منتديات قصيمي نت

منتديات قصيمي نت (http://www.qassimy.com/vb/index.php)
-   من ذاكرة التاريخ (http://www.qassimy.com/vb/forumdisplay.php?f=73)
-   -   شبه الجزيرة العربية في كتابات الرحالة الغربيين.[[مميز]] (http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=228673)

أبوحذيفة 37 09-01-09 12:05 AM

شبه الجزيرة العربية في كتابات الرحالة الغربيين.[[مميز]]
 


السلام عليكم

سوف أحاول اجمع هنا كل أسماء كتب الرحالة الغربيين وتعريف مختصر بأسماء المؤلفين وحياتهم

وهذا البحث هديه مني لكل أعضاء المنتدى وكل باحث يهتم بالتاريخ
--------------------------------------------------------------------------------


المستشرق الهولندي كرستيان سنوك هورخرونية(1857م-1936م

http://www.gmrup.com/up/photo/mLq39025.jpg


صفحات من تاريخ مكة المكرمة





يقدم هذا الكتاب للمهتمين بدراسة مختلف الجوانب التاريخية والاجتماعية والاقتصادية لمكة المكرمة - منذ ظهور الاسلام وحتى القرن الثالث عشر الهجري- معلومات كثيرة ومتنوعة. وقد ألفّه المستشرق الهولندي كرستيان سنوك هورخرونية(1857م-1936م)، الذي دخل مكة المكرمة باسم مستعار، وبقي فيها حتى أغسطس عام1885م. وقد ألف كتابه بجزأية أثناء إقامته في مكة المكرمة. تناول الجزء الأول من الكتاب التاريخ السياسي للبلد الأمين خلال تلك الفترة. أما الجزء الثاني فتناول الأوضاع الاجتماعية لمكة المكرمة في الفترة التي عاش المؤلف فيها في مكة المكرمة. وقد تضّمن الكتاب في هذا الجزء مجموعة من الصور التي تبرز جوانب عديدة من الحياة في مكة المكرمة في تلك الفترة.

أبوحذيفة 37 09-01-09 12:47 AM

رحلة الى شبه الجزيرة العربية: والى بلاد أخرى مجاورة لها

المؤلف:
كارستن نيبور

http://www.gmrup.com/up/photo/lyL50605.gif

شغلت هذه الرحلة الشهيرة حيزاً مهماً في التاريخ الادبي لقرننا هذا،حتى أن إحدى الإمم التي حاولت أن تستأثر بالفنون والعلم حسدت عظمة هذه الرحلة.واهتم علماء البلاد القاطبة بنجاح هذه المهمة فحاولوا قطف ثمارها دون أن يقاسمونا مخاطرها.وعاد السيد نيبور وحده من شبه الجزيرة العربية من بين الخمسة الذين تشرفت الدانمارك بإرسالهم لكنوز علمية




أبوحذيفة 37 09-01-09 01:21 AM

رحلة بيرتون إلى مصر والحجاز (الجزء الاول
http://www.gmrup.com/up/photo/7gX53078.gif


تأليف: رتشارد ف . بيرتون
Richard Francis Burton

هذا الكتاب يتحدت عن احوال مصر الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بل والسياسية في منتصف القرن التاسع عشر، يزيد من قيمتها ان كاتبها ليس بشخص عادي وإنما رحالة عالم طبقت شهرته الآفاق هو الأيرلندي ريتشارد بيرتون الذي زار مصر في غضون سنة 1853 اى في اواخر عهد عباس باشا الول (1848- 1854) وكانت مصر يومئذ تمر بمرحلة انتقال خطيرة كان لها أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
يصف بيرتون وصوله إلى مصر عن طريق الاسكندرية ثم إقامته في القاهرة والاحتفال بشهر رمضان هناك ثم رحلته إلى السويس في طريقه إلى زيارة الجزيرة العربية ، وبها المدينة المنورة ومكة المكرمة



ريتشارد فرانسيس بيرتون




http://upload.wikimedia.org/wikipedi...cisBurton.jpeg
ريتشارد فرانسيس بيرتون (بالإنجليزية: Richard Francis Burton) مستكشف ومستشرق وعسكري ومترجم بريطاني (ولد في 19 مارس 1821 - توفي في 20 أكتوبر 1890). اشتهر من خلال ترجمته لحكايات ألف ليلة وليلة.




طرد بورتن من جامعة أكسفورد عام 1842، فانتقل إلى الهند بصفة ملازم أول في الجيش وهناك أخذ مظهر المسلمين وقام بكتابة تقارير عن السوق والتجار، ثم انتقل إلى بلاد العرب وهناك استخدم نفس المظهر الاسلامي وكان ثاني شخص غير مسلم يحج المدينة ومكة في عام 1855 (تذكر المصادر أن الشخص الأول هو لودفيكو دي بارثيما في عام 1503 م).
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...rabicdress.jpg http://upload.wikimedia.org/skins/co...gnify-clip.png
بورتن بالزي العربي



رحلاته

في عام 1857 قاد بورتن حملة مع جون هاننغ سبيك لمعرفة مصدر نهر النيل ولكنه ابتلي بالملاريا فعاد وكان أول أوربي يصل إلى بحيرة تانكانيكا. رحلاته المتنوعة شملت 43 موضوع ودراسة مثل المورمون، شعب غرب أفريقيا، الأراضي المرتفعة البرازيلية، آيسلندا. وقد تعلم 29 لغة وعدد كبير من اللهجات.

كتبه

من بين الـ30 ملجد التي كتبها كان هنالك مجلدات على أبجديات فن الحب عن الشرقيين وأهم ترجماته هي حكايات الف ليلة وليلة.

وفاته

توفي بورتن في 20 أكتوبر 1890 في النمسا، وبسبب ملاحظاته العرقية فقد أصبح لديه الكثير من الأعداء. بعد وفاته قامت زوجته، إسابيل، الكاثوليكية المخلصة، بحرق نتاج 40 سنة من يومياته ومقالاته


أبوحذيفة 37 09-01-09 08:16 AM

حرب الصحراء: غارات الإخوان - الوهابيين - على العراق

http://www.almlf.com/get-1-2009-askmp62a.gif
تأليف: جون غلوب باشا
John Bagot Glubb


هذا الكتاب هو ترجمة لكتاب حرب في الصحراء (War in Desert)، للسيد جون باجوت غلوب باشا، الذي صدر عام 1960، وقد ارتأينا تغيير عنوانه ليكون أكثر مطابقة في توضيح مضمونه ولكي لا يختلط الأمر في أول وهلة على القارئ ويتصور أن المقصود هو حرب الخليج الثانية. والكتاب هو تسجيل لتجربة، شخصية عاشها المؤلف في عشرينيات القرن المنصرم (القرن العشرين) مع القبائل العراقية في البادية الجنوبية وهي تتعرض لعمليات قتل وسلب على أيدى الإخوان (الوهابيين). ومن خلال تلك التجربة، يسلط الضوء على عادات وتقاليد وطبائع البدو ونمط تفكرهم، وكيف كانت تتصرف الحكومة العراقية والبريطانية في ذلك الوقت تجاههم.
كان هذا العمل هو بداية بزوغ نجم غلوب باشا حيث نقلت خدماته بعدها إلى الجيش العربي في الأردن ثم بعد تصاعد الروح القومية في الخمسينيات. أنحيت عليه باللائمة لاندحار الجيش العربي خلال محاولته السيطرة على ليديا ورام الله والقدس الغربية إبان حرب فلسطين عام 1948


تعريف بالمؤلف

http://www.almlf.com/get-1-2009-br67bm6l.JPG
السير جون باجوت غلوب (بالانجليزية: Sir John Bagot Glubb ) المعروف باسم غلوب باشا (16 أبريل1897 - 17 مارس1986) كان جنديا بريطانيا عرف بقيادته الجيش العربي الأردني بين العامين 1939 و 1956. اثناء الحرب العالمية الاولى ، خدم في فرنسا ثم تم نقله إلى العراق عام 1920، حيث كان العراق تحت الأنتداب البريطاني في ذلك الوقت.
في العراق عمل على بناء علاقات مع القبائل حتى حدود سيطرة بني سعود ولعب دورا مهما في شكل العلاقات البريطانية - العربية في تلك المنطقة.
درس في كلية تشلتنهام ، واصبح ضابطا في الجيش العربي عام 1930. وفي العام التالي أسس حرس البادية ، وهي قوة مكونة من البدو بشكل حصري وذلك للسيطرة على الازمة التي اصابت جنوب البلاد. وفي سنوات قليلة استطاع ان يوقف الغزوات المتبادلة بين القبائل البدوية ، وبسرعة اصبحت الازمة شيئا من التاريخ.
في عام 1939 خلف جلوب فريدريك جيرارد بييك في قيادة الجيش العربي الأردني ، وفي تلك الفترة حول الجيش إلى أفضل قوة تدريبا في المنطقة العربية.
بقي في منصب قيادة الجيش العربي الأردني حتى 2 مارس1956 حيث اعفاه الملك حسين من مهامه في قرار تعريب قيادة الجيش العربي،نتيجه للضغوط التي مارسها الشعب الأردني و اذاعه صوت العرب المصريه و رفض الجماهير الانضمام الي حلف بغداد و لكون الأخير يريد الابتعاد بعض الشيء عن البريطانيين . وكان هذا القرار بمثابه صدمه للامبراطوريه البريطانيه و اتهمت بريطانيا جمال عبد الناصر بالوقوف خلف هذا العمل وايضا المال السعودي ولكن جلوب ايضا كان يتفهم هذا القرار فيما بعد ورغبه الملك في اثبات نفسه و. وامضى بقية حياته في كتابة الكتب والمقالات، والتي كانت بمعظمها حول الشرق الأوسط وتجربته مع العرب


أسرني الأمل 09-01-09 12:54 PM

بارك الله فيك
ويعطيك الله الف عافيه

أبوحذيفة 37 09-01-09 01:42 PM

[URL=http://www.almlf.com]http://www.almlf.com/get-1-2009-2l8h6rc9.GIF[/URL]



''رحلة إلى رحاب الشريف الأكبر، شريف مكة المكرمة''
تأليف: للرحالة الفرنسي شارل ديدييه

لم تلق المؤلفات الفرنسية المتصلة بالجزيرة العربية إلى اليوم الاهتمام الذي يليق بأهميتها في إجلاء كثير من تاريخ هذه المنطقة المهمة من العالم.
ولأهمية هذه المؤلفات نقدم هذه الترجمة للرحالة الفرنسي شارل ديدييه إلى الحجاز لكونها تعرض صورة واضحة عن الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بها في أوائل النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وهي فترة تقل مصادرها.
وتقدم الرحلة معلومات ثرة سواء كانت جغرافية أو اجتماعية أو اقتصادية عن الأماكن التي مر بها ديدييه انطلاقاً من السويس حتى الطور، وجبل سيناء، والبحر الأحمر، وينبع، وجدة، والطائف.
ومن فوائد هذا الكتاب أن مؤلفه يركز في البشر بطباعهم ولباسهم ومساكنهم مما يجعله محط اهتمام علماء الأنثرولوجيا (الإناسة)، وعلماء الاجتماع والجغرافيا.
ومع أن ديدييه ينفي أن تكون رحلته مهمة رسمية، أو أن لها هدفاً سياسياً، إلا أن توليه مهمات سياسية لمصلحة بلده في أطوار حياته يدعو إلى التساؤل: هل كان ديدييه مبعوث نابليون الثالث لاستكشاف منطقة الحجاز؟
ويكشف الكتاب -أيضاً- ملامح من حياة هذا الرحالة الحافلة، والتي انتهت بصورة مأساوية بانتحاره بعد أن فقد بصره.



للرحالة الفرنسي شارل ديدييه

[URL=http://www.almlf.com]http://www.almlf.com/get-1-2009-vnoes89q.JPG[/URL]

Charles Didier

شهادة رحالة فرنسي زار مكة قبل 150 عاماً

أبوحذيفة 37 09-01-09 03:08 PM

رحلات فالين إلى جزيرة العرب
تأليف: جور أغوست فالين/عبد الولي

والرحالة جورج أوغست فالين وهو رحالة فنلندي الجنسية


جورج أوغست فالين المتوفي سنة 1852 الفلندي الاصل وديانته الاسلام فقد اسلم وحج وزار المدينة وسمي نفسه ( عبدالولي ) ويذكر انه كان صادقا في اسلامه حيث ذكر عنه عند الموت كان يقول ( الحمد لله ثم الحمد لله ) فقد كان ملما باللغة العربية الفصحي والعامية وقد درس في جامعه هلسنكي وروسيا قواعد اللغة , وهو دقيق ومؤرخ وقد درس انساب العرب واعتمد علي كتاب القلقشندي وياقوت الحموي والكثير من المخطوطات النادره .

زارحائل سنة 1845م وألف عنها كتاباً أسماه "صورة من شمال جزيرة العرب".


جورج أوغست فالين) قام برحلتين إلى البلاد العربية، وأعلن إسلامه، وتَسمّى باسم عبد المولى، ونُشرت رحلته بالإنجليزية في مجلة الجمعية الجغرافية الملكية في لندن سنة 1852م، والرحلة الثانية في سنة 1854م، بعد وفاته بعامين... وسمعتُ أنّ من المستعربين في هذه الجامعة ذا عناية بهذا الرحالة.


قال المستشرق جورج أوغست فالين (ت:270هـ)؛ في كتابه شمال الجزيرة العربية ص121
( لم أرَ في العالم كله اولاداً اكثر تعقلاً واحسن خلقاً واكثر طاعة لابيهم من ابناء البدوي ! )
وأقول : هذه شهادةٌ لا مثيل لها؛ تؤكد أن البدو لا زالوا على سالف عهدهم متمسكين بالفضائل بجزيرة العرب


من حلاها خذت عقلى 09-01-09 04:03 PM

يعطيك العافيه فوائد مهمه جدا لك الشكر

أبوحذيفة 37 10-01-09 06:46 PM

الرحلة اليابانية إلى الجزيرة العربية

1939م

تأليف: ايجيرو ناكانوترجمة، تحقيق: سارة تاكاهاشي



السعودية بعيون يابانية.. أيام الملك عبد العزيز
وفد ياباني يعيش حكايات ألف ليلة وليلة في الرياض قبل سبعة عقود * باحث ياباني يرصد رحلة من خارج القارة الأوروبية إلى البلاد الناشئة * الغترة والمشلح يميزان اليابانيين عن الأوروبيين في السعودية
http://www.asharqalawsat.com/2008/07...al1.480091.jpgاحدى السواني في حديقة قصر البديعةhttp://www.asharqalawsat.com/2008/07...al2.480091.jpgاحد اعضاء الوفد الياباني يحمل ضباً http://www.asharqalawsat.com/2008/07...al3.480091.jpgمجموعة من الحرس في قصر البديعةhttp://www.asharqalawsat.com/2008/07...al4.480091.jpgفي احدى الخيام المخصصة للوفد http://www.asharqalawsat.com/2008/07...al5.480091.jpgاطفال في الرياض خلال زيارة الوفد اليابانيhttp://www.asharqalawsat.com/2008/07...al6.480091.jpgسوق الرياض قبل 70 عاماً
الرياض: بدر الخريف
ظلت مؤلفات عدد من الرحالة من خارج القارة الأوروبية، الذين زاروا الجزيرة العربية في فترات متفاوتة وذات شأن في تاريخ المنطقة، بعيدة عن اهتمام معظم الدارسين والباحثين ممن تناولوا أدب الرحلات المتعلق بالجزيرة العربية.
ورغم أهمية هذه الرحلات مع قلتها مقارنة بالرحلات الأوروبية في رسم صورة عن المنطقة في تلك الفترة إلا أن بعضاً من الباحثين تمكن من رصد معلومات سجلها رحالة من خارج القارة الأوروبية وقدم فيها وجهة نظر عن المنطقة تختلف عن وجهات النظر السائدة خصوصا الأوروبية، ورسم فيها صورة جديدة لا تعتمد على نمط واحد من الرحلات.
وتعد الرحلة اليابانية إلى الجزيرة العربية، التي قام بها وفد ياباني إلى الرياض عام 1939، ذات أهمية تاريخية، وهو ما دفع دارة الملك عبد العزيز إلى طبع الترجمة العربية لهذه الرحلة في كتاب يعد وثيقة تاريخية مهمة، حيث سجل ايجيرو ناكانو أحد أعضاء البعثة اليابانية الرسمية خلال زيارته للرياض عام 1939 مقابلة أعضاء البعثة للملك عبد العزيز واطلاعه على وجهة النظر اليابانية بشأن العلاقات المشتركة السياسية والاقتصادية، وانطباعه عن هذه الرحلة، كما دون فيها يومياته بأسلوب أدبي رائع. وقد ترجمت الكتاب من اليابانية الى العربية سارة تاكاهاشي مستفيدة في ذلك من إقامتها في الرياض لمدة 9 سنوات.
ويقول المؤلف ايجيرو ناكانو الذي تخرج من جامعة اوساكا للغات الأجنبية (قسم اللغة الألمانية) والتحق في عام 1933 بوزارة الخارجية وأقام في القاهرة لمدة 7 سنوات، إن رحلته إلى الرياض جاءت بعد أن زار اليابان في مايو 1938 (السنة الثالثة عشرة من التقويم الياباني شوّا) الشيخ حافظ وهبة سفير المملكة العربية السعودية لدى بريطانيا، لحضور حفل افتتاح مسجد طوكيو الذي بني في منطقة يويوغي. وحث الشيخ حافظ وهبة وزارة الخارجية اليابانية على إرسال وفد ياباني إلى السعودية، لدعم الروابط بين البلدين. فلبت وزارة الخارجية اليابانية الدعوة. وأرسلت وفداً يتكون من ماسويوكي يوكوياما الوزير المفوض في سفارة اليابان في مصر. وتومويوشي ميتسوتشي، وكان مهندسا بوزارة شؤون الصناعة والتجارة الدولية، وكاتب هذه السطور ايجيرو ناكانو. وكان يعمل آنذاك في السفارة اليابانية في القاهرة.
وعن تفاصيل الرحلة يقول الكاتب: «وصلنا إلى مدينة جدة في 4 صفر 1358هـ (26 مارس/ آذار 1939) وفي 31 مارس بلغنا مدينة الرياض، حيث قطعنا الطريق وسط الجزيرة العربية بالسيارة. وبقينا في الرياض 10 أيام. ويتحدث هذا الكتاب عن مشاهداتنا في الأيام العشرة التي أمضيناها في الرياض، والأيام التي قضيناها في رحلتنا في قلب الجزيرة العربية. وصلنا نحن الأربعة، يوكوياما وميتسوتشي ومساعد يوكوياما، وكاتب هذه السطور (ناكانو)، إلى مدينة جدة صباح يوم 26 مارس 1939، كانت الحرارة 32.3 درجة مئوية. وعند نقطة تقع على بعد ميل من الشاطئ كان علينا أن ننتقل إلى يخت صغير تاركين السفينة التي أقلتنا إلى الميناء نظرا لوجود شعب مرجانية كثيرة تكونت في البحر الأحمر منذ القدم. وعدد السكان في جدة 25 ألف نسمة. بمن فيهم من أجانب، ويقال: إن عدد الأجانب فيها 60 أوروبيا وأميركيا، و5 أو 6 من النساء. بينما يكثر وجود الأجانب المسلمين من الشام وتركيا. وجدة هي المكان الوحيد في هذه المنطقة الذي يسمح فيه بوجود الأجانب.
نخيل في كل مكان
* انطلقنا متجهين إلى الرياض وبرعاية كريمة من جلالة الملك عبد العزيز آل سعود الذي وضع تحت تصرفنا سيارتين؛ سيارة لنا وأخرى للمرشد ورئيس الحرس. كما زودنا أيضا بسيارتين: سيارة نقل واحدة لحمل الخيام والطعام، وأخرى بها 30 من الرجال. وأهدانا الشيخ عبد الله السليمان وزير المالية بعض الملابس العربية: أعطانا غترة ومشلحا وعقالا. وقمنا بالتقاط صورة جماعية بعد أن ارتديناها. لقد اخبرنا بأن نرتدي هذه الملابس العربية، دون إبداء السبب، لكنني أعتقد أنهم لم يرغبوا في أن يشاهد الأهالي الملك يستقبل ضيوفا يرتدون ملابس على الطراز الغربي. غير أنني كنت في غاية السعادة وأنا ارتدي الغترة والمشلح والعقال. وأصبحنا نبدو اقرب للعرب منا إلى الأوروبيين. كانت أشجار النخيل تنتشر في كل مكان على جانب الطريق. لكننا لم نشاهد زهورا على الإطلاق.
وأسهب المؤلف في وصف رحلته من جدة إلى الرياض مرورا بمدن وقرى في الحجاز ونجد وصولا إلى الجبيلة قرب العاصمة. وأضاف: بدأنا نتحرك، وبعد قليل وصلنا خارج الجبيلة. كان الطريق سهلا منبسطا، وكانت هناك لوحات إرشادية بعد كل مسافة تشير إلى اسم المكان وانطلقت السيارة بسرعة 80 كيلومترا في الساعة، وشعرت أننا اقتربنا من الرياض، وقبل التاسعة وعلى بعد نحو 3 أميال شاهدنا واحة خضراء وصاح السائق: الرياض.. الرياض.
اتجهنا إلى الناحية الجنوبية الغربية، وصعدنا على مرتفع أمكننا ان نشاهد منه وادي حنيفة، لكننا لم نر فيه ماء على الإطلاق، وأمكننا أن نشاهد أيضا خياما مقامة للمعسكرات وليس للسكن. أوقفنا السيارة ونزلنا نشاهد تلك العلامة التي كتب عليها Art no43 st Heavy Dot Spudder مصنوعة في أميركا، هذا يعني ان شركة أميركية تعمل هنا.
كان سور القصر (القلعة) يغطي مساحة كبيرة ومحاطا بأشجار النخيل. حين كنت في القاهرة ذهبت مرة إلى مطار الماظة وفي الطريق شاهدت قصرا في الصحراء وتذكرت حكايات ألف ليلة وليلة، لكنني أشعر هنا فعلا كأنني أعيش في وسط تلك الحكايات، لأن الجو المحيط بي هنا والهدوء الشديد وقسوة الصحراء توحي بذلك تماما، بالإضافة إلى ملامح منطقة نجد الشهيرة في الأدب العربي، فهذا كله يختلف عن الجو العام في القاهرة، وهذا ما جعلني أشعر كأنني أعيش فعلا حكايات ألف ليلة وليلة.
خيم الصمت علينا جميعا، لم ينطق أحدنا بحرف، ثم سرنا بمحاذاة سور القصر فوجدنا بناء مشيدا من الطين، عرفنا فيما بعد انه مرآب سيارات وبعد ان سرنا مسافة عشرين مترا تقريبا أوقفنا السيارة أمام البوابة، هذا هو قصر البديعة، كان مصمما على الطريقة العربية، وسنبقى هنا عشرة أيام من الآن. قبل سنة، حضر إلى هذا القصر أحد لوردات الأسرة المالكة البريطانية مع زوحته ونزلا فيه!! يتكون المبنى من طابقين، وهو مشيد على طريقة المعمار العربي بشكل مربع مثل شكل الكعبة، وشكل جامعة الأزهر، وشكل قصر الحمراء في غرناطة في إسبانيا ـ لا يختلف عن تصميم الفن المعماري العربي الإسلامي والسلالم ضيقة تسمح لرجلين فقط بالصعود معا وهي مبنية بالطين، ويوجد ما يشبه السجادة على السلالم، يبدو أنها مصنوعة في اليابان وفي آخر السلالم وضعت سجادة يبدو أنها مصنوعة في مصر، وحتى لا تتسخ السجادة وضعوا حصيرة لمسح الأحذية.
في الطابق الثاني المشيد من الطين قادونا إلى غرفة الضيوف، وهي غرفة واسعة مساحتها نحو 30 تتامي (التتامي 90 في 180 سنتيمترا) شممنا رائحة الطين، وكان هذا أول ما شعرنا به.
وفي الغرفة توجد حصيرة وضعت فوقها سجادة، وكان السقف مطليا باللون الأبيض، كذلك كانت جدران الغرفة أيضا وعلى السقف نجوم وهلال وغيرها من الأشكال الهندسية.
وكانت عروق الخشب ظاهرة من السقف وكانت مطلية بخطوط حمراء وسوداء على شكل تموجات وعلى الحائط كانت هناك زخرفة على الطريقة العربية أشكال هندسية ومنمنمات.
كان للغرفة سبع أو ثماني نوافذ، حجم كل منها 60 في 20 سنتيمترا، وفي كل نافذة شيش من الخشب، لا يمكن فتحه مع قضبان حديدية وهناك مساحة في أعلى النافذة مغطاة بالزجاج، تسمح لضوء الشمس بالمرور إلى الغرفة، ومن خلال هذه النافذة تمكنا من معرفة سمك الجدار، كان ثلاثين سنتيمترا وهذا السمك كاف لمنع دخول الحرارة إلى الغرفة.
وكانت هناك ستائر بدا واضحا أنها مصنوعة في اليابان وشاهدنا خطا كهربائيا في السقف، لكن هناك مصباح كهرباء، ربما هناك خطأ ما، وبجوار الحائط وضعت أريكة وكرسي من الخيزران وبجوارهما منضدة.
وفي وسط الغرفة وضعت طاولة صغيرة، ورأينا فوقها محبرة وقلما وسكينا، وكتب على المحبرة «صنع في اليابان» وهي من نوع Pairolink، ظننا بدءا أنهم وضعوا أمامنا عمدا أشياء مكتوبا عليها «صنع في اليابان»، لكننا أدركنا بعد ذلك ان هذا لم يكن متعمدا.
كانت تفوح من الغرفة رائحة الطين وبها نافذتان مثلهما مثل نوافذ غرفة الضيافة، تطلعت من النافذة فشاهدت حديقة أشجار النخيل، ورأيت حيوانا ظننته أسدا، لكنني اكتشف بعد تدقيق أنه كلب.
كان سقف الغرفة مصنوعا من الطين، ويمكن من خلاله مشاهدة عروق سميكة من الخشب، وكانت الزخرفة والطلاء مثلهما مثل ما شاهدناهما في غرفة الضيافة.
وبجوار باب الغرفة منضدة وكرسي ومرآة على المنضدة لا تعكس جيدا ملامح من ينظر فيها، مما يدل على أنها غير مستوية وهناك خط كهربائي في السقف، لكنه لا يعمل وكانت غرفة المهندس شبيهة بغرفتنا.
مع مستشار الملك
* بعد الحمام شعرنا براحة كبيرة فداعبنا النوم، لكن يوسف ياسين ـ مستشار الملك السياسي ـ أتى ليرحب بنا نيابة عن الملك، كانت قامته أطول قليلا من 160 سنتيمترا، ويرتدي «مشلحا» خفيفا غامق اللون، وتحته جلباب أبيض، ويرتدي فوق رأسه غترة من الحرير وعقالا اسود، وجهه مدور إلى حد ما، عيناه شديدتا السواد، مفتوحتان على الدوام قل ان يطرف له رمش، فهو يفتح عينيه دائما، وأنفه معقوق.. ويبدو من مظهره أنه سوري، وليس من البادية العربية.
تبادلنا معه التحيات مدة عشرين دقيقة، ثم قال: لماذا لا نبدأ الليلة بترتيب برنامج الزيارة؟
كان يتكلم العربية بلهجة سورية، لكنه كان في الغالب يتكلم الفصحى ببطء، ولمسنا ان لديه خبرة طويلة في التعامل مع الضيوف، وفي مجال العلاقات العامة، وفي إجراء الحوار مع البريطانيين والعراقيين وبلدان الشرق الأوسط، وهو مكلف بترتيب أمور العلاقات الخارجية في ما يتعلق باليابان والمملكة.
غادرنا الغرفة، وتناولنا طعام العشاء بدون رمال أو غبار أو تراب هذه المرة. تكون العشاء من: حساء بالسمن ولحم الضأن والأرز وبعض الحلوى، وشعرنا بأن كل شيء منظم ومرتب ونظيف جدا، فالأطباق والأكواب تمتاز بالبساطة، إلا أنها كانت مختومة باسم الملك، بحروف ذهبية، ربما أرسلها إلى القاهرة أو إلى بيروت لكتابة هذه الحروف عليها.
اتصل بنا يوسف ياسين وقال لنا: الملك عبد العزيز سوف يقابلنا عند الساعة الثالثة، فشعرنا في البداية ان الأمر غريب، لأن الساعة تجاوزت الثالثة فعلا، لكن فهمنا ان هذا يعني الساعة الثالثة بالتوقيت العربي ـ وهو يطابق الساعة التاسعة لدينا ـ لأنهم يعدون الساعة بعد غروب الشمس معتمدين على وقت الغروب والشروق، ولم نكن قد تعودنا على هذا الأمر.
قدم الينا يوسف ياسين وعرفنا بمستشار الملك «خالد الحكيم» والمسؤول عن الشؤون الداخلية عبد الرحمن الطبيشي، ونائب المستشار السياسي رشدي ملحس وسكرتيره إبراهيم.
في أثناء اللقاءات كان الحديث يدور بين الوزير الياباني ويوسف ياسين باللغة اليابانية والعربية والفرنسية، كان إبراهيم يتولى الترجمة من الفرنسية، وكنت بدوري أتولى الترجمة اليابانية، وبينما كنا نتناول طعام العشاء، شرع يوسف ياسين وإبراهيم في أداء الصلاة (صلاة المغرب).
بدأنا ـ على ضوء المصباح ـ عقد أول لقاء على مستوى المسؤولين في الخارجية اليابانية والخارجية السعودية: الوزير ، يوسف ياسين وإبراهيم، والمهندس الياباني وأنا، لكن هذا اللقاء لم يكن كتلك اللقاءات التي تتم بين مختلف الدول، فالأمر كان مختلفا، لا يمكن بالطبع أن أذكر تفاصيل اللقاء، لأن هذا غير مسموح به.
ولهذا فلن أكتب تفاصيل اللقاء وهو اللقاء الذي كان الهدف الأول والرئيسي لرحلتنا هذه، وكان علينا أن نعقد لقاء كهذا مرة كل يوم من الأيام العشرة التي قضيناها في الرياض.
انتهى اللقاء الأول في تمام الساعة العاشرة والنصف ليلا، بعد محادثات استمرت ثلاث ساعات، وتبلغ الساعة الآن الحادية عشرة تقريبا، ودرجة الحرارة 22 درجة مئوية».
الطريق إلى لقاء الملك
* ويضيف المؤلف «في اليوم السادس من أول ابريل من عام 1939م، استيقظت، واستحممت، واستبدلت ملابسي، ولبست المشلح وتناولنا نحن الثلاثة طعام الإفطار ـ الوزير وأنا والمهندس ـ حيث قدموا لنا برتقالا طازجا، وكان لذيذا جدا.
قدم الينا عبد السلام ومعه رئيس الحرس الذي رافقنا من جدة، وبدا الاثنان في أناقة شديدة: مظهر جميل وملابس نظيفة مرتبة، ووضع رئيس الحرس الطيب الذي يعشقه العرب وهو «دهن العود».
تحركنا، ومعنا عبد السلام ورئيس الحرس، واتجهنا إلى قصر الملك، والسائق الذي جاء بنا من جدة لبس حلة جديدة، فكان رائع الهندام، ذكر لنا انه ذهب إلى السوق ليلة أمس لشراء ساعة فالتقى بأحد أصدقائه هناك، غير انه لم يجد ما يريد فكان بادي القلق.
قال له الوزير: حين نذهب إلى جدة سأشتري لك ساعة من هناك، فسر كثيرا بذلك، وقال مرددا: أشكركم أشكركم. واتجهت سيارتنا إلى القصر، وسرنا في الطريق نفسه الذي سلكناه أمس، ثم دخلنا من بوابة قصر الشمسية، ووجدنا على بوابة القصر مائة من رجال الحرس، وعلى رأسهم رئيس الحرس الذي كان يلبس زيا شبيها بزي العسكريين المصريين، وكان معظمهم يضع العقال على رأسه، وشاهدت اثنين او ثلاثة منهم بدون حذاء.
توقفت السيارة وقدم يوسف ياسين وإبراهيم لاستقبالنا، وقادنا يوسف إلى الغرفة التي سنلتقي فيها بالملك، وهي غرفة الضيافة.
كانت الغرفة تتكون من مائة «تتامي».. غرفة واسعة جدا، وفي كل جانب من جوانبها الأربعة مرآة كبيرة، رسمت على كل منها صور أزهار وورود.
كانت الزخرفة رائعة وجميلة جدا، وجدران الغرفة مثل جدران غرف القصر الذي نقيم فيه، وفي السقف أربع مراوح أو خمس، بينما تدلت الستائر على النوافذ، ووضعت أرائك وكراسي من الخيزران، لكنها أفضل من تلك التي وضعت في القصر الذي نزلنا فيه، وكانت أشعة الشمس تخترق النوافذ لتصل إلى داخل الغرفة الكبيرة.
وقار وهيبة ملك
* دخلنا غرفة الضيافة، واتجهنا إلى رجل يجلس على كرسي ضخم ذي مساند، كان يرتدي مشلحا، ويبدو طويل القامة، وعن يمينه جلس ثمانية رجال يلبسون المشلح، وأدركنا أن الرجل الذي يجلس على الكرسي الضخم هو الملك ابن سعود.
اتجهنا ناحيته ووقف من كرسيه، وسلم علينا سلاما حارا، بدأ بالسلام على الوزير، ثم المهندس، ثم بي وقال: «مرحبا.. أهلا وسهلا.. أهلا وسهلا وصلتم بأمان الله». وحين سلمت عليه قلت له «تشرفنا».
كانت يد الملك ناعمة ملساء، وعلى اثر إشارة منه جلس الوزير عن شماله، وجلست والمهندس عن يمينه، وبجواري جلس إبراهيم ويوسف ياسين على يسار الملك. كانت هناك طاولة وضع عليها جهاز هاتف ومنظار كبير (للرؤية البعيدة) ونسخة من (القرآن الكريم).
شعرت بأن الملك أطول مني بنحو خمسة عشر سنتيمترا، فهو طويل القامة جدا، ربما تصل قامته إلى 180 سنتيمترا، فمظهره يدعو للاحترام الشديد، فهو ملك حقا وصدقا، وعلى رأسه عقال مطرز بخيوط مذهبة مع الخيوط السوداء، وكانت الغترة التي يضعها على رأسه بسيطة جدا، مصنوعة من القطن مثل الغترة، التي يضعها سائقنا على رأسه، لا فرق بين الاثنين على الإطلاق. وتحت المشلح كان الملك يرتدي قفطانا واسع الذيل.
وقد شاهدت مثل هذا على طلاب الأزهر في مصر، لم يكن يضع حذاء في قدميه، بل كان يلبس جوربا من نسيج سميك. وسمعت ان الملك لا يحب الرائحة الكريهة وينفر منها، ويحب الطيب، وقد شعرت بهذا عندما اقتربت منه، شعرت برائحة الطيب، طيب من النوع الغالي، تفوح من جسده. والملك في هذا المشلح أعطانا انطباعا بأنه ملك حقا. ملك لهذه المنطقة بلا منازع، فهذا المشلح يناسبه تماما. ويتناسب مع شخصيته التي تمتاز بالوقار والهيبة. وجه طويل إلى حد ما. يزينه شارب ولحية سوداء جدا، إلا أن الشارب كان أكثر سوادا من اللحية، وكان كثيفا جدا أكثر مما هو لدى العرب عادة. لم أر له مثيلا من قبل، عيناه كبيرتان واسعتان، لكن شعرت ان عينه اليسرى تعاني من شيء ما، ولاحظت ان إصبعه الوسطى في يده اليسرى بها قطع، وهذا يعني انه خاض قتالا ضاريا من قبل، وفي يده اليمنى لاحظت خاتما به حجر كريم، لا اعرف اسمه لبسه في الإصبع الصغرى، وكان تحت عين الملك اليسرى «خال» كبير.
كانت بشرته سمراء، لكنها بالنسبة لنا كانت مليحة جذبت عيوننا، صوته كان خافتا. وفيه «بحة»: حين سمعت صوته لأول مرة كنت أتعجب كيف يمكن لصاحب هذا الصوت أن يصيح او يقود الناس في الصحراء بهذا الصوت الخافت. وحينما كنا نتبادل الحديث كان الملك يبتسم دائما. ولم نلاحظ عليه أبدا أي مظهر من مظاهر الغضب او الامتعاض او حتى الملل. شعرت أنه ملك مختلف تماما عن الملك فاروق في مصر. عربيته التي يتحدث بها قريبة من الفصحى، لكنه يتحدث أحيانا بلهجة نجدية. وتصدر عنه أحيانا عبارات بلهجة سورية، كنت أحيانا لا افهم ما يقول. كان الحديث يدور في معظمه مع الوزير، الا انه أحيانا كان يوجه الحديث اليّ مباشرة. كنا نتحدث عن الدين والموقف الدولي والأمور السياسية. ولمدة ساعة وطوال الوقت كان يبدأ حديثه عادة بعبارة: «سعادة وزير اليابان». وحين كنا نتكلم عن الاتفاق الذي سيعقد بين السعودية واليابان: وعن الأحوال داخل المملكة العربية السعودية، والعلاقات مع الدول الأخرى، كان دائما يبتسم وينظر الى يوسف ياسين والى الآخرين مرددا:
اليس كذلك يا يوسف...؟
أليس كذلك يا خالد..؟
وذلك بطريقة كلها بساطة وود».
نقاش مع الملك
* ويشدد المؤلف بالقول «كما ذكرت قبل ذلك لا يمكن أن أكتب شيئا عما دار بيننا وعما اتفقنا عليه، أو عما كان ينبغي لنا مناقشته أو التحدث فيه. لا يمكن أن أكتب شيئا فيما يتعلق بموقف السعودية أو قضاياها، لكن اذكر هنا ان الملك قال: بلدنا بلد تحكمه الشريعة، والشريعة هي حكمنا ولا شيء غيرها، وأمام الشريعة جميع الناس سواسية، لذا فإن الديمقراطية الغربية التي تطبق بالقوة هي بالنسبة لنا وبالنسبة لبلدنا ليست ديمقراطية حقيقية، عندنا الشريعة، وهي دستور العرب، والمسلم الذي يؤمن إيمانا حقيقيا بالشريعة لا يفرض عليه بالقوة شيء، ولتحقيق الأمن لا نلجأ أبدا الى القوة، وقد سلمنا المسؤولية لأمير كل قبيلة، وعلى الأمير نفسه ان يتعامل مع أهل قبيلته، وأن يؤدي واجبه. فإذا ما حدث شيء ـ لا قدر الله ـ تكون هذه مسؤولية أمراء القبائل ولهذا فنحن الآن نعيش مرحلة أمن وحالة أمن.
وعن العلاقات الدولية قال الملك: نحن نريد ان تكون لنا علاقات طيبة بالدول المجاورة، وبالدول القوية في أوروبا، كما اننا لا نحمل بغضا ولا نحمل كراهية لأحد، وعلى سبيل المثال لا نحمل بغضا لدولة ألمانيا أو ايطاليا أو بريطانيا أو أميركا أو فرنسا، ونحن نحترم اليابان باعتباره بلدا عظيما في جنوب شرقي آسيا.
وعن الشيوعية قال الملك: الشيوعية.. نحن لا نوافق عليها ابدا. بل نود ان تنتهي. وهنا تبذل كل محاولات، لكن رجال بلدنا لا يقبلونها أبدا. وهذا أمر واضح تماما، ولهذا نعتقد ان الشيوعية لا يمكن أن تأتي الى بلدنا ابدا. ومن هنا فنحن لا نشعر بوجود مخاطر من الشيوعية تجاه سياستنا.
وعن اليهود قال الملك: اليهود كانوا دائما أساس الصراعات التي تدور في أوروبا، وهم أساس الصراعات التي تدور الآن، وفيما يتعلق بإخوتنا في فلسطين نساعدهم بما لدينا، ولقد أوضحت هذا تماما حين كتبت الى الرئيس الاميركي روزفلت، أرسلت له رسالة خاصة، وقلت له: ان اليهود سوف يتسببون في ايجاد مشكلات عديدة في جميع أنحاء العالم.
ثم قال الملك لنا مباشرة: وأنا آمل ان تقوموا في اليابان بدعم رأيي هذا.
وشعرت بأنه كان منفعلا وعاطفيا حين كان يتكلم عن اليهود.
تحدثنا كثيرا في موضوعات ليست مهمة، لذا لن أكتب عنها. لكن خلال الاجتماع تحدثنا عن ابنه الثاني فيصل الموجود في لندن في ذلك الوقت، أخبرت الملك بأنني والوزير التقينا به في القاهرة، فسر الملك كثيرا، وظهرت أمارات السرور على وجهه واضحة. كما لو كان عاجزا عن كتم سعادته، وراح يسألنا: كيف كان فيصل؟ هل كان في صحة جيدة؟ وراح يسألنا أسئلة تفصيلية عنه، ثم ذكر لنا أن الأمير فيصل قادم خلال أيام وسوف يسعد كثيراً لو التقى بنا في الرياض. كان يتكلم بأحاسيس الأب والوالد لا الملك. عرفنا أن الملك يحب الأمير فيصل حبا جما.
سعود أمير مهذب
* بعد نصف ساعة دخل علينا رجل يبدو في الثانية والأربعين من عمره، يضع نظارة على عينيه. قامته طويلة الى حد ما، نظر اليه الملك، وقال انه أحد أولادنا، انه الأمير سعود، فأردنا ان نحييه، لكن الملك قال: «فيما بعد». فأومأنا إليه بأيدينا. كان الأمير مهذبا جدا، جلس على الكرسي بأدب شديد وراح يستمع الى حديثنا.
قال الملك للمهندس ميتسوتشي انه طلب من أميركا حفر بئر ماء أمام قصر البديعة وسأله هل هناك احتمال لوجود ماء في الموقع؟ فرد المهندس: لا يمكن أن ابدي رأيي سريعا الآن، لكن أمهلني ليوم غد، سأقوم بدراسة جيولوجية لهذه المنطقة وأعطيكم جوابي.
وفي اثناء المناقشة قدموا لنا الشاي والقرفة والقهوة، قدموا الشاي مرة واحدة، لكن القهوة عدة مرات، كان طعمها لذيذا، كانت كالقهوة التي شربناها من قبل، لكن «فناجين» القهوة كانت «فناجين عادية» وكان الحارس الذي يقدم القهوة لا ينتعل حذاء.
انتهى الحديث تقريبا. وشعرنا بأنه لم يعد هناك داع لجلوسنا، ولكن كلما هممنا بالاستئذان بدا الملك وكأنه لا يريد ان يتركنا نذهب، وأوقفنا أكثر من مرة عن مغادرة المكان، وراح يرحب بنا.
رجعنا الى مكان إقامتنا. وجاء الينا يوسف ياسين ليخبرنا بأننا سنتابع الحديث معاً في الساعة الواحدة، لكن الساعة الواحدة تعني الرابعة. وهكذا جاء يوسف ياسين ثانية، ودار بيننا الحديث حتى الساعة السابعة، أي لمدة ثلاث ساعات.
جولة في مدينة الرياض
* استيقظنا من النوم، وهذا اليوم هو إجازة قومية في اليابان تتعلق بمناسبة خاصة بالإمبراطور، ولهذا فالأعمال التجارية في اليابان متوقفة، والمحلات مغلقة.. تناولنا طعام الإفطار. لم يكن هناك ما أتوق اليه من الطعام الطازج، لكن ما العمل.
وبعد الطعام بدأت أعد لإرسال برقية لوزارة الخارجية، وذلك بالآلة الكاتبة التي كنت أحملها معي، ثم ذهبت مع المهندس ميتسوتشي وأخذت صورة للحديقة. وحين أردنا أن نتجول ونشاهد مدينة الرياض، طلب عبد السلام منا التريث حتى يسأل الملك ليرتب لنا الأمر. وقام بالاتصال بيوسف ياسين الذي تأخر في الرد فترة طويلة، وخلال هذا الوقت أحضر عبد السلام مقالا قال انه سيرسله إلى جريدة «أم القرى» عن رحلتنا، وشاهدنا مسودة ما كتب! جاء رد يوسف ياسين ايجابيا، وذكر أن بالإمكان أن نذهب لمشاهدة مدينة الرياض، والتجول فيها في الساعة الحادية عشرة من هذا الصباح، فشعرنا بأنهم يعاملوننا معاملة ضيوف مهمين، وانطلقنا لنشاهد مدينة الرياض.
قالوا لنا: إن سكان الرياض 20 ألف نسمة، فسألت نفسي متعجبا أين يسكن هؤلاء؟! لم أر أناسا كثيرين هنا.. ومضينا في الطريق المؤدي إلى وسط المدينة، فشاهدنا المباني المشيدة من الطين، كان هناك محل لبيع الطعام المعلب وزيت الطعام، وكان يمكن أن نرى علب الطعام كتب عليها «صنع في اليابان» ورأيت الناس الذين يمشون بدون أحذية، والنساء كلهن يلبسن الحجاب الأسود، وفي الطريق رأينا سيارات فيها نساء، وضعت على نوافذها ستائر، وربما كانت النسوة من الأسرة المالكة. ومرت سيارتنا بجوار قلعة أو قصر «قصر المصمك» قالوا لنا انها أقدم قلعة للأسرة السعودية، وقد وقعت مرة في قبضة الأتراك، ومن بعدهم آل رشيد من حائل. وفي سنة 1902 قام جلالة الملك عبد العزيز ـ وكان في العشرين من عمره ـ ومعه 15 نفرا من أصدقائه بالهجوم على القلعة، وتمكن من تسلق سورها والسيطرة عليها، وداخل هذا القصر توجد الآن سلطة نجد، والأمير سعود ولي العهد يقيم هنا أيضا، كما توجد في القصر الشعبة السياسية، التي نظمها يوسف ياسين ويوجد أيضا مقر الوزارات المختلفة.
دخلنا القلعة أو القصر، وصعدنا الى الطابق الثاني، كانت الزخارف الداخلية تشبه تلك الزخارف الموجودة في قصر الشمسية الذي يقيم فيه الملك. دخلنا الغرفة الخاصة بالشعبة السياسية التي بدت كأنها مكتب عادي، لكن مساحته واسعة، وتوجد فيها منضدة كبيرة جدا. وعلقت على الحائط خريطة العالم باللغة العربية، وخريطة لشبه الجزيرة العربية مطبوعة في بريطانيا، وعلى المنضدة وضع جهاز هاتف، وكرة كبيرة مرسومة عليها خارطة العالم، وكرسي مصنوع من الجلد. لكن الإضاءة في الغرفة لم تكن كافية تماما مثل الإضاءة في غرفتنا التي نزلنا فيها، وعلقت على الحائط ساعة، كانت تشير الى الساعة السادسة بالتوقيت العربي.
بعد المغرب ذهبنا إلى القصر الذي يعيش فيه صاحب السمو النائب الأول (ولي العهد) تلبية لدعوته إيانا لتناول العشاء. دخلنا في القصر الذي كانت زخرفته شبيهة بالزخرفة الموجودة في غرفتنا، فرحب بنا الأمير سعود نفسه، وأخذنا إلى حجرة الطعام.
وكان بجانبنا يوسف ياسين، وخالد الحكيم، وإبراهيم، والدكتور السوري، وأحد الرجال ممن لهم مكانة في القصر ـ نسيت اسمه ـ كنا جميعا تسعة، كانت مائدة الطعام على النمط الأوروبي. وكانت الأطباق شبيهة بتلك التي نستخدمها حيث نقيم.
جلس الأمير سعود على رأس المائدة، وعن يمينه جلس الوزير الياباني وخالد الحكيم والرجل ذو المكانة الرفيعة في القصر، والدكتور السوري، وعن يساره جلس المهندس وأنا وإبراهيم ويوسف ياسين، كانت هناك مقاعد عديدة خالية تستوعب كثيرين من الضيوف. وتكون الطعام من حساء (مرق) لحم الضأن الدسم جداً، ومن الدجاج وأرز به قطعة صغيرة من لحم الضأن المحمر بالزيت، وفطيرة كبيرة حلوة جداً جداً، وفاكهة المانجو المعلبة، وأجمل شيء في هذا كله أنني استطعت أن آكل البرتقال الفلسطيني الطازج، والتفاح الفلسطيني الطازج أيضاً. كان الطعام دسماً وشهياً جدا.
وبعد أن فرغنا من تناول الطعام انتقلنا إلى غرفة الضيوف مع النائب الأول (ولي العهد) صاحب السمو الأمير سعود. كانت جدران الغرفة مزخرفة بأشكال جميلة ذات ألوان واضحة جدا، وعلى المنضدة وضع مذياع وكرة تحمل خريطة العالم كتلك التي شاهدناها في «الشعبة السياسية».
كان النائب الأول الأمير سعود يبدو كأبيه، طويل القامة ـ تصل قامته إلى نحو 180 سنتيمتراً ـ لكنه لم يكن عريضاً كأبيه، وكان لون بشرته داكناً. يضع على عينيه نظارة، طريقته في الحديث مثل والده تماماً، إلا أنه كان أسرع قليلا في إخراج عباراته من والده. ونستمتع بالمشي في هذا الجو الجميل الذي زاده ضوء القمر ـ ليلة الرابع عشر ـ روعة وحسناً.
أعادت إلي هذه الليلة المقمرة ذكرى ليلة شبيهة بها في القاهرة، حينما ذهبت إلى منطقة الأهرام، لا تزال هذه الذكرى ماثلة في نفسي وناظري، الآن أعاد لي بدر الرياض ذكرى الليلة المقمرة في القاهرة، فاغرورقت عيناي بالدموع. بعد أن عدنا إلى غرفتنا، كتبت برقية على الآلة الكاتبة، ثم دلفت إلى سريري، ونمت نوماً عميقاً.
حدثنا الأمير عن الزمن الذي جاء فيه والده إلى هنا ودخل على هذه القلعة، وحدثنا أيضاً عن الوضع الداخلي في المملكة العربية السعودية، والقضايا التي واجهت الملك. ثم سألنا عن اليابان، وبدأ كأنه مهتم كثيراً باليابان.
تسلمنا هدايا الملك: أهدى إلى الوزير سيفا مذهباً، وكسوة تتكون من مشلح وجلباب وغترة وعقال، وأهدى الملك إلى المهندس ميتسوتشي ولي أيضاً ساعة يمكن أن تضيء أرقامها وعقاربها بالليل، وعليها اسم الملك، وكسوة كالتي أهديت إلى الوزيرة، وأهدى لخادمنا محمود كسوة تتكون من مشلح وجلباب وغترة وعقال.
وأخبرنا يوسف ياسين بأنه ليس عندهم نظام يسمح بإعطاء النياشين، لأن ذلك ليس من الإسلام، ولذا أهديت إلينا هذه الهدايا. وفيما يتعلق بالسيف قال: إن الملك تعود أن يستخدمه، لهذا فإن من الشرف الكبير للأجنبي أن ينال سيف الملك، وفيما يتعلق بالكسوة قال: إنها مليئة بالطيب الذي يستخدمه الملك عادة. ولا أزال احتفظ بهذه الكسوة، ويمكنني أن أشم رائحة الطيب، كلما شعرت بالحاجة إلى ذلك.
المطر في الصحراء
* حين رجعنا من القصر ازداد هطول المطر أكثر فأكثر، وشاهدنا في الطريق خيمة بعض البدو، وقد غطوها بجلد الغنم وبحصيرة وحزموها بالحبال. كان المطر غزيراً جداً جداً، لذا تبلل كل شيء تماما، خرجت من الخيمة امرأة، وبدا كأن المطر انهمر من سقف الخيمة أيضاً، فهذه الخيمة تستخدم عادة للحماية من أشعة الشمس وشدة القيظ ومن العواصف الترابية، والرياح الشديدة، لكنها لا تصلح للوقاية من المطر، فلا فائدة من هذه البيوت في هذا الوقت، والواقع أنها أقل من بيوت الفقراء في اليابان. انخفضت درجة الحرارة أكثر. وصرنا نشعر بالبرد. والبدو في الخيمة، ربما كانوا يرتعشون داخلها، قسوة الطبيعة هذه جعلت هؤلاء العرب أقوياء، وقادرين على تحمل مصاعب الحياة وشدائدها.
شعرت من أجلهم بالأسى لأنني احتمي داخل السيارة من المطر، وأشعر بما يشعرون به. لكن الأمر في غاية السوء، ليس هنا فقط، لكن في جميع أنحاء العالم: فقد زرت الهند مرة، فرأيت أحوال الناس أسوأ بكثير مما هي عليه هنا. وزرت مرة منطقة الفسطاط بالقاهرة. ثم ذهبت بعد ذلك إلى شارع قصر النيل، وقارنت بين المنطقتين فلاحظت تناقضاً. وزرت فندق الملك داود في القدس، وشاهدت أيضاً العرب الذين كانوا يقفون عراة مكبلين بالحبال! وفي البصرة شاهدت يختاً رائعا لامرأة بريطانية، وشاهدت بجانبه بعض الناس يعومون على قطعة مسطحة من الخشب في نهر الفرات، وفي أكرا بالهند كان هناك قصر رائع، وبجواره «كشك» (كابينة) مكسورة تفوح منه رائحة عفنة يعيش فيه الناس، وفي شانغهاي شاهدت امرأة فرنسية كانت تمشي مع كلبها تتبختر، وبجانبها إحدى الغواني الصينيات ممن طحنهن الفقر. فعدم التوازن يمكن أن يرى في أي مكان على أرض المعمورة. لكنني حين شاهدت الناس هنا، هؤلاء العرب البدو، شعرت أنهم سعداء جداً، فهم قبل كل شيء ـ ورغم كل شيء ـ يتمتعون بالمساواة في كل شيء!! سوف نترك اليوم هذا المكان. ونغادر من هنا عائدين من حيث جئنا. استيقظت وبدأت أحزم الأمتعة وأجهزة الحقائب. وفي التاسعة ذهبنا إلى القصر الذي يقيم فيه الملك، قصر الشمسية مع يوسف ياسين ومستشاره إبراهيم.
التقينا بالملك لقاء الوداع، كانت كلماته لنا بسيطة جداً ومعبرة.. قال: «الناس في بلدنا ليسوا متعصبين، لكن يمكنني أن أقول: إن الناس معتدلون». وأعاد الملك هذه الكلمات على أسماعنا أكثر من مرة. بعد أن التقينا بالملك ـ وبترتيب من يوسف ياسين ـ أخذنا تصريحا بالتقاط صورة مع الملك. إبراهيم سوف يلتقط الصورة لنا مع الملك، بينما سألتقط صورة للوزير الياباني مع الملك، والتقط الوزير صورة للملك وحده، وهي الصورة الموجودة في هذا الكتاب. ولكن فيما بعد اكتشفنا أن الصورة التي التقطها إبراهيم لم تظهر.

الهلالي 10-01-09 06:48 PM

بارك الله فيك ابو حذيفه
يعطيك الف عافيه

أبوحذيفة 37 10-01-09 09:12 PM

رحلة إلى الماضي العربي
أبوظبي : المجمع الثقافي، 2000م
http://www.al-jazirah.com/culture/28062004/19.jpg

تأليف : وليام بولك، وليام مارز
ترجمة : عبدالوهاب الجلاصي


في كتابهما رحلة إلى الماضي العربي، يشير وليام بولك ووليام مارز إلى ذلك التباين بين المنزل العربي، وخاصة ما يدعى بقسم الحريم فيه، وبين صورة هذا المنزل كما رسمتها الوسائل الثقافية الغربية المختلفة، فيقولان: (أما بقية المنزل فهو الحرم. وللأسف فإنه ليس من الحرم الذي تصوره أشرطة هوليوود في شيء. إِذْ هو ببساطة، المكان المخصَّص للعائلة، غرف نوم وحمامات ومطبخ..) غير أنّ مثل هذه النظرة المنطقية التي ينمّ عنها كلّ من بولك ومارز هي نظرة بالغة الندرة في الأدبيات الغربية التي تناولت النساء في بلاد العرب، سواء كانت هذه الأدبيات كتب رحلات، أو فنّاً استشراقياً أو أفلاماً سينمائية أو حتى دراسات أنثروبولوجية علمية. ومع أننا لا نريد في هذا المقام أن نصوّر وضع المرأة العربية بأنه الوضع الذي لا يمكن أن يطوله النقد، فإنَّ من الضروري الإشارة إلى أنّ الأمر يختلف كلّ الاختلاف تبعاً للأسس التي يقوم عليها هذا النقد والغايات المتوخّاة منه، وتبعاً لما إذا كان قادراً على تبيّن الظواهر التي ينتقدها أنّى رآها (في الشرق أو في الغرب) أم لا.
والحال أنّ النظرة الغربية إلى النساء العربيات غالباً ما انطلقت من تحيّز مسبق مفاده أنّ النساء العربيات يعانين من الاضطهاد ما لا تعانيه غيرهن من النساء، وأن سبب هذا الاضطهاد هو الدين الإسلامي. فلطالما اعتبرت أوروبا أنها متأكدة من ذلك واثقة منه كلّ الثقة. فهذا ما وصفته كتب الرحلات الغربية والأدب الغربي وما صوّره الفن الغربي على مرّ فترة طويلة من الزمن. ولذا فقد أخذ الأمر على أنه واقعة لاشكّ فيها، ويمكن للجميع أن يروها متجليةً في الحجاب وفي الحريم، هاتان الظاهرتان اللتان لاتزالان تثيران اليوم ردود فعل قوية لدى العقل الغربي شأنهما في أي وقت مضى. فطوال قرون كانت أوروبا قد سُحِرَت بالحجاب وبالحريم ونفرت منهما في آنٍ معاً. فقد عمل هذان الرمزان، من جهة أولى، على الحيلولة بين المراقب الغربي ورؤية النساء أو الاتصال بهنّ مما أوقظ لديه مشاعر الإحباط والسلوك العدواني. كما وفّرا للرجال، من جهة أخرى، فرصة الجموح بالخيال والتلويح بتجارب غريبة وشهوانية مع (الجميلة المتحجبة) و(ودرّة نساء الحريم)، وذلك في الوقت الذي أبدت فيه المراقبات من النساء ما أبداه الرجال من التباس وعداء ومركزية أوروبية، وإِنْ يكن لأسباب مختلفة عن أسباب الرجال. ويمكن لمن يودّ العودة إلى ردود الأفعال هذه بتفاصيلها أن يقرأ ما جمعته جودي مابرو من أقوال الرحّالة الغربيين عن النساء العربيات في كتابها (أنصاف حقائق محجّبة: تصورات الرحالة الغربيين عن النساء في الشرق الأوسط)، وخاصة إلى مقدمتها الممتازة حيث تسلّط سهام نقدها على هذه النظرة الغربية وتقوم بمقارنة بين وضع النساء العربيات في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ووضع النساء الغربيات في هذه الفترة ذاتها. لتخرج بنتيجة مفادها أنّ هذين الوضعين لم يكونا مختلفين ذلك الاختلاف الذي صوّره الرحالة الغربيون، لمصلحة نسائهم بالطبع.
والحال أنّ الرحالة الغربيين، بتركيزهم على الحجاب والحريم، غالباً ما أخفقوا في فهم أوجه حياة النساء العربيات التي هي أوجه متعددة ومتنوعة. وعلى سبيل المثال، فإنّ الحريم كما فُهِمَ في الغرب بتأثيرٍ من كتب الرحّالة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كان نادراً إلى أبعد الحدود وكان ليبدو غريباً كلّ الغرابة بالنسبة لغالبية نساء المنطقة اللواتي يعشن في مناطق ريفية، ويعانين من الفقر، وينهضن بقسط وافر من أعباء العمل الزراعي. وهو ما يصحّ أيضاً على المدن التي اضطر فيها كثير من النساء إلى العمل بغية المساهمة في زيادة دخل العائلة.
وما يلفت الانتباه أيضاً هو تلك العناية التي يبذلها الرحّالة الغربيون بالنساء الشرقيات بوصفهن موضوعات جنسية على وجه التحديد. فالارتكاس المباشر، الذي يتلو الإثارة الناجمة عن كون هؤلاء الكتّاب قد عادوا في الزمن إلى أيام ألف ليلة وليلة، هو ارتكاس عدوانيّ، غالباً ما يتجلّى في سلوك بعيد كلّ البعد عن التحضّر، كأن ينتهكوا حرمات البيوت، أو يسترقوا النظر إلى النساء المستلقيات على المصاطب أو المستحمّات في الأنهار، أو يسوّدوا صفحة ثقافة كاملة على أنها منحطّة ومتفسّخة. كما نجد لدى هؤلاء الكتّاب شعوراً بالعداء تجاه البيوت المغلقة والمدن المغلقة والنساء المحجَّبات.
وحين درس مالك علولة في كتابه (الحريم الكولونيالي) عدّة آلاف من البطاقات البريدية التي أنتجها الفرنسيون في الجزائر وقيل إنها تصور النساء والعادات والتقاليد هناك، وجد أنّ صورة النوافذ ذات القضبان تتكرر كثيراً في هذه البطاقات بحيث يتضح للناظر من غير شكّ أنَّ نساء الجزائر يعشن في سجون. أما صور النساء العاريات فتجردهن من أية طبيعة ما عدا الطبيعة الجنسية في الوقت الذي تخلّف فيه انطباعاً راسخاً بأنّ المصوِّر قد نجح في مهنته، إذْ رفع الحجاب عن المحجَّب، على الرغم من أنّ هذه الصور مأخوذة في الاستوديوهات لموديلات من النساء. يقول علولة: وعلى هذا النحو فإن فكرة المرأة الحبيسة في دارها لابدّ أن تفرض نفسها بطريقة طبيعية... فإذا لم تكن رؤية النساء متاحة، فذلك لأنهن سجينات. وهذه الموازاة الدرامية بين التحجّب والحبس ضرورية لبناء سيناريو متخيَل يفضي إلى تصفية المجتمع الفعلي الواقعي، هذا المجتمع الذي يسبب الإحباط، واستبداله بوهم (وهم الحريم). وعلى غرار هذه البطاقات البريدية، كانت كتابة الرحّالة الغربيين في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين (ولاتزال إلى اليوم بدرجة كبيرة) مسكونة بالحجاب وبالحريم. فصور السجون والأغلال في كلّ مكان، مهما تكن بعيدة عن الموضوع ورؤية جدار أو مصراع نافذة أو سماع رنين خلخال، كانت تثير لدى هؤلاء الرحّالة أفكاراً عن نساء حبيسات وردود أفعال عدوانية تجاه نظام الحياة المغلق في الشرق، ذلك النظام الذي يرون أنه يختلف كثيراً عن حياة الغرب الودودة المنفتحة. ونظراً لتعذّر دخول هؤلاء الكتّاب إلى حياة العائلة، فقد انهمر من أقلامهم وابل من الأحكام الأخلاقية المتعلقة بتعدد الزوجات وفجور النساء وغياب المبادئ الاخلاقية لديهن، وموقفهن البائس من الامومة، وغبائهن.. الخ.
والحقّ ان ما يثير الانتباه هو تلك الكثرة الكاثرة من كتب الرحلات التي انهمرت من المطابع الأوروبية في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين مما دبّجه كتّاب مغمورون تعوزهم الشهرة. فلقد أبدى الغرب فضولاً لمعرفة الشعوب الأخرى كان مرتبطاً بلا شكّ، وكما بيّن إدوارد سعيد في كتابيه الاستشراق والثقافة والإمبريالية، باستعمار هذه الشعوب وفتحها. ولذا لم تكن هذه المعرفة إلا على مستوى يرسّخ اقتناع الأوروبيين بتفوق ثقافتهم على غيرها من الثقافات، على الرغم من جميع الفوائد التي انطوت عليها تلك المعرفة مما لا يجوز نكرانه بأي حال من الأحوال.
فقد وجد عدد هائل من الكتب عن العالم العربي طريقه إلى النشر في تلك الفترة، لدرجة أنَّ كثيراً من المؤلّفين كانوا يستهلّون كتبهم بمسوّغات تبرّر إصدارها، إِذْ كان ثمة قدر كبير من التكرار والانتحال في هذه الكتب. فتنوّع الحياة في المنطقة العربية كان مجهولاً، شأنه اليوم في كثير من الحالات. كما اتّخذ هؤلاء الكتّاب مواقف تعميمية وشمولية، نظراً لما أملاه الخوف مما هو مختلف والجهل به والرغبة في استعماره من مقاربة تركّزت على المظاهر الخارجية وحدها.
يقع الكتاب في ( 270) صفحة من القطع العادي.

أبوحذيفة 37 10-01-09 09:21 PM

في قلب نجد والحجاز

للا ستاذ / محمد شفيق مصطفى

قام برحله من مصر الى نجد قبل 60 سنه وكتب هذه المذكرات


أبوحذيفة 37 10-01-09 11:55 PM

وسط الجزيرة العربيةوشرقها «1862-1863م».
المؤلف: وليام جيفورد بالجريف.
ترجمة: صبري محمد حسن.
رحلة بلجريف من الرحلات المهمة والمثيرة للجزيرة العربية ولكن يكتنفها الكثير منالإدعاءات. وجاءت الرحلة في وقت كانت أوربا تجمع أخبار ومعلومات عن الوطن العربيولمعرفة ماذا يجري فيها للتحرك في الوطن العربي.



وسوف يكون تتطرقي للموضوع من عدة محاور:


1- أهداف الرحالةالأجانب للبلاد العربية:


دوافع أغلب الرحلات كانت موجهة بدوافع جس وتجسس ولم تسلم من التوظيف لأغراضعدوانية حتى ما كان منها متشحاً بثوب العلم والبحث، هذا الثوب الذي طالما ارتداهأعداء الأمة تمويهاً على طريق تحقيق أغراض مشبوبة أو حقيقة، ولكن نتائج أبحاثهموعلومهم جندت لقهر الشعوب واستعبادها. ويمكن يكون من الدوافع هو الدافع الاستعماريتمهيداً لغزو عسكري أو ثقافي أو نتيجة له. وجمع المعلومات الاستخبارتية.


وبعض الرحلات كان هدفها الاستكشاف العلمي. وبعضها الديني.


2- التعريفبالمؤلف:


بلجريف: ولد وليامبلجريف palgrave في عام 1826م لأب عالم مشهور جداً، لعب دوراً هاماً في تأسيس دائرة المعارف العامةالبريطانية، وبلجريف كان يعرف بين أفراد عائلته بـ «جفي»، التحق بالجيش البريطانيفي بومباي، ووقعت عينه على العرب لأول مرة أثناء مروره بمصر في يناير عام 1848معندما كان في طريقه إلى الهند. ولم تمر سنة على سفره حتى ترك السلك العسكري. وأنضمإلى جماعة الآباء اليسوعيين المسيحية. وقد اعترف بلجريف فيما بعد أنه كان يهدف منخلال انضمامه إلى هذه الجماعة للعمل كمبشر بالنصرانية بين العرب.


تعلم بلجريف اللغة العربية وأتقنه إتقان جيداً حتى كانت تكون لغته الأم مماساعده كثير في تنقلاته. وكان يجيد اللغات الفرنسية والألمانية والايطاليةواللاتينية اليونانية وأيضاً القديمة.


يقول عنه د. روبن بدول[1] «بلجريف جنديوراهب يسوعي وعميل سري (جاسوس) وأخيراً دبلوماسي». ويقول عنه أسعد عيد الفارس[2]ربما كان من جواسيس الفرنسيين في الوطن العربي،روائي حالم.


ورحلة بلجريف إلى الجزيرة العربية عام 1862/1863م كانت رحلة يكتنفها الغموض فيغايتها وبقيت أيضاً غايتها سرية، ولم يكن لدى الأوربيين في ذلك الوقت معلومات حديثةودقيقة عن نجد، وقد استطاع بلجريف إقناع رؤسائه الدينيين أنه ربما ينجح في تحويلالوهابيين إلى النصرانية. ولكن يذكر بلجريف في مقدمة كتابه؛ أن الغرض من الرحلة هوالأمل في تأدية بعض الخدمات الاجتماعية لشعب تلك المنطقة الواسعة ورغبته الملحة فيتوصيل مياه الحياة الشرقية الراكدة بمياه أوربا الجارية!!!!! ولكني أعتقد بأنهارحلة جاسوسية متقنه ومعده لها جيداً.


وعند وصول بلجريف إلى أوربا قدم تقريره إلى الإمبراطور نابليون الثالث والذيتضمن خطة لضم مصر وسوريا ووضعهما تحت الحماية الفرنسية. وتوفي في عام 1888م ودفن فيضاحية فولهام البريطانية.


في عام 1865م ظهر كتاب بلجريف «مذكرات رحلة كاملة في وسط الجزيرة العربيةوشرقها» وقد أهداه إلى الرحالة «نيبور»[3]وقدترجم بعد سنة إلى الفرنسية.


3- موجز لرحلةبلجريف:


في بداية رحلته وصل بلجريف إلى مدينة مُعَان في عام 1862م/ 1279هـ واستأجرسورياً أسماه «بركات»، وأطلق على نفسه سليمان العيص[4]، واتفقا على أن يتنكرا في زي طبيب عربي ومساعده،وقد أخذا معهما كمية من الأدوية، وقد درس مقرراً في طب المناطق الحارة.


وينطلق الطبيب العربي المزيف ومعه مساعده من مدينة مُعَان إلى مدينة الجوف ويكسبود حاكمها الذي فشل في اكتشاف شخصية ذلك الطبيب الحقيقة، وبعد أن يكسب ود حاكمالجوف، يتوسط الأخير له عند حاكم حائل الأمير طلال بن رشيد، الذي فشل بدوره فيالتعرف على شخصية هذا الطبيب الحقيقة، ويمكث في حائل فترة دوَّن خلالها ملاحظاته،مثلما فعل في الجوف عن كل شاردة وواردة، ثم ينطلق من حائل إلى بريدة، ومن بريدةينتقل إلى الرياض واستقبله الأمير فيصل بن تركي، وفشل أهل الرياض أيضاً في اكتشافومعرفة شخصيته الحقيقية، برغم أنهم ناقشوه، من منطلق «الوهابية في الإسلام» وأثبتلهم أنه ضليع في الدين وأنه قام بدراسة المذهب الوهابي من جميع جوانبه، وحاولوااكتشافه عن طريق التحدث إليه بالإنجليزية ولكنهم فشلوا في ذلك ونجح في استمالتهمإليه وتسخيرهم لأغراضه فيما يتعلق باستخلاص المعلومات والحصول عليها، وكان أحدأهدافه في رحلته للجزيرة العربية وخاصةً الرياض استمالة أهلهم وتسخيرهم لأغراضه.

وبحكم أنه طبيب، ولندرة الأطباء في تلك المنطقة في الرياض في ذلك الوقت أصبح مقرباً إلى الصفوة ودوائر صنع القرار، بل كان من المقربين إلى أفراد البلاط الملكي مما جعله قريباً من كل شي،

أبوحذيفة 37 11-01-09 12:02 AM

وكان الأمير فيصل بن تركي كبير في السن ولسبب ما!! لمحَلبلجريف عدة مرات وبطريق غير مباشر في رغبته في الحصول على كمية من عقار «ستركنين» السام لينتحر الأمير رفضه بلجريف!!.


ويقضي بلجريف في الرياض مدة تصل قرابة الخمسين يوماً وخلال تلك المدة عمل دراسةتاريخية وسياسية عن الحركة الوهابية.ويخرج من الرياض بشكل مفاجئ لينتقل بعدهاللأحساء دون أن يُكشف أمره ومن الأحساء يتجه للقطيف «وهنا سوف يكون لي شي منالتفصيل» ثم يتجه للبحرين وبعدها إلى قطر ويزور كثير من مناطقها ويتكلم عن بدوالمناصير وبنو ياس، ويغادر قطر إلى بر فارس على سفينة فارسية، ثم يبحر إلى لينجاومنها إلى سواحل عُمان حيث يزور الشارقة وخورها وميناءها ثم يصل إلى مسقط،والظاهرة، والجبل الأخضر، ويغادر مسقط إلى بندر عباس، وشيرو، ,وأبو شهر ثم إلىالبصر ومنها إلى بغداد، ثم يعود إلى سوريا لينطلق منها في النهاية إلىبريطانيا.


استمرت الرحلة عاماً كاملاً، جمع خلالها كثير من المعلومات من أفواه الناس ومنملاحظاته الشخصية ليكتب كتاباً في مجلدين إجمالي صفحاتهما حوالي ألف ومائتيصفحة.


4- القطيف فيالرحلة:


بدأت الرحلة إلى القطيف قادمة من الهفوف


يقول بلجريف: وقبيل المغرب بدأنا نتسلق بالتدريج سلسلة تلال القطيف الرمليةالواسعة، ثم بدأنا نجوس خلال أرض صخرية يميل لونها إلى الاسوداد، ويوجد بالمنطقةقرية العازمية azmiah شبه جرداء. ولكنها تبعد عن القطيف فيقول بعد مشي عدة ساعاتوصلنا للقطيف.


وصل بلجريف إلى منطقة بالقطيف يقول عنها بلجريف عبارة عن بقعة مرتفعة من الحجرالرملي، يبدو أنها كانت حداً لمياه البحر في فترة سابقة، ومستوى ارتفاع هذا المنحدريكاد يكون نفس مستوى الخليج الذي يقع بعده مباشرة، وهذه المنطقة ليست صحية برغمخصوبتها وكثافة سكانها، ويعطينا بلجريف وصف لبنية أجسام السكان فيقول: وسكان هذاالمنحدر في معظمهم ضعاف البنية وتميل بشرتهم إلى الاصفرار.


وأثناء مرورهم على طريق القطيف عبروا أرض هي امتداد لنوع من التربة تميل لونهاإلى الابيضاض والتي كانت حوضاً جافاً من أحواض المستنقعات المالحة الضحلة، وأثناءمرورهم في القطيف وعلى يمينهم كانت هناك كتلة مستمرة من بيارات النخيل، التي كانتتمتد فيها بينها أقواس ومجاري ممر مائي ملتوي قديم ومتعرج ويذكر أن الذي قام ببناءالممر المائي الدولة القرمطية التي حكمت القطيف، وكان الهدف من إنشاء الممر المائيهو إمداد مدينة القطيف بقدر كافِِ من الماء، وطول الممر يبلغ خمسة أميال تقريباً،والحياة النباتية كثيرة وكثيفة.


وصل بلجريف لمدينة القطيف الأم «قلعة القطيف» وعند بوابتها الغربية، والبوابةعبارة عن قوس عالِ من الحجر جميل الشكل، ويتصل بها من جانبيها الأسوار والأبراجولكنها كانت بحالة سيئة مفككة ومخرَّبة، وكانت توجد على مقربة من تلك البوابةمقبرتان، أحدهما لأهل القطيف، والثانية للحكام والمستعمرين النجدين.


ويقوم بلجريف بوصف القطيف وأحياناً بوصف غير لائق بألفاظ بذيئة حيث كان بمقدورهاختيار ألفاظ أقل حده:


ومدينة القطيف نفسها مزدحمة بالسكان، ورطبة، وقذرة وكئيبة الشكل، ونظراً لأننيلا استطيع العثور على الكنية أو الوصف الصحيح الذي يمكن أن أطلقه عليها فأنني أكتفيبالقول بأنها متعفنة mouldy.


كما أنه تحامل بشكل كبير على سكان القطيف فهو يؤكد على حسب كلامه ما يرويهالتاريخ عن الاستعمار الفارسي لهذه المدينة، وينقل أيضاً بقوله «والواقع أن سكانهذه المنطقة كلها، وسكان العاصمة بصفة خاصة هم من الجنس المغولي الذي يجري في عروقهالدم الفارسي، كما يختلط به أيضاً دم البصرة وبغداد والعراق. وكان الشيعة يلوذون منانتصارات بني العباس «أي انتصارات بل ظلم جور وقمع»!!! للقطيف كي يحميهمالقرامطة.


ويقول بلجريف: والمعروف أن أهل القطيف جميعاً من الشيعة، ويستكمل كلامه بقلة أدبحيث يقول: أو إن شئت فقل من الخوارج أو المفكرين المتحررين، بمعنى أنهم من أولئكالناس الذين مروا بمراحل العقيدة الفاسدة في الشرق.


قام بلجريف بوصف «قلعة القطيف» ونسب بناءها بسورها إلى القرامطة، وأن أسوارهاضخمة ومرتفعة وقوية وهي مبنية من الآجر والصخور وصلبة الدفاع ومحصنة بمدافع فوقالسور وعلى بوابات القلعة، كما أن بعض المدافع متوجه نحو البحر، ومدخل القلعة لهبابان وعلى جانبيه تواجد الأبراج، ويوجد مقاعد مخصصة للجلوس خارج القلعة. وتقعالقلعة عند أقصى طرف منحنى الخليج الصغير. وسور القلعة الخارجي مربع الشكل، كماتوجد في السور الداخلي أبراج عالية عند الأركان، كما يوجد خندق حول القلعة، والبحرهو الذي يحمي الواجهة الأمامية للقلعة، ويقع قصر الحاكم «المكلف من الدولة السعوديةالثانية» في الطرف الجنوبي الغربي من القلعة كما وصف بعض السفن الموجودة بالقرب منالقلعة الراسية في البحر. ووصف إحدى السفن الكبيرة الموجودة بالقرب من تلك السفنحيث شدته انتابه، فيقول:


«انتابنا خوف شديد منها وأنها واحدة من أسطول الأمير فيصل بن تركي أحد أمراءالدولة السعودية الثانية، وهي لمقاومة السفن الأخرى مثل أسطول البحرين وعمانوإنجلترا بل وكل هذه السفن مجتمعة التي تحاول مهاجمة المنطقة، كما أن أهل المنطقةينظرون إلى هذه السفينة بكثير من الخوف، ولم يكونوا يذكرون اسمها إلاّ همساً، وكانتالسفينة في تلك اللحظة تطوي شراعها، وربما نقدر أن نطلق عليها لوحدها «أسطول»..


ويقع جمرك القطيف بمقربة من الشاطئ القذر «يعود إلى ألفاظه البذيئة»، الجمركعبارة عن كوخ مصنوع من جريد وسعف النخيل، وكان طويلاً وضيقاً، ومن أمام وبالقرب منالجمرك كانت هناك بيارات نخيل شديدة الرطوبة، ومستنقعات من المياه المالحة، وكانالمشهد موحشاً.


قابل بلجريف أمير القطيف والمعين من قبل الدولة السعودية الثانية الأمير فيصلوكان شخص زنجي تربى في قصر الأمير فيصل واسمه «فرحات» وكان فارع الطول يقدر عمرهبخمسين سنة، ولقد أكرم «فرحات» بلجريف وقام بالثني عليه بقوله:


حسن الطبع، كثير الكلام، كريماً، كما أن ذكاؤه وفكره يزيد قليلاً على ذكاء وفكرالشخص العادي، وكان يرتدي ثياباً أنيقة أكثر من تلك التي يرتديها الوهابي الملتزم،ومن حول «فرحات» كانت تقف حاشيته المكونة من نجديين سمر البشرة. وقدر عدد الحاميةالسعودية المتواجد بالقلعة ما بين 250-260 رجلاً. وسكان القطيف يحملون العداء لهمويقول بلجريف وأنا لم أر في حياتي مثل هؤلاء العرب «يقصد الحامية السعودية» الذينيعانون من الاكتئاب ومن الضجر والملل والسأم، وكثير منهم مرضى، وجميعهم روحهمالمعنوية متدنية، وتتراوح إقامتهم هنا بين عامين وثلاثة أعوام، وأفراد الحامية غيرمسموح لهم هنا بالزواج من بنات القطيف.كما أن سكان القطيف يرفضون تدخل القضاءالوهابي فيهم.


قام بلجريف بوصف الطراز المعماري للمنازل والبيوت الهامة ويرجع كثير من منازلالقلعة إلى الطراز القرمطي أو يعود للدولة القرمطية وخاصة المنازل الفاخرة وهي قله،وقال احد رفقاء بلجريف إلى بلجريف: إن الذين بنوا تلك المنازل كانوا أكثر تحضراًعمن يشغلونه الآن، كما إن تم تحويل جزء من احد المنازل إلى مسجد وهابي!!!!


وقام بوصف أهالي القطيف عندما رآهم في وجبة عشاء بقوله: يرتدون عمائم كبيرة،وصدريات فارسية، والحب مفتقد بينهم وبين أهالي نجد المتواجدين في القلعة.


كما انه يكمل في وصف القطيف فيقول أن الزراعة في بساتين القطيف تفوق بكثيرمثيلتها في حدائق وبساتين الهفوف جيدة الرى، والمياه التي تتغذى عليها أشجار النخيلطعمها مالح، وأن أشجار النخيل تترعرع على المياه المالحة التي لا تسبب لها أي ضررمن الأضرار، وأن إنتاج النخيل في القطيف يقل جودة عن أنتاج نخيل الأحساء، فإنهيتفوق عليه من حيث الكمية، كما تنمو في القطيف أشجار الليمون والحمضيات، إضافة إلىالخضروات بكل أنواعها، كما ينمو القمح أيضاً في القطيف، والغذاء الرئيسي للسكان هوالسمك والأرز، والأرز في القطيف رخيص، والسبب في ذلك يرجع إلى الاتجار في الأرزالهندي عن طريق البحرين.


ومدينة القطيف برغم زيادة الرطوبة فيها، غير جاذبة للزوار، وليس فيها ما يمكن أنيضيفوه إلى ثقافتهم، كما لاحظ بلجريف شريطاً من الأرض ممهداً يبدو أنه كان ينتميإلى تلك الأيام الخوالي التي كانت القطيف فيها عاصمة لهذه المنطقة، وكانوا السكانيعتقدون بأننا نجديون من ملبسنا ويأتون ببعض الحركات التي تنم عن سوء الطوية!!!! وأهل القطيف نشيطون ولكنهم ليسوا بشوشين!!!!


وبعد مكوثه ووصفه للقطيف ينتقل للبحرين بواسطة سفينة قام «فرحات» بترتيب الأمورله فيها.


قام بوصف للقطيف والسكان والحياة فيها والمنشآت المعمارية، ومن أراد الازديادفيرجع للكتاب.


لقد أثارت الرحلة جدلاً بين المهتمين بهذا الشأن، بل أن هناك من شكك في قدومهإلى الجزيرة العربية، ونتيجة لذلك حاول من تبعه من الرحالة تتبع ملحوظاته ومقارنتهاعلى أرض الواقع مثل ما عمل فلبي.


[1]يقول د. روبن بدول فيكتابه: الرحالة الغربيون في الجزيرة العربية – ترجمة عبدالله نصيف، ص 67.
[2]الرحلات إلى شبه الجزيرة العربية، بحوث ندوةالرحلات إلى شبه الجزيرة العربية 1/600.
[3]كارستن نيببور مستشرق ورحالة دنمركي الأصل، ألماني المولد والمنشأ 1145- 1230هـ/ 1733- 1815م، أرسلته حكومة الدنمرك في رحلة إلى مصر واليمن سنة 1761م، وصنف كتب فيرحلته.
[4]يقول د. روبن بدول فيكتاب: الرحالة الغربيون في الجزيرة العربية: أنه تنكر باسم «سليم أبو محمود العيسى» ومرافقه كان يونانياً وليس سورياً.




وشاهد المعركه التي شنها محمد بن فيصل على عنيزة


الكتاب شيق وفيه معلومات كثيره عن نجد




أبوحذيفة 37 12-01-09 06:39 AM

http://www.neelwafurat.com/images/lb...141/141544.gif

رحلات إلى شبه الجزيرة العربية لـ جون لويس بيركهارت


http://www.neelwafurat.com/images/lb...138/138756.gif
تأليف: جون لويس بوركهارت

الشيخ إبراهيم بوركهارت.. النشأة والتكوين

يحتل جون لويس ( يوهان لودفينج) المعروف بـ ( بوركهارت) مكانة هامة بين المستشرقين ، فقد كان ادقهم وصفاً للدولة السعودية الوهابية اول نشوئها ، وهي الدولة التي لفتت انظار الساسة في اوربا منتصف القرن الثامن عشر الهجري .
ولد بوركهارد سنة 1784م من اب سويسري واصل انجليزي ، واضطر سنة 1806م الى الانتقال الى لندن بعد احتلال الامبراطور الفرنسي نابليون لبلاده ، وكان الجو العام في لندن مهتماً بالعالم الاسلامي ومسابقة فرنسا هناك ، والتحق بوركهارد في الجمعية الملكية المعنية بالاكتشافات الجغرافية في افريقيا.
ورغم ان اغلب نشاطات الجمعية كانت تدرس مجاهل افريقيا الا ان الدين الاسلامي كان مثيرا لبوركهارد وخاصة مع ظهور الدولة السعودية سنة 1745م ، وذيوع صيتها في ارجاء العالم بعد احتلال الحرمين الشرفين واعلانها عدم شرعية خلافة آل عثمان ، فقرر بوركهارد ترك الجمعية ودراسة اللغة العربية في جامعة كامبردج ووفر لحيته ليرافق الحجاج الافارقة الى الشرق متنكرا بشخصية رجل مسلم الباني اسمه الحاج ابراهيم ، ووصل الى حلب وتعمق اكثر باللغة العربية واتصل بقبائل عنزة في بلاد الشام .

بوركهارد متنكراً بشخصية ( الحاج ابراهيم )
[IMG]http://content.answers.com/main/cont...Burckhardt.jpg[/IMG]

ثم رحل الى مصر سنة 1812م واتصل بمحمد علي باشا الذي كان يتقلد ولاية مصر للتو ، ومكلف بحرب آل سعود ، ورافقه بوركهارد لغزو جزيرة العرب وتخليصها من الوهابية على حد وصفه ، ومكث في الحجاز من سنة 1814م الى سنة 1816م ، ولاحظ بوركهارد تعصب الترك ضد العرب الذي كان يقدرهم كثيراً ، ولم يستطع اخفاء اعجابه بهم وبنبالتهم وشجاعتهم وخاصة قبائل عنزة ، والبقوم وقائدتهم غالية ، وقد دون بوركهارد جميع نتائج بحوثه في كتاب اسماه ( رحلات في شبه الجزيرة العربية ) وكتاب ( تاريخ الوهابيين ) ثم ( ملاحظات على البدو الوهابيين ) ، وفي الكتاب الاخير يصف اتباع آل سعود من قبائل العرب الوهابية ، وركز ملاحظاته بشكل تام على قبائل عنزة دون غيرها من قبائل العرب الاخرى .
وقرر بوركهارد الرحيل من جزيرة العرب الى بلاده الا انه مرض في ينبع ، وتحامل على نفسه ووصل الى جزيرة سينا ومكث بها شهرين ، ودون الكثير عن اهلها وقبائلهم ، ثم دخل مصر وتوفي فيها سنة 1817م .


قبيلة عنزة تتصدر دراسات بوركهارد

وقد طبع كتاب بوركهارد ( تاريخ الوهابيين ) وملاحظاته عن البدو الوهابيين في كتاب واحد من قبل تلاميذه ، وترجمه الدكتور محمد الاسيوطي من مصر .

في عام 1808 ذهب جون لويس بوركهارت إلى "كامبردج" لدراسة اللغة العربية، وفي الوقت نفسه وفر لحيته ووطن نفسه على النوم على الأرض والعيش على الخضروات والمياه، وفي العام التالي انتقل للإقامة في حلب حيث انغمس في دراسة مكثفة للغة العربية، حتى أنه أظهر براعة كبيرة وقان بترجمة "روبنسون كروزو" إلى العربية.

ولما شعر أنه أتم استعداداته لبدء رحلته توجه إلى القاهرة في فبراير 1812. وقد وصفه مغامر إنجليزي التقاه آنذاك قال: "كان يرتدي أكثر الأزياء شعبية كفلاح أو تاجر عربي صغير، وذلك بجلباب قطني أزرق تحته قميص خشن وسروال أبيض فضفاض، وعمامة شعبية من الشاش.. وكانت له لحية سوداء كثة. ولم يكن يرتدي جورباً وإنما اكتفى بالنعال المحلية. فبدأ تماماً كواحد من عرب الشمال". وكان يحمل معه 50 دولاراً فضياً ودفترين صغيرين وبندقية ومسدس، وخطابات من محمد علي باشا مصر تقدمه بوصفه سوريا اسمه الشيخ إبراهيم بن عبد الله الشامي، وتوغل بوركهارت في نهر النيل جنوباً إلى أبعد مما ذهب إليه أي مستكشف سابق، وكان أول غربي يشاهد معابد "أبو سمبل" العظيمة وهناك عثر على قافلة ولكنها بدلاً من الذهاب إلى الغرب كانت تضم حجاجاً متجهين شرقاً إلى مكة فقرر الالتحاق بها ليضيف لقب "الحاج" إلى منجزاته الأخرى. واشترى حماراً لحمل أمتعته، كما اشترى عبداً اضطر فيما بعد إلى بيعه، وهو ما كان محل أسفه الشديد. ووصل إلى الحجاز في يوليو 1841 حيث مكث هناك حتى أبريل 1816.


وفي هذه الأثناء كان محمد علي باشا يضطلع بحماته في الجزيرة العربية ضد الوهابيين وذلك باسم السلطان العثماني. وقد جدد الباشا حمايته لبوركهارت وأرسل إليه بالمال، وسمح له بالإقامة في مكة مما كان مبعث سعادته، فكتب وصفاً لها 350 صفحة متضمناً الكثير من الرسومات. وقد أدى شعائر الحج بدقة تامة، حتى لم يكن محل أي انتقاد من الآخرين لأدائه الحج أو إقامته في مكة.
ولقد جمع بوركهارت مادته من طريقين فقد أنفق الوقت الكثير جداً في الحديث مع البدو في مقاهي حلب ودمشق ومكة، كما قام برحلات طويلة برفقتهم إلى مناطق بعيد في "بالميرا" والفرات. وقد اكتسب مهارة كبيرة في تدوين مذكراته دون أن يلحظ أحد حتى وهو على ظهر الإبل كما كان مراقباً دقيق الملاحظة ويتمتع بالخلفية المعرفية والفطنة الفلسفية الهادئة القادرة على استيعاب ما يتراءى له ثم نسجه في سياق كلي متماسك، وقد كان عمله -الذي حظي بنجاح سريع- بمثابة أول وصف سوسيولوجي لحياة قبائل البدو الرعاة التي ظلت على حالها تقريباً حتى مجيء السيارات.
i

أبوحذيفة 37 31-01-09 07:42 AM

اشكر كل من اطلع على الموضوع

وقريبا سوف اكمل

ولكم تحياتي

**ذباح** 31-01-09 09:22 AM

ماقصرت ابو حذيفه والله يعطيك العافيه

أبوحذيفة 37 31-01-09 09:42 PM

http://majik.jeeran.com/image01%20015.jpg


هو أمين فارس أنطون يوسف بن المطران باسيل البجاني، ولد في 23 تشرين ثاني 1876 في بلدة الفريكة قضاء المتن في جبل لبنان، ولقب بالريحاني لكثرة شجر الريحان المحيط بمنزله. والده، فارس تاجر حرير ميسور الحال، حاد الطباع، كريم الخلق، يجسم عقلية اللبناني المتوسط المحافظ على التقاليد. والدته، أنيسة ابنة جفال البجاني شيخ القرنة الحمراء، تصرف أوقاتها في العبادة والزهد.
تلقى الريحاني في بلدته الفريكة مبادئ اللغة العربية والفرنسية، أرسله والده في صيف 1888 مع عمه إلى أمريكا وكان عمره اثنتي عشرة سنة، وفيها تعلم مبادئ اللغة الإنكليزية، وبرز ميله إلى المطالعة. ثم ترك المدرسة ليتسلم مهمة المحاسبة في متجر عمه في منهاتن.
اندفع الريحاني إلى المطالعة ليل نهار، فاطلع على أعمال الشعراء والكتاب أمثال شكسبير وهيجو وسبنسر وهاكسلي وكارليل وآخرين من المعاصرين والقدامى،وفي عام 1895التحق بفرقة تمثيل محلية بعد أن ولدت فيه المطالعات ميلاً إلى فن التمثيل، فجال معها ثلاثة أشهر، ثم تركها لأسباب مجهولة لم تذكر.
وفي عام 1897 التحق بمعهد الحقوق في جامعة نيويورك، واستمر فيه سنة حيث مرض فأشار عليه الطبيب بالعودة إلى لبنان، فعاد إليه عام 1898، وهناك درس الإنكليزية في مدرسة أكليريكية، وتعلم اللغة العربية بالمقابل وبدأ في كتابة المقالات في جريدة (الإصلاح) التي اتخذها منبراً للهجوم على الدولة العثمانية.
عام 1899 رجع الريحاني إلى أمريكا فاشتغل بالتجارة والأدب، وبدأ في إصدار الكتب وكان أولها (نبذة عن الثورة الفرنسية)، كما ترجم إلى الإنكليزية مختارات من شعر الشاعر أبي العلاء المعري، ومنذ ذلك الحين كرس حياته للكتابة، وفي هذا الإطار تعترف صحيفة (الأوبزرفر) اللندنية بأن (أمين الريحاني هو أول من أعطى كتباً بالإنجليزية عن البلاد العربية والشرق الأدنى).
وفي سنة 1904 عاد الريحاني إلى لبنان مروراً بمصر، فزار الخديوي عباس حلمي، واتصل بأبرز الأدباء والزعماء السياسيين، وباحثهم في أحوال الشرق العربي الاجتماعية والسياسية والفكرية ووسائل النهوض بها، وفي لبنان تابع نشاطه الفكري والاجتماعي العاصف والمتعدد الأوجه، وأصبحت صومعته في قريته (الفريكة) ملتقى عشرات الأدباء من أمثال: محمد كرد علي وبيرو باولي والأخطل الصغير والشيخ مصطفى الغلاييني وغيرهم، كما كان ينتقل من مدينة إلى أخرى يلقي الخطب داعياً إلى الحرية ومهاجماً الإقطاع والخنوع والجهل، ويحاضر في الجامعة الأمريكية في بيروت وفي معاهد أخرى في لبنان وسوريا، ويكتب وينشر في المجلات والجرائد العربية والإنكليزية.
وفي سنة 1911 قفل أمين الريحاني راجعاً إلى نيويورك ليطبع كتابه (كتاب خالد)، ومنذ ذلك الحين أصبح يتنقل بين نيويورك وبلدته الفريكة. وأصبح مرموقاً في كل من أمريكا وإنكلترا وكندا، وكذلك في أوروبا والشرق الأدنى والبلاد العربية. وفي الحرب العالمية الأولى كان الريحاني أحد أعضاء (اللجنة السورية ـ اللبنانية) التي مارست نشاطاً سياسياً ضد السيطرة التركية. فقد اشترك الريحاني سنة 1918 في مؤتمر انعقد في واشنطن من أجل الحد من التسلح، وزار أوروبا عدة مرات حيث التقى في إحدى زياراته الفيلسوف (ولز) صاحب النظرية المستقبلية فجرى نقاش بينهما حول الشرق والغرب.
انطلق عام 1922 في رحلته الشهيرة، فزار الحجاز وقابل شريف مكة الحسين بن علي، ثم زار (لحج) وقابل سلطانها عبد الكريم فضل ، و(الحواشب) وفيها قابل سلطانها علي بن مانع، وصنعاء حيث التقى إمامها يحيى، ونجداً حيث اجتمع إلى سلطانها عبد العزيز بن سعود، والكويت فزار فيها شيخها أحمد الجابر آل الصباح، والبحرين وفيها اجتمع إلى شيخها أحمد بن عيسى، وأخيراً بغداد حيث قابل الملك فيصل الأول... فكان نتاج هذه الرحلات عدداً كبيراً من كتب الرحلات والتاريخ بالعربية والإنجليزية.
وخلال سنوات تمتد منذ 1927 ـ 1939، حاضر الريحاني في الولايات المتحدة الأمريكية حول مخاطر الدور الصهيوني في الوطن العربي، وشن حرباً دفاعاً عن الحرية والتحرر والحقوق الإنسانية، وقد طلب إليه الحاج أمين الحسيني أن يشترك في الوفد الفلسطيني لمفاوضة الحكومة البريطانية فاعتذر، ولما عاد إلى لبنان تصدى للفرنسيين المستعمرين وراح يدعو لتحقيق الاستقلال فنفي إلى بغداد ولم يعد إلا بعد ضغط كبير من الجاليات العربية في المهاجر.
في عام 1911 جرى اختيار أمين الريحاني عضواً مراسلاً للمجمع العربي بدمشق، وكان عضواً في جمعية الشعراء الأمريكيين وفي منتدى الصحافة النيويوركية ونادي المؤلفين الأمريكيين والجمعية الشرقية الأمريكية، كما اختاره معهد الدراسات العربية في المغرب الأسباني رئيس شرف له.
توفي أمين الريحاني في بيروت يوم 13 أيلول 1940، إثر سقوطه عن دراجة اعتاد أن يركبها على طرقات الجبل حول بلدته الفريكة. ودفن في بلدته وقد أقيم له تمثالاً نصب في باحة كلية الآداب في الجامعة اللبنانية.
ترك الريحاني العديد من المؤلفات في العربية والإنكليزية في السياسة والأدب والشعر والتاريخ والفن. ومنح أمين الريحاني عدة أوسمة هي: ـ وسام المعارف الأول الإيراني ـ وسام المعارف الأول للمغرب الإسباني ـ وسام الاستحقاق اللبناني الأول المذهب.
المراجع:
ـ ( رجالات من بلاد العرب)، د. صالح زهر الدين، المركز العربي للأبحاث والتوثيق، بيروت، الطبعة الأولى 2001، ص(81ـ93).
ـ (أعلام نهضة العرب في القرن العشرين)، جميل عويدات، الطبعة الأولى 1994، ص(47).
ـ (مجلة تاريخ العرب والعالم)، تصدر عن دار النشر العربية، 1980، العدد 32، ص(33ـ41).
ـ (موسوعة أعلام العرب المبدعين في القرن العشرين)، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، الطبعة الأولى 2001، ص(471ـ476).
ـ (أمين الريحاني)، عيسى ميخائيل سابا، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الثالثة، ص(25،27ـ29،47).
http://www.ameenrihani.org/pictures/wedyear.jpg

الريحاني عام 1916

ترك الريحاني العديد من المؤلفات في العربية والإنكليزية في السياسة والأدب والشعر والتاريخ والفن. ومنح أمين الريحاني عدة أوسمة هي: ـ وسام المعارف الأول الإيراني ـ وسام المعارف الأول للمغرب الإسباني ـ وسام الاستحقاق اللبناني الأول المذهب.



http://www.asharqalarabi.org.uk/center/rijal-amin1.htm


الموضوع القادم سوف اذكر كتب الاستاذ الريحاني








أبوحذيفة 37 31-01-09 10:39 PM

http://www.marefa.org/images/thumb/4...is_008.tif.png

المؤلفأمين الريحانيباركود5061عدد الصفحات524تاريخ التأليف1927تاريخ المخطوط1927مقر_المخطوطحيدر أباد, الهندالموضوعأدب رحلاتالناشر


تاريخ نجد الحديث هو مزيج من التاريخ وأدب الرحلات. كتبه أمين الريحاني سنة 1927. ويكاد يكون السيرة الرسمية المعتمدة للملك ابن سعود ونشأة مملكة نجد ثم المملكة العربية السعودية. وهو يضم ما رواه الملك بلسانه وكان هذا بمثابة المصدر الأول الأعلى لهذا التاريخ. فضلاً عن الوثائق والرسائل التي كانت بحوزته. صدّره الكاتب بإهداء مطلعه "يا طويل العمر ...". قارن بكتاب "في قلب نجد والحجاز" المكتوب في نفس الفترة. وقد تحرى المؤلف في ما رواه الدقة في ضبط أسماء البلدان والأعلام وقد شفع كل ذلك بما استوجبه التدقيق من مراجعات ما طبع في البلدان المجاورة لنجد. ويعتبر تاريخ مجد الحديث كتاريخ رسمي لآل سعودومحمد بن عبد الوهاب. وبالرغم من ذلك فهو غزير المعلومات.
يتألف الكتاب من ثلاث نبذ عرض ؛ في النبذة الأولى نواحي نجد وما تشتمل عليه وعرض في النبذة الثانية لنشأة الشيخ محمد بن عبد الوهابوالوهابية كما عرض في النبذة الثالثة لآل سعود منذ نشأتهم إلى حين استيلاء محمد بن الرشيد علي نجد. كما يقرن ذلك بجداول لأمراء آل سعود، وأدوار الفتوحات الثلاثة التي مرت على نجد. ومهد لذلك بالحديث عن بعض الأمراء الذين كانوا سائدين في الشطر الشرقي أو في قسم منه من شبه الجزيرة يوم كان ابن سعود منفياً في الكويت.

صاحب السمو999 01-02-09 10:44 AM

كتابات جدا جميله

بارك الله فيك

يازينك يازمان اول

أبوحذيفة 37 01-02-09 12:25 PM

محمدشوقي أفندي
رحمه الله

عام 1298هـ


ولد الخطاط محمد شوقي أفندي في قرية ( سيدلر ) من قرى قسطموني على البحر الأسود عام 1244هـ ، ثم انتقل في صباه إلى استانبول ، وكان إلى جانب تحصيله في المدرسة يذهب إلى خاله الخطاط ( محمد خلوصي أفندي ) فتعلم على يديه الثلث والنسخ والرقاع حتى حصل على الإجازة عام 1257هـ ـ أي أن عمره أبان حصوله على الإجازة ثلاثة عشر سنة فقط ـ .

والخطاط خلوصي أفندي هو أول من عُين حافظاً للكتب في مكتبة قوجه راغب المشهورة باستانبول ، كما كان في نفس الوقت معلماً صادقاً ملهماً في فن الخط تخرج على يديه عدد كبير من الخطاطين ، بينما كان هو نفسه على درجة متوسطة في فن الخط .

ولأجل هذا قال لابن أخته ( محمد شوقي أفندي ) بعد أن شهد فيه موهبة واستعداداً للتقدم في فن الخط : (( هذا هو ما استطعت أن أعلمه لك في هذا الفن , عليّ أن أخذك إذن إلى قاضي العسكر مصطفى عزت أفندي ، وعليك أن تواظب على دروسه حتى تتقدم في الخط )) .

وكشف خلوصي بذلك عن فضله واعترافه بفضل الآخرين ، غير أن شوقي قال له : " لن أذهب لمعلم آخر غيرك " فدعا له بالخير والصلاح .

فكان هذا الدعاء هو السبب في ظهور طريقة أخرى في فن الخط عرفت فيما بعد باسم " مدرسة شوقي " .

لأن شوقي أفندي لو قدر له أن ينزل على رغبة خاله ويبدأ المواظبة على دروس قاضي العسكر مصطفى عزت أفندي لكان كل الذي حدث أن أضيف باسمه اسم جديد إلى سلسلة الأساتذة المنسوبين " لمدرسة قاضي العسكر " من أمثال شفيق بك ، ومحسن زاده وعبدالله بك ، وعبدالله زهدي أفندي ، وحسن رضا أفندي .

وببركة ذلك الدعاء بدأ شوقي أعماله ، حتى ابتكر لنفسه طريقة استلهمها من أعمال كبار الخطاطين وعلى رأسهم الخطاط الحافظ عثمان ، وإسماعيل زهدي ، ومصطفى راقم .

وقد روي أنه كان يقول : " لقد علموني الخط في علم الأحلام " وقد كتب شوقي أفندي مصحفاً وعدداً من دلائل الخيرات والأوراد والحليات ، غير أن خطوطه لا ترى إلى مستوى خطوط سامي أفندي .

وقد حظي شوقي أفندي بشهرة يستحقها ، فقد كانت خطوطه على درجة عالية من الدقة والعناية تصل أحياناً إلى حد التكلف ، ولكنها كان رشيقة جذابة ، ولهذا السبب كشف صديقه المقرب سامي أفندي عن حقيقته عندما قال : (( إن شوقي لا يسئ إلى الحرف حتى ولو شاء ذلك )) .

وكان شوقي أفندي يكتب خطوطه كلها بنفس القدر من الدقة والعناية ، وبصرف النظر عن قدر طالبيها ، كما فعل الشئ نفسه في الأمشاق التي أعدها لتعليم تلاميذه .

وقد عمل شوقي أفندي معلماً لخط الرقعة في المدرسة العسكرية التي كانت في ( حي بايزيد ) باستانبول وعرفت باسم ( منشئ كتاب عسكري ) ، كما عمل في غيرها من المدارس العسكرية ، وقام في الوقت نفسه بتعليم الخط لأبناء السلطان عبدالحميد الثاني مدة عامين ونصف العام ، أما وظيفته الأساسية فقد كانت " قلم التحريرات بنظارة الحربية " .

وقد توفي شوقي أفندي في الثالث عشر من شعبان سنة 1304هـ ، ودفن إلى جوار خاله ومعلمه خلوصي أفندي في مقبرة " مركز أفندي " في استانبول .

ويعتبر الخطاط عارف أفندي وفهمي أفندي من أبرز الطلاب العديدين الذين تخرجوا على يديه .

وكان رحمه الله رجلاً فاضلاً عفيفاً ، فقد تبين من خلال " دفاتر النفقات والمصروفات " التي كان يسجل فيها ما يتعلق بمصروفاته ، والتي ظهرت بعد وفاته أنه عاش على راتبه الذي يتقاضاه من وظيفته الرسمية ، أما النقود التي كان يقدمها طالبوا خطوطه ولوحاته طواعية ودون أن يطلب فقد كان يرسلها رواتب للمحتاجين في قريته التي ولد فيها في ولاية ( قسطموني ) .

مصدر الترجمة: كتاب فن الخط
الصادر عن مر كز الأبحاث والدراسات الاسلامية التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي - استانبول

http://tbn2.google.com/images?q=tbn:...9/7195-800.jpg







http://egyptianbahai.files.wordpress...9/7195-800.jpg

http://www.marefa.org/images/thumb/2...RCICA-Asha.jpg




http://www.marefa.org/images/thumb/4...CICA-Ash19.jpg




الموضوع القادم سوف اذكر كتبه ورحلاته

شذا الدبه 01-02-09 02:26 PM

بارك الله فيك اخوي
كتابات ولا اروع

شكرا الك

أبوحذيفة 37 01-02-09 10:01 PM

ارجو من الاداره حذف المشاركه السابقه

لانها لاتخص الموضوع

أبوحذيفة 37 03-02-09 04:55 PM

اسم الكتاب

مشاهدات في بوادي العرب
ترجمة أسعد الفارس ونضال معيوف

للمولف : روجر. د. ابتون


كتب: جمال بخيت

يعد كتاب مشاهدات في بوادي العرب لروجر د. أبتون والذي اعده للترجمة الباحث أسعد الفارس ونضال خضر معيوف اول ترجمة عربية ليوميات رحلة ضابط الفرسان البريطاني روجر د. أبتون إلى شمال الجزيرة العربية عام 1874/1875م. وقد زار الرحالة العديد من المناطق في شمال الجزيرة العربية وبلاد الشام. وتلقي الرحلة الضوء على جوانب متعددة من تاريخ المنطقة والحياة الاجتماعية والاقتصادية السائدة في ذلك الوقت مع ربط موفق بين القبائل العربية القديمة التي كانت تسكن الجزيرة والقبائل التي تحدرت وهاجرت إلى الشمال، بالإضافة إلى جزء خاص بتاريخ الجواد العربي.

ويتناول الكتاب مصطلح الحصان العربي الذي يدل دلالة واضحة على عرق او سلالة من الخيول تعني الحصان الخاص بالعرب، ولا يمكن تعميم القاعدة على خيول البلدان الأخرى، ويتعرض الفصل الثاني إلى ملاحظات حول سلالات الخيل الخمس.

كتاب >مشاهدات في بوادي العرب< احد الكتب المثيرة في أدب الرحلات التي توفر للقارئ متعة المطالعة ومتابعة المشاهدات، والإحداث، وعبر الماضي، كتب في القرن التاسع عشر بيد فارس ورحالة استهوته الدراسات الشرقية التي تعني ببساطة العلم الغربي لدراسة كل ما هو غير غربي، ويقصد بها الشرق العربي المسلم دون غيره من بلاد العالم، الا ان الرحالة الغربيين الذين جاؤوا إلى بلادنا حملوا معهم ارثا ثقيلا من النظرات الخاصة نحو الشرق وأهله، وليس باستطاعتنا أن نجردهم من عواطفهم المعروفة تجاهنا، ولكن من حقنا أن نتوخى الدقة والحذر تجاه كل ما كتبوه في الكتب والمذكرات، والرد عليه عندما تدعو الضرورة إلى ذلك.

والمؤلف الرحالة الذي نعرف به هو الكابتن البريطاني >روجر. د. ابتون< كان ضابطا في سلاح الفرسان البريطاني عام 1861، فعلى الرغم من ندرة المعلومات حول سيرته الذاتية، والتاريخ الدقيق للشروع برحلاته إلى البلاد العربية.

ويتضمن الكتاب في أجزائه الثلاثة وفصوله المتعددة مشاهدات يومية للمناطق الشمالية لشبه الجزيرة العربية، ما بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الفرات، وابتون ذاته يعدها من شبه الجزيرة العربية، بالإضافة إلى محطات تراثية لمدينة حلب وما حولها في القرن التاسع عشر، ويكاد الوصف ينطبق على كل مدينة عربية عندما كان يعيش فيها العربي المسلم والمسيحي واليهودي في جو من التسامح الديني قبل ان يفسد ذلك الفكر الصهيوني المعاصر، إلا أن ابتون كان متعاطفا مع التبشير وأتباع دينه بشكل واضح في أكثر من مكان في الكتاب.

وكذلك أخبار القبائل العربية التي أخذت تهاجر في القرن التاسع عشر من وسط الجزيرة العربية إلى الشمال، وقد أرخ لهجرتها بدقة الرحالة والقناصل الأجانب في العواصم العربية، وحيثما حلت هذه القبائل لا تزال تحن إلى أرض نجد والحجاز في المملكة العربية السعودية، لأنها بمثابة الام لكثير من قبائل العرب.



أبوحذيفة 37 03-02-09 05:18 PM

تحت القبة الزرقاء، رسائل من العربية السعودية (بلاد العرب) 1940-1938

http://www.neelwafurat.com/images/lb...128/128885.gif
تأليف: توماس سي.بارغرترجمة، تحقيق: ريمون باليكي


في عام 1937 غادر توم بارجر بلادة (نورث داكوتا الولايات المتحدة الأمريكية) مخلفاً عروسه التي تزوجها قبل أسبوعين من رحيله باحثاً عن مستقبله في المملكة العربية السعودية. كان توم يعمل بوظيفة جيولوجي ولكن هذا قبل اكتشاف النفط في العربية السعودية. هذا الكتاب يحتوي الرسائل التي أرسلها توم إلى زوجته الشابة خلال الثلاث سنوات الأولي من إقامته في العربية السعودية. تحتوي الرسائل على تفاصيل الحياة في البلاد في تلك الحقبة الراحلة وتصور تجارب رجل تقاعد بعد اثنان وثلاثون سنة وهو رئيس شركة الزيت العربية الأمريكية أرامكو... أكبر شركة بترول في العالم

-------------------------------------
توماس .سي . بارغر


1910-1986


في الثلاثينات الميلادية من القرن العشرين اكتشف النفط في بلادنا وكانت ملحمة استخراجه قد تمت بأيادي شخصيات سعودية وأمريكية في محيط مناخي قاسي وصعب ، ومن بين هذه الشخصيات الملحمية جيولوجي أمريكي شاب يسمى (توماس سي بارغر) وصل الى المملكة عام 1937م للعمل في شركة كالفورنيا ارابيان استاندرد اويل كومباني وهي الشركة السلف لارامكو .
لقد أهتم بارغر بالإضافة الى عملة في الجيولوجيا باللغة العربية والعادات والتقاليد و بالحياة الفطرية من نبات وحيوان واستكشاف مناطق جديدة بالنسبة للغربيين وذلك خلال فترة ثلاثة وثلاثين عاماً انتهت برئاسته لمجلس ادارة ارامكو ، وقد حاول هذا المستكشف تسجيل رحلته الطويلة في المملكة في كتاب من أروع كتب الرحلات والمسمى " تحت القبة الزرقاء " وهذا الكتاب يعيد الى الأذهان حقبة من الزمن رحلت عنا وستصبح في المستقبل صعبة التذكر
الكتاب عبارة عن رسائل الى زوجته( كاثلين) يخبرها عن الوضع في المملكة خلال الثلاثينات كما احتوى على أسماء شخصيات سعودية تاريخية ساهمت في اكتشاف النفط من بينهم خميس بن رميثان العجمي والذي عمل كدليل للعاملين في ارامكو والذي أطلقت الشركة اسمه على احد الحقول النفطية المكتشفة ، كما احتوى الكتاب على ذكريات عن الصيد والرحلات التي قام بها المؤلف في الربع الخالي ومنطقة السليل ووادي الدواسر والعشرات من الصور التي توثق لتلك المرحلة

وإذا كان لنا من ملاحظات على هذا الكتاب فهو طريقة الترجمة وعدم كتابة بعض الأسماء والأماكن بصورة صحيحة ؟ مثل كلمة " الدواسر كتبت الضواسر ، وكلمة ابوحدرية كتبت ابوحاضرية !! وغيرها من الكلمات ...وهي صفة تكون عامة في المؤلفات التي يقوم بترجمتها افراد بعيدين عن البيئة الحقيقية التي يتناولها المؤلف

بقي أن نقول أن كل هذا لايعيب الكتاب كثيراً . اذ يضل هذا الكتاب رائع بكل المقاييس وممتع جدا وهو مصنف ممتاز في أدب الرحلات ً يعيد للقارئ صور الماضي بشكل سلس وفي النهاية أحببت أن يستفيد أحبائنا في هذا المنتدى من قراءة الكتاب والاطلاع عليه، بقي أن نذكر ان الكتاب يقع في حوالي 300صفحة والناشر دار برزان للنشر ، متوافر في المكتبات السعودية

اخيكم بلحارث
http://www.mekshat.com/pix/upload/im...abdulaziz2.jpg
الملك عبدالعزيز والملك سعود رحمهما الله يتفقدان منصات النفط في ابوحدرية 1940م



أبوحذيفة 37 03-02-09 05:31 PM

http://www.mekshat.com/pix/upload/im...abdulaziz2.jpg
الملك عبدالعزيز والملك سعود رحمهما الله يتفقدان منصات النفط في ابوحدرية 1940م
http://www.mekshat.com/pix/upload/im...9_alryadh2.jpg
اسوار مدينة الرياض عام 1939م
http://www.mekshat.com/pix/upload/im..._abosetah2.jpg
احدى الشاحنات في الربع الخالي
http://www.mekshat.com/pix/upload/im...2709_etsh2.jpg
حفر العتش 1939م
http://www.mekshat.com/pix/upload/im...2709_gose2.jpg
صيد الحبارى في الربع الخالي
http://www.mekshat.com/pix/upload/im...32709_mha2.jpg
الامساك بصغار الوضيحي في الربع الخالي واقتراح ارسالها لكلفورنيا
http://www.mekshat.com/pix/upload/im...2709_mrat2.jpg
مدينة مرات 1939م من قمة جبل مرات

http://www.mekshat.com/pix/upload/im...709_najed2.jpg
حفر العتش (البيئر)1939
http://www.mekshat.com/pix/upload/im...2709_grob2.jpg
المؤلف الثاني من اليمين برفقة جنود الحراسة
http://www.mekshat.com/pix/upload/im...709_khmes2.jpg
خميس بن رميثان مع عائلته وقد اطلقت ارامكو على احد حقولها اسم رمينان
تقديراً لخدماته الجليلة للشركة

أبوحذيفة 37 07-02-09 03:12 PM

عنزة في كتابات بوركهارد


مقدمة
يحتل جون لويس ( يوهان لودفينج) المعروف بـ ( بوركهارت) مكانة هامة بين المستشرقين ، فقد كان ادقهم وصفاً للدولة السعودية الوهابية اول نشوئها ، وهي الدولة التي لفتت انظار الساسة في اوربا منتصف القرن الثامن عشر الهجري .
ولد بوركهارد سنة 1784م من اب سويسري واصل انجليزي ، واضطر سنة 1806م الى الانتقال الى لندن بعد احتلال الامبراطور الفرنسي نابليون لبلاده ، وكان الجو العام في لندن مهتماً بالعالم الاسلامي ومسابقة فرنسا هناك ، والتحق بوركهارد في الجمعية الملكية المعنية بالاكتشافات الجغرافية في افريقيا.
ورغم ان اغلب نشاطات الجمعية كانت تدرس مجاهل افريقيا الا ان الدين الاسلامي كان مثيرا لبوركهارد وخاصة مع ظهور الدولة السعودية سنة 1745م ، وذيوع صيتها في ارجاء العالم بعد احتلال الحرمين الشرفين واعلانها عدم شرعية خلافة آل عثمان ، فقرر بوركهارد ترك الجمعية ودراسة اللغة العربية في جامعة كامبردج ووفر لحيته ليرافق الحجاج الافارقة الى الشرق متنكرا بشخصية رجل مسلم الباني اسمه الحاج ابراهيم ، ووصل الى حلب وتعمق اكثر باللغة العربية واتصل بقبائل عنزة في بلاد الشام .

ثم رحل الى مصر سنة 1812م واتصل بمحمد علي باشا الذي كان يتقلد ولاية مصر للتو ، ومكلف بحرب آل سعود ، ورافقه بوركهارد لغزو جزيرة العرب وتخليصها من الوهابية على حد وصفه ، ومكث في الحجاز من سنة 1814م الى سنة 1816م ، ولاحظ بوركهارد تعصب الترك ضد العرب الذي كان يقدرهم كثيراً ، ولم يستطع اخفاء اعجابه بهم وبنبالتهم وشجاعتهم وخاصة قبائل عنزة ، والبقوم وقائدتهم غالية ، وقد دون بوركهارد جميع نتائج بحوثه في كتاب اسماه ( رحلات في شبه الجزيرة العربية ) وكتاب ( تاريخ الوهابيين ) ثم ( ملاحظات على البدو الوهابيين ) ، وفي الكتاب الاخير يصف اتباع آل سعود من قبائل العرب الوهابية ، وركز ملاحظاته بشكل تام على قبائل عنزة دون غيرها من قبائل العرب الاخرى .
وقرر بوركهارد الرحيل من جزيرة العرب الى بلاده الا انه مرض في ينبع ، وتحامل على نفسه ووصل الى جزيرة سينا ومكث بها شهرين ، ودون الكثير عن اهلها وقبائلهم ، ثم دخل مصر وتوفي فيها سنة 1817م .


قبيلة عنزة تتصدر دراسات بوركهارد

وقد طبع كتاب بوركهارد ( تاريخ الوهابيين ) وملاحظاته عن البدو الوهابيين في كتاب واحد من قبل تلاميذه ، وترجمه الدكتور محمد الاسيوطي من مصر .

ويعتبر بوركهارد أن قبائل عنزة الوائلية المثل الاعلى للعرب جميعاً والمقياس الثابت عنده في تاصيل العادات والتقاليد ، واقوى واكبر القبائل العربية في زمنه ، ولذلك بدأ أول ملاحظاته في دراسته بتقسيم العرب في شمال جزيرة العرب الى قسمين :
1-عنزة وقال عنهم :
" العنزة اكبر القبائل في اجوار سوريا ، وان اضيف اليهم اشقائهم في نجد يجب ان يعترف بانهم اقوى الكيانات البدوية في الصحاري العربية "
2-القسم الثاني للعرب الشماليين عند بوركهارد اسماهم اهل الشمال ، وهم شبكة كبيرة من القبائل المتجاورة مع عنزة في الشام والعراق ولكنها ليست بمستوى وحجم عنزة ومن ابرزهم الموالي بحلب وحماة، والحديد ، والتركماني ( التركي ) في حماة وحمص ، والسردية ، وبني ربيعة ، والنعيم ، والحويطات ، والشرارات، والعقيدات ، وغيرهم كثير .
كما اشار بوركهارد الى قبيلتي بني صخر والسرحان وتشكيلهم للحلف الوحيد القادر على تحدي عنزة .



تبرير بوركهارد لجعله عنزة المثل الاعلى للعرب في الاصالة
يقول بوركهارد قبل حديثه عن عادات العرب الوهابيين كما وصفهم :
" الصور التالية تتعلق باكملها بحياة العنزة ، فهم القبيلة الوحيدة حقا في سورية ، بينما القبائل العربية الاخرى في نواحي هذه البلاد اقل تمثيلاً بدرجة او اخرى للحياة البدوية ، والكثير من هذه القبائل تم اخضاعه بينما لاتزال عنزة الاحرار تحكمهم ذات القواعد التي انتشرت وعمت الصحراء مع بدء العصر الاسلامي " أ.هـ


نمط حياة عنزة

يصف بوركهارد عنزة وانه بدو رعاة فقط ، وليس لهم مهنة اخرى ، ولكنه يقول ان هناك قوافلا تجارية عنزية بين العراق والشام ونجد ، وأتاوة تاخذهها جميع قبائل عنزة على الطرق بتشجيع من الامام الوهابي الذي يدينون له بالولاء العقائدي فقط على حد قول بوركهارد ، وقد ذكر ايضا ان عنزة تتقاسم مع ائمة آل سعود الأتاوة المفروض على الشام والعراق .
ثم تحدث بوركهارد عن بطون عنزة التي تصل الى العراق والشام حاملة العقيدة الوهابية ومبشرة بها ، مثيرة للرعب لكل من لايدين بمباديء الدين الاسلامي ، وبالتالي فان بوركهارد ركز ملاحظاته على هذه القبيلة بشكل خاص .


اقسام عنزة الشمالية
ومن الاقسام التي ذكرها بوركهارد:
1-مسلم ومنهم ولد علي واميرهم الطيار ، ومن الواضح ان بوركهارد كان متصلاً بشكل مباشر بعرب عنزة هناك حتى انه عرف الكثير من خصائصهم ومسمياتهم والقابهم ، فنجده يذكر ان الطيار يلقب بـ ( ابو عنزة ) وهو اهم شيوخ ولد علي وكبيرهم ، وذكر من ولد علي الطلوح ، والمشادقة الذين تنحدر منهم اسرة الطيار ، والمريخات ، والمشطا الذين كبيرهم ابن سمير كما وصف بوركهارد في زمنه ، كما ذكر بوركهارد العطيفات والحمامدة من ولد علي .
ثم عرج بوركهارد على ذكر المنابهة في الشمال ، وابتدأ بالحسنة والمصاليخ ، ثم ذكر الرولة والجلاس وقال ان مايملكونه من الخيل يتعدى ماتملكه قبائل عنزة الاخرى .
2-البشر وهم البطن الثاني الكبير من عنزة ، ذكر بوركهارد ان رؤسائهم آل هذال ، وان ابن هذال عضو مجلس الدراية في الدرعية ومن ابرز زعماء عنزة الموالين لامراء الوهابية ( آل سعود ) .
وذكر بطون البشر الاخرى مثل الفدعان ، والسبعة ، والسلقا ، وسيفصل في العمارات اكثر من ذلك ضمن عنزة نجد .
وكل هذه البطون هم من قبائل عنزة الشمالية الضاربة من حلب غرباً وحتى اطراف دجلة شرقاً .


بطون عنزة في نجد والحجاز سنة 1800م

قال بوركهارد عن الفقرا من المنابهة:
" تسكن قبيلة عنزة الصحراء جنوب العقبة وحتى الحجر ، ومع قلة الآبار في تلك المنطقة يتخذون عنزة اماكنهم هناك نحو جبل شمر والقصيم ويخيمون هناك ، وتقيم قبيلة الفقرا من ولد علي في الحجر ويعرف ابناء الفقرا بالشجاعة " أ.هـ

وهذا خطا واعني به نسبة الفقرا الى ولد علي ، وسنجده يكرر خطاه ذاته عن المصاليخ عند حديثه عن آل سعود ، ولكنه مبرر مع ذلك لان الفقرا والمنابهة عموماً قريبين بالنسب مع ولد علي دون عنزة الآخرين ويجمعهم اسم وهب الوائلي ، وقد اشار بوركهارد نفسه الى ذلك في احد حواشي ملاحظاته الى أن اسم وهب يجمع المصاليخ والحسنة مع ولد علي .

ثم قال بوركهارد :اولاد سليمان ( ولد سليمان ) وهي من البشر وتقيم بجوار خيبر ، ويوجد ايضاً الرولة في خيبر ، وذكر بوركهارد الجعافرة من عنزة ، واتى بمعلومات غريبة واجتهادات شخصية منه لاتمت للواقع بصلة منها قوله أن الجعافرة من عنزة هم من الاشراف الجعافرة ربطاً بتشابه الاسم .
ثم قال : وتحصل كل قبائل عنزة في هذه المناطق على الجزية من طريق الحج وتمتلك ثروة لابأس بها من الخيل .

وتحدث عن السلقا في نجد قائلاً : "وهي واحدة من اكبر فروع البشر من عنزة ، زعيمها ابن هذال الذي يحظى باهمية كبيرة لدى الحكومة الوهابية "

وائل الجد الجامع لقبائل عنزة
يقول بوركهارد :
" والجد الجامع لجميع عنزة هو وائل ، ويعرف احفاد بني وائل في السجلات التاريخية بانهم عاصروا النبي محمد وكانو على عداوة معه ، وقد اتت قبائل عنزة من نجد وخيبر الى سورية قبل 120 عاما بسبب كثرة العدد والوفرة بالبهائم " أ.هـ
ثم ينقل بوركهارد قصة وائل الاسطورية التي يحيكها اهل الشمال عن عنزة ويفسرون بها كثرة عددهم وتفوقهم على جميع القبائل ويقول :
" يفسر البدو الوفرة العزيرة التي تحققت لقبائل عنزة بأن الجد الاعلى ( وائل) تعرض لمناسبة سعيدة توافقت مع ليلة القدر ، وهي الليلة التي يستجيب فيها الحق سبحانه للدعاء ، وضع وائل يديه على اجزاء معينة من راحلته وتضرع طالباً بركات السماء ... وفعل هذا بوقار شديد ، عندما لمس الأشياء المعينة ، ولن الله بعد ذلك استجاب لدعائه وتكاثرت ذريته فكانت هذه القبيلة الوائلية الكبيرة ..انتهى كلام بوركهارد

وهذه القصة وجدتها – والكلام هنا لنايف الفقير- عند بعض ابناء عنزة من كبار السن وقد تناقلوها ، مؤكدين انها شبه اسطورية وبعضهم يصر على صحتها ، والاجزاء المعينة الواردة والتي لم يذكرها بوركهارد هي ( ذكر الجمل ) أعز الله القاريء ، والحاصل أنها ليست من تاليف بدو عنزة عن وائل ربيعة المعروف بالتاريخ ، ولكنها كانت من تاليف البدو الآخرين ليعطو مبرر للتفوق الوائلي عددا وعدة .
كما ان بوركهارد عرف تلقائياً من هو وائل التاريخي الجد الجامع لقبيلة عنزة ، وهو ليس جاهلاً بالتاريخ الاسلامي والعربي وقد درسه كاملاًً في جامعة كامبردج العريقة قبل قدومه المنطقة ، فلم يجهل من يكون هو وائل عنزة المتوارث عند الاعراب الوائليين ابا عن جد بتلقائية وبدون تكلف وكتب نسب واجتهادات سطحية ، فنجده يقول ( يعرف بني وائل بانهم عاصرو النبي محمد وكانو على عداوة معه ) وهو يقصد حروب الردة التي اشتركت فيها بكر بن وائل وحنيفة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة .


دور عنزة في دعم آل سعود

كان الاتراك يشيعون عن آل سعود شائعات كثيرة للتنفير منهم ومن دعوتهم ، ولكن بوركهارد حرص على جمع ادق المعلومات عن ائمة الدعوة السلفية او (الوهابية ) كما سماها ، وحرص بوركهارد على سؤال العرب والبدو انفسهم عن آل سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب ، فسأل عرب الحجاز ، والشام والعراق ، ورجال القوافل القادمة من والى الدرعية العاصمة .
وخلص الى ان نسب آل سعود هو المقرن من المصاليخ من ولد علي ، والمصاليخ من المنابهة ولكنه خطا بسيط اشرنا عنه وسببه التقارب بين المنابهة وولد علي من الذين يجمعهم اسم وهب .

وأبرز ممايز كتابة وتوثيق بوركهارد عن تاريخ آل سعود هو توضسحه للدور الكبير الذي لعبته قبائل عنزة الوائلية في هذه الدولة ، وهو الامر الذي تجاهله للأسف المؤرخون النجديون الذين لم يعاصرو الدولة السعودية الاولى مثل ابن عثمان بن بشر وابن عيسى .

ومن ابرز الحقائق التاريخية التي تكاد تنعدم عند ابن بشر والمؤرخين النجديين من بعده ونجدها عند بوركهارد :

1-اشارته الى ان عنزة الشمالية رفضت دفع الخوة للدرعية عنوةً ، والتزمت بدفع الزكاة الشرعية من منطلق ديني كونهم انضموا للدعوة طواعية .

2-اشارته لمكانة ابن هذال واسرة آل هذال امراء عنزة عند آل سعود ، وانهم أخروا الحملة المصرية على جزيرة العرب بسبب سطوتهم مما اضظر محمد علي باشا ان يقود الغزو شخصياً ، يقول بوركهارد وهو شاهد عيان معاصر:
" بسبب النفوذ الكبير لابن هذال زعيم البشر تاخر طوسون كثيرا في التقدم الى القصيم " أ.هـ
3-اشارته الى غزوات آل سعود الشمالية والتي تبناها سعود الكبير والدريعي الشعلان وهزيمة الاخير لجيش الباشا في العراق سنة 1809م مما جعل الدولة العثمانية تصرف نظرها عن ولاة العراق والشام حيث تاكد لديها ان هاتين الولايتين اضعف من ان يعتمد عليها في محاربة آل سعود ، والغريب ان ابن بشر المؤرخ النجدي اشار لهذه الحادثة وانها بين عنزة واهل العراق دون ان يشير لأي صلة بين الدريعي الشعلا وسعود الكبير .
4- اشارته ونقله لما استفاض عند

العرب من نسب آل سعود الى عنزة ، ونسب الشيخ محمد بن عبد الوهاب الى تميم .
5-اشارة بوركهارد الى الغزوة التي قام بها سعود الكبير الى كربلاء ، وحوران سنة 1810م ، وكيف اشتركت قبائل عنزة بها مثل الحسنة والرولة ، وقاومهم ابن سمير بقبائله ، وهي معركة ( وائلية – وائلية ) وقعت عند المزيريب جنوب دمشق ، واشار اليها ابن بشر المؤرخ النجدي بان سعود الكبير جمع اهل نجد والحجاز حاضرة وبادية لغزو عربان عنزة في الشام!

صور لبعض المظاهر الثقافية والحضارية لقبيلة عنزة
يقدم بوركهارد في كتابه للقاريء صورة كاملة عن عادات البدو جميعا ، ثم يضع قبيلة عنزة المثال او المحك لقياس مدى اصالة أي عادة او ظاهرة ثقافية معينة يرصدها .
فعلى سبيل المثال عندما تحدث بوركهارد عن اجزء بيت الشعر مثل المقدم والطنب والكسر، كان يتحدث عن جميع البدو ولكنه حرص على توضيح اجزاء بيت العنزي بشكل خاص ليكون للقاريء الحكم نمط العرب في السكن ، ونقل بوركهارد كثيرا من صور الحياة اليومية لابناء قبيلة عنزة في مضاربهم .
ولم يكتفي بوركهارد بوضع قبائل عنزة كمقياس للأصالة في العادات والتقاليد ، بل أخذ يقيس قوة القبائل عن طريق قدرتها على منافسة او مجابهة عنزة ، فعلى سبيل المصال تحدث عن مطير في نجد قائلاً انهم ألداء اشداء لقبائل عنزة ، ثم ذكر قبيلة حرب بالحجاز ووضعهم في المركز الثاني بعد عنزة لمجرد جرأتهم في غزو بني وائل .
ونقل بوركهارد عادات عنزة في الحروب ، وتربية الابل والخيل ، وتربية الأطفال ، واهتمامهم الشديد بالالتزام الديني ، والحرص على الصلاة والصيام ، والمنافحة لاجل العقيدة مع آل سعود .
ونقل ايضا بعض المصطلحات التي يستخدمها الوائليين في الحكم والرئاسة وقيادة القبيلة مثل ( العقيد ) و ( الشيخ العام ) ، وتناول طريقة ادارة العلاقات مع القوى الاخرى .
وبصفة عامة فان بوركهارد قد وثق جزء هام من التاريخ الوائلي ، وخدم عنزة بقصد او دون قصد لكن كتبه وملاحظاته جديرة بالاهتمام من قبل






أبوحذيفة 37 08-02-09 02:50 PM

من مذكرات (فريدريك روزن )قنصل المانيا في بغداد سنة 1898م


يقول فيها انه أراد زيارة كربلاء..ويقول إثناء سيرنا بهرنا منظر عدد كبير من الجمال البيض ترعي في السهل . وهذا الجمع غير الاعتيادي من الجمال كان سببه وجود " فهد بك " الرئيس الأكبر لبدو ( عنزة ) في المنطقة

ويقول فريدريك ... وتترحل ( عنزة ) في امتداد الأراضي علي الضفة اليمني من الفرات ....بيمنا ( شمر ) تسكن الجزيرة بين الفرات ودجلة ...وهي عدوة العنزة ...

كما يقول .....كانا بطبيعة الحال نتطلع رؤية ( فهد ) الذي سمعنا عنه كثيراً من القصص والأوصاف فوجدناه جالساً في مضيفة وهي خيمة – أو بالاحري سقف خيمة مصنوعة من شعر الماعز الأسود .يسندها عمود أفقي يمكن تطويله بحسب عدد( الضيوف )...
ولقد كان مضيف فهد بك يمتد أكثر من 30 ذراعا وعرضه 5 اذرع فقط ، وتحته كان يجلس القرفصاء صفان من أبناء الصحراء الذين كان من بينهم فهد بك كمضيف لهم ، وفي نفس الوقت كان يقضي بينهم .

وحين أعلن القواسون الذين كانوا برفقتي قدومي ، نهض لاستقبالنا وقادنا إلي خيمة تركية صغيرة بيضاء ، فرشت حالاً علي الجانب الضليل منها السجاد لنجلس عليها معه ، وأمر بإحضار عدد من سروج الجمال المزينة بمسامير ذهبية توضع في جوانبها لنسند إليها أيدينا ،

وقد جلب انتباهي أن فهد بك لم يكتفي بقبول لقبه << بك >> التركي فقط ، بل كان يحرص كثيراً علي التحدث بالتركية إلي خادمة الخاص. وفي محادثة معنا تكلم العربية فقط .. وقد أبدي آراء صائبة وسال أسئلة وجيهة جداً ..وبعد أن أستفهم عن معدل النفقات السنوية للقنصلية الألمانية ببغداد ... كانت النتيجة التي خرج بها انه لايجد فيها من الفوائد مايعادل كلفتها ولم أكن قادرا علي دحض حججه .

وبعد أن قدم لنا وجبة من اللحم ...تمشينا خلال مضاربة وأبدينا إعجابنا بأبله ، وكانت من جنسين مختلفين : ( الذلول ) هي الإبل الراكضة ، و ( الإبل ) وهي التي تحمل عليها ... انتهي كلام فريد ريك

جميلة المقتطفات التي كتبتها من مذكرات (فريدريك روزن ) عن الشيخ فهد بك الهذال

شيخ العمارات من عنزة

أبوحذيفة 37 08-02-09 03:05 PM

مشاهدات -روجر إبتون- عن قبيلة عــنــزة

--------------------------------------------------------------------------------

سلسلة مشاهدات المستشرق البريطاني (روجر . د . إبتون) في بوادي قبيلة عـنـزة والتي تناولها في كتابه الشهير ((مشاهدات في بوادي العرب)) والتي خالط فيها مشايخ وأبناء القبيله(1) عن قرب ودوّن عنها الكثير من الكتابات التي أصبحت الآن من المراجع الثمينه لقبيلة عنزه، والتي تم الإهتمام بها في الغرب وألّفت فيها الكتب الكثيره عن تاريخ وتراث هذه القبيله العظيمه!

(1)ملاحظه هامّه: ملاحظات وكتابات روجر إبتون عن قبيلة عنزة إقتصرت على بوادي عنزة من السبعة والفدعان وجزء من العمارات في البادية الشمالية في منطقة تحركات روجر إبتون، ولم تتاح الفرصة لمستشرقنا للإلتقاء ببوادي عنزة الجنوبيه في الحجاز أو نجد كونها بعيدة عن منطقة عمله ..

==============================================

يقول روجر إبتون:

((بدو عنزة: تشكّل عنزة السواد الأعظم للسكان البدو في الجزيرة العربية، وقد يختلط الأمر على كثير من الكتّاب بشأن عنزة، فالرأي السائد يقول: هم قبيلة تعرف بقبيلة عنزة، وبعضهم يستنتج أن عنزة من عرقين مختلفين، أو أنهم من عشائر مختلفه تشكل تجمع عنزة، والكثيرون وقعوا في هذا الخطأ، فعنزة لم تكن قبيلة عادية، فهم أناس ذووا شأن، وقبيلة منفصلة ومتميزة من العرق العربي العظيم، فهم أكثر عدداً وأكثر نفوذاً بين كل قبائل البدو التي سكنت الصحراء، وهم البدو بكل مايعنيه المصطلح من معنى، إنما لايدعّون أنهم من الطبقة الإرستقراطية الوحيدة في الجزيرة العربية.

يعود تاريخ عنزة إلى فترة مبكرة جداً من تاريخ المنطقة، فجدهم مؤسس القبيلة كان عنزة بن أسد بن ربيعة الفرس الإبن الثالث لنزار بن معد بن اد بن عدنان ((أنظر سلالة قيدار))، وقد سكن بدو عنزة خيبر في الصحراء بين إقليمي الحجاز ونجد، ويعتبر البدو ديارهم جزءاً من نجد، ومضت عصور عديدة قبل أن يدونهم التاريخ كقبيلة متميزة، ويبدو أن القبيلة شاركت في صنع الأحداث خارج حدود المنطقة التي تسكنها، في المناطق المجاورة لها مباشرة، وعندما إزدادت أعداد عنزة وكثرت قطعان مواشيهم، تواصلت هجراتهم، وأصبحوا في وقت من الأوقات يسيطرون على المراعي من ساحل الإحساء على الخليج العربي حتى الحجاز، ويملكون الآبار التي هي في معظمها اليوم ملكاً لعنزة، ودامت هذه السيطرة حتى الفترة التي أسس فيها الوهابيون دولة في نجد في بداية هذا القرن، كان بدو عنزة من العرب الذين يرعون في مراعي نجد، وقبل هذا التاريخ كانت ثروة عنزة في تزايد كبير، فبدأت بطونهم تهاجر إلى الجزء الشمالي من الصحراء، من أجل إمتلاك المراعي، ونادراً مافشلت في مساعيها بهذا الشأن.

توالت الهجرات يوماً بعد يوم، وبدلاً من أن ترعى قطعانهم خلال الربيع في نجد أخذ بعضها يرعى في البوادي بين سوريا والفرات، ثم يعودون جنوباً في الشتاء، فيوفر لهم هذا فرصاً كبيرة للتزوّد بالحبوب والسلع الأخرى من السكان القاطنين وسط الجزيرة العربية، ومن القرى الصغيرة التي هي عند حدود الصحراء، وهؤلاء يصفهم بوركهارت (يقصد السكّان والقرى) بأنهم من التجّار الصغار، والمزارعين الذين يزرعون النخيل. يأتي التجّار المتجولون بالبضائع من مدن سورية ومن المدن الأخرى في الجزيرة العربية، فيقايضون منتجات عنزة بالحبوب والبضائع، ويعودون لإستيرادها من تجّار المدن الحدودية السوريه مثل: دمشق، وحماة، وحمص، وحلب، بعد أن أصبحت في متناول اليد يسهل الوصول إليها أكثر من الوصول إلى جدة أو مكة، وثمة بطون عديدة من عنزة كانت لها مراع ٍ مميزه وتتاجر مع مدن مختلفة يمكن الوصول إليها، دون أن تتضارب مصالح هذه البطون المختلفة مع بعضها، إن هذه الدوائر المتصلة من الهجرات كان لها الفضل في جعل القبائل على إتصال دائم مع الأتراك، فإستمرار التجارة المتبادلة بين عنزة والتجار يتطلب إتفاقية معينه يجب أن تبرم مع الموظفين الأتراك الذين هم بالأساس مع العدالة وقانون الدولة، بينما يعتبرهم البدو متعصبين ظلمة وغير عادلين، والبدو عادة لايلتزمون بشروط الإتفاق، فتعاني التجارة من ذلك وتتأثر في غالب الأحيان، وعلمت أن أرباح التجارة مع قبائل الصحراء يستأثر بها وتتأثر في غالب الأحيان، وعلمت أن أرباح التجارة مع قبائل الصحراء يستأثر بها تجار حلب فقط، وقد بلغت 50,000 جنيه في العام الواحد، وقد هبطت دون هذا المستوى في الوقت الحاضر، وفي بعض السنوات يصبح التبادل التجاري نادراً، وعندما يستهلك بدو عنزة المراعي ينتقلون إلى أماكن أخرى مفضلين الحرمان على الإبتزاز، وربما يضطرون لشراء الحبوب من أخوانهم البدو القاطنين على حدود سورية وعلى طول نهر الفرات، كما تزودهم مدن الفرات الأدنى بالتمور خاصة، إن الإبتزاز والقيود التي تفرضها الحكومة التركية هي بتقديري السبب وراء كثير من الإضطرابات والحروب بين العرب والأتراك، فالبدو لايترددون في إغتنام أي فرصة سانحة للتهرب من دفع الضرائب التي فرضت عليهم عنوة، والبدو والأتراك هما بطبيعة الحال في مواجهة بشكل دائم.

لقد وجدت النزعة الفطرية، والشعور السامي بالأصل، والإفتخار به، تبلغ ذروتها عند عنزة، ممايجعلهم يحتقرون الأتراك، ويعدونهم من سلالة مختلفة عنهم، وعلى الرغم من الإجراءات الإضطهادية المغتصبة فالأتراك ليسوا دائماً الرابحين من تعطيل التجارة، وكثيراً مايقوم العرب بترك أعداد معينة من الإبل رهينة عند الترك، كعربون للنية الحسنة، وإذا حدث خرق للإتفاق، أو الإمتناع عن إعادة الرهن، فإن البدو يعودون ثانيةً إلى المناطق المجاورة للمدن، يسوقون مايملكون ومعه الشيء الكثير، ممايسبب تعقيدات وإختلافاً يطول في السنوات المقبلة كلها، ولهذا فإن السياسة بين العرب والأتراك لاتتحسّن، ومع ذلك بقيت هجرات عنزة مستمره ومتزايده، فالقبائل التي هاجرت أولاً اصبحت محاربة تعرف المنطقة، وتحيا حياة الرعي أكثر من القبائل التي هاجرت في وقت لاحق، والقبائل المهاجرة الأولى عليها أن تكافح لتوطيد سيادتها على المراعي، وتواجه كافة الأحداث المحتملة، إن هذه القبائل القليلة هي صانعة المغامرة الأولى، بينما القبائل الصغيرة قد لاتعود جنوباً لقضاء الشتاء في نجد، فتستقر في الصحراء الشمالية طوال العام، اما القبائل الكبيرة المالكة لكثير من القطعان، فإنها تعود لتمضي الشتاء في الجنوب، وهناك أمثلة لقبائل كبيرة هاجرت إلى الشمال عدة سنوات، ثم أخذت تعود إلى الجنوب طلباً للرزق، وجماعات من بعض القبائل قد لاتعود إلى الشمال ثانية، وبشكل عام تعد قبيلة عنزة قبيلة مهاجرة بإنتظام، وهجراتها تماثل هجرات طائر السنونو. فقبل وقت طويل من الهجرة تتقدم القبيلة نحو الشمال فوق أرض واسعة من وسط الجزيرة العربية، وتتفرع بعدها إلى قبائل جديدة.

تمتلك عنزة وبعض القبائل الأخرى الخيول العربية الأصيلة، وهذه حقيقة مؤكده ثابته معروفه بين البدو على إمتداد الجزيرة العربية، وبإعتبار أن الخيول العربية الأصيلة تشكل موضوعاً منفصلاً، فقد أفردت لها جزءاً خاصاً من هذا الكتاب، ولهذا لن أتعرض لها كثيراً في هذا الفصل)).

乀م.ـِـَلاّكـَ.آلــرٍوٍح 乀 08-02-09 06:47 PM


أبوحذيفة 37 10-02-09 10:06 PM

http://www.adabwafan.com/content/thu.../1/mn_bado.JPG


http://ar.qantara.de/files/590/11/42...gespiegelt.jpg


منذ أن قرأ فون أوبنهايم المولود سنة 1860 بكولونيا كتاب ألف ليلة في صباه غدا منجذبا إلى عالم المشرق




عالم الآثار والرحالة والديبلوماسي ماكس فرايهر فون أوبنهايم:
من البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج الفارسي": كتاب رحلة موسوعي رائع


شيء تقريبا قد أفلت من عين المسافر الثاقبة والفضولية، لا سوق الكتب البيروتي ولا كميات الجوارب التي صدرتها ألمانيا إلى بيروت سنة 1895 ولا نوعية النبيذ السوري الذي "له شبه بالنبيذ الجزائري". تقرير أندرياس فليتش

بمناسبة حضور العالم العربي كمحور أساسي في معرض فرنكفورت للكتاب في دورة الخريف الماضي أعادت دار نشر Olms Verlag، وبدعم مالي واسع من طرف أمير الشارقة، إصدار بعض كتب الرحلة المشرقية.

ومن بين الأعمال التي تصدرت هذه السلسلة ذات الإخراج الفاخرة هناك بدون شك الكتاب الذي دوّنه ماكس فرايهر فون أوبنهايم عن رحلته التي قام بها في صائفة سنة 1893، والتي قادته من بيروت عبر سوريا إلى بلاد الرافدين، ومن هناك إلى عمان وزنجيبار.

تجربة ومعارف واسعة

منذ أن قرأ فون أوبنهايم المولود سنة 1860 بكولونيا كتاب ألف ليلة في صباه غدا منجذبا إلى عالم المشرق. وبعد إنهاء دراسة الحقوق التي تخصص فيها نزولا عند إلحاح والده الذي كان يريد أن يضمن له مهنة محترمة فيما بعد، رافق عمه في رحلة إلى أثينا والقسطنطينية وسميرنا شتاء 1883/1884.

ثم تبعت تلك الرحلة سفرات من المغرب عبر شمال إفريقيا نحو القاهرة حيث أقام لمدة سبعة أشهر في إحدى الأحياء العربية العتيقة، بما جعله يكون عندما شرع في تدوين رحلته من "البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج الفارسي" رجلا عارفا بالمنطقة، ذا تجربة ومعارف واسعة حولها.

ولا ينحصر مؤلفه المكوّن من مجلدين في التقارير السفرية بالمعنى الضيّق للعبارة، بل جاء وفقا للطموح الذي يعبر عنه في مقدمته والذي يتمثل في:

"تقديم صورة عن البلدان وأهاليها ضمن تطورها التاريخي وخصوصياتها الإثنوغرافية والدينية." وقد استفاد أوبنهايم ايضا من كتب أدب الرحلة السابقة وكذلك من قراءة ما يناسب موضوعه من الأدبيات العلمية لعصره.

التركيز على التطورات التاريخية

تتناوب في هذه النصوص مقاطع من المعالجات الدراسية واسعة المدى على غرار الفصل المتميز حول الدروز أو مدينة تدمر الصحراوية، مع مقاطع وصفية من وقائع الحياة اليومية التي يعيشها المسافر.

وتحظى التطورات التاريخية منذ عهد الشرق القديم إلى نهايات القرن التاسع عشر بنفس الاهتمام الذي تحظى به الجزئيات الجيولوجية. إلا أن الجزئيات الدقيقة التي يوصف بها مسار الرحلة ("على الساعة الحادية عشر وخمس دقائق عثرنا على خزان مائي ب7:10 أمتار، وإلى جانبه كومة من الأنقاض") تدفع في بعض الأحيان بالقارئ إلى القفز على بعض المواقع من النص.

وإلى جانب التعريجات على مسائل من علم النباتات توجد معاينات فنية و معمارية تاريخية. وفي كلمة واحدة: إنه كتاب بمثابة موسوعة، صندوق عجائب مصور ثري، بل فاخر الثراء بالصور والخرائط والمخططات والرسوم الأولية.

لا شيء تقريبا قد أفلت من عين المسافر الثاقبة والفضولية، لا "سوق الكتب البيروتي الذي ما يزال متخلفا" ولا كميات الجوارب التي صدرتها ألمانيا إلى بيروت سنة 1895 ولا نوعية النبيذ السوري الذي "له شبه بالنبيذ الجزائري".

ملاحظة التحولات الساحقة

يلتقي القارئ أيضا ببعض المسائل الغريبة. في "مدينة بيروت التي في طور التفتق المطّرد"، والتي تدور فيها وقائع تقريره يلتقي أوبنهايم ب"جوق موسيقي نسوي من بومين قد شهدن ازدهار تجارتهن هنا في بلاد المشرق وانتهينا بوضع الرحال فيها."

لكن مهما كان ولعه بالتاريخ وعلم الآثار كبيرا فإن ذلك لم يجعله يتغافل عن التحولات الساحقة التي يعيشها عصره. في بعلبك يعثر على " محطة سياحية لمكتب سفريات توماس كوك مع كل ما يتبع ذلك من موكب الخدم والمترجمين"، ويعبر عن تذمره من أن داخل معبد جوبتر قد "غدا مشوها بالكتابات العديدة التي كان السياح القادمون من جميع أصقاع الدنيا يخطونها على جدرانه".

كما لم يعجبه تغيير الفرش التي كانت نخبّأ نهارا دخل دواليب حائطية وتعويضها ب"أسرّة معدنية أوروبية مجهزة بناموسيّات"، وأشكال أخرى من مظاهر زحف التقدم والحداثة.

هذا التقرير المكتوب بأسلوب أنيق متقشف، يمتاز بالتنوع وغزارة المعلومات وهو خال من كل أثر للغرور المميز لذلك العصر.

في الوقت الذي شرع فيه أوبنهايم في إعداد كتابه للطبع معتمدا على التخطيطات التي أعدها أثناء الرحلة، كان دبلوماسيا لدى القنصلية القيصرية بالقاهرة. لكنه بعد اكتشافه لمستوطنة الحتّيتيين في تل حلَف أثناء رحلة لاحقة إلى سوريا تحول باهتمامه إلى حقل علم الآثار.

إلا أنه، وبسبب القلاقل التي عقبت الحرب العالمية الأولى ونهاية الامبراطورية العثمانية، قد رأى نفسه مجبرا على التوقف العديد من المرات عن مواصلة عمله. وفي فترة مابين الحربين أنشأ في برلين مؤسسة ومتحف تل حلَف لتجميع حصيلة الحفريات والمجموعة القيّمة من أعمال الفنّ الإسلامي التي كانت بحوزته.

لكن عمل عشرات السنين قد دمّر عند تعرض مقرات المؤسسات والمتاحف للقصف في نهاية الحرب العالمية الثانية. كما أحدثت أعمال النهب دمارا لا يقل عن ذلك. فرّ أوبنهايم من برلين-لكن إلى أين؟ إلى مدينة دريسدن! هناك حيث أضاع خلال التدمير الذي تعرضت له المدينة ما تبقى بين يديه.

توفي ماكس فرايهر فون أوبنهايم في 15 نوفمبر/تشرين الثاني من سنة 1946 في لندسْهوت. ونظرا للظروف القاهرة التي حفت بالسنوات الأخيرة من حياته فإن إعادة إصدار كتابه هذا مدعاة للسرور والامتنان. إن في ذلك شيء من السلوان؛ أن يرى المرء أن شيئا ما يظلّ متبقّيا بالرغم من كل شيء.

بقلم أندرياس فليتش
ترجمة علي مصباح

ماكس فرايهر فون أوبنهايم: "من البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج الفارسي عبر حوران والصحراء السورية وآسيا الصغرى" في جزئين- برلين 1899/1900 (طبعة جديدة: هيلدزهايم 2004).

أبوحذيفة 37 10-02-09 10:35 PM

http://ar.qantara.de/files/590/7/429...wrosadocbe.gif

يعُد اسم غروترودة بيل، من أهم الأسماء الغربية التي لعبت دورا خفيا وخطيرا في تاريخ السياسة العراقية الحديثة، منذ نشوء دولة العراق في بداية العشرينات من القرن الماضي. لكن ما الذي جاء بها إليه؟ تقرير أندرياس بفليتش

كانت البريطانية غرترودة بيل مفتونة "بأصالة وعنفوان العرب في الصحراء". ولكنها رأت على عكس ذلك في المدن الحديثة، حيث انتشار التأثير المفسد للغرب، والإنحطاط غير الصحي والمتضارب مع الطبيعة. وأخيراً وليس آخراً كانت الحداثة الأوروبية والإحساس بثقل تأثيراتها الجانبية قد دفعا بغرترودة بيل للقيام بأسفارها.

ولدت بيل عام 1868 في كنف عائلة إنكليزية، صناعية، ميسورة الحال. إذ جمع جدها ثروة طائلة من إمتلاكه لمناجم فحم ومصانع للحديد الصلب. يعود الفضل لوالد بيل لإنفتاحه ولتوفيره التحصيل العلمي لها، الذي لم يكن عاديا لفتاة في ذلك الزمن. فأنهت دراسة التاريخ في جامعة أكسفورد بدرجة إمتياز عام 1888.

شدت غرترودة بيل الرحال عام 1892 لأولى رحلاتها إلى الشرق. وبينما كان رحالة القرن الثامن عشر يستكشفون البلاد الأجنبية معرضين أنفسهم وحيواتهم لمخاطر جمة، وتحت وطأة جهود جسدية هائلة وأعباء مالية باهظة، سهلت خطوط الملاحة البحرية، الدورية، بين أوروبا وشرق المتوسط، وأولى خطوط السكك الحديدية، السفر في أواخر القرن التاسع عشر.

كان توماس كوك Thomas **** أول من افتتح مكتباً للسفر في إنكلترا عام 1845 وأسس كارل بيدكرز Karl Baedekers عام 1827 في كوبلينتس Koblenz أول دار نشر تُعنى بدليل الرحلات، فتزود المسافرون منها بالمعلومات اللازمة.

الهروب من التقاليد المحافظة

لم تكن رحلة بيل التي قادتها بدايةً عبر باريس وميونيخ وفيينا، ومنها إلى القسطنطينية، ومن ثم إلى بلاد فارس عبر جورجيا هرباً من التشدد الإجتماعي السائد في إنكلترا الفيكتوريانية وحسب. "آه! ليت هذه التقاليد غير موجودة" كما دونت في دفتر ترحالها الذي نشر عام 1894 في لندن، "كم مرة سيجلس المرء بجانب إنسان من لحم ودم، بدلاً من الجلوس بجانب بدلة سهرة رسمية!"

كانت بيل تصبو لرؤية أناس من لحم ودم في الشرق، لم يُزجوا في مشد الحداثة الضيق بعد. لكنها لم تسعى يوماً كي تعيش بنفسها تلك الحياة الشرقية البسيطة، المزعومة، التي كانت تتشوق لها، فقد سافرت مع مرافقة ضخمة ضمت فيما ضمته ثلاثة طباخين وعشرين خادماً وقافلة كاملة من البغال.

وفي ذات الوقت استهزأت بيل بتجاهل المسافرين الآخرين. "بعض الناس" تقول بيل محتجة على بدايات ازدهار السياحة "يجوبون العالم بحثاً عن أفضل الفنادق ويذكُرون أمامك بإعجاب كيف أنهم قبل فترة وجيزة سافروا في روسيا.

أما عندما تسألهم، فسوف تتأكد من أنهم لن يستطعوا إخبارك أكثر من أن الراحة كانت متوفرة في موسكو فعلياً، تماماً كما في أوطانهم، لا بل أنها أكثر زخراً، إذ كان على المائدة في الفندق ثلاثة أصناف من اللحوم البرية".

سر الشرق الغامض

كان الشرق بالنسبة لبيل عالما خياليا مليئا بالأسرار، على غرار ما خبرته منذ نعومة أظفارها من قصص ألف ليلة وليلة. تقول سابحة بخيالها "المشرق المليء بالأسرار" و "المفاجآت الأخاذة".

ويتعين على الشرق أن لا يفقد غرائبيته. ثيوفيل غاوتير Gautier Théophile عبر عن تخوفاته من إمكانية "أن حضارتنا التافهة سوف تُفني صورة البربرية الفاتنة". حين قابلت بيل أميراً هندياً في فارس بدت مشدوهة لعدم إكتنافه الأسرار، وخاب ظنها بشدة بسبب إنكليزيته السلسة: "هذا يشوه، بشكل ما، الطابع المحلي للمشهد".

بالرغم من إنتفاء السحر جزئياً لم تبق هذه الرحلة، رحلتها الأولى والأخيرة للشرق. إذ سافرت بعد فترة وجيزة إلى فلسطين ولبنان وسوريا. "لا يستطع المرء أن يبقى بعيداً عن الشرق بعد أن يكون قد ولجه إلى الأعماق" كما كتبت لوالدها.

تعرفت بيل على عالم آثار في باريس، أيقظ فيها حب البحث العلمي، فنشرت عدداً من الكتب والمقالات في علم الآثار جلبت لها إعتراف العاملين في هذا المضمار. عملت أثناء الحرب العالمية الأولى لصالح الإستخبارات البريطانية، بداية في القاهرة ومن ثم في بغداد والبصرة.

دعمت فيصل الهاشمي في العراق لتحقيق طموحاته بالعرش وبعد أن تتوج ملكاً في عام 1921 أضحت بيل مستشارته. في ذات الوقت بنت المتحف الوطني في بغداد. ربما كان طول وقت عملها وتعدد اهتماماتها وعدم ركونها للراحة هي أوجه متنوعة لدواعي هربها. توفت غرترودة بيل في بغداد في تموز/يوليو 1926 عن عمر يقارب 58 عاماً بسبب جرعة زائدة من مادة منومة.

أندرياس بفيلتش
ترجمة يوسف حجازي
حقوق الطبع قنطرة 2005

أبوحذيفة 37 10-02-09 10:38 PM

http://ar.qantara.de/files/590/24/42...gespiegelt.jpg
رحلة هاينريش فون مالتسان إلى مكة:
نص ساخر وصريح ومليء بالتهكم

رغبة" ابن الرابع والثلاثين من العمر هاينريش فرايهر فون مالتسان "في التقصي بعمق وعناية في حياة الشعوب الشرقية وبالأخص العربية" دفعته في عام 1860 إلى الرحلة الشاقة نحو مكة، المدينة التي "لم يرها إلا إثنا عشر أوروبي مذ كانت".

كتب مالتسان تقريراً طريفاً ومسلياً ومثيراً حقاً للضحك في العديد من مقاطعه، ولازال التقرير يدفع المرء اليوم أيضاً لقراءته بسرور، على الرغم، ومن المحتمل لكونه لم يكن بعد يعرف شيئاً عن لغة السياسة الصائبة political correctness.

زواج المتعة والأفيون

المؤلف مراقب يقظ وروائي جيد، فتقرير رحلته الذي يضم 750 صفحة يفاجئ بسلاسته، رغم تغلب الثرثرة عليه من حين إلى آخر، لكنه يعاود شد القارئ اليه كرواية مغامرات.

المحتويات متعددة الأشكال للغاية. من ضمن الأشياء التي يتحدث عنها تاريخ الجمل، ويصف بالتفصيل مراسم الصلاة، ويعرض أفكاراً فيما يخص القرآن ويسترسل في الكلام عن تعاطي الأفيون والحشيش. وهو ملم بأمور زواج المتعة، "الذي يساعد الحاج على تخفيف ملل أعمال الورع".

سكر وغربة روحية

ويتحدث أيضاً عن استهلاك الكحول المحلي الجدير بالإهتمام:

"رأيت هناك عددا كبيرا من السكارى أكثر مما يستطيع المرء مصادفتهم في انكلترا وأمريكا تقريباً، حيث أكبر عدد من السكيرين على الإطلاق."

مراسم الحج ذاتها كانت ثقيلة بالنسبة لمالتسان. فحسب وصفه "يتزاحم الناس كالسمك المكبوس". يقوم هنا بواجبه كمؤرخ أخباري بدقة ولكن بدون حماس. الكعبة تبدو له "ككتلة كالحة كئيبة" ويترك المؤمنون لديه "انطباعاً عظيماً في غرابته، بل أود أن أقول رهيباً".

أسلوب نثري أنيق

يظهر مالتسان رومانسيته وملله من أوروبا عندما يَتذمّر غاضباً معترضاً على السكك الحديدية في مصر، لاعناً "هذا الازدراء لكل ذوق فني، ولكل شكل شاعري". ويتابع شتمه لوسيلة النقل الحديثة "صنيعة العفاريت" التي لا يتجرأ "شيخ الإسلام اليوم" على حظرها "بواسطة فتوى"، متألماً ل "إنزلاق المسلمين والكفار وحتى الحجاج الورعين على طريق سكة الحديد المهول من الاسكندرية إلى القاهرة".

ويتقن ببلاغة وصف منغصات أخرى في الرحلة أيضاً:

"سيوافقني الجميع على أن تعرُّقَ كل هؤلاء الحجاج المتزاحمين قد وصل مع بلوغ درجة الحرارة 30 رومور (حوالي 37.5 درجة مئوية) حداً لا يطاق، ولا أخال أن أحداً سيحسدني عما تلاقيه حاسة الشم المرهفة جداً عندي".

أسلوب مالتسان النثري الأنيق، إضافة إلى وجهة نظره المقتضبة يجعلان النص مُسَلٍّ للغاية. فيكتب مثلاً "الخبر الجديد المهم القائل بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسوله، أُخْبِرْتُ به في الرحلة بين الاسكندرية والقاهرة مئة مرة على الأقل".

حارس المقبرة

أثناء وصفه لحارس أحد القبور، كان قد لفت نظره بسبب أنفه، تبلغ قريحته مدىً تعبيرياً أوسع:

"هذا العضو يطغي بشكل كبير على كل الأعضاء الأخرى، بحيث ينحسردورها إلى مجرد كومبارس في هذا المشهد". ولم يكن حال الفم أفضل بكثير: "الأسنان كانت فيه معدومة، اللهم ما عدا سناً وحيداً، يبدو مطلاً بفخر وشجاعة على مشهد الخراب من حوله".

موهبة الكاتب الهزلية تُظهرُ نفسها أيضاً عند وصفه لزيارته لقبر حواء، أحد المقاطع المميزة للكتاب. المتوارد عن طول جسم "الأم الأولى" يكاد يبلغ مقاييس خيالية. ووفقاً لهذا تتناسب ضخامة صرتها. مالتسان يدعو بلا تردد، أن "على علماء الفسيولوجيا أن يقرروا، بأن شخصاً بلغ طوله خمسمائة قدم، ممكن أن يصل عمق تقعر صرته إلى قدم ونصف".

يقابل المسافر إيهام المكان التذكاري بالتهكم. "بعد أن وهبت صرة الأم حواء تعبيري التعبدي جاء الآن الدور للقيام بالصلوات لأعضائها الأخرى". وعلى ما توارد بأن هاجر حملت من ابراهيم بإبنهما إسماعيل على الحجر الأسود، يعلق بإسلوب مشابه ومقتضب: "علينا أن نعترف بأن الأب لم يكن يملك أي فكرة عن وسائل الراحة الحديثة".

صراحة مفتقدة

يستغرب المرء كثيراً من الصراحة المريحة لهذا التقرير، إلى أن يتضح، أنه بالرغم من الجهد الكبير الذي يُبذل لمحاصرة الأحقاد والضغائن في هذه الأيام عبر سلوكيات السياسة الصائبة political correctness، ولكن دون التمكن من إزالتها بحال من الأحوال. وربما أن غياب الجدية عند الكاتب في تعاطيه مع ملاحظاته، لها وقع خفيف الظل علينا نحن قراء اليوم، إذ يبدو أننا قد فقدنا هذه القدرة على الإنفتاح.

بقلم أندرياس فليتش
ترجمة يوسف حجازي
حقوق الطبع قنطرة 2005

هاينرش فرايهر فون مالتسان: رحلتي إلى الحج في مكة. رحلة في المناطق الساحلية والداخلية للحجاز، المجلد الثاني، لايبزيغ 1865 (طبعة معادة: هيلدسهايم 2004

أبوحذيفة 37 10-02-09 10:44 PM

http://ar.qantara.de/files/590/8/428...ea_euting4.gif
عقد أويتينغ العزم منذ أيام دراسته على السفر إلى البلاد العربية، ولكنه اضطر للإنتظار عقوداً طويلة حتى تسنى له السفر إلى شبه الجزيرة العربية
كتاب "يوميات رحلة داخل بلاد العرب" ليوليوس أويتينغ:
تفاصيل يومية وملاحظات مسلية
هدف البعثة العلمية التي قام بها يوليوس أويتينغ إلى شبه الجزيرة العربية في عامي 1883 و1884 كانت معاينة الآثار والنقوش القديمة، انطباعاته الشخصية دونها في كتاب "يوميات رحلة داخل بلاد العرب"

تترك الكثير من الجمل، عند إقتلاعها من السياق، وقعاً غريباً، ويترك بعض آخر وقعاً غير معقول أبداً:

"كثيرا ما استمتعت بحضرة زنجية أسمها بلوة، اعتادت أن تجلس بدورها في الباحة، أثناء عمل زوجها في مناجم الملح طوال النهار".

هذا المزيج الفظ من نثر البطاقات البريدية وعلم الشعوب البدائية البائت –وغالباً يشترك كلا هذان اللونان من النصوص بالإبتعاد غير المتروِ عن الموصوف وعدم الاكتراث به– يمكن قراءته في كتاب يوليوس أويتينغ "يوميات رحلة داخل بلاد العرب"، الذي نُشر مؤخراً بطبعة جديدة.

ما كان في وسع عالِم مثل أويتينغ أن يظهر إلا في القرن التاسع عشر. فقد عقد العزم منذ أيام دراسته على السفر إلى البلاد العربية، ولكنه اضطر للإنتظار عقوداً طويلة حتى تسنى له السفر إلى شبه الجزيرة العربية في عامي 1883 و1884، بفضل كرم و "مِنن جلالة الملك كارل فون فورتمبيرغ"، الذي "زوده بالكثير من الأسلحة لتحقيق هذه البعثة العلمية".

وكان هدف هذه الرحلة "يتعلق بشكل رئيسي بعلوم الآثار والنقوش القديمة". فكان أويتينغ يتقفى في رحلته "آثار التاريخ ما قبل الإسلامي في النقوش والنصب التذكارية" على الخصوص، ويجعلها موضوعاً لبعض النشرات العلمية. أما كتاب يوميات رحلته فكان يهدف حسب رأيه: "لتقديم وصف سلس القراءة عن إنطباعاتي وملاحظاتي الشخصية وللأحداث التي عايشتها لجمهور أوسع".

ثرثرة مملة

أما ما يتعلق بسلاسة القراءة فلم يفلح أويتينغ بالتأكيد إلا في بعض المحاولات المتواضعة. فكتاباته كانت خالية من أي حماس أو تواتر، وتكاد تخلو في بعض الفقرات حتى من الأهمية، بسبب تشبثه العنيد بالحفاظ على التسلسل الزمني لكتابة المذكرات اليومية.

فلم يُسْقِطُ يوماً مهما كان مملاً. وسجل هذه الأحداث وتلك دون أن يتجلى للقارئ ما الذي يربط بينها. ناهيك عن التغيير المتكرر للمواضيع في يومياته. ما لا يجعله ممتعاً أبداً. لا بل يجعل منه مجرد ثرثرة تدأب على الانتقال من تفاهة إلى أخرى.

أويتينغ ليس روائياً بل عدّادا. يبدو نصه متقطعاً باستمرار، ولا يفلح، في أي جزء منه، في جذب القارئ بالفعل. يحاول الكاتب، بلا جدوى، تعويض افتقاره لموهبة السرد بإغراق النص بكميات كبيرة من المعلومات.

إلا أن هذا لم يُنتج سوى مزيجاً متنوعاً من الآراء الشخصية والتلقين بلهجة المدرس وإنشداد ملحوظ إلى التفاصيل نابع من رعب المسافر من الفراغ ليس إلا. كتابات أويتينغ المنمنمة وقليلة الحيلة عن السفر تتشابه في عدم أهميتها الصريحة مع معظم الرسومات والمخططات المتناثرة في نصوصه.

عناصر شعرية ونثرية

من يطلق النار عشوائياً من حوله كما يفعل أويتينغ، لا بد من أن يصيب الهدف لمرة. فالمجلدان يشكلان بلا شك مجمعاً -لتفاصيل مسلية تتسم ببعض الأهمية فيما يتعلق بطرافتها وأصالتها- يفيد المؤرخين المهتمين بالتاريخ اليومي والإجتماعي لشبه الجزيرة العربية.

ومع أن ولع أويتينغ بالتفاصيل كالمُحاسبين (ماسكي الدفاتر) يمتحن صبر القارئ امتحاناً قاسياً، إلا أنه من الممكن أن يقود إلى نتائج حميدة، كما نرى في وصفه لقدرات راحِلته على السفر.

فللدابة "خطى بطول 1.95 متراً للخطوة الواحدة، وقطعت الدابة المحملة بالأثقال في الساعة 5500 نصف خطوة، أي حوالي خمسة كيلومترات، وخلال 15 إلى 18 ساعة من الترحال المتواصل قطعت حوالي 80 كيلومتراً في اليوم"، يدون في كتابه بأسلوب مختبِري السيارات في هذا العصر.

ويجمع المسافر الكثير من الغرائب، مثل الصيحات المختلفة التي ينادي بها السكان المحليون الحيوانات ("الجمال المبتعدة كثيراً عن الركب يُنده لها مراراً هيرررتسبو!") أو الملاحظة، بأن نساء "معان" يفركن شفاههن وأسنانهن بسائل النيكوتين الذي يقطُر من الغليون.

يتسم الكتاب بدرجة عالية من التشويش من حيث المحتوى، وكذلك هي تنوعات لغة وأسلوب أويتينغ المثير للحيرة. طيف هذه الأشكال يمتد من استباق لغة الرسوم الهزلية ("بررره!") إلى العناصر الشعرية ونثر قصص المغامرات ("قفزة فرسي المذعورة الفجائية إلى جنب كادت أن تقذف بي إلى الأعماق الصخرية") ليصل إلى التلقين كالحكماء.

في عام 1914 كتب الباحث اينو ليتمان في مقدمة المجلد الثاني لكتاب اليوميات الذي قام بإصداره: "يوميات كتلك التي سجلها أويتينغ، سوف تحتفظ دائماً بقيمتها، حتى ولو نشرت بعد ثلاثين عاماً من كتابتها". مبدئياً ينطبق هذا أيضاً بعد قرن من الزمن. ولكن الصحيح أيضاً، أن هناك أمثلة على هذا النوع الأدبي أفضل من هراء أويتينغ المتعدد الأشكال والألوان.

اندرياس فليتش
ترجمة يوسف حجازي
حقوق الطبع قنطرة 2005

يوليوس أويتينغ: "يوميات رحلة داخل بلاد العرب"، الجزء الأول، لايدن 1896، الجزء الثاني، أصدره اينو ليتمان، لايدن 1914 (أعيد طبعه في مجلد واحد: هيلدزهايم 2004).



رسائل القراء


قنطرة

برنهارد فون برايدنباخ: رحلة حج إلى الشرق
نشأ فى العصور الوسطى المتأخرة نوع من السياحة الدينية المسيحية، واتجه المتدينون والمجازفون نحو الشرق لزيارة المواقع المقدسة والأماكن الغريبة. وكان برنهارد فون برايدن باخ هو أحد هؤلاء، وقد سجل مشاهد رحلاته، التي تعطينا انطباعا عن رؤيته للشرق فى ذلك الوقت

رحلة هاينريش فون مالتسان إلى مكة
"رغبة" ابن الرابع والثلاثين من العمر هاينريش فرايهر فون مالتسان "في التقصي بعمق وعناية في حياة الشعوب الشرقية وبالأخص العربية" دفعته في عام 1860 إلى الرحلة الشاقة نحو مكة، المدينة التي "لم يرها إلا إثنا عشر أوروبي مذ كانت".

أبوحذيفة 37 11-02-09 02:32 PM

الرحلة العربية للدانماركي نيبور http://www.aljazeera.net/mritems/ima...171095_1_3.jpgكتاب في وصف الرحلة العربية لكارستن نيبور(الجزيرة)
كتاب

"في وصف الرحلة العربية" يقع في 525 صفحة من الحجم الكبير وبتخطيطات تضاهي فوائدها أهمية النص وعلميته.
ويعد الكتاب الذي ألفه بالألمانية الكاتب والمثقف الدانماركي كارستن نيبور عام 1761 بجزأيه الأول في سلسلة عنوانها "مكتبة كارستن نيبور" التي تعنى بالثقافة الإسلامية.
وقد كُتبت هذه المذكرات التي تأخر صدورها نحو مائتي عام بالألمانية ويتناول فيها البحاثة والرحالة كارستن نيبور أسرار ويوميات الرحلة التي قضى فيها كل طاقمها البالغ 65 وكان هو الناجي الوحيد.
وكان الهدف العام من هذه الرحلة الاستكشافية -كما صرح للجزيرة نت المترجم هانس كرتستن فينك الذي نقل الكتاب إلى الدانماركية- هو البحث عن الأسرار المادية للكتاب المقدس، لكن مسار الرحلة قد اتجه بها نحو العلم والبحث في أسرار الطبيعة.
وقد قوبل الكتاب بترحيب نقدي لافت حتى أن إحدى الصحف وصفته بأنه نصيحة من الماضي، إذ يقول كارستن نيبور في كتابه " ذهبت إلى البلاد العربية وأنا محاط بنظرة غربية متعالية ودونية للعرب، وأحكام مسبقة". ثم ينحي باللائمة على الأوروبيين بقوله "نحن نصدر أحكاماً مسبقة، دون أن نعطي لأنفسنا فرصة التعرف على الآخر والاطلاع على ثقافته".
وتقول الصحيفة إن هذه الفكرة مازالت سائدة حتى الآن، وتضيف في تعليقها على الكتاب متسائلة "ألا يمكن النظر إليها كنصيحة من الماضي، ونتعامل مع العرب كبشر وليس كبرابرة".
ويري نيبور في كتابه أن المسلمين والأوروبيين لديهم مشتركات، ويتمتعون بقدرات متكافئة.
وصرح مترجم هذا الكتاب هانس كريستن فنيك للجزيرة أن الجزء الثاني الذي يعمل على ترجمته قد أشار إلى العراق والكويت ويعتقد أنها الإشارة الأولى التي منها سميت الكويت بهذا الاسم.http://www.aljazeera.net/images/up.gif



http://up.do7a.com/get-7-2008-do7a_com_7v8l2bjv.jpg

خرائط اجنبية قديمة جدا يظهر بها اسم (الخليج العربي) .




خريطة قديمة جدا (هولندية) سنة 1628 نشرها باحث في جريدة اماراتية (الامارات اليوم) ويظهر بها اسم الخليج العربي(sinus arabicus( ( ولم يذكر الفارسي) ويظهر بها اسم هرمز واسم البصرة (basora( عند مدخل الخليج؟؟ فهل كان يسمى بحر العرب بهذا الأسم قديما؟؟؟
...والقطيف..,واسفل منها اسم البحرين (baharem(
كما يظهر اسم (مسقط) (وقريات ) وهي مدن عمانية قديمة....



خريطة الخليج العربي التي وضعها ( كارستن نيبور ) عام 1761 م

أبوحذيفة 37 11-02-09 03:01 PM

رحلة إلى شبه الجزيرة العربية وإلى بلاد أخرى مجاورة لها


http://www.neelwafurat.com/images/lb...158/158413.gif
تأليف: كارستن نيبور

شغلت هذه الرحلة الشهيرة حيزاً مهماً في التاريخ الأدبي لقرننا هذا، حتى أن إحدى الأمم التي حاولت أن تستأثر بالفنون والعمل حسدت عظمة هذه الرحلة. واهتم علماء البلاد قاطبة بنجاح هذه المهمة فحاولوا قطف ثمارها دون أن يقاسمونا مخاطرها. وعاد السيد نيبور وحده من شبه الجزيرة العربية من بين الخمسة الذين تشرفت الدانمارك بإرسالهم بكنوز علمية، وقد حاول بعض النمامين الحساد الادعاء أن موت زملاء الأول أودى بثمار الأبحاث كافة، لكن ما إن أصدر وصفه لشبه الجزيرة العربية حتى سارع العلماء البارزون إلى مدحه والثناء على ملاحظاته المفيدة والبناءة.

ولا يجهل أحد في عالم الأدب انطلاقة هذه الرحلة وتطوراتها ونتائجها.
استهل السيد نيبور عمله بالإشارة إلى أن "سكان اليمن، أي سكان الجزء الجنوبي لشبه الجزيرة العربية، الذي يعرفه الأوروبيون باسم العربية السعيدة"، ويمكن لشبه الجزيرة العربية أن تشكل حقلاً واسعاً للاكتشافات بالنسبة لعلماء الطبيعات. وتحصد الجغرافيا فوائد عدة من رحلة كهذه، كما أتت الكتابات المقدسة على ذكر مدن عربية عدة. ويضيف السيد نيبور: "إن الذين يقرؤون العمل للتسلية وإجزاء الوقت، يستمعون حين يروي المسافر قصص هزلية عن طريقة حياة الغرباء وعن المصاعب التي واجهها، لكني لم أمكن من كبت شعوري حين وجدت أن العرب لا يقلون إنسانية عن الأمم الأخرى التي تدعي الأدب والتهذيب.

-----------------------------------------------



برتون (ريتشارد فرانسيس-)


(1821-1890)


ريتشارد فرانسيس برتون Richard Francis Burton كاتب وباحث ومستكشف ومستشرق بريطاني، ولد في بلدة توركي Torquay على الساحل الجنوبي لإنكلترة، وتوفيفي مدينة تريسته شمالي إيطالية. كان أبوه ضابطاًفاشلاً في الجيش فتركه، وأرسل ولديه وابنته إلىفرنسة وإيطالية لينشأوا فيها،وهناك ظهرت موهبة برتون في تعلم اللغات حيث تعلم الفرنسية والإيطالية واللاتينية واليونانية قبل بلوغه العشرينوقبل التحاقه بجامعة أكسفوردعام 1840.لم تطل إقامته في الجامعة أكثر من عامين، طرد بعدهما لأسباب تأديبية، فالتحق بالجيش البريطاني في الهند برتبة ضابط في الاستخبارات. مكث هناك ثمانية أعوام تعلمخلالها لغات جديدة منهاالعربية والهندية والفارسيةوالعديد من اللغات واللهجات الهندية المحلية.وأثناء ترحاله في كثير من بقاع الأرض تعلم خمساً وعشرين لغة وعدداً من اللهجات.
http://www.arab-ency.com/servers/gallery/3108-1.jpg
ترك برتون الجيش وغادر الهند بعد تورطه في دراسة حول بيوت الدعارة اللوطية في مدينة كراتشي مما أفسد سمعته، فأقام في مدينة بولونيةBoulogne الفرنسية بين عامي 1850و 1853. مستعيناً بتلك المواهب واللغات العديدة التي اكتسبها خلال أسفاره تمكن برتون من التسلل متنكراً إلى الديار الإسلامية المقدسة فزار عام 1853المدينة المنورة ومكة المكرمة ورسم المسجد الحرام بدقة فائقة، وتمكن في العام التالي من التسلل إلى مدينة هرر Harar المحرمة على الأجانب في إريترية. ثم شارك في حرب القرم عام 1855، وقام بعد ذلك بمحاولة فاشلة لاكتشاف منابع نهر النيل في وسط إفريقية بين عامي 1855و1856 فوصل إلى شواطئ بحيرة طنغنيقة Tanganyika. زار الولايات المتحدة عام1861 ووصل إلى سولت ليك ستي Salt Lake City عاصمة الطائفة المورمونية Mormon. وتزوج بعد عودته إيزابيل آرُندلIsabel Arundellالتي كانت من أسرة كاثوليكية أرستقراطية لها من النفوذ ما مكنه من الدخول ثانية في خدمة التاج البريطاني وسلك الجاسوسية الدبلوماسية فعيّن قنصلاً في جزيرة فرناندو بو Fernando Po المقابلة لساحل إفريقية الغربية التابعة لإسبانية وظل فيها حتى عام 1865، وفي مدينة سانتوس Santos في البرازيل حتى عام 1869، ثم في دمشق التي طرد منها وزوجته في عام 1871 بسبب ممارساتهما غير الدبلوماسية، ثم في تريسته من عام 1872 حتى وفاته.
كتب برتون الكثير عن الهند أثناء إقامته في بولونية، ومن هذه الكتابات «السند والأعراق التي تقطن في وادي نهر الهندوس» (1851)Sindh, and the Races that Inhabit the Valley of theIndus التي يمكن أن تعدّ من أبكر الدراسات في علم الأعراق، وكذلك كتب بعد تسلله إلى الديار المقدسة وهرر كتاب «الحج إلى المدينة ومكة» (1855-1856)Pilgrimage to El Medinah and Mecca، الذي ذكر فيه انطباعاته الشخصية عن حياة المسلمين ومناسك حجهم، وكتب «الخطوات الأولى في شرقي إفريقية» (1856)First Footsteps in East Africa عن أولى مغامراته في القارة الإفريقية، وقدم برتون في كتابه «مدينة القديسين» (1861)City of Saints صورة حية للعقيدة المورمونية ومبادئها وتقاليدها ورائدها برِيغَم يَنغ Brigham Young، ولممارسات هذه الطائفة التي كانت محط الأنظار في ذلك الوقت. وتجدر الإشارة إلى أن برتون لم يكتب شيئاً عن تجربته بدمشق، إلا أن زوجته، التي كانت السبب الرئيسي في طردهما منها، كتبت بكثير من الحقد والتجني عن تلك الحقبة «خفايا الحياة في سورية» (1875)Inner Life of Syria.
عبّر برتون عن إحساسه بالغربة وعدم الانتماء تجاه وطنه الأم خاصة، إلا أنه أحب تريسته التي استقر فيها على مضض، بعد رحيله عن دمشق، وعدها موطناً له، وبدأت تجاربه الكثيرة تثمر فكتب عن إيسلندة وبولونية الإتروسكية Etruscan Bologna في إيطالية والسند وساحل الذهب الإفريقي ومناجم الذهب في مدينة مَديَن Midian. وتعد مجموعته الشعرية «القصيدة»(1880)Kasidah، التي قلّد فيها رباعيات عمر الخيام[ر] وتطرق فيها إلى الفلسفة الإسلامية المتصوفة، من أفضل ما كتب في تلك الحقبة. وترجم للعديد من الشعراء أمثال البرازيلي كامويس Cam&oacute;es والإيطالي بازيله[ر] Basile والروماني كاتولوس[ر]Catullus.
في أوج العصر الفكتوري المحافظ انصبت اهتمامات برتون على الكتابات الشرقية حول الحياة الجنسية، فعرّض نفسه للسجن حين نشر سراً «الكاماسوترا فاستيايانا» (1883)Kama Sutra of Vatsyayana و «أنونغا رانغا» (1885)Anonga Ranga و«الروض العاطر للشيخ النفزاوي» (1886)The Perfumed Garden of the Cheikh Nefzaoui. ورأى برتون في هذه المؤلفات مفهوماً للحب مغايراً لما يعرفه الأوربيون، وحِكَماً أخذ على عاتقه تقديمها لقرائه فترجم ونشر بين عامي 1885 و1888 المجلدات الستة عشر الأصلية لكتاب «ألف ليلة وليلة» تحت عنوان «ليال عربية» Arabian Nights مزيلة بشرحه وتعقيبه عليها.
خشيت زوجته بعد وفاته أن تسيء كتابات زوجها إلى سمعتها فقامت بإتلاف نسخة منقحة من «الروض العاطر» كان زوجها ينوي نشرها، وكذلك يومياته وما جمعه من صحف ومعلومات في أربعين سنة، لم ينج منها إلا القليل، ثم ألفت كتاباً بعنوان «حياة الكابتن السير ريتشارد برتون» (1893)The Life of Captain Sir Richard Burton في مجلدين، فخلقت منه إنساناً جديداً، وقلبت صورة زوجها رأساً على عقب، إذ جعلته كاثوليكياً مؤمناً وزوجاً مخلصاً ومواطناً صالحاً.
عاش برتون حياة حافلة مليئة بالرحلات والاستكشاف والحروب، وترك ثلاثة وأربعين مجلداً من الرحلات وثلاثين مجلداً من الترجمات، إلا أن إدمانه المتقطع على الشراب كان عقبة في طريقه. وكان على معرفته الغزيرة متحيزاً لاعتقاده بتفوقه العرقي على الأجناس التي درسها وكتب عنها، وغير آبه للموضوعية العلمية، وكوفئ على ماقدمه للتاج البريطاني من خدمات حين منحته الملكة فكتورية لقب «فارس» في عام1886.
لقد أعطى برتون مفهوم الاستشراق[ر] وقعاً غير علمي ترك أثراً سيئاً لما تضمه مؤلفاته من استخفاف بموضوعات بحثه، ومن توظيف كتاباته في خدمة السياسة والاقتصاد والحرب، وقد مثّل إشكالية الاستشراق بمعناها الكامل.

أبوحذيفة 37 11-02-09 06:39 PM



http://www.daralnawader.com/books/covers/56.jpg


الرحلة الحجازية
المؤلف:الأمير شكيب أرسلان

الرحلة الحجازية إلى مكة والمدينة...مهوى النفوس...ومحط الأفئدة...ارتحل الأمير شكيب أرسلان رحلته إلى الحج, فوصف لنا مصاعب الطريق ومشقة السفر, وتحدث عن تاريخ مكة والمدينة وأعلامهما وآثارهما, إنه كتاب ممتع لمن أراد القراءة عن الحرمين الشريفين, وصديق رائع في الطريق إلى الحج والعمرة
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...kib_arslan.gif

شكيب ارسلان (25 ديسمبر 1869 - 9 ديسمبر 1946)، كاتب وأديب ومفكر عربي لبناني إشتهر بلقب أمير البيان بسب كونه أديباً و شاعراً بالإضافة إلى كونه سياسياً. كان يجيد اللغة العربية والتركية والفرنسية والألمانية. التقى بالعديد من المفكرين والادباء خلال سفراته العديدة مثل جمال الدين الأفغاني واحمد شوقي. بعد عودته إلى لبنان، قام برحلاته المشهورة من لوزان بسويسرا إلى نابولي في إيطاليا إلى بور سعيد في مصر واجتاز قناة السويس والبحر الاحمر إلى جدة ثم مكة وسجل في هذه الرحلة كل ما راه وقابله. من أشهر كتبه الملل السندسية في الاخبار والآثار الاندلسية، "لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم"، و"الارتسامات اللطاف"، و"تاريخ غزوات العرب"، و"عروة الاتحاد"، و"حاضر العالم الاسلامي" وغيرها. ولقد لقب بأمير البيان لغزارة كتاباته، ويعتبر واحداً من كبار المفكرين ودعاة الوحدة الاسلامية والوحدة والثقافة.
[عدل] الميلاد والنشأة

ولد شكيب بن حمود بن حسن بن يونس بن فخر الدين بن حيدر بن سليمان بقرية الشويفات قرب بيروت ليلة الإثنين (غرة رمضان 1286 هـ = 25 ديسمبر 1869 م).
وقد تأثر بعدد كبير من أعلام عصره ممن تتلمذ على أيديهم أو اتصل بهم في مراحل متعددة من عمره، وأول أساتذته كان الشيخ عبد الله البستاني الذي علمه في "مدرسة الحكمة". كما اتصل بالإمام "محمد عبده" ومحمود سامي البارودي وعبد الله فكري والشيخ "إبراهيم اليازجي" ، وتعرف إلى أحمد شوقي وإسماعيل صبري وغيرهم من أعلام الفكر والأدب والشعر في عصره.
كما تأثر بالسيد جمال الدين الأفغاني تأثرًا كبيرًا، واقتدى به في منهجه الفكري وحياته السياسية، وكذلك تأثر بعدد من المفكرين والعلماء مثل أحمد فارس الشدياق الذي كان شديد الحماس والتأييد للخلافة الإسلامية والدولة العثمانية، وتأثر أيضًا بالعالم الأمريكي د. "كرنليوس فان ديك" الذي كان يدرّس بالجامعة الأمريكية ببيروت، وكان دائم الإشادة به.

[عدل] محاولات المستعمرين للنيل منه

سعى المحتلون إلى تشويه صورته أمام الجماهير، فاتهمه المفوض الفرنسي السامي المسيو "جوفنيل" بأنه من أعوان "جمال باشا السفاح"، وأنه كان قائدًا لفرقة المتطوعين تحت إمرته، وكان "شكيب" قد تولى قيادة تلك الفرقة من المتطوعين اللبنانيين لمقاومة الدول التي احتلت "لبنان"، وكان من الطبيعي أن يكون تحت إمرة "جمال باشا" باعتباره قائد الفيلق الرابع الذي تنتمي إليه فرقة "شكيب"، واستطاع "شكيب" أن يفند أكاذيبهم، ويفضح زيفهم وخداعهم.

كان "شكيب" لا يثق بوعود الحلفاء للعرب، وكان يعتقد أن الحلفاء لا يريدون الخير للعرب، وإنما يريدون القضاء على الدولة العثمانية أولاً، ثم يقسمون البلاد العربية بعد ذلك. وقد حذر "شكيب أرسلان" قومه من استغلال الأجانب الدخلاء للشقاق بين العرب والترك.
ولكنه حينما رأى الأتراك يتنكرون للخلافة الإسلامية ويلغونها، ويتجهون إلى العلمانية، ويقطعون ما بينهم وبين العروبة والإسلام من وشائج وصلات؛ اتخذ "شكيب" موقفًا آخر من تركيا وحكامها، وبدأ يدعو إلى الوحدة العربية؛ لأنه وجد فيها السبيل إلى قوة العرب وتماسكهم.
وعندما انتهت الحرب العالمية الأولى حدث ما حذر منه "شكيب أرسلان" فقد برح الخفاء، وتجلت حقيقة خداع الحلفاء للعرب، وظهرت حقيقة نواياهم وأطماعهم ضد العرب والمسلمين، خاصة بعدما تنكر الأتراك للخلافة الإسلامية، واتجهوا اتجاهًا علمانيًا.

وظل "شكيب أرسلان" مطاردًا من أكثر من دولة؛ فتركيا تطارده لاهتمامه بقضايا العرب، وحملته على تنكر حكامها للخلافة والإسلام، وإنجلترا وفرنسا تطاردانه لدفاعه عن شعوب الأمة العربية ودعوته إلى التحرر، وتزعمه حملة الجهاد ضد المستعمرين، كما ظل مبعدًا لفترة طويلة من حياته عن كثير من أقطار الوطن العربي، لا يُسمح له بدخولها، خاصة مصر وسوريا اللتين كانتا تشكلان قلب الأمة العربية.



[عدل] المفكر والأديب

عاش شكيب أرسلان نحو ثمانين عامًا، قضى منها نحو ستين عامًا في القراءة والكتابة والخطابة والتأليف والنظم، وكتب في عشرات الدوريات من المجلات والصحف في مختلف أنحاء الوطن العربي والإسلامي.
وبلغت بحوثه ومقالاته المئات، فضلاً عن آلاف الرسائل ومئات الخطب، كما نظم عشرات القصائد في مختلف المناسبات.
وقد اتسم أسلوبه بالفصاحة وقوة البيان والتمكن من الأداة اللغوية مع دقة التعبير والبراعة في التصوير حتى أطلق عليه "أمير البيان".
وقد أصدر عددًا كبيرًات من الكتب ما بين تأليف وشرح وتحقيق، ومن أهم تلك الكتب:
- تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط- مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر – الطبعة الأولى- سنة (1352هـ = 1933م).
- الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية- مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر- الطبعة الأولى- سنة (1358هـ = 1939م).
- رواية آخر بني سراج: تأليف : الكونت دي شاتوبريان – ترجمة: شكيب أرسلان – مطبعة المنار بالقاهرة- سنة (1343هـ = 1925م)
- السيد رشيد رضا، أو إخاء أربعين سنة - مطبعة ابن زيدون بدمشق – الطبعة الأولى – سنة (1356هـ = 1937م).
- شوقي، أو صداقة أربعين سنة- مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر – الطبعة الأولى – سنة (1355هـ = 1936م).
- لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟- مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر – الطبعة الأولى – سنة (1358هـ = 1939م).
وبعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية سنة (1365هـ = 1945م) وتحررت سوريا ولبنان، عاد "شكيب أرسلان" إلى وطنه في أواخر سنة (1366هـ = 1946م). فاستُقبل استقبالاً حافلاً.
ولكن حالته الصحية كانت قد ضعفت بعد تلك السنوات الطوال من الكفاح الشاق، والاغتراب المضني، وكثرة الأمراض، فما لبث أن توفي في 9 ديسمبر 1946 بعد حياة حافلة بالعناء والكفاح.

[عدل] مواقع خارجية







أبوحذيفة 37 21-02-09 10:49 PM

حكام مكة


تاليف : جيرالدي

الكتاب ممتع جدا وخاصه الفصل الثالث : الحرب ضد الوهابية في الجزيرة العربية عام 1813م

http://www.mediafire.com/?dwzzdtgzj3w

أبوحذيفة 37 21-02-09 11:04 PM

حكام مكة

اسم المؤلف:

جيرالد دي غوري

بطاقة الكتاب:

تعريب محمد شهاب
نشر مكتبة مدبولي
1420هـ / 2000م
لتحميل الكتاب:

http://www.wadod.net/books/18/1801.rar





----------------------------------------------------

جيرالد دي جويري في الخرج



عبد العزيز سعود الغزي
كنت اقرأ في كتب جيرالد دي جويري بهدف ان استزيد معلومات عمّا كانت عليه بلادنا في الأيام القديمة، كنت اقرأ لأفهم عادات وتقاليد عديدة سجلها الرحالة ونسيناها نحن في اليوم الحاضر على الرغم مما فيها من فوائد ومعان جميلة وأخلاق عالية. وخلال قراءتي في كتابه المعنون "الرحلة العربية ورحلات برية أخرى" جئت على ذكر لواحة الخرج وبعض الآثار فيها فأشعل ذلك الذكر حماسة خامدة في نفسي حول أهمية تقديم آثار تلك المحافظة للسجل التاريخي البشري بطريقة علمية ومنهجية وعصرية. وتذكرت أنني قد كتبت عشرات الزوايا في هذا المكان عن آثار تلك الواحة الجميلة المتربعة في قلب صحراء تفرشها الرمال وتنقطها الهضاب والتلال وتشقها الأودية والشعاب. واحة جميلة أغدقت وأعطت يوم أن كان العطاء شحيحاً، وما يُعطي كان نادراً، ولكنها جادت بما تجود به أم حنون على طفلها الرضيع.
إن قراءة كتب الرحلات ممتعة ورشيقة وبخاصة عندما تدون بقلم حاذق فطن شمولي لما يدون بعيداً عن الكذب والمبالغة في كلا الاتجاهين. في هذا النوع من الكتب تجد العلم والتوثيق والوصف والتشويق ومواقف التندر والقصص النادرة ووصف الحيوانات والبلدات والزواحف والطيور، وفوق ذا وذاك تجد الغوص في أعماق الناس بوصف ما يمكن ان يستقرأ من تصرفاتهم وحركاتهم وإشاراتهم، وتجد تسجيلاً لمعلومات سجلت في حينها لا يمكن أن تجدها في أماكن أخرى. وتُعدَّ كتب الجنرال جيرالد دي جويري من هذا النوع الشمولي العميق. وعلاوة على ذلك نجد انه مؤلف منصف في وصفه وتوثيقه لما يشاهد فلا تجد في كتاباته ميول العاطفة أو تجاوز الغضب أو سكون الانتماء.
ويذكر دي جويري في كتابه "الرحلة العربية ورحلات برية أخرى" انه زار محافظة الخرج ووصفها في مواضع منه، فجاء على ذكر قصر الملك عبدالعزيز الذي كان خلال زيارته في طور الإنشاء. ووصف العيون وقنوات الري، كما تحدث عن المدافن والتي خصها بمقال مستقل سوف أتي عليه لاحقاً.
ففي كتابه سالف الذكر يذكر جيرالد دي جويري أنه زار واحة الخرج الواقعة في اليمامة جنوب شرق الرياض حيث تقوم عيون مائية في أرض جيرية، وعليها نصبت مضخات مائية حديثة، وبوصفه يشير إلى عين الضلع وعين سمحه وعين أم خيسة تلك العيون الواقعة في جذع هضبة القصيعة، وجميع هذه العيون جفت، واندفنت واحدة منها تماماً. ويصف الطريق من الرياض إلى الخرج بأنها وعرة ومتعرجة تتخللها الجبال المخيفة وتكسوها الرمال البيضاء بسحب من الغبار، وعند عبورها يبدو أعضاء الرحلة، وكأنهم تماثيل بيضاء أو عرب مطليون بجبس باريسي. وحقيقة أنني اتساءل عن هذا الطريق الذي يُحدث بالناس ما ذكر جيرالد دي جويري إلا ان كان مر بمجصة ضخمة خلال ريح عاصفة. وقد يوحي وصفه، وإن كنت غير متأكد، انه مر بالمنطقة التي تكثر فيها أفران الجص الواقعة إلى الجنوب من هضبة القصيعة والتي لاتزال آثارها باقية حتى الآن.
ويستمر دي جويري ليقول: في المساء رأيت شجر نخيل اليمامة. ذهبنا لنستحم في بركة تقع تحت هضاب من جهة الغرب ورأيت أدلة مادية على وجود قنوات قديمة تتفرع منها قنوات جديدة ومما يؤكد اعتقاد العرب بوجود مخزونات هائلة من الماء في تلك المنطقة التي كانت مصدراً من مصادر غذاء الجزيرة العربية في الأيام القديمة، وتبدو تلك المنطقة بأوديتها وقراها المتناثرة وكأنها أغنى من الرياض.
ومن إسهامات جيرالد دي جوري عن آثار محافظة الخرج مقال نشره عام 1945م بعنوان "مقابر حجرية في واحة الخرج". ويُعد هذا المقال من الأعمال القليلة التي تحدثت عن الآثار في تلك الناحية خلال تلك الأيام القديمة. وفي المقال وصف الكاتب هضبة القصيعة حيث يقوم حقل المقابر، وصنف المقابر إلى ثلاثة أنماط، ووصف كل نمط، كما قدر عدد المقابر بحوالي ألف وخمسمائة قبر، وناقش بعض الآراء التي سبق ان طرحها وليم جيفورد بالجريف وهاري سنت جون برديجر فيلبي وديفد هوقارث. بقيت الحال بخصوص ذلك الحقل على ما تركها عليه جيرالد دي جويري ما عدا مسح مدته قصيرة قام به فريق ميداني من وكالة الآثار والمتاحف عام 1398هـ/1978م وصف في ضوئه الحقل، ونقب إحدى المقابر فيه. وبالرغم من أن الحقل محاط بسياج حديدي من قبل وكالة الآثار والمتاحف إلا أنه لم يتعرض لأي أعمال آثارية بعد ذلك المسح تكشف ما فيه، وتفيد عن تاريخه والأمم التي أوجدته بالرغم من أنه حقل مدافن يجمع الكثير من الأنماط التي قد تنتمي إلى حقب زمنية متنوعة وثقافات بشرية مختلفة في نوعها وزمنها. كم تمنيت أن يحافظ على آثار هذه المحافظة لأنها موطن استيطان قديم تشهد به مواقع الآثار التي تركها ذلك الإنسان، بالاضافة إلى ما تشهد به طبيعة المكان ومحتويات الكتب البلدانية والمكانية والتاريخية. أجزم ان الكل يتمنى ان يرى تلك المواقع الآثارية منقبة، ومنها وما ينتج عنها يستخلص تاريخ لذلك الوادي الذي أصبح يعرف باسم محافظة الخرج، ولكنني أقف عاجزاً عن فهم التأخر في الشروع بأعمال ميدانية من قبل الجهات المختصة من أجل توثيق ما تبقى من تلك الآثار التي دون أدنى شك تسير في طريقها السريع صوب الزوال.

أبوحذيفة 37 21-02-09 11:14 PM

جوانب من تاريخ قبيلة عنزة في العراق
مؤلفه جيرالد دي غوري أكمل جمع مواده عام 1932
لندن: «الشرق الأوسط»

صدر أخيراً في العاصمة البريطانية لندن كتاب جديد قديم يتصل بتاريخ المشرق العربي تحت عنوان «قراءة مراجعة في قبيلة عنزة»Review of the Anizah Tribe.
الكتاب الواقع في 92 صفحة من القطع المتوسط يعرض لشجرة فرع قبيلة عنزة في العراق مع تركيز واف على فخذ العمارات وحياته وبيئته المعيشية والاقتصادية. وتجدر الإشارة الى أن للمؤلف جيرالد دي غوري المستشرق وضابط الاستخبارات والمعتمد السياسي البريطاني الذي توفي عام 1984، عدداً من الكتب التاريخية عن المشرق العربي أشهرها «فينيق الجزيرة العربية» Arabia Phoenix عام 1946، و«رحلة عربية» عام 1950، و«حكام مكة» عام 1951، و«ثلاثة ملوك في بغداد» عام 1961، و«فيصل: ملك المملكة العربية السعودية» عام 1967 . ويذكر البروفسور بروس إينغام، أستاذ دراسات اللهجات العربية في معهد الدراسات الشرقية والافريقية بجامعة لندن، الذي تولى تحرير الكتاب في مقدمته، أنه يرجح أن يكون دي غوري قد جمع مواده من الأرشيفات الحكومية التي زكتها التقارير التي كانت تصله من مخبريه إبان فترة عمله في الاستخبارات العسكرية


الساعة الآن 08:59 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir