أما قبائل شمر فلم ينسوا ما خسروه من ديارهم , لقد أرسلوا رسلهم إلى قبائل شمر النائية
يستنجدونهم على سعدون العواجي وأبنائه , وفي هذه الأثناء غزا هايس القعيط , شيخ قبيلة
آل بريك – شمر - , من الجزيرة بالعراق , ومعه سبعون فارسا غزا بلاد ( ولد سليمان ) ,
جماعة سعدون العواجي , وعندما كمن بالقرب من مفالي ابل ( ولد سليمان ) رآهم شخص من
قبيلة آل سويد من شمر . كانت والدته من جماعة سعدون العواجي , وهم أخواله , فذهب لهم
وأنذرهم هجوم شمر أهل الجزيرة الذين يترأسهم هايس القعيط , - لذلك سميت عائلة هذا
الشخص بـ ( النذرة ) ولا زالوا بهذا الاسم حتى الآن بين شمر - , وعندما علم ( ولد سليمان )
أن هايس القعيط ومن معه قد كمنوا لإبلهم , هبوا وركبوا خيولهم , وراحوا للإبل بالمفلى من
ليلتهم , وفي الصباح أغار عليهم جماعة هايس القعيط , يتقدمهم زعيمهم البطل الشجاع هايس
, وحصلت المعركة بينهم , وهزم هايس القعيط وجماعته وألقي القبض على سبعين شخصا
من جماعة القعيط يحملون الماء والشعير , للسبعين الجواد التي عليها الفرسان , وهؤلاء
يسمون ( زماميل الخيل ) , وراح عقاب يطارد فرسان شمر المنهزمين , واتبعه أخوه حجاب ,
وعندما أبصر هايس القعيط عقابا لوحده وأخوه يتبعه بعيدا عنه , التفت إلى جماعته , وقال
اليوم هذا يوم الثأر , انظروا عقابا وحده , والذي أتى به اليوم هو حظكم يا فرسان شمر ,
ويجب علينا أن نهب عليه جميعا لعلنا نظفر به , وإذا أراد الله وقتلناه , فقد أخذنا ثأر شمر
جميعها , وذكرهم بفارس شجاع قتله عقاب بالعام الماضي , وهو هذلول الشويهري , وكان
عزيزا على كل قبائل شمر , وفقدانه كان خسارة عليهم , فشحذ هممهم , واستثارهم , فصمموا
أن يهبوا هبة رجل واحد
, وفعلا جرى ذلك عندما اقتربوا من كثبان الرمل المسماة ( زبار اريك ) ,
وكان عقاب على مقربة منهم , فرجعوا شاهرين سلاحهم صفا واحدا ورشقوا عقابا بسلاحهم
فقتلوا جواده , فخر على الأرض , ثم نزلوا عليه وقتلوه , واستمروا يطاردون أخاه حجابا
فظفروا به وقتلوه , حصل هذا وفرسان ( ولد سليمان ) لا يعلمون عما حصل شيئا , وكانوا
منشغلين عند السبعين شخصا الذين أسروهم , وبقوا يتقاسمون غنيمتهم , وما علموا أنهم
خسروا بذلك عقاب الخيل وأخاه حجابا , وبهذا انهدم عز الشيخ سعدون , وتداعت أركان مجده ,
بفقدان أعز أبنائه .
أما قبائل شمر فقد شفوا غليلهم بمقتل حجاب وعقاب , وطاب نومهم , وأخذ شعراؤهم يفخرون
ويدبجون الشعر . منها قصيدتان لمبيريك التبيناوي , وواحدة لابن طوعان , وهذان من
شعراء شمر البارزين , وهذه إحدى قصائد مبيريك التبيناوي :
إن كان ( هيْفا ) تزعَج العام الأصوات,,,,,,, ( نوت ٍ ) يروع اليوم جضّه قطينـه
عقاب ٍ رمنّه يوم الأفـراس عجـلات,,,,,,,,,, وكلَـن حثّـات البـراثـن وتيـنـه
فـوات قبـل مدوريـن الجـمـالات,,,,,,,, يا ليـت عقّـال المـلا حاضرينـه
وحجاب ياما قال بالبيت : قـم هـات,,,,,,,,,, عـزّي لكـم يـا لابــةٍ فاقديـنـه
من زوبع ٍ والا السناعيـس الآفـات,,,,,,,,,,,, فـوات مـا عـوّد علـى مرتجينـه
خلوه زينين ( المياحه ) و ( الإرّات ),,,,,,,,,,,,, وينام سعـدون علـى سهـر عينـه
هـذي سلـوم ٍ بيننـا يالقـرابـات,,,,,,,,,, يا حلـو ردّات الجـزا قبـل حينـه
المياحة والإرّات : كلمات تدعى بها الغنم وتزجر , يعني انكم
أرباب غنم , وارباب الغنم عند البادية أقل شأنا من أرباب الإبل .
وهذه قصيدة التبيناوي الثانية :
يا عقاب عقبان المنيصب لوَن لـك,,,,,, واستلحقن يا عقاب راسك معه راس
لا تحسب أن الخيل قاف ٍ عطن لك,,,,,, ارقابهن عوج ٍ لكم عقب مـرواس
احذر من اللي بالقدح غذّيـن لـك,,,,,,, شهب النواصي فوقهن كل مدبـاس
هايس على صم الرمك عابي ٍ لـك,,,,,,,,,,,, عيّال زوبع مرويـة كـل عبّـاس
بغربي زبار اوريك يوم اوجهن لك,,,,,,,,,,,,,,,, راحت تدهدا جثّتك مـا بهـا راس
وهذه قصيدة الشاعر رشيد بن طوعان :
حـر ٍ شهربـسَ الزماميـل والخـيـل,,,,,,, يـدور صيداتـه بـغـرّاة الأجـنـاب
بـاوّل شبابـه عـذّب الكنـس الحيـل,,,,,,,,, وخبط بيمناه البحر عقـب مـا شـاب
راح النذيـر وصبّـح النـزل بالليـل,,,,,,,,,,,, وتكافحـت فزعاتـهـم قـبـل الادّاب
وتوافقـوا بالعـرق حـد الغرامـيـل,,,,,,,,,,, متكاظميـن ٍ مثـل أبـا زيـد وذيـاب
وغشا زبـار اوريـك مثـل الهماليـل,,,,,,,,,,,,, ونشبت رماح القوم باقطّي الأصحـاب
وترايعـوا للهوش ربــع ٍ مشاكـيـل,,,,,,,,,,,,,,, حمّايـة التاليـن والخـيـل هــرّاب
عيـال الشيـوخ مهربيـن الأخاويـل,,,,,,,,,,,,, ردّوا علـى ربـع ٍ تدانـوا بالأنسـاب
وان كان ( نوت ) تزعج الصوت بالحيل,,,,,,,,,,,,, لعيون ( هيفا ) نردع الشيـخ بحجـاب
أربـع ليـال ٍ مـا لقنّـه المراسـيـل,,,,,,,,,,,,,,,, علّيت وجـه ٍ كـوّح العصـر بتـراب
حريمنـا لجّـن بـزيـن الهلاهـيـل,,,,,,,,,,,,,,,,, متحرّيـات شلعـة الـحـر لعـقـاب
وحريمهم تصرخ صريـح المحاحيـل,,,,,,,,,,,,,,,,, جاهن عليم ٍ مع هل الخيـل مـا طـاب
يا ضبيب لـو ذبحـت كـل الزماميـل,,,,,,,,,,,,,,, ذبحة دخيل البيـت مـا ترفـع البـاب
دنيـاك هـذي يالعواجـي غرابـيـل,,,,,,,,,,,,,,,,, من شق جيب الناس شقوا لـه أجيـاب
لقد أشار شعراء شمر إلى ( هيفا ) وإلى ( نوت ) : أما هيفا فهي والدة هذلول الشويهري ,
وأما نوت فهي زوجة عقاب العواجي , أشار شاعر شمر إلى ضبيب وذبحته ( للزماميل )
فضبيب المذكور هو ابن عم عقاب العواجي , ويقال أنه هو الذي تجرأ وقتل السبعين شخص
الذين أسروهم , من جماعة هايس القعيط .
وعندما رجع فرسان ( ولد سليمان ) مع ابلهم بالليل , أخذ سعدون العواجي , يقابل كل كوكبة
من الخيل يسأل عن عقاب وحجاب , فيقولون له عهدنا بعقاب والخيل هاربة عنه , وهو يطاردها ,
وبقي سعدون على هذه الحال يسأل عن ابنيه , وعندما قرب الصباح وعقاب وأخوه لم يرجعا ,
وكان سعدون ساهرا طوال ليله والأسى يخامر نفسه , فقال هذه القصيدة :
البارحة نومي بـروس الصعانيـن,,,,,,,,,,, طوال ليلـي مـا تهنّيـت بمـراح
كبـد نعالجهـا بعـوج الغلاويـن,,,,,,,,,,,,,,,,,, وروابع ٍ ما تـودع القلـب ينسـاح
بلاي والله يا مـلا خابـر ٍ شيـن,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, تظهر علينا مرمسـات ٍ الـى راح
اللي يكفّ الخيـل كـفّ البعاريـن,,,,,,,,,,,,,,,,, ويرخص بروحه يوم يغلون الأرواح
خيّالنـا يـوم اكتـراب الميازيـن,,,,,,,,,,,,,,, ويرعى بظله بالخطر كل مصـلاح
حالوا عليه اللي على الموت جسرين,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, لا وابعيْنـي مـا يجاجـون ذبـاح
وبعد أن تأخر رجوع عقاب وحجاب , رجع فرسان ( ولد سليمان ) يبحثون عن زعيميهما ,
فوجدوهما قتيلين عند زبار ( اريك ) فدفنوهما على قمة كثيب من الرمل تسمى
بـ ( أبرق الشيوخ ) ولا زال بهذا الاسم حتى الآن . .
ورجعوا حزانى فقتل ( ضبيب ) الأسرى بثأر عقاب وحجاب , وهذا لم يكن مستحسنًا بعادات
القبائل في الجزيرة العربية , وقد أشير عن مقتل السبعين الشخص بالقصائد السالفة الذكر .
أما الشيخ سعدون فقد كبر مصابه بعد مقتل ابنيه , الذين أشادا مجده , وسجلا له مفاخر
لا زالت باقية لعائلة العواجية , وملكا قبيلتهم ديارا لا زالوا عائشين بها , وقد قال الشيخ
سعدون أشعارا كثيرة بابنيه , وهاتان قصيدتان منها , أولها :
ياونـة ونيتهـا تـسـع ونــات,,,,,,,,,,,,,,, مع تسع مع تسعين مع عشر ألوفي
مع كثرهن باقصى الحشا مستكنات,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, عداد خلـق الله كثيـر الوصوفـي
ونة طريح طاح والخيـل عجـلات,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, كسره حدا الساقين غـاد ٍ سعوفـي
على سيـوف بالملاقـى مهمـات,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, سيفين أغلى ما غدا مـن سيوفـي
وعلى محـوص بالمـوارد قويـات,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, أسقي بهن لـو القبائـل صفوفـي
احشم بحشمتهن ولو هـن بعيـدات,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, وأنام لـو ان الضـوارى تحوفـي
خليتني ياعقاب مـا بـه مـروات,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, عيالك صغار والدهر بـه جنوفـي
من عقبكم ما نبكي الحي لو مـات,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ولاني على الدنيا كثيـر الحسوفـي
ياطول ما جريـت بالصـدر ونـات,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, على فـراق معطريـن السيوفـي
وياعقاب عقبك شفت بالوقت ميلات,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, واوجست انا من ضيم بقعا حفوفـي
مرحوم يا نطّـاح وجـه المغيـرات,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, إن جن كراديس السبايـا صفوفـي
مرحوم يا مشبع سبـاع ٍ مجيعـات,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, وعز الله أنـه عقبكـم زاد خوفـي
الخيل تدري بـك نهـار المثـارات,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ياللي على كل المـلا فيـك نوفـي
والخيل تقفي من فعولـك معيفـات,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, تاطا شخانيب الرضم مـا تشوفـي
لا شك أن الشيخ سعدون فقد ساعدين من سواعده , بنيا له أرفع قمة من المجد , بفيافي نجد ,
بين قبائلها , وقد اشتهر عقاب وحجاب بين القبائل , وكانا محل إعجابهم بالجزيرة , ويضرب
بهما المثل حتى الآن , فإن الناس إذا أعجبوا بشخص أو بعدد من الأشخاص يقولون كأن فلانا
عواجي , أو كأن هؤلاء من العواجية , نسبة إلى عقاب وحجاب , ولا زال هذا المثل ساريا في
نجد حتى الآن .
وهذه القصيدة الثانية :
ياعلي وين اللي رعينا بهـم هيـت,,,,,,,,,,,,,,,,,, حال اللحد مـن دونهـم والظلامـي
البارحة يا شمعـة الربـع ونيـت,,,,,,,,,,,,, ونة صويـب ومكْسِـرِه بالعظامـي
أوما الشجر وانا بعد مثلـه أوميـت,,,,,,,,,,,,,,,,,, أومـاي صقّـار ٍ لطيـره وحامـي
طير ٍ ليا جا الصيد يشبع هل البيـت,,,,,,,,,,,,,,,,,, جته هبوب ٍ مـع جـراد ٍ تهامـي
عز الله اني تو , يـا علـي ذلّيـت,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, تبيّنَت وانـا علـى النـاس كامـي
وعز الله اني مع شفا البير هفّيـت,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, هفّة قفي ٍ مـن عجـوز المقامـي
واليوم من باقـي حياتـي تبرّيـت,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, عقب الشيـوخ معدليـن الجهامـي
ويا علي عفت الحي من كثر ما ريت,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, وجرّيـت للونـات والقلـب دامـي
وعذّبت قلبي فـي كثيـر التناهيـت,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, والعين عيّـت مـن بلاهـا تنامـي
راح عقاب الصيرمي شايع الصيـت,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, يا علي من عقبه تراعـد عظامـي
وهذه القصيدة شكى بها إلى صديق له يسمى علي ..
×لم يبق لسعدون بعدهما من يعتقد فيه خيرا , إلا حفيديه الصغيرين ابني عقاب وحجاب الحبيبين ,
لقد أخذ يربيهما , ويعلمهما فنون القتال , آملا أن يأخذا ثأر أبويهما من هايس القعيط .
وعندما كملت رجولتهما , طلب أن يقول كل واحد منهما قصيدة , يبين فيها أنه سيأخذ ثأر
والده , وعمه , وإذا أجاد أحدهما القول فسوف يعطيه المهرة بنت فرس عقاب المسماة
( فلحا ) وهذه آصل فرس عند قبائل ( ولد سليمان ) فقال ابن حجاب قصيدة لم تعجب جده ,
ثم قال ابن عقاب قصيدة أعجب بها , وهذه هي القصيدة :
يا ليت منهو جـذ فلحـا ثنيّـه,,,,,,,,,,, والا رباع مسوسده بالمساميـر
أبي الى ما قيل زيعـت رعيّـة,,,,,,,,,,,,,,,, وتوايقن مـع الحنـي الغناديـر
انطح عليهـا سربـة ٍ زوبعيّـه,,,,,,,,,,,,,,,,,,, يجهر لميع سيوفها والمشاهيـر
متقلـد ٍ سيـف سـواه الحنيّـه,,,,,,,,,,,,,,, أدور أبويه عند روس الخواوير
أن كان ما ليّنـت بالحبـل ليّـه,,,,,,,,,,,,,, ماني عشير اللي نهوده مزابيـر
لا بد من يـوم ٍ يزرفـل كميّـه,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, وكل ٍ يحسّب مربحه والمخاسير
ثار ٍ لبوي عقاب فرض ٍ عليّـه,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, عليه وصاني زبون المقاصيـر
سعدون جدي هو خلـف والديّـه,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, شيخ الجهامه والسلَف والمظاهير
دين ٍ على هايس زبون الونيّـه ,,,,,,,,,,,,أن ورّدوهن مثل اثامي الخنازير
عيب ٍ علـي العـزوة الوايليّـه ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,واحرم من الفنجال وسط الدواوير
وعندما سمع شاعر شمر بقصيدة ولد عقاب أجابه بهذه الأبيات :
وش عاد لو جذيت فلحـا ثنيّـه,,,,,,,,,,, شمر يجونك فوق قب ٍ عطاطير
أبوك ضرب بحربةٍ شوشليّـه,,,,,,,,,,,,,,,,,,, كزّه حبيبي كزّة الدلـو بالبيـر
صابه غلام ٍ ما يعرف اللويّـه,,,,,,,,,,,,,,, ما صدها يوم السبايا مناحيـر
له عادة ٍ بالفعل في كـل هيّـه,,,,,,,,,,,,,,,,,,, عشّى ثنادي ابوك عوج المناقير
وعيال زوبع ملحقيـن الرديّـه,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, اللي تهزّع بالحروب الطوابيـر
لقد فاز بالجائزة ابن عقاب فأعطاه جده الجواد بنت ( فلحا ) وأخذ سعدون ينظر إلى
ابن عقاب بإعجاب , ويداعبه الأمل أنه سيشفي غليله , ويأخذ الثأر من الشيخ هايس القعيط .
ومن الفرص الغريبة التي قدر فيها لابن عقاب أن يأخذ بثأر أبيه وعمه , ويقضي على هايس
القعيط , أنه حصل بين غنيم ( الربضا ) بن بكر شيخ السويلمات من العمارات , حصل بينه
وبين هايس القعيط تصادم في وديان عنزة , وطال الحرب بينهما , وأرسل غنيم بن بكر
الربضا لقبائل عنزة , يطلب منهم النجدة والعون , وكذلك هايس القعيط أرسل لقبائل شمر
يستنجدهم , فأخذت الإمدادات من كل القبيلتين تترى على موقع المعركة , وقد سنحت
الفرصة لسعدون العواجي , فعندما علم بذلك , أمر حفيده , وأمله الوحيد , ابن عقاب ,
بالشخوص فورا إلى المكان الذي تدور فيه رحى الحرب بين غنيم وبين هايس . . .
وأوصاه بأن لا ينسى ثأره من قاتل أبيه وعمه .
لقد سارع ابن عقاب إلى أمنيته التي كان يترقبها , فاشترك بخوض المعركة , وكل ما يهمه
هو أن يرى غريمه وقاتل أبيه وعمه , وبعد أن رآه بأم عينه , وتأكد من شخصيته , وليست
بخافية , لأن شخصية هايس القعيط معروفة , مقداما جريئا , لا يرهب الموت , ودائما هو
في مقدمة الفرسان , رغم تقدمه بالسن , وعندما هجم هايس على فرسان عنزة , يتقدم فرسان
شمر , انقض عليه ابن عقاب مثل النمر الكاسر , وأغمد ذبابة سيفه بخاصرته , وانتحى به
عن مكان المعركة , إلى أن ابتعد عن الفرسان , ثم أمسك رقبته وترجل عن به على الأرض ,
والتفت إليه هايس القعيط , فقال له ابن عقاب : هل تعرفني ؟ فقال : أنت ابن عقاب العواجي ,
ولا شك انك تشبهه , ولكن لم أقتله أنا , فالذي قتله غيري , فقال ولد عقاب : أنا لا أسلك عن
ذلك , ولكنني أسألك بالله أن تبلغ سلامي والدي إذا وصلته في الدار الآخرة , وتخبره بأني
أخذت بثأره , وتشرح له كل ما رأيت بعينك , ثم علا رأسه بالسيف , وفصله عن جثته , وبعد
ذلك طارت البشائر إلى الشيخ سعدون العواجي , بأن حفيده قد قتل هايس القعيط , وقد اجتمع
رجال الحي يهنئونه , وقد عقر الإبل , وعمل الأعياد عند قبائل ( ولد سليمان ) وكان يوما
مشهورا عندهم , وأخذ النساء يزغردن , بعد أن لبسن زيناتهن , وطاب نوم الشيخ سعدون ,
وبات قرير العين , وأخذ ينشد :
يا سابقي رد البرا , مات راعيه,,,,,,,,,, الجيش حزّب والرّمك موفلاتـي
يا ناس زول عقاب ماني بناسيه,,,,,,,,,,,,,,, عقبه فلا تسوى ريـال ٍ حياتـي
لو من إذا جروٍ لقا مـا إذا فيـه,,,,,,,,,,,,,,, كان العرب كله تسوّي سواتـي
الورد ورع عقاب لا خاب راجيه ,,,,,,,,,,,,,,,,,حوّل بهايس ما تناسى وصاتـي
كزّه لبوه ويذكر انـه موصيـه,,,,,,,,,,,,,,,,,,, يعد ما شافـت عيونـه ثباتـي
الخيل تثقل لين تسمـع عزاويـه,,,,,,,,,,,,,,,,, ومن يوم سمعنّه وهن مقفياتـي
لعل ورع ٍ ما مشى درب أهاليه,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, تشلق عليه جيوبها المحصناتـي
|