14-11-16, 06:35 PM
|
|
الحارث بن كعب وبنو الجرم وزبيد وبني ذهل في جازان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على خير الهدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين
قبائل الحرث بمنطقة جازان ونسبها والأحلاف التي احتمعت فيها ومواطنها قبل الإسلام وكل ذلك منقول من كتب المؤرخين القدماء .
أسماء وعدد قبائل الحرث :
1ــ قبيلة الهزاهيز :ـ وهي من القبائل الكبيرة بالمحافظة وتتكون من عشرين فخذاً وهي :
قارشي - طراد - حفاني - حجوري - سلامي - مدوح - عربد - معبوشي - معقري - رازقي - عيسي - ظبري - عتوي -عاطفي - الهلاسة - هبادي - صالحي - صبخي – مقنعي
2ــ قبيلة بني شـراحيل : وهي من القبائل الكبيرة بالمحافظة وتتكون من ست فخوذ وهي : حريصي - حصامي - هلماني - حلوي جغمي - أعوجي - محدري .
3ــ قبيلة المجارشة :وهي من القبائل الكبيرة وتتكون من (17) فخذ وهي : - ال ابوعقيلة - الكرس -الزيالعة – الإمره (الأمير الاشراف) - دارسي - الكعابية -الجراميه (الجرمي) -الدرابية -العياشي - المدابعة -الطواهرة - زبيد (الزبيدي) - القملي - الصياله - القراميش - ال شامي - المقاضبه .
4ــ قبيلة الكعوب : وهي من القبائل ذات العدد المتوسط وتتكون من (24) فخذاً وهي:
ال محسن - قاسمي - عكرشي - مدخلي- مكتومي- مصمدي - مدادي - يامي - معيني - عشي - وادعي - عركي - عبري - صالحي - خضي - قضامي - فرشي - رسامي – فرجي – بجامة – مهجري - زبدي - نجاره - جوي
5ــ قبيلة الحارثي : وهي من القبائل ذات العدد المتوسط وتتكون من خمس فخوذ وهي : - ال عطيه - ال زاهر - ال حنش - والبي - ال مساوى .
6- بني سلامة (سلامان) :
حدثت بين خثعم وإحـدى بطـون بني الحارث ؛إذ ينقل (أبو الفرج الأصفهاني ) رواية عن غارة قامت بها خـثعم علـى بنـي سلامان من بني الحارث ،وكان فيهم عمرو بن معد يكرب الزبيدي الذي استنجدت به خـثعم على بني سلامان ، فاقتتلو ا ، ونَدِم عمرو بن معد يكرب على اشتراكه مع بني سلامان مـن قوله : خرجتُ غازياً وفجعت أهلي يظهر من هذه الروايات أن العلاقة بين خثعم والحارث بن كعب كانت وثيقة في جانـب منها إذ تشير إلى أن خثعم سكنت إلى جوار قبيلة الحارث بن كعب ، وهـذا يعنـي أن هـذه العلاقة فيها جوانب ودية ، إذ أنها اشتركت إلى جانب الحارث بن كعب في صراعها مع بنـي عامر في يوم فيف الريح كما ذكر المؤرخون ، وفيها جوانب غير ودية أدت بهم إلى الاقتتـال ، مثلمـا حدث حينما غزت خثعم ( بني سلامان) من الحارث بن كعب .
7- بني ذهل بن مزيقياء بن الأزد ويسكنون بقرية الحصامة بمحافظة الحرث .
النسب:
بنو الحارث بن كعب أحد قبائل العرب اليمنية الأصل تفرعت عن مذحج، ذكر ابو العباس القلقشندي في كتابه نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب نسبهم كالتالي:
بطن من مذحج من القحطانية وهم بنو الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد ومالك هو مذحج.
و ذكر القلقشندي في نفس الكتاب نسب مذحج كالتالي:
مذحج - واسمه مالك قبيلة من كهلان قال الجوهري: مذحج على وزن مسجد وقال أبوعبيد: هو ابن أدد وقال الجوهري: مذحج بن يخامر بن مالك بن أدد بن زيد بن كهلان والله أعلم. إنتهى ما ذكر القلقشندي عن نسب بني الحارث بن كعب و مذحج وقد كانت تجاورهم بني ذهل بن مزيقياء بن الأزد وبني نصر من الأزد.
مواطنهم قبل الإسلام :
سكنوا في الأودية الممتدة بعد مأرب إلى الجوف المحاذية لمخلاف خولان (جبال صعدة) كمـا كانت براقش من مواطنهم إ ذ سكنها الأوبر أحد بطون الحارث بن كعب ، وشـاركتهم قبيلـة مراد في موطنهم هذا، وهي في الأصل المدينة المعينية ثيل التي عرفت فيما بعد ببراقش ، وكانت من أبنية التبابعة القديمة وسكن بنو الحارث مخلاف نجران الذي يجمع كثيراً من القـرى ويتـصل فيـه المدينه والوادي ، وأستقروا في هذا المخلاف إلى جوار قبيلة همدان واستمر سكن بني الحـارث في نجران إذ كان ملك نجران في بني زياد من بيت عبد المدان من بني الحارث وهناك مناطق سكنها بنو الحارث أشار إليها (البكري) هي : الـصعيب ، وقـرى ،وجبل كوكب ؛ ويضيف ليها (ياقوت الحموي ) خدوراء وأصغر وعاد ، والمدلاء وهي رملة قرب نجران الجزء الشرقي منها لبني الحارثوالنضارات وهي أودية ومن الغارات التي كان يشنها بنو بن صعصعة يرأسهم عامر بن الطفيـل علـى بنـي الحارث بن كعب في منطقة الذهاب يظهر ما يشير إلى أنها من مواطنهم ويمكن تحديـد مواطنهم على وجه الدقة كانت إلى الشرق الشمالي من مشارف مدينة ذمار ومشارف جنـوب صنعاء .
الأحلاف :
1- بني ذهل بن مزيقياء بن الأزد وتقاسموا رئاسة نجران وذلك مدون في كتاب نهاية الإرب في معرفة أنساب العرب من مئات السنين وبني ذهل تتواجد في الحاضر في محافظة الحرث من ذلك الزمان متحالفة معها ومن المعروف أن الأزد من القبائل اليمانية الكبيرة التي تركت مواطنها في اليمن، عند تصدع سد مأرب، وارتحلت بحثاً عن موطنِ جديد لها ، كان ذلك في عهد رئيسها عمرو بن عامر بن حارثـة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن الأزد الذي أُطلق عليه عمرو مزيقيا، وكـان كاهنـاً رأى أن بلاد اليمن تغرق ، فخرج هو وأهل بيته ، ولما وصلوا ( نجران ) ، مروا ببني الحـارث بـن كعب ، وكانت بينهم حروب ، وأقام من أقام في جوارهم من بني نصر بن الأزد وبنـي ذهـلربن مزيقيا واقتسما رئاسة نجران.
2- بنو الجرم (الجرمي) وزبيد (الزبيدي) وهي قبيلتين متحالفة مع قبيلة المجارشة الحارثية الكعبية :
بدأ الخلاف بين قبيلتي (نهد وجرم ) من قضاعة حينما تكاثرت ، مما حـدا بهـم إلـى أن يتفرقوا ويتشتتوا بعد أن حدث اقتتال بينهما ، وكان هذا النزاع في مصلحة قبيلتـي ( زبيـد والحارث بن كعب ) ، إذ لحقت قبيلةنهد في بني الحارث بن كعب وتحالفت قبيلة جرم مع بني زبيد ، ولّما تحارب (بنو الحارث )بقيادة عبد االله بن عبد المدان و (بني زبيد ) بقيادة عمرو بن معد يكرب الزبيدي ، وقفت قبيلتا (نهد وجرم ) كل واحدة إلى جانب حليفتها في هـذا النـزاع الدائر ، حتى انه في تعبئة القتال كانت (جرم )تقاتل ضد ( نهد) ، وأسفرت نتيجة القتـال عـن هزيمة قبيلة زبيد وحليفتها (جرم )، ويبدو أن السبب كان في قلة اندفاع (جرم )عـن نُـصرة
حليفتها (زبيد) . وبعد هذه الهزيمة التي منيت بها (زبيد) ، وفِرار ( جرم ) عن نصرتها ، لحقت (جرم ونهد ) وتحالفوا مع (بني الحارث بن كعب ) ، واخذوا يقاتلون إلى جانبهم في معـاركه. ويرى (البغدادي) في خزانة الأدب غير ذلك في الحلف الذي ضم (جرم ونهد ) ، إذ ذكر أنهما كانتا في حلف مع (بني الحارث )،وان سبب تحول (جرم) إلى( بني زبيد ) يرجـع إلـى أنها قتلت رجلاً من أشراف ( بني الحارث) ، فخرجت (بنو الحـارث ) يطـالبون بـدم أخـيهم فالتقى (بنو الحارث ونهد ) من جهة ،وفي الجهة المقابلة ( زبيد وجرم ) بقيـادة عمـرو بـن معديكرب الزبيدي ، وبعد أن دارت رحى المعركة بين الطرفين إذ قاتلت (جرم ونهد ) فيهـا ،إلا أن (جرم ) كرهت مواصلة القتال لذا انس حبت من المعركة ، مما تسبب في انكسار حلـف (زبيد وجرم )، وخسارة المعركة ، مما دفع عمرو بن معد يكرب إلى أن يقاتل ( جرم )لمـوقفهم الذي خذلوه فيه ، فاقتص منهم وهزمهم وذكر (أبو عبيدة ) قول عمرو بن معد يكرب الزبيدي في حربه مع بني الحارث عنـدما
وقفت إلى جانبه ( نهد وجرم ) ، وكان النصر فيها للحارث بن كعب فقد وصفهم بأنهم لم يبلوا
بلاء حسناً فيها :
فَلَو أن قَومي أنطَقَتْتِني رِماحهم نَطَقتُ ولَكِن الرماح أجرتِ
واستمر تحالف (جرم) مع (الحارث بن كعب ) قُبيل الإسلام ، إلى أن قُتـل وعلـة بـن الحارث الجرمي من أشراف بني الحارث ( الحارث بن عبد المدان ) ، فحدث بينهم الخـلاف مما دفعهم إلى مفارِقُتهم قبيلة جرم وانضمت فئة قليلة منها مع الحارث بن كعب إلى يومنا هذا .
3- الأمير الأشراف وهي عائلة هاشمية قرشية يعود نسبها إلى الأمير الشريف خالد بن قطب الدين ، ويسكن البعض منهم في محافظة الحرث، والبعض الآخر يسكن في وادي ضمد وأبي عريش.
4- بني شراحيل نسبة إلى نافع بن شراحيل بن كعب بن عبس بن الخمخم بن عوف بن سفيان, و مساكنهم اليوم في الخشل و هم من متحالفين مع الحرّث.
مواقفهم من السيطرة الفارسية علََى اليمنِ :
بعد مقتل (سيف بن ذي يزن )،وخشية كِسرى (انو شروان )أن يعود الأحباش إلـى بـلاد
اليمن ،بعث هذا الأخ ير بحملة عسكرية بقيادة (وهرز) تمكن من احتلال اليمن ،وألحقه إقليمـاً
تابعاً للدولة الساسانية ،وجعل(وهرز)حاكماً عليه
،وتوالى عدد من حكام الفرس على بـلاد اليمن وهم : (المرزبان،والبينجان،وخسرو بن البينجان ،وأخرهم بأذان )،وفي عهد (بـأذان ) شُكِّل حلف من رؤس اء مجموعة قبائل : (زبيد) بزعامة(عمرو بن معد يكرب ) و(الحارث بـن كعب) بزعامة(يزيد بن عبد المدان ) و(الحصين بن يزيد الحارثي ) ،و قبيلة (خـولان ) بقيـادة
(عنبسة بن يزيد الخولاني ) و(شهاب بن الحصين )، اضافة الى جماعة من الفرسان والأشراف
، وأجمع هؤلاء على حرب (باذان) وكان مقر اجتماعهم في (مـذاب ) مـن أرض (الجـوف )
،وشكل هذا الحلف خطراً يهدد الوجود الفارسي في اليمن
. وتـزامن هـذا الحلـف مـع اضطراب الأوضاع الداخلية للدولة الساسانية ،وظهور تحركات ضد الفرس تمثلت في أغـارة قبائل (تيم) على طريق التجارة الشرقي في منطقة (اليمامة) ، اضافة الى التحركات العـسكرية التي كان يقودها (المثنى بن حارثة الشيباني ) في العراق ويرى (بيوتروفسكي) أن تحالف هذه القبائل حد من انتشار السلطة الفارسية في اليمن.
إسلام بني الحارث بن كعب :
لم يدخل ( بنو الحارث بن كعب ) الإسلام ضمن سلسلة الوفود التـي جـاءت إلـى المدينة لإعلان إسلامها ، إلا بعد أن جهز الرسول إليهم سرية بقيادة (خالد بن الوليد ) في أربعمائة مقاتل ، وكان ذلك في ( شهر ربيع الأول ،وقيل في جمادي الأولى من العام العاشـر للهجرة / ٦٣١ م ) إذ توجه خالد إلى (نجران) طالبا بني (الحـارث بـن كعـب ) ، وأمـره الرسول أن يدعوهم إلى الإسلام ثلاثا – أي ثلاثة أيام – قبل أن يقاتلهم ، وإن اسـتجابوا لك فأقبل منهم ، وأقم فيهم ،وعلمهم كتاب االله وسنة نبيه ، ومبادئ الإسلام فـأن لـم يفعلـوا فقاتلهم ولما قِدم ( خالد بن الوليد ) إلى بني (الحارث بن كعب ) بعث إليهم الفرسان يـدعوهم
إلى الإسلام ، فأسلموا وتقبلوا الدعوة الإسلامية ، فأقام ( خالد ) بينهم ليعلمهم تعاليم الإسـلام
وفرائضه وكتب بذلك إلى الرسول يخبره بإسلام بني ( الحارث بـن كعـب ) . فـدعا الرسول خالد إلى أن يأتي (المدينة ) ومعه وفد من بني ( الحارث بـن كعـب ) فأقبل إليهم مستصحبا معه وفدا من بني ( الحارث بن كعب ) وعددهم في رواية ( ابن اسـحق) ستة وهم : ( قيس بن الحصين بن يزيد بن قنان ذو الغصة ، ويزيد بن عبد المدان ، ويزيد بن المحجل ، وعبد االله بن قريض الزيادي ، وشداد بن عبد االله القناني ، وعمرو بن عبـد االله الضبابي ) ، أما في الرواية التي أوردها (ابن سعد ) فذكر عددهم سبعة مضيفا إليهم ( عبداالله بن عبد المدان ) وقدم وفد بني ( الحارث بن كعب ) إلى الرسول ولما رآهم ، قـال : مـن هـؤلاء القوم الذين كأنهم رجال الهند ؟ قيل : يا رسول االله هؤلاء بنو ( الحارث بن كعـب ) ، فلمـا وقفوا عند رسول االله سلموا علية وشهدوا أن لا االله إلا االله ، وقال لهم الرسول :انتم الذين إذا زجروا استقدموا ؟ فسكتوا ، وكررها أربعة مرات ، فقال له (يزيد بن عبد المـدان ) نعم يا رسول االله نحن الذين إذا زجرنا استقدمنا ، وقالها أربع مرات ... وقال : أمـا واالله يـا رسول االله ما حمدناك و لا حمدنا خالدا ، فقال رسول االله فمن حمدتم ؟ قالوا : حمـدنا االله الذي هدانا بك ، قال صدقتم وسأل الرسول بمن كنتم تغلبون من قاتلكم ؟ قالوا لم نكـن
نغلب أحدا ، فقال الرسول : بل قد كنتم تغلبون من قاتلكم ، قالوا : يـا رسـول االله كنـا نغلب من قاتلنا ، إنا كنا بني عبيد ، وكنا نجتمع ولا نتفرق ولا نبدأ أحدا بظلـم ، قـال :
صدقتم ،ثم أمر رسول االله (e (على ( بني الحارث بن كعب ) ( قيس بن الحصين ) فرجـع الوفد إلى قومهم سنه ( ١٠ هـ - ٦٣١ م ) ، بعد أن مكثوا في المدينة أربعة أشهر وبعد رجوع وفد بني ( الحارث بن كعب ) بعث الرسول معهم ( عمرو بن حـزم الأنصاري ) ليفقههم في الدين ويعلمهم السنة وتعاليم الإسلام ويأخذ منهم صداقاتهم وكتب لـه كتابا عهد إليه لهذه المهمة وكتب الرسول كتابا إلى زعماء بني ( الحارث بن كعب ) وبطونهم يقـرهم علـى أراضيهم وي طالبهم بأداءِ فرائض الإسلام ، إذ كتب إلى ( العاصم بن الحارث ، وذي الغصة ، وبني الضباب ، ويزيد بن الطفيل ، وبني قنان بن ثعلبة ، وعبد يغوث ، وبني زيـاد ، ويزيـد بن المحجل ، وبني قنان بن يزيد الحارثي )
.
ومما ذُكر عن وفد بني (الحارث بن كعب ) يمكن القول إن ما يفهم من الحوار الـذي دار بين الرسول وأعضاء الوفد انه أغلظ القول عليهم في قوله : (انتم الذين إذا زجروا استقدموا ) مكررا ذلك أربع مرات ، ربما راجع إلـى أن الرسـول أراد أن يحـد مـن كبريائهم وزهوهم الذي كانوا علية قبل إسلامهم ،وخاطبهم الرسول (e (بعد أن امتثلـوا إليـة بنبرة تثير الاعتزاز بأنفسهم بقولة : ( بمن كنتم تغلبون من قاتلكم ) وهناك وفد آخر من ( نجران ) يمثل النصارى فيها ، من بينهم العاقب عبد المسيح من بني ( الحارث بن كعب ) والأشعث أبو الحارث ، والسيد ابن الحارث وآخرون ، ودعاهم الرسول إلى المباهلة – الملاعنة - ، أي نجعل لعنة االله على الكاذبين – إلا أنهم رفضوا وتعاهدوا على تقديم الجزية ، فصالحهم الرسول على ألف حلة من حلل الاواقي ، قيمـة كـل حلة أربعون درهما فما زاد ونقص على حساب ذلك، ولم يكن صلحا دائما بل مؤقتـا (حتى يأت ي االله بأمره )، ولا نريد الخوض في تفصيلات هذا الصلح وبنوده بقدر مـا يهـم الأمر باشتراك بني ( الحارث بن كعب ) بهذا الوفد ويتضح إن المصالحة بين الرسول (e (ونصارى نجران تعبر عن عدم رغبتـه فـي أن تصبح ( نجران ) عقبة في طريق دخول الإسلام بلاد اليمن ، كما إن أهـل (نجـران ) كـانوا يأملون من الاتفاق أن يحمي مصالحهم التجارية فقد كانت ( نجران ) محطة قوافل ومما يجدر ذكره عن هذين الوفدين ما يراه ( الدكتور عبد الرحمن الـشجاع ) إن بنـي الحارث ليسوا من نصارى نجران وإلا دخلوا في الصلح الذي فرضـه الرسـول علـى نصارى نجران ووافق عليه زعماؤهم ، ويستنتج ذلك أيضا مما طلبه الرسول من ( خالد بن الوليد ) أن يدعوهم إلى الإسلام ثلاثا ، ولو كانوا من أهل الكتاب لكان يواجههم بـالتخيير بين ثلاث الإسلام أو الجزية أو القتال، ولكن في هذا المجال يمكن القول أن وفد ( بني الحارث ) الذي عقب سرية ( خالد بن الوليد ) سبق وفد نصارى ( نجران ) يتضح ذلك مـن خلال ما ذكره ( ابن سعد ) عن الوفود التي قدمت إلى المدينة أو ما سجله ( الطبـري ) عن وفود اليمن في حوادث سنة ( ٩ هـ - ٦٣١ م ) ما يؤيد ذلك ، يضاف الـى مـا سـبق الحديث عن تنصر بني ( الحارث بن كعب ) ، وان ( عبد المسيح ) احـد أعـضاء وفـد نصارى نجران كان من بني ( الحارث بن كعب )، ومما يدعم هذا ما جاء عند ( أبي عبيد ) و ( قدامه بن جعفر ) ما يشير إلى تنصر بني ( الحارث بـن كعـب ) ، حيـث قبـل الرسول عنهم الجزية وهناك وفد أخر من بني ( الحارث بن كعب ) جاء إلى الرسول يبدو انـه اسـلم طواعية ، إلا أن المصادر لم تشر إلى السنة التي وفد بها إلى المدينة ، لذا يمكن الاعتقـاد أن
هذا الوفد جاء بعد إسلام ( بني الحارث بن كعب ) على اثر السرية التي بعثها الرسـول بقيادة ( خالد بن الوليد ) وكان على هذا الوفد ( هانئ بن يزيد الحارثي ) ، إذ قدم إلـى النبـي في وفد من بني ( الحارث بن كعب ) ، وكان يكنى أبا الحكم ، فدعاه الرسول وقال: إن االله هو الحكم واليه الحكم فلم تكنى بأبي الحكم ؟ فقال : إن قومي إذا اختلفوا فـي شـيء حكمت بينهم فرضي كلا الفريقين ، وسماه الرسول أبا شريح بأكبر ولده
المراجع :
- الھمداني ، الإكلیل ،.
- ینظر :البكري ، .
والجزیرة العربیة وما بعدھا .
- الطبري ، المصدر والصفحة نفسھما .
- الرازي تاریخ صنعاء .
- د. نزار ألحدیثي ، أھل الیمن في صدر الإسلام
- الیمن قبل الإسلام والقرون الأولى للھجرة
- ینظر: تفصیلات أكثر عن الصنم یغوث د/سعد عبود سمار ، قبائل مذحج وما بعدھا.
- یاقوت الحموي ، معجم البلدان،.
- د. شوقي ضیف ، العصر الجاھلي
التوقيع
|
|
|