منتديات قصيمي نت

منتديات قصيمي نت (http://www.qassimy.com/vb/index.php)
-   ملتقى الحوار الفكري المفتوح (http://www.qassimy.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   قيم للغاية # الملاحم # تقدم #[ د.سلمان العودة-خلال عشرين عاماً-للشيخ/ إبراهيم الربيش (http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=295632)

فيصل777 06-11-09 11:37 PM

قيم للغاية # الملاحم # تقدم #[ د.سلمان العودة-خلال عشرين عاماً-للشيخ/ إبراهيم الربيش
 
بسم الله الرحمن الرحيم



مؤسسة الملاحم للإنتاج الإعلامي


تقدم

http://img26.imageshack.us/img26/4507/65292815.gif



[ د.ســلمان العــودة خـــلال عشـــ20ــــريـــن عــــامـــا ً ]


للشيخ المجاهد / إبـــراهيـــم الربيــــش حفظه الله



http://img84.imageshack.us/img84/2505/21212.jpg

للتحميل


word

http://www.archive.org/download/AL3o...1738229282.doc

pdf

http://www.archive.org/download/AL3o...1211474645.pdf

صفحة الإرشيف

http://www.archive.org/details/SalamanAudah-20Year

ادعوا لإخوانكم المجاهدين

إخوانكم في
مؤسسة الملاحم للإنتاج الإعلامي

المصدر: (مركز الفجر للإعلام)


منقول من
منتدى الفلوجة الإسلامية
و
شبكة شموخ الإسلام

.. موقع إرشيف الجهاد ..





فيصل777 07-11-09 07:29 PM

الله أكبر............

فآرق عنـي ! 07-11-09 08:04 PM

سلمان العودة
اللاوضوح والكذب عنده بالمجان
مره في لقاء للجزيرة ذهلت لما كذب كذبة كبر
جبل احد
عندما قال لم افتي بالجهاد ايام الجهاد الافغاني
ياوسع وجهه اشرطته موجودة بصوته ونسخ اصلية
وهو يفتي بالجهاد هناك
ويجي يكذب عينك عينك
صحيح مشايخ اخر زمن
واللي إختشو ماتوا

فيصل777 07-11-09 08:36 PM

مفرغة








بسم الله الرحمن الرحيم
د.سلمان العودة خلال عشرين عاماً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
أثناء أزمة الخليج، وفي بدايتها أول ما اجتاح العراق الكويت، وعلى خلفية تلك الأحداث التي أحدثت ضجة واحتاجت إلى تعليق، كانت تلك الظروف- وقد يكون معها غيرها- أسباباً أدت إلى بروز عدد من المشايخ أكثر من ذي قبل، كان من بين أولئك الشيخ سلمان العودة.
كانت البداية عندما كان العودة يلقي محاضرة أسبوعية عامة في جامع أطلق عليه عدة أسماء؛ من بينها جامع السوق المركزي.
وكما هو أسلوب سلمان ومنهجه فلا بد أن يكون كلامه وطرحه مواكباً لواقع الناس، فكان كثيراً ما يتطرق إلى موضوعات فيها شيء من الحساسية، كان يتطرق لها بأسلوب سياسي مفهوم، وفيه تحفظ، بحيث لا يجد السامع عليه مدخلاً، لم يتعود الناس في ذلك الحين على التطرق لتلك الموضوعات، أدى ذلك بدوره إلى زيادة إقبال الناس على محاضراته حضوراً وسماعاً عبر الأشرطة.
ألقى سلمان محاضرة بعنوان (أسباب سقوط الدول)[1] أحدثت تلك المحاضرة ضجة، وكان لها صدى، حتى منع بيع ذلك الشريط وتداوله، وكان هذا سبباً في إقبال الناس على الحضور، فقد لا يحصلون على الشريط إذا منع، كثر الحضور حتى ضاق المسجد عن أهله، واعتاد الناس أن يقول لهم الشيخ أثناء المحاضرة: نرجو التقارب حتى يتيسر لإخوانكم في الخارج أن يجدوا مكاناً.
كان لا بد من الانتقال إلى مسجد أكبر، اتجهت الأنظار إلى الجامع الكبير؛ حيث إنه الجامع الأكبر في بريدة، لم يكن الأمر يحتاج إلى شيء سوى أن يقول الشيخ في آخر المحاضرة: في الأسبوع القادم ستكون المحاضرة -بإذن الله- في الجامع الكبير، ولكن سلمان سلك أسلوباً آخر، ربما كان له دلالته، حيث قام المنسقون في إحدى المحاضرات بتوزيع أوراق على الحضور، في كل ورقة أسماء عدد من الجوامع في المدينة، يقوم كل شخص بالتصويت للجامع الذي يرغب، ثم قام الشيخ في آخر المحاضرة بإعلان النتيجة، وأن الذي فاز في الانتخابات هو الجامع الكبير، فهل كانت هذه إشارة إلى رأيه في الانتخابات؟ أم أنها حركة ليس لها مدلول؟ عموماً الانتخابات لم تكن كما يراد لها؛ فقد كانت الأوراق أقل من الحضور.
انتقلت المحاضرات إلى الجامع الكبير، وكان هو الآخر يكتظ بالحضور، ولما قربت امتحانات منتصف العام الدراسي توقفت المحاضرات، وكان الموعد لاستئنافها بداية الدراسة.
بعد بداية الدراسة وكان ذلك في شوال من العام 1411هـ صلى الناس صلاة المغرب في الجامع الكبير، حيث كانوا على موعد مع محاضرة لسلمان العودة، فوجئ الناس بعدم وجوده، ثم جاءهم الخبر أن سلمان العودة قد منع من الدروس والمحاضرات، غضب الناس، ونظمت على الأثر مسيرة من الجامع إلى مبنى الإمارة احتجاجاً على ذلك المنع.
دام منع سلمان العودة بضعة أشهر، ثم سمح له من جديد، فرح الناس أشد الفرح، وكانت أول محاضرة ألقاها بعنوان (حديث الروح) لم يعتد سلمان أن يقدم له أحد في محاضراته، لكن بما أن هذه المحاضرة لها مناسبة مميزة فقد كان الذي قدم له فيها هو الخطيب المفوه عبد الوهاب الطريري، تبع تلك المحاضرة محاضرة بعنوان (من يحمل هم الإسلام) ثم (على سرير الموت) ثم تتابعت المحاضرات.
كانت أخبار الجهاد الأفغاني قد شغلت الناس، فكان كثيراً ما يقتطع سلمان في بداية محاضرته دقائق معدودة يطلع فيها الناس على ما جدّ من الأخبار، لم يكن هناك انترنت فكان المصدر الموثوق لتلقي الأخبار هو محاضرات العودة، لا أبالغ إذا قلت أن بعض المحاضرات تستطيع أن تعتبرها نشرة أخبار كما هي محاضرة (نثار الأخبار) ، بعد ذلك تعود الناس أن يلقي سلمان محاضرته في البداية ثم يكون آخرها سرداً لأخبار، أو تعليقاً على حدث.
في ذلك الزمن جاءت أحداث البوسنة والهرسك، فتفاعل معها العودة تفاعلاً شديداً، أرسل مندوباً من مكتبه يطلع على الأوضاع، وفور عودته عقد محاضرة يلقيها الاثنان، عنوانها (مشاهداتي في يوغسلافيا) واجتهد سلمان في التحريض على الصدقة، وقام بجمع التبرعات، وكان يرسل مندوبه بشكل مستمر.
كان الجميع يتفق أن طرح سلمان وإن كان فيه حذر، إلا أنه وصف بالجرأة والصراحة غير المعتادة، فمثلا محاضرة (سلطان العلماء) كانت مجرد حديث عن سيرة العز بن عبد السلام-رحمه الله- لكن من التركيز على قصصه مع الولاة، يستنتج السامع أن انتقاد الولاة والإنكار عليهم علانية أمر قد عهد عن السلف -رحمهم الله– وقل مثل هذا عن محاضرة(سلطان الأندلس).
لم يكن سلمان يذكر في محاضراته اسم السعودية إلا في سياق يفهم منه الذم، ومن ذلك أنه لما جاءت أحداث الجزائر تكلم عنها في محاضرة بعنوان (كلمة حق في المسألة الجزائرية) وكان في ضمن ما ذكر أن إحدى الحكومات تبرعت لحكومة الجزائر بثمانية آلاف مليون ريال سعودي.
كانت واقعية سلمان في الحديث عن قضايا العصر، وجرأته التي لم تكن قوية، لكن أبرزها أنها لم تكن معهودة، إضافة إلى البيان الذي حباه الله إياه، وإبداعه في طريقة الطرح، وتسلسل الأفكار، حتى في كلمات مرتجلة في بعض الأحيان، كان ذلك وغيره معه سبباً في زيادة إعجاب الناس بسلمان العودة وحضور محاضراته والتواصل معه، وامتلاء التسجيلات بأشرطته الكثيرة، فصارت محاضراته تنتشر وتتداول بشكل سريع حتى خارج جزيرة العرب، فهل كان ذلك سبباً في حسد الأقران؟ العلم عند الله.
في ذلك الحين وفيما كان نجم سلمان يعلو عالياً، وصيته يذيع، كان طلاب منهج الجامي والمدخلي، أو الخلوف، أو المرجفون في المدينة كما يحلو للبعض تسميتهم، كانوا يعقدون الجلسات والمحاضرات ويخرجون الكتب في التحذير من سلمان العودة، حتى وصفوه بالضلال، وقال قائلهم: إن سلمان العودة أخطر على الإسلام والمسلمين من سلمان رشدي. كانوا يتصيدون الأخطاء، بل ويتكلفون في ذلك أشد التكلف.
العجيب أن أولئك على كثير وقيعتهم في سلمان العودة إلا أنه كان معرضاً عنهم تمام الإعراض، وحدث أحد العاملين في مكتبه أنه جاءه مرة يذكر له ما يقوم به أولئك كي يطلب منه الرد عليهم، ففوجئ بسلمان يرد عليه بقوله: شكلك فاضي. وتناقل الناس عن سلمان كلمة -إن صحت نسبتها إليه- أنه كان يقول: دع الكلاب تنبح والقافلة تسير. كان ذلك الأسلوب هو الأسلوب الأمثل مع تلك الفئة التي تركت العمل واشتغلت بتصيد أخطاء الناس.
كان حديث سلمان العودة عن التجاوزات الموجودة في الدولة يثير غضب من يسمون ولاة الأمر، خصوصا بعد صدور ما يسمى بـ ]مذكرة النصيحة[ والتي وقع عليها عدد غير قليل من المشايخ، ونتيجة لغضب آل سعود فقد قرروا الانتقام، منع تسجيل محاضراته، فصل من الجامعة، وفي النهاية منع من إلقاء المحاضرات والدروس.
استجاب سلمان العودة لذلك المنع، ولكن ليس بالأسلوب الذي يعجب آل سعود، حيث كان في بعض الأحيان يستقبل الناس في مكتبته ويلقي عليهم المحاضرات، تداول الناس مجموعة من الأشرطة سميت بأحاديث الربيع، لأن إلقاءها كان في إجازة الربيع، وفد إلى سلمان اتصال من أمريكا أجاب فيه على الأسئلة، كان ذلك الاتصال مسجلاً وتداوله الناس، وفي إجازة الصيف من عام 1415هـ كثر إلقاؤه للمحاضرات في بيته، وكان من أبرزها محاضرة بعنوان (الكلمة الحرة ضمان) كانت رداً على من اعترضوا على جرأته في طرحه.




كنا حينها نرى في سلمان العودة نموذجاً للعالم الذي لا يقبل السكوت عن قول الحق، والعالم الذي لا يخاف في الله لومة لائم، والعالم الذي يضحي لأجل دينه مهما كان الثمن.
نفسية آل سعود ونايف بشكل خاص لم تكن تستطيع الصبر على هذا النوع من الجرأة، فلا بد إذاً من أسلوب قمعي تقف عنده هذه الجرأة، استدعي سلمان إلى الإمارة فرفض الذهاب، ثم اضطر إلى الاستجابة بعدما أتوا بقواتهم، رائياً المصلحة في عدم المواجهة، ذهب وذهب معه خلق كثير، أحاطوا بسيارته رافضين أن يدخل الإمارة بمفرده، ولما تم إدخاله بمفرده اقتلع الناس باب الإمارة، استدعيت فرق الشغب وكانت قريبة، ليحول بين الفريقين صلاة المغرب، وبعد صلاة المغرب تم التفاوض على أن يدخل سلمان مبنى الإمارة منفرداً، ويبقى مرافقوه داخل سور الإمارة خارج مبناها، وكان ذلك بالفعل، ليخرج سلمان بعد أذان العشاء متوجها بمن معه إلى المسجد المجاور لبيته، ليجد جمعاً من الناس كان بانتظاره، فيهم من فيهم من المشايخ.
تكلم سلمان ليشرح للناس ما حدث، ولكن قبل ذلك ألقى كلمة يسيرة ذكر فيها أنه ليس أهلاً لهذا الحشد، وهذا الوقوف من الناس معه، وفهمت -كما فهم غيري- ما قد يكون غير مراد، من الإشادة بوقوف من وقف معه، وذلك عندما ذكر شيخ الإسلام، ثم خاطب الذين شهدوا جنازته قائلا: أين أنتم عندما سجن؟.
بعد ذلك ذكر ما حدث، وكان موجزه أنه طلب منه التوقيع على ألا يمارس أي نشاط في أي زمان أو مكان، وإلا سيتعرض للجزاء الرادع، وذكر أنه امتنع عن التوقيع، وأنه سيتعرض للجزاء الرادع وهو السجن غداً أو بعد غد، وفي أثناء كلمته تلك أبدى أسفه لأنه لم يدخل السجن إلا مرة واحدة قبل سنوات، واعظاً ليس غير.
لم يكذب الظن حيث اعتقل سلمان تلك الأيام، واعتقل بسببه خلق كثير ممن أرادوا نصرته والوقوف معه، اعتقل أناس لا لشيء إلا لأن أشرطة سلمان العودة وجدت في سياراتهم، وآخرون لأنهم صلوا في المسجد الذي بجوار بيته حيث بقي مغلقاً أياماً.
بعد مدة أصدرت وزارة الداخلية بياناً بشأن من أسموهما المدعوَّين سلمان العودة وسفر الحوالي، وُصفا بما وُصفا به، وإن لم أهِم فقد كان في ضمن مطاعنهم عليهما الخلل في العقيدة، و عموما فقد سمعت البيان قبل خمسة عشر عاما، مرة واحدة وبنفس منقبضة.
في تلك الأيام صدرت الفتاوى والكتيبات والمطويات بوجوب طاعة ولي الأمر، في أسلوب لا يصرح بالأسماء، لكن التوقيت يفصح عما لا يفصح عنه اللسان.
أوصد الباب على سلمان العودة خمس سنوات عجاف، كان سلمان في خلالها نجماً ازداد ارتفاعاً، كاد أن يكون كأحمد بن حنبل يوم الفتنة، فبه يُعرف الولاء للدولة أو العداء لها، فتأييد سلمان يعني معارضة الدولة، والإنكار على سلمان يعني الوقوف في صف الدولة، كان إقدام الخطيب على خطبة يستنكر فيها ما قام به سلمان كافياً في إحراق أوراقه وإعراض الناس عنه.
بعد اعتقال سلمان العودة بما يزيد على عام توفي أحد بنيه في حادث سير، كان طفلاً صغيراً، لكن جنازته كانت مشهودة كما لو كانت جنازة عالم من كبار العلماء، كانت الجنازة بمثابة مظاهرة صامتة، في إشارة من الناس لوزارة الداخلية أن سلمان العودة لم يزل في قلوب الناس.
تغنينا تلك الأيام بمرثية سلمان في ولده والتي مطلعها:
وداعاً حبيبي لا لقاء إلى الحشر وإن كان في قلبي عليك لظى الجمر
صبرت لأني لم أجـد لي مخلصاً إليك وما من حيلة لي سوى الصبر
وكنا نسلي أنفسنا بقول سلمان:
سبـح الحـق بتيار الـدم و اشتوى باللهب المضطرم
إلى أن قال:
أمـة في الأرض لا يقهرها مجـرم بل هي ذل المجرم
لا تقل ذلت فما يصـلح أن يستذل الفأر ليث الأجم
انتـظر وثبتـها في غـدها انطلاقا من هـداها القيم
انتظر وثبـة جيـل مؤمـنٍ طاهر النفس رضي الشيم
يغسل الأرض من الكفر فقل من يريد الناس غير المسلم
زمزم فينا ولكـن أيـن من يقنع النـاس بجدوى زمزم
بعد خمس سنوات تم الإفراج عن سلمان العودة وصاحبيه، تناقل الناس الخبر مظهرين الفرح والسرور، حتى إني دعيت إلى وليمة أقامها الداعي إكراماً لمن بشره بخروجهم.
في اليوم الذي بلغني فيه وصول سلمان إلى بيته توجهت إلى البيت، كنت لا أعرف مكان البيت جيدا، ولكن دلني زحام الناس وكثرة السيارات، دخلت البيت لأجد فناء مليئاً بالزوار، ووسط ذلك الزحام وجدت سلمان العودة وقد أحاط به جمع من الرجال؛ لكي لا يؤذيه ازدحام الناس عليه، ويتم إدخال المسلمين عليه واحداً واحداً.
كان سلمان يستقبل الوفود في الصباح إلى الظهر، وبعد العصر حتى العاشرة ليلاً، وكان على مريد السلام لكي يسلم على سلمان أن يقف في طابور طويل قبله عشرات الرجال حتى يصله الدور.
من يرى سلمان العودة وإقبال الناس عليه يحس أنه أدرك صيتاً عالياً وشعبية عظيمة، ما كانت لتكون لولا ثباته في السجن بعد فضل الله، كانت أخباره يتناقلها الركبان بشكل ملفت للانتباه يدل على منزلته في قلوبهم، سافر سلمان، عاد سلمان، سلمان زار فلاناً هذا اليوم، اليوم رأيت سلمان في شارع كذا.
كان تساؤل الجماهير منصباً في ثلاثة أشياء؛ هل وقّع؟ وإذا كان، فعلى أي شيء تم التوقيع؟ وهل سيعود إلى الدروس؟ و مما أذكر أني كنت في مجلس فجاء الخبر بخروج سلمان العودة، بعد قليل دخل غلام صغير لم يتجاوز العاشرة، يعني أن سلمان العودة سجن وهو في الخامسة، بشره أبوه قائلاً: الشيخ سلمان طلع. فسأل الغلام: طيب، يتكلم؟ وقرأت في سؤال الغلام فهماً لأساس الحدث، مفاده سجن سلمان لأنه رفض أن يمتنع عن الكلام، فهل خرج على مبدئه الذي سجن من أجله؟ أم أنه قبل بالشرط؟
بسؤال القريبين من سلمان العودة لم نحصل على إجابة واضحة، وكان الأصل حسن الظن.
بعد حين دار كلام بين الناس حول تغير سلمان وتنكره لمنهجه، كان من بين من قال ذلك الشيخ حمود العقلاء عليه رحمة الله، حيث إنه سمع سلمان يثني على محمد بن نايف، ولما خرج من عنده قال الشيخ حمود لمن معه: ربعكم ما هم اللي أنتم تبون[2]. رحمك الله يا شيخ، أبصرت بقلبك ما رآه المبصرون بعد سنوات.
كنت بنفسي في منأى عما يقال، فلم أكن على تواصل مع سلمان العودة يجعلني على اطلاع على حاله، لفت انتباهي مرة أنه لما سئل عن الذهاب إلى أفغانستان للإعداد، عارض ذلك معللاً بأنه وإذا أعد ماذا بعد ذلك؟ ثم إنه قد يعد ولا يجد مجالاً للعمل فينزل ما تدربه على أرض الواقع، ثم قال: إن كان ذاهباً ولا بد فليذهب إلى كشمير؛ لأن أفغانستان وضعها صعب بحكم وجود ابن لادن.
بعد ذلك غيبت عن الأحداث خمس سنوات، لم يكن يصل إلي من أخبار العالم إلا كما يصل من بلل المطر إلى جوف الغار، ولقد كنت مشغوفا بمعرفة ما يجري، كان يصل إلي شيء من أخبار تؤكد ما قيل سابقاً، لكني كنت أقول ما لم يحصل يقين فالأصل حسن الظن، واليقين لا يزول بالشك.
عند عودتي إلى بلدي، وفيما كنت على متن الطائرة، طلبت صحيفة، كنت أقرأها بشيء من تمعن، استوقفتني صورة سلمان العودة على أحد المقالات، وقد كتب بجوارها: لله درك يا سلمان. كان المقال عبارة عن إشادة بكلام سمعه الكاتب من سلمان في إحدى القنوات، أخذني العجب، أهذا سلمان الذي كان مجرد ذكر اسمه يتحفظ منه بعض الناس خوفاً من المباحث؟! سلمان الذي منع تسجيل أشرطته وتداولها، الآن يخرج في القنوات! وأيضا على الهواء!.
في سجن الحاير، وعند الزيارة اقترح علي مقترح أن أتصل على سلمان العودة لأسلم عليه لسبب ذكره، لم يكن عندي مجال للتردد، أحد الزوار نهاني عن الاتصال، لسبب ما لم أقف كثيراً عند نهي الناهي، اتصلت عدة مرات حتى أُجبت، كم كان فرحي عظيماً وأنا أكلم سلمان العودة، أعرفه بنفسي فيعرفني، كانت مكالمة مشهودة، كلمته وكلمه رفاقي، هنأنا بالعودة إلى الوطن وأضاف: أخبرني محمد بن نايف أنه ذاهب ليأتي بدفعة، لكن قال: لا يدري أحد، يمكن ما يتم الموضوع!!. هنا ورد على ذهني تساؤل لم أقف عنده، ثم قال لي في آخر مكالمته: لعلي أزوركم. فرحت ورحبت، ثم قال: لعلي آتي في غير وقت الزيارة حتى يجمعوكم لي، وأنا اليوم على موعد مع أبو بدر ( ناصر العمر ) فلعلي أجي أنا وإياه!!.
لم يخلف سلمان وعده، حيث جاء ومعه ناصر العمر وآخرون، وكانوا جميعاً مع إبراهيم المهنا مستشار محمد بن نايف، ورجال من الداخلية، قدوم هؤلاء مع أولئك له دلالته، كان هناك إشارة أخرى، سلمان أخذ من لحيته وصبغها بالسواد[3]، أليست المسألة خلافية؟ بلى خلافية، لكن هل الخلاف خفي على سلمان حتى جاوز الخمسين؟! هل لهذا دلالة على تغير؟ أم هو أمر بلا دلالة؟ أسئلة واردة، عموماً الأصل حسن الظن، وما زال لحسن الظن مجال.
تكلم سلمان، وكان في ضمن كلامه انتقاد للشباب الذين يناقشون في مسائل التكفير، تعرض أيضاً للذهاب إلى العراق وأن الذاهب إما أن يقتل على الطريق، أو يبيعه أحد المرتزقة، إضافة إلى أحاديث أخرى.
كعادة سلمان العودة في أسلوبه السياسي، لم يطرح بشكل صريح، وإنما بشيء من الحنكة، وإن شئت فقل من اللف والدوران، ولذلك فلا زال الأصل حسن الظن.
من الغد وفي الزيارة حدثت الزوار مبشراً بمن زارنا ليلة البارحة، لكن يبدو أن بعضهم لم يأبه بتلك الزيارة، انفرد بي أحد الزوار، وأخذنا في أحاديث متفرقة، وسألته عن الأوضاع، أجابني بأن أحداثاً كثيرة حصلت تغير الحال على إثرها، سألته عن دور المشايخ، فأجاب: لا تسأل عن أحد، ولا تستغرب على أحد شيئا. فقلت: الشيخ سلمان؟ فقال: قلت لك: لا تسأل عن أحد، ولا تستغرب على أحد شيئاً. قلت: لاحظت على لحيته نقصاً! فقال: لو حلقها كاملة لكان أهون مما قال وفعل.
علمت عند ذاك أن تغيراً كبيراً قد حدث، وأن تنكراً للمناهج السابقة أصاب البعض.
زادني ذلك شغفاً بمعرفة ما حدث، فاشتغلت بتتبع الأحداث التي نسيها الناس وأُدرجت في صفحات التاريخ، علمت عن إدانة أحداث سبتمبر، علمت أيضاً عن بيان التعايش، الذي أحسن ما قيل فيه مقولة الشيخ يوسف العييري- رحمه الله-: فضلاً انبطحوا سراً.
علمت أن سلمان الذي سجنه آل سعود قام في أحد المحافل ليهنئهم بمقتل أبي هاجر عبد العزيز المقرن -رحمه الله- علمت عن الفتوى الهالكة في دخول الجيش العراقي، وكأن سلمان يجهل دور الجيش العراقي في تثبيت احتلال الأمريكان، والمصيبة أن الفتوى كانت توجب على المخلصين من أهل العراق الدخول في الجيش والشرطة، علمت عن الموقف البطولي الذي أدى إلى إيقاف مقاطعة المنتجات الدنماركية، ثم يصف سلمان الذين يخططون لاغتيال الرسام بأنهم يسيئون إلى الإسلام.
تكلم قبل مدة قائلا: (إن بعض فاسدي العقول أصبحوا يتحدثون عن الاغتيالوكأنه سنة نبوية ، وهذا انحراف في الفهم وطيش في الأحلام)
ثم ذكر حالات ترك فيها الرسول-صلى الله عليه وسلم- قتل بعض الأعيان، فلم يا ترى لم يذكر قصة ابن الأشرف وابن أبي الحقيق؟ لم َ لم ْيذكرها؟ ولو على سبيل الإجابة عليها، أمِنَ الإنصاف أن يوصف الناس بقاس ِاللفظ، ثم يستدل على خطإِ منهجهم، ولا يشار إلى أدلتهم ولو إشارة.

يتبع ..

فيصل777 07-11-09 08:43 PM

رأيت في أحد المقاطع سلمان يقول عن الذهاب إلى العراق: (ليس بواجب بل ليس بفاضل بل ليس بمشروع). ثم تابع ليقول في نسيان مستغرب، أو كذب مفضوح تفضحه أشرطته القديمة: (حتى في أفغانستان ما كنا نرى ذهاب الشباب إلى هناك!!!)، أن ينسى الإنسان ماذا قال هذا وارد، لكن الذي لا يرد أن ينسى رأيه كيف كان، ترى أين(حي على الجهاد) وأخواتها من المحاضرات؟. رأيت سلمان وهو يتبرأ من المجاهدين في كثير من المواطن، رأيته يتكلم فيهم وقد كان بإمكانه أن يسكت بناء على قاعدته التي علمناها (لك الغنم وليس عليك الغرم)، رأيت سلمان يستغل الفرص ليطعن فيهم، بل ربما تكلم بدون مناسبة، رأيت سلمان وهو يتتبع عثرات المجاهدين، ويتكلم في قادتهم، ويصدق فيهم بيانات وزارة الداخلية وقنوات البهتان، أو في أحسن الأحوال يحكم عليهم بناء على سماعه من طرف واحد، يتكلم فيهم وهم معرضون عنه تمام الإعراض.
تكلم سلمان عن المجاهدين كثيراً، أرسل رسالة في العام الماضي وأخرى هذا العام إلى أسامة بن لادن، وفي هذه السنة تعرض لأيمن الظواهري، ولا ندري لمن رسالته العام القادم.
ومع كثير تعرض سلمان لمشايخ المجاهدين فإنهم معرضون عنه تمام الإعراض، الشيخ أسامة أشار له مرة واحدة إشارة مفهومة غير صريحة، عندما تكلم عن فريق من العلماء الرسميين وغير الرسميين فأضاف: يتقدمهم شيخ الصحوة سابقاً.
أما الدكتور أيمن فقد سئل في لقاءه: ما رأيك في الشيخ سلمان العودة؟ فقرأ السؤال وأعرض عن الإجابة في تجاهل.
أعاد سلمان حالته السابقة مع تغير الأدوار، عندما كان المدخلي وأتباعه يكثرون من الكلام عليه، وهو يعرض عنهم تمام الإعراض، لأنه وجد في الدعوة شغلاً، واليوم وجد المجاهدون في الدعوة و الجهاد شغلاً عن الرد على سلمان.
عجبت من سلمان الذي صافح سجانيه، واتسع صدره لغازي القصيبي بعد تلك الردود اللاذعة، وجالس حسن الصفار، لكنه يأبى أن يتسع صدره للمجاهدين، بل ولا حتى للسكوت عنهم.
سلمان الذي عُرف بالتواضع ولين الجانب ودماثة الخلق لم يسلم منه المجاهدون!! لم يقف عجبي عند حد عندما حدثني أحد من عاشره فقال: سلمان يتسع صدره لكل شيء، ولأي نقاش، إلا للمجاهدين والنقاش في قضاياهم.
كم شعرت بالأسى عندما كنت في مجلس بعدما أطلق سلمان نداءه الذي كان عنوانه: (رسالة إلى أخي أسامة) فخاض الحاضرون في نبإ تلك الرسالة، فقال أحدهم: يا حسافة مسيرتنا من أجله إلى الإمارة، وندم آخرون على حزنهم عليه تلك الأيام.
كم شعرت بالخزي عندما دخلت موقع (الإسلام اليوم) فوجدت ضمن الأخبار أن مسؤولة في وزارة الخارجية الأمريكية تشيد بجهود الدكتور سلمان العودة ضد الإرهاب.
ألهذا الحد؟ أن تذكر إشادتها على وجه الإقرار، إن لم يكن المباهاة.
لقد أكثر سلمان من الاستدلال بحديث: (اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد) صحيح أن الرسول-صلى الله عليه وسلم- لم يهمس في أذن خالد، ولكنه-صلى الله عليه وسلم- لم يخطب في شأنه على المنبر، أو يشهر به في قناة فضائية، وصحيح أن الخطأ الذي يكون علانية لا مانع أن ينكر علانية، لكن سلمان ينكر باجتهاده اجتهاد غيره، والعجب أنه ينكر الاجتهاد الذي تؤيده أبجدياته السابقة!!.
إن كنت يا سلمان منكرا-ولابد- فهناك أسلوب قرآني يبدو أنه أولى في هذه الحال، وهو أسلوب: (قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل) اتبع هذا الأسلوب ولو مرة واحدة، قل عن المجاهدين كل ما تستطيع من الألفاظ القاسية، واستخدم أكثر المنابر تشهيراً، ثم-وبألطف الألفاظ وعلى نفس المنبر- أتبع ذلك بقولك: والحكومة أيضا حليفة لأمريكا في الحرب على المجاهدين – في العراق وأفغانستان- وإن شئت فقل الإرهابيين، سمحت بالربا للبنوك، وأقامت لها المحاكم التجارية تحت مسميات أخرى، سجنت العلماء بلا ذنب ولا محاكمة، حمت شرك الرافضة في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.
إن هذا الأسلوب لازم لكي تظهر مصداقية قولك: (لسنا مع الحكومات ولا ضدها) وقولك: (القول الصادع الذي أجهر به, وأقوله بملء فمي؛ هو عقيدة راسخة لم تتبدل ولم تتحول ،ولم تختلف) اتبع هذا الأسلوب ليستجيب الناس لندائك: (معا ضد إرهاب القاعدة)
سلمان ينادي بن لادن والظواهري بإيقاف القتل، وكأن القتل لم يوجد إلا بوجودهما، وسيزول لو كفا عنه، الجميع يعلم أن أمم الكفر لم تزل تقتل في المسلمين، وأن ما فعله المجاهدون تحت قيادتهما هو إحداث القتل في العدو، سعياً في طلب الموازنة، ثم تحقيق النصر على العدو.
سلمان يدعو الظواهري إلى المراجعة والتصحيح نظير كتابه عن حركة الإخوان (الحصاد المر)، وتجاهل سلمان أن الظواهري تكلم عن الإخوان في مهزلة الانتخابات وأضحوكة المشاركة في السياسة، أما سلمان فيدعو إلى المراجعة في دفع عدو يعلم سلمان أن دفعه من الواجبات.
في تجاهل عجيب يتساءل سلمان: (أين دور العلماء؟) وأنا أنبئك عنهم، فمنهم من جارى السلطان وأخذ منه الامتيازات على اختلافها، ومنهم من لزم الصمت لأنه رآها فتنة، فطلب العصمة، أو خوفاً من البطش، ومنهم من أخذ بسنة يوسف-عليه السلام-}رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه{ فصدع بالحق وغيب خلف القضبان ثبتهم الله وفك أسرهم، هذه أصناف العلماء فاختر لنفسك منها أحبها إليك.
في أسلوب غريب يقول سلمان: (لا أعلم عالماً يوصف بأنه عالم شرعي حق يقبل بمثل هذه الأعمال)، وكأن سلمان لا يعلم بما أغلقت عليه الأبواب في سجون آل سعود، فأين سعيد آل زعير وعبد الكريم الحميد ومحمد الصقعبي وسليمان العلوان وعلي الخضير وحمد الحميدي وأحمد الخالدي وناصر الفهد وفارس الزهراني وعبد العزيز الطويلعي فك الله أسر الجميع وثبتهم، هذا فضلا عن سجون الدول الأخرى، وقبل هؤلاء جميعاً لا تنس شيخك حمود العقلاء ومحمد الرشودي عليهما رحمة الله، والشيخ عمر عبد الرحمن أسأل الله له الثبات والشفاء والفرج العاجل، أم أن هؤلاء لا اعتبار لهم عندك حتى يجالسوا السلاطين، ويأخذوا الختم الرسمي منهم، أو يحصلوا على الإذن.
ذكر سلمان أن كثيراً من هؤلاء الشباب لا ينطلقون من قناعات شرعية، أو عقلية، وإنما ينطلقون من وضع مأساوي نفسي. أولى بهذا الكلام أولئك الذين دخلوا السجن، ثم خرجوا بعد مدة يسيرة، خرجوا إلينا بما أسموه فكر الاعتدال والوسطية، أو التنوير، وتنكروا لمناهجهم، وتغيرت لهجاتهم، وأساليب خطابهم، أما المجاهدون؛ فلعل سلمان لا يجهل أن عندهم من التأصيل الشرعي لمبادئهم ما يجعلهم لا يتنازلون عنها مهما كان الثمن، يدخلون السجن من أجلها مراراً، وليس عندهم أي استعداد للتراجع بلا دليل، يعذبون ويجلدون ولا يزدادون إلا ثباتاً، حتى إن دماء أحدهم تسيل، فيمسحها وهو يقول: اللهم خذ من دمي حتى ترضى. فهل هذا (الثبات حتى الممات) مجرد استجابة لدواعي نفسية؟.
أولى بهذا الكلام أولئك الشباب الذين تغيروا بتغير مشايخهم، أما المجاهدون فهم مع مشايخهم على هذا النهج منذ زمن، وإذا قدر لأحد أن يبدل أو يتراجع نحّوه جانباً وواصلوا المسير.
كلام سلمان كان من الممكن أن يكون له صدى لو كان أثناء احتلال أفغانستان، أو أيام سقوط بغداد، أما وقد كان وأمريكا بدأت تقلص جنودها في العراق، وتتخوف من زيادة الجنود في أفغانستان مع شدة حاجتها لذلك، مع هذه الأحداث ينتابك الشك أن سلمان أطلق هذه الرسالة وهو لا يدري عما يجري.
الذي أعجبنا في سلمان هو عين ما ساءنا منه، تعليقه على الأحداث، كان سلمان الأول يعلق على أحداث لا يتجرأ غيره على مجرد الإخبار بها، وكان تعليقه يسر المؤمنين ويغيظ الكفار والمنافقين، حتى قال القائل في مدحه:
يحبه كل قلب مؤمن وترى قلب المنافق بالأحقاد يستعر
أما سلمان الثاني فتعليقه على الأحداث إن لم يسر المنافقين والكفار فهو لا يغيظهم، وهو عاجز في كل حكم أو تعليق أن يتجاوز الخطوط الحمراء التي يرسمها سجانوه.
إن مشكلة سلمان أن الناس صدروه وصدروا عن رأيه، وسألوه عن كل صغيرة وكبيرة، فصار في كل شيء لا بد له من تعليق أو رأي، ويا ليته سكت.
في برنامج (الحياة كلمة) سئل سلمان عن الاختلاط في جامعة الملك عبد الله، أبدى رأيه بحذر شديد، كان حريصا ألا يجرح أحدا، حريصا ألا يصدر حكما مباشرا، ثم أتبع ذلك بقوله: (أنا أتألم للاصطفاف الذي يحدث في مجتمعنا عند كل قضية وأقول هل سنستمر إلى الأبد هكذا....وكأن لغتنا أنا أهاجم إذا أنا موجود) لقد كنت رائعا يا أبا معاذ عندما قلت: (أقول ليس من الضروري أن نقحم كل شخص وكأننا نريد من كل إنسان له وجود أو له حضور لابد أن ينغمس في مشكلة من مشاكلنا و لابد أن يبصم) وستكون أروع لو أنك ترجمت هذه المقولة واقعا عمليا، وكففت عن إقحام نفسك في الكلام على المجاهدين، ألا تستطيع أن يكون أسلوبك مع المجاهدين كما هو مع العلمانيين؟!.
نحن في غنى عن سماع رأي أي عالم مهما كانت مكانته، إذا كان سيستجيب لأي ضغوط، أو كان سيؤثر على رأيه خوف من السجن، أو من حجب موقعه على الشبكة، أو حرص على جواز السفر، أو الظهور على الفضائيات.
لقد نصح القصيبي سلمان العودة ومن معه بألا يخوضوا في بحور السياسة؛ خوفاً عليهم من الغرق، رد عليه سلمان رداً موفقاً، في محاضرة(الشريط الإسلامي ماله وما عليه) حينها حمدنا له ذلك الرد، أما الآن فيا ليت سلمان يأخذ بتلك النصيحة، حيث يشهد الواقع أنه غرق، والمصيبة أنه غرق وأعداء الأمس يصفقون له.
تساؤل ينبغي أن يثار؛ وهو أن سلمان الأول كان في طرحه يطعن في الحكومات العربية -ومنها حكومة آل سعود- بمطاعن عظيمة، يؤصل كلامه تأصيلاً شرعياً بأدلة من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- أما الآن فسلمان الثاني يناقض ما قاله سلمان الأول، فهل حكومة آل سعود وبقية الأنظمة العربية تحسنت؟ أم الأدلة الشرعية نسخت؟ أم......؟!
كان سلمان الأول يرد على العلمانيين، بل كان يعتبر غصة في حلوقهم، أما سلمان الثاني فجالس العلمانيين، وربما وقعوا بيانا واحدا، فهل تحسن العلمانيون؟ أم سلمان....؟! أفيدوني جزاكم الله خيرا.
لست بناس ذلك اليوم، وبالتحديد عام 1414هـ وفي مزرعة من مزارع القصيم، كان سلمان هو الضيف على الغداء، جلس سلمان وكان بجواره الشيخ يحيى بن عبد العزيز اليحيى، كان حديث الساعة تلك الأيام هو تقاتل الأحزاب في أفغانستان، تكلم سلمان في ذلك وكان فيما قال: نريد أن نقنع الناس بإمكانية قيام دولة إسلامية، الآن الناس ماذا يقولون؟ الناس يقولون: أنتم الواحد لابد أن يقاتل، فإذا لم يجد عدوا يقاتله قاتل أخاه، فإذا لم يجد أخا يقاتله وقف أمام المرآة وجلس يخاصم نفسه.
هل أستطيع أن أقول: إن مقولة سلمان هذه صدقت عليه الآن؟ كان يواجه بكلامه الحكومات والعلمانيين، كانوا أعداءه بلا شك، أما اليوم فقد هادنهم، أو لطف بهم، وهاهو يهاجم المجاهدين الذين كانوا بالأمس معه في صف واحد، ولا أدري هل سيأتي اليوم الذي يقف فيه سلمان أمام المرآة ليخاصم نفسه؟ أسأل الله أن يصلح أحوالنا جميعا.
الذي يثير الدهشة؛ هو أمر أولئك الذين كانوا مع سلمان الأول يقولون بما يقول به، ثم هم مع سلمان الثاني كما كانوا مع سلمان الأول، فهل هو اتباع الدليل؟ أم التقليد؟.
إن الشخصية الجذابة المؤثرة التي يتمتع بها سلمان ليست عذراً في الأخذ بآرائه بلا تمحيص، وليس العجب من الشباب، وإنما العجب من المشايخ الذين تغيروا بتغيره.
أخبرني الأمير أبو بصير أن الشيخ أسامة حدثه أنه أيام أزمة الخليج، وفي أثناء تواصله مع المشايخ ذهب إلى سلمان العودة وذكر له أنه ذهب إلى الشيخ ابن باز وابن عثيمين -رحمهما الله- فقال سلمان: دعك منهم، إذا جالسناهم قالوا الحق، وإذا ظهروا للناس قالوا الباطل.
نتمنى من سلمان الذي يدعو الظواهري إلى (المراجعة التي تحتاج شجاعة أكثر من الشجاعة في قتل الآخرين، مراجعة تتطلب شجاعة المرء في مواجهة نفسه) نتمنى منه في شجاعة أن يقرأ علينا مذكرة النصيحة التي كان قد وقع عليها، ويبين لنا ما تراجع عنه منها، وما لم يتراجع، ولماذا تراجع؟ في صراحة تامة، وحرية كلمة، فإن (الكلمة الحرة ضمان) و(ليس في الرجوع إلى الحق عار).
إن مذكرة النصيحة وإن لم تكن صرحت بتكفير الحكومة، لكنها ذكرت شيئا غير قليل من المكفرات، فرفْعها إلى المسؤولين يعتبر إقامة حجة، وموقف الدولة يظهر تماديا في الباطل، فهل الحل الأمثل مع هذه الدولة هو التمادي في التنازل؟
إن هذه الدولة التي وسعت قليلا على المشتغلين بالدعوة، إنما فعلت ذلك لأنها انشغلت عنهم بالمجاهدين، ولو قدر لها أن تنتهي من المجاهدين لانقلبت على الدعاة.
نتمنى من سلمان الذي يطلق النداءات كلما جاءت ذكرى غزوة منهاتن أن يكون أكثر مصداقية إن كان يريد إيصال رسالة، وليكون كذلك فهذه التأصيلات الشرعية لمشايخ المجاهدين تملأ شبكة الانترنت، فليرد عليها بأدلة شرعية، وصراحة تامة، بتفصيل وإسهاب.
أفلا طلبت من محمد بن نايف أن يعقد لك مناظرة علنية مع الشيخ ناصر الفهد أو فارس الزهراني، إذا لم يكونوا في نظرك علماء شرعيين بحق.
إذا لم يقبل محمد بن نايف بإمكانك أن تناظر ولو بالكتابة الشيخ أبا محمد المقدسي أو أبا بصير الطرطوسي، أو غيرهما، ودع الشيخ أسامة والدكتور أيمن لأن ظروفهم الأمنية لا تسمح.
هيا يا سلمان ما دمت تقول بأنه ليس فيهم من يوصف بأنه (عالم شرعي حق)، رد عليهم، فند شبهاتهم، اكشف أباطيلهم، كيلا يغتر بهم (المستجيبون للوضع المأساوي) كما وصتفهم، ودع النداءات التي تحدث جعجعة ولا يرى لها طحين.
وبالمناسبة فهذه النداءات لا تضر المجاهدين، ولا تؤثر على مسيرتهم المباركة، هل تعلم لماذا؟ لأن المجاهدين -وكذلك أنصارهم والمتعاطفون معهم- يعرفون أن فتاوى الجهاد لا تؤخذ إلا من أهله الذين هم في الثغور، أومن الذين قالوا كلمة الحق وثبتوا عليها بعدما دفعوا ضريبتها، أما القاعدون في بيوتهم تحت المكيفات فلهم اختصاصاتهم، وأظنك تحترم مبدأ التخصص، وكما قيل: من تكلم بغير فنه أتى بالعجائب.
أخي سلمان، إذا أردت لنصيحتك طريقاً إلى القبول فقدم لها رصيداً من التضحية، انفر في سبيل الله، كن مع المجاهدين، عش معهم في الجوع والخوف، ثم أسد لهم النصح، وستجد القبول -بإذن الله- في كل ما وافق الحق، هيا يا سلمان؛ انفر لتحرر المسائل الشرعية والفتاوى، حيث الهواء الطلق، ليس لأحد سوى الله عليك سلطان، هيا حيث اليوم والليلة خير من صيام شهر وقيامه، ولعل فتوى تحررها لا تراقب فيها أحدا سوى الله، خير من موقع و جامعة ومركز علمي تؤسسها على رقابة أعداء الدعوة والمتربصين بها.
إذا كنت تعتبر جهاد المجاهدين أعمالاً غير مشروعة، فها قد نقدت، بقي عليك أن تقدم لنا البديل، عليك أن تتقدم للأمة بمشروع جهادي مشروع، يعيد العز لأمتنا، ويرفع عنها حالة الذل، على ألا يقتصر ذلك على طلب العلم والتربية والدعوة فقط، وإنما لابد من القتال فأنت تعلم (حتمية المواجهة)، وإن كنت تقول بأن الأمة لم تتهيأ بعد للمواجهة فقدم لنا مشروعاً إعدادياً يهيئ الأمة للمواجهة، راجياً ألا تغفل ضمن برامج الإعداد؛ الإعداد العسكري.
لعلك تقول كما قلت سابقا: (البديل الدعوة بالحكمة ، وبالكلمة الطيبة ،وبالتربية ، وبطول النفس, والبديل هوَ}فاتَّقُوا اللَّهَ مَااسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا{). فهل القتال ينافي الدعوة بالحكمة والكلمة الطيبة؟ أما التربية فهي قرينة الجهاد، وأما طول النفس فهل نفس أطول من ستين سنة ضاعت فيها فلسطين؟ وما زلنا نطالب بطول النفس.
أما}فاتقوا الله ما استطعتم{ فإذا كان غيرك يستطيع مالا تستطيع، فهل تلزمه بأن يقتصر على قدر استطاعتك؟ أم تبارك مسيرته وتعتذر بعدم الاستطاعة؟
لعل قائلا يقول: تتبعت الزلة، و أقللت الأدب مع الشيخ، ولو انشغلت بما ينفعك لكان خيرا لك.
ولكني أقول: سلمان هو الذي بدأ بتتبع الزلة، واستخدم أسلوب التشهير والتشنيع، علما أني تركت كثيرا مما يستدرك، لأن التأصيلات الشرعية لأعمال المجاهدين موجودة في مظانها، ولكني أردت أن ألفت نظر الرجل أولاً، ثم من يتبع آراءه ثانياً، إلى التناقض العجيب الذي نتمنى ألا يوجد، وإلى التطفيف في حق المجاهدين، والله يعلم أني ما أردت إلا النصح للجميع، ولم أفعل شيئا سوى مطالبة الرجل بما كان ينادي به، بل بما تعلمناه منه، ولا أنكر أن غيره أتى من الطوام ما هو أعظم، ولكن الرجل له سابقة لا تنسى، فلعل ذلك أن يكون أدعى له إلى قبول الحق.
أما قلة الأدب فحسبي أن الألفاظ التي استخدمتها ألطف من الألفاظ التي استخدمها سلمان في مقالاته(معا ضد إرهاب القاعدة) و (العار ولا النار) وهو في موضع القدوة في حسن الخلق.
أخيرا أقول: لو قدر لسلمان أن يتكلم علي، ولا أظن ذلك؛ لأن الناس لا ترجم شجراً لا ثمر له، لكن لو قدر له ذلك فلن أكلف نفسي سوى قراءة ما قال، لعلي أجد حقاً أقبله، أو أمراً يحتاج إلى توضيح فأوضحه من باب {الدين النصيحة} أما وقد تكلم على مشايخ المجاهدين فقد رأيت لزاماً علي أن أذب عنهم، وذلك أقل حقهم علينا، كيف لا؟ وهم تركوا العيش الرغيد، والمتاع الفاني، دفاعاً عن الأمة.
وختاماً أسأل الله أن يرينا ويري سلمان الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله ملتبساً علينا فنضل.
وأسأله أن يهدينا ويسددنا، وأن يثبت قلوبنا على دينه وينصرنا على القوم الكافرين.

كتبه
إبراهيم بن سليمان الربيش
22/10/1430هـ







.[1] كل ما ذكر بين هلالين فهو من كلام سلمان العودة، أو من عناوين محاضراته وبرامجه.


[2] هذه العبارة باللهجة المحلية ومعناها: أنهم ليسو على ما تظنون فيهم.

1ينتبه إلى أن الأخذ من اللحية و تغيير الشيب بالسواد من المسائل الخلافية، لكل فريق دليل، وأما حلق اللحية فهو وإن كان عظيماً، لكنه لا يعدو كونه معصية من المعاصي، أؤكد على هذا مع أنه لا يحتاج إلى تأكيد؛ حتى لا يظن ظان، أو يفتري مفتر.


المصدر


http://www.al-faloja.tk/






فيصل777 07-11-09 08:59 PM

اقتباس:

سلمان العودة
اللاوضوح والكذب عنده بالمجان
مره في لقاء للجزيرة ذهلت لما كذب كذبة كبر
جبل احد
عندما قال لم افتي بالجهاد ايام الجهاد الافغاني
ياوسع وجهه اشرطته موجودة بصوته ونسخ اصلية
وهو يفتي بالجهاد هناك
ويجي يكذب عينك عينك
صحيح مشايخ اخر زمن
واللي إختشو ماتوا
صدقت يالغالي , والشيخ الربيش ذكر هذه الحادثه في مقالته المميزة

ايضا ذكر حادثه عن العودة أيام فكره الأول ..

وهذا إقتباس منها ..

أخبرني الأمير أبو بصير أن الشيخ أسامة حدثه أنه أيام أزمة الخليج، وفي أثناء تواصله مع المشايخ ذهب إلى سلمان العودة وذكر له أنه ذهب إلى الشيخ ابن باز وابن عثيمين -رحمهما الله- فقال سلمان: دعك منهم، إذا جالسناهم قالوا الحق، وإذا ظهروا للناس قالوا الباطل.

والمقاله قوية ورد الشيخ رد منمق وبأدب وأسلوب إسلامي وليس كما هو أسلوب العودة في كل مقالاته ضد المجاهدين ..

نسأل الله لنا وله الهداية والفوز بالجنان ..

أصحاب السعاده 07-11-09 10:49 PM


هههههههههههههههههههههه

هذي نكتة الموسم من أصحاب الفكر التكفيري المنحرف
ننتظر منكم المزيد

الله يحفظ الشيخ سلمان




بنت الهيلا 07-11-09 11:07 PM

الله يحفظ لنا شيخنا الفاضل سلمان العوده ويجزاه ربى الجنه اللهم امين

ياكثير ماتغتابو شيوخنا اتقوا الله

فيصل777 07-11-09 11:16 PM

يأصحاب السعادة والفخامه,أنت شكلك ماقريت المقال !
والدليل كلامك المُنمق المستورد من شيخك .. ومن شابهه شيخه فما ظلم(1)..
وأحب أعطيك صورة مجمله عن المقال..
المقال فقط يتحدث عن سيرة العودة من 20 سنه , ويطلب فقط مناظرة علمية من العودة مع علماء الجهاد وذكر أسمائهم حتى يفند العودة شبههم ويظهر زيفهم ويصدق العالم العودة بأنه على حق ..
ولا أعتقد أن ذلك يضحك إلا إذا كان عقلك فيه خف ..!

أما قولك فكر تكفيري ومنحرف
فحدد لي من كفر المجاهدين وماهو إنحرافهم ..!
أما أن تطلق التهم جزافاً على أي مخالف وتصفهم بما يمليه عليك هواك وتخرجهم من المله مجازاً فهذا غير مقبول شرعا ولاعرفا ..

(1) المثل هو معارضة للمثل الشهير " ومن شابهه أباه فما ظلم " حتى لايفترى مفترِ بإني أظنه هاكذا ..

__________________________

يابنت الهيلا الله يسلمك حددلي الموضع الذي إغتاب فيه الشيخ إبراهيم الربيش العودة !
ثم إن الشيخ قال في العودة الأصل حسن الظن فيه
ولم يطعن فيه ولا مايحزنون
وهو فقط نقل أقوال له في القنوات والمحاضرات
وإذا كان هذا يسمى غيبه أخبري شيخك بأن لايتحدث أبدا حتى لايغتابه الناس !

نسأل الله أن يهدينا وإياكم للحق ..


بندر الايداء 07-11-09 11:18 PM

حفظ الله الشيخ سلمان العودة ونفع به وبعلمه
وانتقاص وسب وشتم اصحاب الكهوف مايزيد الشيخ الا رفعة


الساعة الآن 09:23 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir