منتديات قصيمي نت

منتديات قصيمي نت (http://www.qassimy.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي (http://www.qassimy.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   الأوعية الدموية في جسم الإنسان (http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=109933)

ابن الرمادي 04-02-07 04:25 PM

الأوعية الدموية في جسم الإنسان
 
الأوعية الدموية في جسم الإنسان


د.عماد عطا البياتي


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه.
سنبدأ بسؤال ثم تكون الإجابة عليه في نهاية كلامنا إن شاء الله تعالى…

السؤال هو أن كل إنسان يحب أن يدخل الجنة، فلو قيل له إن الجنة على بعد كذا وكذا منك لذهب
إليها وسعى إليها بكل لهفة وشوق… فما هي الطريقة لدخول الجنة؟ وما هي الطريقة التي يصل
فيها الإنسان إلى مرتبة يستحق بها أن ينال الجنة بحيث لا يذهب بنفسه إليها فيدخلها، لا بل تقرب
هي إليه وتزلف كما يقرب طبق الطعام الشهي إلى الضيف الكريم، فيدخلها؟

نبدأ كلامنا ثم نعود إلى جواب السؤال:
تقول السيدة ماريا ميشال وهي إحدى الشخصيات العلمية المعروفة: "إن أية معادلة تشرح قانوناً
من قوانين الطبيعة ليست إلا قصيدة مدح للإله"
ما أجملها وما أروعها وما أحكمها من مقولة، حقاً إن كل معرفة بنجم من النجوم أو فلك من
الأفلاك أو خاصية من خواص النبات والحيوان أو أي قانون من قوانين الطبيعة، أي أن كل معرفة
علمية يتوصل إليها عقل الإنسان هي تبصرة تكشف الحجب وتنير البصيرة وتفتح القلوب وتصل
الأرواح بهذا الكون العجيب، وما وراءه من إبداع وحكمة وترتيب فتدله على المبدع الحكيم وتذكره
بالصانع الخالق الخبير القدير.

ولهذا نرى عالم الفيزياء الألماني المشهور "ماكس بلانك" يقول: "إن أي عالم محقق في أي
ساحة من ساحات المعرفة سيقرأ هذه الكلمة على محراب العلم "آمن" فالإيمان صفة لا يمكن لأي
عالم أن يتخلى عنها".
إن هذا المنهج العلمي الذي يوصل إلى الإيمان هو المنهج الذي دعا إليه القرآن الكريم في كثير من
سوره وآياته وكمثال لهذا المنهج نسوق هذه الآيات الكريمات من سورة ق للاستشهاد بها…
يقول الله سبحانه وتعالى، بسم الله الرحمن الرحيم: ((أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها
وزيناها ومالها من فروج. والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج.
تبصرة وذكرى لكل عبد منيب.)) (سورة ق: 6-8).

فالنظر إلى عظمة بناء السماء وجمالها، والحكمة والقدرة المتجلية في خلق الأرض والجبال،
والإعجاز في خلق مختلف الأحياء عليها تبصرنا وتذكرنا بالخالق العظيم الحكيم القدير البديع،
(تبصرة وذكرى…). لكن هذه التبصرة والذكرى تحصل (لكل عبد منيب)، أي يرجع إلى ربه من
قريب، وهذه صفة الإنسان المتواضع الذي يحترم عقله ويحترم قدسية الحق ويتجرد للصواب فنراه
لا يستمر في الخطأ ولا يتمادى في الغي عناداً واستكباراً وإنما يرجع من قريب وينيب إلى الله
تعالى.


فمن هذه الحقائق نلخص النتائج التالية:
إن الإنسان العاقل المنيب إلى الله تعالى عندما يتدبر خلق هذا الكون فسوف يصل إلى الإيمان
واليقين، وأما الإنسان المعاند المكابر فانه يرى الظواهر الكونية وآيات الحكمة والإبداع فيها فلا
تدهشه ولا يتوصل من خلالها إلى المبدع الصانع وذلك لخلل في عقله ولمرض في قلبه وهو
الاستكبار والغرور "أي انه غير منيب". وهذا الإنسان لا يمكن أن نسميه عالماً أو عاقلاً بل هو
أجهل الناس.
إن معظم العلماء الكبار والعباقرة في العصر الحديث من الذين ساهموا في النهضة العلمية الحديثة
وأثروا فيها تأثيرا كبيرا كانوا مؤمنين بالله سبحانه وتعالى إيمانا قويا، صحيح إن اغلبهم لم يكونوا
مسلمين لكن علومهم ومعارفهم أوصلتهم إلى أن لهذا الكون خالقاً مبدعاً حكيماً قديراً (لكن هذا
الأيمان وحده لا يكفيهم إلا بعد شهادتهم بأن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله).

وكمثال على ما نقول فإن العالم المشهور "باسكال" مثلاً نجده يقول: "صنفان من الناس فقط
يجوز أن نسميهم عقلاء، وهم الذين يخدمون الله لأنهم يعرفونه، والذين يجدون في البحث عنه
لأنهم لا يعرفونه".
أما جواب السؤال الذي سألناه في البداية فإننا سوف نؤجل إجابته إلى ما بعد الرحلة القصيرة التي
سنقضيها بالتفكر في الأوعية الدموية للإنسان وما فيها من عجائب وإعجاز.

الأوعية الدموية في الإنسان

**الشرايين
تختلف أنواع الشرايين حسب طبيعة جدارها حيث لاحظ العلماء التوافق العجيب المدهش بين طبيعة
جدار الشريان وبين الوظيفة التي يؤديها؛ فهنالك نوعان من الشرايين:
* الشرايين الكبيرة: يحتوي جدارها على كمية كبيرة من بروتين الايلاستين لأنها تتعرض إلى ضغط
كبير ناتج عن دفع الدم من قبل القلب فتساعد مطاطيتها الكبيرة بسبب وجود هذا النوع من
البروتينات على امتصاص هذا الضغط الكبير وتحوله إلى قوة مضافة تساعد في دفع الدم باتجاه
أعضاء الجسم المختلفة.

**الأوعية الشعرية الدموية

هنالك عملية معقدة وعجيبة جداً تحدث في الأوعية الشعرية الدموية في أعضاء الجسم كافة،
وملخص هذه العملية أن كمية الدم التي تذهب إلى الأعضاء المختلفة يتم السيطرة عليها بصورة
دقيقة جداً من قبل الأوعية الشعرية الدموية بحيث يعطى العضو المعين كمية الدم التي يحتاجها فعلاً
وحسب الجهد الذي يبذله في الأوقات المختلفة. هذه العملية تسمى بالتنظيم الذاتي (
Autoregulation) وتتم عن طريق عضلات معينة موجودة في بداية الأوعية الشعرية الدموية
تسمى (العضلات العاصرة)، بالإضافة إلى آلية تضيق وتوسع الشرايين المتوسطة الحجم كما ذكر
آنفاً.
مثلاً في وقت المجهود فإن توزيع الدم إلى الأعضاء يتم تعديله بحيث…

تثبت كمية الدم الواردة بما يطابق فسيولوجية خلايا المخ أثناء الراحة والمشقة، فاستهلاك خلايا المخ للطاقة ثابت بلا زيادة أو نقصان أثناء الراحة والمجهود.
تنخفض كمية الدم الواردة إلى الكبد والأمعاء ويتم توجيهها إلى العضلات والجلد.
تزداد كمية الدم الواردة إلى الكليتين حتى يتسنى للجسم التخلص من الشوارد الزائدة وإفرازها
بالبول.
تزداد كمية الدم الواردة للقلب حتى يتمكن القلب من سرعة إنجازه فيدفع (6لتر) من الدم كل (9)
ثوان بدلاً من (60) ثانية.
يرتفع ورود الدم إلى العضلات (أدوات المجهود المطلوب) إلى (24) ضعفاً وهو المتوقع
والمطلوب حدوثه.
ويصاحب ذلك ارتفاع كمية الدم الواردة إلى الجلد (20) ضعفاً حتى يتسنى للجسم التخلص من
الحرارة الزائدة الناتجة عن المجهود العضلي الشاق بزيادة معدل التعرق إلى حده الأقصى.
وهكذا نجد أوعية تتسع لتستقبل مزيد من الدم (العضلات والجلد والكليتين والقلب) وأوعية أخرى
تضيق في آن واحد (الكبد والمعدة والأمعاء)، ويواكب هذه التغيرات سرعة في التنفس لكي يتمكن
الجسم من الحصول على المزيد من الأوكسجين للطاقة والتخلص من عوادم الاحتراق (co2
ويتم كل ذلك بدقة متناهية وتناسق جميل بدون تدخل إرادي من الإنسان!!!

والآن نأتي إلى جواب السؤال الذي طرحناه في أول المحاضرة.
الجواب هو قوله تعالى في سورة ق:
بسم الله الرحمن الرحيم: ((وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد _ هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ _ من
خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب _ ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود _ لهم ما يشاءون فيها
ولدينا مزيد _)) (ق: 31-35).
فمن صفات المؤمن الأواب الحفيظ الذي يدخل الجنة وتزلف وتقرب إليه الجنة هي أنه يخشى
الرحمن بالغيب، أي أنه اتبع المنهج القرآني للوصول إلى الله تعالى عن طريق النظر إلى آياته
المبثوثة في الكون، وهذا المنهج هو الذي ذكره الله تعالى في أول سورة ق؛ بسم الله الرحمن
الرحيم: ((أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج _ والأرض مددناها
والقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج _ تبصرة وذكرى لكل عبد منيب _))
(سورة ق: 6-8).

فإذاً جواب السؤال يكون كالتالي والله اعلم…
إن الذي يريد أن تتقرب منه الجنة وتزلف ليدخلها، عليه أن يؤمن إيمانا عميقا ناتجا عن تدبر وتفكر
ونظر في الآيات المبثوثة في هذا الكون ويكون ذا قلب منيب رجاع إلى الله غير متمادٍ في الضلال
والغي. والحمد لله والله أكبر.

** أهم المصادر
1. القرآن الكريم.
2. في ظلال القرآن ـ سيد قطب، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت، الطبعة الخامسة 1967م.
3. صفوة التفاسير ـ محمد على الصابوني، دار القرآن الكريم ـ بيروت، الطبعة السادسة 1985م.
4. صفوة البيان لمعاني القرآن ـ الشيخ حسنين محمد مخلوف، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ـ
دولة الكويت، الطبعة الثالثة 1982م.
5. رحلة الإيمان في جسم الإنسان ـ د. حامد أحمد حامد، دار القلم ـ دمشق، الطبعة الثانية.
6. إعجاز القرآن في خلق الإنسان ـ د. محمد كمال عبد العزيز، مكتبة ابن سينا.
7. المرجع في الفزيولوجيا الطبية ـ غايتون وهول، ترجمة الأستاذ الدكتور صادق الهلالي، منظمة
الصحة العالمية / المكتب الإقليمي لشرق المتوسط 1997م.
8. قرص مدمج، موسوعة جسم الإنسان.

MARISOLE 06-02-07 12:26 AM

جزااااك ربي الجنة ..................

ابن الرمادي 06-02-07 03:56 PM

وجزاكِ الله خير

حسن خليل 09-02-07 11:44 PM

سبحان الخالق

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً ونفع بنقلك الرائع الجميع

ابن الرمادي 10-02-07 04:03 PM

وجزاكم الله الجنة
وثبتنا الله واياكم على الايمان والعمل الصالح .. وشكرا

كاتم الونة 27-02-07 05:44 PM

بارك الله فيك..ونفع بك


جزاك الله خيرا

أم أديم 29-02-08 03:49 PM

جزاك الله خير الجزاء ونفع بك

ابن الرمادي 29-02-08 04:30 PM

شكرا لكم جميعا
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير
رزقنا الله نعمة التامل والتفكر في الكون
التي هي زاد الطريق في هذا الهجير والفتن الطاحنة المدمرة
اللهم عونك ومددك

osama-ff 01-05-08 06:40 PM

جزاكِ الله خيرا

fahadmzr12 02-05-08 07:49 PM

جزاك الله خير


الساعة الآن 02:11 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir