بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على قائد السالكين ومنهج العارفين ، وبعد :
أستوقفي الزمان لإلقاء نظرة لـ ( رجل ) عظيم ندر مثله في هذا الزمان
رجل أحب الله فزرع الله حبه في قلوب عباده
رجل زاهد عابد واعظ من بقايا السلف .
رجل طلق الدنيا وخافا الفتنا
ولو تكلمنا في هذا الرجل وسيرته ( لطال الوقت وكثرة الصفحات )
وما نقول إلا فيض من غيض ، وشرب من واد ..
إنه شيخ الجنوب والشجرة الخضراء المثمرة في ظل رياح الهبوب
(( احمد الحواشي )) حفظه الله وسدده
.........................
قال السعدي رحمه الله : ((أخبر تعالى أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن, ليتبين الصادق من الكاذب, والجازع من الصابر, وهذه سنته تعالى في عباده؛ لأن السراء لو استمرت لأهل الإيمان, ولم يحصل معها محنة, لحصل الاختلاط الذي هو فساد, وحكمة الله تقتضي تمييز أهل الخير من أهل الشر. هذه فائدة المحن, لا إزالة ما مع المؤمنين من الإيمان, ولا ردهم عن دينهم, فما كان الله ليضيع إيمان المؤمنين، فأخبر في هذه الآية أنه سيبتلي عباده ...)) اهـ
ونقص الأنفس : كما ذكر السعدي أنها فقد الأحباب والأولاد والأصحاب ..
وما أشدها وما أقساها على قلب المرء ..
خاصة إن كانت في ( فلذات كبده ، وابتسامة حياته )
وبالصبر يجنى الثمر
والمحنة إلى منحة وتوفيق وتيسير وسعادة ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( يقول الله تعالى : ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة ) رواه البخاري .
قبضت صفيه : أي أمت حبيبه وصديقة من ولد ووالد وزوجة وو ألخ ..
وفي أشد البلاء كما ذكر في الحديث الأنبياء ثم الأمثل فالامثل
ونسأل الله أن يثبت شيخنا ويربط على قلبه ، ولا يحرمه أجر خالقه
بفقد حبيبه وطفله ( انس ) وحبيبته ( تسنيم )
الذي ألتهم الحريق جسديهم البريئين الطاهرين
بفعل فاعل أو غير متعمد .. الله اعلم .. والتحقيقات في ذلك جارية ..
ولا نملك إلا الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة ..
ونقول بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((اللهم اجعله فرطا" لأبويه وسلفا" وذخرا" وعظة واعتبارا" وشفيعا". وثقل به موازينهما وأفرغ الصبر على قلوبهما ولا تفتنهما بعده ولا تحرمهما أجره ))
ونسأل الله أن يغفر لشيخنا ، ويثبت قلبه ، ويطهره ذنوبه بهذه المنحة بإذن الله
ولا تبخلوا عليهم بالدعاء ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
مع التحية