09-09-23, 12:55 AM
|
|
رد: 🔬 وقفة صحية 🔬
في ضيافة الطبيب
〰 (الجزء الثالث) 〰
ثريد الفقراء؟!
▪️ كانت أم الدكتور صاحب البيت قد صنعت لنا طعاما
شاميا 🥘 يُطبخ ويوضع في الثلاجة ثم يأكل باردا!
ومن المكونات الرئيسية لذلك الطعام "الباذنجان"
الذي يُسمى
في بعض البلدان بـ "لحم الفقراء" وهو بديل جيد
لمن لا يفضل أو يتحمل اللحم.
الجدير بالذكر أن هذا النوع من الخضر يسبب
حساسية لبعض الناس فلا يتحملونه.
▫️ كانت المرة الأولى التي اتناول فيها الطعام بتلك
الطريقة المبردة وكان لذيذا. ومن آداب العرفان
بالجميل استوجب علينا أن نشكر وندعوا للخالة
التي تفننت في صنعه ببراعة ونظافة معهودة
منها كما يبدوا.
إلا أن المخرج أبى إلا أن يعلق قائلاً : أنا لا اتناول
طعامي في أي مكان، وافعل ذلك هنا لاني ضمنت
نظافة من صنعوه.
قلت في نفسي وببعض التعابير الظاهرة التي قد
تغني عن الكلام الكثير : من حقك، فليس هذا غريبا ،
معظمنا يفعل ذلك، فالصحة غالية.
النظافة
▪️ وبعد أن فرغنا من الطعام استمر النقاش حول النظافة.
فقال "المخرج" أنا لا اصلي في معظم المساجد هنا في
هذه المدينة لأن مرافقها (حماماتها) غير نظيفة،
➖ فقلت: إذن، بدل أن نشتكي ونراوح مكاننا يمكن أن
نتبرع بقليل من المال ونوكل أحد العمال ليقوم بتنظيفها
بشكل دوري.
➖ قال الدكتور : أنا لن اتبرع بمال لأُوكل غيري، بل لي
الشرف أن أقوم بتنظيف مرافق المساجد بنفسي !
▫️ فكان هذا الإقتراح والتعقيب بالنسبة للمخرج بما يشبه
المفاجئة التي كان في حاجة إليها لينزل من عليائه إلا أن
الطبيب لم يتهمه يوماً بالكِبر، وقد كنت لا اتفق معه في
ذلك حتى تبين لي حقيقة طبع الحال ولا أقول ا
لحالة الصحية.
إذ لا يمكن أن يتهمه احد منا بأنه مريض حتى وإن بدى ذلك
منه ، إذ ليس هكذا تورد الإبل. فكثير من الناس يحكمون
على البعض بالظاهر بأنهم مصابين بمرض نفسي، ولا اقول
أيضا هم أدعى لأن يراجعوا أنفسهم مع الطبيب المختص
في ذلك ! فليس التهم تلقى على الناس هكذا جزافا.
موقف
▪️ ذكرني هذا الموقف بحال معاكس لأخ كان يشكوا زوجته
لكل من هب ودب من نظافتها "الشديدة" في حين أن
جاراتها الأوروبيات كن يشدن بها وبنظافتها.
علما ان هذا يعتبر شيئا طبيعيا عند الشعوب "المتقدمة"
ولا يعتبرونه معاناة كما هو الحال مع بعض الناس في
بعض مجتمعاتنا .
▪️ فالأمر يتعلق بالتعود، فإذا تعود الإنسان على عدم
النظافة فالنظافة بالنسبة له تعتبر معاناة وليس أمر
تلقائي أو عادي وكذلك من تعود على الفوضى فإن
النظام بالنسبة له معاناة لا تنتهي لانه لم يتعود
عليه منذ الصغر.
ومثل هذه الشخصية الفوضوية لا يمكن أن تضعها أو
توكل إليها بمسؤوليات كبيرة أو الأعمال الدقيقة فضلا
عن العمل في مواقع خطيرة مثل المفاعلات النووية أو
الصناعات الغذائية أو الصناعات ذات المواصفات العالية
وغيرها من امور تتطلب التدقيق المستمر والالتزام
باللوائح المتبعة في مثل هذه الأمور.
▫️ إذ أن التقدم يحتاج إلى نظام ونظافة وانضباط عالي
المستوى ولا اقول عادي المستوى فبعض مراكز
الصناعات وإن كانت اليكترونية وليست غذائية أو دوائية
فحسب ، لا يسمح للزائر أن يدخلها إلا بتجهيزات خاصة
كالكمامات وغطاء الأحذية !
▫️ وفي مجال الصحة فمكافحة مرض "الإيبولا" مثلا،
احتاج إلى شخصيات تلتزم بالدقة وتبالغ في النظافة
والانضباط، وهذا ما لم يكن يتوفر إلا في الدول الرائدة
والمتقدمة في هذا المجال. لذلك كانوا من سافروا إلى
المناطق الموبوءة به من تلك الدول التي اعتادت عل
ى أن تُخرِج مثل هؤلاء الأكفاء، لأن اي خطأ في التعاليم
المتبعة تعني الإصابه بذلك المرض الخطير وانتكاس
مكافحته واستفحال انتشاره.
شخصية صريحة
▪️ إن شخصية الاخ "المخرج" مشكلتها انها صريحة
وأنها تبدي ما يكتمه ويطبقه قطاع عريض من الناس
أو الطبقة المخملية "الراقية" و"المتقدمة" كما يحلو
للبعض إطلاق هذه الصفات عليها.
▫️فالشعب الياباني كونه يبالغ في أمور النظافة والدقة
المتناهية في العمل وفي التعامل, ليس معنى ذلك
أنه مصاب بالوسواس.
وان صاحبنا المخرج كونه يبالغ في النظافة ويحبذ
السكن في أرقى الأحياء مع من على شاكلته لا
يعني هذا انه أو كل هؤلاء الذين يسكنون في تلك
الأحياء ويتأففون من سكان الأحياء المتواضعة أنهم
مرضى حتى وإن ساء خلق بعضهم في التعبير عن
عدم رضاه، ولا عذر لهم في ذلك طبعاً. وهذا يمكن أن
يطلق عليه سوء الأخلاق اي مرض اجتماعي وليس
مرض نفسي أو جسدي .
وتارة أخرى !
➖ قال المخرج مرة أخرى : كيف يأكل الإنسان مع
هؤلاء الذين يعملون بأعمال النظافة؟!
ونسي أنه يأكل مع طبيب يفتح بطون المرضى من
الناس لإجراء العمليات الجراحية وتنظيفها
وغيرها من الأمور.
ربما ألمَحْتُ ذلك "للمخرج" ولم أصرح، مراعاة لخاطر
الطبيب الخلوق الذي معنا.
لكن ذلك "الطبيب" تناول خيط الحديث ليحكي لنا
حكايه تربوية كان بطلها والده المحامي رحمه الله
وجامع النفايات (القمامة) في تلك الحارة الدمشقية
(وسط المدينة).
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش :
ليس كل ما لا يعجبنا في شخص ما، نضجر منه، فلسنا
ملائكة حتى نخلو مما قد يضجر منه غيرنا أيضا.
ـ..........ـ
راجي
التوقيع
|
تيه "غـ زي" متعاظم
وهجير بلا وعد بالعودة
لكن هذا إن سَد حدودا
فهناك رب يأذن
بالسماح
سلام على الدنيا
إن عاش الضعيف فيها مُهانا
بلا وطن كطير بلا عُش
تتقاذفه النسور ودمه
مباح
مشارق الأرض ومغاربها
جيل الصبر سوف يرثها
عندما تندمل قريبا كل
الجراح
مهما طال الليل بحلكته
وضاعف الظالم قسوته
فميلاد الشروق يبدأ مع
الصباح
|
|