قال تعالى " ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) .
و عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: " مَا بعَثَ اللهُ نَبِيًّا إلاّ رَعَى الغَنَم " فقال أصحابُه : وأنتَ ؟ فقَال : " نَعم، كُنتُ أَرعَاها على قَرارِيطَ لأهْلِ مَكَّةَ ". رَوَاهُ البُخَارِيُّ .
السؤال / هل هناك علاقة بين رعي الغنم ولا إله إلا الله ؟؟
الجواب / نعم يكاد ان يكون مبيناً ، كيف ؟
آية لا إله إلا الله تُعرف بالرعي والمرعى ، وذلك أن الرعي والمرعى عبارة عن ( طعام وشراب وأمان ) .
فأنت ربُ الغنم بالتالي عليك طعامها وشرابها وأمنها أن لا يأكلها الذئب أو يسرقها السارق ، فإذا مَنَعْتَ عنها الطعام والشراب ، وسَلَبْتَ أمنها ، وتركتها للوحوش هلكَتْ الأغنام .
وأنت أيضاَ لك ربٌ بالتالي عليه طعامكَ وشرابكَ وأمنك ، فإذا منع عنك الطعام ، و- الماء - الشراب ، و سلب أمنك هلكت .
هذه آية لا تكفر جلية واضحة وضوح الشمس إذ الإنسان والحيوان يشتركان في أن كلاً منهما يحتاج إلى طعام وشراب وأمن ، ومن كانت هذه صفته فلا يكون إلهاً البتة ، لأن ذلك يدل على النقص والإحتياج إلي الطعام وما ينشأ منه من البول والغائط . فكيف يكون إلهاً ؟؟.
قال تعالى " لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ، إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ، فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ، الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ "
فالطعام والشراب دليل أنك مخلوق .
قال تعالى " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ، مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ، إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ " .
" قلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ۗ، قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ " .
وقال الله تعالى : " مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ " .
الله سبحانه وتعالى يبين أن عيسى بن مريم ليس بإلاه بقوله " كانا يأكلان الطعام " .
شرح الجلالين :
ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت» مضت «من قبله الرسل» فهو يَمضي مثلهم وليس بإله كما زعموا وإلا لما مضى/ ما المسيح ابن مريم عليه السلام إلا رسولٌ كمن تقدمه من الرسل «وأُمُّه صدَيقة» مبالغة في الصدق «كانا يأكلان الطعام» كغيرهما من الناس ومن كان كذلك لا يكون إلها لتركيبه وضعفه وما ينشأ منه من البول والغائط «أنظر» متعجبا «كيف نبين لهم الآيات» على وحدانيتنا «ثم أنظر أنَّى» كيف «يُؤفكون» يصرفون عن الحق مع قيام البرهان . كيف يُصرفون عن استماع الحق وتأمله .