منتديات قصيمي نت

منتديات قصيمي نت (http://www.qassimy.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي (http://www.qassimy.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   محاضره مفرغه حياكم الله (http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=16846)

موٍسيقىآ ..!! 08-10-04 01:08 AM

محاضره مفرغه حياكم الله
 
هذي المحاضره حقت الشيخ عبد المحسن الاحمد -اني احب فلان-
وانا ادعوكم ان تشا ركوني وجزاكم الله خير



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه سبحانه إذا أحب أكرم وإذا أتُقي علّم وإذا خُشي سلّم وإذا عصاه العاصي فهو يحلم، فإذا تمادى استدرجه من حيث لا يعلم، فإذا غضب ما أشد أخذه حين ينتقم، وإذا أحب عبداً ضعيفاً صغيراً بين العبيد نادى في السماء يا جبريل إنّـي أحبُّ فلانْ..

فسبحانه ما أعظمه وسبحانه ما أكرمه وأصلي وأسلم على خير هادي وخير معلم نبينا عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم أما بعد ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوتي سؤال نبدأ به هذه المحاضرة.

من هو الله الذي نعبده من هو ؟ الآمر من هو ؟

( الله نور السماوات والأرض )

الله .. خالق كل شيء الطيور في السماء الحشرات تحت الأرض والأسماك في البحار وأنا وأنت من خلقنا إلا هو ما تركنا ولا تركهم سداً..

( الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل )

الله .. ( بديع السموات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون )

سبحانه ما أعظمه !! .. هل أحبه وهل تحبه أنت ؟! هل تحبه ؟!
طبعاً الإجابة واضحه وتلقائيه من صغير أو كبير وذكر أو أنثى: نحب الله.
لمّا كثر المدّعون بمحبة الله عزّ وجلّ ما من مرأة إلا وتقول أنا أحبه، وما من رجل إلا ويقول إنّي أحبه، وما من صغير إلا ويرفع يديه إلى السماء ويقول أحب الله.

رأى الله عزّ وجلّ هؤلاء الكثرة وهم يدّعون فأراد سبحانه أن يفصل بين الأبيض والأسود بين الحق والباطل بين الخبيث والطيّب فأنزل آية تسمى (آية الإمتحان) قال الله عزّ وجلّ فيها:

( قل إن كنتم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم )

لمّا نزلت هذه الآية تأخر الكثير وبقي القليل بقي القليل تقدموا بعزة وشرف.
( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل الله ) يعني لا يحبهم.
فالكثير خرجوا من دائرة الحبّ، صحيح أنهم يُحِبُّونَ ولكنهم لا يُحَبُّون ومن السهل أن تُحِبّ لكن ليس من السهل أن تُحَبّ، فأناس قليل ارتقوا من منزلة المحِبّين لله إلى منزلة المُحَبّين من الله عزّ وجلّ ( وقليل من عبادي الشكور ) ..

كم رصيدك عند الله ؟! لا يقدر الجبار من لا يقدره ..
كم رصيدك عند الله من قراءة القرآن تدبراً وتفهّماً ؟!
كم رصيدك عند الله من النوافل بعد الفرائض ؟!
كم رصيدك أنت لا تنظر إلى غيرك والله ما في عندي وعندك ما يشغلني ويشغلك عن غير الله
كم رصيدك في إيثار محابه سبحانه على محابك ؟!
لأن الكثير يظن أن العبادة وأن الشرك هي بمجرد الاضطراح بالسجود لصنم أو التملق عند قبر، لا والذي نفسي بيده، أجمع العلماء وقالوا:
وليست العبادة محصورة بالتوسّل إلى صنم أو بالتقرب إلى صالح من الصالحين، ولكن العبادة أصلها في المحبة، اسمع قول خالقنا وبارئنا سبحانه حين يقول ويثبت هذه القضية: ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا ) ما قال يعبدونه ( يحبّونهم كحب الله ) هؤلاء ما هم بمؤمنين !
( والذين آمنوا أشد حباً لله ) مثال على هذه المحبة وهذا الشرك:

إيثار هوى النفس وعبادة الهوى وتفضيله عن عبادة الله عزّ وجلّ وطاعته انظر ماذا قال الله عزّ وجلّ:
( أرأيت من اتخذ إلهه هواه ) يراه الله عزّ وجلّ يقول هذا ما يعبدني هذا يعبد هواه يقول له الله عز وجلّ : ( يقل للمؤمنين غضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) وهواه تقوله انظر فينظر فيقول الله: هذا ما يعبدني هذا يعبد هواه ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً * أم تحسب..) أم تحسب يا محمد وهو سبحانه الذي يعلم السرّ وخائنة الأعين وما تخفي صدورهم (..أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون )

في البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: " إذا أحب الله عبـد.." مالذي يحصل ؟! نادى العظيم نادى الملك نادى الواحد القهّار في السماء "قال الله عزّ وجلّ: يا جبريل إني أحب فلان" وهذا صغير لا يعلم ضعيف بين الخلق، قد لا يأبه فيه، لكنه عند الله عظيم..

فينادى جبريل : يا أهل السماء" فإذا بسبعون ألف ملك يطوفون في البيت المعمور وإذا بالسّجد الركّع ما فيها موضع شبر إلا وأحد هؤلاء الملائكة يسمع النداء وهو ساجد، والآخر وهو راكع
( والصافات صفاً ) صافون الكل يسمع النداء، وحملة العرش، كما جاء عند أبي داود من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه وعند الطبراني في الأوسط من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه حين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واستشعر هذا الحديث حين يصف بأبي هو وأمي يوم رأى النار ورأى الجنة ورأى الملائكة ورأى إبراهيم ورأى موسى قال: " أذن لي أن أصف أحد حملة العرش، ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام -أنا وأنت أربع أصابع لكن هذا الملك لو أذن الله عزّ وجلّ له من حجمه أن يلتهم السماوات والأرض التي حملتنا في لقمة واحدة لفعل الملك المقرّب !! - قدمه في أسفل الأرض وعلى قرنه العرش "

فيلتفتون وهم ثمانية من حملة العرش يسمعون هذا النداء وهذا العبد لا يعرف ضعيف قد يكون خارج في مشوار له!

فينادى جبريل على مسامعهم كلهم الذي أنتم سجّد لأجله والذي حملتهم عرشه والذي طفتم بالبيت المعمور من أجله خالقهم الذي تخافونه وتسبحونه بالليل والنهار يحبّ فلان ! اللهم اجعلنا منهم ، يحب فلان فأحبوه فيحبه الملائكة و كل من في السماء فيستغفرون له ويدعون له في كل يوم، فيوضع له القبول في الأرض ) أي وداً في الأرض وقبولاً في الأرض.
أسألك بالله وخذ مني دقيقة أنا وأنت نفكّر بها ونسترجع الذاكرة، هل تذكر في عمرك أنك لما سمعت هذا الحديث وعلمت أنه كلام الله عزّ وجلّ بلّغه من لا ينطق عن الهوى، وعلمت بصحة هذا الكلام.

هل حملته هذا الهم أن يذكر اسمك في السماء ؟! بصراحة كن صريحاً فما أجمل الصراحة، هل جلست في يوم تفكر كيف أصل إلى مرحلة وخريت ساجد لله عزّ وجلّ اجعلني ممن تذكرهم في سماءك إني أحبهم ؟! هل تذكر في يوم ؟!

من عظمته سبحانه ولطفه وكرمه بهذه المخلوقات معاشر النطف الذين كانوا تراب أعطاهم فرصة أن يصلون إلى هذه المنزلة، وأعطانا نماذج وها أنا ذا أذكر لكم من هذه النماذج :-

شباب صغار ما كانوا أنبياء ولا كانوا رسل ولا كانوا ملائكة شباب صغار، أصحاب الكهف لما حملوا هذ الهم وتلجلج في قلوبهم هم أن يذكر الله أسماءهم ويحبهم، يقول ابن كثير: أنهم كانوا من أبناء ملوك الروم، فكانوا بحليّهم شباب يسكنون القصور، متى ما أرادوا شيء يمثل أمامهم كل طلب.. نساء خمور زينة غناء كل ما يطلبونه يجدوه .. فرش ممهدة .. ونمارق ..

فلمّا كان في يوم من أيام عيدهم خرجوا هؤلاء الشباب مترفين، فرأوا الناس هذا يسوق معه شاة ويذبحها لذاك الصنم، والآخر يبكي يدعو ذاك الصنم الآخر، والآخر الأبعد هناك يتملّق ويدعو راجيا هذا الصنم، نظروا إلى السماء مزينة بالكواكب ما لها من فطور من الذي رفعها ؟! نظروا إلى الجبال قد نصبت من الذي نصبها ؟! نظرة إلى الأرض من الذي بسطها قالوا: والله ما هؤلاء بأحق من عبادة خالق الأرض والسماء.

فخرج أحدهم غاضب ثم نام تحت ظل شجرة، فإذا بالآخر يأتي والثالث والرابع حتى كانوا سبعة، وقال ابن عباس ( ما يعلمهم إلا قليل ) قال: أنا من القليل رضي الله عنه.. هم سبعه وثامنهم كلبهم..

قال فلما استيقظ إذا به ينظر ستة شباب بجانبه فأحس بالخوف والوجل، وإذا بالثاني يقوم و الثالث يقوم، لا يعرفون بعضهم، فقال واحد: والله ما أخرجكم إلا أمر فليبح كل منكم بسره!
تجرأ أحدهم وقال: والله إني رأيت قومنا يذبحون لمن لا يستحق الذبح له، ويدعون من لا يستحق الدعاء، ويتملقون ويدعون ويبكون عند من لا يستحق البكاء والدعاء.

فرجعوا فلّما وُشِيَ بهم إلى الملك إذا به يأمر الجلادين، وإذا به يحضر هؤلاء الفتية الصغار يدخلون على هذا الملك تخيل وهو في قصره والجلادون من حوله والسياط معهم والسيّاف يترّقب ..أول ما دخلوا الباب وهو يسألهم يريد أن يخوّفهم ويدبّ الرعب في قلوبهم: ما خطبكم هل صبأتم ؟! فإذا بهم يردون يعلمون أن هذا الرد والإجابة نهاية حياتهم، يعلمون أن ما عند الله خير وأبقى، ما هو الرد وما هي الإجابة

( فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعوا من دونه إلـهاً لقد قلنا إذاً شططاً )

تخَوّفنا بالجلادين إن شئت تقتلنا اقتلنا يلمّنا سبحانه من خلقنا ويجازينا خير الجزاء..
فأمر بالزينة ونزعت منهم والحلي ، ما فيه قصور بعد اليوم ! ولا في حلي ولا رخاء ولا متعة ! ما ضرّهم ذلك ما دام حب الله في قلوبهم ما دام الهدف أن يحبنا رب الأرض والسماء لا ضير انزع ما تنزع فما عند الله خير وأبقى.. ثم أمهلهم وأنظرهم إلى مهله، حيث يرجعون، في هذه المهله هربوا.. بالله تصّور معي واستشعر معي هذا الموقف:

خرجوا الآن صحراء قاحلة ماذا تركوا؟! تركوا أهلوهم وتركوا القصور والعيش الرغيد والفرش الممهدة والإخوان والأصدقاء لماذا كل هذا ؟! لوجه الله، ما أحد أمرك أن تترك أهلك؛ لأن من الناس من يقول: والله ما قدر أترك أصدقائي فيفضّل أصدقائه على الله عزّ وجلّ وهو لا يدري أنّه فرّط..
يعرف إذا بلغت الحلقوم هناك أنه فرّط !!..

فإذا بهم يخرجون تخيّل حالهم.. يلتفتون عن اليمين وإذا بالجبال الصمّ الشمس محرقة.. يلتفتون جهة الشمال.. إذا بصحراء قاحلة وجفاف .. فتيّة .. ما معهم معين من الأرض .. ولا معهم غذاء و لا وجبة واحدة، لما رأوا ضعفهم رفعوا الرؤوس إلى السماء ورفعوا الأيدي وهم في حالة رعب، يعلمون مصيرهم إذا اكتشف أمرهم، فرفعوا الأيدي ( ربنّا آتنا من لدنك رحمة ) ربنا لا نملك شيء لكن ربنا لا نريد إلا رضاك ، (.. وهيء لنا من أمرنا رشداً) ما نعرف أين نذهب ولا معنا وجبة نأكلها يا رب لكن والله لو عمّرتنا مئات السنين لا نعبد إلا أنت..

اطّلع الله عزّ وجلّ إلى القلوب فإذا بها تفيض حباً لله وصدق وتقوى، انظر قول الله عزّ وجلّ صادقة معه ربط عليها ماذا قال الله عزّ وجلّ ( وربطنا على قلوبهم إذا قاموا فقالوا ..) ركّز مع الكلمات هذه مفردات القرآن ليست عبث، إذا قاموا فقالوا .. ما قال الله عزّ وجلّ إذا قالوا فقاموا هنا فائدة وحكمة عظيمة..قاموا وتركوا مكان المعاصي ومكان ما يغضب الله عزّ وجلّ وفعلوا السبب ثم توجهوا إلى الله بعدها رفعوا أيديهم .. هل عرفت لم السبب ؟! ما هو جالس ببيتهم يقول: لا والله بيهدينا الله ..!! أمورنا طيبة الحمد لله أحسن من غيرنا ..لا قاموا ..

(..ربنا رب السماوات والأرض لن ندعوا من دونه إلهاً لقد قلنا إذا شططاً )

ماذا فعل الله عزّ و جلّ بهم، الله يعدك سبحانه وعد وشرط في كل آية هناك شرط و وعد، مثال: الله عزّ وجل يقول: ( ومن يتق الله..) هذا شرط (..يجعل له مخرجاً ) هذا وعد حقق الشرط خذ الوعد..
(ومن يتوكل على الله..) شرط (..فهو حسبه).. حقق الشرط خذ الوعد..
( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) هل حققوا الشروط هم ؟!
اتقوا: فخرجوا وجعلوا بينهم وبين عذاب الله وقاية بترك المنكرات وفعل الطاعات توجهاً إلى الله..
صبروا: لا غذاء ولا أموال خسروا الدنيا لا ضير.
توكلوا على الله، هل حقق لهم الوعود أم لا ؟! ( ومن أحسن من الله قيلاً ) ؟! (إن الله لا يخلف الميعاد )

( وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأوا إلى الكهف..)
ما هو بقصر! لكن كهف والله يحب أهله خير من ملايين القصور والله غاضب على أهلها (.. ويينشر لكم ربكم من رحمته هيء لكم من أمركم مرفقاً)

الآن نجحوا في الاختبار انظر إلى الوعود، ماذا فعلت فيهم الرحمة التي نشرها الله في هذه الكهف، هل تستطيع أن تدخل كهف أنت وزملائك ظلام؟! ادخل كهف في النهار ظلام ما تستطيع أن ترى إلا بمصباح أو سراج، وتخاف وأنت تدخل ترتقب إما أفعى أو عقرب وهوام هذا الكهف مختلف، لما نشر الله فيه الرحمة اختلف، صار هذا الكهف يهتم فيه من قبل الكواكب ومن قبل الأرض نفسها أكثر من الأرض ؛ لأن فيه شباب صغار يحبهم خالق الأرض !.

تعرف الشمس .. كم يقول علماء الفلك في حجمها ؟! قال علماء الفلك: أن الشمس أكبر من كوكب الأرض بمليون وثلاثمئة ألف مرة !! هذه الشمس بكبرها لما أحب الله هؤلاء الفتية هي ما تملك إلا أن تحبهم، انظر ماذا قال الله ما أعظمه ( وترى الشمس إذا طلعت..) ما تأبه في الأرض بكواكبها وبقارتها وبمحيطاتها وببحارها ما تأبه بالأرض، ما يهمها من الكرة الأرضية إلا هذا الكهف (..تزاور عن..) عن ايش ؟! عن الكرة الأرضيّة ؟! (..كهفهم ذات اليمين..) زيارة حتى تعطيهم الأشعة التي يحتاجونها بدون أذى ما تطيل الوقت والزمن عليهم حتى لا تؤذي أجسامهم، تكفلت الشمس أن تدخل هذه الأشعة إلى جوف هذا الغار وهذا الكهف من بين كهوف الدنيا، ليه ؟! لأن الله يحبهم..

اخوتي كم لبثوا في الكهف ؟! ( ولبثوا في كهفهم ثلاثمئة سنين وازدادوا تسعاً ) 309 سنين لو عاشوا أسبوع من اللي بيأكلهم ؟! ما معهم وجبة واحدة، وجبة واحدة أرعبت قلوبهم قالوا: (فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحداً إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم ) أشنع أنواع القتل!!..

لو عاشوا أسبوع من اللي بيأكلهم ؟ أول ما شاف القلوب وجلة قال: ( فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً ) سبحانك ما أعظمك !..

عندنا مريض في المستشفى توفي عليه رحمة الله، رأيته قبل شهر يا إخوان جلس عندنا شهر ونصف، والله من كثر الاستلقاء على الأرض تموت الخلايا تتحول إلى صديد -أعزّكم الله- فيتساقط الجلد، الممرضات يقلبونه كل ساعتين بجداول معينة دقيقة كل ساعتين يقلّب، ومع ذلك والله إن الرأس قد حُفِرْ حفرة في الرأس الطبقة الخارجية أزيلت تماماً، وسقطت على الوسادة..
طيب هؤلاء..هذا شهر ونصف وسقط جلده وحفر رأسه.. 309 سنين! هذا على مفارش من أسفنج لينه ناعمة تغير له الفرش والوسائد كل يوم هؤلاء على حصى وتراب .. 309 سنين ! ما بالهم ما حفرت أجسادهم!

( ونقلبهم ذات اليمين..) حتى لا تبلى أجسادهم (.. وذات الشمال ) لِمَ لَمْ تأكل الأرض أجسادهم؟ لماذا لمّا استيقظوا ما لاحظ أحدهم على الآخر أي تغير قالوا: كم لبثنا قالوا: لبثتم يوماً أو بعض يوم ، ما فيه تغير، هذا هو الله إذا أنجز وعده لمن يحبه سبحانه، أرض تحبهم.. سماء تحبهم.. شمس تحبهم.. وكل ما في الكون يحبك إذا أحبك الله عزّ وجلّ..فهل حملت هذا الهم ؟!

309 سنوات هل صام واحد منهم يوم الخميس أو أي يوم ؟! هل في واحد منهم سجد لله سجدة أو قام في الليل ركعة ؟! هل في واحد منهم قال استغفر الله لا إله إلا الله ؟! لا لأن الله لا يحتاج هذه العبادة هي صدق واختبار إذا اجتزت هذا الاختبار تهنأ في الدنيا والآخرة لكن أين من ينجح في هذا الاختبار ؟
أخي لا يغرك كثرة الهالكين، ولا تستوحش بقلة السالكين وقلة الناجين، ولو أعجبك كثرة الخبيث، وها هو الله..

طيب هم الآن هل يعلمون أن الله كان يقلبهم ذات اليمين؟..هم كانوا يدرون أن الشمس كانت تأتي لتوصل لهم الأشعة؟ هم كانوا يدرون أنهم أحباب الله؟
فكم من متقي بيننا يذهب ويأتي وهو لا يدري الله عزّ وجلّ يرد عنه المكائد وهو لا يعلم ! فهل حملت الهم ؟!

هل سمعت هذه الآية وتدبرتها ..؟ ( كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا..) ما أعظم القائل يقول كذبوا عبدنا حبيبنا.. ( وقالوا مجنون وازدجر ) دعاهم ألف سنة إلا خمسين عام وما توقف إلا لما قال له الله عزّ وجلّ (إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ) يدعوهم بالكلام يضعون الأصابع في الآذان، طيب اصبع واحد يكفي ! يضعون الأصابع كلها، يدعوهم بالوسائل المرئية يستغشون ثيابهم يدعوهم بالليل والنهار، ثم صار يصنع السفينة وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه ، يا نوح أمس نبي والحين نجار ؟! فيسخرون منه ويقول: ( قال إن تسخروا منّا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم )

فلمّا اشتد وجاءوا عنده وقالوا أنت مجنون وزجروه، ضاق صدر نوح وقهر وغبن، ماذا يفعل نوح لهم، علم أن له حبيب، حبيب عظيم مستوي على عرشة استواء يليق بجلاله وعظيم سلطانه وأنه لو رفع اليدين والعينين وبالقلب دعاه، لن يرده ماذا قال نوح وهو العبد الضعيف بين هذه القارات لا يرى بالعين المجردة وبين هذه المحيطات وهذه المدن والبحار، عبد ضعيف يراه الله عزّ وجلّ وهو يرفع يديه إلى الله عزّ وجلّ، فيصف لنا الله ذلك المشهد وكأنّا نراه نوح واقف! ( فدعا ربه...) ماذا قال ؟ (..إنّي مغلوب فانتصر ) دعا نوح والأرض ساكنه والسماوات ساكنه فإذا بالجبار يطلق الأوامر كلمح البصر؛ لأن نوح أغلى من الأرض و أغلى من السماء..
( ففتحنا أبواب السماء ) سبحانك ما أعظمك! (..بماء منهمر) كلها لأجل عيون نوح!، (وفجرنا الأرض..) سبحانه ما قال فجرنا عيون الأرض بل فجرنا الأرض عيوناً (..فالتقى الماء على أمر قد قدر ) سبحانه ما أعظمه!

قال المفسرون: ما زالت المياة مفتحة الأبواب من السماء تخر وتنهمر والأرض تنبثق مفجرة بالمياة ستة أشهر، ثلاث كلمات: إني مغلوب فانتصر ثلاث كلمات تغير موازين الأرض والسماوات، و والله الذي لا إله إلا هو لو حملت الهم لأحبك الله ولو أحبّك لكان ما كان..!

ها هو الحديث أصله في البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وتكملة الحديث عند الإمام أحمد في مسنده حينما يقول ربنا عزّ وجلّ : " من عادى لي وليّاً - إعلان لكل ملك وكل عبد وكل صغير وكل كبير وكل عزيز وكل حقير أنه من عادى إنسان أو إنسانه أحبّه- فقد آذنته بالحرب " يحاربه ذو البطش الشديد الفعّال لما يريد سبحانه.

ماذا قال في نهاية الحديث؟ قال: "ولئن سألني -صحيح أبتليه لكن أرزقه الصبر معه لكن إذا وصل مرحلة مثل ما وصل نوح يوم ما يستطيع أن يصبر ورفع يديه ما تنزل والذي نفسي بيده إلا وقد أجيبت-
لأعطينه "
هذا...وهذه سنته سبحانه .. فهل حملت الهم ؟‍‍!
هل بكيت تقول: يارب اللهم اجعلني ممن قلت فيهم يحبهم ويحبونه؟!
هل رآك الجبار وأنت تمرق الجبين في التراب تقول: لا إله إلا أنت اللهم ارزقني حبك؟!

من عادي لي وليّاً فقد آذنته في الحرب، وهذه قصة يرويها لنا هبّار بن الأسود يأتي محمد صلى الله عليه وسلم وهو واقف ويأتي عتيبه بن أبي لهب وأبوه عليهم من الله ما يستحقون من اللعائن تتراً، فيقول عتيبه وهم كانوا في سفر لهم إلى الشام فقال: لأؤذين رسول الله قبل أن نذهب
فأتى إلى محمد صلى الله عليه وسلم وقال: يا محمد أرأيتك هذا الذي تزعم أنه ينزل عليك أنا كافر به وبك، وصار يسب في محمد صلى الله عليه وسلم ورسولنا الحبيب لا يرد عليه كلمة
لما انتهى من كلامه إذا بمحمد صلى الله عليه وسلم يعلم من ينتصر له ويعلم كيف ينتصر من هذا الحقير فإذا به يرفع يديه إلى السماء ورفع رأسه قال: " اللهم سلّط عليه كلباً من كلابك " .. فصعدت الدعوة إلى السماء.
فذهب عتيبه فقال لأبيه: قال قلت له هكذا وكذا وقال لي رفع يديه وقال اللهم سلّط عليه كلباً من كلابك، رجف قلب أبو لهب، لأنه يعلم معنى أن تخرج كلمات من محمد إلى ربه، هو يعلم لكن هذا المغفل فلا يعلم.
فما زال يرجف قلبه حتى قال: (لا آمن دعوة محمد على عتيبة) فلمّا كانوا بالطريق نزلوا بالقرب من صومعة راهب، فأتاهم هذا الراهب وقال: يا معشر العرب أجننتم مالذي أتى بكم إلى هذا المكان؟ ألا تعلمون أن الأسود تسرح في هذه الأماكن كما تسرح الضباع؟ زاد خوف أبو لهب، فاجتمع بالقوم وقال:
أما إنّه من حقي عليكم وأنا أكبركم سناً، وإني لا آمن دعوة محمد على ابني عتيبة، فاجمعوا أمتعتكم وضعوا بعضها فوق بعض، ثم اجعلوا ابني عتيبه ينام فوقها، فإني لا أمن أن تصيبه الدعوة.
فامتثل القوم للأمر وجمعوا الأمتعة بعضها فوق بعض حتى صارت في ارتفاع عالٍ، فحملوا عتيبه على أكتافهم حتى بلغ إلى الأعلى ونام، يقول هبّار بن الأسود: فلمّا نام القوم ورقدوا لم أنم، ما الخطب؟!
الدعوة صعدت .. إذا بالملك الجبّار يأمر جندي من هؤلاء الجنود الذين يسرحون فيأمر أحدهم فينطلق من بين الأسود فيقول هبّار: حتى أقبل علي أسد والله لم أر مثله فصار يشم القوم واحد واحد من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين ثم يعود يلتفت ثم يهرول إلى الآخر فيشمه من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين حتى بلغني فقلت في نفسي: هلكت يا هبّار هلكت يا هبّار، يقول: فلمّا كان وجهه عند أذني وهو يشم رأسي قلت: هلكت ثم نزل إلى قدميّ ثم رجع عني والتفت ثم صار يركض حتى بلغ عند الأمتعة، ثم رفع رأسه إلى الأعلى ثم تحفز، فوثب وعجبت من جسمه كيف يُحمَلْ ؟! يقول: وأنا أنظر إليه وهو يشم رأس عتيبه ثم شم بطنه ثم شم قدميه ثم رجع إلى رأس عتيبه فهضم رأسه ثم نزل وغاب.

( وما يعلم جنود ربك إلا هو )

" من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب " لا إله إلا الله، فهل حملت الهم؟!

يروي محمد بن المنكدر يقول: خرج الناس يستسقون في المدينة، كل أهل المدينة خرجوا في الصباح لمّا أصابهم القحط، وجف الضرع، وجاع الأطفال، خرجوا يستسقون ويستغيثون الله عزّ وجلّ : اللهم يا مغيث أغثنا، ولا قطرة تنزل من السماء، فلمّا جنّ الليل وأنا في سارية لي عند المسجد، أصلي إليها والدنيا ظلام، فإذا برجل يدخل أشعث أغبر تعلوه صفره، فدخل فالتفت في المسجد يمين والتفت شمالاً فلم ير أحد، ثم اعتدل قائماً فكبّر ثم ركع، ثم رفع ثم سجد ثم رفع .. صلى ركعتين ثم سلّم.
ثم طأطأ بالرأس قليلاً ثم رفعه إلى السماء قال: يا رب رباه إن القوم استغاثوك إن أهل المدينة استغاثوك اليوم فلم تغثهم ، "اللهم إني أقسم عليك أن تنزل الغيث اللهم إني أقسم عليك أن تنزل المطر"
فقلت: أجنّ هذا؟ أهو مجنون كيف يتجرأ على الله؟
فما إن أنزل يديه إذا بالجبار يأمر السحاب وينشأ السحاب الثقال وأنزل يديه والمطر ينزل، المطر ينزل والدموع تنزل وهو يقول: رباه من أنا؟ من أنا حتى تستجيب لي؟ ثم قام يصلي حتى خاف أن يطلع عليه الفجر فأوتر ثم صلى الصبح وعادإلى بيته فتبتعته، فلمّا كان في اليوم الثاني واليوم الثالث إذا به يأتي ويصلي حتى الفجر، فلمّا كان في اليوم الثالث أتيته فإذا به رجل.. وزير؟؟ أو ملك؟؟ أو أمير؟؟ .. فإذا به إسكافي يصلح الأحذيه والخف!.
يصلح أحذية البشر ويحبه من خلق كل شيء بقدر سبحانه، فأول ما رآني قال لي: مرحباً يا أبا عبد الله السلام عليك هل تريد أن أصلح لك خف أو حذاء؟ فقلت له: لا، فجلست بجانبه، فقلت: أنا صاحبك البارحة الأولى
قال: متى؟ فقلت: يوم يستغيث الناس فما يغاثون ثم أقسمت على الله فأغاث الله العباد بسببك.
فانقبضت عيناه، وانقبض وجهه، وضاق صدره، ثم حمل الجلود التي عنده ودخل البيت، فلما ذهبت قلت أعود إليه بعد ساعات فلمّا رجعت إذا بجيرانه عند بابه يقولون: ماذا فعلت يا محمد بن المنكدر في هذا الرجل؟ والله مذ أن أدبرت جمع أوعيته وجمع القرب وجمع الجلود والأحذية على ظهره ثم خرج، فما تركت بيتاً في المدينة إلا طلبته فيه فلم أجده.

أرأيت ماذا يفعل الله بأحبابه ؟
يدعون أهل المدينة ما يستجاب لهم .. يدعو هو ... !!
ما الذي بينه وبين الله ؟
وما الذي بينك وبين الله ؟
هل في حياتك فكرت في علاقة بينك وبين الله عزّ وجلّ ؟!
لا يغرك كثرة الناس معك، إذا تركناالناس تغير الإخلاص، جفت مدامعنا.. تبخر الإحساس..!

إذا تجنى الليل تاقت نفوسهم=إلى لقاء الله يحكي سجودهم
سل الأراضي من بل تربتها=في ظلمة الأسحار من صاغ لذتهم
كيف يكون الدمع سر سعادتهم=وغيرهم يضحك والضنك يأسرهم


ما هي علاقتك مع الله ؟ كيف أنت في خلواتك ؟

( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )

كيف حالك مع أهلك وهم أولى عليك من المؤمنين؟
وإلا عزيز عليهم ذليل للأعداء..

إسمع هذا الإعلان أخي:

( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد إن يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد )
يأتي بأمثال عمر بن الخطاب وأبو بكر ... ممن يستحقون أن يبشروا بالجنان ..!!

فهل لنا من رجعة وهل لنا من أن نتشرف أن نكون مع القليل الذين إذا نفخ في الصور فصعق من في السموات والأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، إذا بهؤلاء القليل يحجبهم الله عن النار لا يسمعون حسيسها يظلهم في ظله .. تكريم .. يأتون كالوفود ( يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفداً ) ليس مثلهم وفود! وفود على الرحمن الكريم سبحانه..!!
أسأل الله أن يجعلني وإياكم

ما الذي فعله أصحاب الكهف حتى يحبهم رب السموات والأرض ويسخر لهم مخلوقاته؟
يذكرهم الله عزّ وجلّ في ملأه الأعلى ويخلد ذكرهم ويرغبنا على قراءة هذه السورة في كل أسبوع، ما الذي فعلوه حتى يصلوا إلى هذه المرحلة؟
هي صدق وتقوى قليل..! الصبر ساعة..

أحد أقاربي كهل قال لي قصة قبل مدة يقول: كنا في الحج فلما بلغنا منطقة قريبه من مكة استرحنا قليلاً وأعددنا الطعام فإذا بنا ننظر إلى شجرة هناك، وإذا برجل من باكستان قد انطوى في حجرة مصحف يتلوه، لونه شاحب أشعث أغبر، ما معه إلا قربة من الماء فسألناه متعجبين لحاله: ما الذي أتى بك لوحدك؟ نحن من داخل المملكة ولا نأتي لوحدنا وأنت من باكستان!، فبكى ثم صار يتكلم بكلام مكسر
يقول: كنت أنا وصاحبي أنا ما كنت وحدي كنت أنا وصاحب لي ومعنا حمار..
بينما كنا في الطريق إذ هجم علينا قطاع طريق، فقالوا هاتوا ما معكم، فشدّوا إليهم صاحبي وجروه، فحاول أن ينزع يديه منهم فإذا بأحدهم بسلاحه يطلق عليه النار فيموت، فأخذوا ما معه،فلما رأيت أني هالك إن لم أعطهم ما معي أعطيتهم كل ما معي، ما بقي معي إلا قربة، أخذوا الحمار وأخذوا المال الذي معنا وهو قليل، وصاحبي قد فارق الحياة.
فمشيت والله لا أعلم الطريق فبينما أنا أمشي إذا بالشمس قد اشتد وهجها وحرارتها ولهيبها ولهيب الصحراء فإذا بالحلق قد جف فأيقنت أني ميت لا محالة، يقول: فجلست وتربّعت ونشرت المصحف.
إخوتي والله بالحرف الواحد يقول هذا: رفيق مافي .. مويه ما في.. أكل ما في .. لكن قرآن فيه .. والله فيه ..
ثم رفع يديه وقال: ربي لازم مويه .. أنا أموت ربي لازم مويه لازم مويه..
فإذا به ما أعظمه ينشأ السحب فتمطر على رأسه فيملأ القربة ويبكي من الفرح..

" كم من ضعيف متضعّف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره ، وفي لفظ: يدفع من على الأبواب " أو كما قال صلى الله عليه وسلم.. هذا يقسم .. لا تختلف عليه اللغات سبحانه.. يقول: ربي لازم مويه .
ما أرحمه ... الله لايضيع أجر المحسنين سبحانه..

أخوتي علنا نختم -وقد أطلنا- بهذه القصة من أحباب الله عزّ وجلّ

رواها عبد الله بن المبارك عليه رحمة الله..يقول:
كان من أصحابنا رجل مجتهد في العبادة اسمه: سعيد بن مينان، إذا جلس الناس قام، وإذا أفطروا صام، وإذا ناموا إذا به يتهجد لله سبحانه، فقال له صاحبه: لعلنا غداً نلقى العدو فتضرب الأعناق وأنت ما استرحت علك تنام لو قليل تستريح..! فدخل الخيمة وهذا الذي يروي هذه القصة يقول: وأنا واقف عند باب الخيمة، بينما أنا كنت أراجع القرآن إذا بي أسمع أصوات داخل الخيمة، تعجبت ما فيها إلا سعيد، فلما دخلت فزع فإذا به وهو نائم يبكي تارة ثم يضحك تارة ثم يمد يديه ويرجعها ثم يقول: لا .. لا أهلي..
ثم استيقظ والتفت عن اليمين ثم قال: أهلي أهلي.. ! فاحتضنته وهدأته، فلمّا هدأ قال: أين أنا ، قلت: لا بأس عليك أنت في الخيمة.
قال: إنيّ رأيتك يا سعيد بكيت ثم ضحكت ثم حركت اليد أرسلتها ثم قبضتها.
قال: هل رآني أحد غيرك ؟!
قال: لا والله. قال: الحمد لله، قال: وما ذاك يا سعيد؟، قال: اكتمها علي.
قال: أسألك بالله أن تخبرني ما الذي رأيت..؟
قال: إني رأيت أن القيامة قامت..وحشر الناس حفاة عراة .. وحشرت أنا معهم للعرض إلى مالك يوم الدين، وبينما كان الناس يموجون أتياني رجلان فقال: أنت سعيد؟ قلت: نعم، فقال: تعال معنا حتى نريك كرامة الله لك وأنه تقبل دعاءك.
قال: فحملاني على نُجُبْ ليست كنُجُبِكم هذه فارتحالا بي حتى إذا بلغنا قصر وفتحت أبواب القصر وإذا به جواري لا أستطيع وصفهنّ وإذا بهنّ يقلن في صوت واحد: جاء حبيب الله .. جاء ولي الله .. يستبشرون..!
فلمّا دخلت أدخلوني غرفة لا كالغرف فإذا بها أمرأة ليست كالنساء..!
والله لا أعلم أهي أجمل أم لباسها أم حليها أم سريرها ؟!
فقالت لي: يا سعيد مرحبا بك يا ولي الله
فقلت لها: أين أنا ؟
قالت: أنت في جنّة المأوى قال فلم حدثتني خضع قلبي لها، ورقّ قلبي لها، فمددت يدي لها، فأرسلت يدها وكفت يدي وأرجعتها في لطف وقالت: ليس الآن فيك نفس الحياة
فقلت: كلا لن أرجع .. قالت: فيك نفس الحياة وبعد ثلاثة أيام إن شاء الله..
قال: لا أريد أن أرجع.. قالت: ذلك قدر الله وكان أمر الله قدراً مقدوراً..
قال: ثم استيقظت، فما إن انتهت هذه الرؤية إذا بصوت: يا خيل الله اركبي...يا خيل الله اركبي...!!
يقول الراوي: فلما اصطف الجيشان فإذا بأول من ينطلق سعيد..!
فكان يذود بنفسه ويلقي بنفسه على العدو وكان حديث المجالس في ذاك اليوم..
حتى رجعنا فلما كان في اليوم الثاني إذا به يلقي نفسه للأعداء ويذود عن المسلمين..
فلما كان في اليوم الثالث قال عبد الله بن المبارك: والله لا أتركه حتى أرى صدق رؤياه..فتبعته فوالله أعجزني وأتعبني وأنهكني كيف وهو يلقي بنفسه بين الناس حتى قبيل الغروب إذا بسهم يأتي فيدخل في عنقه ويخرج في الجهة الأخرى..
قال فسحبته والدماء تنزف بين حجارة المنجنيق..ثم صحت في الناس تعالوا واسمعوا قصته قال: فنظر إليّ ثم عضّ على الشفاه ثم ابتسم وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله.. ثم ابتسم وخرجت الروح..فقلت: هنيئاً لمن ستفطر عندهم هذه الليلة..!

( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة )

أخي..! هل حملت الهم..؟
ابدأ من الآن عل العظيم الذي يسمع كلامنا الآن..ويرى مكاننا ويعلم ما في قلبك..
عله ينظر إلى هذا القلب فيرى فيه صدقاً وتوجهاً إليه..فيقبله ويذكر اسمه في من عنده...
اللهم لا تحرمنا فضلك...

يا أخي والله صعبّ..!
الآن أنا أعرض عليك عروض والله غني عني وعنك..!
( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد )
لا يحتاجك والله..خزائن السموات والأرض ما توقفت..
لكن أنت وأنا لابد أن نرأف في أنفسنا .. فلا تغفل حتى تموت..
فكّر في عشرة دقائق في وضعك..بعدها إذ أردت أن تعود إلى سباتك فعد..!

الآن أعرض عليكم عروض..
إخوان لنا الآن ما يملكون هذه العروض أخي العام الماضي توفي وعمره 26 الآن ما يملك هذا العرض..عليه رحمة الله وأموات المسلمين..

عندك عرض ما دمت فوق الأرض..والله عزّ وجلّ يقول:

( قل يا عبادي - يحبكم يا إخوان والله ما خلقنا مسلمون إلا ليريد لنا اليسر فما بالنا نعصيه؟ - الذين أسرفوا على أنفسهم - إسراف يعني عنده ذنوب تدخله النار .. لكن زاد! فإن كنت صادق يقول لك - لا تقنطوا من رحمة إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )
إذا علم لك صدق..
طيب! يا ربي نويت الآن وعلمت أنك ترحم وتستر علي وتغفر لي ذنوبي..
ما هي الخطوة القادمة.. الآية التي تليها..

( وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون )

والله لن ينفعك كل من في الأرض..!
طيبّ يا ربي أنا صدقت والله أريد أن أتوب ومن هذه الليلة..الخطوة التالية يارب..الآية التي تليها..

( واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم ) يشرح صدرك ما نشوف أناس يقهقهون ويضحكون هنا .. لكن صدره ضايق..!
والآخر في الجه المقابلة.. دمعات تنزل..لكن صدره منشرح..!
لأن هذا اتبع أحسن ما أنزل عليه ..وذاك لا..!

خذ 21.000 أمريكي وأمريكية أمام عينيك..
ليس نسج من خيال سنة واحدة ..

( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً )

طرّب السمع بأنواع الغناء، ثم ضاق الصدر، وتعاطى الخمر، ما استراح، وراح يعبث بالنساء، ملّ من دنياه قرر وانتحر..يحسب المسكين راحته الممات.. جاهل باللحد وبضيق القبر..لا وربي..
ما السعادة بالحياة .. بالنساء.. وبالغناء .. وبالسكر..لو يشاء ربي ما أُسْمعت حرف..
لو يشاء الله ما أُسْمعت حرف..
لا ولا أبصرت بالعينين شر..
لكن الجبّار أعطاك الخيار وهذه الدنيا إمتحان فلا مفر..
انظر للناس ومن حولهم حين ينزل ربنا وقت السحر..


ذا يبل الأرض يبكي ساجدا=وذا يعيق بكل ذنب ما انزجر
ذا من الآلام ساهر سقمه=وذا بنعم الله ما صلى الفجر

لن تضروا الله شيئاً..
( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم..) ليش كل شيء نجربه حتى الواحد يضرب عمره بإبرة الهيرون ويموت في حمام .. لكن ما يبغي الهداية..!

( فما لهم عن التذكرة معرضين (*) كأنهم حمر مستنفرة (*) فرت من قسورة )

جرّب الهداية يشرح الله صدرك وهو غني عنك..
من لم يقدر الله لم يقدره الله..

( ومن أراد الآخرة - كلنا نريد الآخرة ..أكمل الآية!..- وسعى لها سعيها وهو مؤمن ) وش سعيها؟ كما سعى لها أصحاب الكهف سعى لها نوح سعى لها من سعى.. والله لو أحبك الله..!

ما المانع أن يحبك الله عزّ وجلّ.. عيون وأعطاك.
سمع وأعطاك .. أيدي أعطاك .. ملاين من البشر ما عندهم..! كلى غسّلّـك كلاك..
ما المانع أن تشكره فيحبك...
الدنيا قليلة.. قد يكون باقي ثمانية أيام...ثمانية ساعات..
لكن إذا غيرت الثمان ساعات.. يغير لك الجبار يشرح صدرك..
تأتيه شبر يأتيك ذراع .. تأتيه تمشي يأتيك هرولة وهو غني عنك والملائكة يسبحون الليل لا يفطرون..
لكن من لطفه سبحانه.. مجرد ما تسحب منك الروح تسحب عنك الصلاحيات كلها..
فلا تتوب .. ولا تنيب .. ولا تتبع أحسن ما أنزل إليك..

الآن لو تبكي دمعة كبر رأس الذباب..!
والله قد يغسل لك الله الذنوب كلها..ويبني لك قصر في الفردوس مع دمعة تبكيها لله عزّ وجلّ ..!
ما دمت فوق الأرض..والله غداً تكون تحت الأرض.. والله تبكي الدم لا ينظر الله إليك ولا يكلمك ولا يزكيك ولهم عذاب أليم

وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم ..
وجزاكم الله عني كل خير ..
[mark=0066CC]الى هنا الموضوع ملطوووووووووش من منتديات الصوت الاسلامي
بس تكفون اللي عنده موقع شخصي ولا شي يعني يوزع المحاضره عشان يتوزع الاجر[/mark
]

مشهور 08-10-04 10:47 AM

الله يعطيك العافية وينفع بها الجميع

اسفنجة 08-10-04 11:42 AM

بارك الله فيك وشكرا على هذا الجهد والتعب والنقل المفيد وجزاك الله خيرا

عزيز على قلبى 08-12-06 06:39 PM

بارك الله فيك

العطيفه 09-12-06 07:55 AM

بارك الله فيك

وجزاك الله خيرا

ونفع بجهودك

وجعلها في ميزان حسناتك


الساعة الآن 09:12 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir