أميــ اليمن ــر
02-11-06, 09:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
((عندما تعشق الأقلام رنين الدراهم ))
(( إذا لم يكن بمقدورنا أن ننقد الخطأ الذي نراه ؛ فلا نلطخ صفحاتنا البيضاء بمداد الزيف الممقوت ...))
في الزمن الصعب حيث الإلغاء أو الصهر حاصل , كيف يمكن لليراع بصفته رائد التنوير الأول , أن يكون هو العاصي الأول ؟؟..
يبقي للثقافة المتجذرة في المكان والزمان , تجذراً ممتد مع من سبق إلي من يعاصر , يبقي لها أن تجيب عن تلك التساؤلات التي تطرأ بين الحين والأخر : لماذا احتلت الأمة الإسلامية مرتبة الصدارة واتسمت عصورها السابقة بالازدهار في الوقت الذي كانت تقبع أوروبا في مستنقع الجهل الدامس ؟..وما الذي أدى إلي تدهور وضعنا بشكل العام لنعود الآلف الأميال إلي القهقرى..؟؟ ,
يبقي لتلك الثقافة أن تجيب ؛ باعتبارها صنيعة تفاعلات حضارية غنية وفاعلة في الرقي الإنساني ؛ الذي رافقه على امتداد حياة الأمم إدراكا كاملا وفهماً واعياً لوظيفة اليراع ومكانته وعلو منزلته , فشكل اليراع والازدهار صنوان لا يغادر أحدهم في ظل وجود الأخر , ومن يعمد إلي استقراء حياة الأمم والشعوب منذ سالف الأزل ؛ سيرى ذلك الارتباط الوثيق , والعلاقة المترابطة لبنية التكامل بين فهم العامة لوظيفة اليراع الحقيقية , والرقى المصاحب لذلك الفهم , وسيدرك تلك العوامل التي عملت على تقدم شعوباً معينة وتخلف أخري رغم انتمائهما لفترة زمنية واحدة . وتبعاً لذلك الفهم الكامل لوظيفة اليراع تقدمت الأمة الإسلامية في شتي المجالات, واحتلت الصدارة بين غيرها من الأمم والشعوب التي ظلت تغوص في بحور الجهل ردحاً من الزمن , ولم يكن ذلك التقدم الذي اتسمت به العصور الأولي للدولة الإسلامية بمنأى عن فهمها الشامل للعلم وأدواته ووسائله فحجز اليراع مكانة مرموقة له في ذوات العامة ومن يقتنوه , باعتباره ترجمان المعرفة بشكل عام, والركيزة الأولي في نهضة المجتمع وتقدمه , فأفسحوا له المجال وتركوا له العنان ليلامس حياة المجتمع بمجالاته المتعددة ولم يحصروه في زاوية معينة فحسب ؛ فتوسعت نتيجة لذلك مجالات العلم وتعددت مشاربه , وأخذ بأيديهم إلي مصافي العلى ..وكما أدرك العامة جميعهم جدوى العلم وفائدته , أدرك ذوي الأقلام المسؤولية الملقاة على عاتقهم في تشكيل وعي ثاقب وبني صادقة , فكان الصدق التعبيري رفيق دربهم في كل ما يعبرون عنه وما يلامسوه , فلم يتخذوا أقلامهم وسيلة للتكالب فيما بينهم , ولم يجعلوها أداة يقتاتون بواسطتها على حساب مبادئهم وعلى حساب الآخرين , بل عملوا جاهدين على تغليب المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية , ضاربين لنا أروع الأمثلة والمواقف في الدفاع عن شرف مهنتهم ليصل في اغلب الأحيان إلي مفارقتهم للحياة في سبيل ذلك, وكثيراً هي تلك الأمثلة التي يزخر بها تأريخنا العربي, و التي تخبرنا عن مدي التضحيات التي بذلها السابقون في الدفاع عن كلمة الحق التي بدأت تعرف طريقها إلي الزوال في الفترات المتعاقبة من الدولة الإسلامية تلك الفترات التي عانت تراجعا في حرية الرأي والكلمة ؛ ممن لأهم لهم إلا جمع الثروات والأموال ..
ومع أتساع رقعة الدولة الإسلامية لتشمل بقاع واسعة , اتسعت نتيجة لذلك مسيرة النهضة لتطوف أرجاء مختلفة وبلدان عديدة قاطعة الفيافي والقفار ومتجاوزتاً الحدود الجغرافية لبلدان العالم العربي ؛ وحاملتاً معها في ذات الوقت مشاعل التنوير, والتثقيف إلي بقاع عديدة ؛ فاستفادت منها أوروبا عبر مراكزنا العلمية , والفتوحات , وغيرها من الوسائل المتعددة ..وأدركوا مغبة الجهل الذي يسيطر عليهم فعملوا على زعزعة معاقله وصروحه التي كانت تقتاد كل من يحاول إزاحة خيط من خيوط الظلام القاتمة إلي حبل المشنقة ..فاتسعت رقعة العلم , والحرية , والمعرفة لديهم , وضاقت وتقلصت تلك المساحة في أوطاننا ؛ ليعدوا الغرب في الصدارة ونعود نحن إلي الحضيض.. ونتيجة لذلك التبدل في الأدوار الذي رافقه قصوراً في الفهم لدينا للوظيفة المناطة باليراع تراكم مع مرور الزمن ليتحول ذوي الأقلام من مناهضين للظلم إلي مطبلين له , وتفاقمت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة, واتسعت مساحتها لتشمل أطرافاً متعددة وأطيافاً مختلفة وكاشفة بوضوح مدى ذلك الأسلوب المقيت الذي يتخذه زمرة من ذوى الأقلام المأجورة وسيلة للوصول إلي أهدافه محددة وممقوتة, وللتقرب من جهة معينة تحكمها في كثير من الأحيان الشللية , والانتماءات الفكرية , وغيرها من الاعتبارات البعيدة عن منطق العلم ومنهجه الصحيح , وكثيرا هي تلك السلبيات التي نستشفها من بين ثنايا كتابنا ومثقفين الذي تماشوا مع المدّ الجارف لثقافة الظلام والموت , غير أبهين إن تلك الكتابات الزائفة والمغلوطة بغية التظليل فقط ؛ تعمل على ترسيخ وعى مشوه لدي العامة لافتقادها لأدني مقومات الصدق والموضوعية .
إن تحول الكتاب إلي أبواق دعائية لأناس لا يهمهم سوي التظليل على الآخرين شيء لا ينبأ بخير ولا يبشرنا بأمل النهضة التي نفتقدها منذ عصور , وبدون أن نعرف صدق الكلمة لن نستطيع إلا أن نحمل الظلام مشاعل....!!!
صنعـــاء
2/5/2005م
((عندما تعشق الأقلام رنين الدراهم ))
(( إذا لم يكن بمقدورنا أن ننقد الخطأ الذي نراه ؛ فلا نلطخ صفحاتنا البيضاء بمداد الزيف الممقوت ...))
في الزمن الصعب حيث الإلغاء أو الصهر حاصل , كيف يمكن لليراع بصفته رائد التنوير الأول , أن يكون هو العاصي الأول ؟؟..
يبقي للثقافة المتجذرة في المكان والزمان , تجذراً ممتد مع من سبق إلي من يعاصر , يبقي لها أن تجيب عن تلك التساؤلات التي تطرأ بين الحين والأخر : لماذا احتلت الأمة الإسلامية مرتبة الصدارة واتسمت عصورها السابقة بالازدهار في الوقت الذي كانت تقبع أوروبا في مستنقع الجهل الدامس ؟..وما الذي أدى إلي تدهور وضعنا بشكل العام لنعود الآلف الأميال إلي القهقرى..؟؟ ,
يبقي لتلك الثقافة أن تجيب ؛ باعتبارها صنيعة تفاعلات حضارية غنية وفاعلة في الرقي الإنساني ؛ الذي رافقه على امتداد حياة الأمم إدراكا كاملا وفهماً واعياً لوظيفة اليراع ومكانته وعلو منزلته , فشكل اليراع والازدهار صنوان لا يغادر أحدهم في ظل وجود الأخر , ومن يعمد إلي استقراء حياة الأمم والشعوب منذ سالف الأزل ؛ سيرى ذلك الارتباط الوثيق , والعلاقة المترابطة لبنية التكامل بين فهم العامة لوظيفة اليراع الحقيقية , والرقى المصاحب لذلك الفهم , وسيدرك تلك العوامل التي عملت على تقدم شعوباً معينة وتخلف أخري رغم انتمائهما لفترة زمنية واحدة . وتبعاً لذلك الفهم الكامل لوظيفة اليراع تقدمت الأمة الإسلامية في شتي المجالات, واحتلت الصدارة بين غيرها من الأمم والشعوب التي ظلت تغوص في بحور الجهل ردحاً من الزمن , ولم يكن ذلك التقدم الذي اتسمت به العصور الأولي للدولة الإسلامية بمنأى عن فهمها الشامل للعلم وأدواته ووسائله فحجز اليراع مكانة مرموقة له في ذوات العامة ومن يقتنوه , باعتباره ترجمان المعرفة بشكل عام, والركيزة الأولي في نهضة المجتمع وتقدمه , فأفسحوا له المجال وتركوا له العنان ليلامس حياة المجتمع بمجالاته المتعددة ولم يحصروه في زاوية معينة فحسب ؛ فتوسعت نتيجة لذلك مجالات العلم وتعددت مشاربه , وأخذ بأيديهم إلي مصافي العلى ..وكما أدرك العامة جميعهم جدوى العلم وفائدته , أدرك ذوي الأقلام المسؤولية الملقاة على عاتقهم في تشكيل وعي ثاقب وبني صادقة , فكان الصدق التعبيري رفيق دربهم في كل ما يعبرون عنه وما يلامسوه , فلم يتخذوا أقلامهم وسيلة للتكالب فيما بينهم , ولم يجعلوها أداة يقتاتون بواسطتها على حساب مبادئهم وعلى حساب الآخرين , بل عملوا جاهدين على تغليب المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية , ضاربين لنا أروع الأمثلة والمواقف في الدفاع عن شرف مهنتهم ليصل في اغلب الأحيان إلي مفارقتهم للحياة في سبيل ذلك, وكثيراً هي تلك الأمثلة التي يزخر بها تأريخنا العربي, و التي تخبرنا عن مدي التضحيات التي بذلها السابقون في الدفاع عن كلمة الحق التي بدأت تعرف طريقها إلي الزوال في الفترات المتعاقبة من الدولة الإسلامية تلك الفترات التي عانت تراجعا في حرية الرأي والكلمة ؛ ممن لأهم لهم إلا جمع الثروات والأموال ..
ومع أتساع رقعة الدولة الإسلامية لتشمل بقاع واسعة , اتسعت نتيجة لذلك مسيرة النهضة لتطوف أرجاء مختلفة وبلدان عديدة قاطعة الفيافي والقفار ومتجاوزتاً الحدود الجغرافية لبلدان العالم العربي ؛ وحاملتاً معها في ذات الوقت مشاعل التنوير, والتثقيف إلي بقاع عديدة ؛ فاستفادت منها أوروبا عبر مراكزنا العلمية , والفتوحات , وغيرها من الوسائل المتعددة ..وأدركوا مغبة الجهل الذي يسيطر عليهم فعملوا على زعزعة معاقله وصروحه التي كانت تقتاد كل من يحاول إزاحة خيط من خيوط الظلام القاتمة إلي حبل المشنقة ..فاتسعت رقعة العلم , والحرية , والمعرفة لديهم , وضاقت وتقلصت تلك المساحة في أوطاننا ؛ ليعدوا الغرب في الصدارة ونعود نحن إلي الحضيض.. ونتيجة لذلك التبدل في الأدوار الذي رافقه قصوراً في الفهم لدينا للوظيفة المناطة باليراع تراكم مع مرور الزمن ليتحول ذوي الأقلام من مناهضين للظلم إلي مطبلين له , وتفاقمت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة, واتسعت مساحتها لتشمل أطرافاً متعددة وأطيافاً مختلفة وكاشفة بوضوح مدى ذلك الأسلوب المقيت الذي يتخذه زمرة من ذوى الأقلام المأجورة وسيلة للوصول إلي أهدافه محددة وممقوتة, وللتقرب من جهة معينة تحكمها في كثير من الأحيان الشللية , والانتماءات الفكرية , وغيرها من الاعتبارات البعيدة عن منطق العلم ومنهجه الصحيح , وكثيرا هي تلك السلبيات التي نستشفها من بين ثنايا كتابنا ومثقفين الذي تماشوا مع المدّ الجارف لثقافة الظلام والموت , غير أبهين إن تلك الكتابات الزائفة والمغلوطة بغية التظليل فقط ؛ تعمل على ترسيخ وعى مشوه لدي العامة لافتقادها لأدني مقومات الصدق والموضوعية .
إن تحول الكتاب إلي أبواق دعائية لأناس لا يهمهم سوي التظليل على الآخرين شيء لا ينبأ بخير ولا يبشرنا بأمل النهضة التي نفتقدها منذ عصور , وبدون أن نعرف صدق الكلمة لن نستطيع إلا أن نحمل الظلام مشاعل....!!!
صنعـــاء
2/5/2005م