منتديات قصيمي نت

منتديات قصيمي نت (http://www.qassimy.com/vb/index.php)
-   الأدب المنقول (http://www.qassimy.com/vb/forumdisplay.php?f=78)
-   -   موسوعة المصطلحات الأدبية (http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=386387)

حسن خليل 02-11-10 02:30 PM

موسوعة المصطلحات الأدبية
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسرني أرفق لكم هذه الموسوعة من المصطلحات الأدبية العربية والعالمية. وأود أن أشير هنا بأن هناك أشياء وردت فقط للمعلومية وليس على سبيل الاعتقاد.


هذه الصفحة للفهرس

الصفحة الأولى:
الدراماتورج، الشكلانية، التطهير، التبئير، الدادية، النقد الوجودي، النهجية، الاستلاب، التأويل، الجمالية، المعادل الموضوعي، التخفي، إبداع (خلق)، الإحالة، الأدب، الأدب العالمي، الأدب المقارن، الاستطراد، الاستعارة الشعرية، الأسلوب، الأصالة، الانتحال، الانطباعية، الأيدولوجية، البدائية، البنيوية.


الصفحة الثانية:
البلاغة، التأويل، تحليل النص، التفكيكية، التعبيرية، التناص، ثراء الدلالة، ثغرة "بياض"، ثلاثية، جملة متوازنة، جناس، جناس (نوع) أدبي، جو انفعالي، جونجورية - أسلوب الزخرفة اللفظية، حادثة، حالة الموسيقى في الشعر (1)، حالة الموسيقى في الشعر (2)، حامل بذورالنمو، حب بلاطي، حبكة، حبكة فرعية، حبكة مقابلة، حتمية آلية، حداثة أدبية، حدس.


الصفحة الثالثة:
حديث جانبي، حديث منفرد، حذلقة، حرفياً، حساسية، حسي - (شهوي)، حكاية (أقصوصة)، حكايات "العباءة والخنجر"، حكاية بطولات، حكاية بطولية (ساجا)، حكاية الجان (الكائنات السحرية)، حكاية خرافية، حكاية شعبية، الحكاية الشعرية، حكاية عجيبة، حكاية (مثل)، حكي خيالي، حل العقدة -(النتيجة النهائية لوضع معقد)، حلقة (زمرة – جماعة)، حوار، حوار السطر الواحد (المبارزة الكلامية)، حواري، خامة الصوت، خارج حسي، خرافة أخلاقية، خصم، خصة شعرية (اجازة)، خطاب، خطاف قصصي (الشص القصصي)، خطايا سبع مهلكات (الكبائرالسبع)، خطبة (تلقى في مناسبة)، خطاب (خطاب رنان متقد)، خطبة قدح، خلاصة 1، خلاصة (2) (صورة مصغرة)، خلاف أو نزاع.

الصفحة الرابعة:
خلف طالح (التابع المقلد)، دادية، دخيل (غريب - زائد عن الحاجة - يعوزه الترابط)، دراسة الدلالة، دراما، دراما بطولية، دراما شعبية، درجة النغم (طبقة الصوت)، دعاية (بروبا جنده)، دفاع، دلالة، ذاتية، ذاتية الحداثة، ذروة، ذيل شارح (ملحق)، رائعة (مأثرة- تحفة)، ربات الفنون- (الملهمات)، رسالة (رسالة رسمية. رسالة إنجيلية)، رصيد (الريبرتوار)، رعوي، رعوية (قصيدة رعوية)، رفيق ملازم (الدليل)، رقصة سريعة (متوثبة بالحيوية)، رقعة ارجوانية، رمز، رمز المنزلة الاجتماعية، رمز ومجاز، رمزية حديثة، رمزية حيوانية، رواقية، رواية.


الصفحة الخامسة:
رواية أو مسرحية ذات مشكلة، رواية تاريخية، رواية تكوين الشخصية وتنشئتها، رواية حيان فنان، رواية ذات مفتاح، رواية رخصية (التي تنعدم فيها القيمة الفنية)، رواية (دراما) سوسيولوجية، رواية حديثة، رواية الغرب الأمريكي، رواية قصيرة، رواية نفسية، رواية مضادة، روح شخص أو شعب (مزاجه - عبقريته)، روح العصر، رومانسية، رؤية أدبية، رؤيوي (متعلق بالرؤيا)، زلة تراجيدية، سجل اليوميات، سخرية جوفينال، سرعة البديهة، سطر من الشعر، سفر الكياسة، سقراطي، سلسلة قصصية، سميوطيقي (ألـ)، سؤال خطابي، سورة الانفعال، سوفوكليسي (طابع سوفوكليسي)، سوقي (مبتذل)، سوناتا، سياق (بيئة الكلام ومحيطه وقرائنه)، سيرة ذاتية.

الصفحة السادسة:
سيريالية، سيكولوجية الدلالة، سيكولوجية المعنى، سيناريو، شاعر البلاط، شاعر القبيلة، شاعر مغن، الشجن الشامل، شخصية تالية، شخصية جاهزة قياسية، شخصية رئيسية، شخصية راكدة (متحجرة)، شخصية مسطحة، شخصية ممتلئة (مكتملة)، شريعة الحياة، شرير، شطح خيالي، شعار رمزي، شعر، شعر حر، شعر الحكمة، شعر خفيف، شعر درامي، شعر ركيك، شعر المزاح الاجتماعي، شعر المناسبات، الشعر المنثور (النثر الشعري)، شفرة، شكاة نائحة، شكل (أو صورة مقابل مادة)، شكلانية.


الصفحة السابعة:

الشكلانية الروسية، شكوى، شمول، صادر عن سلطة (بمقتضى السلطة)، صدى تلميح، صديق مؤتمن على الأسرار، صراع: (تضارب - نزاع)، وللصراع أنواعه المختلفة، الصفة الكونية، صلب الدراما، وللصراع أنواعه المختلفة، صنمية، صورة أدبية دقيقة (مختصرة)، صورة جانبية، صورة جوهرية، صورة محسوسة، صورة مهيمنة (مسيطرة قائدة)، صياغة كلمات مبتكرة، صيغة اصطلاحية (القالب الشكلي)، صيغة الكل، ضلال - (انخداع. وهم)، طابع دُوري - بضم الدال - (اتصاف بالبساطة)، طابع عام (نغمة)، طابع محلي، طاقة حيوية نفسية (الليبيدو)، طباقي (كونترا بنطى)، طعن – تشهير، طليعة، طوبائية (نزعة المدينة الفاضلة)، ظاهريات (فلسفة).


الصفحة الثامنة:

عابر زائل، عاصفة واندفاع، عاطفية مسرفة وسقوط غير إرادي من الذروة، عالم الترحال، عبادة الكتب، عبارة اصطلاحية، عبيط، عدالة شعرية، عدمية، عدمية حداثية، عرض (تقديم - تفسير)، عرض صامت، عرض نقدي - مقالة نقدية، عرضي بفتح الراء أو استطرادي، عُرف، عُرف أدبي (طبعاً في فرنسا)، عُرف درامي (مواضعات إيهامية)، عصر النهضة (الرينيسانس)، عصور الظلام، عقدة، عقلانية، عقيدة جامدة، علاقة الحلم بالشعر، علاقة اللغة بالتفكير.



الصفحة التاسعة:
علة ومعلول (السبب والنتيجة)، علم أسماء الأعلام، علم أصل الكلمات وتاريخها، علم أصول الكلمات الشعبي، علم الدلالة العام، علم العروض، علم العلامات (السيميوطيقا)، علم الكتابات القديمة، عملية الاستدلال العقلي، عناصر الأدب البنائية، عنوان (شرح أو تعليق)، عياني (ملموس)، غنائي، فاتحة - تمهيد، فارس (شهم - متعجرف - مختال)، فاصل، فانتازي (عجائبي)، فانتازيا (خيال جامح متحرر من القيود الشكلية)، فرسان المائدة المستديرة، فروسية (شهامة - جود)، فرويدية، فضائل سبع، فعل.



الصفحة العاشرة:
فعل صاعد، فعل مقدم (سابق)، فكاهة، فلسفة المدرسة الرمزية، فلسفة المنفعة، فن الإلصاق (يجمع قطعًا مختلفة)، فولكلور (المأثورات)، في قلب الأشياء، فيكتوري، مسرح القسوة، مصطلح المقالة.

حسن خليل 02-11-10 02:33 PM

الدراماتورج

الدراماتورجية هي فن إعادة كتابة النص المسرحي ليتلاءم مع التمثيل على خشبة المسرح, والدراماتورج هو مؤلف النص ومؤلف التمرين والنوع والتوجه ومؤلف العرض المسرحي, وهو حلقة الوصل بين الكاتب والمخرج.

والملم بكل العناصر المسرحية من الديكور الى الموسيقى الى الاداء المسرحي والنقد, والمعني ببناء الشكل واستنباط وسائل التعبير, ووضع خطة العمل المسرحي, لاتسامه بسعة الافق والمهارات المتعددة.


الشكلانية

مصطلح يطلق على تيار تنظيري أدبي ظهر في روسيا ما بين 1915و 1930 كان من أبرز أعلامه باختين،واخنباوم، وبروب، و تيتانوف، وشخلوفسكي، وفينوغرادف.

وتعتمد الشكلانية في تحليلها على الوصفية شبه الإحصائية وتراكيب الأعمال الشعرية وبنيات العمل.

كما تضع الشكلانية الروسية مبدأ الالتصاق بالنص الأدبي من منظور بنيوي يعالج الشكل كمجموعة وظائف.

التطهير
Catharsis

يراد به في المأساة عند أرسطو حسبما اورده في كتابه (الشعر)، تنقية نفوس النظارة بوساطة فزعهم مما يحدث لبطل المسرحية، وشفقتهم عليه، إذ يقول إن التراجيديا هي محاكاة فعل جليل، كامل، له عِظَم ما، في كلام ممتع تتوزع أجزاء القطعة عناصر التحسين فيه. محاكاة تمثل الفاعلين ولا تعتمد على القصص، وتتضمن الرحمة والخوف لتحدث تطهيراً لمثل هذه الانفعالات.

حسن خليل 02-11-10 02:35 PM

التبئير
focalization

التبئير focalization يعني هذا المصطلح الانتقال في زاوية الرؤية الذي يحدث في العمل الأدبي بانتقال زاوية الرؤية من شخصية إلى أخرى، ويلفت التبئير الانتباه إلى الطريقة التي ينتقل بها تركيز القارئ تبعاً لتغير زاوية الرؤية.

انتشر هذا المصـطلح فيما يعرف بـ (narratology) أي نظرية السرد .



الدادية
DADAISME

حركة فنية أدبية، بدأها تريستان تزارا tristan tzara في زيورخ حوالي عام 1916. ويعني المصطلح النزعة العدمية التي تحتج على المنطق والعرف والقواعد والمثل العليا والادب نفسه وتطالب بحرية مطلقة. ولكي يبرهن انصار تلك الحركة على ازدرائهم للمدنية كتبوا اشعارا لاتفهم ومسرحيات غريبة عجيبة ورسموا لوحات تصدم المتلقين. وفي البداية كان اندريه بريتون Andre Breton الشاب من انصار تلك النزعة قصيرة العمر لكنه اسهم في تأسيس السريالية التي حلت محلها ابتداء من 1922.


النقد الوجودي
Exiestential Criticism

ينسب النقد الوجودي إلى المفكر والكاتب الفرنسي جان بول سارتر وأتباعه. يتركز اهتمام واشتغال الناقد الوجودي على استكشاف معالجة النص الأدبي للقضايا والمسائل الوجودية، وتأثيره على الوعي الوجودي للقارئ.

النهجية

طريقة في الفن ظهرت في القرن السادس عشر، من أبرز ممثليها (بونترمو) في إيطاليا ومدرسة ( فونتين بلو) في فرنسا وهي تقسم إلى عدة مراحل، إلا أن اسلوبها الأساسي (حسب مقولة فريدلاند) هو الأسلوب المعاكس للكلاسيكية وقد تأثرت بفن (مايكل أنجلو) والفن الغوطي الحديث، والفن الألماني وكذلك بالنقوش البارزة للعصور القديمة.


حسن خليل 02-11-10 02:36 PM

الاستلاب
Alienation

حالة الفرد الذي يكون قد انقطع عن الانتماء إلى نفسه، أو عن الشعور بانه المتصرف في نفسه، فيعامل معاملة الشيء. وهذا المفهوم شاع في الأدب الغربي الحديث، وفي علم الاجتماع وعلم النفس عند تحليل الإنسان العصري، وهو مستمد من فلسفة هيجل، والاستلاب هو أهم سمة تميز شخصيات فرانز كافكا في رواياته.


التأويل

يستعمل مفهوم (التأويل) في السيميائية، بمعنيين مختلفين يرتبطان بفرضية الأساس، الذي يحمل عليه ضمنياً، أو مباشرة، أي الشكل/ المضمون.


والتأويل السيميائي يعيد إنتاج نفس التمفصلات ويمكن أن يقدم تحت نفس قواعد الشكل والمؤول، وهنا يكمن التحديد الممكن للغات الشكلية من الوجهة السيميائية. ويعتمد التأويل على تفسير النص، وبحث معناه، وتخريج قواعده، وترجمتها إلى لغات ثانية وثالثة.



الجمالية

نزعة مثالية تبحث في الخلفيات التشكيلية، للإنتاج الأدبي والفني، وتختزل جميع عناصر العمل في جمالياته.. وترمي النزعة الجمالية إلى الاهتمام بالمقاييس الجمالية، بغض النظر عن الجوانب الأخلاقية انطلاقاً من مقولة (الفن للفن).

وينتج كل عصر (جمالية) إذ لا توجد (جمالية مطلقة) بل جمالية نسبية تساهم فيها الأجيال- الحضارات- الإبداعات الأدبية والفنية.


ولعل شروط كل إبداعية هي بلوغ (الجمالية) إلى إحساس المعاصرين.


المعادل الموضوعي

المعادل يقابل من الوجهة الدلالية هوية سيمية جزئية تقع بين وحدتين أو أكثر من الوحدات المعروفة، كما يسمح المعادل بفهم السير اللساني للخطاب والتحليل الدلالي مرخصاً بالاختزال.
أما المعادل الموضوعي، فهو مواقف/موضوعات أحداث تعبرعن الانفعال، في صورة فنية أو أدبية ما، وعرف المعادل الموضوعي في المقاربات النقدية وعند إليوت خاصة كما يمثل مقابلاً لغوياً للواقع المادي.

حسن خليل 02-11-10 02:40 PM

1. التخفي


يشار بالتخفي في السيميائية السردية إلى أبعاد كل برنامج سردي للفاعل خارج النص.

وتعود العملية السابقة إلى المضايقات التي تفرضها النصية الأفقية للبنيات السردية، من جهة، والتي تعوق قيام خطاب ببرنامجين، من جهة أخرى.

والتخفي معارضة للظهور، في السيميائية السردية، وهذا يقابل كذلك ثنائية المباشرة/ الضمنية


2. إبداع (خلق)

يوضع الخلق في الأدب أحيانا مقابل المحاكاة أو المعرفة باعتباره نقيضهما. ولكنه ليس خلقا من عدم إذ يفترض مادة لغوية ومواضعات فنية تاريخية ومبادئ تشكيل سابقة قابلة لأن تتلقى العناصر والأبنية الجديدة التي يقدمها الخيال الخلاق. ويقف الخيال الخلاق في الأدب على قمة جديدة تنهض على التمثلات في الخبرة الإنسانية اليومية التي لا تخلو من فكر إبداعي. فتلك التمثلات هي صور تخيلية منصبة على الأشياء التي أدركناها حسيا في الماضي ولكنها لم تعد تؤثر في إحساساتنا الآن بل تستبقيها الذاكرة في صور يشكلها الخيال متحررا من تأثيرها المباشر معمما شهادة الحواس جميعها، مستفيدا من التصورات الذهنية المحصلة. وتأتي الصورة الفنية لتعيد تشكيل الترابط بين التمثلات، كما تعيد تشكيل التمثلات نفسها لإحداث انطباعات جديدة تستهدف غاية معينة ومثالا جماليا رفيعا وتتشبع بمقدرة على إثارة الانفعال. ولا تقف تلك الصور الفنية على التجميل الانفعالي لمكافئ ذهني جاهز. فلها حركتها الخاصة.


الإحالة

إرجاع تعبير لغوي إلى ما يشير إليه خارج اللغة. وقد يعني ذلك أشياء أو عمليات أو أوضاع في الواقع. وترفض البنيويةإحالة العلامة اللغوية إلى مرجع خارجي وتقدم بدلا من المرجع أو المشار إليه تصور المدلول. وفي النقد الأدبي هناك اتجاه حديث يرى العمل الأدبي مكتفيا بذاته تام الاستقلال يقوم على محاوره الذاتية وحدها.


الأدب


في اللغة العربية يعني الأدب من حيث الأصل اللغوي الدعوة إلى الطعام، وسمي "بالأدب" توسعا بعد ذلك القول الذي "يأدب" أي يدعو الناس إلى المحامد أو التحلي بالخلق الفاضل أو القيام بأمر جلل. واتسع المعنى في العصرين الأموي والعباسي ليشمل التعليم والتهذيب. فقد كان الأدب شديد الرحابة يضم أنواعا من المعرفة بالإضافة إلى صناعة الكلام البديع (عند الجاحظ)، فهو عند المبرِّد يشمل الكلام المنثور والشعر والمثل السائر والموعظة والخطبة والرسالة، وكما يشمل عند آخرين أخبار العرب وأنسابهم. وداخل ذلك الاتساع بدأت عناصر نوعية في البروز، فعند ابن خلدون كان الأدب هو الإجادة في فني المنظوم والمنثور على أساليب العرب ومناحيهم وإن ظل بمعنى الأخذ من كل علم بطرف.

وعند ابن خلدون الأدب هو فكر الأمة الموروث والذي يعبر عنه الشاعر أو الكاتب بلغة ذات مستوى فني رفيع تنقل بشفافية موروث الأمة الاجتماعي والسياسي والفكري والاقتصادي والإنساني والحضاري.

وكان الوضع في الغرب مشابها لذلك، فقد انتقل من كتلة الأعمال المكتوبة إلى الأعمال التي تستحق المحافظة عليها باعتبارها جزءا من إعادة الإنتاج الجارية للمعاني داخل ثقافة معطاة. وفي منتصف القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر مع صعود الطبقة الوسطى وهيمنتها وفرضها التخصص على سائر مجالات الحياة، أصبح للأدب نطاق محدد يعتمد على الفرد والذات. وانفصل الأدب بمعاييره الخاصة بالإبداع والخيال والقيمة الجمالية عن الأعمال المرتبطة بالإحالة الواقعية والعملية، عن أعمال العلم والتعليم والخطابة والدعاية والفلسفة والتاريخ. فانتقل الأدب من توصيل المعارف وتهذيب السلوك إلى الذوق أو الحساسية كمعيار لتحديد الخاصية الأدبية، وإلى المخيلة الإبداعية كملكة متميزة. أي أن التأليف اللغوي الأدبي أصبح متخصصا في التجربة الحسية والتجربة الانفعالية للفرد وليس في القضايا الفكرية، كما تخصص في إبداعات المخيلة وليس في المسائل الواقعية النفعية. ولم يعد الأدب يستهدف الإقناع أو الحث على الفعل المؤثر أو الدعوة إلى الإصلاح الاجتماعي بل إحداث اللذة الجمالية (انظر أدبية). وما سبق يتعلق بالاتجاه السائد، ولكن مفهوم الأدب يظل فضفاضا يفتقر إلى تعريف يلتف حوله الجميع. وهناك التعريف الإشاري الذي يضع في اعتباره كتلة الأعمال التي اصطلح على أنها أدبية طوال التاريخ من ملاحم ومآس وأعمال درامية وغنائية وروائية، وهو تعريف قاصر لأن تلك الأعمال المقرة اختلفت باختلاف المجتمعات والعصور، كما أن هناك أعمالا حدودية تقع على الخط الفاصل بين الأدب واللا أدب في بعض الفترات (الرواية عند نشأتها، الحكايات الشعبية والسير).


الأدب العالمي

المصطلح ألماني قدمه جوته (1827) ليعني الأدب الصادر عن كل الأمم والشعوب، ويتوسط بينها عن طريق التبادل والتفاعل لإثراء روح الإنسان بتجاوزه حدود قوميته. والأدب العالمي ليس نقيضا أو بديلا للآداب القومية، كما أنه ليس حاصل جمع تلك الآداب. فهناك تيارات أدبية عالمية تظهر لدى عدد من الشعوب في الفترة نفسها أو في فترات زمنية متقاربة، وهناك تقاليد أدبية دخلت المسار العالمي وتمثلتها الآداب القومية المتعددة وكان لها تأثيرها الملموس عليها، وهناك الأعمال التي لقيت الانتشار خارج حدود منطقتها اللغوية لقيمتها الفنية الرفيعة. إن التيارات الشاملة الثقافية والأدبية رومانتيكية واقعية ورمزية وسيريالية ، والتقاليد الشاملة (الأشكال والشفرات والأدوات والمواضعات ) والروائع الأدبية وإن نشأت على أرض قومية بالضرورة، تتخطى تلك الحدود، وتشكل عناصر في بنية دائمة التطور هي بنية الأدب العالمي، تستمد خصوبتها لا من آداب اللغات الأوروبية وحدها، بل من آداب لغات العالم جميعا. فلا وجود لأدب عالمي خارج الإسهامات القومية المتعددة.

حسن خليل 02-11-10 02:42 PM

الأدب المقـــارن

دراسة وتحليل العلاقات وأوجه الشبه بين آداب الأمم والشعوب المختلفة. وهو تخصص حديث بدأ في مطلع القرن التاسع عشر. ويدرس المشترك العام بين الخصوصيات القومية في الإنتاج الأدبي، سواء أكان ذلك المشترك ناجما عن اتصال وتأثير وتأثر وتفاعل بين الآداب القومية المتنوعة، أو كان ثمرة لنمو تلقائي وتواز مستقل في المواضيع والمعالجات.

وهناك اتجاه يركز على تأثير الآداب بعضها في بعض، تأثير في مواضيع التناول ونشأة أنواع جديدة (الدراما والرواية في الأدب العربي) وصيغ أسلوبية (الشعر الحر) وتأثير شخصيات بارزة (موباسان وتشيخوف في السرد العربي).

واتجاه آخر يحد من نطاق التأثير ويعلي من شأن التطور الداخلي للأدب القومي، ويرى أن الأوضاع المتشابهة بين قوميتين من حيث الاحتياجات الروحية تؤدي إلى نتائج أدبية متشابهة، فلم يهتم الأدب العربي بالرواية والدراما قبل نشأة فردية الطبقة الوسطى كما أن استيعاب العناصر الأجنبية يتطلب تهيؤ الأرض المحلية لاستقبال البذرة ودرجة نضج داخلية وانبثاق أسئلة تقدم التأثيرات الخارجية إجابة عنها.

ويرى هذا الاتجاه أن هناك في الآداب المختلفة تشابها منتظما للظواهر في المراحل المتعاقبة، مثل إمكان تعاقب تيارات أدبية معينة من الإحياء والكلاسيكية الجديدة إلى الرومانسية والواقعية والمدارس الطليعية، حيث يكون التأثير الخارجي حافزا إضافيا. كما أن هناك تشابها منتظما في الجدل النقدي حول القديم والجديد، واتباع عمود الشعر أو كسره، وإنتاج صيغ أسلوبية متماثلة وأشكال نوعية مشتركة. (مثل رواية الأجيال وقصيدة النثر ). وترجع هذه التشابهات المنتظمة إلى توفر شروط داخلية محددة، كما أن التجانس لا يكون مكتملا. فالتيارات الرئيسية العالمية تكتسب طابعا قوميا في كل أدب، وبعض الآداب قد تكون أكثر نموذجية في تعبيرها عن تيار بعينه، أو قد تختلط داخلها التيارات (رومانسية محملة بعناصر واقعية أو العكس، وواقعية(تستفيد من تقنيات حداثية ).

ويعاني الأدب المقارن من نزعة المركزية الأوروبية، التي تضع علامة التساوي بين الأدب العالمي والأدب المكتوب بلغات أوروبية (الآداب الأوروبية وآداب الأمريكيتين وبعض آداب آسيا وأفريقية المكتوبة بلغة أوروبية). وهذه النزعة تعتبر أن أدب العالم الغربي يشكل وحدة متكاملة هي التي تجسد وحدة الخيال البشري طول التاريخ، والخصائص الأبدية للأدب، كما أن هذا الأدب الغربي هو معيار المقارنة ومثالها لكل الآداب الأخرى.

ويبرز في العالم العربي اتجاه يرفض هذه المركزية الأوروبية كما يرفض الانغلاق القومي، ويقيم أسسه على الخصوصية المتفتحة المتفاعلة مع الأدب العالمي ولا يغفل عقد المقارنات مع آداب آسيا وأفريقيا الحديثة والتراثية.


حسن خليل 02-11-10 02:44 PM

الاستطراد

- في الاستعمال الأدبي يعني المصطلح فقرة أو جزءا معينا ينحرف عن الموضوع الرئيسي أو الحبكة الأساسية.

- ويعتبر بعض القراء أن الكثير من فقرات الوصف المطولة أو التي تبدو ضئيلة الأهمية في رواية من الروايات استطرادا.


الاستعارة الشعرية

لا يعبر الشعر عن المعنى من خلال التجريدات بل من خلال الجزئيات العينية ذات الأهمية القصوى التي لا تقتصر على التجميل.

وتعقد تلك الصور مقارنات من أنواع مختلفة ومن ثم فهي وسائل مهمة من وسائل التفسير. وتؤثر الصور في المعنى بطرق مختلفة غير مباشرة، لذلك يصعب تقديم تعريف دقيق أنيق لوظيفتها. ولم يعد القول العتيق بأن الاستعارة أو التشبيه وظيفتهما الإيضاح والتجميل صالحا، وتبدو الاستعارة وكأنها تقدم وصفا بديلا، وصفا أبسط وأكثر ألفة وأيسر استيعابا. حقا أن المقارنة الاستعارية غالبا ما تقوم بذلك، ولكنها الوسيلة الوحيدة في الشعر التي يستطيع بها الشاعر أن يصف لنا الموقف الذي يريد تقديمه، وقد تكون المقارنة دقيقة وعميقة.

فإحدى وظائف الاستعارة هي اكتشاف الحقيقة لا توضيحها فحسب بمعنى تبسيطها. كما أن التجميل يتضمن شيئا من التزييف الجزئي (أي إضافة تلوين خاص أو زخرفة خاصة) ولكن للمقارنة الاستعارية وظيفة بنائية، فهي الطريقة الوحيدة المتاحة أمام الخطاب وهي جزء من أساس القول وليست زائدة تجميلية، وليست الاستعارات ذات الفاعلية في حاجة إلى أن تمضي أو تشير إلى موضوعات جميلة، فبعض موضوعاتها محايد أو دميم (كما في الهجاء).

ويخطئ الإيضاح والتجميل الهدف باعتبارهما الوظيفة الأساسية للاستعارة. فالاستعارة وسيلة للحدس والاستبصار وهي أداة للخلق وليست قشرة يمكن نزعها عن لب موجود بدونها، وهي جزء بنائي لا يمكن فصله عن القصيدة كما لا يمكن التعبير بأشياء غيرها. إنها ترتبط بالمعنى الكلي المكتمل للقصيدة ارتباطا مرنا مرهفا، وليست الاستعارات أدوات ميتة خاملة تبعد القارئ عن قلب القصيدة ببهرجها الخاص كأجزاء من زينة غبية لا تلفت النظر إلا إلى نفسها، فوظيفتها الإضافة إلى المعنى الكلي وخلقه داخل سياق خاص.


حسن خليل 02-11-10 02:45 PM

الأسلــوب

الطريقة المخصوصة في استعمال اللغة التي تميز مؤلفا أو مدرسة أو فترة أو نوعا أدبيا . ويمكن تعريف الأساليب المحددة بواسطة أدائها اللغوي ومعجمها وتركيبها وصورها وإيقاعها واستعمالها للأشكال المجازية وغير ذلك من السمات اللغوية، وقد سميت أنواع من الأسلوب، باسم مؤلفين معينين (أسلوب شيشيرون، أسلوب بديع الزمان الهمذاني، أسلوب الجاحظ) وباسم فترات (الأسلوب الجاهلي، الأسلوب العباسي أسلوب عصر النهضة. الأسلوب الحديث)، وباسم مجالات (أسلوب علمي) أسلوب صحفي، أسلوب شعري) وباسم مدارس فنية (الأسلوب القوطي الأسلوب الباروكي ، الأسلوب الواقعي الأسلوب الكلاسيكي . وفي العربية تدل الكلمة على الطريق الممتد، والوجه والمذهب، وعلى الفن فأساليب القول هي أفانينه.

وتعني الكلمة في أصلها اللاتيني أداة الكتابة. وعلى الرغم من أن الكلمة غير قابلة للتعريف الدقيق فإنها تقترب الآن من وصف الخصائص المميزة لنص أدبي والمتعلقة بشكل التعبير أكثر من تعلقها بأي فكرة يقوم النص الأدبي بتوصيلها، بالإضافة إلى أن الأسلوب يشير إلى طرائق الكاتب الفرد المميزة له، وهو بذلك وصفي يختلف عن البلاغة ذات الطابع المعياري العام، وقد أخذ الأسلوب الفردي أكبر اهتمام في الدراسات الأسلوبية الحديثة.


الأصـــالة

المحافظة على السمات العريقة المميزة لثقافة ما، وفي الأدب تعني المحافظة على التقاليد التاريخية للأجناس الأدبية والعمل على تطويرها من داخلها مع استبقاء أسسها والإخلاص لروحها. ففي الشعر قد تعني الأصالة استلهام البحوروالتفعيلات وتطويعها للتجربة العصرية، وفي القص قد تعني الإفادة من التراث السردي في ألف ليلة والسيرة الشعبية (التغريبة) والكتابة التاريخية ومواقف المتصوفة والمقامة والحكاية وأدب الرحلات...إلخ. كما فعل نجيب محفوظ في رحلة ابن فطومة وجمال الغيطاني في الكثير من أعماله.

الانتـــحال

السرقة الأدبية وهي أخذ أو محاكاة للغة ومعاني مؤلف آخر وتقديمها كما لو كانت من بنات أفكار السارق والتعبير مشتق من كلمة لاتينية تعني المختطف ، ونطاقه يمتد من ذكر المعاني بألفاظ مختلفة غير ملائمة إلى السرقة السافرة. كما أن الاقتباس أو الاقتراض من الأصل إذا لم يطرأ عليه تحسين على يدي المقتبس يعتبر انتحالا.

حسن خليل 02-11-10 02:48 PM

الانطـــباعية

نزعة أدبية لا تشدد النبر على الواقع بل على انطباعات الكاتب أو إحدى الشخصيات.

- وهي نظرية أدبية (أو فنية عموما) تذهب إلى أن الهدف الأساسي للأدب هو تفسير ما يطرأ على الذهن والوجدان والضمير لا تقديم أوصاف تفصيلية للمناظر والأحداث.

- وتتخلى الانطباعية عن التصميم العام وعن التأثير الإيهامي المكتمل، وهي أسلوب شخصي في الكتابة يطور به الكاتب الشخصيات ويرسم المناظر كما تبدو له في لحظة معينة بدلا من تقديمها كما هي في الواقع أو كما قد تكون في الواقع. وهي نزعة ذاتية تنصب على التأثيرات المتغيرة للون والجو وتجعل من تصيد الانطباعات هدفا في ذاته وتبتعد عن تصوير الأعماق والأوجه الجوهرية النموذجية. وعلى سبيل المثال فإن الفقرات التي تسمى بفقرات عين الكاميرا، في رواية "دوس باسوس": "الولايات المتحدة": "u.s"، ذات صبغة انطباعية.

- ورواية جويس " صورة الفنان في شبابه" تكشف مشاعر ستيفن ديدالوس ولا تكشف إلا أقل القليل عما يحيط به من بيئة مادية أو عن مناشطه الشخصية.


الأيدلــوجيـــة

قد تعني في الاستعمالات العامة:

(1) نسق معتقدات ينتمي إلى فئة أو طبقة اجتماعية ،
أو (2) نسق أفكار زائفة أو وعي زائف في مقابل المعرفة الصحيحة التي يمكن التحقق منها،
(3) أو نظاما من العلامات ينتج معاني وأفكارا حول المجتمع والسلطة. ومن الشائع في الأدب رفض الإيديولوجية بأى شكل من أشكالها باعتبارها فرضا لتجريدات مثالية على التجربة الحية، وباعتبارها تغليبا للسياسي على الأدبي. ولكن هناك اتجاهات مختلفة تعتبر الإيديولوجية ماثلة بالضرورة على نحو مضمر في كل عمل أدبي، فهي شبكة تصورات وقيم وأخيلة تتعلق بالوضع البشري والطبيعة البشرية والمسعى الإنساني والعلاقات الإنسانية المتصارعة. وتتعلق الإيديولوجية كذلك بالشكل فكل ترتيب للعناصر يتضمن افتراضات عن المعنى ونوعيته أو عن غيابه وهذه الاتجاهات عن ضرورة الإيديولوجية تقسم الإيديولوجية إلى دوائر مختلفة سياسية وفلسفية ودينية وجمالية تناظر علاقات اجتماعية محددة ، كما تذهب إلى أن لكل دائرة استقلالها الذاتي رغم التفاعل فيما بينها، وبالإضافة إلى ذلك تفرق تلك الاتجاهات بين إيديولوجية الكاتب أو الشاعر وإيديولوجية النصوص التي ينتجانها. إن آليات الإنتاج الأدبيوالتلقي الأدبي ترتبط عند هذه الاتجاهات بالصراع بين القيم الجمالية السائدة أو البازغة أو المقموعة وكلها لها علاقة ما بالفئات الاجتماعية وإيديولوجياتها. وفي النقد العربي كان النقد الإيديولوجي عند محمد مندور يدعو إلى الوظيفة الاجتماعية للأدب، التي تهتم بالقضايا العامة وبالنواحي السياسية والاجتماعية. ولكن هذا النقد كان يفرق بين الأدب والدعاية، ويهتم بالقيم الجمالية.

حسن خليل 02-11-10 02:50 PM


الــــبدائية

تعني الولاء للطبيعة مقابل المؤسسات والمواضعات، وتعلي من شأن الأشكال البسيطة للصحبة والالتقاء التي تعد طبيعية مقابل الأشكال المعقدة المركبة، كما تمتدح الغرائز والعواطف الطبيعية مقابل إعمال التفكير والعقل. وفي التعبير تعني الاعتماد على التلقائية والتدفق اللغوي بدلا من الصنعة والخضوع للقواعد المقننة، وأنصارها يخطون بعيدا عن المدنية المعاصرة ويمجدون بداوة العلاقات البسيطة الطبيعية ويرفضون علاقات تقسيم العمل المعقدة في المجتمع الحديث. وشعر النزعة البدائية حافل بالحنين إلى البساطة والفضائل الأصيلة داخل حيا ة حقة متخيلة تقوم على البراءة والتحرر من قيود المدنية والاستمتاع بأحضان الطبيعة في انسجام كامل مع نظامها. وتمجد تلك النزعة في الأدب شخصيات تحمل البدائية داخلها في أنماط الشعور والمواقف.

والكاتب من أصحاب هذه النزعة يقف ضد المدنية والحضارة الصناعية وفكرة التقدم. وتنتشر مواضيع التناول البدائية في الأدب قديما وحديثا ومن أمثلتها البارزة حكاية الشتاء وكما تهواها لشيكسبير والقرية المهجورة لجولد سميث. ومن أهم المدافعين عن تلك النزعة جان جاك روسو في دفاعه عن الهمجي النبيل. ونرى ورد سورث يعيد إحياء المشهد الطبيعي، ويبث الحياة في الأفكار والمشاعر عن طريق الأساطير الجمعية الفولكلورية. وهناك أمثلة للبدائية عند كوبر وملفيل وكونراد ود. هـ. لورانس. والشعر الرمانسي العربي حافل بمفردات تلك النزعة.

البنـــيويـــة

حركة فكرية حديثة واسعة النطاق تحلل الظواهر الثقافية وفقا لمبادئ مستمدة من علم اللغة، فالبنية ترابط داخلي بين الوحدات التي تشكل نسقا لغويا، وهذه الوحدات لا تتصف بصفات باطنة فيها بل باختلاف عن وحدات أخرى تمكن مقارنتها بها (حار - دار - نار) للوصول إلى الوحدة الصوتية Phonème ، Phoneme، فالبنية هي منظومة اختلافات وفوارق، وتقوم على تضاد ثنائي أساسي بين الهوية والاختلاف. وهناك تضاد ثنائي مهم هو التضاد بين اللغة والكلام. وسوسير Saussure مؤسس البنيوية لم يستخدم كلمة بنية وإن استخدم كلمة نسق أو منظومة Systeme بنفس المعنى. وقد ركز بحثه على تحليل اللغة في بعدها العام الجمعي باعتبارها نسقا مكتفيا بذاته، فهي ثابتة موضوعية سابقة على الأداء الكلامي، أي على الأحداث الفردية. وقد دار اهتمامه على القواعد بدلا من التعبيرات وعلى النحو بدلا من الاستعمال، والنماذج بدلا من المعطيات، والقدرة بدلا من الأداء، والنماذج بدلا من التجسيد الجزئي. ولكي يتم تشييد نسق لغوي كلي تطلب ذلك تعليق التطور التاريخي للغة ودراسة عناصرها المتواقتة في لحظة معطاة، فالثنائية المهمة الأخرى هي التضاد بين المتواقت Synchronic , Synchronique والمتعاقب Diachronic , Diachronique في دراسة النسق. فالاهتمام منصب على البنى السفلى اللا واعية المتواقتة للظواهر. وتعتبر البنيوية اللغة نموذجا أساسيا لكل أنظمة الدلالة لا بسبب طبيعة العلامة والنسق فحسب بل لأن الذهن الإنساني ومن ورائه الكون كله يشتركان في بنية واحدة هي بنية اللغة (تودوروف) كما أن بناء النفس البشرية يقوم على مصطلحات نحوية (تشومسكي) وكذلك الحال مع السلوك الاجتماعي (ليفي ستراوس).

وفي مجال الأدب، حاولت البنيوية تحديد مبادئ تشكيل البنية التي تعمل لا في الأعمال المفردة وحدها، بل من خلال العلاقات بين الأعمال داخل المجال الأدبي كله. فالمنهج البنيوي لا يقف عند الأعمال بوصفها ذرات مستقلة بل يحلل مجمل الظواهر الأدبية لتأسيس نموذج لمنظومة الأدب، للوصول إلى المواضعات التي تجعل الأدب ممكنا ولصياغة القواعد العامة التي تميز الخطاب الأدبي عما عداه، والمبنية على عمليات التكرار والتوازي والتكافؤ. ويستعمل هذا المنهج النموذج اللغوي لاستنباط نموذج مجرد للسرد القصصي لا يفترض أن العمل السردي يعبر عن معنى يقصده مؤلف، أو يعكس واقعا بل هو بنية موضوعية تقوم بتفعيل شفراتومواضعات مستقلة عن المؤلف والمتلقي وكل ما هو خارج الأدب. والنموذج السردي الكلي التام وحدته الأولية هي الجملة التي تتألف من موضوع ومحمول أو مسند ومسند إليه، مبتدأ وخبر، فاعل وفعل. فالعناصر الأولية لعلم السرد هي الاسم والصفة والفعل كما أن العناصر الثانوية هي النفي والتضاد والمقارنات. فالشخصية القصصية اسم وما يقوم به فعل بالمعنى النحوي، والربط بين اسم وفعل هو اتخاذ الخطوات الأولى نحو السرد. وينتقل السرد إلى وحدات أكبر من مستوى الجملة، إلى الخطاب ونجد عند بروب Propp نموذجا للسرد بوصفه سردا، يسمح بإعادة كتابة أحداث الأعمال المفردة باعتبارها تعاقبا لا متغيرا من الوظائف ، فوظائف الشخصيات تستخدم بوصفها عناصر ثابتة دائمة مستقلة عن كيف تتحقق وبواسطة من، كما أن تعاقب الوظائف المحدودة العدد متماثل دائما، ونصل إلى بنية متماثلة وراء كل الحكايات المتغايرة، لقد اختزل هذا النموذج تنوعا ضخما من الأحداث التجريبية أو السطحية إلى عدد صغير من الوظائف المنتمية إلى بنية أعمق. بعد ذلك أضفى ليفي ستراوس وجريماس على الوظائف طابعا شكليا أعمق لا يجعلها مصوغة بمقولات السرد القصصي مهما تكن درجة عموميتها، لقد كان بروب يفسر الوظيفة التي تستهل التعاقب الأساسي بنقص أو رغبة أما ستراوس وجريماس فيفسرانها بخلل في الاتزان أو نقض للعقد، أي في مستوى مختلف من التجريد. كما أن بروب يعتمد على حركة السرد القصصي في الزمان على النقيض من ستراوس وجريماس اللذين يعيدان تفنيط الوظائف في مجاميع ليس بينها إلا علاقات دلالية أو منطقية.

وفي الشعر نرى في تحليل ياكوبسون وليفي ستراوس لقصيدة القطط Les chats لبودلير تحليلا للقصيدة إلى كل أشكال التماثلات في القوافي والتراكيب النحوية الدقيقة لتحويلها إلى موضوع شكلي متناسق الطرز، ساكن ولا شخصي خارج الممارسات الاتصالية والتفاعلات الشخصية.

وقد تنبأ سوسير بإمكان قيام تخصص جديد هو علم العلامات العاميلعب فيه علم اللغة البنيوي دورا أساسيا، ويدرس العلم الجديد كل أنظمة العلامات.

وفي النقد العربي إسهامات تستفيد من المنهج البنيوي في دراسات عميقة عند كمال أبو ديب وصبري حافظ وصلاح فضل وأحيانا عند جابر عصفور.


الساعة الآن 08:16 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir