منتديات قصيمي نت

منتديات قصيمي نت (http://www.qassimy.com/vb/index.php)
-   كتب السيّر والتراجم والتاريخ (http://www.qassimy.com/vb/forumdisplay.php?f=132)
-   -   كتاب : كوردستان (تعرف عليها) (http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=80762)

المالك الحزين 23-08-06 12:23 AM

كتاب : كوردستان (تعرف عليها)
 

متابعة وترجمة وتجميع :
http://kurdstan-net.100freemb.com/imges/ala.gifشيخ كوردستانhttp://kurdstan-net.100freemb.com/imges/ala.gif
مصطلح كوردستان (كورد=القومية الارية الشهيرة ومعناها في الفارسية الشجعان أو الفرسان وستان=موطن أو مكان) فيكون المعنى بلاد الفرسان أو بلاد الشجعان وخلاصة الأمر إن صفة الشجاعة علامة مميزة و ملازمة للكورد عبر العصور المختلفة ، يطلق على المنطقة التي يعيش فيها الشعب الكوردي وهي تقع في المنطقة التي يطلق عليها اليوم تسمية الشرق الأوسط ، وتم استخدام هذا المصطلح لأول مرة في التاريخ في أواسط القرن الثاني عشر الميلادي ،عندما أقتطع السلطان سنجر السلجوقي جزءأً من إقليم الجبال للأغلبية الكوردية وأطلق عليها إسم كوردستان وعين عليها ابن أخيه السلطان سليمان سنة 1159م وكانت تشتمل على ست عشر ولاية .وينفرد بذكر هذه الحقيقة البلداني الفارسي حمد الله المستوفي القزويني المتوفي سنة 1350م . وكانت مصطلحاً إدارياً وسياسياً وإقليمياً وكانت مساحتها أصغر من كوردستان الحالية حيث كانت تشمل كل من كرمنشاه وهمدان ودينور وشهرزور وسنجابي .
علماً أن الرحالة الإيطالي ماركو بولو 1254-1323م سبق القزويني في إستعمال المصطلح ولكن مع إختلاف بسيط في التلفظ حيث أوردها بشكل كاردستان.
فيما يخص وضع المصطلح على الخرائط الجغرافية فإن إبن حوقل المتوفي سنة977م أول من دونه في خارطته لاقليم الجبال باسم (مصايف الاكراد ومشاتيهم). وفي فترة لاحقة ذكر محمود القاشغري في خريطته المناطق التي يعيش فيها الكورد وسماها ارض الاكراد عام 1076م.أما مصطلح العراق والذي يعني من الناحية اللفظية في العربية الاراضي النخفضة أو القريبة من البحر فاننا نلاحظ حتى الربيع الاول من القرن السابق لم يتجاوز حدوده الشمالية خط هيت تكريت [بل الذي كان معروفاً هو أرض ( ميزوبوتاميا ) وهو بالمعنى الحرفي للكلمة ( هبة اكبر نهرين في الشرق الاوسط - دجلة والفرات ) أو بلاد ما بين النهرين ويشمل كامل العراق الحالي وجزء من سوريا وبلاد الآناضول ] وبعبارة أخرى سلسلة جبال حمرين. وبهذا الشرح يتوضح لنا الجزء الجنوبي من حدود
كوردستان العراق .

  • وتحيط بكوردستان البلدان التالية :-
  • من الشرق ايران.
  • من الغرب تركيا وسوريا.
  • من الجنوب العراق وايران.
  • من الشمال تركيا وأذربيجان.
  • تحديد مساحة كوردستان بشكل دقيق أو ترسيم الحدود لها ليس بالعمل السهل ، وقد ساعد في زيادة تعقيد هذا الأمر ما يلي:-
  • تقسيم كوردستان من قبل الدول الإستعمارية الكبرى (خاصة بريطانيا وفرنسا)في أعقاب الحرب العالمية الأولى.
  • قيام الدول التي تقاسمت كوردستان بتغير الحدود وذلك بتغير نسب الكثافات السكانية على الأسس القومية.
  • عدم وجود إحصائات دقيقة ومحايدة للمناطق التي يسكن فيها الشعب الكوردي.
  • الممارسات الشوفينية القومية العنصرية التي مورست من قبل الأنظمة الحاكمة والمسيطرة على كوردستان.
عموما ومن خلال الدراسات يمكن تحديد مناطق كوردستان ولو بشكل تقريبي ذاكرين ما تأكد من أرض كوردستان فقط نقول أن حدودها تبدأ من جبال أرات في الشمال إلى سلسلة جبال زاكروس في الجنوب ومن جبال زاكروس أيضا في الشرق الى أسكندرونة على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
  • وتقدر مساحة كوردستان بـأكثر من 400000 كم مربع ، وتقع أراضيها في كل من الدول التالية:-
  • 194400كم مربع في تركيا.
  • 124900 كم مربع في ايران.
  • 72000كم مربع في العراق.
  • 18300كم مربع في سوريا.
  • ومساحات أخرى في أذربيجان وإتحاد جمهوريات السوفيتية السابقة.
ويمكن ملاحضة هذا التوزيع من خلال الخارطة التالية--إضغط هنا --
فمن الناحية الستراتيجية لديها موقع مهم من العالم لربطها قارات العالم القديم-اسيا واوربا وأفريقيا .أما من ناحية الموارد الطبيعية ففيها نهرا دجلة والفرات والزاب الكبير والزاب الصغير وأراس وقزل أوزن وسيروان وغيرها كثير، وهناك بحيرات مثل بحيرة وان في كردستان تركيا وبحيرة أورومية في كوردستان إيران وأخرى .كما انها غنية بالمعادن والنفط حيث تنتشر الابار في اغلب مناطق كوردستان حيث يوجد في الجزء العراقي ابار خانقين وكركوك والموصل وفي الجزء التركي ابار سعرت وفي الجزء السوري ابار رميلان .كما تنتشر المعادن الاخرى مثل النحاس والكبريت والكروم والملح في كردستان العراق وتركيا والفحم الحجري في كوردستان ايران .كما ان الثروة الحيوانية وزراعة القطن والفواكه والخضروات وجميع انواع الحبوب كالاذرة والشعير والحنطة والرز وتعتبر من أهم موارد الدخل لسكان كوردستان.
يشكل الاسلام دين 95% من الاكراد وأغلبهم من المذهب الشافعي ومنهم من المذهب الجعفري ويعرف عنهم التمسك بأهداب الدين الحنيف تمسكاً قوياً وهذا ليس بعجيب فقد ذكرهم تبارك وتعالى في القرأّن المجيد { قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } (سورة الفتح 16 ) فأورد ابن كثير شرح هذه الأية ( حدثنا أبي حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن ابن أبي خالد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله تعالى "ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد" قال هم البارزون قال ابن أبي عمر وجدت في مكان آخر حدثنا ابن أبي خالد عن أبيه قال نزل علينا أبو هريرة رضي الله عنه ففسر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "تقاتلوا قوما نعالهم الشعر" قال هم البارزون يعني الأكراد ) وكذلك ورد في تفسير العلامة الألوسي ((روح المعاني 149/8 )) أن المراد بأولي البأس الشديد ((الكورد )) على بعض الأقوال ، ويتوزع الباقين على
الاشوريين واليهودية واليزدية و الكاكية والعلوية غيرها من الاديان .
  • ويسكن في كوردستان قرابة 39 مليون نسمة يتوزعون على الشكل التالي:-
  • 20 مليون في تركيا .
  • 9 مليون في ايران .
  • 6 مليون في العراق .
  • 1.5 مليون في سوريا .
  • وأقل من مليون في أذربيجان .

تأريخ ومنشأ الكورد







عاش الكورد قبل الميلاد بآلاف السنين في كوردستان أي الموطن الأصلي للكورد وقد خلق الله هذا الشعب كبقية الشعوب وأوجب عليه وعليها أن تتعارف أو تتدافع بالتي هي أحسن , وجعل الله في أفواه الكورد لغة كبقية اللغات في أفواه الشعوب, وجعل الله لهذا الشعب وطنا هي من أحب البلاد إليه شأن كل شعب يسكن أرضه ويحمي حدوده ويقيم عمرانه وحضارته. إن للكورد كبقية الشعوب أصلاً ضارباً في القدم وليس كما يحاول البعض تصويرهم على إنهم إما عرب إختلطت لغتهم بالعجمية أو كما يصورهم أعدائهم من الترك إنهم بدو الفرس فننصح كل من حاول الكتابة أن يدقق ويبحث بعلمية لأن ما يكتبه سيكون عليه كما قال الشاعر...


فما من كاتب إلا وتبقى كتابته وإن فنيت يداه


فلا تكتب بيدك غير شيء يسرك في الآخرة أن تراه





فأرضه أولاً هي مهد للحضارة وهذا ما لا ينكره عاقل فجبل الجودي وهو الجبل الذي رست عليه سفينة سيدنا نوح عليه السلام قال تعالى [ واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين ] سورة هود\42 والذي يتحدث عنه العالم زينوفون إذ يقول إن اسم الجبل مأخوذ من كوردونيين [ الذي يذكره طه باقر عن بيروسوس وهو كاتب بابلي الذي يذكر الجبل بهذا الاسم ومعناه عندهم جبل الأكراد ] ، كما يذكر زينوفون في ( اناباز ) أو ( رحلة الألف ميل ) شعباً إسمه ( الكوردوخ )في عام 401-400 ق.م الذي كانت لهم صفات و خصائص و سماة مطابقة لأكراد اليوم ، وأطلق على أرض كوردستان إسم سوبارتو . وهؤلاء هم أحفاد الميدين والميدين أنفسهم هم أحفاد الكَوتيين والكاساي واللوللو وهي الشعوب التي سكنت جبال زاكروس قبل آلاف السنين .وأن أبا التاريخ هيرودوتس اليوناني الذي يذكر العناصر المكونة لجيوش اكسيرس قد ذكر الجيش الكرودي المذكور بهذين الاسمين: ساسبيرين والاردينز، في حين ان المؤرخين الايرانيين يذكرونهم باسم كورداه. ويذهب العالم الروسي ف. مينكورسكي في كتابه( الأكراد ملاحظات وانطباعات) إلى القول إنهم ينحدرون من القبائل القديمة التي سكنت غرب المنحدرات الشرقية لجبال طوروس وحتى زاغروس . وكلمة ( كور ) في السومرية تعني الجبل بحيث أن كلمة ( كوردي )تعني الجبلي في اللغة السومرية ، لهذا نركز دوما بتصحيح اللفظ من كردي والشائعة بين إخوتنا العرب إلى كوردي أي إستخدام الواو بدلاً من الضمة .
وقد أثبتت مباحث علمي الأنتروبولجيا والاتنولوجيا بالأدلة العلمية القطيعة، ان الكرد من الآريين وان هؤلاء الآريين قدموا هذه الجبال في عهد ما قبل التاريخ واندمج سكانها الأصليون فيهم بفعل الزمان والحضارة التي أحدثوها بها. فالخلاف الان بين العلماء منحصر في الزمن الذي قدم به هؤلاء الآريون الى هذه البلاد، ومن أين قدموا. وأحدث النظريات في هاتين المسألتين هي أنهم قدموا اليها ما قبل التاريخ من جهة اسكانديناويا. ومهما يكن زمن الهجرة ومكانها، فالذي لا يقبل الجدل ولا يتسرب اليه الشك بوجه من الوجوه هو ثبوت الحقيقتين التاليتين ثبوتاً تاماً في نظر العلماء الأخصائيين في علم الأجناس البشرية والأنساب:-
1 ـ أن الكرد أمة من الأمم الآرية ومن ذريتهم الخالصة.
2 ـ أن الكرد قدموا الى البلاد التي يسكنونها الآن منذ فجر التاريخ.
وهناك دليل آخر على أن الكرود من الأقوام الآرية القديمة وهو أن الدين الوطني الرسمي في كوردستان لغاية انتشار الاسلام كان "
دين زرادشت " الذي لم يعرف إلا بين الأقوام الآرية، إذ كان ديناً وطنياً عاماً بين الآريين قاطبة. وبالرغم من مرور عصور مديدة على انقراض هذا الدين، فلا يزال يوجد في أنحاء كوردستان من هم متمسكين به ويبلغ عددهم ربع مليون شخص.
من الأدلة المهمة على كون الشعب الكوردي أصيل إنهم كانوا يتكلمون
لغتاً لا تمت إلى أي من اللغات السامية المعروفة {العربية والعبرية والأكدية والأمورية . . . . . . الخ} ، وإنما تنتمي إلى المجموعة المعروفة بالهندواوربية والتي يتكلم بها {الكورد الحاليون والفرس والهنود وأغلب شعوب أوربا } وبدورها تشكل مع مجموعة لغات الأورال تاي { التي يتكلم بها الترك والمنغوليون والصينيون }مجموعة مجهولة أُطلق عليها إصطلاحاً مجموعة اللغات القفقاسية أو الاسيانية Asiatic . وتعود التسمية الاولى الى حقيقة ان بعض شعوب القفقاس تتكلم بلغات تعود بدورها الى مجموعة مجهولة كما ان هجرات شعوب كوردستان الاولى الى كوردستان قد جاءت من القفقاس .
كما يذكر المؤرخون أن الهجرات حدثت في الألف الثالث قبل الميلاد وكانت هذه الشعوب تسمى اللوللو lullu أو اللوللوبيين lullubi التي كانت تسكن المنطقة المحصورة بين نهري الزاب الأسفل وسيروان ( ديالى )أو ما يطابق محافظة السليمانية الحالية.ويرجح ان اندثار هذه الحضارة كانت منتصف الألف الأول قبل الميلاد.
والشعب الاخر الاكثر شهرة هم الكوتيون أو (الجوتيون ) Guti الذين استطاعوا بين القرنينالثالث والعشرين والثاني والعشرين قبل الميلاد من احتلال العراق وحموه لنا ما يقرب قرن من الزمان وموطنهم الاصلي غير محدد بدقة فقد يحتمل انه كان جنوب اللوللو او شمالهم وهو الارجح وقد يكونوا في الجنوب اولا ثم انتقلوا الى الشمال او كانوا موجودين في اماكن متعددة ثم ازيحوا من قبل الاقوام المجاورة. ان سبب هذا الشك يعود الى حقيقة ان اسمهم بالاضافة الى دلالات المحددة على شعب معين كان مصطلحا عاما يوصف به الكثير من الشعوب الجبلية الاخرى كما كان بلد الكوتيين Gutium وهي صيغة اكدية كان في كثير من الاحيان يطلق على المنطقة الجبلية شمال شرق وادي الرافدين او الجزء الاعظم من كوردستان العراق.وعمر هذا الشعب يقارب من عمر اللوللو.
وهناك إمارة أخرى لا تدع من شك في كونها أصل مهم من أصول الشعب الكوردي وهي
إمارة كوردا . والشعب الاكثر انتشارا هم الخوريون Khurri المعروفون في المصادر العربية باسم الحوريين.وهذا الشعب كان يسكن ديار بكر وجميع ارجاء كوردستان الشمالية واقسام كبيرة من باقي كوردستان اي انه كان يسكن النصف الشمالي من كوردستان الكبرى .ويكاد هذا الشعب هو الوحيد الذي نعلم لغته بسبب من وجود مدونات بلغته تمت ترجمتها.
وكذلك من القبائل الكوردية المهمة هو
الكوشيين أو (الكاشيين ) الذين كانوا يستوطنون جبال زاكروس وكانوا أقوياء البنيةاستولوا على كامل ارض سومر واكد بعد انسحاب الحيثيون منها وأقاموا دولة عضيمة استمرت 577 عاماً حكم خلالها 36 ملكاً وكانت عاصمتهم هي دوركوريكلزو الواقعة قرب عقرقوف حالياً.
وهناك قبائل كوردية أخرى كانت تعرف
بالميديين وكانوا يتكلمون باللغة الهندو أرية ومن القبائل الأخرى القبيلة التي أقامت دولة اوراتو Urartu التي كانت مدينة توشبا الواقعة على ضفة بحيرة وان عاصمة لها.
وهذه هي الحضارات التي أنشأها الكورد في فجر التاريخ وقـد تأكـدت ولم تبق سوى شكوك أولئك الفاشيين حول هذه الدول وكورديتها ،ولكـن هناك دول وحضارات هناك بعض الشك كونها كوردية ولكن اللغة والأصل الهندو-أوربي والبنية الجسدية وكذلك عقدها للأحلاف مع الدول الكوردية تشير إلى كونها كوردية وهي:-

  1. العيلاميين.
  2. الحيثيين.







كوردستان تركيا







في اعقاب انهيار الامبراطورية العثمانية التي دامت اكثر من 600 عام والتي كانت تسيطر في اوج قوتها على جنوب شرقي اوروبا و معظم دول الشمال الافريقي و دول غرب اسيا، ومنذ تأسيس الدولة التركية الحديثة من قبل مصطفى كمال باشا الملقب بأبو الاتراك " أتاتورك " على طرازالانظمة الغربية وقيامه باحداث التغييرات في النواحي الاقتصادية والسياسية و الاجتماعية واللغوية واقامة ما يسمى بنظام علماني قومي على غرار النظام الفاشي في ايطاليا والنظام النازي في المانيا اللذان ظهرا في الربع الاول من القرن الماضي واسسا كيانين قوميين في اوروبا ، دأبت تركيا الكمالية على اتباع سياسة قومية عنصرية وشوفينية. منذ ذلك الحين وتركيا تستمر في نهجها بفرض سياسة الاستبداد والقمع ضد كل الشعوب الغير ناطقة باللغة التركية كالاكراد والارمن والسريان والعرب والاقليات العرقية الاخرى كاليونان واليهود القاطنيين في اسطنبول والمدن الساحلية التركية . وقد مارست السلطات التركية المتعاقبة سياسة التتريك والتطهير العرقي بكل وحشية، ولغاية يومنا هذا لايزال الشعار NE MUTLU TURKIM DIYENA " كم سعيد من يقول انا تركي " الذي اطلقه اتاتورك هو النهج المتبع في تركيا ويمكن للمرء ملاحظته اينما يذهب في المرافق الرسمية والمدارس والساحات العامة في المدن التركية قاطبة وبالاخص المناطق الكردية. ذهب الارمن ضحايا السياسة الشوفينية للاتراك عندما ابيد ما يقارب مليون ونصف مليون ارمني في مجازر رهيبة دبرت لابادتهم جماعيا في السنوات الاخيرة من الحكم العثماني. طالت تلك السياسة الاقلية اليونانية كذلك فكان نصيبهم التشرد والتعرض الى النهب والسلب خصوصا بعد اندلاع الحرب مع اليونان سنة 1922. ثم جاء دور الاكراد حيث اتبع سياسة لاانسانية في التعامل معهم بغية مسح هويتهم القومية بابادتهم وتشريدهم من مناطقهم بعد انهيار ثورتي " آرارات " و درسيم في الثلاثينات من القرن الماضي.


وكوردستان تركيا لا تختلف كثيراً عن باقي أنحاء كوردستان فنفس التاريخ والأصل يشتركون فيه وجغرافيتهم الموحدة وكذلك كانت كوردستان الشمالية مركزاً لكثير من الإمارات الكوردستانية في العصور الوسطى . كما شهدت تركيا الحديثة ومنذ تأسيسها عام 1923 العديد من الثورات و الانتفاضات الدامية ضد الطورانية التركية والتي أخمدتها السلطات بوحشية . ومن أهم هذه الثورات ، كانت ثورة الشيخ سعيد، والتي اندلعت في عام 1925 و كانت في رأيهم بمثابة ثورة شعبية شملت عدة مناطق كردية، حيث كونت بعض الشخصيات الكردية لجنة أطلق عليها لجنة الاستقلال الكردي، في أعقاب إعلان قيام الجمهورية التركية و كان الشيخ سعيد يجوب القرى الكردية ويمارس توعية الفلاحين وإقناعهم بضرورة إقامة دولة كردية وتحريرها من الظلم التركي لكن الحكومة التركية استبقت الأحداث ولم تمهل الشيخ سعيد حتى يكمل استعداده للثورة فقامت ببضع الأعمال الاستفزازية على أثرها ثار الأكراد في عام 1924 وأعلنت قيادة الثورة إنشاء حكومة كوردية مؤقتة وفي عام 1925 احتل الثوار الأكراد مدينة خربوط الهامة، و تسمى الآن(الازيج)، بالتركية وتقدمت القوات الكردية حتى وصلت ديار بكر وكذلك كوردستان العراق وسيطرت على أكثر من ثلث كوردستان ككل وأمام هذا الزحف السريع جردت تركيا حملة عسكرية بمساعدة فرنسا وأخمدت الثورة بوحشية غير مسبوقة وأصدرت الحكومة التركية منذ ذلك الوقت أهم قوانين الطوارئ التي تطبق في المنطقة الكوردية حتى الآن.
والأكراد ومنذ ثلاث عقود ثاروا مرة أخرى وبقيادة أوجلان والتي ذاقت من وطأته تركيا الأمرين حتى ألقت القبض عليه بمعونة إسرائيل وأمريكا .ولحد الأن تمثل كوردستان تركيا بؤرة توتر والتي لا بد من يوم تنال فيه حقوقها وتكون دولتها مع باقي أجزاء كوردستان الكبرى ، كباقي الشعوب فهم ليسوا أفضل من الكورد في شئ.







كوردستان إيران







عندما نتحدَث عن الحركات التحررية الكوردية في غرب كوردستان فإننا نعود – في أغلب الأحيان – إلى ماضيها وتجاربها وانتكاساتها وانشقاقاتها وواقعها الراهن، ولكن قلَة من المهتمين بها ينظرون إلى المستقبل وآفاقه والمخاطر التي يمكن أن تتعرَض لها في مسيرتها نحو الأمام وهي حركة منطقة جغرافية متوتَرة وتشَق طريقها في بحر لجَي شديد العواصف، ولم يسعفها الحظ يوما من الأيام لاقتناء سفينة قوَية وقادرة على تخطَي الصعاب..إنها حركة مجزَأة ممزَقة حسب رغبات وإشارات أعدائها وغير قادرة في هذه المرحلة على لمَ صفوفها وجبر أجنحتها المكسورة لجملة من الأسباب الذاتية والموضوعية، وفي مقدمتها الهجوم القمعي المتواصل للنظام العفلقي العنصري عليها منذ عقود طويلة في معركة غير متكافئة حقا. وهي في وضعها الحالي أشبه بقلعة "دمدم" الكوردية الأبية التي كانت محاصرة من كل أطرافها بجيوش المحتل الطوراني، أو ب"طروادة" التي أدخل الأعداء فيها حصانهم الغادر...ومن الأعداء من يرتدي عباءة المعارضة وينفي وجود شعب كوردي في سوريا ، كما ينكر وجود "قضية كوردية" على الإطلاق، ولكن بعض زعماء الكورد لا يزالون يعتبرون هؤلاء – مع الأسف – حلفاء محتملين مستقبلا. ( من كلام الأخ جان كورد )


في إيران كانت أول ثورة في القرن العشري تهدف إلى إقامة الدولة الكردية الكبرى المستقلة وقد استطاع سيمكو (إسماعيل آغا) أن يسيطر في الفترة 1925 - 1930على المنطقة الكردية غرب بحيرة اورميا وقام بالتنسيق مع الشيخ محمد البرزنجي في السليمانية كردستان العراق، وحققا معاً بعض النجاحات مما أخاف انجلترا فعملت على إضعاف الحركة.
و في عام 1925 سعى الحاكم الإيراني رضا خان إلى فرض سلطة طهران على كل الأراضي الخاضعة للدولة الإيرانية وأراد أن يتخلص من سيمكو والحركة الكردية لكن سرعان ما اندلعت ثورة أخرى في عام 1931 في جنوب كردستان إيران بقيادة جعفر سلطان وكانت محدودة وكانت بداية التحول في أهداف الحركة الكردية في إيران من المطالب القومية إلى المطالب الوطنية ففي عام 1944 تشكلت منظمة كردية باسم جمعية الإحياء الكردي ، والتي مهدت لقيام الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران وكان قاضي محمد وهو شخصية دينية و سياسية مرموقة في مهاباد من مؤسسي الحزب و كان برنامج الحزب: تحقيق الحرية في إيران و الحكم الذاتي في كردستان داخل الحدود الإيرانية و الإخاء مع الشعب الأذربيجاني وكل الأقليات غير الفارسية وبالفعل أعلن قاضي محمد في 1946 قيام
جمهورية كردستان الديمقراطية ضمن الكيان العام الإيراني واستناداً إلى حقوق الشعوب في تقرير مصيرها ، وتم تشكيل الحكومة ورفع العلم كما تم عقد معاهدة بين الحكومة الكردية الجديدة وحكومة أذربيجان وحاول قاضي محمد التفاوض مع حكومة طهران حول علاقة جمهورية مهاباد وهي سلطة حكم ذاتي بالحكومة المركزية ولم تقبل إيران التفاوض وتمكنت من استعادة مهاباد وبسط سياداتها على الإقليم وانهارت الحركة الكردية.
واليوم كذلك الكورد ناشطون وسوف يتحقق الحلم مرة أخرى إن شاء الله .









كوردستان العراق







لابد من وقفة موجزة عن تأريخ كردستان العراق للتعرف على الأكراد وموطنهم وأثر الأسلام فيهم ، حيث دخل الأسلام الى هذه المنطقة في زمن الخليفة العادل ( عمر بن خطاب ) رضىالله عنه وذلك سنة 16 هجرية وقد دخل الأكراد في الاسلام ، فأسلموا وآمنوا به مع وصول أول قافلة من المجاهدين من اخوانهم العرب الذين حمّلوا اليهم راية الحرية والعدالة والمساواة ، وخرجوا من ديارهم لنشر الاسلام وتعاليم القرآن لأخراج اخوانهم البشر من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن جور الأديان الى عدل الاسلام . وبهذا خرج الأكراد من الحكم الفارسي الجائر ودخلوا في حكم الاسلام . وأصبحت أرض كردستان قطعةً من أرض الخلافة الاسلامية ، وأصبح الكرد جزءً من الأمة الاسلامية ، وكانوا في خدمة الدين وبدأوا بالجهاد وتقديم التضحيات في سبيل هذا الدين . وشاركوا في أغلب الفتوحات الاسلامية في مراحلها المختلفة وفي كافة العهود من عهد الخلفاء الراشدين مروراً بالأمويين والعباسين والعثمانين ، وكل ذلك من أجل اقامة شعائر الله وتثبيت حكم الله في الأرض ، وهي أصل وظيفة الانسان في الأرض .


وبعد نشوب الحرب العالمية الأولى خلال سنوات 1914 – 1918 تم الاتفاق بين حكــــومتي ( بريطانيا العظمى وفرنسا ) سنة 1916 بأسم اتفاقية ( سايكس ـ بيكو ) للأقرار على توزيع الأراضي الاسلامية والعربية التي كانت تحت سيطرة الخلافة الاسلامية أو ( الدولة العثمانية ) آنذاك في حال هزيمتها في الحرب .
وعند انتهاء الحرب في ( 11 / 11 / 1918 ) تم توزيع هذه الأراضي فعلياً بين الحلفاء ، وموطن الأكراد ( كردستان ) ايضاً وقع عليه التوزيع بعد معاهدة ( لوزان ) سنة 1923م وزعت على هذه الدول ( تركيا ــــ ايران ـــ عراق ـــ روسيا ـــ سوريا ) بالرغم من وعد الحلفاء للأكراد بوطن مستقل حسب البنود ( 61 – 62 – 63 ) من معاهدة ( سيفر ) 1920 على غرار القوميات الاخرى التى كانت تحت حكم الدولة العثمانية . ولكن لوجود بعض الأسباب المعقدة والسرية وبعض المصالح الخصوصية للحلفاء دفع بالحلفاء الى الغاء البنود الواردة في معاهدة ( سيفر ) بشأن حقوق الأكراد . اصبحت العراق مستعمرة بريطانية و تحول فيها الوضع من سيء الى اسوأ في كافة مجالات الحياة .
بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى سنة 1918 بدأ الحلفاء بتنفيذ اتفاقية سايكس بيكو ، وكان العراق من نصيب بريطانياالعظمى ، وفي حينه كان العراق مكـــــــوناً من ثلاث ( ولايات ) ، ولاية الموصل الشمالية ذات الأغلبية الكردية وفيها محافظة الموصل وكركوك وأربيل وسليمانية ، والاكراد في العراق 95% هم سنة على المذهب الشافعي . ولاية بغداد في الوسط وكانت أغلب سكانهامن العرب السنة ، وولاية البصرة وكانت اغلب قاطنيها من العرب الشيعة . (( و وضع العراق تحت الأنتـــــداب البريطاني ، وتأسست الـــــدولة العراقية في بغداد يوم 10/ 11 / 1920 ولكن المندوب السامي البريطاني احتفظ لنفسه بحق الأشراف على ولاية الموصل دون تدخل ادارة الحكومة العراقية بذالك ‍‍‍‍‍)) (( وفي آب 1921أقيمت حفلة لتتويج الامير فيصل واعتبر ملكاً على العراق وتم قبول العراق كعضو دائم في مجلس عصبة الأمم بتأريخ 28 / 1 / 1923 مشروطة بان يعالج العراق كل المشاكل التي تخض (الجنسيات والأقليات والأديان ) ، ويحترم حقوق الأقليات ويحفظ كرامتهم )).
الأكراد بداؤا بمطالبة حقوقهم بالأستقلال والتمتع بحكومة كردية مستقلة كماجاء في معاهدة سيفر 1920م ، ولكن بضغط من الحكومة التركية بقيادة ( كمال اتاتورك ) الغيت بنود ( 61 –62 –63 ) مـــن المعاهـــــدة وحـــــل محلها معاهـــدة لوزان في 20 / 11 / 1923 وجاء فيها (( من الضروري الحاق ولاية الموصل جنوب خط بروكسل بالعراق العربي مع مراعات الأكراد من الناحية الأدارية وتعين الموظفين المحليين والأهتمام بالثقافة الكردية )) . وفي سنة 1924 اعلن رسمياً الغاء الخلافة واعلان دولة تركية مؤقتة طورانية علمانية مكانها . ان النظرة المجردة الى ماحدث في باريس أثناء مفاوضات الصلح وما نجم عن هذه المفاوضات من مناورات ومساومات واتفاقات ومعاهدات بين الدول الكبرى ،تجعل المتتبع يتفق تماماً مع ما علق به الدبلوماسي الأمريكي ( جورج كنين ) على معاهدات الصلح حيث قال (( لقد دونت مآسي المستقبل في هذه المعاهدات بيد الشيطان ،فأقل مايمكن أن يقال عنها انها لم تستطع أن تجنب البشرية مأساة حرب عالمية ثانية ))
(( والحقت ولاية الموصل بالعراق بقرار من عصبة الأمم 16 / 12 / 1925 ، وثبت خط بروكسل بصورة رسمية وفي 18 / 7 / 1926 تم تصديق معاهدة بروكسل بين العراق وتركيا وقد اعطيت 10% من نفط ولاية الموصل للعراق العربي )) .
خلال الفترة ما بين عام ( 1920م – 1945م ) حدثت في العراق ثورات كردية عديدة ضد الحكومة العراقية ، وكانت اسباب تلك الثورات مزيجاً من الشعور الديني والقومي والشكاوى المحلية وعدم التزام الحكومة بالألتزامات التي على عاتقها التي وعدت بالوفاء بها وانتشار الفوضى والتخلف الأقتصادي والأجتماعي ، ومحاولات الحكومة العراقية حل القضية الكردية باستخدام القوة بدلاً من الحل السلمي .
وقد قاد الثورة الأولى والتي استمرّت من ( 1920م –1930م ) الشيخ
محمود الحفيد وكان مركزها السليمانية ، وتبعه في الأربعينات ثورة الشيخ أحمد البارزاني وشقيقه ملا مصطفى البارزاني على مدى ثلاثين عاماً وأكثر .
(( وفي عام (1945م ) دخــــل العراق كعضو في الأمــــــم المتحدة بعد تأسيسها وتم اصدار قرار في عصبة الأمم بتحويل جميع المعاهدات والألتزامات والبيانات الدولية الى هيئة الأمم المتحدة دون تغيير وتحوير ، وبقيت هذه الألتزامات في ارشيف الأمم المتحدة دون الغائها )) .







كوردستان سوريا







يمتد تأريخ الكورد في سوريا الحالية إلى ما قبل التاريخ حيث الكورد هناك كانوا جزئاً من السوباريون والذين كانوا يعرفون بالهورو Huru أو الخوريون ، والعالم هورست كلينكل يقول " أن الهوريين بدؤوا بالظهور في سورية منذ مطلع الألف الثالث قبل الميلاد و استطاعوا تسلم القيادة السياسية في عدد من الحواضر السورية .


و بحسب بعض المصادر أيضا فإن مواطن الهوريين كانت تمتد غربا لغاية جبال أمانوس على الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط . إستمر الحوريون حتى القرن السابع عشر قبل الميلاد والذين إنفصلوا عن الشرق ليستقطبوا أقوام أرية كوردية أخرى ليشكلوا
مملكة ميتاني ، والذين برزوا بشكل كبير في القرن السادس عشر قبل الميلاد.ولكن تحول الحكم من الأكراد الخوريون في كوردستان سوريا الى حكم الآشوريون عام 732 ق.م. ولكن هذا لم يستمر طويلاً حيث عاد الأكراد الميديون كقوة كبرى في شرقي كوردستان خلال القرن السابع قبل الميلاد فقد تمكنوا من القضاء نهائيا على الآشوريين عام 612 ق. م ثم تقاسموا مع حلفائهم البابليين بلادهم التي كان الآشوريين يسيطرون عليها . فنال البابليون كلا من جنوب البلاد ما بين النهرين و سورية و فلسطين حيث تشكلت الامبراطورية البابلية الثانية . أما الميديون فقد استردوا شمال ما بين النهرين و باقي كوردستان بكاملها بما فيها مناطق الهوريين و الميتانيين اضافة الى بلاد فارس و كبادوكية " مناطق الحثيين " في أواسط الاناضول حيث تشكلت امبراطورية ميديا الكبرى . ومع مرور الزمن تم في هذه الامبراطورية اختلاط كافة الفئات الكوردية فيما بينها بشكل عام بما فيها الهوريون و الميتانيون .
على أن خط الحدود التي رسماها بين امبراطوريتهما منذ ذلك الزمن يؤكد ما كانت عليه مواطن الهوريين و الميتانيين " أي شمال سورية الحالية و الجزيرة العليا " مناطق أساسية من كوردستان . إذ كان خط الحدود بين الامبراطوريتين بعد انحرافه غربا و اختراقه نهر دجلة الى الشمال من مدينة - أكاد - كان يتجه شمالا في قوس كبير الى الغرب من آشور و الموصل " تاركا إياهما ضمن كوردستان " ثم يتحنى غربا باتجاه شمال سورية الحالية ليجتاز نهر الخابور و يمر من جنوبجبل عبد العزيز و يجتاز نهر الفرات و يمر بجنوب جبل الاكراد ليصل الى الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط .
تل موزان : قرب بلدة عامودة الذي اكتشف فيها جورجيو بوتشيلاتي قصر الملك توبكيش الهوري - وسبق الحديث عنه - ومن الآثار الهورية الرائعة هو ضريح " النبي هورو " الذي لايزال قائما منذ ذلك الزمن القديم سليما حتى اليوم في جبل الاكراد شمال غربي حلب . ولاشك في أن ما كان عليه هذا النبي من مكانة مقدسة بين الهوريين قد جعل اسمه يتمثل اسم الهوريين نفسهم . وهكذا نرى في ذلك كله ما يثبت بشكل قاطع استيطان الاكراد في شمال سورية منذ اقدم العصور ، وينفي نفيا قاطعا ادعاء الدكتور ذكار سهيل من أن الاكراد لم يستقروا في الجزيرة قط !.
حدثت الهجرات العربية إلى كوردستان مع الهجمات السامية المتمثلة بالآراميين الساميين والآشوريين هذا قبل الإسلام ، أما بعد دخول البلاد الإسلام وبالتحديد في عهد الخليفة المنصور ( 754-775م ) الذي كلف " يزيد بن أسيد " بالتوجه الى حران الواقعة بين تل أبيض جنوبا و أورفا شمالا لتحريرها من البيزنطيين وبعد أن نجح في مهمته فانه نظمها وأقام فيها . وفي هذه الفترة كانت هذه المنطقة من كوردستان هدفا لنزوح بعض القبائل العربية إليها و الأستقرار فيها كالقبائل اليمنية و بني قيس و النزارية . فكان ذلك هي المرة الثانية بعد الآراميين لتغلغل العناصر العربية الى هذه المناطق الكوردية و التي أصبحت فيما بعد على طرفي الحدود بين تركيا و سورية . و منذ القرن العاشر الميلادي و بعد اضمحلال الدولة العباسية و ضعف البيزنطيين في الغرب و كذلك انقسام الدولة السلجوقية التركية الى دويلات " أتابكية " و الصراع بينها و بروز بعض الامارات الكوردية تمثل دورها على مسرح التاريخ فان الشرق الاسلامي كان قد أصبح هدفا سهلا للصليبيين من الغرب ، ثم لقمة سائغة للمغول من الشرق ولما كان للاكراد الدور الرئيسي في الحروب الصليبية و الانتصار فيها ، فمن المعروف إن الدعم الكوردي للزعيم صلاح الدين الأيوبي كان يأتيه من جميع أنحاء كوردستان و تصله عبر تجمعه في الموصل و الجزيرة " بوتان " و ديابكر . وهذا ما يؤكد ثانية على كوردية الجزيرة في سورية الحالية .
أما بعد الحروب المذهبية بين الإيرانيين و العثمانيين على أرض كوردستان ثم احتلال العثمانيين للبلاد العربية منذ عام 1516م و الذين تقاسموا كوردستان مع الإيرانيين . فكان هناك كوردستان الإيرانية و كوردستان العثمانية التي من ضمنها كوردستان سورية التي عرفها العثمانيين باسم ولاية حلب العثمانية . كما ان تلك الامارات الكوردية السابقة الذكر قد أصبحت منذ عام 1747م تحت حكم الدولتين المباشر .
إن ما عاناه الاكراد من الفرس بين العهد المكدوني وأخيرا من العثمانيين ما لبث أن أصبح حافزا قويا أثار المشاعر ضد كل ما هو مجحف بحقهم كأمة لها كيانها خاصة لما كانت عليه العصور الحديثة آنذاك من خصائص الروح القومية بين الشعوب . فكان أن حدث انعطافهم التاريخي نحو المصلحة القومية الكوردية .الامر الذي أدى مجددا الى بروز إمارات كوردية حديثة و ثارت ضد العثمانيين المحتلين الذين نجحوا في القضاء عليها تباعا . وقد اخترنا من هذه الامارات في كوردستان ما كانت مناطق كل منها تشمل أجزاء من شمال سورية الحالية أبان احتلال العثمانيين للبلاد العربية و عدم وجود أية حدود سابقة وعلى الرغم من فشل هذه الثورات فإن الباب العالي كان يبقي على علاقته بتلك القاعدة الاجتماعية الكوردية التي كان بوسعه الاعتماد عليها في حروبه ، وكم من مرة نال البعض من زعماء هذه الثورات العفو السلطاني العثماني .
ان أولى هذه الثورات كانت في "امارة جانبولات=جنبلاط 1607م "وكان مركزها "كلس" التي كانت تشمل جبال الاكراد الى الغرب منها و كذلك منطقة حلب الى الجنوب الشرقي منها أيضا وبعد ان قتل العثمانيون أميرها " الأمير حسين " الذي كان يتولى شؤون الامارة من حلب لأنه لم يلتحق و رجاله بالسلطان العثماني في إحدى حروبه فما كان من أخاه "الأمير علي " إلا ان أعلى الثورة من حلب ولكن العثمانيين قضوا عليها .
كما أن
إمارة بدرخان باشا خلال الاعوام ( 1812-1848 م ) كان مركزها " جزيرة بن عمر = بوتان " الواقعة في تركيا الحالية قرب الحدود السورية في أقصى الشمال الشرقي منها .
أما امارة إبراهيم باشا المللي فكان مركزها "ويران شهر" الواقعة الى الشمال من بلدة رأس العين وكانت تمتد الى الجنوب من رأس العين لمسافة تزيد عن "50" كم داخل شمال سورية الحالية أيضا و قد ثارت هذه الامارة بعد ان اتحد الاكراد و القبائل العربية التي كانت تستقر في هذه المنطقة منذ أيام العباسيين . إلا أن العثمانيين ضيقوا الخناق على إبراهيم باشا في جبل العزيز و قبضت عليه و أعدمته عام ( 1908 م ) ويقول السيد فؤاد عليكو و هو من أبناء المنطقة و العارفين بأحوالها أن إبراهيم باشا دفن في قرية "صفيا الحالية شمال مدينة الحسكة .
وعلى ذلك فان المناطق الكوردية من هذه الامارات في شمال سورية الحالية يثبت أيضا قدم استقرار الاكراد فيها و مدى ما كان بين هؤلاء الاكراد أصحاب الارض الأصليين و بين العرب و الآشوريين من علاقات وطيدة.
أما منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وما حدث للاكراد من مآسي بعد قضاء الاتراك على ثوراتهم الآنفة الذكر و غيرها . فان مناطق هؤلاء الاكراد في شمال سورية و بالاخص منطقة الجزيرة أصبحت مرة أخرى عرضة لتواجد بعض القبائل العربية فيها بدءا بقليل من الاعراب " الشوايا " الذين تبعثروا على ضفاف الخابور جنوب الحسكة .
وعن هذه الفترة فان السيد عبد الحميد درويش و هو من أبناء المنطقة و العارف بأحوال الجزيرة يقول في كتيبه " لمحة تاريخية من اكراد الجزيرة " كانت الجزيرة في أوائل هذا القرن يسكنها عدد قليل من السكان قدر آنذاك بحوالي أربعين ألف نسمة و كانوا ينتمون الى العنصر الكوردي و العربي و قليل من اليعاقبة. و كانت العشائر العربية في حالة البداوة و هي الطي و كانت تسكن جنوب القامشلي و الجبور و حول الحسكة ثم البكارة في منطقة جبل عبد العزيز و الشرابيين في منطقة رأس العين و عدد قليل من عشيرة "شمر" التي كانت في غالبيتها الساحقة في العراق . أما الاكراد فكانوا نصف حضر يسكنون الى الشمال من هؤلاء العرب وفي الجزيرة العليا جنوب سلسة جبل طوروس في العديد من القرى وهم ينتمون لعدد من العشائر الكوردية . وينقل عن السيد محمد علي إبراهيم باشا في مخطوطته المعدة للطبع تعداده للعشائر الكوردية الموجودة في الجزيرة عندما قامت عشيرة شمر عام ( 1904 ) بحملة واسعة ضد عشيرة الملية الكوردية التي كانت تنافسها على النفوذ في منطقة الجزيرة ، و ان العشائر الكوردية في الجزيرة آنذاك كانت ميران - سنان - آشيتية - عباسيان - اليان - دقورية- ملاني خضر - كيكية وهذا منقول عن شهادات العشرات من المعمرين عربا و أكراداً وعن العديد من المؤرخين و الوثائق المكتوبة .. مما يثبت و جود العشائر الكوردية المذكورة في هذه المنطقة منذ أمد بعيد ،على عكس ادعاءات الدكتور زكار من أنهم قدموا إليها بعد ثورة الشيخ سعيد عام 1925م .
أما بعد خروج العثمانيين من البلاد العربية في الحرب العالمية الأولى ( 1914-1918 ) واحتلال الفرنسيين و الإنكليز لها و اقتسامها بينها بموجب اتفاقية سايكس بيكو 1916 ، فان هذه الاتفاقية الاستعمارية قد اشتملت على تقسيم كوردستان العثمانية أيضا بحيث قسمت بين تركيا و كل من العراق و سورية اللتان أنشئتا حديثا ، وبقي القسم الشرقي من كوردستان تحت الحكم الإيراني . فكان أن حرم الاكراد من الانتفاع بمبدأ تقرير المصير للشعوب الواقعة تحت السيطرة العثمانية الذي أعلن رسميا آنذاك الامر الذي أصيب معه الاكراد باكبر نكسة عرفها تاريخهم الحديث .
وما أن تم رسم الحدود بين تركيا و سورية فان الخط الحديدي الذي أنشى بينهما قد قسم تلك العشائر الكوردية و العربية الى قسمين قسم بقي ضمن حدود الدولة التركية و القسم الآخر اصبح تابعا للدولة السورية .
وعن العشائر الكوردية التي أصبحت إلى الجنوب من هذه الحدود ، ينقل السيد عبد الحميد درويش في كتابه عن الاستاذ احمد مصطفى زكريا بتعرضه لهذه العشائر في كتابه (عشائر الشام 1917) حيث يقول "على أن السواد الأعظم من عشائر الاكراد يقطن محافظة الجزيرة و يمتد من أقصى شمالها الشرقي في قضاء ديريك قرب نهر دجلة و يتجه نحو الغرب الى قضاء القامشلي ثم الى ناحية رأس العين (ص658) ثم يعدد هذه العشائر من الشرق الى الغرب كما يلي " ميران- الحسنان- هاوركية- آ ليان- آشيتية -أطراف شهر- بوبلان- الموسينية- بينارعلي- ملاني خضر- دقورية- الكابارة- الكيكية-الملية " ص659-664 "
وما أن استقرت الاحوال في سورية بعد الاستقلال حتى بدأت الاوساط الشوفينية منذ أوائل الخمسينات تدعوا المسؤولين من اجل القيام بتطبيق سياسة التمييز القومي حيال الاكراد بهدف القضاء على تطلعاتهم القومية ، وذلك عبر اجراءات استثنائية من شأنها العمل على هجرة الاكراد من الجزيرة و صهروهم في المجتمع العربي وكان على رأس هؤلاء - محمد طلب هلال - ضابط الأمن السابق في الحسكة الذي جاهر علانية عام 1962 بكل ما يتعلق بهذه الاجراءات العنصرية و قام الاخذ بها ، فكان أن بدأ بتطبيقها في محافظة الجزيرة حيث تم أولا تنفيذ مشروع الإحصاء الاستثنائي بتاريخ 5-10-1962 الذي أدى الى تجريد 150 ألف مواطن كوردي في محافظة الجزيرة من جنسيتهم السورية و اعتبروا لاجئين بعد أن حرموا من حقوقهم المدنية و بعد سنوات تم تنفيذ المشروع الاستثنائي الآخر الذي سمي بالحزام العربي حيث جرى بموجبه مصادرة الاراضي التي كان يستقر فيها آلاف العائلات الفلاحية الكوردية و يستثمرونها أبا عن جد ووزعتها على العائلات العربية التي جلبت من الناطق التي غمرتها مياه سد الفرات و من مناطق داخلية أخرى و اسكنتها في قرى أنشأت لهم على طول الشريط الشمالي للجزيرة و المتاخم للحدود التركية ، فكان ان تم ما استهدفت اليه الأوساط الشوفينية و فصلي بين أكراد سورية و تركيا على طرفي الحدود . هذه الاجراءات الاستثنائية و سياسة التميز العنصري كان لها فاعليتها و تأثيراتها اللاإنسانية المباشرة على كافة الاكراد في الجزيرة دون غيرها من القوميات الاخرى سواء من الناحية الاقتصادية و أقلها ندرة العمل الزراعي و فرض العمل الاخرى ،أو الاجتماعية من حيث الفقر و الحاجة و التخلف أو الثقافية و حرمان الكثيرين من الاكراد من الارتقاء بمستواهم الثقافي عبر المراكز الثقافية و المعاهد العليا أو السياسية و منع الاكراد من مزاولة حقوقهم االثقافية الكوردية و ممارسة فلكلورهم الشعبي ، علاوة على معاناة المجردين من الجنسية و حرمانهم من الحقوق المدنية الامر الذي جعلهم محرومين من اللحاق بركب الحضارة البشرية المتطورة.
ومما زاد في هذه المعاناة عندما استقدمت الدولة آلاف الموظفين العرب الذين شغلوا الوظائف في مختلف دوائر الدولة و مؤسساتها و مدارسها و معاهدها الثقافية و قدمت لهم و لعائلاتهم التسهيلات اللازمة للسكن في الجزيرة في الوقت الذي منع فيه العنصر الكوردي من شغل هذه الوظائف ، حتى أنه منع من نقل مسكنه من مكان لآخر ضمن حدود المحافظة الادارية ، وإذا ما أراد بناء دار أو ترميمه أو شراء مسكن أو أراضي زراعية أو آ لية وجب عليه مراجعة الجهات الأمنية بخصوص ذلك .
أما أسلوب التعريب فقد شمل أسماء القرى و البلدات الكوردية المعروفة بأسمائها الكوردية منذ القديم و استبدلت بأسماء عربية تتبعا لما سبق لتركيا و قامت به في كوردستان الشمال حتى جبل الاكراد " منطقة عفرين " التابع لمحافظة حلب و المعروف بهذا الأسم منذ القديم قد استبدل باسم " جبل حلب " . و في هذا الخصوص يقةل المنصف العربي في مجلة الحوار ردا على المحامي ممتاز الحسن الذي يقول " إن الجغرافيا ترتبط ارتباطا و ثيقا بالتاريخ " . فيجيبه " نعم هذا صحيح وإلا لما رأينا مئات القرى و هي تعرف بأسماء كوردية منذ القديم ، ولو لم تكن هذه الأسماء كوردية لما تم تعربيها ، ترى لماذا تم تعربي الأسماء الكوردية و تركت الاسماء اليونانية و الرومانية و الصليبية و كذلك الفرنسيين الذين استبد لو اسم جبل ليلون باسم " جبل سمعان " ؟؟ ويتابع قائلا و سمي جبل الاكراد باسم جبل حلب بينما كان الأجدر أن يطلق على جبل سمعان اسم جبل حلب لأنه لا يبعد أكثر من (30)كم من حلب بينما يبعد جبل الاكراد عن حلب حوالي (90)كم خاصة وإنه يمتد داخل الاراضي التركية لمسافة (40)كم أيضا .







http://kurdstan-net.100freemb.com/im...-kurdistan.gif

تقبلوا تحيات.....

شيخ كوردستان

www.khak4internet.freehosting.net




وللبقية حديث فيما بعد....... يتبع
__.

المالك الحزين 23-08-06 12:26 AM

المتابعة....تكملة الموضوع
 
تابعوا التكملة للموضوع......... يتبع......
>>>>>>>>>>

المالك الحزين 23-08-06 12:28 AM

المتابعة....تكملة الموضوع
 
تقسيم كوردستان







حوار مع الباحث و المؤرخ الكوردي
الدكتور كمال مظهر احمد


*اول سؤال سأبدأ به هو اول تقسيم حقيقي و فعلي لكوردستان كان بعد حادثة "جالديران" كما هو معروف، كيف كانت اوضاع الشعب الكوردي في تلك الاثناء، و كيف كانت حال الامارات الكوردية؟


د. كمال مظهر: اود الرجوع قليلاً الى الوراء، كانت حال الشعب الكوردي تأريخياً لا تختلف عن حال اعرق شعوب المنطقة، في الواقع ان الكورد هم ضمن اقدم شعوب منطقة الشرق الاوسط، و هذا ليس كلامي بل كلام الباحثين المتخصصين في هذا المجال من امثال البروفيسور الكبير (مينورسكي) و غيره، فكانت للكورد مثل شعوب المنطقة حالهم و حضارتهم و دورهم و دولتهم، حيث يستغرب البعض عندما يعلمون بأن شعوب زاكروس الشعوب الاصلية في جبال زاكروس التي تكون الشعب الكوردي مثل الكوتيين و اللولو و السوبارتيين و غيرهم. "الكوتيون" حكموا بابل لمدة ما لا تقل عن مئة سنة و لديهم اكثر من 20 سلالة حاكمة في بابل او مثلاً ان الامبراطورية الاشورية سقطت بيد الميديين الذين يدخلون ضمن الصنف الثاني للشعوب المكونة للشعب الكوردي، فالكورد، حتى في ظل الدولة العربية الاسلامية و ضمن الحضارة الاسلامية، كانوا يتمتعون بنفس الظروف التي تمتعت بها الشعوب الاخرى، و الاسلام لم يتدخل في قضاياهم و شؤونهم الداخلية، لذلك كانت لهم دولهم و اماراتهم قبل معركة "جالديران". هناك كتاب لشرف خان البدليسي "الدول و الامارات الكوردية" يتحدث عن هذه الدول و الامارات و معركة "جالدران" او الصراع الصفوي العثماني حيث ترك اثراً سلبياً كبيراً على مصير الشعب الكوردي الى أن ظهرت امبراطوريتان قويتان متصارعتان هما الامبراطورية العثمانية منذ القرن الثالث عشر و من ثم الامبراطورية الصفوية منذ بداية القرن السادس عشر و اواخر القرن الخامس عشر، المشكلة ان الصراع اصبح محتدماً بين هاتين الامبراطوريتين و على اساس مذهبي لأن الصفويين هم الذين اختاروا المذهب الشيعي و فرضوه فرضاً على ايران. يعني قبل ذلك ان التوجه السني في ايران كان اقوى من التوجه السني في المناطق الاخرى، اي في اصفهان قلعة من قلاع الشيعة في الوقت الحاضر، في يوم من الايام كانوا يعتبرون "معاوية" في صفوف الانبياء. فعندما اصبح الصراع قائماً على اساس طائفي انعكس ذلك على الشعب الكوردي الى درجة كبيرة، مع ذلك حتى بعد معركة "جالدران" سنة 1514 بقيت الدول و الامارات الكوردية تتمتع باستقلالها الذاتي دون ان يتدخل السلطان العثماني او الشاه الايراني في الشؤون الداخلية للأمارات الكوردية.
حتى الشيخ رضا الطالباني يشير الى هذه الحقيقة، حيث ينشد:





"له بيرم دى سليمانى كه دار الملكى بابان بوو"
أي اتذكر ان مدينة السليمانية كانت ملكاً لامارة بابان


يعني حتى ذلك الوقت في القرن التاسع عشر كانوا يتمتعون بالاستقلالية التامة، التغيير الاساسي يبدأ في اواسط القرن التاسع عشر مع الاندماج بالاسواق الرأسمالية مع ظهور الدول المركزية و بروز القوى الاستعمارية على صعيد المنطقة، من هنا يبدأ التغيير الجوهري في الموضوع.


*اعود الى العهد العثماني هل كانت في هذه الاثناء أي اثناء الحكم العثماني حركات سياسية او عشائرية كوردية ناهضت العثمانيين؟
د. كمال مظهر: كل افرازات الأندماج بالأسواق الرأسمالية العالمية كل هذه الافرازات طالت الشعب الكوردي ايضاً فتكونت النخبة الكوردية، النخبة المثقفة الكوردية الموسومة "ايليتا" هذه النخبة التي تفكر بأسلوب جديد حول المشاعر القومية التي تجلو فيها بوضوح منذ القرن التاسع عشر اثناء انتفاضة البدرخانيين ثم دور العائلة البدرخانية عموماً في الحركة القومية الكوردية. تصور في 1880 قام الشيخ عبيدالله النهري لأول مرة في تأريخ المنطقة ربما بعد الارمن فقط قبل الشعوب الاخرى التي ضمن الامبراطورية العثمانية، شعار الاستقلال السياسي عن الدولة العثمانية و كذلك عن الدولة الصفوية لأن حركته كانت واسعة و امتدت الى طرفي الامبراطورية و رفع شعار الاستقلال بوضوح. ان الوثائق الدبلوماسية الانكليزية و الروسية تتحدث عن هذا الموضوع، في سياق المقارنة مثلاً ان العرب هذا الشعب العظيم هو شعب كبير و له ارث حضاري مع ذلك ان شعار الاستقلال رفع من قبلهم لأول مرة في عام 1916 بينما رفعه الشيخ عبيدالله النهري سنة 1880. عندما تقرأ جريدة كوردستان 22/ نيسان 1898 تجد ان هذه الجريدة الى درجة كبيرة طافحة بالمشاعر القومية.
*كيف كانت ملامح ثورة الشيخ عبيدالله النهري او كيف اندلعت و كيف انتهت؟
د. كمال مظهر: اولاًبالنسبة لملامحها فقد كانت حركة تحررية بكل ماللكلمة من معنى كانت الحركة اتخذت اتجاهاً متسامحاً مع الاقليات المسيحية و هذا شيء مهم فنحن عندما نتحدث عن حدث تأريخي علينا دائماً ان نضعه في اطار الزمان و المكان و بالنسبة لأواخر القرن التاسع عشر ان العاطفة الدينية لم تتغلب فقد اتخذت الحركة اتجاهاً ديمقراطياً كهذا، فذلك شيء ايجابي و يسجل للحركة الكوردية و لانتفاضة الشيخ عبيدالله دون ريب.
*في أي زمن من الازمان كان هناك وجود لكيان كوردي او دولة كوردية لها سلطة و خريطة؟
د. كمال مظهر: سبقتك في ذلك، بداية حديثي قلت انه في الالفية الثانية والالفية الثالثة قبل الميلاد كانت شعوب زاكروس التي تكون اصل الكورد قبل مجيء الميديين لهم دولتهم و دولهم و قلت ان الكوتيين هم حكموا دولة بابل لمدة اكثر من قرن و اكثر من 20 سلالة، اعتقد على ما اتذكر 26 سلالة حاكمة كوتية. الدولة الميدية دولة متحضرة مع الاسف ان الميديين ما كانت لديهم كتابة فلذلك اثارهم قليلة و لكن من الثابت بأنها كانت دولة لها حضارتها و عاصمتها (اكبتانة) أي (همدان) الحالية و ان هذه الدولة بالتحالف مع البابليين في 612 ق.م قضت على الدولة الاشورية بالاضافة الى ذلك قلت ان شرف خان البدليسي له كتاب ضخم كتبه باللغة الفارسية و ترجم الى عدد من اللغات و ترجم الى اللغة الفرنسية و التركية و الروسية و ترجمت مرتين ايضاً الى اللغة العربية مرة طبع بالقاهرة و المرة الثانية طبع بالعراق من قبل المرحوم الروزبياني و الترجمة حصلت على جائزة المجمع العلمي العراقي فهذا الكتاب كتاب واسع يتحدث عن الامارات و الدول الكوردية التي كانت تتمتع بقدر غير قليل بالاستقلالية، حالهم حال الشعوب الاخرى.
*قبل مجيء الاسلام من كان يحكم هذه المنطقة، اي منطقة كوردستان؟
د. كمال مظهر: قبل مجيء الاسلام، ذكرت بأن اهل المنطقة كانوا يحكمون المنطقة على شكل امارات و على شكل دول الى ان اندحر الميديون في القرن السادس ق.م على يد الساسانيين، حيث بدأ التراجع السياسي في تاريخ الكورد القديم. في ظل الاسلام رجعت الحالة الى ما كانت عليها في السابق يعني مثل الشعوب الاسلامية الاخرى، الخلافة ما كان تتدخل الا اثناء الحرب. ان الامير الكوردي يقدم عدداً معيناً من القوات المسلحة و مقداراً معيناً من الاموال لخزينة الدولة و انهم كانوا يتمتعون باستقلاليتهم الكاملة.
*و ماذا عن مرحلة من قبل تسلم العثمانيين السلطة او الخلافة؟
د. كمال مظهر: هذا الذي ذكرته لك يعني بأنه مع سقوط الدولة العربية الاسلامية 1258 على يد هولاكو يبدأ التراجع بالنسبة للجميع، حتى بالنسبة للعرب انفسهم اصحاب الحضارة و اصحاب الدين فالتراجع شمل الجميع و استمرت عملية التراجع حتى اواسط القرن التاسع عشر، من هنا برزت النخبة و كذلك الافكار الجديدة و الاحتكاك بالحضارة الغربية و ما سميته بافرازات الاندماج بأسواق الرأسمالية العالمية.
*متى تنامى الشعور القومي عند الكورد؟
د. كمال مظهر: من يوم الى اخر بدأ هذا الشعور بالتنامي و ليس اعتباطاً بأنه في معاهدة سيفر في 10 اب 1920 بين الحلفاء المنتصرين و بين الدولة العثمانية المندحرة هنالك فصل خاص في هذه المعاهدة يتحدث عن استقلال كوردستان في مواد ثلاث (62 و 63 و 64) اذن هناك فصل كامل عنوان الفصل: كوردستان ، تحديد هوية الكورد، مواطنهم، تأسيس دولتهم و كيفية تأسيس هذه الدولة، مثلاً هنالك شعوب اخرى في المنطقة لا ذكر لها في معاهدة سيفر و الان هي دول فأذن كانت هنالك حالة معينة تتطلب الوجود الكوردي في معاهدة دولية على هذا المستوى.
*ما الذي حصل؟ الم يستطع الكورد ان يواكبوا التطور؟ لماذا تنصلت هذه الدول، لماذا تنصلت عصبة الامم؟
د. كمال مظهر: لم يقصر الكورد لم يقصروا ابدا، خاضوا غمار نضال تحرري واسع في جميع اجزاء كوردستان و دون استثناء و لكن قدر الكورد كان انه في هذه الاثناء انتصرت ثورة اكتوبر الاشتراكية في روسيا، اقول دائماً هذا القول و انا مقتنع به و على اسس علمية و استنباط النتائج. ان ثورة اكتوبر الاشتراكية جلبت الخير لجميع شعوب المنطقة ما عدا الكورد مع الاسف الشديد و هم ما كانوا يريدون ذلك ابداً و لكن السياسة هي مصلحة، الاتحاد السوفيتي اصبحت لديه حدود مشتركة مع ايران لمسافة 2.500 كم حدود مشتركة مع الدولة العثمانية و تركيا فيما بعد لمسافة 700 كم فكان على الاتحاد السوفيتي ان يحسب هذا الحساب،
ان الكورد بقوا محصورين في منطقتهم الجبلية ما كانوا بحاجة الى ان يخرجوا من هذه المنطقة الجبلية منّ الله عليهم بكل شيء طبيعة جميلة بما فيه الكفاية من الحاجات الاقتصادية الضرورية فلم يجدوا مخرجاً الى البحر، هذه الاشياء تفاعلت فيما بينها و انعكست سلباً على مصير الكورد فلذلك كان على الغرب و على الاتحاد السوفيتي كقطبين متناقضين ان يحسبوا الحساب لايران و ان يحسبا الحساب لتركيا و الحركة الكمالية اكثر مما يحسب الحساب للشعب الكوردي و حتى الشيخ محمود قدر هذا الشيء فبعث برسالة خاصة الى السلطة السوفيتية عن طريق القنصلية السوفيتية في تبريز هذا كان قدر الشعب الكوردي.
*كثيرا ما سمع بأن التاريخ يعيد نفسه عبر القرون و في الازمان ماذا تقول بالنسبة لهذا الوضع الذي نعيش فيه الان هل هناك تشابه هل هناك امل؟
د. كمال مظهر: التأريخ فعلاً يعيد نفسه و لكن بشروط، أي لا يمكن ان يعيد نفسه بصورة الية فمثلاً لنفرض عملية كيمياوية او عملية تتعلق بالطبيعة لا يمكن ان تعيد نفسها هكذا بصورة الية و لكن بصورة عامة التأريخ يعيد نفسه، نعم بعض مظاهر الماضي الان ايضاً نحس بها كالخلافات العشائرية على سبيل المثال هذه من بقايا الفكر الاقطاعي مع ذلك اؤكد دائماً بأنني لست متشائماً بل انني متفائل. لأن عجلة التاريخ لا يمكن ان تقف قد تتعثر الا انها تسير دوماً الى امام و بالنسبة لنا نفس الشيء، و مبعث تفائلي، هو ان الحالة انعكست بالنسبة لثورة اكتوبر انهيار النظام السوفيتي اعطى نتائج سلبية بالنسبة للجميع ماعدا الكورد يعني جاء لصالح الكورد، انتهى القطبان ، فالآن القوى الغربية لا تحسب ذلك الحساب لايران و تركيا كما كانت تحسب الحساب لهذين البلدين اثناء وجود الاتحاد السوفيتي فهذا عامل مساعد و اصبح الكورد فعلاً رقماً على الساحة رقماً يحسب له حساب فمن هذا المنطلق انا متفائل.
*لنعد مرة اخرى الى زمن الامارات الكوردية، برأيك لماذا لم تكن الامارات الكوردية على وئام كامل مع بعضها؟ لماذا لم تتحد هذه الامارات مثلما حدث في الامارات العربية المتحدة و مع كل تلك التطورات التي حصلت لماذا لم يفكر الكورد في تلك الاوقات بالتوحيد؟
د. كمال مظهر: انك تقارن بين حالتين مختلفتين.
ا الامارات الكوردية كانت متناحرة في العصر الوسيط قبل العصر الحديث و هذه حالة ثابتة في كل زمان و مكان كل الامارات الاقطاعية الاوروبية كانت متناثرة اكثر مما كانت الامارات الاقطاعية الكوردية، يعني في اوربا الامارات كانت متناثرة، و هذه هي طبيعة النظام الاقطاعي و الفكر الاقطاعي وهكذا، فالصراع كان شيئاً طبيعياً. اما ما حدث في الامارات العربية المتحدة فالعالم تغير والخليج اصبح له وزن اخر لحسن الحظ. اليوم ناقشنا رسالة ماجستير عن قطر وعن كيفية توحد هذه الامارات، العملية صعبة كانت جداً و استغرقت مدة طويلة و عالم اليوم قد تغير الى درجة كبيرة فهذا الشيء ايضاً يفرض نفسه على الواقع الكوردي دون ادنى ريب.
*هل للبعد الديني او الانتماء الديني وجود او حضور يحسبه الكورد في تعاملهم مع الدول الاجنبية المحتلة؟
د. كمال مظهر: تعلم ان الدين حالة حساسة، الدين يؤثر في العقل الباطن، اذ هو كامن. انك ترضع الدين مع حليب امك فلذلك لا تستغرب بأنني درست في الاتحاد السوفيتي و وجدت في جمهوريات القفقاس بل حتى بين الروس ان عنصر الدين رغم كل محاولات الدولة العلمانية السوفيتية مازال قوياً و مؤثراً، و رأيت هذه الحالة الغريبة مثلاً في باكو حيث شاهدت اكثر من مرة عندما يشيعون كبار المسؤولين كان الملا يتقدم على المشيعين و يقرأ الياسين او يقرأ القرآن ماكنا نتوقع ان نرى مثل هذه الحالة في الاتحاد السوفيتي فكيف بالنسبة للشعب الكوردي و بالنسبة للكل، عنصر الدين عنصر قوي، و لكن عندما يصطدم هذا العنصر بالمشاعر القومية او بالاحرى يستغل الدين للنيل من القيم القومية لأي شعب كان الفعل يكون رد فعل مشروع و باتجاه يتناقض مع من يتبنى مثل هذا الاسلوب من التعامل مع القوميات الصغيرة.
*هناك رأي يقول بأن الكورد التزموا بالدين و حافظوا عليه و اخلصوا له اكثر من بعض الشعوب لربما كان هذا سبباً في عدم حصول اتفاقيات مع الاجنبي.
د. كمال مظهر: فعلاً ان الكورد دخلوا الاسلام مخلصين له الى اقصى درجة و ليس ذلك لأن الكورد يختلفون عن غيرهم لا ابدأ، و لكن علينا ان نبحث عن الدوافع الحقيقية التي جعلت من الكورد ان يكونوا مخلصين للأسلام، قلت لك بإنه في ظل الساسانيين كان الكورد اصبحوا في وضع سيىء للغاية فعندما جاء الاسلام لم يأخذ منهم شيئاً بل اعطاهم اشياء خلصهم من هذا الحكم الجائر و لم يتدخل في شؤونهم فلذلك اخلصوا للدين الاسلامي الى درجة كبيرة و فعلاً ادوا دوراً متميزاً في الحضارة العربية الاسلامية و العديد من الاعلام في الحضارة العربية الاسلامية هم في الاصل كورد و هذا لم ينعكس سلباً على الواقع الكوردي لأن الحالة كانت هكذا يومذاك بالنسبة للكورد و غير الكورد، عندما يدب الانحلال في جسم هذه الدول و عندما نحتك في الحضارة الغربية فالحالة تنعكس، المشاعر القومية تفرض نفسها على الساحة و فرضت نفسها على الساحة و لكن مصالح الدول الغربية احياناً بل غالباَ كانت تصطدم مع طموحات الشعب الكوردي و الا ان الكورد لم يقصروا في نضالهم ابداً.
*نأتي الان الى الحرب العالمية الاولى، حيث اطاحت دول الحلفاء بدول الوسط و تقوضت الخلافة العثمانية، ما الذي عكسته تلك الحرب داخل كوردستان و داخل المجتمع الكوردي انذاك؟
د. كمال مظهر: فعلاً الحرب العالمية الاولى تركت اثاراً عميقة على الشعب الكوردي و على مصيره وانك تعرف بأنني الفت كتاباً سميته (كوردستان في سنوات الحرب العالمية الاولى). الفته في البداية باللغة الكوردية ثم ترجمه اخي و زميلي الاستاذ محمد الملا عبدالكريم الى اللغة العربية طبع مرتين حتى الوقت الحاضر و ترجم الى اللغة التركية و الى اللغة الانكليزية و الى عدد من اللغات، تقرأ هذه المآسي التي عاشها الشعب الكوردي في سنوات الحرب العالمية الاولى معاهدة سايكس بيكو معاهدة سرية عقدت عملياً بين فرنسا و بريطانيا و روسيا في 1916 فيها تقسيم المنطقة على الدول الكبرى و قد انعكست نتائجها تقسيم المنطقة على الدول الكبرى و قد انعكست نتائجها الى درجة كبيرة و بصورة سلبية على مصير الشعب الكوردي و هذا كان يتناقض في مضمونه مع مضمون معاهدة سيفر.
*برزت في تلك الاثناء عدة عشائر كوردية قاومت الاحتلال، كيف كانت حال تلك العشائر و ما هي ابرزها؟
د. كمال مظهر: ان العشائر ادت دوراً كبيراً في تلك الحركات و الانتفاضات التحررية و هذا ليس بشيء جديد بمعنى في ظروف الشعوب الاخرى التي تشبه ظروف كوردستان، كانت العشائر تؤدي دوراً كبيراً، لأن: اولاً الفلاحون ابناء العشائر يؤلفون الاكثرية و من ثم ليس بالضرورة ان رئيس العشيرة ان يكون مجرداً من المشاعر القومية ابداً فان رؤساء العشائر ايضاً يظهر بينهم من يحملون افكاراً قومية متطورة فهذه العشائر و هذه الحركات كانت تمثل الوجه المشرق للحركة الجماهيرية الكوردية. في العراق قاد هذه الانتفاضات بالدرجة الاساس في البداية الشيخ محمود و في ايران سمكو شكاك و في كوردستان تركيا الشيخ سعيد بيران و لكن مقابل الشيخ بيران هنالك الدكتور فؤاد مثلاً طبيب معروف و صعد على المشنقة مع الشيخ سعيد بيران جنباً الى جنب معه صعد فوق المشنقة فهذه الحركات تمثل كل الشعب الكوردي و الجماهير الكوردية مادامت تعبر عن طموحات الشعب الكوردي.
*حينما كانت الاحداث عاصفة في كوردستان الجنوبية كيف كانت احوال اجزاء كوردستان الاخرى؟
د. كمال مظهر: الحركة القومية التحررية في كوردستان العراق اتخذت منحاً ثورياً ربما اعمق الى حد ما من الحركات الثورية في الاجزاء الاخرى من كوردستان احد الاسباب الاساسية لهذا الشيء هو انك في كوردستان العراق تناضل ضد محتل اجنبي فيختلف هذا عن حالة النضال ضد مثلاً السلطة الحاكمة ضد مثلاً السلطة القاجارية او السلطة البهلوية في ايران او ضد الكماليين في تركيا ثانياً انني اطلعت على وثائق سرية كثيرة، ان البريطانيين جلبوا معهم اسباب الحضارة الينا و هذا الشيء لا ينكره حتى كارل ماركس. يقول (كارل ماركس) ان الرأسمالية الغربية من شأنها ان تجر وراءها حتى اكثر الشعوب بربرية اكثر الشعوب تخلفاً، فالوجود البريطاني رغم سلبياته الكبيرة لأن المحتل الاجنبي في كل الاحوال امر مرفوض، مع ذلك ان هنالك بعض الجوانب الايجابية لأن ترتبط بقضية الحضارة الغربية مثلاً على سبيل المثال المحتل البريطاني عندما بدأ يحتل الفاو منذ تشرين الثاني 1914 بدأوا في نفس الوقت يشيدون السكك الحديدة وعند انتهاء الحرب السكك الحديدية مع الجيش البريطاني عندما يتقدم وصلت الى بغداد و من ثم من بغداد وصلت الى كوردستان ايضاً و الى كركوك و خانقين. هذه السكك كانت تخدم الاهداف العسكرية البريطانية و لكن في نفس الوقت كانت وسيلة حضارية ساعدت على تفتح اذهان الناس عندما يرون هذه الاشياء، نعم الطائرات الحربية تقصف و لكن في نفس الوقت ان هذه الطائرات تجلب الانتباه الى حضارة الغرب فهذا الجانب مهم.
*استمر الاحتلال البريطاني للعراق و اعلن الانتداب ثم قامت ثورة العشرين كيف بدأت هذه الثورة وما هو مستوى مشاركة الكورد فيها؟
د. كمال مظهر: حركة التحرر في العراق بالنسبة لجميع القوميات و الأقليات بلغ شوطاً بعيداً قبل الاحتلال و بنيت جوانب من هذا الموضوع و في سنوات الاحتلال، طبعاً ان المحتلين تصرفوا تصرفات غير لائقة فأنفجرت الثورة في الفرات الاوسط و كانت ثورة تحررية و عقلانية و اسلوب التعامل مثلاً اشير الى شيء رائع في ثورة العشرين بيانات الثورة، وثائق الثورة كلها متوفرة في هذه المكتبة تستطيع ان تطلع عليها، مثلاً توصيات قادة الثورة للثوار: الرفق و الرحمة بالأسرى وان تتعاملوا معهم معاملة انسانية، هل تعلم كيف كان انعكاس هذا الشيء في مجلس العموم البريطاني و الصحافة البريطانية و كم رفع من قدر العراقيين، اننا اليوم نتعامل بأسلوب و كأننا لسنا من احفاد هؤلاء العظام فالثورة كانت ثورة مشروعة و فعلاً الثورة فرضت على البريطانيين التراجع و الثورة وضعت اللبنة الاولى للاستقلال و حتماً ان هذه الحركة الثورية مثل ثورة العشرين لا يمكن للشعب الكوردي ان يبقى بعيداً عن هذه الثورة و الفت كتاباً بعنوان (دور الشعب الكوردي في ثورة العشرين العراقية) ان الحركات الكوردية لم تكن لها دور كبير مثل جماهير بغداد او جماهير الفرات الاوسط السبب واضح لأن الانكليز وجهوا ضربة قاصمة الى الحركة التحررية عشية ثورة العشرين و في 1919 حزيران قضوا على حركة الشيخ محمود و نفي الشيخ محمود الى الهند فكان هنالك نوع من المد و الجزر في الحركات التحررية الكوردية مع ذلك هنالك اشتراك فعلي و خاصة في اربيل و في بعض مناطق كركوك اذ اشتركوا اشتراكاً فعالاً في ثورة العشرين.
*كيف كان تجاوب او حالة الجماهير عندما نفي الشيخ محمود الى الهند؟
د. كمال مظهر: هذا اثار استياء كبيرا الى درجة كبيرة و باعتراف الوثائق البريطانية ان الحركة القومية الكوردية في تلك المرحلة اصبحت محتواها الاصلي التركيز على اعادة الشيخ محمود و فعلاً هذا ادى دوراً كبيراً في ارجاع الشيخ محمود من منفاه في الهند و بالمناسبة اريد ان اشير الى بعض القوميين المتطرفين مع الاسف الشديد الذين لا ينظرون الى الامور نظرة علمية موضوعية، الشيخ محمود كان من الد اعداء بريطانيا و ان الشيخ محمود قضى فترة في المنفى تفوق ضعف الفترة التي قضاها اكبر وطني عراقي من امثال (الشيخ جعفر ابو التمن) اذ هو وطني كبير و لكن الشيخ محمود قضى ضعف المدة التي قضاها جعفر ابو التمن في المنفى مع ذلك ان بعض الاوساط وصفوا حركات الشيخ محمود او الشيخ بالعمالة لبريطانيا و هذا خطأ و لا موضوعية الى حد كبير.
*لنرجع الى موضوع العمالة لماذا هذه الاتهامات دائماً؟ لماذا هذه الادعاآت؟ نحن نعيش مع هذا الشعب العربي و بين ايدينا التأريخ العربي و لنا تأريخ و جذور اجتماعية و سياسية و تاريخية لماذا مازالت هذه الاتهامات قائمة حتى يومنا هذا؟
د. كمال مظهر: هذه وصفة جاهزة من اسهل ما يكون ان تتهم من لا يتفق معك في الرأي بالعمالة و لكن التأريخ لا يتحمل مثل هذه الاحكام و ان الوثائق السرية واضحة و ان قادة الكورد كانوا يناضلون و في اصعب الظروف لأن ما قاساه الشعب الكوردي لم يقاسه أي شعب آخر.
*من هم الذين يحضرون هذه الوصفات الجاهزة؟
د. كمال مظهر: القوميون المتطرفون والا فان البسطاء من الشعب العربي لايفعلون، في 1915 اثناء معركة شعيبة في منطقة السماوة الشعار الذي رفعه البسطاء من الناس هو (ثلثي الجنة لهادينا) يقصدون هادي مكوطر احد زعماء الناصرية و (ثلث الجنة لكاك احمد و اكراده) و لكن نرى ان القومي المتطرف المتعصب المنغلق الفكر هكذا يفكر و هكذا يتصور.
*هل كانت هنالك تيارات او حركات و ثورات اخرى غير ثورة الشيخ محمود تزامنت مع ثورته؟
د. كمال مظهر: نعم هنالك حركات كثيرة جداً لم تكن هذه الحركات في مستوى حركات الشيخ محمود و لا تنس ان منطقة السليمانية وارثة للأمارة البابانية، النخبة في السليمانية تكونت بسرعة مثلاً احدى المدارس الرشدية العسكرية الاولى التي فتحت في العراق فتحت في مدينة السليمانية هذه الاشياء ادت الى ان يكون الاستعداد الثوري في هذه المنطقة اكثر من الاستعداد الثوري في المناطق الاخرى و لكن المناطق الاخرى لم تقصر ايضاً مثلاً منطقة برزان، قبل الشيخ محمود بدأت حركاتهم الثورية من قبل الشيخ عبد السلام و قد اعدم من قبل الاتحاديين.
*هل كانت هذه الحركات حركات عفوية تندلع اثر سجن او قتل رئيس عشيرة كوردية او كانت مخططاً لها او كانت لها برامج خاصة ضد الاحتلال؟
د. كمال مظهر: حركات عفوية ايضا تعبر عن استياء معين لنفرض مثلاً بأنه القي القبض على الزعيم الفلاني او قتل الشخص الفلاني فحدثت انتفاضة مفاجئة.
*انتفاضة انتقامية، و بالانتقام تنتهي المسألة؟
د. كمال مظهر: لا لا لا… هنالك تراكم كمي للحقد في العقل الباطن و يأتي العامل المساعد للانفجار، فالحركة العفوية ايضاً جزء من الحركة القومية و من الحركة التحررية و الحركات العفوية لدى كل الشعوب، كم من الحركات العفوية التي وقعت و تحولت الى اساس لانتفاضة شعبية عارمة على سبيل المثال العقداء الاربعة، قضية العقداء الاربعة في البداية بعض الاشياء العفوية تحولت الى، او مهدت السبيل الى مثل هذه الحركة او الانتفاضة التحررية في عام 1941.







اللغة الكوردية







قبل البدأ بدراسة اللغة الكوردية بشكل مختصر نرد على القائلين بأفضلية لغة على على أُخرى إذ ينهى الجدل في هذا الموضوع ( ابن حزم ) ـ رحمه اللـه ـ بقوله ( وقد توهم قوم في لغتهم إنها أفضل اللغات ، وهذا لا معنى له لأن وجوه الفضل معروفة ، وإنما هي بعمل واختصاص ، ولا عمل للغة ولا جاء نص في تفضيل لغة ، كما وأنه جاء في الذكر الحكيم في سورة إبراهيم [ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ] ( الآية/4 ) وقال تعالى في سورة الدخان [ فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون ] ( الآية/58 ) وقال تعالى في سورة فاطر : [ وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ] ( الآية/24 ) وقال تعالى في سورة الروم : [ ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ، إن في ذلك لآيات للعالمين ] ( الآية/22 ) ليست اللغة في الإسلام ، وفي بقية الأديان الأخرى أداة تفضيل وتقدم أحد على آخر ، بل هي وسيلة للفهم وإدراك الحق في ضوء أحكام ومبادئ الشريعة السماوية.
تنتمي اللغة الكردية إلى فصيلة
اللغات الهندو-أوربية ، قسم اللغات الهندو-آرية . وكانت هذه اللغة تكتب قبل الاسلام من الشمال الى اليمين بابجدية مستقلة ، لها شبه عظيم بالأبجدية الآشورية والأرمنية . وقد تركت هذه الأبجدية بعد الاسلام اكتفاء بالأبجدية العربية التي هي لغة القرآن المبين . و أما الصلة التي تربط اللغة الكوردية بهذه المجموعة اللغوية ، فهي بالاضافة إلى وجود آلاف من المفردات الأفستية والبهلوية والفارسية القديمة في اللغة الكوردية، هي وجود القواعد اللغوية المتقاربة من حيث تصريف الأفعال وتركيب الجمل وكذلك من حيث التغيرات الدلالية وعلم الأصوات اللغوية، وحتى من ناحية تقسيم الكلام الدلالية وعلم الأصوات اللغوية، وحتى من ناحية تقسيم الكلام إلى مقاطع، إلا أن هذا الانتماء إلى هذه المجموعة اللغوية لا تعني بأية حال من الأحوال عدم استقلال اللغة الكوردية بين لغات العالم الحية؛ حيث بالرغم من وجود التشابهات الكثيرة بينها وبين لغات هذه المجموعة من النواحي المذكورة، إلا أن لها أصولها وقواعدها وتطوراتها ودلالاتها واشتقاقاتها الخاصة، وهي ليست فرعاً من أية لغة أخرى، حيث رغم القرابة اللغوية بينها وبين الفارسية الحالية مثلاً، إلا أنها لغة خاصة، حافظت على استقلاليتها، كما دلت جميع الدراسات الصوتية والأتنوغرافية والدراسات المقارنة التي قام بها العالمان الألمانيان آ­"روديجر" و"بوت" عام 1840 حيث أثبتا نتيجة دراسات متواصلة في المقارنة اللغوية بين الكلمات الكوردية واللغات الايرانية، على أن الكوردية بقواعدها ومفرداتها وأصولها وأصواتها، لغة خاصة مستقلة رغم انتمائها إلى اللغات الايرانية. وأيد هذا الرأي، بعد ذلك، المستشرق الروسي "بيتر ليرخ" في أبحاثه القيمة التي نشرها بعنوان: "دراسات عن الكورد" باللغتين الروسية والالمانية عام 1857 و 1858 في سان بترسبورك آ­ـ ليننغراد ـ آ­ وكذلك بحثه القيم: آ­ دراسات عن كورد ايران عام 1856 آ­ بترسبورك آ­ باللغة الروسية. وأيد هذا الرأي أيضاً مستشرقون بارزون، أمثال: رينان ، ودورن وارش ، وميولر ، وجابا. يقول الميجر آ­ أدموندس الاخصائي في تأريخ الكورد في مقالة له نشرت في مجلة جمعية آسيا الوسطى العدد 11: "أصبح من الوضوح بمكان أن اللغة الكوردية، ليست عبارة عن لهجة فارسية محرفة مضطربة، بل إنها لغة آرية نقية معروفة لها مميزاتها الخاصة وتطوراتها القديمة. وكذلك فإن مينورسكي البحاثة المختص باللغات الشرقية، ينفي ذلك، ويعتقد أنه بينما تنتمي اللغة الفارسية إلى المجموعة الجنوبية الغربية، فإن اللغة الكوردية تنتمي إلى المجموعة الشمالية الغربية، وأنها تتصف بشخصية متميزة تماماً عن اللغة الفارسية، ويورد الدلائل اللغوية التي تثبت الفروق القائمة بين كل منها، وفي الفروق الجوهرية بين اللغة الكوردية والفارسية، يذكر العلامة توفيق وهبي ثلاثة فروق متتالية:-
1ـ لاتعرف الفارسية الحديثة قاعدة التي كانت تستعمل لبنائي المتوسط والمجهول في الفارسية القديمة والافستية، كما أنها تركت حتى قاعدة بناء المجهول المتداولة في الفارسية المتوسطة التي كانت بدورها قد تركت قاعدة بنائي المتوسط والمجهول العائدة للفارسية القديمة. أما اللغة الكوردية فتحتفظ بقاعدة البناء المتوسط والمجهول التي لاتعود إلى الفارسية الحديثة، ولا اللغات الايرانية المتوسطة كالفرثية والفارسية، بل إلى العهد الهندي آ­ الايراني، وكون هذه القاعدة على وشك الاهمال في الأفستية والفارسية القديمة، لدليل يثبت قدم الكوردية وأصالتها.
2ـ نبذت الفارسية الحديثة بناء المفعول في الأزمنة الماضية للأفعال المتعدية، الذي كان متداولاً في الفارسية المتوسطة والفرثية المتوسطة وفي الفارسية القديمة، أما اللغة الكوردية فتحتفظ ببناء المفعول في الأزمنة الماضية للأفعال المتعدية، وقد احتفظت بهذا الغرض بصنفين من الضمائر الشخصية.
أـ الضمائر الملكية.
ب ـآ­ الضمائر الفاعلية.
3ـ تركت الفارسية الحديثة استعمال ضمير الوصل، أما اللغة الكوردية فتحتفظ به.
ولتوضيح بعض المسائل ننقل هنا خلاصة ما كتبه صاحب جغرافية ملطبرون منذ أكثر من مائة سنة في بيان معنى كلمة ـ ايران ، يران ، حسبما هو شائع في الشرق أو " ايرانة ، آريانة " ، كما هو معروف في الغرب ، وفي تطور اللغات " الايرانية=لآرية " التي استعملت بين الأمم الايرانية ذات المدنيات الكبيرة فقال:-
" ان الأقدمين كانوا يفرقون بين الآريين والاسقوثيين " التتار " كما كانوا يميزون بين كلمت " توران وايران "، حيث وجد مكتوباً على مباني صخرية كلمة " آريانة " وهي عين اسم " آريان " الذي كان معروفاً لليونان . إلا أن بعض العلماء من اليونان لم يكونوا يطلقون هذا اللفظ إلا على شرقي ايران الحالية ، خراسان وأفغان ، ولكن هيرودوتس نص على عموم اطلاق لفظ ايران على جميع البلاد الواقعة بين نهر السند ، وبين وداي دجلة والفرات شرقيها وغربيها ، لأن أهل ميدية ايضاً كانوا يسمون آريين بلا شك ".
وان أقدم لغات آريانة هذه هي لغتا الزند والبهلوان . أما اللغة الزندية فكانت لسان الكتب الايرانية القديمة المسماة بزنداوستا ، حيث كانت تسود هذه اللغة المناطق الشمالية من هضبة ايران ابتداء من غربي بخارى الى أذربيجان ، ولا تزال هذه اللغة مقدسة عند المجوس في هذه العصور الأخيرة كلغة السنسكريت التي هي مقدسة عند علماء الهنود . ويؤيد هذا بأن بين هاتين اللغتين القديمتين كثيراً من الأصول المشتركة.
وأما اللغة البهلوية أي لغة الأبطال والمحاربين ، فالظاهر انها كانت مستعملة في العراق العجمي وميدية الكبرى وعند البرثة أيضاً " مقاطعة فارس " ، وذهب بعضهم الى ان هذه اللغة هي اللغة الوحيدة التي كانت تستعمل في قصور ودواوين الملوك الذين هم من نسل قيروش . نعم إن فيها كثيراً من الكلمات الكلدانية والآشورية بفعل الجوار والسلطان . ثم أن كتب المجوس ترجمت من القديم من الزندية الى البهلوية . وتوجد بهذه اللغات ايضاً كتابات منقوشة من عهد الساسانيين . وهذا دليل على انها كانت مستعملة في الدواوين بعدهم ايضاً ، إلا انهم رفضوا تدريجياً ابتداءً من سنة 211 الى سنة 632م استعمال لغة البهلويين الذين ورثوهم في المجد والحضارة . فذهبوا الى جبل البرثة وادخلوا في جميع البلاد الايرانية الخاضعة لهم حينذاك بأوامر ملكية وقوانين صريحة اللغة الفارسية أي لهجة اقليم فارس " مقاطعة شيراز الحالية " ، وحقاً أن هذا أسهل من البهلوية كما ان هذه اسهل من الزندية.
ولما استولى العرب على البلاد الايرانية كلها وقضوا على دولة فارس بها في القرن السابع ميلادي، فقدت هذه اللغة بهجتها ورونقها . وفي سنة 977م في عهد الديالمة لما أرادوا احياء احدى اللغات الايرانية القديمة ذات المدنيات الزاهية ، وقع اختيارهم على أقربها اليهم عهداً وأحدثها نشوءاً وهي لغة فارس السابق ذكرها ، إلا أنهم وجدوها قد تغيرت احوالها واندسرت معالمها باختلاط كثير من الكلمات العربية وغيرها من اللغات المجاورة بها ، ولكن الشعراء وأرباب الخطابة والبيان انتخبوا من هذه اللغة وغيرها من اللغات الايرانية القديمة مثل الزندية والبهلوية ـ الكردية القديمة ، لهجة سهلة الألفاظ كثيرة المعاني عذبة الأصوات فسموها باللغة الفارسية الحديثة وهي الشائعة الآن في بلاد فارس.


فيتخلص من هذا كله أن الأمة الكردية من أقدم الأمم الايرانية التي أسست حضارة زاهية في هضبة ايران الكبرى ، فأمتد سلطانها من وادي السند شرقاً الى وادي دجلة والفرات غرباً ، وأن لغتها الكردية سادت باسم اللغة البهلوية او البهلوانان ، أي لغة الأبطال والمحاربين ، في جميع الأمبراطورية الايرانية الأولى التي قضى عليها الاسكندر المكدوني ، حيث عقبتها بعد مدة يسيرة دولة ملوك الطوائف ، الذي يقال لهم في التواريخ الفارسية الاشكانيون ، وهم الذين كانوا يتنازعون السيادة الايرانية العليا حيناً من الدهر ، الى أن تغلب على الجميع ملك اقليم فارس ، فأسس امبراطورية فارس ثانية دعيت فيما بعد بالساسانية . وأصبحت كلمة فارس مترادفة مع كلمة ايران ، تطلق على كل ما هو ايراني قديماً كان أو حديثاً ، مما أدى الى وصف الامبراطورية الايرانية الأولى ايضاً بالفارسية مع أنها كردية بهلوية . لأن الأمة الفارسية مع عراقتها في الحضارة الايرانية والمجد الفارسي أحدث عهداً من شقيقتها الأمة الكردية التي سبقتها في تأسيس الحضارة الايرانية الأولى. هذا وقد كتب أكثر الأدباء والعلماء الأكراد مؤلفاتهم بعد الاسلام في الفنون والعلوم بغير لغتهم، كافارسية والعربية والتركية أخيراً. ومع هذا هناك عدد غير قليل منهم لم ينسوا لغتهم الوطنية ايضاً من ثمار قرائحهم ونتائج افكارهم فخلفوا لنا مخطوطات كردية كبيرة في مختلف الفنون والمعارف.










شخصيات كوردية







  • أهم الشخصيات العلمية والأدبية الكردية في العصر الاسلامي :-
  • ابن الأثير : عز الدين بن الأثير . ولد في مدينة " جزيره " - كردستان تركيا . أحد كبار المؤررخين في العصر الاسلامي ، تمتع بثقافة واسعة و صاحب القائد صلاح الدين الأيوبي في معاركه . أشهر أعماله كتابه " الكامل في التاريخ " في 12 مجلدا ، يبدأ فيه بالتأريخ منذ بدء الخليقة و حتى عصره معتمدا على منهج علمي مع ذكر شامل لكافة مظاهر الحياة و بشكل شمل معظم أنحاء العالم المعروفة آنذاك . تعتمد كتبه على النقد و التعليل و الابتعاد عن الزخرفة الفظية مع تحليل ممتاز جعل رجال الفكر في الغرب يعتبرونه أحد أهم المؤرخين في تاريخ العالم .
  • زرياب : ولد ببغداد . يعتبر أكبر موسيقيي العصر الاسلامي . أعجب الخليفة هارون الرشيد بموهبته مما كان سببا في حقد و حسد أستاذه اسحق الموصلي عليه و تهديده له ففر مكرها الى الأندلس حيث نال رعاية الخليفة هناك و قام بتأسيس أول مدرسة لتعليم الموسيقا معروفة حتى الآن . أبدع زرياب في كافة أصناف الموسيقا فقام باختراع شكل " الموشح " و ابتكر العديد من المقامات الجديدة و أضاف وترا خامسا للعود و أدخل تحديثات هامة في أساليب التلحين و الايقاع . كان لزرياب و موسيقاه تأثيرا هاما على تطور الموسيقا الأوربية.
  • الدينوري : أبو حنيفة أحمد بن داوود . ولد في دينور - كردستان ايران . من كبار علماء النبات و الفلك في العصر الاسلامي . كان مثالا في اتقانه العديد من العلوم و تمتع احترام كبير من معاصريه . درس النبات في مناطق مختلفة معتمدا على التجريب و الاستنتاج و المقارنة كما أقام مرصدا فلكيا في بيته. أشهر أعماله كتاب " النبات " الذي أصبح عمدة لطلاب الطب و علم الأعشاب فلا يتخرج أحد الا بعد أن يستوعبه و يؤدي الامتحان فيه.
  • ابن تيمية : أحمد بن عبد الحليم . ولد في حران - كردستان تركيا ، عالم دين شهير برع في الفلسفة و الفقه الديني ، كان جريئا و مثيرا للجدل الى درجة كبيرة ، سجن عدة مرات بسبب منافسته و تحديه لغيره من الفقهاء و المفسرين . كان يحرض الأمراء على الجهاد ضد المغول . من أشهر كتبه : " فتاوى ابن تيمية " ، " الفرقان بين أولياء الله و الشيطان " ، " الجمع بين العقل و النقل " ، " منهاج السنة النبوية في نقض الشيعة و القدرية ".
  • بديع الزمان الهمذاني : ولد في همذان - كردستان ايران 969 م ، من رواد الأدب العربي و الفلسفة ، اخترع شكل " المقامة " و حقق شهرة كبيرة في عصره . من أبرز آثاره " الرسائل " ، "المقامات " ، " الديوان ". تصور مقاماته الحياة اليومية لعامة الناس بشكل كوميدي و هي تعتبر من روائع الأدب العربي .
  • ابن خلكان : أبو العباس أحمد بن محمد : من مدينة أربيل - كردستان العراق . كان من أئمة العلماء و اشتهر كقاض و مؤرخ و أديب . تنقل بين حلب و دمشق و تولى قضاء دمشق عدة مرات . أشهر آثاره كتاب " وفيات الأعيان و أنباء أبناء الزمان ". توفي بدمشق .
  • أحمد خاني : أديب و مفكر كردي ، ولد في احدى القرى بكردستان تركيا وتنقل بين بايزيد و بدليس و أورفة للتحصيل العلمي . يعتبر رائد الأدب الكردي و أحد مؤسسي القومية الكردية . أهم أعماله ملحمته الشهيرة " مم و زين " التي ترجمت الى العديد من اللغات العالمية، بالاضافة الى بعض الدواوين الشعرية .
  • ابراهيم و اسحق الموصلي : من يهود كردستان المتأسلمين . الأب ابراهيم الموصلي : كان أشهر مغنيي عصره و كان صديقا للمهدي و الرشيد ، ولد في الكوفة و قام بتدريس الموسيقا بالموصل و أشتهر بالتلحين و الغناء . توفي في بغداد سنة188هـ .
  • الابن اسحق الموصلي : ولد في الري، كان ذو معرفة واسعة الا أنه ركز على الموسيقا قبل كل شيء و كان من أنصار المدرسة الكلاسيكية. برع في التلحين و الايقاع و ألف ألحانا و كتبا عديدة. يقال أنه أول من وضع تصنيفا للمقامات الشرقية و استطاع أن يتفوق على معاصريه. توفي سنة 235 هـ.
  • أبو الفداء : اسماعيل بن علي الأيوبي : جغرافي و سياسي و شاعر، ولد بدمشق و يعود نسبه الى شاهنشاه بن نجم الدين بن أيوب أخو السلطان صلاح الدين الأيوبي . برع في علم الجغرافية و كان ملكا على حماة وبقي ملكا عليها حتى بعد خروجها عن سيطرة الأيوبيين . كان له مجلس علمي شهير و كان يرعى العلماء و يساعدهم . أهر آثاره كتابه " تقويم البلدان " الذي نال به شهرةواسعة و ظل أهم كتاب في علم الجغرافية باللغة العربية حتى العصر الحديث . توفي أبو الفداء سنة 732 هـ .
  • ابن فضلان : أحمد بن العباس. أحد أشهر الرحالة في الاسلاميين، قاد رحلة الى بلاد البلغار و الخزر و الروس استجابة لطلب ملك الفولكا. سجل تفاصيل غاية في الأهمية عن البلاد التي مر فيها. يعتبره مفكرو الغرب أحد أبرز أعلام التواصل الحضاري بين الشرق و الغرب. تفاصيل حياته و وفاته ليست معلومة بشكل كاف.
  • ابن شداد : أبو المحاسن بهاء الدين. مؤرخ و سياسي كردي، ولد في الموصل و درس ببغداد. اشتهر بالحكمة و رجاحة العقل. ولاه السلطان صلاح الدين الأيوبي قضاء العسكر و بيت المقدس، و قد رافق صلاح الدين في حروبه و دون أخبارها و وقائعها. عينه الملك غازي بن صلاح الدين قاضيا على حلب و بقي هناك حتى وافته المنية. أشهر كتبه " النوادر السلطانية و المحاسن اليوسفية " في وصف سيرة السطان صلاح الدين الأيوبي.
  • ابن النديم : محمد بن أبي يعقوب أبو الفرج. ولد في بغداد. كان من المعتزلة الشيعة، أهم كتبه " الفهرست "و هو أول تصنيف دقيق و موضوعي للحركات الثقافية التي ظهرت في عصره. عبد الرحمن الكواكبي : ولد في حلب من أصل كردي. كاتب و مفكر و صحفي درس الشريعة الاسلامية و عمل في الصحافة. أسس جريدة الشهباء و اشتهر بمعارضته للحكم العثماني الاستبدادي فسجن عدة مرات و نفي الى مصر بسبب ذلك، توفي في مصر مسموما من قبل الأتراك على الأرجح. أشهر أعماله " طبائع الاستبداد " و " أم القرى ".
  • كما برز من الكرد في العصور الوسيطة شخصيات هامة أخرى جديرة بالذكر مثل الشعراء الكرد " الملا جزيري " و " فقيي ته يران " و " بابا طاهر همذاني "، و المهندس المعماري " المؤنس " و الموسيقيين " صفي الدين أورماوي " و " محمد الخطيب أربيلي " و المؤرخ " شرفخان بدليسي " و الرياضي الفلكي " محي الدين أخلاتي "، و فقهاء مثل " ابن صلاح الشهرزوري " و " سيف الدين آمدي ".. و في العصر الحديث نجد رائد الشعر الكلاسيكي العربي " محمود سامي البارودي " و الشيخ الفقيه " سعيد النورسي " و الباحث اللغوي " محمد كرد علي " و " جميل صدقي الزهاوي "..

http://kurdstan-net.100freemb.com/im...-kurdistan.gif

تقبلوا تحيات.....

http://kurdstan-net.100freemb.com/imges/ala.gif شيخ كوردستانhttp://kurdstan-net.100freemb.com/imges/ala.gif
http://kurdstan-net.100freemb.com/imges/ala.gif شيخ كوردستانhttp://kurdstan-net.100freemb.com/imges/ala.gif
http://kurdstan-net.100freemb.com/imges/ala.gif شيخ كوردستانhttp://kurdstan-net.100freemb.com/imges/ala.gif
www.khak4internet.freehosting.net






ابو رزيق 23-08-06 02:02 AM

اخي مالك
معلومات جديدة وقيمة
جزاك الله خير

المالك الحزين 23-08-06 07:00 PM

مشكور جهودك بقرأة موضوعي يا ابو رزيق شكرا لك

واس 27-08-06 05:31 PM

بارك الله فيك اخي الفاضل..

الأيهم 04-09-06 05:11 PM

أشكرك

صا لح العطاس 27-09-06 12:39 AM

اشكرك على المعلومه القيمه

المالك الحزين 07-08-08 06:42 PM

جزاكم الله خيرا واتمنى ان يقرأالموضوع اكبر عدد من الاعضاء كي يعرفوا الشعب الكردي وما مر به وتاريخه. واتمنى ان يرد كل واحد حسب تفكيره الشخصي وتفهمه لهذا الشعب العريق.

المميز2005 11-09-08 07:28 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


الساعة الآن 07:07 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir