الحمد لله الذى أذهب عنا الطاغوت... لقد ذهب فرعون.. الحمد لله على نعمته التي لا تحصى... نشكر فضله وتوفيقه وجوده وكرمه ورحمته واحسانه.. الحمد لله الذى خلصنا من هذه الفئة الظالمة الطاغية الباغية المجرمة . اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه يا كريم..وجنب بلادنا وبلاد المسلمين الفواحش والفتن ما ظهر منها ومابطن..وارضى عنا يا رب العالمين
من أسرار اللغة العربية وبلاغتها( 13 )
نقلا عن كتاب فقه اللغة وسر العربية وكتاب سحر البلاغة وسر البراعة تأليف الإمام اللغوى أبى منصور عبد الملك بن محمد الثعالبى رحمه الله ( 350- 430 هجرية )
وموضوعاتها :
1- فصل في إقامة العم مقام الأب والخالة مكان الأم
- قال الله تعالى حكاية عن بني يعقوب: "أم كُنْتُم شُهَداءَ إذ حَضَرَ يَعقوبَ الموتُ إذ قال لِبَنيه ما تَعْبُدونَ من بَعْدي؟ قالوا نَعْبُدُ إلهَكَ وإله آبائكَ إبْراهيمَ وإسْماعيلَ وإسحاقَ"، وإسماعيل عم يعقوب فجعله أبا.
وقال في قصة يوسف: "ورَفَعَ أبَويه على العرشِ" يعني أباه وخالته، وكانت أمه قد ماتت فجعل الخالة أماً.
2- (تابع) في سائر الأوصاف والأحوال المتضادة (يستكمل فى الحلقة القادمة باذن الله)
(في تَفْصِيلِ الخَالِصِ مِنْ أشْيَاءَ عِدَّةٍ)
الرَحِيقُ الخَالِص مِنَ الشَّرَابِ
اللَّظَى الخَالِصُ مِنَ اللَّهَبِ
النُّضَارُ الخَالِصُ مِنْ جَوَاهِرِ آلتِّبْرِ والخَشَبِ ، عَن اللَّيثِ
اللُّبابُ الخَالِصُ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَكذَلِكَ الصَّمِيمُ.
(في التَّقْسِيمَ)
حَسَب لُبَاب
مَجْد صَمِيم
عَرَبيّ صَرِيح
سَمِعْتُ أبا بَكْرٍ الخُوارَزْميّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الصَّاحِبَ يَقُولُ في المُذَاكَرَةِ: أَعْرابيّ قُحّ
ذَهَبٌ إبرِيزٌ! وكِبْرِيت . وهُوَ في رَجَزٍ لِرُؤْبَةَ بنِ العَجاجِ
مَاء قَرَاح
لَبَنٌ مَحْض
خُبْزٌ بَحْت
شَرَاب صَرْد،
دَم عَبِيطٌ
خَمْرٌ صُرَاحٌ ،
(يُنَاسِبُهُ)
نُقَاوَةُ الطَّعَامِ
صَفْوَةُ الشَّرَابِ
خُلاصَةُ السَّمْنِ
لُبَابُ البُرِّ
صُيَابَةُ الشَرَفِ
مُصَاصُ الحَسَب.
(في مِثْلِهِ)
مَارِج مِن نارٍ إِذا كَانَتْ خَالِصَةً مِنَ الدُّخَانِ
كَذِب سُمَاقٌ وحَنْبَرِيتٌ إِذا كَانَ خَالِصاً لا يُخَالِطُه صِدْق.
(يُقَارِبُ مَا تَقَدَّمَ في التَّقْسِيمِ)
مَاء مُصَفَّق
شَرَاب مُرَوَّقٌ
كَلاَم مُنَقَّح
حِسَاب مُهَذَّب.
(يُنَاسِبُهُ في اخْصِاصِ الشيْء ِبِبِعْض مِنْ كُلِّهِ)
سَوَادُ العَيْنِ
سُوَيْدَاءُ القَلْبِ
مُحُّ البَيْضَةِ
مُخُّ العَظْمِ
سُلافُ العَصِيرِ
قُلْبُ النَّخْلَةِ
لُبُّ الجَوْزَةِ
وَاسِطَةُ القِلاَدَةَ.
(في تَفْصِيلِ الأشْيَاءِ الرَّدِيئَةِ)
الخَلْفُ القَوْلُ الرَّدِيءُ
الحَشَفُ التَّمْرُ الرَّدِيءُ
السَّفْسَافُ الأمْرُ الرَّدِيءُ
الهُرَاءُ الكَلامُ الرَّدِيءُ
(فِيمَا لا خيْرَ فِيهِ مِنَ الأَشْيَاءِ الرَّدِيئَةِ والفُضَالات والأثْفَالِ)
خُشَارَةُ النَّاسِ
خَشَاشُ الطَّيْرِ
نُفُايَةُ الدَّرَاهِمِ
قشَامَةُ الطَّعَام
حُثَالَةُ المائِدَةِ
حُسَافَةُ التَّمْرِ
عَكَرُ الزَيْتِ
رُذَالَةُ المَتَاعِ
غُسَالَةُ الثَيَابِ
قُمَامَةُ البيْتِ
قُلامَةُ الظُّفْرِ
خَبَثُ الحَدِيدِ.
(أَظُنُّهُ يُقَارِبُهُ فِيمَا يَتَسَاقَطُ وَيَتَنَاثَرُ مِنْ أشْيَاءَ مَتَغَايِرَةٍ)
العُصَافَةُ مَا يَسْقُطُ مِنَ السُّنْبُلِ كالتِّبْنِ وغَيْرِهِ
المشَاطَةُ ما يَسْقُطُ مِنَ الشَّعْرِ عِنْدَ الامْتِشَاطِ
البُرَايَةُ مَا يَسْقُطُ مِنَ العُودِ عِد البَرْيِ
الخُرَاطَةُ مَا يَسْقُطُ مِنْهُ عِنْدَ الخَرْطِ
النُّشَارَةُ مَا يَسْقُطُ مِنَ الخَشَبِ عِنْد النَّشرِ
النُّحَاتَةُ مَا يَسْقُطُ مِنْهُ عِنْدَ النَّحْتِ
(في مِثْلِهِ)
بُرَايَةُ العُودِ
بُرَادَةُ الحَدِيدِ
قُرَامَة الفُرْنِ
قُلاَمَةُ الظُّفْرِ
سُحَالَة الفِضَّةِ والذَّهَبِ
مُكَاكَةُ العَظْمِ
فًتَاتَةُ الخُبْزِ
حُثَالَةُ المَائِدَةِ
(في تَفْصِيلِ أسْماءٍ تَقَعُ عَلَى الحِسَانِ مِنَ الحَيَوانِ)
الوَضَّاحُ الرَّجُلُ الحَسَن الوَجْهِ
الغَيْلَمُ والغَانِيَةُ المَرْأَةُ الحَسْنَاءُ
المُطَهَّمُ الفَرَسُ الحَسَنُ الخَلْقِ
(في تَرْتِيبِ حُسْنِ المَرْأَةِ)
إِذا كانَتْ بِهَا مَسْحَة مِن جَمَال فَهِيَ وَضِيئَة وجَميلَةٌ
فإذا أشْبَهَ بَعْضُهَا بَعْضاً في الحُسْنِ فهِي حُسَّانَة
فإذا اسْتَغْنت بِجَمَالِهَا عَنِ الزِّينةِ فَهِيَ غَانِيَة ( فى مصر لها معنى آخر)
فإذا كانَ حُسْنُهَا ثَابِتاً كأَنَهُ قَدْ وُسِمَ فَهِيَ وَسِيمَةٌ
فإذا قُسِمَ لَهَا حَظ وَافِر مِنَ الحُسْنِ فَهِيَ قَسِيمَة
فإذا كانَ النَّظَرً إِلَيْهَا يَسُرُّ الرُّوعَ فَهِي رَائِعَةٌ
فإذا غَلَبَتِ النِّسَاءَ بِحُسْنِها فَهِيَ بَاهِرَةٌ.
(في تَقْسِيمِ الحُسْنِ وشرُوطِهِ)
الصَّبَاحَةُ في الوَجْهِ
الوَضَاءَةُ في البَشَرَةِ
الجَمَالُ في الأَنْفِ
الحَلاوَةُ في العَيْنَيْنِ
المَلاحَةُ في الفَمِ
الظَّرْفُ في اللِّسَانِ
الرَّشَاقَةُ في القَدِّ
اللَّبَاقَةُ في الشَّمَائِلِ
كَمَالُ الحُسْن في الشَّعْرِ.
(في تَقْسِيمِ القُبْحِ)
وَجْهٌ دَمِيمٌ
خَلْق شَتِيم
كَلِمَة عَوْرَاءُ
فَعْلَةٌ شَنْعَاءُ
امْرَأَة سَوْآءُ
أمْر شَنِيع
خَطْبٌ فَظِيع.
(في تَرْتِيبِ السِمَنِ)
رَجُل سَمِين
ثُمَّ لَحِيم
ثُمَّ شَحِيم
و امْرَأَةٌ سَمِينَة
ثُمَّ رَضْرَاضَة
ثُمَّ عَرَكْرَكَةٌ
3-واليكم موضوع كتبه المؤلف فى كتابه الثانى سحر البلاغة وسر البراعة
في الفواكه والثمار
كَرْم نُسلفه الماء القراح، ويقضينا أمهات الراح. عنقود كالثريّا. عنب كأنه مخازن البَلّور، وَظَََََََََََََرْف النور، وأوعية السرور، وأمهات الرحيق، في مخازن العقيق. نخل نُسلفه الماء، ويقضينا العسل. رطب كأنه شهدة بالعقيق مقنعة، وبالعِقْيان مقمّعة. رمان كأنه صُرَرُِ الياقوت الأحمر. سفرجل يجمع طيباً ومنظراً حسناً، كأنه ِزِِِِِِِِِِِئبرُ الخزّ الأغبر، على الديباج الأصفر. تفاح نَفَّاح، يجمع وصف العاشق الوَجِل، والمعشوق الخَجِل، له نسيمُ العنبر، وطعم السكر. ورسولُ المحب، وشبيه الحبيب. تين كأنه سفر مضمومة على العسل. مشمش كأنه الشهد في بنادق الذهب.
والى اللقاء الحلقة القادمة الجمعة بإذن الله
من وحى الثورة
موضوع آخر كتبه المؤلف فى كتابه الثانى سحر البلاغة وسر البراعة
في العمى عن الرشاد والصمم عن المواعظ والإصرار على الضلالة
قد نكب عن وجه الرشَّاد على عين بصيرته بالأَسداد. صمّ عن النذير، وقد أَسمعه ووعظه، وأتى على النَّصيح وقد حذَّره وذكَّره، أبي له ضُعْف العقل والنَّحيزة، ولؤْمُ الطَّبع والغريزة إلا إصراراً على طيشه وسفهه، واستمراراً في غَيه وعمهه حتى كأن الوعظ أغراه، والرشاد أغواه. فلانٌ جامح لا يَرْجع، ومُضِب لا يَنزع، ومُضر لا يُقلع، أخذَت العِزَّةُ بسمعه وبَصَره، واقتطعته الحيرة عن تَدَبّره وتبصّره. يلقى الوَصِّيَة بالاطراح، ويدفع الطاعة بالرَّاح. توقظه العِبَر فلا يستيقظ وتعظه الآيات والنذر فلا يتعظ. هو من لا تكُفُّ الموعظةَ غربَ جهالته، ولا تفلّ النَّصيحة حَدَّ ضلالته. يُصغي إلى الرشاد بمسمع أصم، ويعطُس في العناد بأنف أشم. قد غطى الخِذلان على سمعه وعينه، وحال بين قلبه وصدره، وملك عليه الشيطان مسَارب عزمه، ومسَاري فكره. قد تحوّلته بالموعظة هادياً من حيْرته، ومُسْتَشِلْياً من غمرته، فنادغاه الخِذْلانُ بأن صِمم فأصرّ، قال له الشيطان تمّم فاستمرّ. كأني أغريته، فناداه حين نهيته، وأغويته حين هَديته، وأعميته حين بصّرته، وخذلته حين نصرته. أولئك قوم قد أخذ الله بأسماعهم وأنصارهم وقرن الخِذْلانَ بأعوانهم وأبصارهم. جهالة عَمُوا بها عمياء، وغِشاوة مدت على دهمائهم دَهماء.