02-08-20, 01:51 AM
|
|
رد: مقالات ومآلات....
الأسلوب التربوي غير
➖ المباشر ➖
اسلوب الإيحاء
▪ المربي الذي يريد أن يعلم أبناءه العفاف والأمانة
لا يقول لهم لا تسرقوا، بل يقول لا تضعوا أحدً
يسرقكم! على حسب قول أحد المربين.
▫ربما كان المقصد من هذا الإيحاء أو التوجيه غير
المباشر بالاشارة إلى ما يراد من الشخص المقصود
بهذا التوجيه هو السلوك اي التوجه نحوه (الدفاع أو
الحذر والتاهب، الوعي وعدم الغفلة اي اليقظة)
وليس التركيز إلى الشئ المشار إليه مباشرة
اي السرقة بذاتها.
▫ وقد يكون هناك تشابه في موقف سيدنا يعقوب
عليه السلام الذي تم ذكره في أحسن قصص القرآن:
((وأخاف ان يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون)).
فلم يقل لهم لا تؤذو يوسف لكنه قال لهم وأخاف عليه
أن يصيبه الأذى من الذئب (تخصيص وترسيخ في
الذهن وهو يعلم أن الذئب لن يأكله) وأنتم عنه
غافلون ومنشغلون.
وإن كانت واو العطف تشير إلى مخاوف أخرى إلا أنه
خص ما يريد توصيله إلى أذهانهم وخطتهم.
فلما القو اي غيروا خطة قتله تحت إصرار ومعارضة
من أخيه انتقلوا الى الخطة الأخرى "ب" ولم يجدوا
أنسب مما "أوحى" إليهم أبيهم وهي مخاوفه من
الذئب فلما عادوا قالوا له ما كنت تخشاه حدث
فقد أكله الذئب في غفلة منا وها هو الدليل.
وعندها قد يكون تيقن من أنهم ابتلعو الطعم لما جاءو ا
بدم كذب ومسرحية عشاءا يبكون. لذلك لم ييأس من
طلب البحث عنه ((يا بني اذهبوا وتحسسو من يوسف
وأخيه)) اي لا زلت لا اصدق فريتكم.
▫ بعض الابناء للاسف يستهينون بذكاء وتجارب آبائهم
عندما يكبرون فيعتقدون أنهم لا يفهمون وهذا
ما يؤلمهم أكثر.
▫ ويبدوا أن الناس في زمن سيدنا يعقوب كانت تعيش
في أمن وسلام الا من بعض الخوف من الذئاب
على الضعاف.
▪ هناك أيضا محاولة توصيل انطباع بحسن الظن
من أبيهم تجاه أبناءه ربما أملا في تغيير مسار
خطتهم (فضلا عن أمور تربوية أخرى تستحق
الاستنباط) وقد عزمو إخوة يوسف الا يتركوه في
حضن أبيه آمنا بعد أن راودوه عليه طويلاً وتأكد من
غرض إصرارهم وهو نبي يعلم من الله مالا يعلمون.
((قَالُواْ سَنُرَٰوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَٰعِلُونَ))
▫ وبتلك الطريقة الآنفة الذكر لا يتم غرس البغض أو
الحقد في قلب من يراد توجيه التربية إليه أو ليتم
حتى تخفيف الكامن منه في الصدر.
فعدم الحكم على الأفعال قبل تمامها وإن كنا نعلم
عزم الشخص الذي يريد القيام بها يعتبر من
أساس العدل.
فالناس لا تحاسب بالنيات إن لم يصدقه أفعالها
المتعمدة. أما علاج ذلك الحذر واليقظة اي إتخاذ
الاحتياطيات.
▫ ومن حكمة النملة في الحكم على الأشياء أن قالت
(( لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون))
هنا العذر مقدم على الفعل المرتقب وهذا فيه رسالة
ايحائية بأنه حتى لو حدث فليس مقصوداً منهم.
(إنه من ارقى صور للعدالة يمارسه مخلوق اي
البحث عن الدوافع قبل وقوع الحدث وارجاعه إلى
الإحتمال الأرجح وهو صغر حجم النمل وتواجدها
على الطريق).
فالنركز في "وهم لا يشعرون" و "وانتم غافلون"
الدفاع عن النفس
▪ فقياسا على القول السابق ذكره للاستاذ المربي
"السكاكيني" نقول: لا يكفي ان تقول لشخص لا
تقتل أحدا ولكن قل له أيضا لا تضع أحدا يقتلك.
اي لا بد أن يتعلم كيف يدافع عن نفسه بيقظة
وإعداد بكل ما يستطيع. فحتى الديكة تُعلم صغارها
ذلك عمليا اضافة الى الغريزة، وهذا بتعاملها معها
بطريقة تختلف عن تعامل الأم التي لا تألوا هي
الأخرى جهداً وشراسة للدفاع عنهم. وإن فهمها
البعض بأن ذلك قساوة منها للطبيعة الذكورية اي
الديكة وانانية منها تجاه صغارها، فمن الرحمة
أيضا ان تقسو أحيانا.
▪ ومن صور توصيل رسائل تربوية غير المباشره قصة
الحسن والحسين رضي الله عنهما مع الرجل المسن
الذي كان لا يحسن الوضوء. ويمكن البحث عنها في
الشبكة العنكبوتية.
مشهد استدلالي
▪ شيخ بوسني قال يوما لإذاعة هولندا من هلفرسون:
كنا نمتنع شراء بنادق اللعب لأطفالنا خشية أن يتعلموا
العنف، بينما الصرب كان من عادتهم أن يضعوا سكينا
تحت فراش الطفل عندما يولد ويقولون له غدا ستقتل
بها مسلما!
الخُلاصة
▪ وبالتالي إن أراد مجتمعا ما, أن لا تتكرر فيه مجزرة
حدثت فيه من قبل، لا يكفي أن يُعلم أبناءه مبادئ
السلام فحسب، بل ومبادئ الدفاع عن النفس
الرادع أيضا.
كالشخص الذي يتعلم بعض العاب القوة للدفاع عن
نفسه لا سيما المرأة وفي نفس يتعلم أيضا أن لا
يستخدم مهاراته في الاعتداء على الآخرين.
▫ او كما يقول الرئيس البوسني الأسبق "عزت
بيغوفيتش": المجزرة التي لا تُنسَى لا تتكرر.
.................
راجي
التوقيع
|
(اللهم انك عفو تحب
العفو فاعفو عنا)
|
|