لكي يستمر الحب متوهجاً .. لا تسامحي زوجك ولا تغفري له أخطاءه دائماً .. ؟؟
العلاقة الزوجية هي أكثر العلاقات الإنسانية تشابكاً وتعقيداً واكثرها قدسية واحترام فهي علاقة إلهية يباركها الله ويحرسها بحراستها وعنايته سبحانه ، لذا تحتاج هذه العلاقة لاستمرارها لمهارات خاصة يتمتع بها كلا الطرفين للحفاظ علي استمراريتها رغم الأخطاء .
فليس من المهم وجود أخطاء لكن المهم هو كيفية التعامل مع هذه الأخطاء فرغم الأقوال الشائعة بأن علي المحب الحقيقي أن يغفر كل شيء ويسامح الحبيب علي الأخطاء التي يرتكبها, فإن هذا ليس رأي آخر الدراسات التي تناولت الثمن الذي قد تدفعه العلاقة بين الشريكين جراء غفران أحدهما لزلات الآخر.
غضب قصير :
ففي هذه الدراسة التي قدمت في المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لعلم النفس في أورلاندو تبين أن مناقشة صريحة مفعمة بالغضب - قصير الأمد- تقدم للعلاقة بين الزوجين علي المدي الطويل فوائد أفضل بكثير مما تقدمه المسامحة والغفران.
هذا ورغم النزعة الشائعة في علم النفس في الفترة الأخيرة والقائلة بأن المسامحة واللطف والتفكير الإيجابي قد يجعل المحبين يتغلبون علي الصعاب في علاقاتهم إلا أن الدكتور جايمس ماك نالتي يري الموضوع من زاوية مختلفة كنت أجد أدلة باستمرار تشير إلي أن الأفكار والتصرفات التي يقوم بها البعض بهدف أن يصلوا إلي حالة أفضل تؤدي عكس مفعولها - أي الحالة الأسوأ, وغالبا هؤلاء الأشخاص هم الأكثر حاجة لمساعدتنا.
لذلك سعي الدكتور ماك نالتي إلي معرفة مدي التأثيرات الإيجابية الفعلية لهذه الطريقة في التفكير علي العلاقة بين الشريكين من خلال مراجعته لمجموعة من الدراسات الحديثة والتي وجد من خلالها أن المسامحة قد تؤدي إلي تأثيرات سلبية غير مرغوبة علي هذه العلاقة.
إذ يذكر الدكتور ماك نالتي: نمر جميعنا بأوقات يؤذينا فيها الشريك بشكل أو بآخر, فقد يكون غير مسؤول ماديا أو لا يدعمنا عندما نكون بأمس الحاجة إليه أو حتي قد يخوننا, وفي هذه الظروف نتساءل ما إذا كان يجب علينا أن نسامح شريكنا أم أن نغضب ونتمسك بهذا الغضب.
وقد أشار الدكتور ماك نالتي حسب مجلة "نصف الدنيا" إلي أن عوامل كثيرة تلعب دورا في التأثيرات السلبية للمسامحة علي العلاقة, منها تكرار وشدة الأذية التي يسببها الشريك ومنها النضج النفسي لديه ودرجة وعيه, إذ يذكر الدكتور الاقتناع بأن الشريك يسامح يقود الأشخاص اللطيفين إلي محاولة عدم الإساءة إليه مجددا والأشخاص المسيئين إلي الإساءة إليه مجددا.
بالإضافة لذلك فإن الغضب يلعب دورا مهما في الإشارة إلي الطرف المسيء بأن سلوكه ليس مقبولا: إن كان بمستطاع الشريك أن يحل المشكلة التي قد تستمر وتؤثر علي العلاقة في حال لم يفعل شيئا حيالها, فلعله من المفيد تأجيل المسامحة وإظهار الغضب إلي حين.
مرونة الموقف :
ويشير هذا العمل - وفقا للباحث الرئيسي- إلي أنه علي الناس أن يكونوا مرنين في كيفية تعاملهم مع المشاكل التي قد تظهر في مسيرة علاقاتهم العاطفية, إذ يقول الدكتور: ليس هناك رصاصة سحرية أو طريقة واحدة للتفكير خلال العلاقة, فتبعات أي قرار نتخذه في أي موقف يواجهنا خلال علاقاتنا يعتمد علي الظروف المحيطة بذلك الموقف.
إذن النصيحة التي تقدمها الدراسة أنك في المرة القادمة التي تختلف فيها مع شريك حياتك, تشاجر معه وعاقبه قليلاً بدل أن يرق قلبك وتسامحه بسرعة لكي تستمر علاقتكما كما يجب.
سهير موظفة تقول: هذه الدراسة قريبة إلي واقع الحياة اليومية علي الرغم من أنه يبدو أن العكس هو السائد ولكن في حقيقة الأمر أن المرأة قد توهم زوجها بأنها قد غفرت له ذنبه في أي جرم تجاهها أو اتجاه أسرتها ولكنها في الحقيقة قد تتناسي ولكنها لا تغفر في داخلها أي موقف سواء بخل مادي من الزوج أو عمل علاقة مع امرأة أخري أو سلوك ما نحو أقاربها وأهلها وتتذكر دائما مشاعرها وردود أفعالها نحوه في هذا الموقف حتي إذا ما تكرر منه مرة أخري تتصرف بناء علي أحاسيسها هذه إذا ما تكرر السلوك نفسه من زوجها ويمكن أن تتحدث إليه عن مواقف افتراضية لآخرين مروا بموقف مشابه وهناك من غفرت وندمت وهناك أيضا التي لم تغفر وبالتالي كان لهذا الأمر أثر علي سلوك زوجها نحوها الذي حرص علي عدم تكرار خطئه وإظهار اكتراثه برد فعلها.
وتقول مها 42 سنة متزوجة: الحياة الزوجية مليئة بالخلافات اليومية التي يجب التغاضي عنها معظم الأحيان لكن إذا كانت هذه الخلافات تمس كرامة الزوجة أو تكون سببا في إهانتها فلابد إذن من التوقف لفترة حتي يعرف كل منهما قدره عند الآخر وحتي لا يستمر مسلسل الإهانات والتجريح بين الطرفين ويفقد كلاهما احترام الآخر مما يصل بالحياة الزوجية إلي حائط سد لا يمكن تخطيه بعد ذلك وأفضل دائما أن تكون الزوجة من الحكمة بحيث تصون كرامتها دون الدخول في نقاشات حادة مع الزوج.
خلاف ونقاش :
أما عبير آنسة فتقول يتوقف ذلك علي ثقافة الزوجين واتفاقهما قبل الزواج بحيث يجب أن يتفقا علي أن الخلافات يجب أن تحل بينهما بالنقاش الهادئ ولو حدث مثلا ونظر الزوج إلي أخري فيجب علي السيدة أن تناقشه ولكن بدون عصبية وأنا هنا أكون لم أغفل الموقف أو الخطأ الذي قام به الزوج وأظهرت له أن لدي موقفا ضد هذا التصرف وفي الوقت نفسه لم أخسر أسلوب التفاهم بيننا والأمور لم تتفاقم.
ويتفق معها علي متزوج فيقول أفضل أن تبادر زوجتي إذا ما أخطأت بفتح الموضوع معي ولا تظل صامتة وشايله في نفسها وفي نفس الوقت لا تظل تعيد الأخطاء القديمة كلما قمت بخطأ وتتذكرها لي وترددها علي مسامعي في كل مرة يحدث فيها خلاف ولكن من الأفضل أن تصارحني بهذا الخطأ ونتناقش فيه بهدوء دون شجار أو دون أن نصل إلي عدم الاحترام في التعامل والنقاش.
أيضا تشاركنا بالرأي د. مني أبو طيرة أستاذ علم النفس بآداب عين شمس فتقول: فكرة التعامل مع أخطاء الزوج سواء بإهمالها أو التركيز عليها تتوقف علي نقطة أساسية تبدأ منذ بداية التقدم للزواج ألا وهي أننا عند الاختيار للزواج لا بد أن يكون تعاملنا مع أخطاء زوج المستقبل ليس علي فرضية تغييرها لأنها لن تتغير وبالتالي يصبح استقرار الزواج قائما علي كيفية التعامل مع هذه الأخطاء سواء بتقبلها أو بمحاولة إيجاد أساليب للتعامل معها ومن أمثلة ذلك الفتاة التي تري فيمن تقدم للزواج منها أنه بخيل فتقول معي أنا لن يكون بخيل وهذا غير صحيح لأنه سيكون بخيلا ماديا وفي مشاعره أيضا بينما نجد واحدة أخري تتعامل مع هذه المشكلة بشكل أكثر واقعية
فتقول: إن لديها دخلا ماديا مناسب وسوف تتقبل هذا العيب إذن المهم أن كل واحدة تكيف نفسها مع عيوب زوجها ففكرة أننا نغفل الأخطاء والعيوب خطأ ولا نأمل في تغييرها ولكن ماذا سنفعل معها ومثال آخر فتاة تقول علاقته بأمه علاقة قوية لكن عندما أدخل حياته سوف أعرف أغيرها وواحدة أخري تقول سوف أكون أقرب لأمه منه وبالتالي سوف أكسبها لصفي وتضيف د. مني أبوطيرة إن الشخصيات مختلفة ومتباينة وهناك من يقبل زوجا بعيوب معينة وأخريات يرفضن تلك العيوب ويكن علي استعداد لتقبل نوعية أخري من العيوب بحيث يتوافق ذلك مع شخصياتهم..
وتري د. مني ضرورة أن تطول فترة الخطبة ولا يكون هناك استعجال علي إتمام الزواج فالسنة الواحدة غير كافية وتضيع غالبا في الترتيب وشراء الجهاز ويكون التركيز فيها علي الماديات أكثر من العلاقة التي سوف تكون بين الطرفين وتقول أنا ضد منع الفتاة وخطيبها من الخروج معا فلابد من استغلال فترة الخطوبة في دراسة بعضهما البعض وإذا لم تخرج معة فهي هنا سوف تراه في مكان محدود ومرسوم وسوف يغفل أشياء كثيرة لابد أن يكون هناك مجال أكثر للتعارف والخروج سوف يتيح للفتاة أن تري خطيبها وآراءه وأفعاله مع أهله وأصدقائه وآخرين وهي هنا سوف تري شخصيته الحقيقية ولا تقل فترة الخطبة عن عامين لأن الشخص لن يستطيع أن يتجمل لفترة طويلة وتضيف أن الأشياء التي سوف تجد بعد الزواج سوف تكون بسيطة ويسهل التعامل معها وأي معاشرة بين الزوجين في السنة الأولي إلي سنتين سوف تحتاج إلي فترة معاناة حتي يتم تطبيع وتكيف كل منهما علي الآخر حتي إذا كانا يعرفان بعضهما البعض جيدا قبل الزواج لأن الحياة في منزل واحد والحياة المشتركة والمسئوليات تفرض بالضرورة مواجهة بعض المشكلات التي تدخل في نطاق السواء والمشكلات الطبيعية في هذه المرحلة وبالتالي علينا ألا نفزع من ظهور تلك المشكلات في السنوات الأولي من الزواج علي أن يتم التعامل معها بحكمة وفهم وتقبل وإدراك أنه يمكن تجاوزها بقدر من الصبر وحسن المواجهة.
أخطاء بسيطة :
أما رغداء السعيد مدربة المهارات البشرية فتشير إلي أن هناك أنماطا من شخصيات النساء لا تستطيع أن تتغاضي عن الأخطاء حتي وإن كانت أخطاء بسيطة وتقول هذا النمط يجعل الزوج يتمادي في أخطائه بسبب المشكلات ويجعله يعلق أخطائه علي شماعة النكد الزوجي الدائم وأن هذا يكون مبرره للأخطاء التي يقوم بها وهناك نمط آخر من السيدات أكثر تعقلا وهن من يتحدثن في الأشياء أو الأخطاء الكبيرة والمصيرية فقط وهناك نمط ثالث ما بين الأكثر عقلا والسلبية وهي تنظر لأخطاء الزوج من منطلق دعيه يفعل ما يشاء مادام لا يؤثر علي حركة الحياة الطبيعية في المنزل وهي هنا تداري علي المشكلات بمنطق دعي المركب تسير.
وتضيف: في كل الحالات هناك طباع لا تتغير في الرجل وكلما كان النكد أو المناقشات حول هذه الأخطاء أقل أعطت قيمة للنقاش عندما تحدث مشكلة تستحق عنها وقفة وهذا يشعر الرجل بأن الموقف مختلف وبالتالي يكون هناك نسبة تقدير للموقف من الرجل في هذه الحالة.
وتنصح رغداء السعيد السيدات بضرورة اختيار الوقت المناسب للخناقة الزوجية ولذلك تنصح بالابتعاد عن التوقيت الذي يكون فيه الزوج عائدا من العمل أو السفر أو مشوار بعيد فقد يحدث عند دخول المنزل يجد الزوجة في حالة غضب لأن الغضب في هذا التوقيت سوف يجعله أكثر غضبا بسبب إرهاقه.
وتضيف: وقد تبرر بعض الزوجات ذلك بأنها محتملة الكثير وتريد إفراغ ما بها من شحنة غضب ولا تستطيع الانتظار وهنا نرد عليها ونقول إذا كان لديك حق في موقفك وبدأت الموضوع بغضب وانفعال فأنت لن تأخذي أي حق أو باطل إنما إذا انتظرت الوقت المناسب الذي يكون فيه الزوج في حالة هدوء ومستعدا للكلام فابدئي كلامك بأن تقولي له عايزة أتكلم معاك في موضوع مهم وأنا بقالي فترة أريد الحديث ومنتظرة الوقت المناسب في هذا الوقت هذا الكلام أو التمهيد يكون بمثابة فتح باب للتواصل واستعداد الزوج للاستماع لك وإنما إذا بدأت الموضوع بالغضب فذلك سوف يقفل باب الحوار الهادئ ولن تصلي إلي نتيجة.
أنت مخطيء :
وتضيف عندما يكون الزوج مخطئا في شيء ما لا تبدأي حديثك معه بكلمة أنت مخطئ علي سبيل المثال عندما تكونان عائدين من مشوار ما وحدث حادث هو المتسبب فيه يفضل استخدام كلمات مثل حصل خير وفداك ومعلش وبعدها يمكن أن تقولي له بس أنت عارف لو كنت تفاديته بالطريقة الفلانية كان يمكن تفادي هذا الحادث في هذه الحالة يكون حدث لك إشباع للكلام الذي تريدين توصيله له وفي الوقت نفسه يكون قد استمع هو لك وأي زوجة تريد أن تخبر زوجها بأي
شيء من المهم اختيار الطبق الذي تقدم فيه الكلام .
وتنبه رغداء السعيد إلي أن هناك أخطاء كبيرة لا يمكن السكوت عنها مثل أن يكون الزوج له علاقة بسيدة أخري وتقول لابد أن تكون حجتك قوية وأن تستخدمي كلمات تقال في هذا الموقف مثل أنت عندك بنات حرام هذا التصرف هل تري أن هذا التصرف صحيح واحدة أخري كان يمكن أن تتصرف تصرفا آخر مجنونا ولكني باقية عليك وفي الوقت نفسه لا تنصح رغداء باستخدام كلمات مثل هل أنت صغير علي هذا الكلام أنا سوف أفضحك أخبر كل الناس سوف أترك المنزل أو أريد الطلاق وتضيف السكوت غير مفضل في هذه المواقف لأنه قد يتمادي في تصرفه ولكن لا بد أن نتناول الحديث معه من منطلق الحفاظ علي الأسرة