منتديات قصيمي نت

منتديات قصيمي نت (http://www.qassimy.com/vb/index.php)
-   الأدب المنقول (http://www.qassimy.com/vb/forumdisplay.php?f=78)
-   -   ديوان خطوات أنثى .. للشاعرة ردينة الفيلالي (http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=222957)

عناد الجروح 07-12-08 02:54 AM

ديوان خطوات أنثى .. للشاعرة ردينة الفيلالي
 
الشاعرة ردينة الفيلالي
شاعرة تمتاز بالجرأة في الطرح
_وُلِدت الشاعرة الأديبة ردينة مصطفى الفيلالي في
طرابلس الغرب في 26|9|1981.

_نالت إجازة في الأدب الإنجليزي , وبكالوريوس في
العلوم السياسية.

_تنقلت من بلد إلى بلد مع والدها مصطفى الفيلالي,
الذي شغل مناصب دبلوماسية على مدى 53 عاما ً.

_والدتها لمعان أحمد بن بيه كريمة الشيخ أحمد بن بيه أحد
رموز الثورة الثقافية في مدينة طرابلس.




الإهداء

إلى الملكين اللذين اصطفاهما الله برحمته00


والدي ووالدتي
اخوتي واختي الحبيبة , رفاقي في رحلة اليتم
الى كل من يقرأ شعري ويجد في همساته أهازيج
تداعب الروح وصرخات تنضح بها الجروح

ردينة

عناد الجروح 07-12-08 02:55 AM

زمن اللا ..حب


ملامح ُ باكية ٌ في ذاك الركن ِ الركين
تُصَلي لرب العالمِين , تَبْكي كطفل ٍ بائس ٍ حزين

تَلْبَسُ ثوباً بلون ِ الياسمين
كملاك ٍ هارب ٍ من زَيْف ٍ السنين

تجلِسُ وحيدةً بوجه حزِين
حزين ٍ على عباد ٍ رغمَ النور ِ ضائِعين

تلك الحزينة ُ هي أنا
تلك الحزينة ُهي نحن

تلك الحزينة ُ هي أنا
أنا التي تَمْتَص غَضَبَ الآخرين

وتَبْكي كما يَبْكي الضريح ُ على الميتين
وصمْتي خاشعٌ كخشوع ِ الشهوة ِ في ثوب ِ المصلين

أحتمِلُ حتى ملني الاحتمالُ وقال أَلاَ تَسأَمين
أيتها الروح ُ كفى متى تنطفِئِيْن

تُشْعِلِيْنَ عذابي ومَنْ عذبوك في جوف ِ
النوم ِ نائِمين
بحق ِ الله ماذا تنتظِرِيْن

فقد رحلَ الرسُلُ رحلت ِ السماء ُ
رحلَ صِدْقُ المحبين
ذَبُلَتْ حدائقُ العِشْق ِ فلا هوى ً ولا عاشِقِين

رائحة ُ القبل ِ باتت قصيدة ً بلا مستمعين
حِضْنُ الحبيب ِ بارد ٌ كَرَحِمٍ لم يَسْكُنْه جَنِيْن

ها قد رَحَلَ الجميع ُ وأنت ِ متى تَرْحَلِيْن ؟
يا نجمة َ الضحى كفى لماذا تبكِيْن

هم اختاروا , فلك ِ دينُك ولهم دين
فلماذا بغيرِك تَشْقِيْن
فلا الحب هو الحب ولا هو زمنُ الأَولين

فهي أيام تَكْفُرُ بالمخلصين
والصادقُ فيها ملكُ المساكين
والبشرُ يرقصون رقصَ الثعابين

فانهضي من ذاك الركن ِ الركين

وإلا تربعت ِ على عرش ِ المجانين

عناد الجروح 07-12-08 02:57 AM

أنا والمطر


على نافذتي سمعتُ نَقْرَ المطر
يهمسني مولاتي حان وقتُ السهَر

إنزعي عنك ملابس َ الضجَر
الشوق يناديك والريح تصارعُ الشجَر

وذاك الشارعُ الماطرُ من الوَحدة ِ سَئِمَ وانتَحر
شيءٌ يحتلني يستدعي من الأعماق جنون البشر

كل شيء ٍ حولي يستطعم ُ العِشْقَ يتلذذ ُ بالسهَر
الليل يقبلُ القمر , الريحُ تغازِلُ الشجَر

الشمسُ تصادقُ السحَر
وأنا00 0 أنا أبحث ُ خلفَ الأثر
عن رجلٍ سَرَقَه مني القَدَر
ويحاً لذاك النَقرِ اللعين
الذي ذكرني بشفَتَيكَ لحظةَ الحنين
مزقَ جروحاً كادت تخِيطُها السنِيْن
وقفت بجوارِ نافذتي وقْفَةَ المساكين


أَحْسِدُها لأن المطَر أوفى من المحبين
إقتربت وفي عيني نظرةُ الحاسدين

فالمطرُ يحِبها حباً لم يعرِفْه المغرمون
حباً ربانيا لم تكتبْه الدواوين

يحاوِرُها بنعومةِ الياسَمِين
ينساب عليها بهمسِ الخاشعين

حبيبي طِفْلتُك باتت ملامح باكية
تجوب ُ الأزقة َ الشاتية

تَلْبَسُ كل شيءٍ لكنها عارية
تبحثُ بين السفنِ الراسية

عن رجلٍ له عيون ٌ عاتية
يَسْرِقُ العمرَ بقبلةٍ دافئة

يُبْحِرُ بي إلى جزيرةٍ نائية
حبيبي لِمَ تَرَكْتَنِي أركضُ خلفَ الأمطار

لِمَ لَمْ نُكْمِل معا دربنا والمشوار
فيه جنونٌ عِشْقٌ طربٌ وَجَعٌ وأشعار

نَقَراتُك على جسدي تحمِلُ شيئاً من الأسرار
كتلك التي تحمِلُها رائحةُ الأزهار

أو تلك التي يحمِلُها الحب حين ينهار
شيء ٌ يشبِهُ نِضَالَ الأحرار, كحوار ِ النافذةِ والأمطار

أجملُ مافيها أنها ستَبْقى على جسدي نوراً ونار
أمواجاً في ليلة عشقٍ تحطمت في وجهِ الأحجار

سأَذكُرها إنْ رأيتُك تمزقُ النص وتستبدِلُ الأدوار
وأدْفِنُها إِنْ احتَج الجمهورُ وصفقتِ الأقدار

عناد الجروح 07-12-08 02:58 AM

خطوات الأصابع


حبيبي قلبُكَ مرتعدٌ وساخن

وكأنك في جوفِ الشوق ِ ساكن

أيارجلا يقتحمُ بأصابعِهِ كل الأماكن

ويعبثُ بممتلكاتي كما يَعْبَثُ مطرُ

الشتاء ِ بسقفِ المساكن ..

قبلني بإحساسٍ فَزَيْفُ القبل ِ تفضحُه الأنفاس

وخطواتُ عينيك على جسدي تشُل الحواس

همساتُك أَعشقُها كما يعشقُ الكاهنُ صوتَ الأجراس

أذوبُ حين تهمِسُني , حبيبتي هل غَلَبَكِ النعاس؟

وتلامِسُ وجهي كما يلامسُ النورُ انكسارَ الماس

فأضيعُ مرةً أخرى كما يَضِيْعُ الحزنُ في صَخَب ِ

الأعراس ..

بين ذراعَيْك أغفو كالعُصفور

تعبثُ بِشَعْري فأذوبُ أنا ويشتعلُ الشعور

تَرْمي أطرافَه على وجهِك تصِفُه بموج ِ البُحور

وتقبلُهُ كما يقبلُ النحلُ وجه الزهور

أيارجلاً إنتظرتُه بشوقٍ منذ عصور

وبات قلبي بلا عَيْنيه قصراً مهجور

حبيبي نحن قلبٌ روحٌ ملامحُ إنسان

نتحاورُ بالعيونِ لاباللسان

فلغة ُ الحب ترسُمُها شَفَتَان

ذاقتا لوعةَ العِشق ِ نَزْفَ الأجفان

عَرَفَتَا لهيبَ الشوقِ طَعْمَ الحِرمان

صاغت بِتَنهدَاتِها أعظمَ ألحان

فجسدُ العاشق ِ يصبحُ بركان

إنْ داعبَه الحبيبُ ولو بالبَنَان

ضُمني أَدْخِلْني مُدُنَ الأحلام

من ثغركِ اسْقنِي شَهْدَ الغرام

طوقْني حبيبي فمريرةٌ هي الأيام

لمْ يَعُدْ على الأرض خيرٌ أو في الأرحام

أحتاجُ إليك حبيبي كما إلى الأمومةِ يحتاجُ الأيتام

أحتاجُ إليك حبيبي لاقتحمَ باكورةَ الأيام

فإنْ شط بنا الهوى أَسْمِعْني تراتيلَ الهُيام

واجعلْ أصابِعَك تخطو على جَسَدي كالرهام

لِتلملِمَ مافي الروح ِ من حطام

وترفقْ 000ترفقْ000بطفل ةٍ في عمر ِ السلام


سلمَتْك نفسَها بكلَ براءةٍ واحتشام..

عناد الجروح 07-12-08 02:59 AM

اعترافات متيم

سألني الناسُ عن سِر وَلَهي

جنوني .. جمر ِ الإحساس

لِمَ أنا دوما شريدُ البالِ وحبيسُ الأنفاس

ماعَرَفوا أني أحاكي السماء وأجالسُ الماس

متيمٌ في العشق ِ بكل الحواس

حوريتي حبيبتي اجيبي سؤال الناس

اخبريهم أني عرفتُ امراةً تختصرُ الأجناس

عَرَفتُ امرأةً يمتد حبها من بحر ِ العربِ حتى فاس

عَرَفْت امرأةً تكسوها أنوثة ٌ

وبراءةُ طفلٍ وقت النعاس

قِطة ٌ هي حين تنامُ في حِضْني ويغالِبْها النعاس

وإنْ قبلْتُها تَناغمَ قلبُها كصوتِ الأجراس

تُبعثِرُني تُلَمْلِمْني كما تَشَاء

فهي حبيبتي مليكتي

وانا , عبدٌ يعلنُ الطاعة َ والولاء

أصلُ النهارَ بالمساء

كي أنام في حضنها وأقبلَ الشفَة َ الملساء

أتغلغلُ في بحر شَعْرِها وإن تعِبْتُ حاكَتْ لي الرجاء

تمارس الحب بثورةٍ كأنها ليلة ُ شتاء

أباغتها لأقطِفَ من شفتَيْها زهرَ الرمان

تشعلني جمرا بمفاتِنها أنهمر عليها كالطوْفان

سفينة ٌ هي وأنا الراكبُ فيها والربَان

على متنها تعلمتُ العشقَ جُبْتُ الخُلجان

تصارعني كالموج بقوةٍ وعنفوان

تبادلني الحب وتصدني في ذات الأوان

حالكٌ شعرُها وثغرُها بلون الأرجوان

من أقترب منه لسعَتْه النيران

وأنا وحدي أعشقُ لهيب الثغْر وجمرَ النيران

أضيعُ معَها بين الصد والقَبول ِ وقضمِ الأسنان

كيف أراضيها وهي المد والجزْرُ , الوصلُ والبِعاد

أحبها مشاكسة ً تَهْوى العناد

أحبها ملاكا ً بين العباد

تتقِنُ دورَ الأسير ِ ودورَ الجلاد

هذه حبيبتي بكل مافيها من طُهْرٍ وإِلحاد

ترمي الطعمَ بعينيها وتنتظر الصياد

صوتُها الأجش يُشْعِلُني رَغَبات

ويزدادُ اللهيبُ حين أسمعُ تلك الآهات

وتهمِسُني :إقترب أكثرَ في جوفِ المتاهات

لاتكثرِتْ بصوتِ التنهداتِ فالعِشْقُ

أمدٌ وأنت في البدايات

عناد الجروح 07-12-08 03:00 AM

شقاوة الفتيات



قبلة ٌ واحدة ٌ وأصبحتُ لكِ أسير

من ثغرٍْ ملائكي ٍ مُكْتَنِزٍ مثير

في أنفاسِه شَجَنُ النَاي ِ طَعْمُ الزمهرير

يبدو كَثًغْر ِ العصافيرِ مِسكيناً خجولاً صغير

كنت أمامَه أَغُض الطرْفَ ككهلٍ ضرير

وما إنْ اقتربتُ منه اكتشفتُ أني المِسكينُ

الخجولُ الصغيرْ

إستسلمت له كما تستسلمُ الحسناءُ للثوبِ الحرير

كما يستسلمُ للنومِ ذاك العبدُ الفقير

ويلي منه يصارِعني كأني الخطيئةُ كأنه الضمير

يبتلِعُني ويرمِيْني في الرمَقِ الأخير

رُحْمَاكِ حُلْوَتي نورُك نارٌ وقلبي من حواءَ كسير

أدعو لك أنْ يَحْفَظَك العلي القدير

الذي صورَك ملاكاً وَهَبَك شفاهاً من سَعِير

أُحِبك أيا امرأةً ترقُصُ كالبلابل ِ تحتَ الأمطار

تمارس الحب بعنفوان ِ الريحِ جنونِ الإعْصار

أحمِلُ لك ياحبيبتي من جَنةِ الحب تَذْكَار

قبلةَ عاشقٍ مات شهيداً من أجلِ الأشعار

أَبْعَدوه عنك شيدوا الحصونَ وضعوا الأسوار

أَحْرَقوا زهورَ الصباحِ ستروا العارَ بالعار

وَنَسُو أن شفاهَ العشاقِ تحمِلُ نَزَقَ الثوار

قبلاتُهم لحنٌ بربريٌ يمزقُ كل الأوتار

يَسْمَعُه الأصم تُطْرَبُ له الأحجار

نسُوا أن العاشقَ لايَلْبَسُ مثلَهم وجهاً مستعار

ولايدعي النبوءة َ وهو أكفرُ الكفار

فتعالَيْ حبيبتي فلا فرقَ بين الخمر والخَمار

هذه عقولُهم يَبْقى الدهرُ ويَفْنَى العطار

وتَبْقى عيناك للشعرِ جداولَ وأَنهار

وأعِدُك طفلتي مهرةَ خيالاتي

أنْ تبقى عيناك سيدةَ كلماتي

فقد تعِبْتُ وأعرِفُ أنك مُتْعَبةٌ مولاتي

من أناسٍ يَضعون الحب في خانةِ الشهَوَاتِ

دَفَنو في فؤادِ حبيبتي ملايينَ الآهاتِ

إعتبروا شِفَاهَها أولَ المحرمَاتِ

لكن قبلاتي ستُنْسِيْك ليلاً مُثْلِجاً شاتِ

وجسمي سيُحْرِقُ بردَ النهدَاتِ

كلما لامَسَتْ يدايا مواضعَ الطعَنَاتِ

وزحفَتْ شفاهي فوق الجَمَرَاتِ

فارتعشت حوريتي ،

كارتعاشِ الشجَرِ في وجهِ النسَماتِ ..

بعد أن وضعوها في عِدَادِ الأمواتِ


عاد النبْضُ فيها وعادت شقاوةُ الفَتَيَاتِ ..





عناد الجروح 07-12-08 03:02 AM

احبك .. ولكن



همسُكَ يغرِيني حتى نفسيَ يُنْسِيني ..

خُذني بين ذراعَيْك في حِضْنِك آويني

نظراتُك تأخُذني تقتلُني تُحْييني ..

وأنامِلك إنْ لملمت شعري تَرْمِيني

أذوبُ حبيبي إنْ قلت طفلتي ضُميْني ..

وأرتعدُ هُياما إنْ لامست إصْبَعُك جبيني

أنت مولدي وفَنَائي ، تارةً والدي وأُخرى جنيني ..

مزقتُ هُويتي أطفأتُ في عينيك سنيني

أيا من يَسْري كالعِطرِ في بساتيني ..

أيا من يَلفُني بين ذراعَيْه كما

يَلُف الشذى ثنايا الرياحين ..

ظمآنةٌ أنا سألتك بالله أنْ تَرْويني ..

فحبك ماردٌ يَغْلي في شراييني

من يُنقِذُني منك أيا من يحترفُ طقوسَ المساكين..

يَهْوَى الجمالَ كما تَهْوَى النساءُ تغييرَ الفساتين

لاتقلْ حبيبتي سامحيني..

إنْ غضِبْتِ منى بثغرِك الذعِيْني

وإن زاد زَعَلُكِ, في كل مكانٍ قبليني ..

هيا حبيبتي فقلبُك يناديني

وإن كررْتُها بعينيك اذبحيني ..

كفى أيها الشقيُ فمهما فَعَلْتَ لن تُرْضِيْني

أَبْعِدْ أنفاسَك عني فمن هَدَمَني لن يَبْنِيْني ..

خُذْ عِطْرَك , زهورَك فما عاد شيءٌ يَعْنِيْني

ولاتحاوْل بكلماتِك أنْ تُغْوِيْني ..

هيَا صغيرتي سامحِيْني ..

بقوةٍ اليك ضُميني , في خلايا جسمِك فجُرِيني ..

وبنيران أنفاسك عاتبيني..

أَفْرِغي سُمك بين ضلوعي كَحُمَمِ البراكين ..

واجعلي شفَتَيْك تثآرانِ مني , وإليك ادفعيني

أيا رحيمة َ العيونِ ارحميني ..

ففي قِمةِ الغضبِ تُثِيْرِيني

كفاك توسلاً فبُحةُ صوتِكَ تُبْكِيْني ..

وانهزامُكَ يُضْعِفُني فأُسَلمُ نفسي

ومَنْ منك يَحْمِيني؟

وإنْ سامحتُك عاد صوتُك كاذبَ الرنين !

وعادت أكاذيبُك البيضاءُ وشَقَاوةُ المجانين

ويلي منك فأنت دائي , دوائي , ملاكي ,


وآخرُ الشياطين ..

عناد الجروح 07-12-08 03:03 AM

راهبات الشرق



أحيا حياةَ الرهبان ِ

فلا أسمعُ همسَ حبيب ٍ ولا أفتحُ أحضان ِ

حياتي حياةُ فأر ٍ دام عَيْشُهُ بين الجُدران ِ

يأكلُ الجُبن في العَتَمَةِ

ويعودُ في صمت ٍ خلفَ الحيطان ِ

سُنونٌ مَضَت وأنا أنتظرُ فك قيدي

تحطيم َ القُضبان ِ

لكني أَخشى ظِلي , مرآتي ,عِقَابَ العِصيان ِ

راهبة ٌ أنا رَغْمَ أَنى لا أعرفُ نُسْكَ الرهبان
ِ
لكن فتيات ِ الشرْق ِ راهبات ٌ

بأمر ِ العشيرة ِ وحكم ِ الإخوان ِ

أُغلِقَتْ نوافذي خوفا ً من عيون ِ الناس ِ أنْ تراني

بابُ غرفتي مغلق ٌ لا يُفتحُ إلا بأمر ِ سجاني

متهمة ٌ أنا بتهمة ِ الأنوثة ِ في قانون ِ قَحْطان ِ

وهل خُلِقَ عُصفورٌ ليحيا خَلفَ القضبان ِ

هكذا الشرقُ لا يفرق بين الملائكة ِ والشيطان ِ

يعذبُ النسْوَةَ بالسجْن ِ وصهيل ِ الحصان ِ

منذ ولادتي وأنا أشعر ُ بالذل ِ والهَوان ِ

فقد ماتت أمي عندما عَرَفَتْ أنى لست

من جنس ِ الصبيان ِ

في هذا الجُحْر ِ نُفِيْتُ وفيه تم نِسْيَاني

الستُ بشراً أم إِن البشَر فقط من الفِتيان ِ

جائعة ٌ أنا إلى الحْب وللحنان ِ

فقط سئمت ُ كؤوسَ العلقم ِ والحرمان ِ

إخال ُ نفسي دوماً عروسا ً جميلةً بين الفرسان ِ

أحلُمُ بيوم ٍ أخرُج فيه من الجُحر ِ بعيداً عن الفِئران ِ

بعيدة ٌ أنا بُعْدَ اللؤلؤة ِ في جوف ِ الخُلجان ِ

لا أرى أحداً ولا أحدٌ يراني

أتخبطُ في أحلامي كما يتخبطُ

صاحبُ الكأس ِ السكران ِ

وفي آخر ِ الحُلْم ِ أتذكرُ أني

أنغمسُ في الهذيان ِ

أي حياة تلك التي أَحياها والجندُ في كل الأركان ِ


حتى أصبحت ُ أتكلم كالبُكْمِ أُبصِرُ كالعُميان

عناد الجروح 07-12-08 03:04 AM

وسائد وشراشيف

مشغولٌ بأي شيءٍ مشغول ..

وعِطْرُها يفوحُ منك كأريج ِ الحقول

فاجَأْتُك أم أني أَبكرتُ الوصول ..

لتضعَ يدَك على الباب ِ وتمنعَني الدخول

لملِمْ كلماتِك أيها العابثُ المسطول

أَحْمَرُها في شفتَيْك على وجهك ِ المبلول ..

وأزرارُ قميصِك منزوعة ٌ وأنت ..أنتَ مشغول ؟

متسولة ٌ تلك التي مَعك , أم بائعة ُ جسد ٍ تَجول ..

أم أنك أحضَرْتَها من الطرقات ِ لتثبت َ

رجولة َ العجول

أنا التي أفنت ِ العمرَ معَك بكل ِ الفصول ..

أنا التي أحبتْك علمتك ماذا تقول

وجئتَ اليَوم لتكذِبَ علي وتمنَعَني الدخول ..

عُدْ إلى أحضانِها وأَكْمِل ِ المسرحية َ بكل ِ الفصول

فمسرحية ُ الخيانة ِ أبطالُها

أناسٌ سُلِبَتْ مِنهم ُ العقول ..

يمارِسون الحب على الأرصفة ِ

في الحانات ِ بين السهول

لكنك اخترت َ مكانا وَفْقاً للشريعة ِ والأصول ..

حيث كنا سويا ً وكنت في الحب خجول

والآن أراك أسداً تصولُ .. تجول ..

وملامِحُك تدُل فعلا ً أنك مشغول !

ألعرق ُ يتصبب ُ منك كمُحْتَضَر ٍ ضعيف ..

وأنا أتساقطُ ألما ً كورق ِ الخريف

لِمَ بِعْتَني واشتريت َ الغرائزَ والتخاريف ..

لِمَ خذلتَني , جمعتنا في هذا الموقف ِ السخيف

الحب أيها الخائنُ طاهرٌ شريف ..

وحبك .. حبك وسائدُ و شراشيف !

عُدْ لها وأَخْبِرْها أن النساء َ جنس ٌ عفيف ..

لا يَبِعْنَ جسداً من أجل ماءٍ ورغيف

أَخبرها أنك إنسانٌ كفيف ..

لم يُبْصِر ِ الحب يوماً لان ضَبَابَه كثيف

وأعودُ أنا وجُرْحي يَكْسوه النزيف ..

تاركةً ورائي شبابي .. أيامَ الخريف

لأدفِنَ بيدَي حبيَ الطاهرَ الشريف ..

كما يُدفنُ الشهيدُ في دينِنا الحنيف

عناد الجروح 07-12-08 03:05 AM

الشهد المرير _ضريبة الحب

لمَ يا زهرتي يبدو عليك التعب ..

مَنْ رماك بعد أنْ عَبَثَ بك وَلَعِبْ

تَبْدِيْنَ ممزقة ً و الندى يُغَطيك من قسوة ِ الكُرَب ..

تَشْكِيْنَ دَبورا غزاك غزوَ المُغولِ وهَرَب

إمتص الرحيقَ , نحو الأوراق ِ صوبَ وضَرَب ..

وأشواكُك ِ اليافعةُ خجولة ً كانت حينما اقترب

مزق الطفولَة فيك ومَنْ يَخيْط ُ

رداءَ الطفولة ِ إذا ثُقِب ..

إعْزِفي أناشيد َ البكاء ِ جودي شدْواً وطرب

فغدا تحاكَمِيْنَ في محكمة ِ العشيرة ..

ويُنْصَفُ الجاني من أَضرمَ النارَ في الحطَب

آه لو كان لك عواطفُ من رخام

أو قلبٌ يكسوه الظلام

لَما غزاك ِ شَبَحُ الغرام

أو ثَقَبَ المطرُ الشرِسَ بالونَ الاحلام ..

وَهَوْيت كفلاحة ٍ تلِدُ وحيدةً في حقل ِ الآلام

كطيف ٍ ملائكي تمزقه ُ سيوفُ الكلام ..

يا ليتَك كنت زهرةً سوداء َ

و أشواكُك أنيابٌ مزقت من تركَكِ أشلاء

يا حبيبتي مضَى زمنُ الوفاء ِ

وبات الحب اسماً مخطوطاً على الماء ..

وهَل يَحْفَظُ الماءُ شيئا من الأسماء

يتيمة ٌ أنت تَغْرَقين في بحر ِ الدماء ..

تَرْثِيْنَ من مزقَ هذا الرداء

وَتَنَصلَ من فَعْلَتِه رَكَلَك بطرف ِ الحذاء ..

فَهَوَيْتِ تحتَ أقدامِه كفراشة ٍ يأكُلها الضيَاء

وبدأَتْ حروفُهُ كصواعقَ تَشُق السماء ..

إ رْمِيْه اقتُلِيْه , أو على الطريق ِ ضَعِيْه

أو إلى ذاك الرحِمِ اللعين ِ أَرْجِعِيْه ..

ارضُ الموت ِ تنتظِرُه فادفِنِيْه

ومساكنُ اليُتْمِ تُشْرِعُ أبوابَها فخُذيه ..

لا أعرِفُه فهو عارُك الذي عليك أَنْ تحملِيْه

ريحٌ وحشية ٌ يا زهرتي اقتلعتْ منك الأمان ..

تُرِكْتِ فريسة َ العيون ِ والزمان

هذه يا طفلتي ضريبة ُ الحب في بَلاَطِ السلطان ..

ضريبة ُ الحب في عواصم ِ اللا حب و اللا إنسان

ليس ذنبَك بل ذنب ُ حُسْنِك الفتان ..

الذي اْغتالَتْه شهوة ُ الأَبْدان

ليس ذنبَك بل ذنب ُ الأُقْحُوان ..

الذي يَلْبَسُك كما تَلْبَسُ المغفرة ُ حروفَ القرآن

ويضُمك كما يضمُ العطرُ

حنايا البنفسج ِ والريْحان ..

أيا حورية ً من جِنَانِ الرحمان ..

كفى صغيرتي تورمت فيك الأجفان ...

و إنْ كان الرداءُ تمزقَ إلى الجحيم ِ ولْتأكُلْه النيران ..

وإن قابلك بالصد والرفض والنكران

وأقسم على العِفةِ كما يُقْسِمُ السكران ..

بأنه لم يَرَك قبلَ الآن َ

ولم يدخلْ يوما ً هذا البستان

و بأن شَهْدَك ِ مريرٌ بعد أنْ طالَتْه البَنَان ..

فلا تبالي يا صغيرتي لا تبالي

فهذه طبيعة ُ الإنسان ..

في الظلمةِ يَنْهَشُ اللحمَ

وفي النورِ يَحْتَرِفُ النسيان


الساعة الآن 03:44 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir