10-05-20, 05:44 PM
|
|
رد: فتدبر القران ان رمت الهدي ..
مشكله رؤية اثر العباده تسبب قلق عند بعض الصالحين ؟
اولا ما معني رؤية اثر العباده ؟
للناس فيها مذاهب شتي .. منها
1 - تزامن الشعور والعواطف مع العبادات الجوارحيه
فمثلا الخشوع وهو حالة خضوع وانكسار وذل قلبي تتزامن مع اداء الصلاة
والانس والسكينه واللذه تتزمن مع ذكر الله وقراءة القران
والشعور بالخفه النفسانيه والبهجه في الاحسان الى الوالدين والناس
وهولا باحثون عن الاثر النفسي للعباده
2 - زرع الهيبه والمحبه لك في قلوب الناس بسبب دوام التعبد والذكر
كما في قوله تعالي ( أن الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا )
فمثلا تحبه الناس وتميل اليه وتأنس به حين تراه او تجالسه كما قال ابن القيم في
طريق الهجرتين من قرت عينه بالله قرت به كل عين واطمأن به كل خائف وأنس به
كل متوحش ..
وهولاء باثحون عن الاثر الاجتماعي للعباده
3 - البركه في الاموال والابناء والاهل بسبب دوام التعبد
كما جمع الله بين ناتج التعبد وصلاح الاهل بقوله ( والذين يقولون ربنا هبنا من ازواجنا
وذرياتنا قرة اعين وأجعلنا للمتقين اماما ) والتقوي هو حاصل التعبد ..فجمع الله بين
حاصل التعبد وهي التقوي وبين قرة العين بالاهل والزوجات
فيصلح الله له ولده واهله ويجعلهم معونه له في الحياة ورفعه بين الناس وبركه بعد الممات
وهولاء باحثون عن الاثر القرابي للعباده
4 - حفظ النعم وتجددها بسبب دوام التعبد والذكر
بحيث يحفظ في نفسه وفي اهله وفي ماله وفي جسمه بسبب العباده كما قيل في قوله
تعالي ( وكان ابوهما صالحا ) أن الله سخر افضل عباده في ذالك الزمان الخضر وموسى
لحفظ مال اليتيمين وعلة ذالك صلاح ابوهما .. فيقاس عليه حفظ الله لعبده الصالح في حال
حياته في جسمه واهله وماله لان مرعاة الحي اولي من مرعاة الميت واذا حفظ الله
اهل الصالحين وهم اموات فكيف بحفظ الصالحين انفسهم وحفظ اهلهم وهم احياء
وهولاء باحثون عن الاثر الحفظي للعباده
5 - حفظ التعبد بواسطه التعبد
بحيث يستمر على العباده والذكر والفكر ومحاسنة الخلق الى أن يموت كما قال تعالي
( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) وقال ( ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذا هديتنا ) فهولاء مرادهم
ان يستمروا على التعبد والخير والهدايه الى وفاتهم لانهم يخافون من التحول القلبي
والتعبدي وسلوك طريق اخر .. فليس لهم غاية أن التعبد وشعارهم التعبد للتعبد
وهولاء باحثون عن الامن التعبدي ..
بعد هذا العرض الموجز نقول
هل المطلوب أن يحصل لك ما تطلبه من التعبد أو ما يتفح الله عليك في التعبد ؟
الجواب هناك رأيين في هذ ه المسأله
البعض يقول لست ملزما أن ترى اثر التعبد ألذي تحبه وتميل اليه لان الخيار لله لا لك
ولو نص علي على اثر التعبد في النصوص فأنت مطالب بالتعبد وغير مطالب برؤية
اثر التعبدي الذي تشترط
فربما اعطاك الله اثر الاجتماعي او اثر حفظ النعم وأنت تريد الاثر النفسي فأرض بما اختار الله لك
لان الله اعلم بما يصلحك ..
والبعض يقول بل سوف يعطيك ولكن بعد حين لان الله يريد منك أن تتشرب التعبد والذكر
حتى يتحول الى عاده ثم يذيقك الله ما تحبه من الاثر بعد مده لان عادة الانسان أنه لا يأخذ
ما يحب الا بعد المران والتعود والتدريب ..فالله يبتليك بشدة التعبد ثم يمن عليك بذوق اثر
التعبد كما قيل تعذبت بالصلاة عشرين سنه وتنعمت بها عشرين سنه ..
فإن قيل ماهي وسائل الصبر على التعبد حتى تنفح اثاره علي الانسان ؟
نقول
الاول اليقين بالله والثقه به بحيث توقن أنه سوف يعطيك الان او بعد حين
الثاني فتح البصيره على الالطاف الالهيه وربطها بالتعبد مثل أن ترى كم من نعمه
ترفل فيها وكم حفظ الله عليك من شي ودفع عنك من شر وهذا يحتاج الى دوام التراقب
والملاحظه لحياتك وربط كل نعمه تتجدد ونقمه تدفع بلطف الله والمكافاءة عى اثر التعبد
الثالث الرضى عن العطاء الالهي بحيث يكون قلبك غير مشترط ولسان حالك أن تقول كما قال
موسى ( رب اني لما انزلت الي من خير فقير ) فتولد في نفسك البحث عن عطايا الله تعالي
وجوائزه بدون اشتراط تارة في عقلك واخرى في شعورك وثالثه في علاقاتك ورابعه في رزقك
وهكذا تكون متجدد النظر الى حالك في كل وقت ..
|