الإنسي.
س 162 : من هم الأطباء الذين يراجعهم المصابون بوساوس قهرية وهم ليسوا مختصين؟. 1- أخصائي الأمراض الجلدية : بسبب الهرش الحاصل على الجلد من الوساوس.
2- طبيب العائلة : يراجع بسبب الغسيل المتكرر أو العد أو الشكوك المستمرة.
3-أخصائي السرطانات أو الأمراض المعدية أو التناسلية:من أجل فكرة متسلطة بأن الشخص مصاب بالأيدز مثلاً.
4- طبيب أسنان :بسبب تنظيف مستمر وعنيف للأسنان.
5-أخصائي أطفال: الوالدان قلقان بسبب تكرار ولدهم للغسل المستمر.
6- أخصائي تجميل: مراجعة بخصوص وسوسة من شكل أو هيئة عضو من الأعضاء.
7-إمام مسجد: للسؤال عما إذا كانت هذه الوساوس بسبب الشيطان.
8-راق: بسبب الظن أن به مساً من شيطان أو سحر أو عين.
9- دجال (مشعوذ أو ساحر): لصد السحر أو الشر أو العمل.
كل من ذكروا يراجعهم المصابون عادة (بوسواس قهري) وليس بينهم مختص واحد.وتشير الإحصاءات إلى أن الذين يعانون من الوساوس القهرية قد لا يراجعون مختصاً نفسانياً واحدا إلا بعد مضي شهور أو سنوات.
س 163 : ما المقصود بالاكتئاب ؟.
نحن حين نتحدث عن الاكتئاب إنما نذكر شيئاً يعرفه جيداً كل الناس،أما إذا حاولنا وضع تعريف علمي محدد فإننا في هذه الحالة نكون كمن يتحدث عن أشياء يفهمها الجميع جيداً لكن بكلمات لا يعرفها أحد.ويمكن أن نعرف الاكتئاب من خلال نقيضه وهو السعادة التي تعني "ذلك الشعور المحبب إلينا والذي يتضمن الرضا عما حولنا"،ولكن الشعور بعدم السعادة أيضاً انفعال طبيعي،ولا يعني بحال وجود الاكتئاب،بل لا نستطيع أن نعتبره ظاهرة مرضية.إن لمصطلح الاكتئاب-في الطب النفسي-أكثر من معنى ربما تشابهت ولكنها لا تتطابق تماماً ،فالاكتئاب أحد التقلبات المعتادة للمزاج استجابة للمواقف الأليمة التي نصادفها،وهو أحياناً علامة من علامات مرض ما بل إن الحد الأدنى منه موجود في الغالب لدى كل المرضى أيا كان المرض الذي يعانون منه،فمقولة "كل مريض مكتئب"لها نصيب ما من الصحة.وهنا تجدر الإشارة إلى أن الإنسان الطبيعي إذا حدثت له أحيانا البعض من هذه المشاعر،فإنها تكون قابلة للارتجاع تلقائيا ولا تستمر لفترة طويلة,أما مريض الاكتئاب فإن هذه المشاعر تحدث تغييرات كيميائية في الجسم يصعب معها الرجوع إلى الوضع الطبيعي دون مساعدة العلاجات الدوائية.
والمفهوم الأهم والمختصر للاكتئاب هو أنه حالة من الاضطراب النفسي تعني الشعور بفقدان الأمل وانعدام الرغبة في الحياة.ويسيطر على الفرد المكتئب نوع من التفكير السلبي نحو المواقف المختلفة التي يتعرض لها،ويكون دائمًا متشائمًا،وينظر إلى الأمور على أنها مصدر بؤس وشقاء،كما يكون خاملاً وعديم الرغبة في أداء أي نشاط أو حركة.كثيرًا ما يشعر بالحزن والضيق والتوتر،وهو ما يجعله ينظر إلى الحياة بمنظار أسود،ويفقد الرغبة في الاستجمام والتمتع بالحياة،وهو ما يؤدي به إلى الانطواء والعزلة.ومن هذا الشعور تتولد مظاهر عديدة،منها عدم الإحساس بالسعادة لسماع الأخبار المفرحة،والرغبة في الانسحاب والانطواء والبعد عن الآخرين والميل للعزلة ,وعدم وجود دافع لإنجاز أي شيء.ويصاحب ذلك أعراض بيولوجية،مثل:فقدان الشهية للطعام،واضطراب النوم وكذا الرغبة الجنسية.وفي بعض الأحيان يأتي الاكتئاب في صورة غير معتادة تشمل مظاهرها زيادة كتلة الجسم (أو وزنه كما يُقال) والإسراف في تناول الطعام والنوم المستمر.ومن علاماته أيضا الاستيقاظ في ساعة مبكرة رغم عدم أخذ قسط كافٍ من النوم،وعدم الشعور بالارتياح عند القيام من النوم.وفي درجاته الشديدة يمكن أن يكون هناك تفكير في الانتحار.
ويجب أن تستمر هذه الأعراض لمدة لا تقل عن أسبوعين حتى تشخص الحالة على أنها اكتئاب نفسي مرضي.
س 164 : ألا يستحسن إخفاء أمر الرقية من السحر عن الناس ؟.
استحسن ذلك كثيرون, وقالوا بأن الأفضل للمسحور عندما يرقي نفسه (بنفسه أو عن طريق راق معين) أن يُخفي ذلك عمن حوله من الناس في حدود الاستطاعة,لأنه لو علم من فعل له السحر بذلك قد يُجدده له مرة أخرى.وهذا من باب الاستعانة على قضاء الحوائج بالكتمان.هذا مع ملاحظة أن المريض يمكن أن يُحصن نفسه بعد الرقية بإذن الله بتحصينات معينة تجعل من الصعب جدا على من يريد أن يجدد له السحر التمكن من ذلك.
س 165 : ما علاقة الوساوس بالاكتئاب ؟.
إذا لم يُشف المريضالموسوس في وقت قصير قد يحدث له اكتئاب.وتقول الإحصائيات أن ثلث المصابين بالوساوس تظهر عندهم حالة اكتئاب،وعند تزايدها قد يكون خطر الانتحار-والعياذ بالله-وارداً.
س 166 :هل من نصائح عامة أخرى للتخلص من الوساوس وللحصول على راحة البال ؟.
1-تعرف جيدا على الوساوس وأنواعها وأسبابها وأعراضها من الأطباء النفسانيين.
2- تجنب القلق والضغوط المستمرة ما استطعت.تعلم طرقاً فعالة في التغلب على القلق والشعور بالطمأنينة ومارس تطبيقاتها واعرف متى تصل إلى الحد المعقول من تحمل الضغوط.
3- تجنب الحزن الشديد وتعلم وادرس طرق السعادة وتطبيقاتها وخذ الأمر بجدية واجعل التعلم للسعادة والتطبيق جزءاً يومياً في حياتك.
4-تجنب الكمالية في الأشياء وارض بما هو أقل من 100 % في الإنجاز أو الترتيب أو التنظيم أو العلاقات مع الآخرين,وتجنب طلب العلاقات المثالية مع الناس وتوقع الكمال فيهم،واقبل منهم النقص والخطأ,واعلم أن الشخصية القابلة للوساوس هي غالبا شخصية كمالية متعبة.
5- غيّر بعض الروتين المتكرر في حياتك.اسلك طرقاً في التجديد،صم يوماً،قم ليلة،سافر إلى بلد،اختل مع الطبيعة، ابدأ هواية،العب رياضة جديدة،انضم إلى مؤسسة اجتماعية تطوعية،البس لباساً مختلفاً،صادق أناساً مختلفين لكن إيجابيين،لا تخرج من البيت يوماً كاملاً إذا كنت تخرج كثيراً أو اخرج منه أكثر من مرة إذا كنت لا تخرج إلا قليلا،اقض ساعة مع نملة وتتبع جهدها وكفاحها وعدم يأسها،اقض يوماً مع أطفال واندمج معهم،خذ إجازة,نم وتمدد إذا كنت لا تنام كثيراً،اقرأ كتاباً جديداً في تخصص جديد.وباختصار افعل شيئاً مختلفاً عن الروتين والتكرار لأن الشخصية القابلة للوساوس تعشق غالبا الروتين.
6-وفّق بين العزلة وكثرة الاختلاط:كثرة الاختلاط مع السلبيين قد تبرمج الإنسان على السلب،بينما العزلة قد تجلب الاكتئاب وتزيد من الوساوس.وفق بين الأمرين بحيث تكون أغلب علاقاتك إيجابية وأن تعرف متى تعتزل وتخلو مع نفسك لتضبط بعض الأمور.
7-ضع لحياتك رسالة عميقة وقوية.سل نفسك:ما سبب وجودي في الحياة ؟ ثم أوجد سبباً قوياً يدفعك فعلاً لتكون موجوداً,وليس هناك سبب في الحقيقة إلا عبادة الله "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدوني".
إذا لم تجب عن هذا السؤال بوضوح فسوف تتعبك أمور كثيرة بالإضافة إلى الوساوس.
8-ضع رؤية واضحة لحياتك.اكتب مخططاتك للسنوات العشر أو العشرين القادمة مثلا.إذا لم تكن تعرف كيف,فاسأل أهل الاختصاص في ذلك حتى تتعلم كيف تخطط لحياتك.
9-التزم بالتحصين الشرعي كل صباح ومساء بالليل وبالنهار,وذلك بقراءة الأذكار والأدعية المناسبة ولكن بدون إسراف,لأن كل شيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده.وإذا قرأت القرآن-كورد يومي-لا تتوقف عند قراءة سورة البقرة فقط تكررها باستمرار,بل أكمل وردك إلى نهاية القرآن الكريم ثم اعد التلاوة من جديد.
س 167 : ما الفرق بين السحر والكهانة ؟.
أما السحر فعبارة عن عزائم ورقى وعقد يعملها السحرة بقصد التأثير على الناس بالقتل أو الأمراض أو التفريق بين الزوجين أو ..وهو كفر وعمل خبيث ومرض اجتماعي شنيع يجب استئصاله (خاصة من طرف حكام المسلمين)وإزالته وإراحة المسلمين من شره.وأما الكهانة فهي ادعاء علم الغيب بواسطة استخدام الجن.قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد :"وأكثر ما يقع في هذا ما يخبر به الجنُّ أولياءَهم من الإنس عن الأشياء الغائبة بما يقع في الأرض من الأخبار, فيظنه الجاهل كشفاً وكرامة.وقد اغتر كثير من الناس يظنون المخبرَ بذلك عن الجن ولياً لله وهو (في حقيقة أمره)من أولياء الشيطان".
س 168 : هل للاكتئاب والحزن نفس المدلول ؟.
إن الاكتئاب"Depression" هو بغير شك أكثر الظواهر النفسية شيوعاً،وأغلب الظن أن أيا منا قد تملكه في وقت من الأوقات شعور بالحزن أو الضيق،أو قد أحس باضطرابات في نمط ممارسته لأنشطته المعتادة كالعمل والنوم وتناول الطعام.إن ذلك في الغالب من علامات الاكتئاب النفسي (ولكن ليس شرطا أن يكون اكتئابا بالفعل).إن مظهر الحزن وحده ليس مرادفاً للاكتئاب في كل الحالات،بل قد تظهر أعراض أخرى مختلفة تخفي هذا المظهر التقليدي للاكتئاب.ومن ناحية أخرى فإن هناك فرقاً بين مشاعر الحزن التي يشعر بها أي منا كرد فعل طبيعي لموقف يتطلب ذلك مثل وفاة عزيز أو التعرض لحادث (وهي مشاعر تدل على الصحة والعافية لا على المرض)،وبين الاكتئاب كاضطراب نفسي مرضي.ولو تم الخلط بين الحزن العادي الطبيعي والاكتئاب فإنه ما من إنسان على وجه الأرض عندئذ إلا ونقول عنه بأنه قد تعرض للاكتئاب,وهذا ليس صحيحا.
س 169 :ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالفوبـيا ؟.
هي كما يأتي:
1-ينتج هذا الخوف عن صراع أو إحباط شديد يسيطر على المريض.
2-ينتج عن حالات معينة تعتري الفرد بحيث لا يستطيع السيطرة عليها.
3-ينتج عن عدم الشعور بالأمان.
4-تحدث حالات الفوبيا بسبب كبت الفرد لما يشعر به.
5-تحدث نتيجة لخبرات الفرد السلبية التي عانى منها في مرحلة من مراحل الطفولة,وتكون هناك علاقة لا شعورية بينها وبين الشيء الذي يخافه.
6-تحدث بسبب القلق والاضطراب النفسي.
س 170 : من يمارس السحر أكثر في العادة : الرجال أم النساء ؟.
النساء –بصفة عامة-أكثر ممارسة للسحر من الرجال,ومنه فإن أغلب السحر يأتي من نساء يعرفن المريض (الشخص الذي يُردن وضع السحر له) أو أهله.ويتم غالبا بدافع الغيرة أو الحسد,ويُصيب السحرُ غالبا نساءً.ويكون الغرض منه غالبا تعطيل زواج أو إفساد علاقة بين زوجين أو من أجل منع المرأة من الحمل أو من أجل ربط الرجل حتى لا يقضي حاجته من زوجته أو ربط المرأة حتى لا يتمكن الرجل من الاتصال بها جنسيا.
س 171 : كيف يتم العلاج من الإصابة بالفوبيا ؟.
يتم بالشكل التالي:
1-معرفة السبب وذلك بواسطة التحليل النفسي الذي يمكنه أن يستخرج المشاعر المكبوتة المتعلقة بالموقف الذي يخاف منه الفرد.وهذه الاختبارات يعرفها الطبيب النفساني وكذا المختصون بعلم النفس.
2-إعطاء الدواء المناسب لتخفيف الحالة بواسطة الطبيب النفساني.
3-الاسترخاء لإزالة القلق والتوتر والاضطراب الذي يعاني منه الفرد.ويمكن أن يتم ذلك مثلا بالجلوس في مكان مريح مع ارتداء ملابس مريحة وترديد جمل وكلمات تضفي الراحة على نفس الفرد المتوتر،أو سماع شيء يعجبه على سبيل المثال مثل سماع صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وهو يتلو القرآن (خاصة السور القصيرة) بحيث تستمر تلك العملية لفترة نصف ساعة أو أكثر يوميا وفي وقت معين.
4-التدريب التدريجي لمواجهة الخوف ويتم بإشراف الطبيب أو الأخصائي في علم النفس الإكلينيكي,وقد تأخذ هذه الجلسات أسابيع،وتستغرق كل جلسة بين النصف ساعة أو أكثر,وتكون أسبوعيا وبشكل منتظم بدون تقطع.فإن شابها التقطع فإنه قد يؤدي إلى صعوبة الشفاء.ويتم ذلك بتعريض المريض إلى الموقف الذي يسبب له الخوف بشكل تدريجي,ويكون ذلك عن طريق مشاهدته فيلما يتضمن هذا الموقف،ثم تعرض له صور عن الموقف، وينتقل الأمر إلى العرض الحقيقي.وينبغي أن يكون المريض بعيدا نوعا ما عن الشيء الذي يخاف منه،ثم يقرّب المريض شيئا فشيئا إلى أن يستطيع التعامل معه بدون خوف.هذا مع الحرص على عدم إجبار المريض على ذلك،
وإنما يتم عن طريق الإقناع والترغيب والتشجيع،مع بقاء المريض في موقع آمن.
س 172 :ما الذي يجب أن يعرف عن الأحلام وعلاقتها بالجانب النفسي؟.
أنبه في البداية إلى أن الأحلام موضوع طويل وعريض لا يمكن أن يُجاب عنه في كلمات قليلة وقصيرة ولا في مقام ضيق مثل المتوفر عندي هنا من خلال هذه الاستشارات البسيطة.كما أنبه إلى أنني هنا أتحدث عن الأحلام لا عن الرؤى الصالحة.
الأحلام عبارة عن مواقف يراها النائم أثناء نومه،وتختلف باختلاف حالة الأفراد النفسية والجسمية وكذا الإيمانية ،وما يتعرضون له من أحداث يومية في مسيرة حياتهم.تختلف الأحلام باختلاف العمر والجنس وطبيعة الحياة التي يمارسونها.وكذلك تختلف نوعية الأحلام،فمنها الوردية ومنها الكوابيس…وغيرها.هناك أحلام تكون منتشرة كثيرا بين الناس كرؤية الحالم نفسه في حالة سقوط أو طيران أو دخول قلاع أو الخروج منها أو الموت أو يرى حريقًا أو يتسلق جبالاً أو يكون في بحر متلاطم الأمواج أو يحضر اجتماعًا أو يشارك في مباراة,أو يصعد سلمًا متعرجًا ولا يستطيع ذلك,أو ينحصر بممر ضيق ولا يستطيع الخروج منه,…وهكذا.وهناك من يرى نفسه في موقف يحاول الهروب من عدو ولكن قدميه تخونانه،كما يرى الطالب نفسه يدخل قاعة الامتحان ولكنه لم يجد قلمًا أو مكانًا له أو لم يعرف الطريق للوصول إلى المكان الذي يريده,وهكذا…وقد يرى الفرد أحلامًا لها علاقة بالمثيرات الخارجية التي تحدث بالفعل أثناء الحلم حول النائم كطرق الباب أو صوت جرس الهاتف أو بكاء طفل,يراها بشكل محرَّف بعض الشيء.وعلى سبيل المثال إن رشَّ أحد (بالفعل) الماء على وجه النائم،فيحلم النائم بأنه واقف تحت خرطوم من الماء أو تحت الشلال,وعندما يسقط الغطاء أثناء النوم ويشعر الفرد بالبرد يرى نفسه بأنه يعوم في الماء البارد. وقد تباينت واختلفت تفاسير الأحلام،كما كثرت الاجتهادات حول تلك التفاسير.تراود الفرد أحلام متنوعة، وتكون أحيانا نتيجة لتجاربه الحياتية التي مرَّ بها:قد تأتي مطابقة للحقيقة أو محوَّرة بشكل مغاير للحقيقة.وقد تكون الأحلام ناتجة عن حاجات لم يستطع الفرد تحقيقها في الواقع،فيحققها عن طريق الأحلام أثناء النوم,مثل المرأة التي تفكر كثيرا في الزواج في النهار لأنها وصلت إلى سن الزواج ولم تتزوج فترى في منامها كأنها عروس تزف إلى فارس أحلام جميل وقوي أو كأن يدها مخضبة بالحناء أو كأن في أحد أصابعها خاتم خطوبة أو … كما تحدث تلك الأحلام عندما يكون الفرد في حالة توتر نفسي أو حالة خدر وارتخاء.والخلاصة هي أن الحالة النفسية تلعب دورًا مهمًّا في تلك الأحلام.
وقد تنقل الحواس الأحاسيس إلى الفكر بشكل يغلب عليه نوع من التضخيم،فنقطة الماء النازلة حقيقة من الحنفية يسمعها النائم-أثناء الحلم-كدقات الطبول أو المدافع.
وتعبِّر الأحلام عن النشاط المخي الحاصل للفرد أثناء النوم،بحيث يكون موضوع الحلم هو تحقيق رغبة،أو تنفيس انفعالات مكبوتة لدى الفرد،وتنبع الأحلام في كثير من الأحيان من خبرات الفرد،ومشاعره،وأفكاره التي تسيطر عليه.وإن تكرر الحلم،فهذا يعني أن الأمر المتعلق بتلك الرغبة أو الموقف أصبح مسيطرًا على الفرد سيطرة تامة.
س 173 : هل للسحر مدة معينة يسري فيها مفعوله ثم يبطل بعد ذلك ولو بدون رقية ؟.
هكذا قال بعضهم,والمسألة من الصعب التأكد منها نظرا لغلبة الظن على الكثير من مسائل السحر والعين والجن بسبب أنها كلها متعلقة بعالم الغيب لا بعالم الشهادة على خلاف الأمراض العضوية المتعلقة بعالم ملموس ومحسوس.يقول هؤلاء بأن المدة التي يستمر فيها مفعول السحر(الحرز)–بدون رقية- تتوقف على بقاء المادة التي كُتب عليها السحرُ,لذا تجد الساحر في بعض الأحيان يضع سحره في علبة من النحاس السميك ويغلفها بالرصاص المصهور حفاظا على مادة السحر من التلف.هذا إذا لم يُرقَ المريضُ أو لم يرقِ نفسَه,أما مع الرقية الشرعية فإن كلَّ سحر يبطلُ مفعوله بإذن الله سواء كان مدفونا في مركز الأرض أو معلقا في السماء أو مغلفا بالبلاتين.
س 174 : هل الصداع أثناء الرقية مع بكاء بدون سبب من أعراض الإصابة بالسحر؟
[COLOR=window****]إذا[COLOR=window****]شعر المريض أثناء الرقية بصداع شديد عند سماعه لقوله تعالى[/COLOR]:"واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان[COLOR=window****]",وبكى أثناء سماعه للرقية وزاد في البكاء وهو في كامل قواه العقلية (بلا سبب وببكاء خارج عن إرادته) فيمكن أن يكون مسحورا,خاصة إذا أعاد الراقي سماع آيات الرقية عدة مرات وفي كل مرة تنتاب المريض حالة من البكاء المتواصل بغير سبب ظاهر,والله أعلم.[/COLOR][/COLOR]
س 175 : ما هي العلامات التي يمكن أن يستدل بها على أن المصاب بصدمة في رأسه يتجه أمره إلى الشفاء ؟.
هناك علامات تبدو على المصاب تبشِّر بأنه يتقدم نحو الشفاء,منها ما يطرأ على المريض من تحسُّن في قصر فترة فقدان الوعي(إذا كان يعاني منها من قبل)،وعودة تكامل شخصيته،واستعادته لثقته بنفسه ،وعودته إلى ما كان عليه من تكيف مع مواقف الحياة وظروف العمل،وشفاء آثار الارتجاج.والحالات الناتجة عن صدمات الرأس تحتاج بشكل عام إلى صبر ووقت،وهو الكفيل بتحسن حالة المريض,كما يحتاج المصاب بذلك إلى رعاية صحية كاملة تتم بإشراف طبيب مختص بالجملة العصبية وأمراض المخ.
|