[سَـلآ‘مـَـآ‘ـت]

في بيت الملاحيس ,, كانت حياتي مليئه بالحوادث والمواقف اللتي تشبه تماماً صفحة

الحوادث في جريدة عكاظ ..

في أحد الأيام وانا أناظر في سطح غرفتي المشعط .. وأتأمل في محتويات غرفتي من سرير

وزوليه برتكانية اللون وجهاز كمبيوتر وطاوله وعلب بيبسي فارغه متراصه على الطاوله ..

وأقول متى تجي أختى الصغيره وتنظف لي الغرفه .. لكن هيهات هيهات بتجيني العصر تبي

فلوس .. كم أكرهك يا أختي لأنك دآيم تستغلين موقفي وما تنفعيني إلا بفلووس ..

وما قطع تفكيري وهمتي بتنظيف الغرفه الا صوت من الدور الأرضي ويقول يا أبووس

تعال تغدأ قبل ما يلهفونه عليك أخوانك .. وأنزل من غرفتي ووصلت لسيب الدرج نزلت

اللفه الأولى وأنا ماحط بعمري ومتزحلق مع الدرج وما وقفني الا الجدار .. واقوم وأعدل

نفسي .. وأنزل كعابي وأشوف أخوي الكبير ماسك اخوي اللي أصغر منه ويضرب فيه مريت

من جمبهم وأناظر فيهم من دون ما أتدخل بينهم ولا أسأل عن سبب الهوشه وكملت مشي

وصلت للمطبخ أبي أخذ البيبسي من الثلاجه وأحصل أمي ماسكه في أختي مع شعرها

وتهزيئ فيها .. أخذت البيبسي وطلعت من المطبخ من دون أن اسأل سبب المشكله وأن كنت

أشك بأنها تخاصمها لأن أختي أكلت الرز البايت حق أمس ..

وصلت لغرفة الطعام وتوني وانا داخل مع باب الغرفه إلا وأسمع صوت الهواء اللي يمر

من جمب وجهي ومع صوت تصفيره من سرعة هالشي ..

ويضرب في الجدار وطلع بأنها طفاية الدخان .. وأني أرجع ولا دخلت الغرفه ولا عرفت وش

صاير ومن رآمي هالطفايه في الجدار وأتوايق مع الباب بحذر خوفاً من رميه أخرىوشفت

أبوي ماسك في أخوي الصغير وترفييع فيه وتعليق فيه بالعقال ولا أعرف وش السبب .. انا

بصراحه انبسطت من أبوي لأن أخوي الصغير دايم ينكبني في اكثر من موقف ..

ولا شعوريا شفت الخدامه تمشي في الصاله واني اروح امسكها وأطيح فيها ضرب .. وما

حسيت إلا أبوي واخواني كلهم وأمي فوقي تجمعو علي وأخذت منهم وضرب لو أنضرب

يهودي كان نطق بالشهاده ..

وهم متجمعين فوقي سحبت نفسي من بينهم وأناحش للشارع وهم جالسين

يضربون في بعض علبالهم اني لازت تحتهم ..

وأطلع للشارع وانا متكفخ منهم وأجلس في وسط الطريق مدنق براسي وأتوجع من الألآم

للي لحقت كل أطراف جسمي .. جاء واحد عندي وانا جالس وشاف وضعي مبتهذل وثيابي

متشققه وانه يدخل يده في جيبه ويطلع خمسين ريال ويحطها في يدي ومشى ..

وانا يا دوب قدرت أفتح عيوني أيب أشوف وش هذه الورقه اللي حاطها بيدي وأفتح نص

عين وعرفت بأنها فلوس ومن عرفت بأنها فلوس فتحت عيوني الثنتين كلها ..

مانيب مصدق وأتأكد أنها فلوس حقيقيه والسبب يعود الى .. ( في حارتنا كانت فيه عجوز

معها دكان في بيتها صغير وكان نظرها شبه معدوم تسلطوا عليها بزوره ويضحكون عليها

بحركه يسونها وهي ياخذون ورقه من دفتر ويكتبون عليها ريال واحد .. ويشترون

بفلوس من ورق دفتر .. وكانو كمان ياخذون ورقه ويلونونها باحمر ويكبتون عليه خمس

ريال ويشترون بريالين وياخذون الباقي من عند هالعجوز ... وفي كل الحالات كسبانين

والعجوز الله يخلف عليها بالجنه ..) .. نرجع لموضوعنا

فتحت عيوني وحصلتها خمسين ريال حقيقيه وانا أللي أجلس أناظر يمين ويسار وما أشوف

أحد وجلست افكر مع نفسي واقول بدقيقتين جاتني خمسين ريال والله أن الطراره تدخل ذهب

بعد ما حسبتها كم تطلع لي لو جلست في الشارع وعلى هالوضع ساعه وحده بس .. وأني

أقوم من على الشارع اللي قدام بيتنا واروح على الشارع الرئيسي وحصلت على مبلغ لو

اجلس يومين ما اجيب اللي جبته في الساعه هذه ..وبديت أفكر بأني أطور مهنتي الجديده

وقررت من بكره بأني أروح الأسواق والمجمعات وأباشر وظيفتي الجديده هنااك ..

رجعت للبيت أدور على ملابس تناسب هالشغله وحثلت لي على قميص قديم ومرقع من كل

محل وحتى صاير فيه فتحه من الجمب واصله لحد للركبه ..

وجلسا أدور على شماغ قديم لكن ما حصلت اللي يناسب وتذكرت الشماغ اللي في السياره اللي

أمسح بوه القزاز وأنظف بوه السياره وأروح أخذه وأشتريت لي زنوبه من البقاله وأخذها

بالعاني ألوانها متفرقه فرده لونها أرزق والفرده الثانيه لونها أخضر..وكملت الزي الرسمي

لهذه الوظيفه الجديده .. ومر على ليل ونهار .. ليل ونهار يعني يومين ..

وانا أخطط على هذه الشغله اللي بتخليني أشتري أطلق جوال .. وافتك من العنيد وأولاده ..

في اليوم الثالث لبست القميص والشماغ ورحت للسوق واحصل لي مجموعة عجز وشياب

جالسين يطرون بالسوق .. واجلس جمب عجوز وانا ما اعرف وش أسوي ووش أقول ..

واني أجلس مثل جلسته و أسوي مثل ما يسوي وأقول مثل ما يقول .. وأناظر في العجوز

وأشوفه مغمض عيونه ويشتكي حاله وفقدانه لنظره وانه محتاج مساعده من شان يسوي

عمليه في عيونه .. كسر بخاطري هالعجوز واني اقرب منه وأسأله من أيش فقدت نظرك ..؟

وألتفت لي وفتح نص عين وقال هذه سر المهنه .. وقلت يعني انت منت اعمى وجالس تتعيمى

وعرفت بأن الشغله كلها نصب في نصب ..وسالني وقال وش جابك لهنا قلت اللي جابك هو

اللي جابني .. وعرض علي خدماته بأنه يدرسني فنوون الطراره .. وانا وافقت بانه يدرسني

ووافقت على النسبه اللي شرطها علي وانه ياخذ عشره في الميه من الفلوس اللي لمدة

أسبوعين.. وهو جالس يشرح لي كيف أستغل الناس فتح عيونه يجس نبض السوق ..

وشاف جيب مكافحة التسول يتجول في السوق وصاح وقال النحشه يا وجه البومه .

وقام الرجال يركض وكانه شباب عمره عشرين سنه من الرشاقه اللي فيه ..

وانا مدري وش السالفه وأشوف الشحاتين قاموا يتراكضون ويتطارحون فوق بعضهم كلن

يبي النحشه واناظر لوراي إلا وأشوف جيب المكافحه وأني أحط رجولي ولا يمسكوني

ويرحلوني هذه المره الى كينيا وخاصة انا ذقت الترحيل الى تكرونيا ..

واحاول أجيب طبلوني ولو جايبين هادي صوعان ما يجيبني .. رجعت للبيت وانا

متحطم وطلعت لغرفتي وجلست أفكر في وظيفه جديده أو شغله تقضي على الفراغ ..

قاتل الله الفراغ .. قاتل الله البطاله .. قاتل الله الطراراه ..

مستوى الشاهده سبب رئيسي في البطاله .. والبطاله سبب رئيسي في الفراغ .. والفراغ سبب رئيسي في الطراره ..

ما يستفاد ..

1/ والله ما بتنفعك إلا الشهاده .. الا ان كان عندك واسطه فيالييت تتوسط لي ..

2/ الفراغ سبب رئيسي في تدهور وضعك وتجي على نكبات طول عمرك ما كنت تتوقع
تجي عليها أو تمر بها ..

3/ الطراره مهيب زينه < أنطم ..

أعذرونا على المصاله ..

مشاركة هذا الرد في Google Facebook Twitter Digg

أنت معجب بهذا.