منتديات قصيمي نت

منتديات قصيمي نت (http://www.qassimy.com/vb/index.php)
-   من ذاكرة التاريخ (http://www.qassimy.com/vb/forumdisplay.php?f=73)
-   -   السيرة الذاتية لرئيس الجمهورية العراقي (مام جلال)جلال الطالباني (http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=76839)

المالك الحزين 28-07-06 03:53 PM

السيرة الذاتية لرئيس الجمهورية العراقي (مام جلال)جلال الطالباني
 
السيد جلال طالباني رئيس الجمهورية العراقية والأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني و عضو مجلس الحكم في العراق وعضو الهيئة الرئاسية للمجلس تولى رئاسة المجلس اعتباراً من اول نوفمبر الى نهاية الشهر بصفته احد الاعضاء التسعة الذين اختيروا لرئاسة مجلس الحكم بالتناوب .
رغم ان طالباني شخصية سياسية معروفة على المستوى العراقي والعربي والعالمي ويعرفه العراقيون مناضلاَ مقداماَ كرس كل حياته لخدمة قضية شعبه وظل ابداَ مع اماني وتطلعات الشعب العراقي . الا انه من المفيد ان نستعرض شيئاَ عن حياته وسيرته ونشاطاته الدبلوماسية وعلاقاته مع الشعب العربي كونه ذا تاريخ حافل بالنضال والتضحيات وتأريخه المشرف هذا جعله شخصية سياسية معروفة في العالم.
جلال طالباني سيرته ونضاله
ولد مام جلال صيف عام ( 1933 ) في قرية كلكان على سفح جبل كوسرت والمطلة على بحيرة دوكان . ينتمي الى اسرة دينية , امضى عدة سنوات من طفولته في تلك القرية , وبعد ان اصبح والده مرشداَ للتكية الطالبانية في كويسنجق , حيث دخل فيها طالباني المدرسة الابتدائية , اكمل دراسته فيها بتفوق , وكان تلميذاَ مجداَ مجتهداَ ذكياَ , ظهرت منذ طفولته بوادر القيادة فيه حيث كان يتقدم زملاءه في حضور مجالس العزاء والمناسبات التي كانت تقام هناك , وفي الاصطفاف الصباحي كان اول من يختاره المعلمون لإلقاء القطع الشعرية الوطنية من هنا نمت لديه الفكرة القومية التي بدأت تسيطر عليه منذ صغره .وحين بلغ الصف الرابع الابتدائي كان في مقدمة الطلبة الذين يشاركون في النشاطات المدرسية بشغف , وكان طالباني يشارك في الندوات ويشترك في الخطابة والمسرح.
*رغم ان عيد نوروز القومي كان غير مسموح به من قبل الحكومات المتعاقبة ولم يكن عيداَ رسمياَ الا ان شعب كردستان كان يحتفل به في الحادي والعشرين من اذار في كل عام في اغلب مدن كردستان نظرا الى قدسية هذا العيد لدى الكرد الذي يعتبرونه يوم انتصار الشعب الكردي على الطاغية الذي اضطهدهم ، في عام ( 1945 )اقيم احتفال شعبي لعيد نوروز , شارك طالباني ذو الثالثة عشرة من عمره في الاحتفال والقى كلمة حماسية نالت اعجاب معلميه والمشاركين في الحفل .
*اسس عام (1946)مع عدد من زملائه التلاميذ وبإرشاد من احد معلميه جمعية تعليمية سرية اطلقت عليها تسمية ( K.P.X ) ( جمعية تقدم القراءة ) حيث انتخب مام جلال سكرتيراَ لها وكان هدف الجمعية تشجيع التلاميذ على القراءة وما تعرف بالمطالعة الخارجية.
*وفي العام نفسه وبعد تأسيس الحزب الديموقراطي الكردي في 16 آب 1946 تأثر بنهج الحزب وانخرط في العمل الطلابي في اطار تنظيمات الحزب.
*وبعد ممارسته نوعاَ من العمل السياسي السري نشرت له صحيفة ( (رزكارى) السرية التي كان يصدرها الحزب الديموقرطي الكردي مقالا قصيراَ له باسم مستعار وهو ( ئاكر) اى ( النار).
*وفي خريف ذلك العام اشترك في صحيفة ( الاهالي ) التي كان الحزب الوطني الديموقراطي بزعامة المغفور له الأستاذ كامل الجادرجي يصدرها وبذلك اصبح مواظبا على قراءة ( الاهالي ) يوميا.
*وحبه للقراءة دفعه الى ان يكون من رواد مكتبة الحاج قادركويي ليستعير منها الكتب ويطالعها بشغف مع حرصه على تعلم اللغة العربية واجادتها.
*في عام 1947 اصبح عضوا في الحزب الديمقراطي الكردي، حيث تميز بنشاطه وكفاءته في اداء الواجبات والمهمات الحزبية التي كان مكلفا بها.
*في عام 1948 انهى الدراسة الابتدائية ودخل متوسطة كويسنجق وهذا العام معروف بعام الوثبة، حيث استطاع الشعب العراقي اسقاط معاهدة بورتسماوث وتشكيل وزارة السيد محمد الصدر وفي ظل اجواء الحرية النسبية التي وفرتها الوثبة جرت انتخابات طلابية في عموم العراق لانتخاب ممثلي الطلبة للمشاركة في المؤتمر العام، فكان ان انتخب جلال طالباني ممثلا لطلبة كويسنجق واشترك في المؤتمر الاول لطلبة العراق الذي انعقد في نيسان عام 1948 في ساحة السباع ببغداد.
*ولأول مرة استمع في هذا المؤتمر الى الشاعر العظيم محمد مهدي الجواهري وهو يلقي رائعته الموسومة بـ(يوم الشهيد)، وكانت تلك اللحظات تعتبر تأريخية في حياة طالباني، حيث اصبح من اشد المعجبين بشعره وصار فيما بعد من اعز اصدقائه، اذ نشأت بينهما صداقة استمرت حتى اللحظة الاخيرة من حياة الشاعر.
وحين علم طالباني بنبأ وفاته عزى اهل الشاعر ومعجبيه واوعز باقامة اربعينية كبيرة له في مدينة السليمانية وبناء على توجيهاته اطلق اسمه على مدرسة وعلى شارع جميل من شوارع السليمانية، اضافة الى المهرجان المئوي الكبير الذي شارك فيه عدد كبير من المثقفين العرب والعراقيين عربا وكردا. واقيم له تمثال في متنزه سرضنار بمدينة السليمانية.
وكان الجواهري قد نظم قصيدة مشهورة لطالباني نشرت عام 1981.
*في عام 1949 وفي ظل الاحكام العرفية والارهاب الذي شمل كردستان والعراق تقدم طالباني في الحزب واصبح عضوا في اللجنة المحلية لكويسنجق.
*في شباط عام 1951 وفي المؤتمر الثاني للحزب الديمقراطي الكردي انتخب عضوا للجنة المركزية للحزب الا انه لم يشغل المنصب بغية الحفاظ على صفوف الحزب الديمقراطي وتنازل عن منصبه لاحد الرفاق الذي حضر المؤتمر بعد خروجه من السجن، وفي صيف عام 1951 اعتقل مع عدد من اعضاء الحزب وتم نفيهم الى الموصل، وهناك استمر بنضاله السياسي وبعد اخلاء سبيله قصد كركوك لاكمال الدراسة واعادة تشكيل تنظيمات الحزب هناك حيث اصبح مسؤولا لتنظيمات كركوك، وفي نفس العام اخذ على عاتقه مسؤولية طبع ونشر المنشورات الحزبية بشكل سري الى اليوم الذي اعتقل فيه. وفي عام 1952 دخل كلية الحقوق في بغداد وكانت تنظيمات الحزب الديمقراطي الكردي في بغداد انذاك قد تشتتت الا ان مام جلال وبالتعاون مع الشهيد محمد محسن برزو استطاع لم شمل التنظيمات في وسط الاخوة الفيليين وكسب عدد آخر من الشباب الفيلية لجانب الحزب.
*وفي كانون الثاني من عام 1953 شارك في المؤتمر الثالث للحزب الديمقراطي الكردستاني وانتخب عضوا للجنة المركزية وفي شباط من عام 1953 اشرف على عقد اول مؤتمر لاتحاد طلبة كردستان وفي ذلك المؤتمر انتخب سكرتيرا عاما لاتحاد طلبة كردستان وصدر له كراس بعنوان (ضرورة وجود اتحاد طلبة كردستان) وفي نفس العام كان احد مؤسسي الشبيبة الديمقراطي الكردستاني واصبح سكرتيرا عاما للشبيبة خلال 1953-1955، وكان ممثلا للحزب لدى الاحزاب السرية والعلنية في العراق وفي عام 1955 سافر الى خارج العراق للمشاركة في مهرجان الشبيبة والطلبة العالمي، زار الاتحاد السوفيتي والصين اضافة الى دول شرقي اوروبا.
*وفي عام 1954 انتخب عضوا في المكتب السياسي للحزب.
*وفي عام 1956 اختفى عن الانظار وعمل في النضال السري واضطر الى ترك الدراسة حينما كان في الصف الرابع بكلية الحقوق.
*في عام 1957 سافر الى خارج الوطن الى سورية والى موسكو، حيث شارك في مهرجان الطلبة والشبيبة، ففي سورية التقى بالضباط الاحرار السوريين والمرحوم كمال الدين رفعت المصري وتحدث اليه عن امكانية تقديم المساعدة لاندلاع الثورة في كردستان كما حصل على موافقة الحكومة المصرية لفتح الاذاعة الكردية في القاهرة. وفي نفس العام رجع الى العراق وشارك في اعمال المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني الموحد واصبح مسؤولا عن اصدار جريدة (نضال كردستان) وطبعها في مدينة السليمانية بشكل سري.
*وفي اليوم الاول لانتصار ثورة (14) تموز نظم وقاد مظاهرة اهالي السليمانية مع رفاق الحزب في المدينة ومن ثم قصد بغداد وشارك في اعمال المكتب السياسي واصدار مجلة التحرر، كما اخذ على عاتقه النضال الذي بدأ يتوسع داخل صفوف الحزب الديموقراطي الكردستاني لضرورات وجود الحزب الطليعي الكردستاني والمنظمات الديمقراطية ومناهضة المحاولات التي تسعى لجعل الحزب الديمقراطي الكردستاني تابعا لحزب عراقي.
*وفي عام 1959 انتخب مجددا عضوا للجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني والمكتب السياسي في بغداد رغم انه كان ضابط احتياط في (كتيبة الدبابات الرابعة) الا انه كان يشارك في اصدار صحيفة (خةبات) التي كانت تصدر بالعربية واستمر في نشاطاته الحزبية وكان انذاك مسؤولا للفرع العسكري.
*وفي عام 1960 كان مسؤولا لفرع السليمانية وعضوا للمكتب السياسي وهناك فتح دورة توعية للكوادر حيث تخرج على يده عشرات الكوادر.
*وفي عام 1961 اصبح رئيس تحرير صحيفة (كوردستان) وبعد اغلاق صحيفة خةبات تعرض الى الملاحقة في بغداد الا انه وفي ليلة نوروز عام 1961 في بغداد القى خطابا ضد الدكتاتورية ودفاعا عن المرحوم الجنرال البارزاني اذ كان قاسم يسند اليه مجموعة تهم، ونتيجة ذلك صدر بحقه امر القبض واخفى نفسه عن الانظار ورجع الى السليمانية متخفيا وشارك في تنظيم الاضراب العام.
*في ايلول 1961 وحينما اندلعت الثورة كان مسؤولا للواء السليمانية، وفتح اولى مراكز الثورة في جةمي ريزان في السليمانية واشرف عليه وقاد قوات البيشمةركة في لواء السليمانية حتى توسع وزاد حجم القوات واصبحت قوة كبيرة وانذاك عين مسؤولا لقوات بيشمةركة كردستان في الحزب الديموقراطي الكردستاني.
*وفي نوروز من عام 1962 قاد الهجوم الواسع على كامل منطقة شاربازير، حيث تمت السيطرة وخلال بضعة ايام على جميع المخافر وناحية بناوة سوتة وجوارتا وتقدمت قواته نحو قضاء ثينجوين وتمكنت من تحريرها وتحرير كامل المنطقة وبهذا الشكل تحررت منطقتا شارباذير وثينجوين واصبحتا مركزين للثورة وقيادة الثورة للفترة 1962-1993 وتحررت اغلب مناطق قرداغ وقةلاسيوكة وطرميان وسنطاو وكان مام جلال قائد قوات التحرير كما كان يشرف على تأسيس مراكز بمو وحلبجة وطويلة وبيارة.
*وفي عام 1963 وبعد انقلاب شباط الاسود عين رئيسا للوفد الكردي للتفاوض مع الحكومة الجديدة التي ابدت في البداية موافقتها على اجراء حوار لاقرار حل سلمي للقضية، وزار عبدالناصر في مصر وبن بلا في الجزائر واقنعهم لدعم القضية الكردية المشروعة وفي نفس العام زار اوروبا باعتباره ممثلا عن ثورة كردستان ونجح في الدعاية لقضية الشعب الكردي في فرنسا والمانيا وروسيا وجيكوسلوفاكيا والنمسا.
*وفي عام 1964 عاد الى كردستان والى مهامه في قيادة قوات التحرير.
*عام 1967 شارك في ندوة (الاشتراكيين العرب) في الجزائر وقدم الى الندوة العديد من البحوث والدراسات عن الكرد والاشتراكية والوحدة العربية.
*وفي عام 1970 لعب دوره المؤثر في توحيد كلا الجناحين في الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي كان قد انشق الى جناحين.
*وفي عام 1972 سافر الى خارج العراق وبقي لفترة في مصر ولبنان وسوريا وعقب انهيار الثورة الكردية التي انهارت نتيجة الاتفاق الذي ابرم بين صدام حسين وشاه ايران في الجزائر اذار 1975 أسس الاتحاد الوطني الكردستاني في حزيران عام 1975 حيث تم تأسيسه في 1-6-1975 في دمشق ومن ثم خطط للثورة لكي تندلع من جديد في 1-6-1976 واصبح سكرتيرا عاما للاتحاد.
*وخلال السنوات التي اعقبت التأسيس واصل نشاطه السياسي في قيادة الحزب وعاش مع رفاقه في الجبال والكهوف وفي الارض المحروقة.
*في عام 1982 دعي طالباني الى استقبال ياسر عرفات وقادة فلسطينيين في المناطق المحررة بكردستان العراق وذلك ايام حصار بيروت من قبل جيش اسرائيل.
*وعرف عن طالباني تعاطفه مع الحركات الفلسطينية وعلاقاته المتينة مع قادتها.
*وفي الساحة العراقية كان لطالباني الدور البارز في تنظيم صفوف المعارضة العراقية وشارك بفاعلية في اجتماعاتها ومؤتمراتها.
*وبشهادة الكثير من المراقبين السياسيين كان احد المحركين الاساسيين لتقريب وجهات النظر داخل صفوف المعارضة في مؤتمر لندن الاخير الذي بشر فيه الحاضرين بأن اجتماعهم القادم سيكون في بغداد.
*وعلى الساحة الدولية شارك طالباني في العديد من المؤتمرات التي عقدتها الاشتراكية الدولية ويحتفظ بصداقات متينة مع اغلب القادة الاشتراكيين.
*كان من الكتاب الدائميين لصحيفة (خةبات) وكذلك صحيفة (النور) اللتين كانتا تصدران في بغداد باللغة العربية الاولى عام 1959-1961 والثانية 1969-1970.
*وكان يساهم في كتابة الافتتاحيات لهاتين الصحيفتين.
*وكان اغلب مقالات صحيفة (الشرارة) التي كانت تصدرها الثورة الكردية من كتابات طالباني.
*ومنذ صدور صحيفة (الاتحاد) الصحيفة المركزية للاتحاد الوطني الكردستاني وطالباني يرفدها بحسب الوقت المتوفر لديه بمقالاته وكتاباته.
*اضافة الى كونه سياسيا ومناضلا ومفكرا وكاتبا وقانونيا مارس العمل الصحفي السري والعلني وقد انتخب عام 1959 عضوا في مجلس نقابة الصحفيين العراقيين الذي كان يرأسه الشاعر الاكبر محمد مهدي الجواهري.
*يعتبر طالباني اضافة الى كونه سياسيا ودبلوماسيا وصحفيا من الكتاب البارزين والذي ساهم وبشكل فعال في تسليط الاضواء على مجمل الحركة السياسية في العراق والمنطقة بشكل عام والحركة السياسية الكردية بشكل خاص وله في هذا الخصوص عدة كتب في حقبات زمنية متفاوتة والتي اغنت المكتبة العربية والكردية على حد سواء وامست مصدرا للباحثين والمحللين السياسيين الذين يبحثون في تأريخ الحركة السياسية الكردية والعراقية بشكل عام، نظرة ومواقف الحكومات العراقية المتعاقبة تجاه القضية الكردية من بين هذه المؤلفات:
*كوردايتي: دراسة تحليلية حول نشوء وتنامي الحركة السياسية الكردية في كردستان العراق والاحزاب والشخصيات التي ساهمت في نشر الوعي القومي في حينه.. وان الكتاب مؤلف باللغة الكردية.
*كردستان والحركة القومية: نواة محاضرة القيت في حينه في العاصمة الجزائرية تناولت مراحل النضال القومي للشعب الكردي في العراق وهذا الكتاب الذي كتبه المؤلف باللغة اعتبر مصدرا مهما لجميع الباحثين الذين لا يمكنهم الاستغناء عنه في بحوثهم التي تتطرق الى القضية الكردية.
*أ غد وديمقراطي وحرمان شعب حتى من حق الحلم: دراسة نظرية حول مسألة حق تقرير مصير الشعوب ومنها حق الشعب الكردي.
*وخلال السنوات الثلاث عشرة الماضية شارك طالباني في مؤتمرات المعارضة العراقية في نيويورك ولندن وصلاح الدين والتي برز خلالها كقائد محنك ورجل المهمات النضالية، مما جعله محبوبا لدى قادة المعارضة العراقية وقد اوعز باستضافة قوى المعارضة العراقية وفصائلها في كردستان وفي مدينة السليمانية بالذات حيث كثرت فيها مقرات تلك الأحزاب والتيارات السياسية.
*كان له دور بارز في توحيد صفوف المعارضة خلال المؤتمرات واللقاءات المحلية والعالمية.
*انتخب بعد تحرير العراق عضوا في مجلس الحكم، كما ترأس المجلس خلال شهر نوفمبر عام 2003 اثبت خلاله براعته في ادارة الحكم مما حظي باحترام واعجاب الشعب العراقي.
*ظل مدافعا أمينا عن هموم وآمال وطموحات جميع العراقيين دو استثناء ومن المعتزين بصداقة وتآخي الشعوب العراقية.
*ما زال يوصل نشاطه الدؤوب ويؤدي اعماله بهمة الشباب لا يكل ولا يمل من العمل ولا تهمه راحته ما دام فيها مصلحة الشعب.
مواقف تضامنية
نظمت اللجنة المصرية للتضامن العربي برئاسة الاستاذ احمد حمروش ندوة في القاهرة بعنوان (ندوة الحوار العربي-الكردي) وحول علاقات طالباني مع الاقطار العربية تحدث طالباني في مقابلة له الى صحيفة كوردستاني نوى عام 1997 قال فيها:

الموقف من القومية العربية الشقيقة
انا دوماً كنت آمن بالاخوة العربية-الكردية والتلاحم العربي- الكردي وكنت اسعى لاستمرار وتطوير هذه الاخوة والتلاحم النضالي ووصلت الى قناعة راسخة بأن تحقيق هذا الهدف المقدس يتطلب انهاء الاضطهاد القومي والطائفي في العراق وايجاد بديل ديموقراطي فيدرالي تعددي.
انه لمبعث فخر لي وخلال اربعين عاماً من العلاقات مع القوى العربية في العراق ان اكون ضمن الوفد الكردي الذي التقى قادة سوريا والبعث في سوريا ومن ثم مع قادة الثورة المصرية بعد الانطلاقة القومية التحررية العربية بقيادة الرئيس الخالد(جمال عبد الناصر) اذ سعيت دوماً لربط علاقة متينة معه.
حيث نلت شرف التباحث مع الرئيس الخالد(جمال عبد الناصر) عام 1963 وكذلك مع الرئيس(بن بلا) وصاحب الجلالة المغفور له (الملك حسين) والرئيس الراحل(فؤاد شهاب) لتبيان الحقائق حول المسألة الكردية واهداف الثورة الكردية وايجاد حل عادل للمسألة الكردية في احضان القومية العربية وبالتعاون مع الحركات التحررية القومية.
بعدها تمتنت علاقاتنا النضالية مع قادة التنظيمات الفلسطينية ومع القيادة السورية وخاصة مع الرئيس (حافظ الأسد) الذي سجل ابان تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني وبعد اندلاع ثورة شعبنا الجديدة موقفاً تاريخيا لصالح الشعب الكردي بمؤازرته ودعمه الاتحاد الوطني الكردستاني الذي تأسس في دمشق في 1/6/1975، كما سعيت من أجل الحفاظ على تمتين الاخوة العربية- الكردية وفي هذا المجال طرقت جميع الأبواب العربية سواء الحكومية أو الشعبية. ومنذ سنوات عدة ونحن ننادي من أجل حوار واسع عربي- كردي للحفاظ على هذه الاخوة وهذا النضال المشترك فيما تعرض شعب كردستان على يد الدكتاتورية الى حملات الأنفال واستخدام الأسلحة الكيمياوية وبهذا تعرض نضالنا المشترك الى اكبر المخاطر، ومن دواعي السرور ان أقول بأن زيارتنا الأخيرة الى القاهرة نجم عنه حدثان مهمان:
1-تم تبني فكرة الحوار العربي- الكردي من قبل اللجنة المصرية للتعاون العربي برئاسة الاستاذ ( احمد حمروش) والمصادقة عليها ولقي الدعم من العديد من الشخصيات ومؤسسات البحوث المصرية.
2-دعي الاتحاد الوطني الكردستاني الى مؤتمر الاحزاب العربية للتضامن العربي في ذكرى الثورة المصرية.
وبهذا الشكل أثمرت علاقاتنا مع القيادات العربية لذا فإن تطوير العلاقات العربية- الكردية التي تصب في مصلحة كلتا القوميتين المتآخيتين لقيت المصادقة وسوف تعقد ندوة الحوار العربي- الكردي في القاهرة، والقاهرة كما تعرفون هي العاصمة السياسية والحضارية والثقافية للقومية العربية وكانت دوما ملاذاً للأحرار الكرد. وان الشعب المصري العظيم والكريم مع ضيوفه كان ومنذ عهد صلاح الدين الأيوبي وحتى يومنا هذا متعاطفاً مع شقيقه الشعب الكردي ومد له العون في ساعات الضيق.
كما صدرت أول صحيفة كردية باسم (كردستان) عام 1898 في مصر وهناك ايضاً طبع أول كتاب كردي حول تاريخ الكرد( شرفنامه) هذا اضافة الى طبع كتابي(تاريخ الكرد و كردستان) و(القضية الكردية) وكراس(نضال الكرد) هناك، وفي عهد الرئيس الخالد جمال عبدالناصر تأسست اذاعة كردية في القاهرة في بدايات عام 1958 والتي لعبت دوراًً هاماً في توعية وتعبئة الجماهير الكردستانية.
كما ان الرئيس الخالد عبدالناصر كان مع الحل العادل للمسألة الكردية وضد الحرب وحملات الإبادة والقمع العسكري.
نص الكلمة التي القاها السيد جلال طالباني
في ندوة الحوار العربي- الكردي
ايها الجمع الكريم
يسرني ويشرفني ان امثل امامكم لأحييكم بحرارة باسم الكرد متمنيا لندوتكم هذه النجاح والخير الجزيل لما فيه تعزيز وتمتين الاخوة التاريخية الخالدة بين الشعب الكردي والشعب المصري الكريم المضياف وامته العربية المجيدة.
ويحتم الواجب ان استهل كلمتي بتقديم الشكر الجزيل والعرفان بالجميل، الشكر الجزيل للجنة المصرية للتضامن وعلى رأسها الاستاذ احمد حمروش على الجهود المضنية التي بذلها لتهيئة هذه الندوة، والشكر الجزيل والعرفان بالجميل للشعب المصري العظيم ورئيسه الكريم محمد حسني مبارك وحكومته على السماح بعقد هذه الندوة على ارض الكنانة الطاهرة وفي قاهرتها المجيدة. مصر التي كانت مهدا للحضارة الانسانية، فالاسلامية - العربية ومنارة ثقافية وسياسية هادية لشعوب شرقنا بما فيها الشعب الكردي الشقيق التاريخي للامة العربية المجيدة والذي تغور جذور علاقاته الصميمة والحميمة معها عميقة في التاريخ وتزدهر منذ دخولهما في الاسلام الحنيف وحتى يومنا هذا.
هذه العلاقة التي عمدت بالدماء المصرية والكردية الممتزجة منذ عهد صلاح الدين الايوبي وبالدماء العربية الكردية المختلطة في عصرنا الراهن وذلك دفاعا عن الاسلام والعروبة عموما ومصر وسوريا وفلسطين والعراق خصوصا.
فلا عجب ان تكون مصر ملاذا للمرابطين والمجاهدين وعلماء الدين والمناضلين الكرد على مر العصور والدهور ومن ثمار ومحصلات هذا الموقف المصري النبيل اوجز الأهم كالاتي:
1-ان الازهر الشريف خصص ومنذ عهود، رواقا للكرد تخرج منه الكثير من علماء الدين الكرد.
2-في القاهرة صدرت 22 في نيسان 1898 الجريدة الكردية الاولى باسم كردستان وباللغتين التركية والكردية، وقد احتفل المثقفون والصحفيون مع جماهير شعبهم بالذكرى المئوية (بيوم الصحافة الكردية) وهم يسبحون بذكر مآثر مصر الخالدة وافضالها على الاكراد، وفي مصر -والقاهرة بالذات- صدرت الطبعة الاولى لكتاب القضية الكردية، وكتاب تاريخ الكرد وكردستان في الثلاثينيات وكتاب نضال الاكراد في الاربعينيات والطبعة العربية لأقدم كتاب عن التاريخ الكردي كتب منذ حوالي اربعمئة عام باسم (شرفنامه) وطبعت على نفقة وزارة المعارف المصرية في عهد الثورة.
3-بعد الثورة المصرية تطورت العلاقات النضالية المصرية الكردية واخذت بعدا سياسيا وتأييديا لنضال الشعب الكردي.
وكان الرئيس الخالد جمال عبدالناصر يولي هذه العلاقة اهتمامه الخاص فقد امر بفتح اذاعة كردية في القاهرة لاستنهاض وتوعية الجماهير الكردية عام 1957 رغم الاحتجاجات التركية والشاهنشاهية الايرانية والملكية العراقية ووافق على استقبال وفد كردي عام للتنسيق النضالي مع مصر، كما استقبل بعد ثورة 14 تموز 1958 وفدا كرديا رفيع المستوى برئاسة المرحوم الجنرال مصطفى البارزاني ضم العديد من القادة والشخصيات الكردية كالاستاذ ابراهيم احمد والمناضلين العقيد مير حاج احمد والمقدم نوري احمد طه والشيخ صادق البارزاني والشيخ عبيد الله البارزاني، وكان لي شخصيا شرف اللقاء بالرئيس الخالد جمال عبدالناصر عندما كنت رئيسا للوفد الكردي المفاوض مع الحكم البعثي الناصري الذي اعقب اسقاط حكم المرحوم الجنرال عبدالكريم قاسم.
فقد ادخلت وبالحاح شديد من القادة العراقيين البعثيين بسرعة لم تمهلني حتى تبديل ملابسي الكردية الوطنية بالملابس المدنية ضمن الوفد العراقي الرسمي والشعبي الذي قدم الى مصر للمشاركة في عيد الوحدة المصرية السورية وقد طلب رئيس الوفد العراقي من الرئيس الخالد استقبالنا والاستماع الينا وبذل جهوده الخيرة للمساعدة على حل القضية الكردية في العراق. معذرة ايها الاخوة من الاسترسال في هذا الموضوع لما فيه من عبر ودروس مفيدة سنذكرها فيما بعد.
فلقد استقبلنا الرئيس الخالد واستمع الينا باهتمام شديد ونصحنا بالعودة اليه بعد الرجوع من الجزائر، حيث اخذنا الاخوة البعثيون معهم للاجتماع بالرئيس احمد بن بلا والاستماع اليه.
وفي اللقاء الثاني مع سيادته ادركنا تعاطفه مع الشعب الكردي وحقوقه ورفضه المطلق للقتال كحل للقضية الكردية مع النصح للقيادة الكردية بالحذر واليقظة من مخططات الشاه الايراني وحلفائه، التي كانت معادية للعرب وللاكراد معا- وكما برهنت الوقائع فيما بعد.
واثناء مباحثات الوحدة الثلاثية قدمنا بتوقيعي وباسم القيادة الكردية والوفد المفاوض مذكرة شرحنا فيها تأييدنا للخطوات الوحدوية المنشودة ومطالبنا منها. ودعونا نستمع الى احد القادة الناصريين هو الدكتور جمال الاتاسي يروي لنا عن هذا اللقاء وانطباعات الرئيس عبدالناصر.
(وكان في رفقة الوفد بعض القادة الاكراد وعلى رأسهم جلال الطالباني، وخلال مباحثات الوحدة وفي اللقاءات التي كانت تجري على هامشها طرح جلال الطالباني التصور التالي.. اذا كنتم تريدون اقامة اتحاد جمهوريات كصيغة للوحدة الثلاثية بين مصر والعراق وسورية فان مطالبنا كوطنيين اكراد هي ان يكون لنا حكمنا الذاتي ضمن المناطق الكردية في اطار الوحدة الثلاثية، اما اذا كنتم ستقيمونها جمهورية عربية واحدة فنحن نريد لو تصبح المنطقة الكردية اقليما رابعا بين اقاليم هذه الجمهورية) ويستطرد الدكتور الاتاسي قائلا ولقد كان الرئيس عبدالناصر كما علمت مرتاحا لمثل هذا الطرح لما فيه من تطلعات استراتيجية ومنظور مستقبلي يتفق مع تطلعاته ومنظوره ولقد ظل الطالباني واخوانه بعد ذلك على علاقات طيبة مع مصر عبدالناصر.
ان الوحدة لم تقم لا كاتحاد جمهوريات ولا كجمهورية عربية واحدة. وفي الواقع فان المسألة الكردية لم تعترض سبيلها في شيء ويواصل الدكتور الاتاسي قائلا لقد ظل عبدالناصر مع كل ما وقع من تقلبات في مواقف الآخرين، حريصا على ان يظل العراق متماسكا في وطنيته وموحدا وظل يسعى بكل ايجابية ليكون هناك وفاق عربي كردي فيه ولكنه ظل في الوقت نفسه يؤيد حق الشعب الكردي في الحصول على حقوقه، بل عندما عادت الصراعات تنفجر دامية في العراق ظل يعمل للوفاق الوطني والقومي فيه. وعندما قام اتفاق السلام بين الاكراد والبعث في 11 آذار 1970 على اساس الاعتراف بمبدأ وجود قومية كردية وحقها في ان يكون لها حكمها الذاتي او استقلالها الاداري في كردستان في العراق، وقف عبدالناصر دافعا اليه ومؤيدا، وكذلك كتبت انا يومها مؤيدا ولو ان بعض القوميين الغفل او التابعين للانظمة وقفوا ينددون بالاجراء العراقي ووصفوه بالتفريط في حق القضية العربية
ومما هو جدير بالذكر ايضا ان الرئيس عبدالناصر وافق على طلبنا بتعيين الشهيد شوكت عقراوي مندوبا للثورة الكردية في مصر، رافضا فيما بعد جميع المحاولات التي بذلها المشير عبدالسلام عارف والوزراء الناصريون العراقيون لاخراج المندوب الكردي او تحديد فعالياته في القاهرة، وظل يندد وبحضور المشير عبدالسلام وغيره من القادة العراقيين بتجدد القتال وبالحرب كوسيلة لحل المشكلة الكردية.
وبعد رحيل الرئيس عبدالناصر حضرت اربعينيته في القاهرة حيث استقبلني المرحوم الرئيس محمد انور السادات الذي ابدى حرصه الشديد على تنفيذ اتفاقية آذار ووحدة الصف الوطني الكردي وبذل كل الجهود لمنع تكرار مأساة اقتتال الاخوة في العراق.
وبعد تجدد القتال في العراق حضر سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني الى القاهرة حيث ابلغ بحضوري من قبل وزير الشؤون العربية في رئاسة الجمهورية وباسم المرحوم الرئيس محمد انور السادات رفض مصر القاطع للحرب وسيلة لقمع الثورة الكردية وبحرص مصر الشديد على الحل السياسي والسلمي للقضية الكردية.
وفي شباط 1975 ابلغني الرئيس السادات عن طريق المرحوم الاستاذ احمد بهاء الدين وكان قد حل رئيسا لتحرير الاهرام بعد اخراج الاستاذ محمد حسنين هيكل منها باستعداده لاستقبال وفد كردي رفيع المستوى في القاهرة وتم اخذ الوفد معه الى مؤتمر القمة العربية المزمع عقده في المغرب وطلب حلا عربيا للقضية الكردية في العراق وقد استقبل فيما بعد الاستاذ سامي عبدالرحمن وابلغه بالاتفاق الايراني العراقي. ثم امر بفتح ابواب القاهرة امام اللاجئين السياسيين الاكراد الذين يفضلون البقاء في الخارج بعد اتفاقية الجزائر المعروفة.
ايها الاخوة الافاضل لقد اطلت عليكم في شرح جوانب من العلاقات المصرية (العربية) الكردية التي عاصرتها شخصيا وذلك كي نستخلص الدروس والعبر اللازمة من الموقف المصري العربي النبيل كالآتي:
اولا: ان الالتجاء الى القاهرة لايجاد حل عادل للقضية الكردية في العراق- ناهيك عن الحوار العربي الكردي فيها - ليست مؤامرة استعمارية صهيونية معادية للعراق ووحدته الوطنية كما يحلو للبعض ترديدها. بل هو محاولة قومية مخلصة وجهد وطني صائب وصادق لاتخاذ واختيار المسار الوطني العراقي والقومي العربي المؤدي الى انقاذ الاخوة العربية الكردية.. حجر الزاوية في الوحدة الوطنية العراقية وانقاذ العراق من المشاكل المستعصية التي تستنزف قواه وطاقاته ولايجاد المخرج السليم للازمة الوطنية فيه. وبالتالي فهو تمتين للوحدة العراقية وتأكيد على حرصنا واخوتنا المصريين الاكارم على العراق واستقلاله وكيانه الوطني الموحد.
نقول ذلك وقلوبنا تنزف دما الما ونفوسنا تستفيض عتابا ولوما اخويا على مواقف بعض القوميين العرب (ومنهم بعض الناصريين) الذين ينكرون على اخوتهم الكرد الذين شارك شعبهم الكردي الامة العربية المجيدة طوال التاريخ الطويل المشترك بينهما في الضراء دون ان ينعم معها في السراء، ينكرون عليهم حتى حق الالتجاء الى الحوار الاخوي في اكبر عاصمة عربية قلب العروبة النابض بالحق والحقيق، ليتدارسوا مع اخوتهم القوميين العرب والتقدميين العرب والاسلاميين العرب (لا مع الامبريالية والصهيونية) وفي حوار اخوي هادئ وموضوعي وبعيدا عن تبادل الاتهامات (وحتى الشكوى من المظالم التي تعرضنا لها وما اكثرها) ليتدارسوا في كيفية صيانة وتعزيز العلاقات العربية والكردية والوصول الى فهم مشترك للقضايا التي تهم الجميع وفي المقدمة منها تعزيز الوحدة العراقية وسد المنافذ بوجه مؤامرات الاعداء والطامعين في ارض العراق وثرواته ومياهه.
اذن يصح القول بأنه يخطئ من يظن بأن معاداة الحوار العربي الكردي تخدم العراق ووحدته الوطنية، وخلاصه من الحصار والمشاكل التي يعاني منها، يخطئ من يتوهم بأن معارضة الحوار العربي الكردي الاخوي الجاد والموضوعي الهادف تسهم في اعادة المارد الكردي الى القمقم الذي خرج منه الآن والى الأبد على العكس فان معارضة الحوار العربي الكردي تسهم في توسيع شقة الخلاف والشرخ الموجود ومع الاسف الأشد في صرح العلاقات الكردية العربية في العراق وتؤدي فيما لو نجحت الى ابعاد العرب والكرد بعضهما البعض والى فتح المنافذ والمسالك امام الاخوة المشتركين، وكذلك الى دق اسفين في علاقة الشعبين وتمهد لدفع القضية الكردية ومشاكلها وشجونها وشؤونها (بديلا عن العاصمة العربية الكردية) الى عواصم اخرى لاتكن اوساط حاكمة فيها الا الحقد التاريخي الدفين للامة العربية والعداوة الصريحة للحقوق وللدول العربية فضلا عن التحدي الاستراتيجي المعادي للامة العربية وسائر شعوب شرقنا.
ثم لماذا يجوز ويبارك الحوار والتعاون (ويعتبر حلالا زلالا) مع الاعداء المشتركين للشعبين مع الغاصبين لاراضي وحقوق الامتين الشقيقتين والطامعين في اراضيهم وثرواتهم ومياههم، بينما يعتبر حراما وبالا ان يتحاور الاخوة الكرد والعرب فيما بينهم وباسلوب حضاري مستلهمين التاريخ المشترك والماضي التليد لهما وروح العصر وفق مثله ومقاييسه الشائعة في الحرية والمساواة الحقيقية وحقوق الانسان والديموقراطية وحق تقرير المصير وكل ذلك بهدف تعزيز العلاقات التاريخية العربية الكردية وتمتين الوحدة الوطنية في العراق.
ثانيا: ان الشعب الكردي لم يطلب ولا يطالب بالانفصال عن العراق ولا بالافتراق عن مسيرة الاتحاد او الوحدة العربية رغم انه يملك شأن سائر شعوب الارض حقه في تقرير المصير، ولا بأس ان اوجز ادلة قاطعة، ففي اثناء مباحثات الوحدة الثلاثية وآنئذ كنت رئيس الوفد الكردي المتفاوض مع الحكم العراقي بينت في مذكرة رسمية قدمتها القيادة الكردية واكدت عدا ما ذكره الدكتور الاتاسي نص ما يلي:
ثانيا: نوضح لكم ان الشعب الكردي لا يقف في يوم من الايام بوجه ارادة الشعب العربي في نوع العلاقة التي يقيمها بين اجزائه وحكوماته ومن دواعي اعتزاز الشعب الكردي ان وجد الفرصة ليكون له شرف المساهمة في تسهيل الصعب من موضوع العلاقة المراد ايجادها بين سائر اجزاء الوطن العربي عامة والدول العربية المتحررة خاصة ايا كان نوع تلك العلاقة ومداها .
كما ان الاحزاب الكردستانية الاساسية والجادة لم تحمل يوما شعار الانفصال عن العراق، بل على العكس نادت دائما بالاتحاد الاختياري، والوحدة الوطنية وعبرت باستمرار عن قناعاتها بأن حفظ وتعزيز الوحدة العراقية يتطلبان الارادة الحرة والديمقراطية وتوفير حقوق الانسان وايجاد المساواة الحقيقية في الحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية والادارية وغيرها. حتى ان المطالبة بحق تقرير المصير كانت مشروطة باختيار الاتحاد الحر مع الشعب العربي ضمن الوحدة العراقية والكيان العراقي المستقل. واخيرا وليس آخرا فعندما جرت الانتخابات للمجلس الوطني الكردستاني بعد انسحاب العراق الطوعي من المدن الرئيسة وفي ظل وجود الحماية الدولية فقد اقر وبالاجماع ان الشعب الكردي يفضل البقاء ضمن العراق الديمقراطي الموحد ورفض الانفصال وتم اختيار الفدرالية كأحسن واصوب حل للعلاقة مع الحكومة المركزية، والحقيقة ان الفدرالية ظهرت في التأريخ لتوحيد الاقاليم المتعددة والمختلفة للامة الواحدة احيانا كالامة الالمانية وفي الدول ذات القوميات المختلفة والمناطق المتنوعة وبلضيكا وسويسرا والنمسا واسبانيا في اوربا والهند وباكستان في آسيا.
فالفدرالية اذن توحد ولا تفرق وتقوي الوحدة الوطنية ولا تضعفها بعكس مزاعم المغرضين.
ثالثا: ان اقرار الحقوق القومية المشروعة للشعب ليس اقرارا بحق عادل لشعب شقيق للامة العربية المجيدة فحسب بل هو، ايضا تعزيز للوحدة العراقية وحل صائب ودائم لمشاكلها وازمتها المستعصية منذ حقب من الزمن.
رابعا :ان الحرب والحملات العسكرية والقمعية لم تنجح في ذلك ولم تساعد على انقاذ العراق من مشاكله القومية والوطنية بل تعقد الامور وتعرض الوطن ووحدته للمخاطر وتفتح المنافذ امام التدخلات الاجنبية المعادية للعرب وللاكراد. لذلك يجب تحريمهما معا واللجوء بدلا عنها الى الحوار العربي الكردي الجاد والصادق والى توفير الديمقراطية وضمان حقوق الانسان والمساواة الحقيقية.
والشعب الكردي لم يرفض ولن يرفض الحوار الجاد والقائم على الاسس المذكورة مع الحكم العراقي من اجل حل ديمقراطي متفق عليه لقضيته العادلة.
وكانت مصر على الدوام مع الوفاق الوطني في العراق وضد الحل العسكري وذلك حرصا منها على الوحدة العراقية ومصالح العراق الحقيقية.
خامسا: ان اللجوء الى الاخوة العرب عموما ومصر خصوصا لحل الخلافات الداخلية بما فيها القضايا العراقية امر مشروع وواجب يتطلبه الايمان بالمصير العربي الواحد اولا والاقتناع الجدي بمفهوم الامة العربية الواحدة ثانيا وادراك ضرورة واهمية ابعاد التدخلات الاجنبية المعادية في العلاقات العربية الكردية ثالثا.
فكيف بقضية الشعب الكردي التي نصت على وجوب حقوقه الاتفاقيات التي ضمنت تأسيس الدولة العراقية والاعتراض باستقلالها منذ عهد الانتداب وعصبة الامم مرورا بتأسيس الجامعة العربية التي خير اول امين عام لها المرحوم عبد الرحمن عزام باشا الشعب الكردي بين البقاء ضمن الاتحاد العربي او حق تقرير المصير وصولا الى القرار الدولي الصادر تحت الرقم 688 وهكذا فإن القضية الكردية تبحث في المحافل الدولية وباشتراك وموافقة العديد من الاحزاب العربية الحاكمة والمعارضة وتصدر قرارات دولية حولها اخرها القرار الصادر عن مجلس الاشتراكيين الدولية المنعقد في 18و19 مايو 1998 في اوسلو بمشاركة الحزب الوطني الديمقراطي المصري الحاكم ومنظمة التحرير الفلسطينية والعديد من الاحزاب العربية في المشرق العربي ومغربه وهاكم نص ذلك القرار: تاكيدا لقناعته (مجلس الاشتراكية الدولية بأنه لايمكن ايجاد سلام حقيقي ودائم في المنطقة (منطقة الشرق الاوسط) دون الاخذ بالحسبان القضية الكردية يرى لذلك من الضروري للمجتمع الدولي ان يركز حول هذه القضية ويضغط على الحكومات المعنية لتشرع هذه الحكومات باصلاحات ديمقراطية وجوهرية ولتختار الحل العادل السياسي والسلمي والمتفاوض عليه لضمان وتحقيق الحقوق المشروعة للاكراد وضمن حدود معينة.
نعم ايها الاخوة ها ان القضية الكردية تبحث في اسلو وفي اكبر تجمع للاحزاب المؤثرة في العالم والحاكمة في دول مهمة منها كفرنسا وبريطانيا ومصر وايطاليا. اذن ليس من الافضل وفي خير العروبة (حتى بمنظار عربي بحت) ان تكون مصر وحدها (وفي قاهرتها التي تعتبر قلب العروبة ومركز حضارة وثقافة الامة العربية المجيدة) المكان المناسب للحوار العربي الكردي حول هذه القضية التي اصبحت دولية ومثارة في العالم وفي الهيئات والمجالس الدولية الهامة والمؤثرة؟ علما بأن حوارنا هذا لا يقتصر على ايجاد حل للقضية الكردية وحدها بل يشمل العمل لتمتين الوحدة الوطنية العراقية وبحث العلاقات التاريخية العربية والكردية وزيادة التفاهم العربي الكردي وابداء الاراء والملاحظات اللازمة لتعزيز التاخي والتلاحم الكفاحي العربي الكردي ضد الاعداء المشتركين ومن اجل مصيرهما المشترك ومنافعهما المشتركة.
سادسا: ان التأييد العربي لنضال وحقوق الشعب الكردي يعزز الاخوة والعلاقة التاريخية بين الكرد والعرب ويزيد تعلق الكرد بهما وبالوحدة الوطنية العراقية كما يزيل المخاوف والهواجس في نفوس الكرد ويقوي تلاحمها النضالي. واكثر من ذلك يقول المجاهد الجزائري المعروف الرئيس احمد بن بلا في بيان له: ان قضية الشعب الكردي الذي يكافح من اجل التحرير والتقدم وتقرير مصيره تستحق من القوى العربية والاسلامية كل عطف وتأييد لكي يبقى هذا الكفاح جزءا من كفاح الشعوب الاسلامية ضد الامبريالية والهيمنة الاجنبية ومن اجل التحرير والانعتاق من عبودية الغرب وبناء عالم جديد. ان وحدة شعوبنا الصلدة لا يمكن ان تؤسس الا على اساس حرية الاختيار والسماح بتعددية سياسية وثقافية واسعة هذه التعددية التي ستكون غنى وقوة بلداننا بينما تؤدي الحلول القسرية والقمعية الى تعميق التناقضات واهدار طاقات شعوبنا.
سابعاً: لا يمكن ولا يجوز لصق تهمة معاداة العرب والقومية العربية بكل من يطالب بحقوق الشعب الكردي المشروعة. بعد الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس احمد بن بلا، انبرى الاخ القائد معمر القذافي وهو من اخلص القادة العرب للقومية العربية والوحدة العربية للدفاع وللمطالبة بحقوق الامة الكردستانية اكثر بكثير مما تطالب بها الاحزاب الكردستانية معبرا عن قناعة مبدئية بأن ذلك يقدم الحلول للمشاكل العربية وليست لاثارتها فقد قال بالنص مايلي: (الحقيقة انني لا استطيع لأنني عربي ان اتحايل على الحقيقة. انا عربي طبعاً وتهمني وحدة التراب العربي ووحدة الامة العربية والقضاء على اعدائها وعلى المشكلات التي تواجهها، ولكن هذا لا يجعلني اتجاهل الحقيقة واتحايل على الحقيقة واتصرف عنصريا واستعماريا. فالاكراد لهم ارض ارض كردستان والاكراد لهم امة: الامة الكردستانية وهي امة شقيقة يجب ان تحترم انا ضد التنكيل بهم وضد اضطهادهم وضد تشتيتهم في العالم. وانا اؤيد كفاح الاكراد لا لمعاداة الامة العربية والايرانية والتركية او اية امة اخرى انا معهم في سبيل جمع شتاتهم واقامة امة كردستانية تأخذ مكانها في الشرق الادنى الى جوار الامة العربية والامة الايرانية والامة التركية. وتكون امة حليفة لهذه الامم بل وشقيقة لهذه الامم. وليس هنا أي مبرر للتنكيل بالاكراد)، ويواصل الاخ القائد معمر القذافي سياسته الكردية الصريحة واعلانها بحضور رؤساء الدول العربية والايرانية والتركية. فهل يمكن اتهام الرؤساء عبد الناصر وبن بلا والقذافي بمعاداة الامة العربية بسبب مواقفهم الانسانية من الشعب الكردي؟!
ونحن نجتمع هنا في القاعة التي تحمل اسم القائد الاسلامي الكردي صلاح الدين الايوبي لنشرع في حوار عربي كردي جاد ومسؤول بين نخبة خيرة من الاحرار والمثقفين والمفكرين والمناضلين العرب والكرد حري بنا ان نطمح في ان يتواصل ويتوسع ويتكامل هذا الحوار في ندوات قادمة حري بنا ان نستلهم روحية جهاد صلاح الدين روحية التصدي المشترك للاعداء والتلاحم المصيري بيننا وروحية وحدة جهاد ومصير الشعوب الاسلامية عموما والشعبين الشقيقين العربي والكردي خصوصا، وختامها في هذا المجال مسك ايضا روحية ومفهوم الاية القرآنية الكريمة . بسم الله الرحمن الرحيم ( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) صدق الله العظيم.
نعم ايها الاخوة فقد خلقنا الله عز وجل جلاله شعوبا متعددة لنتعارف ولنتعاون ونحترم بعضنا البعض لا ان نعادي او نتنكر للحقوق المشروعة او نغتصبها من بعضنا البعض.
ايها الاخوة الافاضل
لقد اتيناكم من جبال كردستان ووديانها الفواحة بعبق شهدائنا المظلومين- وهم مئات الالوف لنعمل معكم وبهذه الروحية الاسلامية والانسانية لتكون هذه الندوة فاتحة عهد جديد في العلاقات العربية الكردية، عهد نتبادل فيه الآراء والملاحظات والارشادات والانتقادات الاخوية هادفين الى تجديد وتوسيع التفاهم العربي الكردي والاكثار من تبادل المعلومات عن الاوضاع والمشاكل والسعي المشترك لايجاد حلول صائبة وعادلة لها. كل ذلك من اجل الحفاظ على الامة وتطوير العلاقات العربية الكردية وتعزيز وتمتين الوحدة الوطنية العراقية وازالة المخاوف في النفوس بأن ينسانا اخوتنا العرب في محنتنا وان يسدل ستار النسيان حتى على علاقاتنا التاريخية التي نعتز بها ونفخر ويجهل الجيل الجديد رسوخها في التاريخ المعاصر وعظمتها وامجادها حتى يمحى من ذاكرة التاريخ المعاصر وشباب هذا الجيل اسهامات الكرد مع اخوتهم العرب في الدفاع عن ديار الاسلام او الوطن العربي وخدمات الاماجد من الاكراد للحضارة والثقافة العربية المعاصرة وفيهم من ظهر على ارض الكنانة الطاهرة وفي القاهرة العزيزة نفسها كالشيخ الجليل محمد عبده، وامير الشعراء العرب احمد شوقي وداعية الاصلاح ورائده احمد امين وغيرهم الكثير من العلماء المسلمين والكتاب والادباء والفنانين والسياسيين الخادمين للامة العربية في مصر وسائر بلدان الوطن العربي.
انا اتيناكم بقلوب وعقول مفتوحة وصافية ومطهرة من ارادة الحقد والانتقام والشماتة لا نتهم ولا نتهجم، بل ندعو بصوت هادئ رزين المعنيين ان تعالوا الى سواء السبيل، سبيل الحق والاخوة الصادقة معربين في نفس الوقت عن الاستعداد في الاستماع الى انتقاداتكم لنا وملاحظاتكم علينا وجاهزين للجواب عن استفساراتكم واعتراضاتكم. ولا نطمح من ذلك كله الا في تفهمكم لقضيتنا العادلة ولمواقفنا الحقيقية من القضايا العربية التي شاركناكم معاركها ومنازلاتها مقدمين معكم التضحيات والقرابين املين تبادل العون والمساعدة نعم لا نطمح الا في تعزيز التلاحم الكفاحي العربي الكردي ضد الأعداء المشتركين والأخطار التي تهددنا معا، جئناكم وجئنا مصرنا العزيزة على قلب كل كردي واع وكلنا أمل في ان مصر المعطاء وبرئيسها الكريم وشعبها المضياف الودود ستستمر وتظل كما كانت ملاذا لأحرار الشرق ومنهم اخوتكم الكرد ونصيرا لهم ولقضاياهم العادلة والمشروعة، ورائدة دوما في جمع الشمل وتحقيق الوفاق الوطني في كل بلد عربي وعلى نطاق الامة العربية وذلك بتثبيت القيم الإسلامية والديمقراطية والعروبية الحقة والله نسأل ان يحفظ لنا جميعا مصرنا العظيمة ملاذا ونصيرا لاحرار الشرق.
وشكرا جزيلا ومجدا لشعب مصر المضياف ورئيسه الكريم وحكومته ولجنة التضامن ولكم جميعا ايها الأحبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حين بدأت رياح التحرير تعصف به، واظلمت الدنيا امام عينيه لم يجسد صدام حسين سوى السيد جلال طالباني الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني ليهدده برسالة هوجاء لا تصدر الا عن رجل جبلّ على الدكتاتورية والاستعلائية، ورد عليه مام جلال برسالة جريئة طالبا منه التنحي عن السلطة وانقاذ البلاد من الكوارث التي كان هو مسببا لها.
وفيما يلي نص الرسالتين:
نص رسالة صدام الى مام جلال
بسم الله الرحمن الرحيم
من صدام حسين الى جلال طالباني
اما بعد:
منذ فتر طويلة من الزمن ونحن نسمع ونرى الغزل القائم بينكم وبين امريكا والصهيونية وآخرين، وكنت اقول في نفسي ان جلال وهو المعروف باسلوبه السياسي وتكتيكاته الخاصة قد يكون قدر ان من مصلحة رؤيته هذه ان يقيم نوعا من الغزل مع هذه الاطراف الملعونة وهي حالة صارت شبه مألوفة عنه لنا ولغيرنا، ليس لأنها مشروعة وانما هي مفهومة عندما نستذكر شخصية جلال، ولكن الغزل دخل مرحلة خطيرة الآن فتحول من غزل على وفق الاعتيادي السابق الى استقبال قوات امريكية والتهيؤ المشترك معها لفتح جبهة في الشمال ضد جيش وشعب العراق بقصد تخفيف الصعوبات التي تواجهها قوات الغزاة في المحاور الاخرى. والخسائر التي تتكبدها ونوع ادائها الذي صار مفضوحا على المستوى العالمي.
ان من واجبي المبدئي والاخلاقي والدستوري ان انبهك الى خطورة اللعبة هذه المرة وان استسلمت انت او غيرك للاندفاع فيها واقول مهما تعقدت الامور داخل الشعب الواحد فإنها حتما ستفضي الى حل اساسه ان الشعب والتاريخ والوطن واحد ولكن سياسيي الاحتراف الخاص القائم على نظرة قاصرة للتاريخ عندما يدفعون الامور الى حد التعاون مع الاجنبي ضد ابناء جلدتهم ومستقبل بلدهم كله فان الحال يدخل في تعقيد جديد.
لم نر في كل صفحات التاريخ ان بالامكان تحقيق مكاسب شريفة بمثل هذا التصرف او ينجم عنه بيدر من المحصول الطيب او أي شيء يعز الانسان ويضمن له الحد الادنى من المكاسب الرصينة ومما هو وطني مضمون، ومن المؤكد ان تعاونكم مع الغزاة، لو اندفعتم اليه لن يشذ عن هذه القاعدة.
ان امريكا والصهيونية يحاولان في تكتيكاتهما ان يدقا اسفينا في مفاصل العلاقة الحية داخل الشعب الوحد بين ابنائه وبين دول المنطقة في علاقاتها مع بعضها ايضا بحيث يبدو كل يرسم ويهيئ لمستقبله في شك وريبة وعزلة عن الآخرين ونواياهم وعندما تتجزأ القوى وتحترب فيما بينها يسهل ضربها كل على حدة ولذلك فانهما الكيان الصهيوني وامريكا- يدفعانك اليوم الى موقف يضطرانك فيه بعد ذلك وبعد ان يقع لأن تتحسب من عواقبه في علاقتك مع دولتك وقيادتك اللتين بهما يكمن كل مستقبل رصين ومضمون وراسخ، وليس على حسابها ابدا.
ووسط الهواجس والظنون وحق التحسب دفاعا عن النفس على وفق مفاهيمك ترتمي في مستنقع وحال قد تندم عليه، عندما تقيد يداك ويضوق هامش مناورتك المعروفة، انك معروف لنا بأنك لاتجازف بصورة مطلقة ولاتقبل الاندفاع في ظلمة بحيث تفقد المناورة والتعددية في العلاقة بغض النظر عن مشروعيتها ومبدئيتها في قياس هذا او ذاك من الناس.
ولذلك انصحك بألا تندفع الى ما تندم عليه طالما تأكدت من ان هذه القيادة والدولة التي تقودها في مواجهة الغزاة باقيتان ويمكنك عدا الاصطدام بالجيش والشعب من جانب قوتك المرتبة مع الاجنبي ان تناور، ومن جانبنا تكون مناورتك مفهومة مع اننا نعرف انها غير مشروعة لأن المشروع الصحيح لكل وطني شريف وغيور والمشروع في نظرنا هو ان تقاتل مع بلدك وشعبك وقيادتك ودولتك لو تعرضت الى عدوان اجنبي.
اللهم اني بلغت
اللهم فاشهد
صدام حسين
2/4/‏2003
صورة من هذه الرسالة الى:
-السيد مسعود مصطفى البارزاني للاطلاع
الرسالة الجوابية التي بعثها مام جلال الى صدام حسين
بسم الله الرحمن الرحيم
من جلال طالباني الى صدام حسين
لقد سمعت ومن ثم قرأت رسالتك التهديدية الموجهة لي. كم كنت اتمنى ان تكون رسالتك تتضمن الدعوة الى المصالحة الوطنية القائمة على اسس انهاء الدكتاتورية واقامة البديل الديموقراطي البرلماني الفدرالي التعددي في العراق. ولكن المؤسف انكم لم تستنتجوا الدروس الضرورية من الكوارث والويلات التي جلبتها الدكتاتورية الطائشة على العراق شعبا واقتصادا وجيشا وكيانا وحروبا داخلية واقليمية وعالمية.
ان تهديدكم لنا فارغ وباطل لانك تعرف حتما بأن القيادة الكردية المشتركة قد أعلنت انها لن تهاجم مدن الموصل وكركوك ولا الجيش العراقي وبالتالي فليست هناك جبهة شمالية الآن ومن ثم فانك قد مارست طوال حكمك كل انواع المظالم والعدوان على شعب كردستان الذي آوى اجدادك عندما شردهم والي بغداد وهددهم بالفناء في العهد العثماني.
فلقد دخلت التاريخ كأول حاكم يستعمل الاسلحة الكيمياوية ضد شعبه ومواطنيه. وتفاخرت علنا بعمليات الانفال التي لا مثيل لاجراميتها وبشاعتها وفظاعتها في التاريخ. ودمرت قواتك جميع قرى وقصبات كردستان العراق ونهبت المواشي والثروة الحيوانية كلها. هذا فضلا عن عمليات الاعدامات والاغتيالات والتشريد والنفي وزج الشبان في اتون حروب عدوانية ثلاث: حرب على شعبنا الكردي وحرب على الشعب الايراني الجار المسلم والصديق وحرب على الشعب الكويتي الشقيق المسالم.
والآن وانت تعرف جيدا اننا لم نقاتل مع الاميركان الا جماعة ضالة ارهابية مجرمة تدعى انصار الاسلام يقودها العقيد في المخابرات العراقية سعدون محمود عبداللطيف العاني (ابو وائل) فلماذا اذن وما هو الغرض من هذه الرسالة التهديدية هل لتخويف شعبنا الذي صمد عقودا من الزمن وحيدا بوجه الطغاة والظالمين؟ ام هو لتبرير جرائم جديدة تهيئ ضد شعب كردستان العراق؟
اذن يقينا انك تعلم بعدم وجود جبهة شمالية حتى الآن ناهيك عن عدم اشتراك الكرد فيها بل هناك جبهة وطنية عراقية تقودها الهيئة القيادية التي اتشرف بعضويتها تناضل من اجل انقاذ العراق من مآسي الحرب التي فرضتها الدكتاتورية على شعبنا والتي نجمت اساسا عن اغتصاب حق شعب العراق من تقرير مصيره بنفسه وحكم نفسه عن طريق ممثليه المنتخبين بحرية. ولقد اعلنت الهيئة القيادية في بيانها الاخير سياستها واضحة جلية ونحن ملتزمون بها عاملون بجد واخلاص لتحقيقها.
فاذا كنت ايها السيد صدام مخلصا للدفاع عن العراق العظيم فسبيله ليس بحرب طائشة خاسرة وواضحة النتائج وانما بتقديم استقالتك والتنحي عن الحكم وتسليمه الى وزارة وطنية ائتلافية تنقذ الشعب والوطن من الحرب التي جلبتها الدكتاتورية عليهما، وبذلك تكون قد انهيت حياتك السياسية مثلما بدأتها شابا مناضلا في حزب عراقي معارض بعمل وطني وبخطوة تخلصك وعائلتك من جزء من المسؤولية التاريخية الهائلة التي تتحملونها.


مع تحيات
الامير الكردي
لمالك الحزين

برساوي 05-08-06 08:46 PM

Thank you

احلام اليمن 03-10-17 06:45 PM

رد: السيرة الذاتية لرئيس الجمهورية العراقي (مام جلال)جلال الطالباني
 
تم الحديث اليوم عن .وفاة جلال طالباني الله يرحمه

غريب الماضي 03-10-17 07:45 PM

رد: السيرة الذاتية لرئيس الجمهورية العراقي (مام جلال)جلال الطالباني
 
فعلا تحدث وسائل الاعلام اليوم عن وفاته في باريس


الساعة الآن 03:48 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir