المؤلفين و التأليف و دور النشر و الطباعة و التوزيع ..(تجربة شخصية)
مقدمة : في هذا الموضوع أردت أن أنقل لكم تجربتي القصيرة مع التأليف , و ذلك عبر تجربتين مختلفتين :
الأولى في كتابي المعنون “150 طريقة ليصل برك بأمك ” و الذي احتفظت بحقوقه دار النشر التي تكفلت بطباعته .
و التجربة الثانية عبر كتابي الثاني ” 800 خطوة لرحلة سياحية ممتعة ” و الذي سوف ينزل الأسواق في الأيام القلائل القادمة ,و آثرت أن أبقي حقوق الملكية و الطباعة لدي . خرجت من تلك التجربتين بفوائد عظيمة , و بتجربة و معرفة كاملة لكافة خطوات التأليف و مصاعبه , حتى بدأت أرى أي كتاب بعين الشفقة و الرحمة . و أتساءل ؟! هل مر هذا الكتاب بكل تلك المراحل؟ و هل كانت الولادة طبيعية أم بعملية قيصرية متعسرة ؟..يحدق فيها الخطر بالأم و الولد .
تنبيه مهم قبل البدء في السرد :
يجب على كل من يريد أن يخوض مثل هذه التجربة أن يمر على دور النشر و التوزيع و المطابع من قبل أن يحدد الطريقة التي سوف ينتهجها في نشر كتابه هل هي عبر حقوق خاصة بالمؤلف أو عبر دار نشر تتكفل بكل شيء إن وافقوا على ذلك.
سلبيات و إيجابيات النشر عبر دور النشر و التوزيع التي تحتفظ بحقوق التأليف كاملة :
السلبيات :
أن دار النشر تحتفظ بحقوق الكتاب مدة طويلة , و بالتالي قد تتعرض الدار لهزات مالية أو أوضاع مختلفة فيموت الكتاب في مهده , أو بعد مدة قصيرة من بزوغ شمسه.
أن بعض دور النشر لديها سلسلة طويلة من قوائم النشر مدرجة حسب الأولويات , لذا فقد يتأخر كتابك إلى سنة أو قريب منها, و بدون أن تستطيع أن تحرك ساكناً.
بعض دور النشر لا يظهرك على نتائج المبيعات و وضع الكتاب في السوق .
تتعامل بعض دور النشر مع مطابع ذات جودة رديئة , فيظهر الكتاب بشكل باهت.
قد يكون لدى دار النشر فريق من المصممين لا يستطيعون أن يُظهر الكتاب بالشكل الذي يرضي طموحك.
قد تتكون دار النشر من دار توزيع ,و لكن دار التوزيع بقدرة أقل أن تنافس في السوق , فلا يصل كتابك إلى كل المنافذ.أو إلى كل المكتبات و أماكن البيع.
قد تحتوي دار النشر و التوزيع على كتب لها أولوية في التوزيع فيضيع كتابك بينها .
قد لا تشارك دار النشر بكتابك في المعارض و الملتقيات المهمة , فليس كل كتاب لديهم يستطيع أن يحقق الفائدة المرجوة منه.
لا تهتم بعض دور النشر بتطوير الكتاب و معالجة الأخطاء , إلا بمتابعة مباشرة من الكاتب.
علاقة القراء مع دور النشر شبه مقطوعة , و وصول آرائهم و مقترحاتهم شبه مستحيلة.
الإيجابيات :
إذا كانت دار النشر و التوزيع ذات سمعة عالية فهي ترفع من أسهم الكاتب بالذات الذي يبني سمعته.
إذا كانت قويه في بنيتها الإدارية فهي تسعى للمحافظة و الرفعة لأسمها و كل ذلك يصب في مصلحة الكتاب و المؤلف.
أن المؤلف لا يتحمل أي تعب أو نصب في الخطوات التي تلي التأليف من فسح و تصميم و صف و ترتيب [ تشترط بعض دور النشر أن يكون الكتاب مصمماً مصفوفاً مستلماً بشكل ملف PDF].
إخراج الكتاب عبر المؤلف و الاحتفاظ بحقوقه كاملة :
السلبيات :
أن المؤلف يتحول إلى إدارة كاملة لمجموعة من الأعمال , التأليف , البحث عن المصممين , البحث عن مراجعين و منسقين للكتاب , إتمام أعمال استخراج رقم الردمك , البحث عن دار طباعة تكون مناسبة و بجودة عالية , البحث عن دار توزيع تقوم بإكمال السلسلة و إخراج الحلقة النهائية.
مبالغ مالية تصرف و لا يعلم هل تعود في وقت قريب أم لا, فالمخاطرة موجودة.
الإحساس بظلم المؤلفين , و أن عملهم غير مقدر , و وجود صدمة تؤثر على الكاتب عندما يرى أن لا مفر من قبضة هؤلاء الشركاء.. المطبعة أو الموزع أو بائع المكتبة.
ايجابيات :
اكتساب الخبرة و التجربة و الكثير من الفائدة.
الاحتكاك مع دور الطباعة و النشر و التوزيع و الإطلاع على عملهم.
حفظ الحقوق للمؤلف يجعله في غاية الراحة , فيستطيع في أي وقت أن يعدل على كتابه , أو أن يبدل دار التوزيع متى مارغب في ذلك.
الإطلاع على مستوى المبيعات للكتاب و بوضوح أثناء مرحلة التوزيع.
ملحوظة : لا يعني ماسبق أن دور الطباعة و النشر و التوزيع التي تعاملت معها في هاتين التجربتين ينطبق عليهم ما ذكرت , و لكن هي خبرة استفدتها بالاحتكاك و معرفة آراء من حولي من الكتاب أو الدور .
فسح و اعتماد الكتاب :
أول خطوة تفتح للمؤلف أبواب النشر هي إدارة المطبوعات بوزارة الإعلام و لقد استفدت من موضوع الأستاذ / صالح الهزاع و الذي أشار إلى خطوات استخرج الفسح قبل طباعة ديوانه الأول في مقال بعنوان “تجربة الإصدار الأول “.
و الخطوات هي :
تزويد إدارة المطبوعات بوزارة الإعلام بنسخة على ورق A4 مخيطة بسلك رابط.
فيتم مراجعتها من قبل مسئولي النشر في الوزارة و بعد أسبوعين أو أكثر يتم إصدار الموافقة أو الرفض للكتاب.
بعد الموافقة يتم توقيع الفسح من مدير الإدارة و تُختم كل صفحة من الكتاب.
هذا فسح ابتدائي يعني الأذن بالطباعة و مطابق للنسخة المرفقة المختومة .
أما الفسح النهائي و الخاص بالتوزيع فيتم بعد أن يطبع الكتاب بعينات بشكله النهائي .
يتطلب منك بعد ذلك أن تذهب به إلى مكتبة الملك فهد و تأخذ الردمك [ موقع مكتبة الملك فهد على انترنيت ] , و لقد أشار الأستاذ قطر عبر موضوع رائع عن فائدة هذا الرقم و محتواه تجده في الرابط التالي [ أضغط هنا ]. و الجميل أن استخراج الردمك لا يستغرق وقتاً كثيراً بعكس فسح الإعلام .
تذهب بالنسخة المختمة والإذن الطباعة إلى المطبعة أو دار النشر.
و تسلم المطبعة أو دار النشر الردمك لكي يضعوه على الصفحة الداخلية الأولى و الغلاف الخارجي.
أهداف المؤلفين :
تختلف أهداف المؤلفين عند رغبتهم نشر كتبهم فمنهم من :
يريد نشر الفائدة .
وبعضهم يسعى لنشر أسمه و تحقيق ربح معنوي .
وآخر يسعى للربح المادي من خلال نشر كتابه التي بذل فيها مجهود خرافي.
و مجموعة أخرى يكون هدفها شامل بعض أوكل ماسبق .
و تحديد الهدف هي نقطة أساس من أجل إتباع الخطوات التي بعدها , ومن أجل اختيار موفق لكثير من الخيارات التي سوف يمر بها المؤلف.
القراء :
على الكاتب قبل أن يبدأ بتأليف كتابه أن يعلم أن القراء أو المهتمين بالكتب ينظرون إلى الكتاب من خلال محاور عدة منها :
اسم المؤلف : فإذا كان مشهوراً فهذا مطلب رئيسي للبعض فيغنيه عن كل شيء سواه .
العنوان : العنوان قد يكون جذاباً أو يحتوي على عنوان ملفت للنظر و يطابق رغبة المشتري .
الإخراج و الغلاف : فهذا له دور نفسي ودفع للمشتري أن يقبل على شراء الكتاب حتى لو لم يعرف الكاتب أو يعجبه العنوان .
الدعاية : قد تكون الدعاية للكتاب من خلال الصحف أو الإعلام بشكل عام مفيدة و جذابة للقراء.
المناسبة و الحدث : إذا كان الكتاب قد وافق حدث معين , أو يعتني بمناسبة خاصة فعند اختيار نشر الكتاب من خلال تلك المناسبة فهذا مدعاة لأن يكون هناك إقبال على الكتاب بشكل لافت للنظر .
المحتوى : قد يكون محتوى الكتاب للبعض دافعاً لشرائه و ذلك عندما يتفحص الفهرس أو بعض الصفحات أو المقدمة والخاتمة .
الإخراج النهائي و المراجعة :
برأيي أن تتم المراجعة بشكل كامل من قبل المؤلف و مختصين آخرين كلاً في مجاله و ذلك عندما ينتهي الكاتب من جميع الجوانب الخاصة بالتأليف بحيث يكون يبدأ المجموعة بالعمل في الجوانب التالية :
مدقق لغوي و إملائي ومعتني بالتحرير العربي : يلاحظ النواقص و الأخطاء ,فمهما كان الكاتب على قدرة في هذه الأشياء فعين الكاتب تغفل عن أخطاءها و يبقى المراجع أكثر قدرة على التنبه على خطأ غيره .
التصميم وإخراج الغلاف : فليس الذي نراه مناسباً لنا في شكله ويوافق معاني مناسبة في أنفسنا هو الذي يناسب الأكثرية من حولنا , أو هو الرائج و المنتشر أو المتبع في السوق . لذا فنظرتنا يجب أن تجمع بين جمال المظهر و نظرة تسويقية تناسب العرض والطلب , فرؤية مصممين آخرين ورؤية الخبراء بالطرق الحديثة المتبعة في السوق أهم و أفضل, وكذلك يجب أن يكون بالحسبان التكلفة المالية التي يحتاجها التصميم والتنفيذ أثناء الطباعة .
الصف و لترتيب الداخلي : فهذا أمر مهم فاختيار نوعية الخط و الحرص على أن يكون مناسباً للقراءة ومريحاً للعين , و أن تكون الهوامش مناسبة في أسفل و أعلى الصفحة وبالأخص من جهة اليمين حيث خياطة الكتاب و ربطه أجزاءه . و أيضاً بروز العناوين ,و اختيار الترقيم ,و رأس الصفحة ,وتذييلها ,والهوامش في كل جانب كل ذلك يجب أن يكون بالحسبان وتحت مراجعة من يعتد برأيهم في هذا المجال .
نوع ألوان الطباعة و الصور الداخلية و التلوين : يعتمد البعض على اختيار الإخراج الرسمي بورق عادي و طباعة غير ملونة , والبعض الآخر يختار الطباعة بورق ملون و خطوط ملونة – يسمى هذا النوع فرز ألوان – و مزين بالصور التوضيحية أو الصور الفتوغرافية.
الطباعة العادية الغير ملونة مفضلة في بعض الأحيان و أريح لعين القارئ و هي أقل تكلفة من الملون بنسبة 30% تقريباً .و البعض الآخر يفضلها ملونة وهو أكثر جاذبية.خاصة إذا كان يحتاج إلى صور توضيحية , أو موجهة لمن يحتاجون إلى طباعة ملونة كأن تحتوي على صور توضيحية أو رسومات مناسبة لمحتوى الكتاب ومن أمثال ذلك كتب الطبخ أو كتب شرح البرامج أو غيرها مما يناسب هذا المجال .
تصميم الغلاف :
عند تصميم الغلاف فيجب أن يتنبه المؤلف إلى أمور مهمة :
أن يكون العقد هو البداية قبل أي عمل , فتحديد السعر , وعدد التصاميم المقترحة , و الشروط التي يراها المؤلف في التصميم .
التصاميم المقدمة من قبل المصمم يجب أن تكون مختلفة إختلافاً جذرياً وليس فقط بالألوان أو تغيير بعض الأماكن في الصورة .
أن يكون التصميم مفتوحاً للتغيير فبعض المصممين يرفض أن يسلم التصميم الخاص بالغلاف مفتوحاً و ذلك من أجل أن لا يتم سرقته أو التغيير فيه , ولكن المطابع تحتاج إلى ضبط أطرافه أو كتابة أسمها على الغلاف أو التغيير عند طبعه عدة مرات.
يشترط بعض المؤلفين أو دور النشر أن لا يكتب المصمم أسمه على الغلاف , أو أن يكتبه ولكن بمبلغ معين .
البساطة هي السمة الأفضل لأي تصميم , وهي الأكثر قبولاً لدى عامة الناس فالحرص عليها تعطي قبولاً للكتاب أكثر .
يختلف المصممين بالمبلغ الذي يتقاضونه من أجل تصميم غلاف الكتاب ولكن الذي أطلعت عليه أنه يبدأ من 300 ريال و ينتهي بـ 600 ريال.
للمصممين نظرة خاصة يجب أن نحترمها و نقدرها , ولكن أيضاً في الجانب الآخر لا يجب المجاملة على حساب الكتاب ,فبعضهم قد يفرض نهجاً أو تصميماً قد يراه مناسباً له , ولكن المؤلف قد لا يرتاح له أو لا يعجبه , فبرأي أن لا يجامل المؤلف غي هذا المجال , ولكن ليترك الحكم لطرف آخر ذو خبره و اختصاص يستشيره في هذا الأمر.
أيضاً مما يجدر ذكره , أن المصمم يجب أن يقرأ الكتاب بالكامل حتى يلم بالعنوان بشكل جيد , فهذا شرط يجب أن يشترطه المؤلف على المصمم .
أيضاً برأيي أن لا يتم عرض أي فكرة على المصمم قد تناسب المؤلف في بداية الأمر ,لأن أهل الإبداع من المصممين قد نحجر عليهم إبداعهم إن قيدناهم بأفكار معينة. وكذلك من الخطأ أن يتم طرح كتاب على المصمم ليشابهه في تصميم كتابه.
من الأشياء المهمة أن يتم كذلك إرسال ملف الخطوط المستخدمة في التصميم وذلك لاستعمالها عند الحاجة .
صف الكتاب و تنسيقه :
في صف الكتاب وتنسيقه و نشره المكتبي يعتمد البعض إما على برنامج word فهو الأكثر شهرة بين عامة الناس , ولكن في أغلب المطابع يعتمدون على الناشر المكتبي InDesign و بينهما فرق شاسع بالنسبة للمطابع , لذا فيجب أن تم تحويل ملف word إلى InDesign عبر برامج التحويل , ولكن يخشى أن يكون هناك خلل و فروقات إن لم يتم مراجعتها قَبل الطباعة. لذا فالمطلوب أن يتم النشر المكتبي على حسب طلب المطبعة فإذا كانوا يعتمدون برنامج InDesign فيتم ذكر ذلك و اشتراطه على من يقوم بصف وتنسيق الكتاب و إخراجه بأن يستخدم هذا البرنامج .
يطلب بعض المؤلفين خطاً خاص لكتابه يكون من تصميم مخرج الكتاب , و هذا إن كان فيه شيء من التميز لكن يحتمل بعض المخاطرة و ذلك أن رؤية المؤلف قد تكون مناسبة له شخصياً و لكن قد تكون مخالفة لأكثرية من القراء , لذا فإن أفضل الخطوط أو أقلها مخاطرة هي الخطوط المعتمدة لدى المطابع .
وأيضاً من النقاط التي يجب أن يتنبه لها أن تكون العناوين بخط يختلف عن بقية الكتاب و أكبر حجماً منه .
كذلك إن وضع نقطة في آخر الجملة يجب أن تكون ملاصقة للكلمة الأخيرة , و ذلك حتى لا تكون النقطة في سطر جديد لو لم يكن هناك مساحة مثال لذلك أنظر إلى هذه الكلمة ” النهاية ” فكتابتها الصحيحة [ النهاية.] وكتابتها الخاطئة [ النهاية .] فالصحيح أنني قد وضعت نقطة مباشرة بعد الكلمة وبدون أي مسافة.حتى تتبعها الكلمة سواءً في آخر السطر أو في أول السطر الجديد . ونفس الشيء للفاصلة يجب أن تكون ملاصقة للكلمة التي قبلها بعيدة بمسافة للكلمة التي بعدها مثال لذلك [ النهاية, والبداية ], و كذلك حرف واو العطف يجب أن يكون لاصقاً بالكلمة التي بعده.
يجب أن يتم إرسال الخط المعتمد ,أو النمط, أو الترويسة للمؤلف من قبل مخرج و كاتب الكتاب, و ذلك حتى يستطيع التعديل عليه أو تغيير بعض المحتوى عندما يريد إعادة طباعته .
مع العلم أن بعض المطابع يستخدمون التصوير في الطباعة فهم يقومون بتصوير النسخة التي جلبتها لهم ثم يصورنها بكاميرات علية الدقة و بعدها يتم نسخها إلى العدد المطلوب.
في الكتب التي تحتاج إلى صور و أيقونات برأيي أن يتم الاشتراط على المصمم بأن تكون الصور غير دارجة بين الناس , و جديدة و مجلوبة من مصادر مفتوحة غير محمية أو مصممة خصيصاً للكتاب , و مناسبة للمحتوى غير غامضة , و الشرط الأهم أن تكون عالية الدقة .
مبلغ الصف و التنسيق يختلف بحسب حجم و عدد الصور و هل الكتاب ملون أو عادي , و هل هي صور مصممة أو مأخوذة من مصادر مفتوحة .
يتم التعامل مع الكتاب مالياً بحسب عدد الملازم التي يحتويها الكتاب , و الملزمة تحتوي على عدد 16 صفحة . تُكون الملازم مع بعضها الكتاب بالكامل, فكتاب يحتوي على أربع ملازم فهو يحتوي على 64 صفحة ,ونجدها دائماً في كعب الغلاف مربوطة كل ملزمة مع الأخرى لتكون الكتاب في النهاية.
الحرص على أن يكون عدد الكتاب من مضاعفات العدد 16 حتى يتم ربطه و تدبيسه أو تشميعه بشكل جيد .
اختيار حجم مناسب من الورق , و هنا يجب التعرف على حجم الورق الموجود في المطابع . فمن المعروف أن حجم ورق التصوير العادي هو A4 و هو المناسب بالغالب في الكتب التي تطبع , و لكن قد يحتاج البعض إلى كتاب بنصف الحجم السابق إذا فإختيارA5 هو المناسب ,و غيره من الخيرات الموجودة في المطابع , و لكن عندما نختار حجماً غير متوفر بالمطابع فإنهم سوف يحسبون القص المهدر على المؤلف .
الطباعة و المطابع :
عدد النسخ التي تريد طباعتها يحددها أشياء عدة منها التكلفة , و عدد صفحات الكتاب , و المقصود من الكتاب , لذا فيجب أن يتم اختيار العدد ليناسب الغرض من النشر.
يقل سعر الطباعة للنسخة الواحدة كلما زاد العدد للكتب المطبوعة, و لكن يجب أن لا نخاطر و نزيد من طباعة الكتاب إلا إذا تيقنا أن العدد سوف ينفذ خلال المدة المخطط لها. فبقاء مجموعة منها قد يضر أكثر .
نوعية الورق المستخدم بالمطابع مختلف و منه اللامع و المطفي و الأبيض و الملون , و الجديد بالأسواق و الذي أرى عليه إقبال أكثر هو الكريم ,و يختلف بدرجاته.
أيضاً هناك نقطة مهمة في الطباعة يعتمد عليه السعر و هو سمك الورق فكلما زادت سماكته كلما زاد السعر , و لكن قد لا نحتاج إلى سماكة عالية في الصفحات الداخلية.و أيضاً قد نحتاج إلى سماكة أعلى في الغلاف .
كتابة عقد مع المطابع يحدد فيه البداية و النهاية للطباعة أمر مهم في سرعة إنجاز المهمة.
سعر الكتاب يعتمد على عدد الصفحات , و نوعية الورق و الغلاف , و حجم الورق المستخدم .
يحسب سعر الكتاب بالملزمة كما ذكرنا من قبل, فعندما يكون لدينا كتاب بعدد 64 صفحة فهو يحتوي على أربع ملازم , و أي زيادة سوف تحسب بعدد ملزمة أخرى فمثلاً 70 صفحة فسوف يؤدي إلى إهدار ورق الملزمة الخامسة وسوف يحسب على المؤلف.
دور الطباعة لا تعتبر المراجعة من متطلباتها لذا فهي توقع العقد مع المؤلف بعد أن يستلم نسخة و يوقع عليها بأنها هي النسخة النهائية .
في دور الطباعة يوجد بالغالب مركز تصميم و نشر مكتبي لتنسيق الكتاب , و يتم التعاقد معهم بشكل مستقل أو تابع للكتاب , و لكن الذي لاحظته أن التصميم و التنسيق للكتاب يأخذ وقتاً أطول في دور الطباعة , لذا فبرأيي أن تبحث عن مصمم و يكون قادراً على صف الكتاب و تجهيزه للنشر بشكل مناسب.
النشر يعني كل مايتعلق بالكتاب منذ التأليف حتى التوزيع , و لقد استفدت من مقال بهذا الخصوص و رابطه تحت هذا العنوان ” نشر الكتب “فالنشر يختلف عن التوزيع , فالتوزيع يعني توزيعه في السوق , و قد يخلط البعض بين النشر و التوزيع.
ذكرنا من قبل أن الكتاب يتكون من ملازم , و الملازم تربط مع بعضها البعض , فبعضها يتم ربطها بالتشميع , و البعض الآخر عن طريق التدبيس , و بعضها بواسطة الخياطة , فالذي عن طريق التشميع فأجواء الخليج قد تكون غير مناسبة , و التدبيس فيه حدة و عدم سهولة في التصفح و الخياطة برأيي هي الأفضل.
بعض دور الطباعة ترسل الكتاب إلى دور طباعة في الخارج و هذا الأمر قد يكلفك الكثير على حسب الجودة و سرعة التسليم.
بعضها يتعاقد مع مطابع محلية و هذا أيضاً يجعل الدقة بتسليم الكتاب ليس بأيديهم.
يجب أن ترى عينة مشابهة لكتابك الذي سوف تطبعه , و أن تكون الطباعة من إنتاج نفس المطبعة.
لكي تبدأ المطبعة بالطباعة فيجب عليك أن تكون قد أنهيت فسح الإعلام و التسجيل الخاص بحقوق لطباعة لدى مكتبة الملك فهد.
يجب أن تكون دار الطباعة موثوقة و إلا فمن السهل أن يطبع مرات عدة و بدون إذنك.
تشترط بعض المطابع كتابة أسمها على الغلاف الخلفي و بعضها يشترط أن لا يكتب إلا على الكتب التي يملكون حقوقها.خاصة المطابع التابعة لدور نشر و توزيع
بالغالب تستلم المطابع الكتاب من المنسق بصيغة PDF جاهزة للطباعة .
و هذا موقع الدار العربية للنشر و التوزيع تضع فيه بعض المصطلحات التي تفيد المؤلفين لتسليم كتبهم للطباعة بشكل مناسب و هذا رابطهم [ أضغط هنا ]
دور النشر :
في دور النشر و التوزيع هناك طرق مختلفة و للأسف أن كل الطرق لا تصب في مصلحة المؤلف و إليكم الطرق التي وجدتها :
أولاً :
أن تقدم الكتاب لدار النشر و التوزيع فيعرض على لجنة متخصصة , فإن نال رضاهم و أعجبهم و وجدوا فيه غنيمة باردة , فسوف يوافقون على طباعته على حسابهم , و يعطون المؤلف 10% من قيمة المبيعات و نسخ مجانية , مع أخذ حقوق الكتاب سنوات عدة تطول أو تقصر . و مع كل طبعة جديدة يتم تسليم المؤلف نسخه المجانية و تصفية المبالغ المستحقة .
أو أن يُقبل الكتاب بمحتواه و لكن يرفض أن يتم طباعته على حساب دار النشر و التوزيع , فهنا يتم طباعته على حساب المؤلف , و يقتسمون قيمة المبيعات بعد الطباعة بينك و بينهم بنسبة من 50 % إلى 55% فهم يضمنون حقهم وأنت وحضك في مقدار الإقبال على كتابك. فيصفي لك بالغالب من 10% إلى 20 تسترد بعد نفاذ كامل الكميات و قد تطول المدة لسنوات عدة.
هناك طريقة أخرى وهي أن يتم طباعته في مطابعهم و التكلفة على حساب المؤلف ,لكن لا يشترط توزيعه عبر وكيل التوزيع لديهم.
الطريقة الأسوأ و هي أن يرفض الكتاب جملة وتفصيلاً , بحيث لا يقبل طباعته أو توزيعه. و بدون أن يبدو أسباب الرفض.
ثانياً : نشر عبر الإنترنيت و هذه الطريقة قد تكون قد بدأت في الانتشار بعض الشيء , و لكن قبول الناس عليها و إقبالهم عليها قد يكون فيه بعض الشيء من الخوف و عدم الثقة , و أفضل ما قرأت هو مقالات الأستاذ شبايك عن النشر الإلكتروني عبر دروسه المجانية لموقع النشر المتخصص LULU , و إليكم العرض الخاص من أستاذنا شبايك لمن يريد أن يستفيد أو يطبع كتبه بشكل مريح و بعيد عن استغلال الدور , و هذا هو رابط صفحة العرض الخاصة بالنشر عن طريق الإنترنيت بواسطة موقع lulu.خاصة أن هذه الدار تطبع على الطلب فلو أردت نسخة أو عدة نسخ لأرسلوها لك بعد طلبك بفترة محددة.
دور التوزيع :
عندما تنتهي من طباعة الكتاب فإنك سوف تبحث عن مسوق لها الكتاب , و لن يكون أمامك إلا طريق من أثنين :
الأول : شركات التوزيع , و هذي أمرها مضحك مبكي فهم يطلبون دراسة الكتاب ومدى فرصة نجاحه التسويقي ,و لا يهمهم الجانب العلمي أو المجهود المبذول فيه فقط يبحثون عن فرصة نجاحه تسويقياً بشكل بحت, ثم إن وافقهم و أستطاع الكتاب أن يسيل لعابهم فهم يتعاقدون معك بعقد مدته سنة أو أقل أو أكثر و يشترطون أن يستلموا بعض النسخ البسيطة ليختبروا الكتاب في السوق و مدى القبول له ,مع شرط آخر و هو أن لا يتم توزيع الكتاب عن أي طريق آخر غيرهم حتى لا يختلط الكتاب عبر مصدريين للتوزيع في السوق فيضيع حقهم , كذلك أن تكون التصفية و الحسابات بعد ثلاثة أشهر أو اقل أو أكثر بحيث يراجعوا حساباتهم فيتموا العقد أو يتراجعوا عنه , كذلك يشترطون نسبة من سعر الكتاب المطروح هي تتراوح بين 45% إلى 55% .فاللهم سلم سلم..
ثانياً : شراء الكتاب عن طريق المكتبات مباشرة : هذا أدهى و أمر ,فالمكتبة تشترط أن تسلمها بعض الكتب – يصل العدد إلى حد لا أستطيع أن أذكره من الخجل – و ذلك بعد أن يتم الموافقة عليه بعد قراءته .و تكون التصفية المالية بعد مدة معينة فإما أن يستمر الشراء أو يتم دفع مبلغ الكتب التي تم شراؤها من قبل الزبائن و تعاد بقية الكتب للمؤلف أي شراء بشرط التصريف . مع خصم 50% كحق توزيع للمكتبة , و بعضها يستلم أقل من ذلك فقد يصل إلى30%.
و تحت هذا العنوان رابط لدور النشر و التوزيع العربية
سعر الكتاب :
كيف تحدد سعر الكتاب بعد الطباعة, و كيف تستطيع أن تحدد القيمة التي يجب أن يأخذها في السوق ,قرأت في هذا المجال أكثر من رأي , فيعضهم يقول : أن الكتب في الغرب تضرب بعشر أضعاف قيمة التكلفة ,أما الكتب العربية و بالخليج العربي بالذات فتضرب في ستة أضعاف , وأما في مصر و بعض الدول الافريقية فتضرب بأربعة و أقل. و لقد سألت صاحب المطبعة فقال إن أغلب المؤلفين يضربون السعر بأربعة أضعاف , و هذا السعر يذهب منه 50 % لدور التوزيع , و 30 % قيمة الطباعة و التصميم و الصف , و يتبقى 20% للمؤلف يضيع 10% بالرجيع من الكتب وقيمة النسخ التي يهديها لمن حوله.
هذه نظرية ليست محددة و لكنها بالغالب تدور الأسعار في فلك هذا الرقم .فحتى عندما يتكفل دار نشر بنشر الكتاب و توزيعه فإنهم يعطون المؤلف 10% مع تصدقهم عليه ببعض نسخ من كتبه .
نظريات القراء في الشراء :
أما القراء فلقد سألت بعضهم : كيف تشترون الكتب؟ , و رأيت بعض البيانات التي تدور في هذا المجال :
فبعض القراء يقول أضع لكل مئة صفحة عشر ريالات , فالكتاب الذي 150 ريال يكون سعره في نظر القارئ 15 ريال .
و البعض الآخر يشتريه و بغض النظر عن سعره إذا كان يخص أحد دور النشر المعروفة .
و البعض الآخر يهتم بالغلاف و الفخامة و نوعية الورق و الكاتب و من ثم يقيمه بسعر يناسب.
الفسح النهائي :
تأخذ ثلاث نسخ من الكتاب بعد الطباعة و تسلمها لمكتبة الملك فهد و من ثم تستلم الرقم النهائي الخاص باردمك.
تذهب إلى إدارة المطبوعات بوزارة الإعلام لتنال فسح الكتاب الخاص بالتوزيع و ذلك بعد أن تأخذ معك الرقم النهائي لمكتبة الملك فهد الخاص بالردمك ,مع العلم أن إدارة المطبوعات بوزارة الإعلام يستلمون عدداً من النسخ المطبوعة و من ثم يتم مطابقتها من النسخة الأصلية التي ختمت من قبل ,ثم بعد الموافقة تعطى الفسح النهائي و الذي سوف تشترط دور التوزيع على إحضاره من أجل توزيع الكتاب.
ملحوظة : الفسح الذي استلمته من الإعلام هو لطبعة واحدة فقط و عندما تريد أن تطبع طبعة أخرى إما بتعديلات أو ببعض التغييرات فيستوجب ذلك أن تستخرج فسح آخر و أعتقد أنه أقل زمناً من الأول.
قبل الهاية : هذا برنامج شجري قد يكون مناسباً لمن يريد أن يخطط لمراحل التأليف حتى مرحلة التوزيع ” التوزيع الشجري للتأليف “
في الختام : آمل أن أكون قد أفدتكم عن تجربتي البسيطة..و هي تجربة عرضت فيها أيضاً رأيي الشخصي و هي قابلة للصواب و الخطأ و قابلة للتغير من بلد إلى بلد و من زمن إلى زمن آخر..
|