منتديات قصيمي نت

منتديات قصيمي نت (http://www.qassimy.com/vb/index.php)
-   قسم القصص والروايات (http://www.qassimy.com/vb/forumdisplay.php?f=71)
-   -   && نماذج قصصية في أدب الأطفال && (http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=65742)

حسن خليل 08-05-06 03:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد الملاذي
الأخ حسن خليل
ما أجمل الصور التي تتراءى لنا في قصصك المختارة..
تبدو كما الأحلام الهانئة ،
وتحملنا إلى أجمل الأيام التي عاشها الإنسان... أيام الطفولة .
تارة نحياها في إلفة العائلة الحميمية ..
وتارة في الوهج الذي يغمر قلوبنا ( أطفالاً ) بالسعادة إنتظاراً ليوم العيد ..
وطوراً يحملنا مع النسائم على جناح قوس قزح فوق البحار والأنهار والجبال والحقول ...
ولكن ... دائماً نعيش فيها الأجمل والأسعد والأبهى من الأيام : فترة الطفولة ..
أنت يا أخي مبدع في تذوقك لمناحي الجمال ...وبارع في اختيار العطور العبقة بالود والأصالة
رائع في كل ماتخطه يداك ... وما تنقله .

أخي الفاضل الشاعر/ماجد الملاذي

لقد سرّني كثيراً تواجدك في صفحاتنا المتواضعة.

فعلاً أخي ماجد ما أجمل لحظات السعادة والمرح واللعب في مرحلة الطفولة.

ولقد غمرتني بهذه الحفاوة وهذا الإطراء في اختيار هذا القصص الرائع.

وما هذا وذاك إلا بتوفيق الله عز وجل ثم بفضل دعمكم لنا وتشجيعكم الدؤوب الذي نأمل أن يستمر دون انقطاع.

وختاماً ألف شكر لكم على تشريفكم قسمنا وموضوعنا.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير لشخصكم الكريم.

أخوكم

حسن خليل

حسن خليل 08-05-06 08:01 PM

القصة العاشرة

حكمة الهدهد

بقلم الكاتبة: حنان درويش

دعا الهدهد طيور الغابة منذ الصباح الباكر إلى اجتماع طارئ، وبدا وكأنّ أمراً خطيراً قد وقع، أو هو على وشك الوقوع... فمثل هذه الدعوات لا تحدث إلاّ في حالات نادره.‏

سارعت الطيور تمسح عن عيونها آثار النوم، ومضت في طريقها نحو الساحة الكبيرة، محاولة أن تخمّن سبب هذه الدعوة المفاجئة، وعندما اكتمل الحضور، انبرى الهدهد يتكلّم:‏

- أنتم تعلمون أيّها الأعزّاء أنّ هذه الغابة هي موطننا وموطن آبائنا وأجدادنا، وستكون لأولادنا وأحفادنا من بعدنا.. لكنّ الأمور بدأت تسوء منذ أن استطاعت بندقيّة الصياد الوصول إلى هنا، فأصبحت تشكّل خطراً على وجودنا.‏

- كيف؟.. قل لنا..‏

تساءل العصفور الصغير.‏

- في كلّ يوم يتجوّل الصيادون في الغابة متربصين، ولعلّكم لاحظتم مثلي كيف أخذ عددنا يتناقص، خصوصاً تلك الأنواع الهامّة لهم.‏

مثل ماذا؟‏

تساءل الببغاء‏

- مثل الكنار والهزار والكروان ذات الأصوات الرائعة..‏

ومثل الحمام والدجاج والبط والإوز والشحرور والسمّان ذات اللحم المفيد، والبيض المغذي، ومثلك أيّها الببغاء... فأنت أفضل تسلية لهم في البيوت، نظراً لحركاتك الجميلة وتقليدك لأصواتهم.‏

وقف الطاووس مختالاً، فارداً ريشه الملوّن.. الأحمر، والأصفر، والأخضر، والأسود..‏

قال:‏

- لا بد وأنّك نسيتني أيّها الهدهد، فلم يَردْ اسمي على لسانك، مع أنني أجمل الطيور التي يحبّ الإنسان الحصول عليها، ليزيّن بها حدائقه.‏

- لا لم أنسك، وكنتُ على وشك أن أذكرك... فشكلك من أجمل الأشكال.. ولكنْ حذار من الغرور.‏

قال الحجل بدهاء:‏

- معك حق فيما قلته أيّها الهدهد.. حذار من الغرور. نظر الطاووس نحو الحجل بغضب شديد، اتجّه إليه وهو يؤنّبه:‏

- إنّك لا تقلّ خبثاً عن الثعلب الماكر، ولذا لن أعيرك أيّ اهتمام.‏

حاول الحجل أنْ يردَّ له الإهانة، لكنّ الهدهد هدّأ من حاله قائلاً له:‏

- دعونا الآن من خلافاتكم... فأنتم إخوة ويجب أن لا تنشغلوا عن المشكلة الكبيرة التي تواجهنا جميعاً.‏

قال الشحرور:‏

- أيها الصديق معك حق.. لقد لامست كبد الحقيقة.. قل لنا ماذا نفعل؟‏

رفع الهدهد وجهه، فاهتزّت ريشاته المغروسة في رأسه... قال:‏

- لقد دعوتكم لنتبادل الرأي في هذا الموضوع.. فليذهب كلّ منكم إلى عشّه الآن، ويأتني غداً في مثل هذا الوقت بالتحديد، وقد حمل إليّ حلاً نستطيع به حماية أنفسنا من بنادق الصيادين

ماء الورد 09-05-06 09:29 PM

الأخ حسن خليل

اعود اليوم الى واحتك الصغيرة هنا حيث ترتاح النفس وتهدأ وتجد بردا

وسلاما

أحسنت يا أخي بتقديمك قصصا من أدب الصغار، إن قلت انها أجمل

القصص في هذا المنتدى فلن أتجاوز الحقيقة

تأخذنا معك فيها إلى عالم البراءة والمحبة بعيدا عن الهموم والآحزان

تقدم لنا معارف وحكم نستفيد منها نحن الكبار في تربية أبنائنا

كل قصصك رائعة ، أنا أحببت قصة حارس البستان ، وكذلك قصة مفيدة في

حديقة الحيوان نسيت وانا اقرأها أنك ذكرت في البداية انه حلم ومضيت

معها أتجول .

وكذلك قصة تالا التي وجدت فيها شيئا مني ، لم اكن شقية لكنها

طبيعة الأطفال ، كم من تجارب خضتها وكم من أغراض أتلفتها ، أنا اعتقد

ان التجارب الشخصية التي يقوم بها الصغار ( رغم ان بعضها يمثل خطورة

على حياتهم ) هي التي يتعلمون منها أكثر .

ذكرتني بليلة العيد وجدتي رحمها الله وكفي الذي كان يبيت في لفافة الحناء

وأجمل لون وأزكى رائحة تشمها في صبيحة العيد .

قصتك الأخيرة لا تظهرفقط حكمة الهدهد بل أيضا غرورالطاووس ودهاء

الحجل

سؤال يا أخي كثيرا ما أفكر فيه كلما رأيت طاووسا أو جاء ذكره

لماذا الذكر أجمل من الأنثى ؟ سبحان من خلق كل شيء

لكني أرى في بقية الأجناس أن الغالب ان تكون الأنثى أجمل

هل تعرف الحكمة من ذلك ؟

لك كل الشكر على هذه الواحة الغناء بين القصص والروايات

تقبل تحيتي

دمت بحفظ الله

حسن خليل 10-05-06 10:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماء الورد
الأخ حسن خليل

اعود اليوم الى واحتك الصغيرة هنا حيث ترتاح النفس وتهدأ وتجد بردا

وسلاما

أحسنت يا أخي بتقديمك قصصا من أدب الصغار، إن قلت انها أجمل

القصص في هذا المنتدى فلن أتجاوز الحقيقة

تأخذنا معك فيها إلى عالم البراءة والمحبة بعيدا عن الهموم والآحزان

تقدم لنا معارف وحكم نستفيد منها نحن الكبار في تربية أبنائنا

كل قصصك رائعة ، أنا أحببت قصة حارس البستان ، وكذلك قصة مفيدة في

حديقة الحيوان نسيت وانا اقرأها أنك ذكرت في البداية انه حلم ومضيت

معها أتجول .

وكذلك قصة تالا التي وجدت فيها شيئا مني ، لم اكن شقية لكنها

طبيعة الأطفال ، كم من تجارب خضتها وكم من أغراض أتلفتها ، أنا اعتقد

ان التجارب الشخصية التي يقوم بها الصغار ( رغم ان بعضها يمثل خطورة

على حياتهم ) هي التي يتعلمون منها أكثر .

ذكرتني بليلة العيد وجدتي رحمها الله وكفي الذي كان يبيت في لفافة الحناء

وأجمل لون وأزكى رائحة تشمها في صبيحة العيد .

قصتك الأخيرة لا تظهرفقط حكمة الهدهد بل أيضا غرورالطاووس ودهاء

الحجل

سؤال يا أخي كثيرا ما أفكر فيه كلما رأيت طاووسا أو جاء ذكره

لماذا الذكر أجمل من الأنثى ؟ سبحان من خلق كل شيء

لكني أرى في بقية الأجناس أن الغالب ان تكون الأنثى أجمل

هل تعرف الحكمة من ذلك ؟

لك كل الشكر على هذه الواحة الغناء بين القصص والروايات

تقبل تحيتي

دمت بحفظ الله

الأخت ماء الورد:

أحاول قدر المستطاع طرح ما هو مسلي ومفيد ومتنوع في نفس الوقت. وهذه القصص تكاد لا تكون موجودة في المنتديات بشكل عام. ولقد قمت بانتقائها وتنزيلها تدريجياً في المنتدى لأني وجدت بأنها ستكون مفيدة جداً للآباء والأمهات والأطفال.

والقصص التي ذكرتِ بأنها أعجبتك، فأنا كذلك أعجبت بها أشد الاعجاب.

وأما بخصوص سؤالك عن ذكر الطاؤوس لماذا هو أجمل من الأنثى، فلم أقف على السبب في حكمة الله عز وجل في خلقه هذا. وعندما يحضرني ذلك سوف أبلغك بذلك إن شاء الله.

شاكراً لكِ كريم مروركِ لهذه القصص والتعليق الجميل عليها ومواصلتك المستمرة في جهودك ونشاطك المميز في هذا القسم.

وتفضلي بقبول فائق الاحترام والتقدير،،،

دمتِ بحفظ الله ورعايته.

حسن خليل 10-05-06 02:29 PM

القصة الحادية عشر

بعنوان: أحلام صبي

بقلم الكاتبة: جمانة طه


أحس فارس بالضجر من القراءة، ومن حلّ المسائل الحسابية.

فتح التلفاز، وراح يشاهد بعض أفلام الكرتون التي أدخلت الدهشة إلى قلبه، والخيال إلى عقله. فاندمج مع بطل الفيلم الذي كان فارساً من فرسان أيام زمان، يرتدي الدرع ويضع الخوذة على رأسه والقناع على وجهه ويحمل بيده سيفاً طويلاً.

تخيل فارس أنه بطل يدافع عن أخوته وأصدقائه في فلسطين المحتلة.

نادى أمه، وقال: أنا فارس من الفرسان، أريد أن أذهب وأنقذ المظلومين.

قالت لـه أمه: لا تزال صغيراً يا فارس، افعل هذا عندما تكبر.

- أنا ضجر جداً وأريد أن أفعل هذا الآن.

ضحكت أمه، وقالت: إنك لست فارساً، بل صبي صغير.

- ولكني ضجر ومتضايق، وسأذهب الآن بعيداً.

مسحت أمه على رأسه بحنان، وقالت: إذا ذهبت يا صغيري، فسألحق بك إلى أي مكان تذهب إليه.

- إذا لحقتِ بي، فسأصبح سمكة في جدول غزير المياه، وأسبح بعيداً.

- إذا أصبحتَ سمكة في جدول غزير المياه، فسأصير صياداً، وأصطادك.

- إذا صرتِ صياد سمك، فسأصبح أنا صخرة على جبل عال، ولن تتمكني من الوصول إلي.

- إذا أصبحتَ صخرة على جبل عالٍ، فسأتعلم كيف أتسلق الجبل، وأتبعك أينما كنت.

- إذا تسلقتِ الجبل، فسأختبئ في حديقة بعيدة عن الأنظار.

- إذا اختبأتَ في حديقة بعيدة عن الأنظار، فسأصبح بستانياً وأجدك.

- لن تستطيعي، لأني سأتحول إلى طائر وأحلق بعيداً في السماء.

- إذا تحولتَ إلى طائر، فسأصبح شجرة تأتي إليها، وترتاح على أغصانها.

- إذا أصبحتِ شجرة، فسأصير قارباً صغيراً وأبحر بعيداً.

- إذا صرتَ قارباً صغيراً، فسأصير ريحاً وأحرك قاربك إلى حيثما أشاء.

- عندها سألتحق بسيرك، ألعب على الأرجوحة وأطير من طرف إلى طرف.

- إذا التحقتَ بسيرك، فسأصير لاعبة سيرك، أمشي في الهواء على حبل مشدود، وأصل إليك.

- إذاً سأصبح أرنباً، وأقفز في الغابة من مكان إلى مكان آخر.

- إذا أصبحتَ أرنباً، فسأصير حقلاً من الجزر لتأكل منه ما تشاء.

سكت الصبي برهة، ثم قال: في هذه الأحوال من الأفضل لي، أن أبقى في البيت كما أنا.

ردت عليه أمه: وستجدني دائماً بقربك يا صغيري، أرعى شؤونك، وأسهر على راحتك، وأبعد عن نفسك الضجر.

قبَّل الصبي أمه، فقبلته وضمته إلى صدرها في عناق حنون
.

مــوجــه دعوات 11-05-06 04:12 PM

نمــــــــــــاذج احتوت على الكثير من الدروس المفيده

سلمت يداك

حسن خليل 11-05-06 06:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *عابرة سبيل
نمــــــــــــاذج احتوت على الكثير من الدروس المفيده

سلمت يداك

الله يسلمك

وأرحبُ بكِ معنا في قسم القصص والروايات.

وأشكركِ على المرور لهذه النماذج القصصية.

بارك الله فيكِ جزاكِ الله خيراً

حسن خليل 12-05-06 01:23 PM

القصة الثانية عشرة

مملكة الكراسي الخشبيّة

بقلم الكاتب: محيي الدين مينو

إلى صديقي عبد اللّطيف الباير:

-"بُصرى مملكتك، ولا أرضى لك أن تكون ملكاً".

يُحكى أن في قديمِ الزمانِ جندياً، غافلَ يوماً الملكَ، وجلسَ على عرشه، وراحَ يصرخُ صراخاً مُدويّاً:

-"أنا الآن ملكُ البلادِ".

تردّدتْ صرختُه في أرجاءِ القصرِ، ووصلتْ أسماعَ الملكِ وحاشيتِه الّذين فاجؤوا الجنديَّ، وهو ما زالَ جالساً على العرشِ، يرتجفُ من هَوْلِ المفاجأةِ، والجنودُ يُشهرون سيوفَهم الّلامعةَ في وجهِه، ولكنّ الملكَ أمرهم أن ينصرفوا عنه، ويتركوه وهذا الجنديَّ.

نهضَ عندئذٍ الجنديُّ من مكانِه، فأشار إليه الملكُ أن يجلسَ، فجلس، والسّيافُ يتراءى أمام عينيه المذعورتين شاهراً سيفه، يهُمّ بضربِ عُنقِه، فيرتعدُ هَلَعاً وخوفاً. حاول الجنديّ أن يفتحَ عينيه، ويرفعَ رأسَه قليلاً، فلم يستطعْ، وحاولَ أن ينهضَ من مكانِه ثانيةً، فلم تحملْه قدماه، والقصرُ يدورُ به، فلا يهدأُ، ولا يستقرُّ.

سأله الملكُ مستغرباً:

-أتظنُّ أنّ هذا الكرسيَّ الخشبيَّ يجعلُكَ ملكاً؟!".

أجابَ الجنديُّ، وهو يتلعثمُ:

-"هو مجرّدُ حُلُمٍ، يا صاحبَ الجلالةِ، ظلَّ يراودني منذ صغري".

ثمُ أردفَ الملكُ ضاحكاً:

-"أنتَ الآن ملكٌ، وأنا أحدُ رعاياكَ. بمَ ستحكمُ عليّ لو انقلبتُ عليكَ".

هبَّ الجنديُّ واقفاً، وقالَ معتذراً:

-"أستغفرُ اللهَ، يا صاحبَ الجلالةِ، ما أنا إلاّ عبدٌ من عبيدِكَ".

قالَ الملكُ:

-"اجلسْ، اجلسْ، أيّها الجنديُّ، وقلْ لي: كيف ستحكمُ بين هؤلاء النّاسِ الذين لا همَّ لهم إلاّ التآمرُ عليّ وعلى مملكتي".

قالَ الجنديُّ، وهو مطرقُ الرّأسِ:

-"إنّهم-يا صاحبَ الجلالةِ- لا يستحقّون إلاّ الموتَ، فلا رأفةَ بهم، ولا عطفَ عليهم".

قالَ الملكُ:

-"لا شكّ في أنّكَ جنديٌّ مخلصٌ لي وللوطنِ. أيّها الجنديُّ، أنتَ منذ اليومِ وليُّ عهدي الأمينُ".

يُحكى بعدئذٍ أنّ وليَّ العهدِ انقلبَ يوماً على الملكِ، وزجّه في السِّجنِ، حتّى ماتَ، وجلسَ على عرشِه منتشياً، لا يفارقُه لحظةً، ولكنّ جنديّاً غافله يوماً، وجلسَ عليه، وهو يقولُ:

-"أنا الآن ملكُ الزّمانِ".

ويحكى أنّ الملكَ تلمّسَ عندئذٍ رأسَه، وهو يرى أحدَ جنودِه يجلسُ مكانَه، وأمرَ من فوره السّيافَ أن يضرِبَ عنقَه، حتّى يكونَ عِبرةً لغيره من الجنودِ الذين لا يروقُ لهم من كراسي القصرِ جميعِها إلاّ كرسيُّ الملكِ.

دبيّ في 10/3/1999

حسن خليل 13-05-06 05:52 PM

القصة الثالثة عشر

بعنوان: الأجمل

بقلم الكاتب: محمد قرانيا

قصص قصير جداً


في الربيعِ، والشمسُ مشرقة

حطّ عصفورٌ دوريٌّ على سور المدرسة

سمعَ المعلمةَ

تسألُ الأطفالَ

عن أجملِ امرأةٍ في الوجودِ

لكنَّ العصفورَ طار.

وتنقَّلَ من مكانٍ لمكان.

يسألُ عن أجملِ امرأة

وحين عادَ

والشمسُ لا تزالُ دافئةً.

حكى للفراخِ الصغارِ.

عمّا رأى في النهار.

قال:

ذهبتُ إلى الرسّام.

قلتُ: يا فنَّانَ اللونِ الأجمل

أريدُ لوحةً

لأجملِ امرأةٍ في الوجود.

قال: اذهبْ إلى البستانيّ

***


قلت: يا فنّانَ الروضِ الأخضرِ.

أريدُ وردةً ناضرةً

لامرأةٍ رائعةٍ

قال: اذهبْ إلى بائعِ الوردِ.

***


يا بائعَ الورد:

أريدُ وردةً صافيةً مثل عينيها

قال: اذهب إلى بائع الزنابقِ.

***


يا بائع الزنبقِ:

هل مَسَحَتْ على رأسِكَ أصابعُ الحنان؟

وهل ربتتْ على كتفك يدٌ حانية؟

أريدُ زنبقاً كأصابعها.

قال: اذهبُ إلى بائع الحرير..

***


يا بائعَ الحريرِ:

هل شاهدَتْ أزهارَ الياسَمين؟

أريدُ ثوباً لأجملِ امرأةٍ.

قال: اذهبْ إلى ذلك البيتِ القريبِ.

***


في البيت القريبِ المجاور.

وجدتُ اللوحةَ الجميلة.

رأيتُ امرأةً تعمل بمهارةِ.

تمسحُ زجاج النافذة.

تسقي أصيصَ الزهرِ.

تقتربُ من طفلٍ صغير.

تُسرّحُ شعرَه.

تعطيه قطعةَ حلوى..


***

الطفلُ الصغيرُ يحملُ حقيبتَهُ المدرسية.

وعلى ثغرهِ ابتسامة

يُقَبّلُ يدَ المرأةِ.

وقبلَ أن ينطلقَ

يقولُ: "شكراً يا ماما"

حسن خليل 14-05-06 09:27 PM

تابع قصص قصير جداً


كأس ماء


غسلتْ ليلى الكأسَ جيَّداً، ثم ملأتْها ماءً، وسارتْ نحو أبيها.

كانَ أبوها يقرأُ الجريدةَ في ظلِّ شُجيرةِ الياسَمين.

عندما صارتْ ليلى قربَ أبيها. طارتْ زهرةُ ياسَمينٍ، وسقطتْ في الكأسِ.

توقَّفتْ ليلى، وفكَّرتْ لحظةً...

سألها أبوها:

ـ ما بكِ يا ليلى؟ أعطني الكأسَ.

ابتسمتْ ليلى وهي ترى أوراقَ الياسَمينةِ يُحَرِّكُها الهواءُ، فتصلُ إليها رائحتُها المنعشةُ، وظلَّتْ واقفةً.

أعاد الأبُ سؤالَهُ:

ـ ما بكِ يا ليلى؟!

ابتسمتْ ليلى من جديدٍ، وقالتْ:

ـ الياسَمينةُ تشيرُ إليَّ... إنها عطشى!

سقتْ ليلى الياسَمينَة، ثم ملأتِ الكأسَ من جديدٍ، وانحنتْ قليلاً، ثم قالتْ مبتسمةً:

ـ تفضَّلْ يا بابا...




الوردة


شمَّتْ (عبير) الوردةَ الحمراءَ، وقالتْ:

ـ هذه الوردةُ جميلةٌ. سأقدّمها إلى معلَّمتي.

لكنَّ أخاها (خالداً) اعترضَ، وقالَ:

ـ سآخذها ـ أنا ـ وأقدِّمُها إلى معلِّمي.

أمسكتْ (عبير) الوردةَ وأبعدتها.

لكنَّ (خالداً) شدَّها...

فحزنتِ الوردةُ، وتناثرتْ أوراقُها على الأرضِ.




انظروا

راقبوا جيِّداً

صديقيَ الصغيرَ

إنه يأخذُ من أبيهِ قطعةَ النقودِ

ويركضُ مسرعاً إلى الحانوتِ.

انظروا إليه

انظروا جيِّداً

إنه كعادتهِ كلَّ يومٍ

يشتري (بالوناً).

انظروا كيف ينفخ (البالون).

ينفخُ....

والبالونُ يكبرُ.. يكبرُ...

ثم ينفجرُ!!!...




بالون سامر

كنتُ مع أهليّ على ضفِّةِ النهرِ، نتمتَّعُ بالمنظرِ الجميلِ...

قلتُ لأخي سامر:

ـ تعالَ نشاهدِ الصيَّادين.

وقفنا دقائقَ ننظرُ إلى الصيادين، وهم يصطادون السمكَ... تمنَّيتُ لو كان معنا (سنارة) نصطادُ بها، ونجرِّبَ حظَّنا...

قلتُ لسامر:

ـ سأشتري شيئاً أتسلَّى به، من الدكان.

ذهبنا إلى الدكانِ القريبِ. كان يحتوي على كلِّ شيءٍ... اشتريتُ قصَّةً ملوَّنةً، لكنَّ سامراً قرَّرَ شراء (بالون).

سألتهُ:

ـ لماذا اخترتَ (البالون)؟

فأجابَ:

ـ لأنَّه يسلِّيني طوالَ الوقتِ.

ضحكتُ في سرِّي، وجلستُ على مَرجٍ أخضرَ بجانب أُمِّي وأبي، أمامَ النهر، وأخذتُ أقرأُ القصَّة، بينما نفخَ سامرٌ (البالون) فصارَ كبيراً.. كبيراً، حتى ظننتُ أنَّهُ سينفجرُ!...

بدأ سامرُ يلعبُ بالبالون. يضربه بيده، فيعلو قليلاً في الجوِّ، ثم يلحقُ به، والسعادةُ تغمرُ نفسَه. لكنَّه ضربَه ضربةً قويةً بيدهِ، فاندفع (البالونُ) بعيداً...

لاحقناه جميعاً بأنظارنا، حتى رأيناه يحطُّ مثلَ بطَّة فوق الماءِ! ... وذهبَ مع النهرِ... مسكينٌ سامر!!.. ظلَّ ينظرُ إليه حتى غابَ عن الأنظارِ، وقد بدتِ الخيبةُ على وجهه... وحين التفتَ إليَّ حزيناً. شاهدَني أطالعُ قصَّتي الملوَّنةَ، ولكني كنت ـ في الحقيقةِ ـ أضحكُ من أعماقِ قلبي، ضحكةً طويلةً...



سهرة

ذاتَ ليلٍ ربيعيٍّ دافئٍ، أحبَّتْ ليلى السهرَ في ضوءِ القمر، حتى ساعةٍ متأخِّرةٍ.

قالتْ لها أُمُّها:

ـ هيَّا يا ليلى. اذهبي إلى النوم.

قالتْ ليلى:

ـ لكنِّي أحبُّ القمرَ.

ـ القمرُ (سيزعلُ) منكِ. إذا لم تنامي الآنَ.

قالت ليلى للقمرِ:

ـ هل صحيحٌ (ستزعلُ) منِّي لأني أُحبُّ السهرَ معك؟

ابتسمَ القمر، وغمرها بأشعَّتهِ الفضيَّة.

عندَ الصباحِ استيقظْت ليلى متأخَّرةً، ونظرتْ إلى أمّها تعاتُبها:

ـ لماذا لم توقظيني باكراً؟

ردَّتِ الأمُّ:

ـ لأنَّ القمرَ قد (زعلَ) منكِ.

عندئذٍ أدركتْ ليلى خطأها، واعتذرتْ من أُمِّها قائلةً:

ـ لن يزعلَ القمرُ مني بعدَ اليوم، لأني سأنامُ باكراً.


الساعة الآن 02:10 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir