منتديات قصيمي نت

منتديات قصيمي نت (http://www.qassimy.com/vb/index.php)
-   عالم الطفل (http://www.qassimy.com/vb/forumdisplay.php?f=83)
-   -   استراتيجية الرقابة على الأبناء ! (http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=188047)

حسن خليل 24-05-08 06:19 PM

استراتيجية الرقابة على الأبناء !
 
استراتيجية الرقابة على الأبناء!

بقلم: منى عبدالفتاح


تضيق دائرة المراقبة من الآباء على الأبناء ببلوغهم مرحلة الشباب، وذلك لما يبديانه سواء أكان شاباً أم فتاة كنوع من الاستقلالية عن الوالدين، وهو أمر طبيعي، لكن خوف الآباء يكمن في أن هذا الاعتماد على الذات والاستقلالية قد تخرجهما إلى محيط أوسع لا يأمنون فيه على أبنائهم.

تساعد استقلالية الأبناء عن الآباء بقدر معلوم على تكوين شخصية الشاب وتقويتها، إلا أن الآباء يكونون بين نارين، الأولى وهي خوفهم من أن يتسربوا من بين أيديهم، والأخرى أن يظلوا تابعين لأبويهم ضعيفي الشخصية وتابعين لهما.

كما أن الاستقلالية هي نفسها سلاح ذو حدين يجب على الأبناء حسن استخدامها وفي مواضعها الصحيحة؛ فقد يكون في اعتقاد الشاب أو الشابة أن ممارستهما للأمور التي تخصهما يجب ألا يتدخل فيها أياً كان، وقد تثور ثائرتهما إذا وجدا أحد أبويهما متلبساً في النبش في أغراضه الخاصة لأن ذلك يُعد اختراقاً لخصوصيتهما التي يجب أن تراعى من الجميع، وألا تصل الرقابة من الأبوين حد التجسس: {يا أيُّها الّذينَ آمَنـوا اجتنبوا كثيراً منَ الظّنِّ إنّ بعضَالظنِّ إثمٌ ولا تجسّسوا} لأن ذلك يدفعهما إلى الحرص على خصوصياتهما حتى وإن كانت عادية وتتحول كل حياتهما إلى تكتم وأسرار لا يفك طلاسمها أحد.

القلق على الأبناء شعور طبيعي وصحي، ولكن بشكل طبيعي وغير مبالغ فيه، والرقابة للأبناء مطلوبة في كل مراحل الأبناء إلى أن يصبحوا رجالاً ونساء صالحات، لأن الرقابة المتابعة للتصرفات والسلوك بطريقة غير مباشرة، كذلك الاطمئنان على مسار تحركاتهما وأصدقائهما وذلك لن يتأتى إلا بالصراحة معهما والثقة فيهما وقبل ذلك تعليمهما كيف يثقان بأنفسهما والاعتداد بها، كما يجب أن يكون الأبوان قدوة حسنة لهما فإذا تعود الابن على أن أبويه يتحدثان عن مواعيد خروجهما وعودتهما إلى البيت وإشراكهم ومصارحتهم في بعض ما يقومان به وما يدور خارجاً فهذا يشجعهما على أن ينتهجا نفس النهج.

كذلك الحرية الزائدة وعدم المسئولية من قبلهما قد تحول حياة الأبناء إلى فوضى؛ فالمطلوب هو إحسان عملية المتابعة لهما بصداقتهما وتعويدهما على الصراحة والصدق. ويمكن أن يسرد الابن كل تفاصيله إذا كان في وضع طبيعي ومرتاح للكلام مع أسرته، أما إذا أحس أنهم يتحرون معه بأسئلة تفصيلية دقيقة فقد يكف عن التحدث معهم فيما يخصه أو يخص أصدقائه وبرامجهم الخاصة.
تؤكد لنا الكثير من التجارب التي خاضتها الأسر وتخوضها في تربية أبنائها بأنه إذا كان لا بد من المراقبة للأبناء والمتابعة الدقيقة فلا يجب أن تكون حصاراً فضبطهما على آلية الرقابة الذاتية تجعلهما يحسنان السلوك والتصرف ولا تتم الرقابة الذاتية إلا إذا استشعرا مسئولية أفعالهما وأخطاءهما وحاسبا أنفسهما عليها فيكونا أكثر حرصاً وأكثر التزاماً بالأخلاق الحميدة.

مشاعر الأطفال المرهفة والرقيقة جداً تجبر الوالدين على مراعاتها في كثير من حالات الحزن التي تلم بالأسرة أو الأقارب أو أحد معارفها. وبقدر ما هي ضرورية عملية إدراج المعلومات إلى الطفل بأن الواقع قد يكون مراً ويحرمه من صديق أو قريب، فإنه من الأهمية بمكان أيضاً ضرورة إخباره بجرعات بسيطة وبلطف ولين حتى لا ينزل عليه الخبر كالصاعقة ويسبب له صدمة نفسية أو كثير من الألم.

إن فقدان شخص عزيز ليس سهلاً على الكبار أو الصغار، وما يشعر به الكبار يشعر به الصغار أيضاً؛ إلا أن الأطفال قد تحولهم الصدمة إلى استنكار الأمر وعدم تصديقه ليسألوا أسئلة تصعب إجابتها، مثل إن هذا الشخص طيب لماذا يُحرمون منه؟ ولماذا ينتقل إلى حياة أخرى؟ وغيرها من الأسئلة والاستفهامات التي تتطلب حكمة وذكاء في الإجابة عليها حتى يتنزل اليقين إلى قلب الصغير خصوصاً إذا كان الطفل مرتبطاً بهذا الشخص.

أما كيف ندل الأبناء على الطريقة المثلى في تحمل الألم، ففي البداية يجب أن يعطي الكبار أنفسهم الفرصة للتعبير عن الحزن على الشخص المتوفي بالطريقة المعقولة؛ لأن الطفل يراقب هذه المشاعر ويتأثر بها، فما يود عمله الكبار هو التعاطي مع المصاب وفداحته بطريقة قد تكون عادية إلا أن ما يجب مراعاته هو إعطاء الصغير فرصة ليتعامل مع هذا الحزن رغم أنه قد لا يربط مشاعره العامة وتصرفاته بحالة الحزن مباشرة. وللطريقة التي يتعامل بها الشخص الكبير مع الحزن وإدراك الأشكال المتعددة التي قد يتخذها التعبير عنه أثر بالغ عند الصغير، فقد يشعرون بالكآبة والحزن والوحدة وهي أشكال طبيعية للتعبير عن الحزن في مراحله الأولى. أما بالنسبة لمساعدة الصغار لاجتياز مرحلة الحزن هذه فيجب الاعتناء به وبراحته وصحته ودروسه وإذا أمكن أخذه في أي نزهة قصيرة حتى لا ينطوي على نفسه وحزنه مع حزن عائلته.

من المتوقع أن يصاب الصغار بنكسة جراء الحزن العميق؛ خاصة إذا كانت الفاجعة كبيرة وإذا فقد أحد الأشخاص العزيزين عليه، وربما يعبر عن حزنه بأي طريقة أخرى كالكوابيس والقلق أو رفضه الكلام وهي علامات مؤقتة نتيجة للصدمة الأولى، والدور يقع على عاتق الأسرة حتى يستطيع الطفل التعامل مع حزنه بطريقة ايجابية فيستعيد مقدراته وإدراكه العام للناس والأشياء من حوله.

ولا ضير من ابتداع أساليب لعب وابتكار شخصيات تمثيلية للتعبير عن مشاعره لأن الأطفال لديهم خيال خلاق في استخدام الدمى واستنطاقها بطريقة فائقة ويسهل عليهم في ساعات اللعب التعبير عن شعورهم الحقيقي بلسان الدمية ومراقبة ردة فعل الآخرين تجاه ما يقومون بتمثيله أو تقمصه من أدوار. فيجب أن تنتهز الأسرة الفرصة ويدخل أحد أعضائها في التمثيلية أو يطلب من الطفل الحديث عن مشاعره أو يشترك معه في كتابة بعض المذكرات عن الفقيد فهذا التعبير الواضح والملموس يساعده كثيراً على تحمل الحزن والألم.

سمي الظبي 24-05-08 09:51 PM

موضوع رائع يعطيك الف عافية:)

... بنت الجنوب ... 25-05-08 08:44 AM

اشكرك اخوي حسن على الطرح الرائع والقيم.

وبالفعل لابد تكون الرقابه على الاطفال بحدود المعقول لاافراط ولاتفريط.

حتى نكسبهم الثقه بأنفسهم وبنا.

يعطيك العافيه .نتمنى لاتحرمنا من اطلالتك على القسم .

حسن خليل 25-05-08 08:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمي الظبي (المشاركة 3445320)
موضوع رائع يعطيك الف عافية:)

الله يعافيكِ

شاكر ومقدر لكِ مروركِ والتعليق الجميل على الموضوع.(qq115)

حسن خليل 25-05-08 08:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ... بنت الجـنوب ... (المشاركة 3446424)
اشكرك اخوي حسن على الطرح الرائع والقيم.

وبالفعل لابد تكون الرقابه على الاطفال بحدود المعقول لاافراط ولاتفريط.

حتى نكسبهم الثقه بأنفسهم وبنا.

يعطيك العافيه .نتمنى لاتحرمنا من اطلالتك على القسم .

نعم هي كذلك أختي الفاضلة بنت الجنوب فلا إفراط ولا تفريط.

والله يعافيكِ ويحفظك من كل سوء.

وإن شاء الله سيكون لي مزيداً من الموضوعات في هذا القسم المهم.

شاكر ومقدر لكِ مداخلتكِ وتعليقكِ المميز على الموضوع.


الساعة الآن 01:16 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir