منتديات قصيمي نت

منتديات قصيمي نت (http://www.qassimy.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي (http://www.qassimy.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   من لطائف القرآن الكريم ـ سورة الأعراف / الشيخ صالح التركي (http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=761370)

Nabil48 24-10-20 12:00 AM

من لطائف القرآن الكريم ـ سورة الأعراف / الشيخ صالح التركي
 
من لطائف القرآن الكريم / سورة الأعراف

الشيخ صالح بن عبد الله التركي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد :-


قال المولى جل شأنه على لسان نوح عليه السلام :
{ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (62)} [الأعراف]
فقال في سياق قصة نوح عليه السلام { وَأَنصَحُ } بصيغة الفعل الدال على الحدوث والتجدد والانقطاع قال ذلك نوح عليه السلام مخاطبا قومه لأنهم وصفوه قائلين
{ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (60)} [الأعراف].
جاء عند البغوي أي في خطأ وزوال عن الحق وكذا قال غير واحد من المفسرين فقوم نوح يرون أن نوحا في خطأ واضح وبين لما صنع السفينة دون وجود الماء فهم سخروا منه
{ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38)} [هود]
فنفى نوح عليه السلام أدنى ضلالة وقال { وَأَنصَحُ لَكُمْ } والإنسان إذا وقع في الخطأ فمن الممكن تصحيح هذا الخطأ وتغييره حتى لا يستمر عليه ، فلما رموا نوحا بالخطأ القابل لتغيير المنقطع غير الثابت قابلهم نوح عليه السلام { وَأنصَحُ } بالصيغة الفعلية التي تدل على التجدد والانقطاع وعدم الاستمرار ذكر هذا بدر الدين بن جماعة في كتابه كشف المثاني.
وجاء عند النيسابوري أن نوحا اعتاد على نصحهم مرة بعد مرة كما قال :
{ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5)} [نوح]
فلما كان على هذه الحال أتى بالفعل الدال على التجدد والحدوث فقابل الحالة غير الثابتة بالفعل غير الثابت
فيا سبحان الله على هذا التعبير.

قال سبحانه على لسان هود عليه السلام :
{ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68)} [الأعراف]
قال هود عليه السلام لقومه { نَاصِحٌ } بصيغة الاسم الذي يدل على الثبوت والاستمرار وعدم الانقطاع قال ذلك هود عليه السلام لأنهم قالوا له
{ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66)} [الأعراف] ،
جاء في البحر المحيط عند أبي حيان أي في خفة حلم وسفاهة عقل
قال ابن قتيبة السفه هو الجهل، وقال الزجاج السفه خفة الحلم، لما وصفوا هودا بهذا الوصف رد عليهم :
{ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (67)} [الأعراف]
فنفى السفه عنه وقال { وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ }
معلوم أن صفة السفه والجهل وخفة الحلم من الصفات الثابتة الدائمة التي لا تتغير إذا كانت عند إنسان لأنها صفة فطرية فلما وصف قوم هود هودا بالصفة الثابتة وهو الجهل والحمق والسفة قابلها هود بالوصف الثابت له الذي لا يتغير وقال: { وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ }
فهو ناصح نصحا مستديما لا ينقطع.


الساعة الآن 05:30 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir