– قلنا فيما سبق أن لله شبه نفسيه المنافق المتشتته الحائره الخائفه برجل استوقد نارا ثم انظفئت فجمع له بين وحشة الظلمه والالم بفقد النور وبرجل في يسير وحيدا في جو ممطر صوت الرعد يخلع قلبه ونور البرق يخطف بصره وظلمة السحاب تخيفه . وقلنا أن الرعد والبرق والصواعق فسرت بمعني غيبي وبمعني لغوي وبمعني طبيعي وأن الراحج منها المعني اللغوي والطبيعي والغيبي يحتاج الى دليل ..
واختلف في وجه الشبه في قوله ( كلما اضاء لهم مشوا فيه وإذا اظلم عليهم قاموا ) على قولين
الاول أن المراد الشبهات .. فتارة يفهمون القران وتارة يشككون فيه وهولاء هم اهل العقول المتحيره والنفوس المضطربه .. وبه قال ابن عباس
الثاني أن المراد الشهوات .. فاذا صلحت احوالهم قالوا دين محمد خير واذا اصيبوا بمصيبه قال دين محمد شر ..وهولاء هم عباد الحياة .. وبه قال ابن مسعود ..
فالمنافقون نوعان فئه عقلانيه وفئة شهوانيه .. فالفئه العقلانيه هم خاصه المنافقين تارة تشك وتارة تسلم وتارة تكذب فهي متذبذبه .. والفئه الشهوانيه هم عامة المنافقين تارة تطمئن وتارة ترفض على حسب ميزان الشهوات ..
فإقيل ما الفرق بين الفئه الخاصه من المنافقين والفئه العامه ؟
قلنا الفئه الخاصه من المنافقين يغلب عليها الفكر والفئه العامه يغلب عليها الشهوات .. ويجمعهم رفض الدين
ومعني ( على كل شي قدير ) قولين
الاول عند اهل السنه على عمومه ..
الثاني عند المتكلمين على كل شي قدير مما يجوز عليه ..
والاول اصوب لاننا نترك اللفظ على عمومه فهو اهيب واليق بالرب ولا نجوز على الله بعقولنا شي ..
فإن قيل هل يقدر على ذاته ؟
قلنا هذا الافتراض يقوم في نفس من لم يقدر الرب حق قدره .. فلا يمكن أن يتطرق العقل المؤمن لمثل هذا .. لان الله منزه عنه ..
فإن قيل وأن قدر أن العقل افترضه ؟
نقول هو وسواس شيطاني .. ولا نجعل وساوس الشيطان من الاعتقاد في شي فنقول ( خص ذاته فليس بقادر عليها ) او نقول ( يقدر على الذي يجوز عليه) فإن هذا القيد يشعر أن هناك هواجس شيطانيه تفترض بعض المستحيلات على الرب ..
ومجاهد يعطينا قاعده في القران ..
اذا قال ( يا ايها الناس ) مكي ( يا ايها الذين امنوا ) مدني .. واية البقره تنقض ذالك فهي مدنيه بالاتفاق .. وقرر أبن عطيه أن القران لم يخاطب المؤمنين في العصر المكي ب ( يا ايها الذين امنوا ) ..
وسبب ذالك أن الخطاب ب ( يا ايها الذين امنوا ) نودي به الصحابه حين هاجروا الى المدينه واستقلوا عن الكفار وصار لهم دوله وكيان قائم بذاته ولم ينادو بذالك في الفتره المكيه لانهم تحت حكام كفار قريش ..